المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يفعل الأب عندما يستهزئ به أو يجرحه إبنه؟



عامر العظم
02/11/2006, 04:06 AM
ماذا يفعل الأب عندما يستهزئ به أو يجرحه إبنه؟
سؤال إلى كل أب وإلى كل إبن!

محمد أسليم
02/11/2006, 03:45 PM
كل شيء يتوقف على سن الابن وللآباء أن يتدبروا سبل تدبير هذه المواقف بنجاح؛
الأبناء في سن المراهقة تمضي بهم الرغبة في إثبات الذات وجلب اهتمام المحيط (العائلي والمدرسي وغيره) إلى حد الثورة على كل شيء بما في ذلك الأبوين معا، بل وعلى أنفسهم أيضا، فيتملكك العجب من كون الابن الذي كان يوم أمس لا يقوى على مفارقتك لحظة واحدة يستكثر مرافقتك اليوم، الابن الذي كان يُنزلك يوم أمس منزلة قدسية يراك اليوم أكثر الناس تقليدا، فيستكثر مرافقتك إياه في الشارع كما لو كانت هذه المرافقة ضربا من التصغير الذي يُلحقه بنفسه، بل ويراك شخصا مُتجاوزا كأنك من فئة أهل الكهف في حين يُخيل إليه أنه أكثر الناس تحضرا ومسايرة لإيقاع العصر... هذا الموقف عادي جدا، وسنجده في أنفسنا، بمراجعة طفولتنا ومراهقتنا، وإن كانت أشكال الرفض والتمرد تختلف، الأمر الذي يقتضي مراعاة عنصر التطور والسياق في التعامل مع الأبناء. لا نطالب أبناءنا أبدا بأن يكونوا نسخة طبق الأصل عنا ولنجتنب إعادة إنتاج سلوكات آبائنا معنا عندما كنا صغارا. فذاك زمان وهذا زمان...
الأبناء في هذه المرحلة يبحثون عن نماذج، وغالبا ما يبحثون عنها خارج الأسرة، في الأماكن والميادين التي لا تخطر للوالدين على بال: في تقليد طريقة لباس هذا المغني أو ذاك، في حلاقة شعر هذا الشهير أو ذاك.. ولا ينفع الأبوين إطلاقا ثني الأبناء عن هذه الرغبات حتى ليُخيّلُ إلينا معشر الآباء أننا ما نخدث إلا حجرا وجمادا.. يجب تفهم نفسيتهم والحرص على شيئين لا غير: ألا ينحرفوا ويرافقوا أصدقاء السوء، وأن يواظبوا على التحصيل الدراسي. فالشخصية هنا تكون في طور التشكل النهائي. ومعارضة الأبوين يجب النظر إليها باعتبارها ظاهرة صحية: هي تعني السعي للاستقلال بالرأي وإعمال الفكر، وتجنب الاستلاب، الخ. يجب الإشاذة بآلية اشتغال الفكر هنا لا بمحتواه واسنتاجاته التي قد تكون خاطئة... خارج هذين الأمرين الزمن كفيل بإصلاح كل شيء، وكل الصعوبات مرحلية وعادية...
أخيرا، أهمس لأخي عامر بأن الحضارة البشرية كلها انحدرت من الثورة على الأب. ثورة مضت إلى حد قتله إذا صدقنا أطروحة فرويد في كتابه «الطوطم والحرام». علما بأنني أب ورزقني الله بنتا وولدا يجتازان المرحلة ذاتها...
فليرزقنا الله الصبر، نحن معشر الآباء، وليعنا على تربية أبنائنا وليحفظهم من كافة الشرور.
محبتي

