المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضيحة أدعياء المعارضة



عزت السيد أحمد
03/12/2013, 02:16 AM
فضيحة أدعياء المعارضة
الدكتور عزت السيد أحمد


لم يعد هناك من أمر غريب
الذين كانوا يبدون أشد الناس معارضة للنظام منذ ما قبل بشار الأسد، ها هم مندبو النظام لتلطيف الأجواء وإعادة المياه إلى مجاريها... وأيضاً مندوبوه إلى جنيف 2
هل كانوا معارضين حقاً أم منافقين أم ماذا؟
الحقيقة مرة أكثر مما يحتمل
فأن يأتيك الموالون للنظام أو من لم يقف مع الثورة باسطين للثوار يد التصافي وإعادة الأمور إلى مجاريها مع النظام فهذا أمر منطقي تماماً، يمكن تقبله بسهولة، سواء أكان التقبل على مضض أم على مرح.
ولكن أن يأتيك من نفخ رأسك، منذ عشرات السنين، بمعارضته الحادة واحتقاره الشديد للنظام، واحتقاره لمن لا يحتقر النظام ليكون الناطق باسم النظام فهذا ما لا يمكن إدراجة تحت أي باب منطقي.
أي منطق يمكن أن يتقبل ذۤلكَ أو يستسيغه؟
لا أخفيكم
لقد فوجئت اليوم بأن أناساً كانوا يحتقرون النظام ويحتقرون من لا يحتقر النظام... وكانوا ينظرون بازدراء لمن يعمل مع الدولة أي عمل تستحسن الدولة فيه البعثيين على غيرهم... فوجئت بهم وهم يفاوضون باسم النظام ومفوضين من النظام وناطقين باسمه....
يا إلهي كم هي عجيبة طبائع البشر، وكم في الدنيا من عجائب ومدهشات لا تخطر في بال.
ربما تابوا كما قد يقول بعضهم.
ولكن حَتَّى التوبة في هذا الظرف تحديداً تستدعي التساؤلات.
لماذا تابوا وعادوا إلى أحضان النظام عندما بدأت الثورة تقترت من النصر أكثر وأكثر وأكثر؟
إذا كانوا معارضين تحت أي بند أو مستوى لماذا هبوا لإنقاذ النظام وهو يتهاوى؟
الحقيقة الأكيدة أنهم لا يمكن أن يكونوا معارضين، ولا مع الثورة، مهما كانت أسبابهم وذرائعهم. مهما كانت أعني مهما كانت، فمن يحرص على ابنه المعتقل متجاهلاً ابني الشهيد لا يمكن أن يكون فيه ذرة أخلاق. ومن يحرص على بيته الذي لم يدمر متجاهلا بيتي الذي تم تدميره لا يمكن أن يكون فيه ذرة أخلاق. ومن يحرص على المحافظة على الأموال التي غنهما من هٰذه الثورة أو حَتَّى قبل الثورة على حساب أمول الناس وأملاكها التي دمرت ونهبت لا يمكن أن يكون فيه ذرة إنسانية ولا أخلاق...
هٰذا إذا أحسنا النية فينهم ولم نقل إنهم أصلاً أعداء الحرية والكرامة والعزة وأنهم كانوا منافقين خونة...