أسلحة التدمير الفقهي الشامل

[كاظم فنجان الحمامي]

أسلحة التدمير الفقهي الشامل



كاظم فنجان الحمامي

قديما كان الناس يخشون على الفقهاء من بطش السلاطين والأمراء، أما اليوم فالناس يخشون على أنفسهم من بطش بعض الفقهاء، الذين تخصصوا بنشر أسلحة التدمير الفقهي الشامل، فالفتاوى التي يطلقونها لا تقل خطورة عن حملات الإبادة البشرية، لأن المغرر بهم من أصحاب العقول المشفرة لا يملكون القدرة على رفضها والاعتراض عليها، حتى لا يضعوا أنفسهم في مواضع الشبهة والعصيان.
قال الداعية (أحمد ديدات): (أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل، يتعصب لجهله، بأفعاله يشوه ويدمر صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام).
لوعدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا أن بوادر التسليح الفقهي الشامل ولدت بولادة التثقيف العقائدي المدعوم من قبل البيت الأبيض ضد التواجد السوفيتي في أفغانستان، والذي حظي بتأييد غالبية المسلمين بدعوى التصدي للغزو الكافر لبلد مسلم، لكن هذا المسوغ استغل من قبل المتطرفين والتكفيريين، الذين رفعوا شعار الجهاد داخل بلدانهم كامتداد لجماعات التكفير والهجرة، ثم تعمقت أفكار صناعة الموت، وتوسعت جبهاتها القتالية بظهور مدرسة طالبان في أفغانستان، وشيوع مفاهيم (الجهاد) بصيغتها التكفيرية الضيقة. ما أدى إلى ولادة جيل متشنج من دعاة (النفير) المؤيدين للإرهاب، والداعمين له. فكانت شبكات التواصل الاجتماعي هي المنافذ المفتوحة لتيارات التحريض على العنف الطائفي، وهي الأبواق التي غررت بالشباب، وساقتهم نحو أوكار التضليل الفقهي. وهكذا كانت سوريا ومن بعدها ليبيا والعراق هي الأهداف الحصرية، بينما لا نجد من يدعو للجهاد ضد إسرائيل لأسباب لم تعد خافية على أحد.
ولسنا مبالغين إذا قلنا أن (تقي الدين النبهاني) الأمين العام (لحزب التحرير الإسلامي)، والمؤسس الأول لخلايا الإرهاب بصورتها البدائية، هو الذي أفتى بوجوب تعليق الصلوات الخمس إلى قيام الخلافة الإسلامية، فما لم تقم الخلافة فلا يجب على المسلم أن يصلي، وربما كانت هذه الفتوى الشاذة هي التي دفعت (جبهة الإنقاذ) في الجزائر أن تذبح 114 إماماً ذبح النعاج لأنهم أقاموا صلاة الجمعة.
يقول هذا النبهاني في كتابه (حزب التحرير صفحة 17): (والدار التي نعيش فيها اليوم هي دار كفر لأنها تطبق أحكام الكفر وهي تشبه مكة [الوثنية] أمام بعثة الرسول)، ويقول في هذا الكتاب أيضاً: (وبلاد المسلمين اليوم لا يوجد فيها بلد، ولا دولة تطبق أحكام الإسلام في الحكم وشؤون الحياة، لذلك فإنها كلها تعتبر دار كفر ولو كان أهلها مسلمين). (أنظر المصدر السابق صفحة 32)، وبالتالي فأنهم يكفرون الناس كلهم حكاماً ومحكومين، ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولا يترددون أبداً في إطلاق ذئابهم في شرق الأرض وغربها لقتل الناس بالجملة، وترويعهم بأساليب إجرامية غير مسبوقة.
وأترك لكم المجال في البحث عن المجرم الذي أفتى بتكفير جميع الفلسطينيين الذين بقوا على أرض آبائهم وأجدادهم ولم يتركوها للاحتلال الصهيوني، بقوله: (على الفلسطينيين أن يغادروا بلادهم ويخرجوا إلى بلاد أخرى، وإن كل من بقي في فلسطين منهم فهو كافر). أنظر (جريدة اللواء الإسلامي الأردنية بتاريخ 7/7/1993)، وقد رد الدكتور (علي الفقير) على هذه الفتوى بقوله: (إن هذه الفتوى صادرة عن شيطان). وما أكثر الشياطين الذين نشروا أسلحة التدمير الفقهي الشامل في أرجاء هذه الأمة، التي تمر اليوم بأبشع أيامها.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
https://www.youtube.com/watch?v=CFrugWHDxXI

[منذر أبو هواش]

محاربة الجهلاء للفقه والفقهاء ...

