المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية المؤامرة في البعد السياسي / بقلم معاذ أبو الهيجاء



معاذ أبو الهيجاء
17/06/2007, 11:42 PM
نظرية المؤامرة في البعد السياسي
بقلم معاذ ابو الهيجاء
برع الغرب في التضليل السياسي أيُّما براعة، وبرع في مصادرة فكر الغير عن طريق تزوير الحقائق الفكرية والسياسية على حد سواء، وقلبها وتضليلها وبالتالي العمل على طمسها من عقول المسلمين حتى تفقد صفة الحقيقة.
ومن المفاهيم السياسية التي برع الغرب في ترويجها في العالم ومنه العالم الإسلامي؛ مفهوم بات يعرف (بنظرية المؤامرة)، وبغض النظر عن معنى المؤامرة و التآمر في اللغة إلا أننا نقصد بها هنا أنه مصطلح يقال عند تحليل حدث سياسي معين بنسبته لأطراف لا يظهر لها دور في الحدث السياسي بأنه معتمد أو مبني على وهم اسمه المؤامرة.
بمعنى آخر (مصطلح المؤامرة) هو مصطلح سياسي أوجده الغرب من أجل إخراج نفسه من دائرة التآمر أو دائرة الاتهام على دولة معينه أو أمة معينة، ومن أجل تضليل العقول عن أساليبه وخططه وأعماله بحيث لا تقدر الأمم والشعوب على معرفة الفاعل الحقيقي للحدث السياسي.
وللأسف تسرب هذا المفهوم إلى عقول بعض من ضُبع بالحضارة الغربية من الساسة والمفكرين، وبات أسلوباً ثابتاً لمصادرة أي تحليل سياسي يعتمد على كشف خطط الدول الكبرى وأساليبها، فعن طريق هذا المصطلح يصادر أي رأي سياسي أو تحليل سياسي يتهم به الغرب وعملاء الغرب.
إن المؤامرة حقيقة ثابتة بين الدول وأمر موجود منذ وجود الجماعات والتجمعات البشرية وهذا أمر واضح لكل من يقرأ التاريخ قراءة سياسية واعية.
و في هذا الصدد يقول حسن الحسن في صحيفة ميدل إيست ((استطاع الإعلام أن يسخّف من فكرة وجود مؤامرة على الأمة الإسلامية إلى حد بعيد، خصوصا مع ذلك الوهج الذي حظي به الإعلام في العقد الأخير. حيث باتت وسائل الإعلام هي السيد المسيطر على عقول البشر، والعامل الرئيس في فرض رؤيتهم للأشياء.
والواقع أنَّ المؤامرات بقصد المكر بالخصوم والنيل منهم هي جزء من طبيعة البشر منذ أن عُهِدَ لهم وجود اجتماعي على الأرض. ولا يعني هذا أنّ المؤامرة تقف وراء كل تصرف أو كل حدث يقع في الدنيا، ولكنه من الخطأ تماما تجاهلها عند وجود دواع لها وشواهد عليها، وخاصة إذا ما تضافرت الأدلة معا مشيرة إليها كما هو الحال في كثير من الأحداث القائمة في عالمنا اليوم)).
http://www.middle-east-online.com/?id=27515
وقد عانت الأمة الإسلامية الأمرَّين من كثرة ما حيك لها من مؤامرات من قِبَل أعدائها أدت إلى أن تفقد مكانتها الدولية وأدت إلى سقوط دولتها، وإلى تقسيم دولتها؛ مروراً بضياع فلسطين وسقوطها لقمة سائغة لأعدائها.
فكون الكفار المستعمرون أعداء للأمة الإسلامية فتلك حقيقة واضحة بينها القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، وكون هذه الدول الاستعمارية تريد تحطيم كيان الأمة الإسلامية فهو أمر حقيقي نلمسه كل يوم في أعمال هذه الدول الكبرى الطامعة في بلاد المسلمين .
وكون الغرب يحيك للأمة المقالب السياسية ويعمل على تضليلها صباح مساء، فهو أمر واضح لكل من يبصر الواقع بعين المخلص و الواعي على قضايا أمته .
