المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هؤلاء صنعوا داعش



كاظم فنجان الحمامي
13/09/2014, 12:57 AM
هؤلاء صنعوا داعش

كاظم فنجان الحمامي

هل أفلس الفكر الإسلامي ولم يعد لديه ما يقدمه للإنسانية سوى الرعب والقتل والذبح والتشريد والخراب والدمار ؟. وهل صار الإرهاب من منجزاتنا الحضارية التي نتفوق فيها على الشعوب والأمم ؟. وهل أصبح مصير مدننا بيد المجاميع الإرهابية المراهقة ؟، وهل صار مشايخ العنف من أمثال الحويني ورهطه هم الذين يتلاعبون بعقول الشباب من دون أن يردعهم أحد ؟، وهل تخصص خطباء المساجد بتحريض الشباب على التفجير والتفخيخ والانتحار ؟. وهل بات إعلان الجهاد ضد أقطار الأرض من فرائض الدين وأهدافه ؟. وهل أصبح مستقبلنا بيد العناصر المسلحة التي تنتمي لداعش وعشرات التنظيمات الغارقة في مستنقعات الدم ؟. وهل صار قطع رؤوس الأبرياء والتمثيل بجثثهم وسبي النساء وانتهاك حرمات الناس وتفخيخ المدارس ونبش قبور الصحابة وتهديم الصوامع وتحريم التعليم من مفردات المناهج الإسلامية في شرق الأرض وغربها، وهل صارت الممارسات العدوانية الشاذة من المشاريع التنموية المستقبلية ؟. ثم ما سر هذا التطابق التعبوي العجيب بين أهداف هذه التنظيمات وبين أهداف خلايا الموساد ؟، ولماذا لم تعلن الجهاد ضد إسرائيل، ولم تُطلق رصاصة واحدة ضد القواعد الأمريكية في قطر ؟. ولماذا لم تقف حتى الآن إلى جانب حماس أو كتائب عز الدين القسام في دفاعها المشروع عن مدينة غزة ؟.
لو بحثنا عن الأجوبة الشافية لهذه التساؤلات المصيرية المُحيرة لوجدناها تختبئ بين صفحات المناهج المدرسية المحرضة على القتل، ولوجدناها تُعرض يومياً على شاشات الفضائيات المسمومة، ولعثرنا عليها في دهاليز الأوكار الظلامية. ولاكتشفنا أنها تتلقى الدعم والإسناد من بيوت الزكاة والجمعيات (الخيرية)، ولاكتشفنا أيضاً أن الحكومات العربية هي التي تغاضت عن نموها الانشطاري، وهي التي صفقت لها، والدليل على ذلك لا توجد حكومة عربية واحدة تستنكر جرائم داعش، ولا توجد دولة عربية منعت شبابها من الالتحاق بها، ولسنا مغالين إذا قلنا أنها هي التي استنفرتها، وهي التي جندتها ودربتها وسلحتها، ثم أرسلتها في كل الاتجاهات لتشوه صورة الإسلام والمسلمين. فانقلب السحر على الساحر، وتكاثرت الأفاعي في الجيوب والثكنات غير المحسوبة لتزحف نحو عروش الذين وفروا لها أسباب النمو والانتشار، فانتشرت بالطول والعرض لتقض مضاجع الذين أرضعوها من أثداء الجاهلية الأولى، وهكذا جنت على نفسها براقش.
وما براقش إلا كلبة غبية من كلاب العرب، كانت لقوم من تميم، وذات ليلة جاء أعداء لهم يبحثون عنهم في الظلام فلم يهتدوا إليهم، فيئسوا وهمّوا بالرجوع، فلما أحست بهم الكلبة نبحت عليهم، فعرفوا من نباحها مكان القوم، فهاجموهم وقضوا عليهم وعلى كلبتهم، فقيل جنت على أهلها براقش. ألا لعنة الله على داعش وبراقش.