المعركة بين العلم والجهل مثلها مثل المعركة بين الحق والباطل، ومثلما أن الحق وأهله منصورون في النهاية على الباطل وأهله، كذلك فإن العلم وأهله منتصرون بعون الله في النهاية على الجهل وأهله.

الشيخ العالم النقي التقي مثل اسمه تقي الدين النبهاني هو عالم ومفكر ومجتهد وثائر مسلم من فلسطين، انطلقت دعوته السلمية السياسية الى الثورة على الاستعمار وأذنابه من على منبر المسجد الأقصى في القدس اثر ضياع فلسطين، ثم أسس حزبه السياسي المسمى حزب التحرير (ولم يسمه حزب التحرير الاسلامي)، وهو حزب سياسي وتجمع فكري يدعو المنتسبين اليه الى النضال الفكري السياسي التوعوي، ولا يدعوهم الى حمل السلاح أو الكفاح المسلح أو الارهاب، وهو يؤمن بأن تحرير الأمة يقع على عاتق جيوشها النظامية من خلال الاستمرار في دعوة تلك الجيوش الى القيام بواجبها في نصرة دينها وأمتها.

أعضاء هذا الحزب السياسي الفكري منتشرون في كافة أرجاء العالم، وقد تجاوز عددهم المليون، لكنهم لا يحملون السلاح، ولا يمارسون أنفسهم أي نوع من الكفاح المادي المسلح.

وأما الشيخ العالم الرباني الألباني فلم يكفر أحدا من أهل فلسطين كما يدعي أعداءه من المدلسين، فكلام الشيخ ورده على سائليه مسجل بصوته، وهو رد شرعي على مسلم اشتكى من شدة معاناة المسلمين في فلسطين، وأنهم يفتنون في دينهم، وطلب حلا شرعيا مستندا الى الشرع الشريف، فأجاب الشيخ بأن الحل في مثل هذه الحالة هو الهجرة الى مكان يأمن فيه المسلمون على دينهم، ولم يقل الشيخ مطلقا أن من لا يهاجر فهو كافر، فالشيخ لم يكفر حتى الطواغيت صريحي الكفر، فكيف يكفر شعبا مسلما مؤمنا لا حول له ولا قوة ان لم يهاجر.

الشكوى نفسها وردت الى الشيخ الجليل من بعض المسلمين الليبيين حين شكوا اليه عدم قدرتهم على اظهار دينهم، وأنهم يفتنون في دينهم، فكان جوابه الشرعي لهم أن الهجرة هي الحل في مثل هذه الأحوال.

لا شك أن المسلم إذا وصل في مكان اقامته إلى درجة لا يستطيع معها أن يُظهر دينه، وأنه يُفتن في دينه، ثم يجد أرضا يستطيع أن يُظهر فيها دينه، ويأمن بها على نفسه وأهله، فإن نصوص الشريعة توجب عليه الهجرة، وذلك لأن الهجرة كما جاء في الحديث ماضية إلى يوم القيامة، لا يمكن تعطيلها أو إيقاف العمل بها، والله تعالى حض على الهجرة في كتابه في أكثر من موضع عندما تتوفر دواعيه وأسبابه، فقال تعالى:( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ). فوسع الله تعالى الأرض لتحقيق سلامة العبادة والدين لعباده المؤمنين، فإن ضيق عليهم في أرض، وعجزوا عن إظهار دينهم فيها، انطلقوا وهاجروا إلى الأرض التي لا يجدون فيها تلك الصفات والمعاناة.

وقال تعالى:( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ).

وقال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً ). وغيرها كثير من الآيات التي تحض على الهجرة في حال تعرض المرء للفتنة في دينه، وعجز عن إظهار دينه في مكان اقامته ومعيشته.

فالشيخ من هذا الوجه مصيب، والنصوص الآنفة الذكر هي التي حملته على أن يقول: هاجروا. وليس رغبة منه في تسليم فلسطين لليهود أو لغاية مدسوسة قد تواطأ الشيخ عليها مع الصهاينة اليهود كما يقول المدلسون المفترون والأدعياء الكذابون.