والعجب كل العجب ممن يفسر الصراع مع الغرب على أنه صراع ذو طابع (اقتصادي) أي صراع على المكاسب المادية والثروات لا صراع أفكار؟ ونقول هنا متسائلين؟ أليس هذا القول منسجماً مع ما يريده الغرب ويصب في مصلحتهم؟ ألا يريد أن نفهم أعماله على أنها أعمال ذات طباع اقتصادي أو أعمال من قبيل الحصول على المكاسب المادية؟.
وكأن حال من يقول هذا لم يقرأ كتب الغزو الفكري والسياسي، وكيف قام الغرب بحملة فكرية سياسية تبشيرية منظمة لقلع مفاهيم الإسلام من الحياة وقلعها من عقول المسلمين؛ من أجل إحلال مفاهيمه محلها حتى يضمن السيطرة الأبدية على أمتنا الإسلامية؛ لأنه يرى أن الأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة القادرة على النهوض وعلى تغيير وجه العالم بسبب قوة الفكرة التي تقوم عليها؛ وهي العقيدة الإسلامية بما ينبثق عنها من أحكام، و ما يُبنى عليها من أفكار.
وليت شعري هل قرأ هؤلاء تصريحات مفكري الغرب وقادته حول خطر الأمة الإسلامية، وأن هذا الخطر قائمٌ ما لم يتم تغيير فكر المسلمين واستبدال الفكر الغربي به.
ألم يلاحظوا أن أمريكا تعمل بخطى حثيثة على تقسيم العراق والسوادن؟ أليست هذه مؤامرات على أمتنا ؟ بلى !
ألم يلاحظوا أن أمريكا تريد فرض طريقة عيشها في الحياة ونمطها الفكري على بلاد المسلمين؟
ألم يبصر هؤلاء العميان واقع الغرب وواقع الأمة الإسلامية من حيث التناقض الحضاري؟.
نعم قد تختلف النظرة بين الأناس أفراداً وجماعات وأحزاباً حول تفسير الأحداث السياسية، وهذا أمرٌ أو بحث، ووجود المؤامرة أمرٌ آخر و بحث آخر، فلا يصح بحال أن نخلط بين الأمرين.
فوجود المؤامرة أمر حقيقي بين الدول، والاختلاف في الفهم السياسي أمر آخر.
إلا أن الكافر المستعمر عمد إلى التضليل في هذا وعمد إلى ترسيخ مفهوم المؤامرة بواسطة عملاء الفكر الذين يدورون في فلكه الفكري والسياسي، حتى لا تلتفت الأمة لخططه وأساليبه ومؤامرته التي يهدف من خلالها إلى بسط نفوذه عليها.
أما كيف نعالج فكرة نظرية المؤامرة وقلعها من جذورها فنقول:
أولاُ: لابد أن تفهم الأمة الإسلامية أن الغرب عدو لها، و هذا يعني أنه لا بد من الشك في كل ما ينتج عن الغرب، فالغرب في تكوينه الفكري يعتمد على التضليل؛ ذلك أن الغرب هو عدو، وأن أفكاره، جميع أفكاره، فيها شك، لذلك لا بد أن يتسرب الشك أولاً وقبل كل شيء إلى أفكار الغرب، فلا يُقبل منه فكر إلاّ بعد الدراسة والبحث عن هذا الفكر، ما هو، وماذا يراد منه، وما هو القصد من طرحه؟ فالشك في كل ما أتى من الغرب هو الأصل، وهو الذي يجب أن يوجد، وما لم يحصل الشك في الغرب، وفي كل ما يصدّره لنا لا سيما الأفكار، لا بد أن نظل أسرى لهذا التفكير، ولا بد أن نظل ضحية له، ولفخاخه. ولذلك فإن الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها هي الشك في الغرب، وفي كل ما يصدّره لنا حتى لو كان يصدّره لنفسه. فالتضليل هو الأساس لديه، حتى لو ضلل قومه وأهله، لأنه يعتمد على التضليل، وهو سلاحه الأقوى، لذلك كان الشك فيه، وفي كل ما يصدّره هو الأساس، وهو الأصل، وهو الذي يجب أن يسود بلاد الإسلام، أو المسلمين.
ثانيا : لابد من رفع مستوى التفكير السياسي عند الناس بحيث نجعلهم يتعمقون في فهم الواقع السياسي أو الحدث السياسي، ويتم هذا عن طريق لفت نظر الناس بشكل عام لأعمال هذه الدول وأهدافها بالحديث الجماهيري والفردي، وغير ذلك من أساليب ووسائل تجعل الناس تدرك حقيقة مخططات العدو وما يريد منها.