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
02/11/2006, 04:43 PM
وهمسة أخرى لأخي الحبيب المناضل الطليعي عامر
شاكرا للهامس الأول أخي الغالي محمد
الأصل في كل شيئ هو التربية الصالحة
والغرسة الفاضلة ، في الأرض الطيبة
وكانت قد وصلتني منذ أيام هذه الرسالة الدعوية
ووافقت قبولا مني ؛ واستحضرتها
وهأنذا أرسلها ؛ لتعمّ بها الفائدة :
تربية الآباء قبل تربية الأبناء :
إن إظهار المودة والرحمة بين الأبوين من أسباب شيوع السعادة و الاستقرار والاتزان النفسي في نفوس الأبناء ، مما يجعلهم ينشأون حريصين على التواصل بينهم ، أسوياء في تعاملهم مع غيرهم .
تقول إحدى الداعيات: كنا نستيقظ منذ الصباح الباكر ونحن في مرحلة الطفولة المبكرة على صوت الحوار وضحكات أمي وأبي.. وهما في بداية النهار.. ثم نبدأ بالانسحاب من فراشنا واحدًا تلو الآخر.. لنجلس في أحضانهما ونستمع إلى حوارهما الجميل الدافئ.. وعندما يبدأ اليوم كانت أمي تبقى جهاز المذياع مفتوحًا لتستمع إلى إذاعة القرآن الكريم لوقت طويل.. أو لبعض المحاضرات النافعة.. مع عدم مخالطة عائلتنا إلا للأسر الصالحة.. وأسلوب الحوار والتواصل والصداقة الذي كان بيننا وبين والدينا.. جعل بيتنا مدرسة مثمرة أنتجت أبناءً متميزين محافظين متواصلين برغم مشاغل الحياة الكبيرة والكثيرة..
من أسس العلاقة السليمة مع الأبناء:
· الدعاء الدائم للأولاد بالصلاح والتقوى والرزق والتوفيق والدعاء لهم كذلك بالبركة كما كان يفعل النبي صَلى الله علي وسلم، فعن أبي موسى الأشعري رَضي الله عنه قال: "ولد لي غلام فأتيت به النبي صَلى الله عليه وسلم، فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ".
· الرضالة الطبيعية مهمة في تقوية العلاقة بين الأم ووليدها مما يربي الكثير من المشاعر الإيجابية تجاه الحياة عامة ويؤدي إلى استقرار نفسية الطفل.
· الرحمة بالأطفال والرفق بهم.. مما يؤدي إلى النشأة السوية وحسن أخلاق الأطفال وهم يحبون من يرحمهم ويرفق بهم ، وكان النبي صَلى الله عليه وسلم القدوة في ذلك، قبَّل رسول الله صَلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس؛ فقال الأقرع: "إن لي عشرة من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحدًا". فنظر رسول الله صَلى الله عليه وسلم إليه ثم قال: "من لا يرحم لا يُرحم".
· التربية بالترويح؛ بحيث يكون اللعب جزءًا بالغ الأهمية في التربية يكتسب الأطفال من خلاله المهارات الحركية واللازمة لقضاء وقت الفراغ بشكل بناء ، ودخول الوالدين في بعض لعب أولادهم ليقوي الرابطة بين الآباء والأبناء بشكل كبير.
· التربية بالقدوة مهمة في إصلاح الأطفال وترسيخ المفاهيم والقيم لديهم؛ فعلى المربين أن يكونوا قدوة صالحة للأبناء فرؤية الابن والديه حال أداء العبادات له بالغ الأثر عليهم.. ومسارعة الوالدين إلى تطبيق ما يقولانه للأبناء له بالغ الأثر في صلاحهم.
وكذلك التربية بالتعليم عن طريق تعليم ما ينفع الأطفال في دينهم ودنياهم من علوم شرعية ودنيوية تعود عليهم بالنفع والفائدة.
· ويفيد في تقوية العلاقة السليمة مع الأبناء بناء شراكة معهم في أسلوب الحياة ومصاحبتهم ومجالستهم والحوار معهم وكشف أوجه القصور والكمال في شخصيتهم.. واصطحاب الأطفال إلى مجالس الخير والتوجيه والصلاح؛ فقد كان النبي صَلى الله عليه وسلم يعاشر الأطفال ويخالطهم ويتودد إليهم، ويردف معه صغار الصحابة في تنقلاته وأسفاره ويقتنص كل فرصة لتوجيههم. وكان صَلى الله عليه وسلم يعود الأطفال إذا مرضوا للتخفيف عنهم وغرس القيم النبيلة فيهم.
· اكتشاف ميولهم ومواهبهم لما في ذلك من عصمتهم من الوقوع في سفاسف الأمور ومرذول الأخلاق.
· احترام الأطفال وتقديرهم، وفي هذا تنمية لهم وإشعارهم بأهميتهم وإعطاؤهم الثقة المفيدة في التربية كما كان يفعل النبي صَلى الله عليه وسلم؛ فقد أتى النبي الكريم صَلى الله عليه وسلم بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء". فقال الغلام: لا ، والله لا أؤثر بنصيبي منك أحدًا. فتلَّه ( أي وضعه ) رسول الله صَلى الله عليه وسلم في يده ، وكان صَلى الله عليه وسلم يسلِّمُ على الصبيان الصغار إذا مر بهم.
إن استشارة الأطفال في الأمور الحياتية للأسرة وأخذ آرائهم ينمي فيهم قوة الشخصية والقدرة على تحمُّل المسؤولية ، وتعويدهم على ذلك.
أما احتقار الأبناء وعدم نصحهم يجعلهم يشعرون بعقدة النقص؛ فيبحثون عمَّا يثبتون به ذواتهم من أمور منحرفة وأصدقاء ضالين، وتصرفاتهم جوفاء ليس من ورائها شيء سوى محاولة لفت الأنظار إليهم.
فهل نعي هذه الأسس التي لو قمنا بها لسعدنا بأبنائنا في الدنيا و الآخرة ؟
[(الشبكة الإسلامية) مجلة الأسرة بتصرف]

