المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز القرآني في وصـف الأرض بذات الصدع/الهيئة العالمية للإعجاز العلمي



نبيل الجلبي
16/03/2016, 10:55 AM
الإعجاز القرآني في وصـف الأرض بذات الصدع

عن صفحة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

http://defense-arab.com/up/viewimages/f768d2b7af.jpg (http://defense-arab.com/up/download/f768d2b7af.html)


قال الله تعالى: ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ [الطارق: 12].




أقــوال الـمفسريــن:
في شرح هذا القسم القرآني أشار ابن كثير (يرحمه الله) إلي قول ابن عباس رضى الله عنه بأن الصدع: هو انصداع الأرض عن النبات وذكر أن كلا من ابن جرير وعكرمة والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغيرهم قالوا به، وأصل الصدع: الشق، وأطلق علي النبات مجازا، والنبات في الأرض إنما يكون بسبب المطر النازل من السماء.
وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم: أقسم بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر، وبالأرض ذات الانشقاق عن النبات الذي يخرج منها.
ومن هذا العرض يتضح أن معنى الصدع هو النبات يشق الأرض، وينبثق منها.

التحقيــــق العلمي:
الصدع هو كسر في صخور القشرة الارضية مصحوب بحركات انزلاق للكتل المتاخمة من طبقات الصخور الموجودة على جانبيه سواءً في الاتجاه الرأسي أو الافقي، وتحدث الحركات الإنكسارية نتيجة قوى الشد والضغط التي تتعرض لها صخور القشرة الأرضية.

تصدع صخور اليابسة:
نتيجة لتعرض صخور قشرة الأرض للإجهاد بالشد أو بالتضاغط تتكسر تلك الصخور بواسطة مجموعات من الفواصل المتوازية والمتقاطعة علي هيئة شقوق في قشرة الأرض، تمزق صخورها إلي كتل متجاورة دون حدوث قدر ملحوظ من الحركة علي جوانب مستويات تلك الشقوق. كذلك تحدث الفواصل نتيجة لعمليات التعرية التي تقوم بإزاحة كميات كبيرة من الصخور الظاهرة علي سطح الأرض، بما يعين علي تخفيف الضغط علي الصخور الموجودة أسفل منها وبالتالي تخفيف شدة الإجهاد الذي كانت تعاني منه تلك الصخور فتستجيب بالتمدد فتتشقق علي هيئة كسور تفصل أجزاء الصخور إلي كتل متجاورة دون حدوث حركة ملحوظة عبر تلك الفواصل.
ومن هذه الصدوع ما يتكون نتيجة لشد صخور الأرض في اتجاهين متعاكسين ، ومنها ما يتكون نتيجة للتضاغط في اتجاهين متقابلين، كما أن منها ما يتكون نتيجة انزلاق كتل الصخور عبر بعضها البعض. وتحرك صدوع الأرض النشطة يحدث عددا من الهزات الأرضية، أما الصدوع القديمة فقد أصبح أغلبها خاملا بلا حراك.

ولصدوع الأرض أهمية بالغة لأنها تمثل ممرات طبيعية بين باطن الأرض وسطحها، تتحرك عبرها الأبخرة والغازات المحملة بالثروات المعدنية، كما تتحرك المتداخلات النارية والطفوح البركانية المحملة كذلك بمختلف الصخور والمعادن الاقتصادية المهمة وبالعناصر اللازمة لتجديد صخور وتربة سطح الأرض.
والصدوع تلعب أدوارا مهمة في تكوين كل من النتوءات والخسوف الأرضية، والينابيع المائية، وبعض المكامن البترولية، كما تعين عمليات التعرية المختلفة في شق الفجاج والسبل، وفي تكوين الأودية والمجاري المائية، وفي جميع عمليات التعرية وتسوية سطح الأرض، وما يستتبعه ذلك من تكوين كل من التربة والرسوبيات والصخور الرسوبية وما بها من الثروات الأرضية.
وكما تكون الصدوع عاملا من عوامل الهدم علي سطح الأرض فإنها قد تكون عاملا من عوامل البناء تبني الجبال والتلال والهضاب، كما تبني الأحواض، والأغوار، والخسوف الأرضية.

تصدع الأرض بواسطة أودية الخسف:
علي الرغم من التعرف علي عدد من أودية الخسف ممثلة بالصدوع العملاقة علي سطح الأرض منذ زمن بعيد إلا أن العلماء قد اكتشفوا في العقود الثلاثة الماضية أن أرضنا محاطة بشبكة هائلة من تلك الصدوع العملاقة التي تحيط بالأرض إحاطة كاملة يشبهها العلماء باللحام علي كرة التنس، وتمتد هذه الصدوع العملاقة لآلاف الكيلومترات في جميع الاتجاهات بأعماق تتراوح بين 65 و70 كيلو مترا تحت قيعان كل محيطات الأرض وقيعان عدد من بحارها، وبين 100 و 150 كيلو مترا تحت القارات، ممزقة الغلاف الصخري للأرض بالكامل إلي عدد من الألواح التي تعرف باسم ألواح الغلاف الصخري للأرض وتطفو هذه الألواح الصخرية فوق نطاق الضعف الأرضي.
وينتج عن هذه الحركات لألواح الغلاف الصخري للأرض عدد من الظواهر الأرضية المهمة التي منها اتساع قيعان البحار والمحيطات، وتجدد صخورها باستمرار عند حواف التباعد.

وهذه الصدوع العملاقة التي تحيط بالكرة الأرضية إحاطة كاملة بعمق يتراوح بين 65 كيلومترا و150 كيلو مترا، وبطول يقدر بعشرات الآلاف من الكيلومترات في كل الاتجاهات هي مراكز تتحرك عبرها ألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة أو مصطدمة أو منزلقة عبر بعضها البعض، وهذه الصدوع العملاقة تعمل كممرات طبيعية للحرارة المختزنة في داخل الأرض والناتجة عن تحلل العناصر المشعة ولولاها لانفجرت الأرض.
وعبر هذه الصدوع العملاقة تندفع ملايين الأطنان من الصهارة الصخرية علي هيئة طفوح بركانية تثري سطح الأرض بالعديد من الصخور والمعادن النافعة، وتجدد شباب التربة الزراعية، وتكون مراكز مهمة لاستغلال الحرارة الأرضية، وعبر هذه الصدوع العملاقة وما صاحبها من فوهات البراكين انطلقت الغازات والأبخرة التي كونت غلافي الأرض المائي والغازي، ولا تزال تنطلق لتجددهما.
وعبر صدوع الأرض العملاقة تكونت القشرة القارية بتركيبها الذي تغلب عليه الصخور الجرانيتية، وأثرت تلك القشرة ولا تزال تثري بمختلف العناصر والمركبات علي هيئة العديد من المعادن والركازات ذات القيمة الاقتصادية، وتكونت السلاسل الجبلية التي تثبت بأوتادها كتل القارات في قيعان البحار والمحيطات.
ولقد اكتشف علماء الجيولوجيا في اوائل القرن العشـرين، أن القشـرة الأرضية والمعروفة بالليثوسفير (lithosphere)، مقسمة بشبكة من الصدوع العميقة إلى اثني عشـر لوحًا (Plate) صلبًا، بالإضافة إلى عدة ألواح صغيرة تسمى لويحات (Microplates Or Platelets) تطفو هذه الألواح على طبقة شبه منصهرة، وتصعد الصهارة (Magma) من بينها في قيعان المحيطات وتضيف مادة جديدة إلى كل لوحين متجاورين.

وجه الإعجـاز العلمى:
سبحان الذي وصف الأرض من قبل ألف وأربعمائة سنة بأنها ذات صدع، لأن هذه الشبكة الهائلة من الصدوع العملاقة أو الأودية الخسيفة التي تمزق الغلاف الصخري للأرض بعمق يتراوح بين 65 و150كيلو مترا، وتمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات لتحيط بالأرض إحاطة كاملة في كل الاتجاهات تتصل ببعضها البعض وكأنها صدع واحد.
وسبحان الذي اقسم بالأرض ذات الصدع من قبل ألف وأربعمائة سنة تفخيما لظاهرة من أروع ظواهر الأرض وأكثرها إبهارا للعلماء، وأشدها لزوما لجعل الأرض كوكبا صالحا للحياة وللعمران.