ثالثا: لابد من تزويد الناس بالخطوط العريضة اللازمة لفهم الموقف الدولي وبخطط الدول الأخرى وأساليبها بحيث يصبح عند الأمة بشكل عام تصور لخطط الدول الكبرى، فمثلا يوضح للأمة معنى الشرق الأوسط الكبير وأنه عبارة عن تقسيم جديد لبلاد المسلمين.
رابعا: تعميق فهم الأمة لوضعها الحضاري وأنها تعتنق فكرا مخالفا لغيرها من الشعوب والأمم، وأن لها طرازا من العيش يخالف ما عند غيرها، حتى تدرك أنها في صراع دائم مع الغرب الكافر.
خامسا: لابد من حث المسلمين أن يتصلوا بالعالم اتصالاً واعيا على أحواله، مدركاً لدوافع دوله، متتبعاً الأعمال السياسية التي تجري في العالم – لاسيما الدول الكبرى منها التي تمتلك خططا أو برامج تريد تنفيذها، لكي يبقى ملاحظاً الخطط السياسية لهذه للدول في أساليب تنفيذها، وفي كيفية علاقتها بعضها ببعض، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها هذه الدول، ولذلك كان لزاماً على المسلمين أن يدركوا حقيقة الموقف في العالم الإسلامي على ضوء فهم الموقف الدولي العالمي.
سادساً: لابد من ضرب المفهوم السائد عند من ينفي التآمر أو المؤامرة، حيث يقول هذا الاتجاه أن القول بنظرية المؤامرة هو نتيجة الضعف والتخاذل عند الأمة ومن يحكمها.
ويعالج هذا الأمر ببيان دور الغرب في إيجاد هذا الضعف في الأمة، وأنه هو السبب في ما يجري لها منذ قرنين، وذلك بوضع الإصبع على أعماله وما قام به وما أنتجت هذا الأعمال من وقوع الأمة الإسلامية تحت سيطرته.
هذا ما نراه من علاج فكرة نظرية المؤامرة وهي التعمق مع الناس في فهم الحدث السياسي وربط هذا الحدث السياسي بالخطوط التي يجري عليها العمل عند الدول الكبرى حتى يدرك الناس واقع هذا الحدث هل له علاقة بهذه الدول أم لا.
ومن أجل إحداث ثورة فكرية شاملة في جميع أوساط الأمة السياسية والفكرية والجامعية والإعلامية لكي تدرك واقع ما يحدث حولها وبالتالي تجنب ضربات العدو.
وعليه فإن المؤامرة حقيقة واقعة في حياتنا، وما تآمر الروس على الأمريكان، والأمريكان على الروس إلا مثال واضح لوجود المؤامرات بين الدول .
وما تآمر أمريكا على الأمة الإسلامية وصنع الفخاخ السياسية إلا مثال واضح على هذا الأمر.
فالذي ينكر المؤامرة، فإنَّ كلامه هذا هو ((المؤامرة بعينها))؛ لأنه نفى وجود الصراع والتصارع والتآمر بين الدول .
ومن يقول غير هذا فإن عمله هذا عمل من أعمال التخدير السياسي، حتى تبقى الأمة تترنح أمام ضربات العدو لا تعرف ماذا يجري حولها و ما يحاك لها.
لقد ذكر الأستاذ حسن الحسن في صحيفة ميدل ايست عن أحد المسلمين حضر مؤتمرا للغرب يقول هذا المسلم عن قرارات الغرب في ذلك المؤتمر وأنقلها هنا كما جاءت حتى يبصر العميان مدى حقد الغرب علينا و كيف يتآمر على المسلمين:
1. ضرورة بذل الدول الغربية كل الإمكانيات المتوفرة لمنع تسرب أي من العلماء في الاتحاد السوفياتي سابقا والذين يقدرون بحوالي 11000 عالما إلى أي من بلدان العالم الإسلامي وخصوصا البلدان العربية.
2. على الشركات التقنية في العالم الغربي إبقاء بحوثها أمينة ومحروزة بعيدة من أن تصل إليها أيدي الدول العربية والإسلامية.