sara kilani
02/11/2006, 06:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اتفق مع الاخ الدكتور مروان الجاسمي الظفيري بان الاساس في التربية وكما يقال بروا اباءكم تبركم ابناءكم وكما نعلم ان عقوق الوالدين عقوبته في الدنيا قبل الاخرة.. وللزيادة في الفائدة ان شاء الله ادرح
هذه الرسالة التي وصلتني وارجو الفائدة للجميع، مع تحياتي :)



oOo وسائل التربية بالحب oOo

يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية ...

1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،، 3- لقمة الحب 4- لمسة الحب ،،،،

5- دثار الحب ،،،، 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب ,,,, 8- بسمة الحب


الأولى : كلمة الحب
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة )

إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا

بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ]


الثانية : نظرة الحب
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يا فلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا فلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية

الثالثة : لقمة الحب
لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول ] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي ) بعد هذا سيقبلها

الرابعة : لمسة الحب
يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه

الخامسة : دثار الحب
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة ... إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه

في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل

بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا

السادسة : ضمة الحب
لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له

السابعة : قبلة الحب
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك

أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام

الثامنة : بسمة الحب
هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره

وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء

محمد أسليم
02/11/2006, 07:44 PM
لا ننس أننا هنا في حقل الإنسانيات، وهو من أصعب الحقول لانتفاء الحتمية فيه بخلاف العلوم المحضة (أو البحثة)؛ الأطفال ليسوا أشياء مادية يمكن التحكم في مصائرها وتشكيلها وفق الرغبات. حديثا توهم عالم التربية سكينر ذلك، حيث قال ما مضمونه: امنحني كذا طفلا فأصنع منهم مهندسا وطبيبا وأستاذا، الخ، إلا أن الدراسات والتجارب اللاحقة أظهرت خطأ هذه النظرية الجشطلتية. يمكنك أن تضع آلاف المخططات لصنع ابنك على الوجه الذي تشاء، ولمن يحصل أن يصنع الابن لنفسه مصيرا لم يخطر لك على بال...
وددتُ من هذا القول بـ:
- عدم وجوب إلقاء اللائمة كلها على الآباء
لكن في الآن نفسه:
- عدم إيكال كل شيء للأبناء
وقد يكون المفتاح السحري لذلك تربية الأبناء على قيم الحوار واحترام الاختلاف وقبول قلب الأدوار حيث يجب، فلا نتردد في الإنصات لأبنائنا والتعلم منهم عندما يصيبون، فنقبل أن يكونوا هم المعلمين ونحن التلاميذ، واعتماد مبدأي المكافأة والعقاب (اللين لا البدني)، فنغذق عيهم من الهدايا ما لم يخطر لهم على بال وما لم يتوقعوه إطلاقا عندما يحصلون على نتائج دراسية جيدة، ولكن نكف، في الآن نفسه، عن التحدث معهم عندما يرتكبون خطأ ما كان بإمكانهم عدم ارتكابه، ثم نغفر لهم الأخطاء غير القصدية، لكن نجبرهم في الآن نفسه على الاعتبار بها وعدم تكرارها لاحقا، الخ.. تحت طائلة العقاب..
وها نحن في النهاية أمام ما يمكن تسميته بـ «فن التربية» وليس علم التربية...