اذن فالهجرة هي الحل المرخص به شرعيا في حال توفر المكان الآمن البديل، وربما فات الشيخ الجليل أن يذكر سائليه بأن مثل هذا المكان الامن للمسلمين لم يعد موجودا اليوم لا في فلسطين ولا في غير فلسطين، فالإسلام اليوم محارب في كل مكان، ولم يعد حل الهجرة حلا قابلا للتطبيق في منطقتنا في هذا الزمن السيء، ولم يعد أمام المسلمين في بلادنا الا المقاومة والصبر الى أن يأتي نصر الله وفرجه.

ألا شاهت وجوه المدلسين والجهلة من أعداء الاسلام والمسلمين.

[كاظم فنجان الحمامي]

ها أنت تعود مرة أخرى لتذود بالدفاع عن المدلسين والمضللين وتمنحهم العصمة، وترتقي بهم إلى مصاف الأنبياء، فتسميهم (علماء ربانيون)، وها أنت تعود مرة أخرى لتشتم الناس وتقذفهم على هواك متخيلا نفسك في مكان (رباني) أيضا.
ألا ترى أن الدواعش وما فعلوه من فواحش ساروا على نهج هؤلاء ولم يلتزموا بنهج القرآن المجيد ؟. ألا ترى أنهم قتلوا الناس ودمروا الكنائس ونبشوا القبور وسبوا النساء وأكلوا لحوم البشر ووضعوا قوانين جهاد النكاح وتعاونوا مع إسرائيل وأمريكا والأردوغان ثم أعلنوا ارتمائهم في أحضان الشيطان، عندما أقدموا على أفعالهم النكراء فساروا على النهج الذي رسمه لهم المدلسين الذين آمنت أنت بمنهجهم الهمجي في القتل والنحر والسحل والاغتصاب وحرق الناس وهم أحياء، وتكفيرهم الناس لأتفه الأسباب. هل بعد هذا كله تريد دليلا على الانحراف عن نهج الإسلام ؟.
بربك بماذا تسمي أفعال داعش التي قبحت وجه التاريخ ؟. وما الذي ينبغي أن تقوله للسلف الذين ساروا على نهجهم ؟.
إن كان شجبنا واستنكارنا للفكر الدموي والمنهج التكفيري الأحمق يضعنا في خانة التدليس فمرحى بالتدليس، وهنيئا لك أنت بتأييدك للدواعش، والأقطار التي توفر الدعم التعبوي للقتلة والمجرمين والسفلة.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعله فقهاء السوء في آخر الزمان
اللهم إننا نعلن تمسكنا بالقرآن المجيد ونعلن تمسكنا بدين السلام والمحبة، دين التحضر والرقي، دين التسامح والوئام، الدين الذي أرسى أسس العدل والانصاف، وتبا لمن سار على نهج المضللين والمفسدين الذين طلبوا من العرب مغادرة فلسطين بفتوى لا مثيل لها أراد من خلالها أن يكسر شوكة المقاومة الفلسطينية الشريفة. حتى تخلوا الأجواء لبني إسرائيل.

[كاظم فنجان الحمامي]

أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل، يتعصب لجهله، بأفعاله يشوه ويدمر صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام

[علاء خير]

حماك الرب العظيم و رعاك و نافح عنك الأستاذ منذر بقدر ما تدفع عن دينه و سنة نبيه و سمعة علمائنا الأفاضل و رضي عنك بقدر صحة قلبك و طيبة نفسك و كرمك ... العجب ليس ممن تراهم يعضون على المسلمين المؤمنين الأنامل من الغيظ إنما العجب العجيب في هذا الزمان من أمثالكم ماتزال نفوسكم الكريمة يطيب لها الذود عن الحياض الطاهرة لديننا الحنيف ... دون تناسي الأفعال المنكرة الصادرة ممن شوه حقا صورة الإسلام و عرضه غير رحيم و لا منصف ...
أعطر تحياتي و جزيل شكري لأخي منذر و يهدي الله لنوره من يشاء .

[منذر أبو هواش]

دين الاسلام الذي ندافع عنه هو دين محمد عليه الصلاة والسلام، وهو دين عدة مليارات من أتباع رسول الله الحاليين والمنتشرين في كافة أصقاع الأرض، وليس دين فئة قليلة لم تتجاوز في تعدادها آلاف المسلمين، وان هي جاءت بعلماء جدد، وبممارسات جديدة، وباجتهاد وفقه جديدين.

اننا معنيون هنا بالدفاع عن ديننا الاسلامي الحنيف، ولسنا معنيين بالدفاع عن هذه الفئة الجديدة من فئات المسلمين أو تلك، ونحن معنيون هنا بالدفاع عن علمائنا الربانيين الذين سبق وجودهم وجودكم ووجود علمائكم ووجود مخالفيكم.

فهل تعتقدون أنكم نوع من الملائكة؟ ألا تعرفون أنكم ترتكبون من الجرائم ما يفوق بكافة المقاييس الجرائم التي تنسبونها الى مخالفيكم؟ أين التزامكم بنهج القرآن الكريم؟ ألم تقتلوا الناس على الهوية؟ ألم تغتصبوا نساء المسلمين؟ ألم تقتلوا وتقصفوا وتحرقوا الأطفال والنساء والشيوخ من المسلمين، ألستم أنتم المتعاونون والمتحالفون مع أمريكا واسرائيل ومع تركيا أيضا؟

ان حبل الكذب والتدليس والتضليل قصير، فأين أنتم من الاسلام والقرآن؟ وأين أنتم من العدل والانصاف والتسامح؟ أنظروا قليلا الى أنفسكم بالله عليكم، وكفوا عما أنتم عليه، وعودوا الى الله قبل أن يأخذكم أخذ عزيز مقتدر ...

[علاء خير]

هو سبحانه أعلم بمن اتقى
لقد سبق و أن أثنيتُ على داعش محقا غير مبطل على بعض من تصرفاتها و لست جهولا إلى حد التطبيل لها و الرضى عن تعسفها و تجاوزها و ظلمها إنما رضيت منها عن حربها ضد أمريكا و حلفائها من منبطحينا و سفائنا و مرضى القلوب عندنا من الحاكمين و المثقفين و النسوة ذوات البناطيل و ما زلت راضيا في غير خجل , أما ما ذكرته ههنا و دفعكم و ذودكم فالشيوخ الأفاضل عنيتُ من أهل الفتوى و الحديث و ماعنيت طراطير داعش
الذين لا يشرف أحد بمد يده لهم بله أن يحبهم أو يهش لهم و الخائف يخاف بأس من في السماء و يطمع في مرضاة رفيع الدرجات و أنتم يا أخي ماكان من حقكم سبنا و قد ألفنا حديثكم و نزل منا سويداء القلب و حنت عليه الجوانح هداكم الرب العظيم و أخاكم الذي تنابزونه .
السلام عليكم .

[منذر أبو هواش]

أخي علاء

ليس من عادتي أن أجامل، لذلك فقد فاتني أن أشكرك على مشاركتك حتى توهمت سامحك الله أن مشاركتي الأخيرة كانت ردا عليك.

مشاركتي الأخيرة استمرار لما سبق من مشاركات، ولو أردت التعليق على مشاركتك لفعلت ذلك بوضوح لا يحتمل اللبس. لذلك فقد اقتضى التنويه.

أنا أرد هنا برأيي ولا أحاور ولا أنابز ...

دمت بخير،

[كاظم فنجان الحمامي]

يقول ؛مارتن لوثر كنك
{علينا أن نتعلم العيش كأخوة أو الفناء معا كأغبياء}

[نايف ذوابه]

أسلحة التدمير الفقهي الشامل

كاظم فنجان الحمامي

ولسنا مبالغين إذا قلنا أن (تقي الدين النبهاني) الأمين العام (لحزب التحرير الإسلامي)، والمؤسس الأول لخلايا الإرهاب بصورتها البدائية، هو الذي أفتى بوجوب تعليق الصلوات الخمس إلى قيام الخلافة الإسلامية، فما لم تقم الخلافة فلا يجب على المسلم أن يصلي، وربما كانت هذه الفتوى الشاذة هي التي دفعت (جبهة الإنقاذ) في الجزائر أن تذبح 114 إماماً ذبح النعاج لأنهم أقاموا صلاة الجمعة.

يقول هذا النبهاني في كتابه (حزب التحرير صفحة 17): (والدار التي نعيش فيها اليوم هي دار كفر لأنها تطبق أحكام الكفر وهي تشبه مكة [الوثنية] أمام بعثة الرسول)، ويقول في هذا الكتاب أيضاً: (وبلاد المسلمين اليوم لا يوجد فيها بلد، ولا دولة تطبق أحكام الإسلام في الحكم وشؤون الحياة، لذلك فإنها كلها تعتبر دار كفر ولو كان أهلها مسلمين). (أنظر المصدر السابق صفحة 32)، وبالتالي فأنهم يكفرون الناس كلهم حكاماً ومحكومين، ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولا يترددون أبداً في إطلاق ذئابهم في شرق الأرض وغربها لقتل الناس بالجملة، وترويعهم بأساليب إجرامية غير مسبوقة.
وأترك لكم المجال في البحث عن المجرم الذي أفتى بتكفير جميع الفلسطينيين الذين بقوا على أرض آبائهم وأجدادهم ولم يتركوها للاحتلال الصهيوني، بقوله: (على الفلسطينيين أن يغادروا بلادهم ويخرجوا إلى بلاد أخرى، وإن كل من بقي في فلسطين منهم فهو كافر). أنظر (جريدة اللواء الإسلامي الأردنية بتاريخ 7/7/1993)، وقد رد الدكتور (علي الفقير) على هذه الفتوى بقوله: (إن هذه الفتوى صادرة عن شيطان). وما أكثر الشياطين الذين نشروا أسلحة التدمير الفقهي الشامل في أرجاء هذه الأمة، التي تمر اليوم بأبشع أيامها.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين



الكاتب كاظم فنجان الحمامي .. لم تشر إلى المصدر الذي أخذت منه كلامك الذي سقته بأن الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله قد أفتى بتعليق الصلوات الخمس حتى قيام دولة الخلافة الإسلامية ..؟! طبعا أنا متأكد أنك لن تذكر مصدرا لأن هذا الكلام افتراء وتدليس على الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله ..ولقد دهشت وانعقد لساني بقولك إن الشيخ تقي الدين أمير حزب التحرير ومؤسسه هو أول مؤسس لخلايا الإرهاب بصورتها الابتدائية .. وبصراحة هذا كلام مخابراتي وكلام أجهزة أمنية حاقدة على الإسلام وعلى العاملين لعودة الإسلام إلى الحياة والحكم .. والآن أصبحت هذه الأجهزة تعمل مع أجهزة الاستخبارات الدولية لتشويه الإسلام وتشويه الحركات الإسلامية والاستخبارات الروسية توجه مثل هذا الاتهام لشباب حزب التحرير حقدا وظلما بغضا بهذا الحزب الذي يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية من خلال العمل السياسي وبث الوعي على أفكار الإسلام وقيادة عمل نهضوي سلمي بعيد عن العنف وإنما يعتمد على الصراع الفكري .. صراع الإفكار لا قتال ولا عنف .. لقد اعترتني دهشة كبيرة كيف أنك توجهت لمهاجمة حزب التحرير هكذا بلا مقدمات وافتريت عليه كل هذا الافتراء وكأنك تعمل لأجندة الغرب وحلفائهم في المنطقة من أعداء الإسلام .. حزب التحرير المفترى عليه حزب سياسي لا يعرف العنف ولا الأعمال المادية في نشاطه فمن أين أتى لك شيطانك بفكرة مهاجمته إلا أن يكون هناك من لقنك وأوحى إليك لأن هذا الحزب معروف بإخلاصه واستعصائه على الترويض والمهادنة للأنظمة السياسية التي تحارب الإسلام السياسي وتحارب العاملين للخلافة الإسلامية التي هي هاجس الغرب وعملاؤه في المنطقة ويحولون بكل جد دون قيامها لأنها جامعة شمل المسملين وحامية الإسلام وراعية كل من يعيش بكنفها رعاية أمينة صادقة مخلصة ..

من المؤسف أن تقوم بالهجوم على حزب التحرير هذا الهجوم الحاقد السافر مع أن هذا الحزب العملاق ليس حزبا طائفيا ولا يروج للطائفية بل يحاربها وأعرف أن مسؤول ولاية لبنان كان في فترة من الزمن شيعيا .. لكنه مسلم مخلص نقي وبكونه عضو في الحزب أصبح ولاؤه للإسلام كإسلام متجردا من الهوى والأفكار الخبيثة الحاقدة على الإسلام وأهله تلك التي تنال من صحابة رسول الله ... وسميح عاطف الزين رحمه الله أيضا كان من قيادات حزب التحرير في لبنان وهو شيعي وقد نشر معظم كتب حزب التحرير باسمه من أجل تعميم الفكر والتغلب على معضلة محاربته ومنع نشره باسم الحزب ..
أما قولك نقلا عن أحد كتب الحزب: (والدار التي نعيش فيها اليوم هي دار كفر لأنها تطبق أحكام الكفر وهي تشبه مكة [الوثنية] أمام بعثة الرسول)، ويقول في هذا الكتاب أيضاً: (وبلاد المسلمين اليوم لا يوجد فيها بلد، ولا دولة تطبق أحكام الإسلام في الحكم وشؤون الحياة، لذلك فإنها كلها تعتبر دار كفر ولو كان أهلها مسلمين). (أنظر المصدر السابق صفحة 32)، وبالتالي فأنهم يكفرون الناس كلهم حكاماً ومحكومين، ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولا يترددون أبداً في إطلاق ذئابهم في شرق الأرض وغربها لقتل الناس بالجملة، وترويعهم بأساليب إجرامية غير مسبوقة.... فالأمر يتعلق بمشكلة فهم للنص وعدم الوقوف على الفهم الصحيح للأمر .. فالحزب يرى أن المجتمع يكون إسلاميا إذا ظهرت فيه أحكام الإسلام ولو كان جل أهله غير مسلمين .. ويكون مجتمع كفر أو غير إسلامي إذا كانت العلاقات القائمة بين الناس تقوم على غير الإسلام، وإن كان معظم أهله مسلمين؛ فلا تقطع يد السارق ولا يقام الحد على الزاني ولا تجمع الزكاة وتوزع على الناس وهذا وصف للمجتمع وليس وصفا للناس فالناس بأفرادهم مسلمون ما داموا لا يعتقدون بحل الربا مثلا ولا يعتقدون بعدم صلاحية أحكام الإسلام للعصر لكن أي إنسان يعتقد بعدم صلاحية الإسلام أو يستحل الربا فهو كافر ...
للأسف أنك خصصت المقال قصدا وجهرا لمهاجمة حزب التحرير متأبطا شرا ومتسلحا بكل النوايا غير الصادقة بل الخبيثة .. للأسف أقول هذا الكلام وقد كنت أحسن فيك الظن بعض الإحسان ..

إن المسلم الصادق المخلص يتورع عن الخوض في الأمور التي تسبب الإحن والبغضاء بين المسلمين وتخدم أعداء الإسلام ويتورع عن الخوض في أعراض العلماء ويتجنب الشبهات ولا يسوق الكلام جزافا مصغيا للهمل والهمج والغوغاء ..

لقد فاجأتني يا كاظم بهذا الكم من الكراهية للمسلمين المخلصين الصادقين وجندت نفسك من حيث تدري أولا تدري في صف ألدّ أعداء الأمة الإسلامية من الباطنيين الذين عملوا على مدى الأيام على تقويض الحكم الإسلامي والتحالف مع أعداء الإسلام ..

[نايف ذوابه]

أما داعش يا أستاذ كاظم فهي جماعة مشبوهة جرى تسليمها سلاحا ومقدرات وأشرفت على ظهورها أجهزة استخبارات دولية على رأسها الغربية والروسية وأجهزة استخبارات إقليمية محلية وهم أرادوا بذلك تشويه صورة الإسلام وتشويه صورة الحكم الإسلامي وتشويه فكرة الخلافة الإسلامية .. فهم قد اصطنعوا هذا التنظيم ووجهوه ويوجهونه ويحاربونه في آن من أجل قتل فكرة الخلافة ومحاربة العاملين الصادقين من أجل الخلافة الإسلامية .. لذلك داعش فيلم محروق وكل سياسي وكل مفكر واع يدرك ذلك ولا أريد منك أن تتهجم على فكرة الخلافة وعلى حزب التحرير من خلال الاستشهاد بما تقوم به داعش .. داعش نشاط استخباري غربي بمشاركة روسية وأجهزة استخبارية إقليمية لمحاربة فكرة الخلافة وتشويهها وهذه خطة خبيثة ومكر خطير نسأل الله أن يحفظ المنطقة منه ويجعل كيد الغرب وعملاؤه والدواعش معهم في نحرهم ...

[كاظم فنجان الحمامي]

حضرة الأستاذ نايف ذوابة
لقد استندت في فتوى تعليق الصوات الخمس إلى مقالة الأستاذ أشرف عبد القادر، وكانت بعنوان ((ردا على فقهاء إرهاب القاعدة)، وهذه هي رابطتها:-
http://www.elaph.com/ElaphWriter/2005/3/51787.htm?sectionarchive=ElaphWriter

[كاظم فنجان الحمامي]

مرة أخرى انحني تقديرا واحتراما للأستاذ الكبير والعالم الجليل نايف ذوابه. لأنه مهما تحدث معي بلغة التقريع والتوبيخ فهو يتحدث بصفته معلم كبير نستقي منه التهذيب والتأديب، ولا نجادله فيما ذهب إليه، فهو أوسع معرفة منا، ولم يكن طائفياً ولا عدوانيا في يوم من الأيام.