3. عدم نقل التكنولوجيا إلى العالم العربي والإسلامي ولو لم تكن مرتبطة بالسلاح ومتعلقاته. فمتى ترتفع الأمة الإسلامية بفكرها السياسي حتى تبصر ما وراء الجدار و متى يصبح الفكر السياسي و الوعي عليه سجية من سجياتها؟
ومتى تتخلص من مفاهيم الغرب السياسية التي جعلتها تعيش في غيبوبة طويلة مما جعل شعورها بالأحداث شعور المخدر وليس الشعور الحقيقي المحرك للفكر.
ومتى تدرك فكرة (أن السياسة ليست من الدين) أنها مفهومٌ مضلل يقصد به عدم تحكيم المفاهيم الإسلامية في فهم الأحداث السياسية، أي فصل الفكرة الكلية عن التفكير بحيث يصبح الفهم والوعي السياسي لا يصدر عن زاوية خاصة وهي العقيدة الإسلامية .
ومتى تدرك أن ما يسمى بـ (نظرية المؤامرة) ما هو إلا مفهوم زرعه الغرب في عقولنا حتى لا ندرك حقيقة أعماله التي يريد منها شل التفكير السياسي عندنا حتى يضمن سيطرة أبدية على بلادنا و مقدراتنا و عقيدتنا .

فاتن نبعه
03/08/2007, 05:44 AM
نظرية المؤامرة في البعد السياسي
بقلم معاذ ابو الهيجاء
برع الغرب في التضليل السياسي أيُّما براعة، وبرع في مصادرة فكر الغير عن طريق تزوير الحقائق الفكرية والسياسية على حد سواء، وقلبها وتضليلها وبالتالي العمل على طمسها من عقول المسلمين حتى تفقد صفة الحقيقة.
ومن المفاهيم السياسية التي برع الغرب في ترويجها في العالم ومنه العالم الإسلامي؛ مفهوم بات يعرف (بنظرية المؤامرة)، وبغض النظر عن معنى المؤامرة و التآمر في اللغة إلا أننا نقصد بها هنا أنه مصطلح يقال عند تحليل حدث سياسي معين بنسبته لأطراف لا يظهر لها دور في الحدث السياسي بأنه معتمد أو مبني على وهم اسمه المؤامرة.
بمعنى آخر (مصطلح المؤامرة) هو مصطلح سياسي أوجده الغرب من أجل إخراج نفسه من دائرة التآمر أو دائرة الاتهام على دولة معينه أو أمة معينة، ومن أجل تضليل العقول عن أساليبه وخططه وأعماله بحيث لا تقدر الأمم والشعوب على معرفة الفاعل الحقيقي للحدث السياسي.
وللأسف تسرب هذا المفهوم إلى عقول بعض من ضُبع بالحضارة الغربية من الساسة والمفكرين، وبات أسلوباً ثابتاً لمصادرة أي تحليل سياسي يعتمد على كشف خطط الدول الكبرى وأساليبها، فعن طريق هذا المصطلح يصادر أي رأي سياسي أو تحليل سياسي يتهم به الغرب وعملاء الغرب.
إن المؤامرة حقيقة ثابتة بين الدول وأمر موجود منذ وجود الجماعات والتجمعات البشرية وهذا أمر واضح لكل من يقرأ التاريخ قراءة سياسية واعية.
و في هذا الصدد يقول حسن الحسن في صحيفة ميدل إيست ((استطاع الإعلام أن يسخّف من فكرة وجود مؤامرة على الأمة الإسلامية إلى حد بعيد، خصوصا مع ذلك الوهج الذي حظي به الإعلام في العقد الأخير. حيث باتت وسائل الإعلام هي السيد المسيطر على عقول البشر، والعامل الرئيس في فرض رؤيتهم للأشياء.
والواقع أنَّ المؤامرات بقصد المكر بالخصوم والنيل منهم هي جزء من طبيعة البشر منذ أن عُهِدَ لهم وجود اجتماعي على الأرض. ولا يعني هذا أنّ المؤامرة تقف وراء كل تصرف أو كل حدث يقع في الدنيا، ولكنه من الخطأ تماما تجاهلها عند وجود دواع لها وشواهد عليها، وخاصة إذا ما تضافرت الأدلة معا مشيرة إليها كما هو الحال في كثير من الأحداث القائمة في عالمنا اليوم)).
http://www.middle-east-online.com/?id=27515
وقد عانت الأمة الإسلامية الأمرَّين من كثرة ما حيك لها من مؤامرات من قِبَل أعدائها أدت إلى أن تفقد مكانتها الدولية وأدت إلى سقوط دولتها، وإلى تقسيم دولتها؛ مروراً بضياع فلسطين وسقوطها لقمة سائغة لأعدائها.