عبلة محمد زقزوق
08/12/2006, 11:26 AM
وافر التقدير والإحترام لجميع المداخلات السابقة من منقولة او شخصية .
ففيها كل الصدق ، واضيف إليها ان تربية النشئ تبدأ منذ نعمومة أظفاره " سن ثلاث سنوات تقريبا " أي منذ ان يبدأ في الإدراك لحقيقة النار وتأثيرها عليه من هنا يبدأ التوجيه له وعدم تركه وتصرفاته دون عين ثاقبة ترعاه وتوجهه وليس من الصائب ان نقول " ما زال طفلنا صغير سوف يكبر ويتعلم ".
فمن شب على شيئ شاب عليه .
لذا لابد من التوجيه في حينه وان تكون لتوجيهك له المثل والقدوة كي يقتدي بك .
فلا تنسى تربية نفسك " أخي أختي " الأب وان تلزم نفسك بمبادئ أخلاقية تعلم انك سوف تزرعها في أبنك " فمن زرع خيرا حصد خيرا " .

وسوء التربية تكون من أسبابها البداية المتأخرة في التوجيه والإرشاد ، ويعقب ذلك السبب امور مرجعها عدم الوعي الثقافي التربوي للأبوين ، أو عدم توافر القدوة للأبناء " بالتصرف عكس التوجيه " .

مع خالص الأمنيات الطيبة لكل الابناء والأباء .

Almabrok Bensaiede
08/12/2006, 01:58 PM
اخي الكريم،،،،،
قى الاساس ....ادعو الله الا يقع ذلك... وان وقع فالاب بحبه ورغبته في اصلاح ابنه.... عليه ان
يصبر ويحتسب وانيدعوا له بالهداية والاستقامة.... وان يداوم على ذلك ...والخير لا يثمر الا خيرا....هذا لا يعني ان هذا سلوك مشين ولا يقبل...الا انني ارجع واقول العيب ان لدينا مثل
قي ليبيا مفاده ان " العيب على زايد العقل" والاب ازيد عقلا لا شك ... فهو المرشح لان يكون اكثر
تعقلا
وختاما....كما اشار بعض الاخوة للحديث " بروا ابآكم يبركم ابناءكم وعفوا تعف نساءكم.
والله يوفق الجميع لتربية ابناءهم تربية صالحة
اخوكم
المبروك ابوالقاسم سعيد
ليبيا

سعيد حزام
16/04/2007, 01:24 PM
السلام عليكم جميعاً
وبعد : أتيحت لي في إحدى المرات في الحديث عن تربية الأبناء، فكان عنوانها (عقوق الأبنا لآبائهم).
فقلت يا جماعة لقد تكلم الكثير عن عقوق الأبناء لأبنائهم وألفت حوله الكتب والمؤلفات التي لا تحصى، إلا أني لم يسبق لي أن سمعت عن (عقوق الآباء لأبنائهم) فاستغرب الجميع في بادئ الأمر، إلا أنهم أعجبوا به لاحقاً.
فأقول باختصار أن تربية الأبناء تبدأ أولا من الله عز وجل (أدبني ربي فأحسن تأديبي)، ثم من الأباء أو الوالدين، بأن يبدأوا بتربية أنفسهم وتخليقها بالأخلاق الحميدة، لأن الطفل بفطرته لا يعرف إلا التقليد، فأنت كأب أو كأم اغرس ما تحب أن تراه في طفلك أولاً في نفسك، إذ ليس من المنطقي أن تعلم طفلك الصلاة وأنت لا تصلي، كيف تعلم طفلك الأخلاق الحسنة وأنت سيئ الخلق، كيف تعلمه الصدق وأنت كذاب، فالطفل لا يتعلم بالحروف، لأنه ليس جهاز كمبيوتر تدخل فيه تلك الأحرف والكلمات، ولكنه بشر من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس يتعلم بالتقليد والمحاكاة، فانتبه لسلوكك وتصرفاتك أمام طفلك فسيكون نسخة منك مع اختلاف بسيط يكتسبه من مخالطته للمجتمع أو البيئة التي يعيش فيها. فأنت الأرضية الخصبة بالنسبة لطفلك.
من هذا المنطلق، فإذا بدر من طفلك ما تكره، فعاقب نفسك قبل أن تعاقبه، وابحث عن علاج جذري من مجرد غضبة تغضبها على طفلك بتلمسك لمواطن الخلل والمسببات التي أدت إلى ذلك.
الموضوع ذو شجون ويطول الحديث عنه من مجرد دردشة عابرة على صفحة ضيقة، فاعذروني على الإطالة. فإن رأيتم في كلامي الصواب فمن الله، وإن رأيتم فيه الخطأ فاعلموا أنه من نفسي ومن الشيطان.

