المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما سر حذف الألف من "أيه المؤمنون" "أيه الساحر" "أيه الثقلان" ؟



أبو مسلم العرابلي
25/03/2018, 08:14 AM
سر حذف الألف من "أيه المؤمنون"
"أيه الساحر" "أيه الثقلان"


تكررت "أيها" (150) مرة

وجاءت محذوفة الألف في (3) مواضع
: { أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ (31) النور.
: { أَيُّهَ السَّاحِرُ (49) الزخرف.
: { أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) الرحمن.

أبو مسلم العرابلي
25/03/2018, 08:15 AM
الموضع الأول : أيه المؤمنون

: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {30} وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {31} النور.
المنادى بأيها؛ إما أن يكون النداء لمنادى غافلاً فينبه بالنداء ليعي ما يقال له، وإما لزيادة انتباهه لأهمية ما يقال له؛ تكليفًا أو تكذيبًا أو تصديقًا، والمنادى إما أن يكون مفردًا وإما أن يكون جمعًا. وألف الامتداد والفصل في "أيها"؛ للتخصيص للمخاطب دون البقية غير المخاطبين.
فقد كان الطلب بالتوبة من المؤمنين جميعًا بلا استثناء، فسقطت ألف "أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ" لهذه الشمولية التي ليس فيها استثناء لأحد منهم.
فقد سبقها مخاطبة المؤمنين "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ " ثم تبعها " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ" فكان الخطاب موجه للمؤمنين والمؤمنات جميعًا، فلم يبق أحد من المؤمنين لم يخاطب وظل خارجًا عن الخطاب، فلم تعد الحاجة قائمة لتخصيص فئة دون بقية لا وجود لها. فحذف ألف "أيه" المؤمنون لزوال أسباب وجودها.

أبو مسلم العرابلي
25/03/2018, 08:15 AM
الموضع الثاني : أيه الساحر

: { وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ {49} الزخرف.
فمناداة قوم فرعون لموسى عليه السلام؛ بـ "يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ"؛ كان بعد الموقف الذي قتل في جميع السحرة، فلم يعد هناك ساحر في نظرهم بعد قتل فرعون لهم غير موسى، فخاطبوه بالساحر الذي لا ساحر غيره، فلم يعد للتخصيص مكانًا دون بقية قد فنيت عندهم ولا وجود لها؛ فلما يعد السبب لوجود الألف قائمًا، فسقطت ألف المد من "أيه" الساحر.

أبو مسلم العرابلي
25/03/2018, 08:16 AM
الموضع الثالث : الثقلان

: { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ {31} الرحمن.
الثقلان هما الإنس والجن، وهما الجنسان المكلفان بالعبادة، ويوم القيامة يكون المحاسبة لهما جميعًا بلا استثناء أي فرد منهم، فالفراغ لمحاسبتهم جميعًا، وليس لفئة أو فئات منهم فقط،، فلما لم هناك استثناء لأحد من الثقلين، وأسباب وجود الألف غير قائمة ولا وجود لها، فقد سقطت لأجل ذلك ألف " أَيُّهَ" الثقلان.

وما عدا هذه المواضع الثلاثة، فقد ثبتت في "أيها" ألف مدها. لأن الخطاب دائمًا موجه لفئة خاصة قائمة من الناس دون غيرهم.