فكون الكفار المستعمرون أعداء للأمة الإسلامية فتلك حقيقة واضحة بينها القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، وكون هذه الدول الاستعمارية تريد تحطيم كيان الأمة الإسلامية فهو أمر حقيقي نلمسه كل يوم في أعمال هذه الدول الكبرى الطامعة في بلاد المسلمين .
وكون الغرب يحيك للأمة المقالب السياسية ويعمل على تضليلها صباح مساء، فهو أمر واضح لكل من يبصر الواقع بعين المخلص و الواعي على قضايا أمته .
والعجب كل العجب ممن يفسر الصراع مع الغرب على أنه صراع ذو طابع (اقتصادي) أي صراع على المكاسب المادية والثروات لا صراع أفكار؟ ونقول هنا متسائلين؟ أليس هذا القول منسجماً مع ما يريده الغرب ويصب في مصلحتهم؟ ألا يريد أن نفهم أعماله على أنها أعمال ذات طباع اقتصادي أو أعمال من قبيل الحصول على المكاسب المادية؟.
وكأن حال من يقول هذا لم يقرأ كتب الغزو الفكري والسياسي، وكيف قام الغرب بحملة فكرية سياسية تبشيرية منظمة لقلع مفاهيم الإسلام من الحياة وقلعها من عقول المسلمين؛ من أجل إحلال مفاهيمه محلها حتى يضمن السيطرة الأبدية على أمتنا الإسلامية؛ لأنه يرى أن الأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة القادرة على النهوض وعلى تغيير وجه العالم بسبب قوة الفكرة التي تقوم عليها؛ وهي العقيدة الإسلامية بما ينبثق عنها من أحكام، و ما يُبنى عليها من أفكار.
وليت شعري هل قرأ هؤلاء تصريحات مفكري الغرب وقادته حول خطر الأمة الإسلامية، وأن هذا الخطر قائمٌ ما لم يتم تغيير فكر المسلمين واستبدال الفكر الغربي به.
ألم يلاحظوا أن أمريكا تعمل بخطى حثيثة على تقسيم العراق والسوادن؟ أليست هذه مؤامرات على أمتنا ؟ بلى !
ألم يلاحظوا أن أمريكا تريد فرض طريقة عيشها في الحياة ونمطها الفكري على بلاد المسلمين؟
ألم يبصر هؤلاء العميان واقع الغرب وواقع الأمة الإسلامية من حيث التناقض الحضاري؟.
نعم قد تختلف النظرة بين الأناس أفراداً وجماعات وأحزاباً حول تفسير الأحداث السياسية، وهذا أمرٌ أو بحث، ووجود المؤامرة أمرٌ آخر و بحث آخر، فلا يصح بحال أن نخلط بين الأمرين.
فوجود المؤامرة أمر حقيقي بين الدول، والاختلاف في الفهم السياسي أمر آخر.
إلا أن الكافر المستعمر عمد إلى التضليل في هذا وعمد إلى ترسيخ مفهوم المؤامرة بواسطة عملاء الفكر الذين يدورون في فلكه الفكري والسياسي، حتى لا تلتفت الأمة لخططه وأساليبه ومؤامرته التي يهدف من خلالها إلى بسط نفوذه عليها.