غالب ياسين
16/04/2007, 01:46 PM
وبالوالدين أحساناً


(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء : 24،23
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة النساء : 36
أرأيتم أخوانى كيف قرن الله تعالى عبادته وتوحيده بالإحسان إلى الوالدين وهذا يا أخى يدل على عظم شأن الوالدين ومكانتهما وتأكيد حقهما والإحسان إليهما والعناية بهما وشكرهما .

وفى ذلك يقول الأمام القرطبى : " فهم أحق الناس بعد الخالق المنان ... بالشكر والإحسان وإلتزام البر والطاعة والإذعان .. لقد قرن الله الإحسان إليهما بعبادته وطاعته وشكره بشكرهما " .
فأغتنموا أخوانى فرصة برهما والإحسان إليهما ، وحافظوا على حقوقهما ، إن حقهما من أشد الحقوق والسعيد من هدى إليها والشقى من صرف عنها .

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى تفسير قوله تعالى : " (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) فقال المصاحبة بالمعروف أن يطعمهما إذا جاعا ويكسوهما إذا عريا وإذا أحتاج أحداهما إلى خدمته خدمه وإذا دعاه أجابه ، وإذا أمره أطاعه ما لم يأمر بالمعصية ، وأن يتكلم معه باللين ولا يتكلم معه بالكلام الغليظ ، وأن يدعوا له بالمغفرة كلما يدعو لنفسه ، وقال الله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام "( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ) وهكذا عن إبراهيم عليه السلام (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) .

أخوانى : يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -- صلى الله عليه وسلم-- نبياً ورسولاً أحرصوا على بر الوالدين ومعرفة حقهما ، فقد أمر الله تعالى بحقهم فى جميع كتبه ،وأوحى إلى جميع الأنبياء وأوصاهم بحرمة الوالدين ، وجعل رضاه عزوجل فى رضا الوالدين وسخطه فى سخطهما .
ويقول الله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان :14

فأنظروا يا أخوانى كيف قرن الله عز وجل شكره بشكر الوالدين ، وقال أبن عباس رضى الله عنهما : ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث . لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها . وهما :
الأولى : قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) النساء : 59 فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه .
والثانية : قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) النور: 56 فمن صلى ولم يزكى لم يقبل منه .
والثالثة : قوله تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير ) فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه .
ولذا يقول النبى - صلى الله عليه وسلم-- " رضا الله فى رضا الوالدين ، وسخط الله فى سخط الوالدين " .
وروى عن بعض التابعين رضى الله عنه أنه قال : من دعا لأبويه فى كل يوم خمس مرات فقد أدى حقهما ، لأن الله تعالى قال : ( أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير ) فشكر الله تعالى أن يصلى فى كل يوم خمس مرات ، وكذلك شكر الوالدين أن يدعوا لهما فى كل يوم خمس مرات .

وسئل عمر بن ذر : كيف كان بر أبنك ؟ قال : ما مشيت نهاراً قط وإلا مشى خلفى .. ولا ليلاً قط إلا مشى أمامى .. ولا رقى سطحاً وأنا تحته .

وقيل لزين العابدين على بن الحسين رضى الله الله عنهما : أنت من أبر الناس .. ولا نراك تؤاكل أمك ؟! فقال : أخاف أن تسير يدى إلى ما سبقت عينها إليه .. فأكون قد عققتها .

وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : سألت النبى -- صلى الله عليه وسلم--: أى العمل أحب إلى الله تعالى ؟ فقال " الصلاة على وقتها " قلت ثم أى ؟ قال : بر الوالدين " قلت ثم أى ؟ قال :" الجهاد فى سبيل الله " .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : جاء رجل إلى النبى -- صلى الله عليه وسلم-- فأستأذنه فى الجهاد ، فقال : أحى والداك ؟ قال : نعم ، قال : "ففيهما فجاهد ! .

(أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام وقال : يا موسى ، إن كلمة من العاق تزن جميع رمال الأرض .. قال موسى : يارب ، من العاق ؟! قال : إذا قال لوالديه : لا لبيك : أى لا أجيبك )

ومن هنا يتضح لنا أخوانى أنا العقوق خطير جداً ، ويتبين لنا ذلك أيضاً من حديث النبى-- صلى الله عليه وسلم-- " إلا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " قالو : بلى يا رسول الله .. قال : " الشرك بالله ، وعقوق الوالدين .." والعقوق أيضاً يا أخوانى من الذنوب التى يُعجل الله عقوبتها فى الدنيا قبل الآخرة ..
وهناك حادثة حدثت فى عصر النبى-- صلى الله عليه وسلم-- فقد ذهب الناس إليه وقالوا : يا رسول الله : فلان يحتضر ، قال : " لقنوه الشهادة " قالو : يا رسول الله لقناه فلم ينطق بها ، فقال " أله أم ؟! " قالو نعم ، قال " على بها " فجاءت الأم ، فسألها -- صلى الله عليه وسلم-- : " أراضية أنت عن أبنك ؟ " قالت : لا يا رسول الله ، قال : " ولم لا ترضين " قالت : يا رسول الله ، كنت أسكن معه فى بيت واحد فكان يرضى أمرأته ، وكان يخشى أن يُرضينى أمامها فتغار ، فأخذها وسكن بعيداً عنى ، فقليلاً ما أراه .. فأسترضاها رسول الله -- صلى الله عليه وسلم-- وطلب منها أن ترضى عن أبنها حتى ينطق بالشهادة فأبت ورفضت ، وحذرها من أن أبنها سيدخل النار ، فأبت ، فأراد النبى -- صلى الله عليه وسلم-- أن يشعرها بخطورة الأمر ، فطلب من الصحابة أن يوقدوا ناراً ليلقوا الأبن فيها أمام أمه ، فلما رأت ذلك قالت : يا رسول الله ، قد عفوت عنه . فخرج إليه القوم وقالوا : لقد نطق الأبن بالشهادة يا رسول الله .

وفى رواية عنه قال :" أقبل رجل إلى رسول الله -- صلى الله عليه وسلم-- فقال أبايعك على الهجرة والجهاد ، أبتغى الأجر من الله : قال له : فهل من والديك أحد حى ؟ قال : نعم بل كلاهما حى . قال : أفتبتغى الأجر من الله ؟ قال نعم . قال : فأرجع إلى والديك فأحسن صحبتهما " .

وعنه قال : جاء رجل إلى رسول الله -- صلى الله عليه وسلم-- فقال : جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوى يبكيان ، فقال : أرجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما" .

وعم كعب بن عجرة رضى الله عنه قال : مر على النبى -- صلى الله عليه وسلم-- رجل فرأى أصحابه من جلده ونشاطه ما أعجبهم ، فقالوا : يا رسول لله لو كان هذا فى سبيل الله ! فقال رسول الله -- صلى الله عليه وسلم-- إن كان خرج يسعى على أولاده صغاراً فهو فى سبيل الله ، وإن كان يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو فى سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو فى سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو فى سبيل الشيطان " .

وسئل أبن عباس رضى الله عنهما عن أصحاب الأعراف .. من هم ؟ وما الأعراف ؟ فقال " أما الأعراف فهو جبل بين الجنة والنار .. وإنما سمى الأعراف لأنه مشرف على الجنة والنار .. وعليه أشجار وثمار وأنهار وعيون ، وأما الرجال الذين يكونون عليه فهم رجال خرجوا إلى الجهاد بغير رضا آبائهم وأمهاتهم .. فقتلوا فى الجهاد .. فمنعهم القتل فى سبيل الله عن دخول النار ، ومنعهم عقوق الوالدين عن دخول الجنه .. فهم على الأعراف حتى يقضى الله فيهم أمره "

يا الله !! رجال خرجوا بغير رضا آبائهم وأمهاتهم يبتغون وجه الله ،ويريدون الجهاد فى سبيله ، ويقتلون فى هذا السبيل .. ولكن يحبسهم العقوق على الأعراف .. بين الجنة والنار ، أنتظار لأمر الله فيهم .

أرأيتم يا أخوانى إلى أى مدى حرص الإسلام على رضا الوالدين رغم منزلة الجهاد فى سبيل الله فى الإسلام والتى لا تعادلها منزلة قائم الليل ولا صائم النهار .
فإذا أردتم أخوانى أن تخرجوا للجهاد أو تسافروا إلى أى مكان أحرصوا على إذنهم ورضاهم ، حتى نكون فى أمان الله ورضاه ، فمن أرضى والديه فقد أرضى خالقه، ومن أسخط والديه فقد أسخط خالقه . نعوذ بالله العظيم من سخطه .

ب
ر الأم

للوالدين على الولد حقوق تتمثل فى البر والطاعة والإكرام وكل ما ذكرناه من قبل ، ويتأكد ذلك فى حق الأم ، فإنها قاست من آلام الحمل والوضع والإرضاع والتربية ما قاست .
قال تعالى : " (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ)الأحقاف :15
وعن إبى هريرة رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله -- صلى الله عليه وسلم--فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال : (أمك) قال ثم من؟ قال (أمك) قال : ثم من؟ قال : (أمك) ، قال ثم من ؟ قال : ( أبوك ) .
فحض على بر الأم ثلاث مرات ، وعلى بر الأب مرة واحدة ، وما ذاك إلا لأن صعوبة الحمل ، وصعوبة الوضع ، وصعوبة الأرضاع والتربية ، تنفرد بها الأم دون الأب ، فهذه ثلاث منازل يخلوا منها الأب .

وجاء رجل وأمرأة إلى رسول الله -- صلى الله عليه وسلم--يختصمان فى صبى لهما .. فقال الرجل : يا رسول الله .. ولدى خرج من صلبى .. وقالت المرأة يا رسول الله : حمله خفاً ووضعه شهوة .. وحملته كرهاً ووضعته كرهاً ، وأرضعته حولين كاملين .. فقضى به رسول الله -- صلى الله عليه وسلم-- لأمه .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص : أن أمرأة قالت : يا رسول الله : إن أبنى هذا كان بطنى له وعاء ، وحجرى له حواء ، وثديى له سقاء ، وإن أباه طلقنى وزعم انه ينزعه منى ، فقال -- صلى الله عليه وسلم-- : " أنت أحق به ما لم تنكحى " .

ولن يستطع الأبناء مهما بالغوا فى طاعة الأم وبرها مجازاتها على ما قامت به نحوهم من الطفولة إلى الرجولة من عطف ورعاية وعناية وتربية ولا بطلقة واحدة من طلقاتها .


لأمك حق لو علمت كثير *** كثيرك يا هذا لديه يسير ، ولوعقلت فهو قليل
فآها لذى عقل ويتبع الهوى *** وآها لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فأرغب فى عميم دعائها *** فأنت لما تدعوا إليه فقير


فقد جاء رجل إلى رسول الله-- صلى الله عليه وسلم-- يشكو سوء خلق أمه ، فقال له : " لم تكن سيئة حين أرضعتك حولين ! قال:أنها سيئة الخلق ، فقال - : لم تكن كذلك حين أسهرت ليلها وأظمأت نورها "! قال : لقد جازيتها . فقال : ما فعلت ؟؟؟ ، قال الرجل : حججت بها على عنقى . فقال -- صلى الله عليه وسلم--ما جازيتها ولو بطلقة "

وروى أن ابن عمر رضى الله عنهما رأى رجلاً يحمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة .. فقال الرجل : يا أبن عمر .. أترانى جازيتها ؟ قال : ولا بطلقة واحدة من طلقاتها ، ولكن قد أحسنت ، والله يثيبك على القليل كثيراً .

وللإمام الذهبى موعظة بليغة يقول فيها : " أيها المضيع لآكد الحقوق .. المعتاض من بر الوالدين العقوق .. الناس لما يجب عليك .. الغافل عما بين يديه .. بر الوالدين عليك دين ، وأنت تتعاطاه بإتباع الشين .. تطلب الجنة بزعمك وهى تحت أقدام أمك ..
لو خُيرت بين حياتك وموتها لطلبت حياتك بأعلى صوتها .. وكم عاملتها بسء الخلق مراراً ، فدعت لك بالتوفيق سراً وجهاراً .. فلما أحتاجت عند الكبر إليك جعلتها من أهون الأشياء عليك ، فشبعت وهى جائعة .. ورويت وهى قانعة .. وقدمت عليها أهلك وأولادك بالإحسان ، وقابلت أياديها بالنسيان .. وصعب لديك أمرها وهو يسير ، وطال عليك عمرها وهو قصير .. وهجرتها ومالها سواك نصير .

وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : إنى أخدم أمى كما كانت تخدمنى فى الصغر ، فهل قمت بحقها ؟ قال : لا ، قال الرجل : لم ؟ ، قال : إنها كانت تخدمك وهى تتمنى لك الحياة ، وأنت تخدمها وأنت تتمنى لها الموت !! .

وقال بشر : ما من رجل يقرب من أمه حيث يسمع كلامها ،إلا كان أفضل من الذى يضرب بسيفه فى سبيل الله ، والنظر إليها أفضل من كل شئ .

وعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبى-- صلى الله عليه وسلم-- فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو ، وقد جئت أستشيرك ، فقال رسول الله -- صلى الله عليه وسلم--: "هل لك من أم ، قال نعم ، فقال -- صلى الله عليه وسلم--: الجنة عند رجلها " .

وعن أنس رضى الله عنه قال : أتى رجل إلى رسول الله -- صلى الله عليه وسلم--، فقال : إنى أشتهى الجهاد ولا أقدر عليه ، قال -- صلى الله عليه وسلم--: هل بقى من والديك أحد ؟ قال : أمى ، قال : قابل الله فى برها ، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد " .

ولقد نهانا الله عن التأفف لهم ، وعاتبنا فى حقهما بعتاب لطيف بالمعاقبة فى الدنيا بعقوق البنين ، وفى الآخرة بالبعد من رب العالمين . وينادينا بلسان التوبيخ والتهديد بقوله تعالى : (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) الحج:10


همسة فى أذن كل زوجة تخاف الله وتتمنى رحمته ومغفرته :

يجب عليك أختى أن تعينى زوجك على بر والديه ، وأعلمى أنك يوماً ما ستكونين مكانها وتحتاجين ما تحتاج إليه هى الآن ، وأعلمى أنك كما فعلتى فأنه مردود لكى ، فكما تدين تدان ولو بعد حين ، وأعلمى أيضاً أنك المستفادة الأولى والأخيرة من معاملة زوجك وبره بوالدية وصلة الرحم بين أبنائك وبينهم ، ويكفيك دعوة من أم زوجك يتقبلها الله من أم لأبنها، تصلح بيتك وشأن أولادك ويبارك الله لكى فيهم أن شاء الله ...

قبل أن أختم هذا المقال أعرض عليكم ديوان شعر ، يظهر فيه رحمة الأم بإبنها ، فى حال يقشعر له الأبدان .

** قــلـــ الأم ــــب **


أغرى امرئ يوما غلاما جاهلا *** بنقوده كي ما ينال به ضرر
قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتـى *** ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها*** والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فـرط سـرعته هوى *** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
فناده قلب الأم وهو معفـر *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ؟
فكأن هذا الصوت رغم حنوه *** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما *** لم يأتها أحد سواه من البشر
واستـل خنجره ليطعن نفسه*** طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا *** تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا *** تذبح فؤادي مرتين على الأثر




نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية ... ونسأله إيماناً لا ينفذ ... ويقيناً لا يتزعزع ... وقرة عين تدوم ... وأن يرزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا ... وأن يرحمنا وأياهم ... ونعوذ به من العقوق ... ومن ظلم الحقوق ... آمين يارب العالمين

ارام علي
24/04/2007, 03:48 PM
السلام عليكم
لقد قرأت تقريبا جميع مداخلاتكم وكلها كانت مداخلات من اباء وامهات وقد تحدثتم جميعا بمثالية لن أقول انها مبالغ بهها ولكنها بعيدة جدا عن هموم أناس مثلي مصنفين على أننا الابناء ولم يناقش احد منكم هذة المسألة عندما كان ابن أو ابنة قبل أن تصبحوا اباء فلا تقنعوني ان علاقاتكم مع ابائكم كانت نثالية
فعندما يستهزء الابن بالاب فهذا يدل أما ان الابن لا يكن الاحترام لوالدة وذلك عائد لتصرفات الاب .... أو لأن تصرفات الاب لم تعد مفهومة للأبن الذي سرعان ما تكون ردة فعلة (الاستهزاء) على هكذا وضع
فيا ايها الاباء لماذا لا تراجع سلوكياتكم ونظرتكم لأبناكم ،كن لة صديقا ولا تتذاكى بلعب دور الاب أو الام وتحاول جاهدا ان تكون قريبا من ابنائك وذلك بأن تدخل عالمهم
كما ان ادراج النصوص التاريخية والدينية في مشاركاتكم التي تتناول حياتنا يجعل مشاركاتكم تذكرني بحصص التاريخ والتربية الاسلامية التي كنا نأخذها في المدرسة
رجاء لا تسيئوا فهمي
ولكن هناك الكثير من الاسر المفككة بسبب سوء علاقات الاب والام مع ابنائهم

الابنة المحبة