المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنجق آخر قلاع الخلافة الإسلامية



غالب ياسين
17/06/2007, 02:34 PM
مفكرة الإسلام : مرة أخرى وبعد غياب, وفي طريق عودتنا من فنلندة - والتي أرجو أن أكون قد وفقت في نقل بعض من الواقع الذي يعيشه المسلمون هناك - وجدنا ودون قصد منا بل وُجّهنا بقدر الله إلى جزء من جسد الأمة الإسلامية لم نكن نسمع عنه من قبل, حينما نما إلى أسماعنا حال مرورنا في طريق العودة أصوات توحد الله, ومآذن ترتفع بكلمة 'الله أكبر', ولقد أحسسنا بقلب المسلم الذي يحس بأخيه المسلم أن تلك الأصوات كأنما تطلق تلك النداءات آملة من الله أن تصل إلى شتى بقاع الأرض, وتخترق آذان كل المسلمين؛ لتعلمهم أن لهم إخوة في الله هم جزء من جسد أمتهم الإسلامية ولكنه شبه منسي في الوجدان الإسلامي, فرأينا أن نلبي تلك الدعوة الغالية ونكشف النقاب عن بقعة من بقاع أرض الله تؤوي بين جنباتها أناسًا تحمل صدورهم كلمة التوحيد وتلهج ألسنتهم بالشهادتين, فهيا بنا أحبتي في الله نعيش معًا مع شعب السنجق الذي يقطن جزءًا من منطقة البلقان.







أولاً: ما ذا تعني كلمة السنجق؟!



كلمة السنجق كلمة فارسية معناها العَلم والمقاطعة والإقليم, أي أنها راية مرفوعة للمسلمين وعَلم لهم بالرغم من كل ما تعرضت وتتعرض له من المحن.



ترى ما هي منطقة السنجق؟!



السنجق مقاطعة ذات أغلبية مسلمة, تصل مساحتها إلى 8500 كم2, وتقع في منطقة شبه جزيرة البلقان, وهي محاطة بالبوسنة من الغرب, وكوسوفا من الشرق, وصربيا من الشمال, والجبل الأسود من الجنوب. وهذا الموقع أضفى عليها من الأهمية ما جعلها منطقة صراعات بين الشعوب والدول المحيطة بها.



· عدد السكان 600 ألف نسمة.



· حوالي 60% من السكان مسلمون.



· بها حوالي 120 مسجدًا.



· بها مدرستان ثانويتان؛ إحداهما للأولاد وأخرى للبنات, بالإضافة إلى كلية للتربية الإسلامية لتأهيل المعلمين لتدريس التربية الإسلامية في المدارس العامة.



· وكذلك هناك ثلاث مكتبات إسلامية.







ونظرًا لما تتمتع به منطقة السنجق من الموقع الاستراتيجي فقد أصبحت مطمعًا للشعوب والدول المحيطة بها, ولقد كانت حتى قيام الحرب العالمية الأولى جزءًا من الدولة العثمانية, بل كانت آخر قلعة للخلافة في البلقان.







وبعد ذلك استولت عليها صربيا والجبل الأسود, وقسمتاها بينهما, حتى إنها أصبحت منزوعة الحقوق على المستوى الإقليمي والوطني.







وينتمي المسلمون السنجقيون إلى أصل أوروبي بوسني, وتقوم الآن السلطات الصربية منذ أمد بتنفيذ مخطط عرقي خطير على المسلمين في السنجق، وذلك بمحو ثقافتهم وحضارتهم وفرض سياسة التجهيل عليهم ودفعهم إلى الهجرة.



وإضافة إلى ذلك فإن السكان في السنجق يقعون تحت الحصار الخارجي المفروض على صربيا والحصار الثاني الذي تفرضه عليهم سلطة الاحتلال الصربية, لذلك يعتبر شعب السنجق من أكثر الشعوب تشردًا في العالم.







وعلى ذلك فإن ثلاثة أرباع شعب السنجق يعيش خارج بلادهم, والباقي في الداخل, إلا أن هذا العدد - والذي يبلغ حوالي 400 ألف نسمة - لم يستطع حتى الآن أن يثبت لنفسه وضعًا قانونيًا دوليًا؛ وذلك لأنه لا يقارن بعدد الصليبيين في صربيا والجبل الأسود والمقدر بنحو 8 ملايين نسمة, لذلك ليس هناك سبيل حتى الآن لإيجاد ضغط كاف يحرّك القضية على المستوى الدولي.







وجرّاء تلك العزلة يعاني شعب السنجق وضعًا في غاية الصعوبة؛ حيث إن هذا الإقليم يقع تحت إدارة صربية في الشمال والجبل الأسود في الجنوب؛ لذلك فإن هؤلاء الصليبيين يستأثرون بخيرات أراضي المسلمين الخصبة وما تنتجه هذه الأراضي من فواكه وحبوب وغيرها، وكذلك الثروة الحيوانية، وهذه الممارسات جعلت البوشناق في السنجق يعيشون تحت وطأة الفقر المدقع نتيجة تطبيق هذه السياسات الظالمة.







وقد زاد من وطأة هذا الوضع ندرة زيارات الوفود من الدول الإسلامية المختلفة لتلك البقعة المسلمة وكأن ليس لها وجود, بل والأكثر من ذلك وما يدعو حقًا إلى الحزن والأسف أن أغلب دول العالم الإسلامي لا تعرف عن وجودها شيئًا, وخصوصًا أن السياسة المتفق عليها دوليًا أن تُنسى وتُعزل عن العالم, ومن يعايش هؤلاء القوم عن قرب يجد أن واقعهم ليس أفضل حالاً من واقع إخوانهم المسلمين في فلسطين, وهم يعيشون ذلك الواقع منذ أكثر من 10 سنوات.







ويعتبر ما حدث في كوسوفا والجبل الأسود وما تعيشه صربيا من تخبط سببًا رئيسًا في دفع المسلمين إلى الإحساس أكثر من أي وقت مضي بضرورة تقرير المصير.







ومع كل ما يعانيه إخواننا من مسلمي السنجق فهم يشتهرون بالتزامهم بهويتهم الإسلامية والثقافية, ويهتمون كثيرًا بتربية أبنائهم تربية إسلامية صحيحة, ويهتمون بتوفير الأئمة والدعاة المؤهلين الذين تحتاجهم المنطقة, ويعتبر ما يعرف بالمشيخة الإسلامية هناك المؤسسة الوحيدة الرسمية المنوط بها الاهتمام والإشراف على أحوال المسلمين هناك, وتحاول جاهدة وهي صامدة أمام كل التحديات التي تحيط بها من كل جانب أن تغطي كافة حاجات المسلمين في المنطقة.







ويرى المسلمون السنجقيون أن التربية الإسلامية للناس وتعليمهم الإسلام هو السبيل الوحيد للمحافظة على هويتهم الإسلامية, وكذلك التزامهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة - وخاصة مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية - في مواجهة التيارات الغربية المتطرفة المعادية لهم, آملين في عون الله وكرمه أن يستطيع شعبهم في المستقبل القريب الحصول على كافة حقوقه المسلوبة بما فيها السياسية والإدارية.







ويتمنى مسلمو السنجق أن تعرف الأمة الإسلامية أن هناك جزءًا منها يكاد يكون منسيًا, هذا الجزء معتزّ بإسلامه, وهو أحد رايات الإسلام المرفوعة وسط الكفر في شموخ وإباء, كما أنهم يهيبون بأهل الخير أن يصوّبوا النظر نحوهم, فهناك مشاريع إسلامية كثيرة تحتاج لتضافر كل الجهود المخلصة من أبناء المسلمين, كما أنهم يتّجهون بعزة المسلم وشموخه إلى رجال الأعمال من المسلمين ليستثمروا أموالهم في تلك البلاد التي حباها الله بأراض زراعية خصبة وجو صيفي معتدل وثروة حيوانية وفيرة.. فهلمّ إخواننا المسلمين نمد يد العون ونحتضن تلك البقعة المباركة, ونمنح هذا الجزء الغالي من جسد أمتنا الإسلامية بعضًا من اهتماماتنا, محاولين أن نشعره بدفء وحنان الأسرة المسلمة, ونعيده إلى كنفها ليكون أحد اللبنات القوية في عضد الأمة الإسلامية في مواجهة قوى الكفر.







وإلى اللقاء أحبتي في الله في أحد مناطق المعمورة التي تسطع بها شمس الإسلام

عبدالرحمن اب
03/12/2007, 08:23 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

الدكتورناصرزياد
15/03/2008, 01:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك استاذى الريم على هذه المعلومات