أما كيف نعالج فكرة نظرية المؤامرة وقلعها من جذورها فنقول:
أولاُ: لابد أن تفهم الأمة الإسلامية أن الغرب عدو لها، و هذا يعني أنه لا بد من الشك في كل ما ينتج عن الغرب، فالغرب في تكوينه الفكري يعتمد على التضليل؛ ذلك أن الغرب هو عدو، وأن أفكاره، جميع أفكاره، فيها شك، لذلك لا بد أن يتسرب الشك أولاً وقبل كل شيء إلى أفكار الغرب، فلا يُقبل منه فكر إلاّ بعد الدراسة والبحث عن هذا الفكر، ما هو، وماذا يراد منه، وما هو القصد من طرحه؟ فالشك في كل ما أتى من الغرب هو الأصل، وهو الذي يجب أن يوجد، وما لم يحصل الشك في الغرب، وفي كل ما يصدّره لنا لا سيما الأفكار، لا بد أن نظل أسرى لهذا التفكير، ولا بد أن نظل ضحية له، ولفخاخه. ولذلك فإن الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها هي الشك في الغرب، وفي كل ما يصدّره لنا حتى لو كان يصدّره لنفسه. فالتضليل هو الأساس لديه، حتى لو ضلل قومه وأهله، لأنه يعتمد على التضليل، وهو سلاحه الأقوى، لذلك كان الشك فيه، وفي كل ما يصدّره هو الأساس، وهو الأصل، وهو الذي يجب أن يسود بلاد الإسلام، أو المسلمين.
ثانيا : لابد من رفع مستوى التفكير السياسي عند الناس بحيث نجعلهم يتعمقون في فهم الواقع السياسي أو الحدث السياسي، ويتم هذا عن طريق لفت نظر الناس بشكل عام لأعمال هذه الدول وأهدافها بالحديث الجماهيري والفردي، وغير ذلك من أساليب ووسائل تجعل الناس تدرك حقيقة مخططات العدو وما يريد منها.
ثالثا: لابد من تزويد الناس بالخطوط العريضة اللازمة لفهم الموقف الدولي وبخطط الدول الأخرى وأساليبها بحيث يصبح عند الأمة بشكل عام تصور لخطط الدول الكبرى، فمثلا يوضح للأمة معنى الشرق الأوسط الكبير وأنه عبارة عن تقسيم جديد لبلاد المسلمين.
رابعا: تعميق فهم الأمة لوضعها الحضاري وأنها تعتنق فكرا مخالفا لغيرها من الشعوب والأمم، وأن لها طرازا من العيش يخالف ما عند غيرها، حتى تدرك أنها في صراع دائم مع الغرب الكافر.
خامسا: لابد من حث المسلمين أن يتصلوا بالعالم اتصالاً واعيا على أحواله، مدركاً لدوافع دوله، متتبعاً الأعمال السياسية التي تجري في العالم – لاسيما الدول الكبرى منها التي تمتلك خططا أو برامج تريد تنفيذها، لكي يبقى ملاحظاً الخطط السياسية لهذه للدول في أساليب تنفيذها، وفي كيفية علاقتها بعضها ببعض، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها هذه الدول، ولذلك كان لزاماً على المسلمين أن يدركوا حقيقة الموقف في العالم الإسلامي على ضوء فهم الموقف الدولي العالمي.
سادساً: لابد من ضرب المفهوم السائد عند من ينفي التآمر أو المؤامرة، حيث يقول هذا الاتجاه أن القول بنظرية المؤامرة هو نتيجة الضعف والتخاذل عند الأمة ومن يحكمها.
ويعالج هذا الأمر ببيان دور الغرب في إيجاد هذا الضعف في الأمة، وأنه هو السبب في ما يجري لها منذ قرنين، وذلك بوضع الإصبع على أعماله وما قام به وما أنتجت هذا الأعمال من وقوع الأمة الإسلامية تحت سيطرته.
هذا ما نراه من علاج فكرة نظرية المؤامرة وهي التعمق مع الناس في فهم الحدث السياسي وربط هذا الحدث السياسي بالخطوط التي يجري عليها العمل عند الدول الكبرى حتى يدرك الناس واقع هذا الحدث هل له علاقة بهذه الدول أم لا.
ومن أجل إحداث ثورة فكرية شاملة في جميع أوساط الأمة السياسية والفكرية والجامعية والإعلامية لكي تدرك واقع ما يحدث حولها وبالتالي تجنب ضربات العدو.
وعليه فإن المؤامرة حقيقة واقعة في حياتنا، وما تآمر الروس على الأمريكان، والأمريكان على الروس إلا مثال واضح لوجود المؤامرات بين الدول .
وما تآمر أمريكا على الأمة الإسلامية وصنع الفخاخ السياسية إلا مثال واضح على هذا الأمر.
فالذي ينكر المؤامرة، فإنَّ كلامه هذا هو ((المؤامرة بعينها))؛ لأنه نفى وجود الصراع والتصارع والتآمر بين الدول .
ومن يقول غير هذا فإن عمله هذا عمل من أعمال التخدير السياسي، حتى تبقى الأمة تترنح أمام ضربات العدو لا تعرف ماذا يجري حولها و ما يحاك لها.
لقد ذكر الأستاذ حسن الحسن في صحيفة ميدل ايست عن أحد المسلمين حضر مؤتمرا للغرب يقول هذا المسلم عن قرارات الغرب في ذلك المؤتمر وأنقلها هنا كما جاءت حتى يبصر العميان مدى حقد الغرب علينا و كيف يتآمر على المسلمين:
1. ضرورة بذل الدول الغربية كل الإمكانيات المتوفرة لمنع تسرب أي من العلماء في الاتحاد السوفياتي سابقا والذين يقدرون بحوالي 11000 عالما إلى أي من بلدان العالم الإسلامي وخصوصا البلدان العربية.
2. على الشركات التقنية في العالم الغربي إبقاء بحوثها أمينة ومحروزة بعيدة من أن تصل إليها أيدي الدول العربية والإسلامية.
3. عدم نقل التكنولوجيا إلى العالم العربي والإسلامي ولو لم تكن مرتبطة بالسلاح ومتعلقاته. فمتى ترتفع الأمة الإسلامية بفكرها السياسي حتى تبصر ما وراء الجدار و متى يصبح الفكر السياسي و الوعي عليه سجية من سجياتها؟
ومتى تتخلص من مفاهيم الغرب السياسية التي جعلتها تعيش في غيبوبة طويلة مما جعل شعورها بالأحداث شعور المخدر وليس الشعور الحقيقي المحرك للفكر.
ومتى تدرك فكرة (أن السياسة ليست من الدين) أنها مفهومٌ مضلل يقصد به عدم تحكيم المفاهيم الإسلامية في فهم الأحداث السياسية، أي فصل الفكرة الكلية عن التفكير بحيث يصبح الفهم والوعي السياسي لا يصدر عن زاوية خاصة وهي العقيدة الإسلامية .
ومتى تدرك أن ما يسمى بـ (نظرية المؤامرة) ما هو إلا مفهوم زرعه الغرب في عقولنا حتى لا ندرك حقيقة أعماله التي يريد منها شل التفكير السياسي عندنا حتى يضمن سيطرة أبدية على بلادنا و مقدراتنا و عقيدتنا .
كثير مما قلت صحيحا ولكن لدي سؤال من هم المتأمرون الحقيقيون ؟
ان حبي للغة العربية ودفاعي عنها مربوط بنشر دعوة الاسلام لا غي ودفاعي عن عراقي وفلسطينيني ينبع اولا من دفاعي عن الق لا عن بلد عربي فالظلم والفساد ظلم اينما كان والمسلم الحق لا يتضيه لاح بدليل قول الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فقاتلوا التي بغت-والع لا يحب المعتدين
اما عن نظرية المؤامرة في العالم فهي من صنع الصهاينة ايما كان دينهم ولا اخص اليهود فقط هذا اللوبي المتسع او الماسوني قد كتب بنود المؤامرة منذ القدم وعلى رأس اجندته كان خلق دول عظمى يجند به رؤسائها منذ نعومة اظافرهم تماما كنساء الجيشا باليابان ينمو تحت ملاحظة هذا اللوبي وترصد تحركاته وزلاته وتوثق ومن ثم يرشح لرئاسة دولة ما ومن ثم رفده بالدعم حتى الفوز ومن ثم ابتزازه تارة والضغط عليه تارة اخرى حتى يستجيب لمخططاتهم
ولا يجب علينا ان ننسى ان في امريكا مسلمين كجميع دول العالم ( وهنا ليس دفاعا عن امريكا او غيرها )ولكن القوميه عندما بُدل معناها من قومية اسلامية الى قومية عربية وحُرّف التاريخ بالقضاء على الدولة العثمانية الاسلامية كانت تلك المؤامرة العظمى على الاسلام والمسلمين

د.أيمن ابوصالح
05/11/2008, 12:22 AM
موضوع مهم وطرح مميز ومستنير يشكر صاحبه الاستاذ الفاضل معاذ ابو الهيحاء عليه .

:fl::fl::fl: