عبدالقادربوميدونة
07/08/2007, 12:29 PM
الفاتِكان بالمسلمين هما: جورج بوش وبن ديكت
قال العرب وغيرالعرب: أن الامبراطورية الأمريكية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية كانت قد قارعت - وبكل الوسائل - عدوها الشيوعي اللدود، المسمى الخطرالأحمر، الاتحاد السوفياتي ( سابقا) ، وبعد أن خاضت ضده حروبا عديدة متنوعة، تجسسية واقتصادية وإعلامية، تمت تصفيته وهزيمته ، وانهارت إمبراطوريته ، بعد أن اعتمد سياستي ( البرسترويكا والقلاست نوست) أي الشفافية وإعادة البناء، وتفككت مفاصله تماما، وأضحى دولا شرقية وأخرى غربية.. وصارالأخطبوط الأحمر في خبركان.
تنفست أمريكا الصعداء بعد أن أنفقت الملايير من الدولارات استثمارا في عمليات تحطيم وتكسير ذلك العدو التاريخي، ثم حاولت مباشرة بعد دلك الهيمنة والتوسع والامتداد إلى بقية أنحاء العالم، بغرض الاستحواذ منفردة على خيرات الشعوب والأمم ، ولكن الخطرالآخر الأصفرالكامن لها في مساحة أخرى من العالم، لم تجرله حسابا.. فوقف لها بالمرصاد على مستوى الجوانب الاقتصادية والعسكرية ، وقد وجدت أمريكا نفسها عاجزة أمام نموه الاقتصادي المتسارع وتطوره التكنولوجي المذهل، بلد المليار ونصف المليارمن البشر " الصين" حاولت تطويقه بشتى السبل والوسائل المشروعة وغيرالمشروعة ،بحروب إقليمية من شأنها الحد من توسعه نحو بقية العالم.. وقد أنشأت له بؤرتوترسياسية مجاورة له، ككشمير، في الهند وفرموزة (طايوان) المنفصلة عنه غصبا عن إرادته.. و وصلت جيوشها وقواعدها العسكرية إلى أطرافه ، افغانيستان، وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها من وسائل التلهية ولفت الانتباه المغرض.. وأبرمت اتفاقيات سياسية وعسكرية مع عدة دول مجاورة له وأقامت فيها قواعد عسكرية ، لكن دون جدوى على ما يبدو...
وحينما ارتاحت - جزئيا - من متاعب هذين الخطرين الأحمر والأصفر المحدقين بمصالحها الاستراتيجية، حاولت خلق عدو خارجي جديد وهوالعدوالأخضرهذه المرة، لكي تشغل رأيها العام الداخلي عن مشاكله المتفاقمة مثل نمومؤشرالجريمة فيه.. ومحاولة تحويله وتخويفه بمخاطرخارجية، ترى أمريكا أن تلك المخاطرأضحت تتهدد وجودها ووجود ديمقراطيتها.. فالتفت قادتها المحافظون الجدد بذكائهم المتعجرف إلى العالم الإسلامي، فكانت أولى الخطوات العملية التي قاموا بها تمثلت في الحرب الاستباقية فتم احتلت العراق - كما هو معروف - بذرائع واهية.. وكانت تصريحات بوش - أثناء شنه للحرب على تنظيم القاعدة وحركة طالبان في افغانستان - القائلة بوجوب شن حرب صليبية على العالم الإسلامي،و قيل بعد ذلك لتبرير قوله ، بعد أن استنكرالمسلمون تلك التصريحات.. أنه لم يكن يقصد بها شيئا، إنما هي " زلة لسان " ..ثم ها هي تترافق وتتزامن تلك الحروب مع حملات أغلبية وسائل الإعلام الغربية لتنشررسومات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم... وكان قد سبقهم في كل ذلك سلمان رشدي وتسليمة نسرين.. بخزعبلاتهما وترهاتهما المشككتين في صحة نزول القرآن الكريم.. وفي آياته التي كانت كذا وكذا...
واليوم ها هوالمشهد التآمري على الأمة الإسلامية - وعلى دينها السمح الحنيف، دين المحبة والتسامح والإخاء - يكتمل بأقوال الحبرالأعظم بن ديكت ( وليس بن ديك) قائلا بصريح العبارة أثناء محاضرة له ألقاها ببلده الأصلي ألمانيا متدثرا بأقوال غيره ، المستمدة من مناظرة جرت وقائعها بين رجل مسلم فارسي وبين الامبراطورالبيزنطي إمانويل الثاني في القرن الخامس عشر( 1350 م 1425 م) ..أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:
(( لم يأت بالجديد)).. وإنما نقل ما كان ورد في الكتب السماوية التي سبقته كالإنجيل والتوراة، وأنه لم يأت (( إلا بالسيء من القول)).. وأن الإسلام قد تم نشره عبر((العنف والسيف)) ناسيا هذا الحبرالمتحبرمتعمدا، أن من بين ما جاء به القرآن الكريم من جديد هو تصحيح ما أوقعوا هم أنفسهم فيه من أخطاء وتحريفات لكتبهم التي حرفوها بقولهم: أن السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو ابن الله..سبحانه وتعالى علوا كبيرا عما يشركون، وتغاضى هذا الحبرأن القرآن قد تحدث عن هذا الأمر بعين العقل وسلامة المنطق، حيث ورد في القرآن الكريم ما معناه أن كلا من عيسى وموسى ومحمد وبقية الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ما هم إلا بشركبقية البشريوحى إليهم، وهنا يظهرمكمن جهلهم المطبق، وبعدهم الكبيرعن فهم روح وجوهرالدين الإسلامي ومعجزاته.. وأن مريم العدراء البتول هي معجزة ربانية.. وهي نتاج كلمة منه ألقاها إليها.. فكان عيسى عليه السلام
يس (آية:82): إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
وكأن الحديث في هذا الشأن يعتبرجديدا على العالم، ولم تتم مناقشته، والبحث فيه، عبرمختلف العصور.. هذا الحبرالمتنطع المتطاول على عقيدة المسلمين ودينهم ..وكأني به اكتشف قارة سابعة أوثامنة في الكرة الأرضية.. أو سماء ثامنة في الفضاء الفسيح.. مع أن مثل هذه الحوارات والمساجلات والمناظرات مبثوثة في مختلف كتب الفكرالإسلامي والمذاهب الدينية المختلفة وفي كل الديانات والمدارس والتيارات عبرعصوراحتكاك الإسلام بالحضارات والأمم الأخرى، ومع ذلك لم يطعن أحد من هؤلاء الباحثين المجادلين، في صدقية النبي عليه أفضل صلاة وأزكى سلام.
وليسمح لي القراء الكرام أن أسرد في هذا المجال نكتة دينية وفكرية جرت وقائعها في وقت من أوقات ازدهارحرية الفكروالتعبير في عصرمن عصورازدهارالإسلام مفادها :
أن جدلا فلسفيا أوحوارا فكريا منطقيا جرى بين أحد المسلمين الأوائل وبين أحد المسيحيين
- لا نعرف إن كان كاثوليكيا أم بروستانتينيا أم ارثدوكسيا أم إنجيليا- الرافضين لقدرة الدين الإسلامي على الحوار والمجادلة الجادة، وكان من بين نقاط الحواروالمناظرة التي تمت بين هذين الرجلين نقطة فكرية واحدة تمحورموضوعها في تعريف: ظاهرة " التصوف" ومحاولة تحديد مفهومه لدى كل من الطرفين، هذا الموضوع تناوله الرجلان المنتميان لديانتين سماويتين ( وليس لدينين مختلفين كما هو شائع خطأ فالدين دين واحد منزل في رسالات مختلفة متفاوتة الأزمنة.. ) فقال ذلك الرجل المسيحي للمسلم :
ماهو التصوف في دينكم؟
فما كان من المسلم - بعد أن تنبه للفخ المنصوب له - إلا أن ترجى المسيحي أن يقوم هوأولا بتعريف التصوف، ثم يأتي دوره ليقدم تعريفا للتصوف عند المسلمين.
فقال الرجل المسيحي :
" إن التصوف عندنا نحن المسيحيين هو: أن الله إن أعطانا شكرناه.. وإن منعنا صبرنا.
فقال الرجل المسلم للمسيحي: هدا تصوف كلاب ، وتدفق الجمع الحاضر ضاحكا ..
قال الرجل المسيحي:كيف ترى ذلك ؟
قال الرجل المسلم :نحن المسلمين إن صادف وكنا نتناول غداءنا وكان موجودا بالبيت كلب ينتظر ما نجود به عليه من طعامنا، فإن أعطيناه شكر، أي لوح بذيله يمنة ويسرة تعبيرا عن الاعتراف بالجميل، وإن منعناه صبر. باسطا ذراعيه بالوسيد..
قال الرجل المسيحي :إدن ماهوالتصوف عندكم ؟
قال الرجل المسلم: نحن على العكس منكم تماما، فإن أعطانا الله أنفقنا، وليس شكرناه، وإن منعنا شكرناه وليس صبرنا.
وبهذا الجواب المقنع المفحم ظهرجليا أن قول المسلم أقرب إلى التقوى والتعبد وأقوى حجة، وأسلم منطقا وأكثرمسايرة للعقل، فما كان على ذلك الرجل المسيحي إلا أن تحول إلى الإسلام بعد اقتناعه، وبروزخطأ فهمه للدين الإسلامي.
والعبرة كما ترون تظهر في كون أن الإسلام لم ولن ينتشربقوة السيف ، إنما قد دخل الناس فيه أفواجا، بعد اقتناعهم اقتناعا تاما، بقوة حجته وسلامة أدلته وتطابقه مع الفطرة البشرية، وكذا إعجازه الذي حيرأفهام الناس وأعجزعقول العلماء، وتحدت آياته المعجزات الأمكنة والأزمنة.. ولم يستحوذ على عقول وقلوب البشرإلا بسماحته وصحة دعوته وتوحيده لله عز وجل، وبتطابقه مع ما يدعوا إليه العقل البشري والمنطق السليم معا،فإن كان هذا الحبرقد وصلته تقاريراستخباراتية تؤكدأن أمواجا بشرية كثيرة وأفواجا هائلة من الناس قد انضوت تحت لواء الإسلام في مختلف بقاع الأرض، فما عليه إلا الإنصياع والاعتراف بذلك
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..)،
إذ كلما وجهت الضربات الإعلامية المختلفة للإسلام، وأحيكت المؤامرات السياسية ضد المسلمين إلا وازدادت أمواج وأفواج الداخلين فيه، من مشارق الأرض ومغاربها،
( والله متم نوره ولو كره الكافرون.)
عبد القادربوميدونة
الجزائر
قال العرب وغيرالعرب: أن الامبراطورية الأمريكية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية كانت قد قارعت - وبكل الوسائل - عدوها الشيوعي اللدود، المسمى الخطرالأحمر، الاتحاد السوفياتي ( سابقا) ، وبعد أن خاضت ضده حروبا عديدة متنوعة، تجسسية واقتصادية وإعلامية، تمت تصفيته وهزيمته ، وانهارت إمبراطوريته ، بعد أن اعتمد سياستي ( البرسترويكا والقلاست نوست) أي الشفافية وإعادة البناء، وتفككت مفاصله تماما، وأضحى دولا شرقية وأخرى غربية.. وصارالأخطبوط الأحمر في خبركان.
تنفست أمريكا الصعداء بعد أن أنفقت الملايير من الدولارات استثمارا في عمليات تحطيم وتكسير ذلك العدو التاريخي، ثم حاولت مباشرة بعد دلك الهيمنة والتوسع والامتداد إلى بقية أنحاء العالم، بغرض الاستحواذ منفردة على خيرات الشعوب والأمم ، ولكن الخطرالآخر الأصفرالكامن لها في مساحة أخرى من العالم، لم تجرله حسابا.. فوقف لها بالمرصاد على مستوى الجوانب الاقتصادية والعسكرية ، وقد وجدت أمريكا نفسها عاجزة أمام نموه الاقتصادي المتسارع وتطوره التكنولوجي المذهل، بلد المليار ونصف المليارمن البشر " الصين" حاولت تطويقه بشتى السبل والوسائل المشروعة وغيرالمشروعة ،بحروب إقليمية من شأنها الحد من توسعه نحو بقية العالم.. وقد أنشأت له بؤرتوترسياسية مجاورة له، ككشمير، في الهند وفرموزة (طايوان) المنفصلة عنه غصبا عن إرادته.. و وصلت جيوشها وقواعدها العسكرية إلى أطرافه ، افغانيستان، وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها من وسائل التلهية ولفت الانتباه المغرض.. وأبرمت اتفاقيات سياسية وعسكرية مع عدة دول مجاورة له وأقامت فيها قواعد عسكرية ، لكن دون جدوى على ما يبدو...
وحينما ارتاحت - جزئيا - من متاعب هذين الخطرين الأحمر والأصفر المحدقين بمصالحها الاستراتيجية، حاولت خلق عدو خارجي جديد وهوالعدوالأخضرهذه المرة، لكي تشغل رأيها العام الداخلي عن مشاكله المتفاقمة مثل نمومؤشرالجريمة فيه.. ومحاولة تحويله وتخويفه بمخاطرخارجية، ترى أمريكا أن تلك المخاطرأضحت تتهدد وجودها ووجود ديمقراطيتها.. فالتفت قادتها المحافظون الجدد بذكائهم المتعجرف إلى العالم الإسلامي، فكانت أولى الخطوات العملية التي قاموا بها تمثلت في الحرب الاستباقية فتم احتلت العراق - كما هو معروف - بذرائع واهية.. وكانت تصريحات بوش - أثناء شنه للحرب على تنظيم القاعدة وحركة طالبان في افغانستان - القائلة بوجوب شن حرب صليبية على العالم الإسلامي،و قيل بعد ذلك لتبرير قوله ، بعد أن استنكرالمسلمون تلك التصريحات.. أنه لم يكن يقصد بها شيئا، إنما هي " زلة لسان " ..ثم ها هي تترافق وتتزامن تلك الحروب مع حملات أغلبية وسائل الإعلام الغربية لتنشررسومات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم... وكان قد سبقهم في كل ذلك سلمان رشدي وتسليمة نسرين.. بخزعبلاتهما وترهاتهما المشككتين في صحة نزول القرآن الكريم.. وفي آياته التي كانت كذا وكذا...
واليوم ها هوالمشهد التآمري على الأمة الإسلامية - وعلى دينها السمح الحنيف، دين المحبة والتسامح والإخاء - يكتمل بأقوال الحبرالأعظم بن ديكت ( وليس بن ديك) قائلا بصريح العبارة أثناء محاضرة له ألقاها ببلده الأصلي ألمانيا متدثرا بأقوال غيره ، المستمدة من مناظرة جرت وقائعها بين رجل مسلم فارسي وبين الامبراطورالبيزنطي إمانويل الثاني في القرن الخامس عشر( 1350 م 1425 م) ..أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:
(( لم يأت بالجديد)).. وإنما نقل ما كان ورد في الكتب السماوية التي سبقته كالإنجيل والتوراة، وأنه لم يأت (( إلا بالسيء من القول)).. وأن الإسلام قد تم نشره عبر((العنف والسيف)) ناسيا هذا الحبرالمتحبرمتعمدا، أن من بين ما جاء به القرآن الكريم من جديد هو تصحيح ما أوقعوا هم أنفسهم فيه من أخطاء وتحريفات لكتبهم التي حرفوها بقولهم: أن السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو ابن الله..سبحانه وتعالى علوا كبيرا عما يشركون، وتغاضى هذا الحبرأن القرآن قد تحدث عن هذا الأمر بعين العقل وسلامة المنطق، حيث ورد في القرآن الكريم ما معناه أن كلا من عيسى وموسى ومحمد وبقية الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ما هم إلا بشركبقية البشريوحى إليهم، وهنا يظهرمكمن جهلهم المطبق، وبعدهم الكبيرعن فهم روح وجوهرالدين الإسلامي ومعجزاته.. وأن مريم العدراء البتول هي معجزة ربانية.. وهي نتاج كلمة منه ألقاها إليها.. فكان عيسى عليه السلام
يس (آية:82): إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
وكأن الحديث في هذا الشأن يعتبرجديدا على العالم، ولم تتم مناقشته، والبحث فيه، عبرمختلف العصور.. هذا الحبرالمتنطع المتطاول على عقيدة المسلمين ودينهم ..وكأني به اكتشف قارة سابعة أوثامنة في الكرة الأرضية.. أو سماء ثامنة في الفضاء الفسيح.. مع أن مثل هذه الحوارات والمساجلات والمناظرات مبثوثة في مختلف كتب الفكرالإسلامي والمذاهب الدينية المختلفة وفي كل الديانات والمدارس والتيارات عبرعصوراحتكاك الإسلام بالحضارات والأمم الأخرى، ومع ذلك لم يطعن أحد من هؤلاء الباحثين المجادلين، في صدقية النبي عليه أفضل صلاة وأزكى سلام.
وليسمح لي القراء الكرام أن أسرد في هذا المجال نكتة دينية وفكرية جرت وقائعها في وقت من أوقات ازدهارحرية الفكروالتعبير في عصرمن عصورازدهارالإسلام مفادها :
أن جدلا فلسفيا أوحوارا فكريا منطقيا جرى بين أحد المسلمين الأوائل وبين أحد المسيحيين
- لا نعرف إن كان كاثوليكيا أم بروستانتينيا أم ارثدوكسيا أم إنجيليا- الرافضين لقدرة الدين الإسلامي على الحوار والمجادلة الجادة، وكان من بين نقاط الحواروالمناظرة التي تمت بين هذين الرجلين نقطة فكرية واحدة تمحورموضوعها في تعريف: ظاهرة " التصوف" ومحاولة تحديد مفهومه لدى كل من الطرفين، هذا الموضوع تناوله الرجلان المنتميان لديانتين سماويتين ( وليس لدينين مختلفين كما هو شائع خطأ فالدين دين واحد منزل في رسالات مختلفة متفاوتة الأزمنة.. ) فقال ذلك الرجل المسيحي للمسلم :
ماهو التصوف في دينكم؟
فما كان من المسلم - بعد أن تنبه للفخ المنصوب له - إلا أن ترجى المسيحي أن يقوم هوأولا بتعريف التصوف، ثم يأتي دوره ليقدم تعريفا للتصوف عند المسلمين.
فقال الرجل المسيحي :
" إن التصوف عندنا نحن المسيحيين هو: أن الله إن أعطانا شكرناه.. وإن منعنا صبرنا.
فقال الرجل المسلم للمسيحي: هدا تصوف كلاب ، وتدفق الجمع الحاضر ضاحكا ..
قال الرجل المسيحي:كيف ترى ذلك ؟
قال الرجل المسلم :نحن المسلمين إن صادف وكنا نتناول غداءنا وكان موجودا بالبيت كلب ينتظر ما نجود به عليه من طعامنا، فإن أعطيناه شكر، أي لوح بذيله يمنة ويسرة تعبيرا عن الاعتراف بالجميل، وإن منعناه صبر. باسطا ذراعيه بالوسيد..
قال الرجل المسيحي :إدن ماهوالتصوف عندكم ؟
قال الرجل المسلم: نحن على العكس منكم تماما، فإن أعطانا الله أنفقنا، وليس شكرناه، وإن منعنا شكرناه وليس صبرنا.
وبهذا الجواب المقنع المفحم ظهرجليا أن قول المسلم أقرب إلى التقوى والتعبد وأقوى حجة، وأسلم منطقا وأكثرمسايرة للعقل، فما كان على ذلك الرجل المسيحي إلا أن تحول إلى الإسلام بعد اقتناعه، وبروزخطأ فهمه للدين الإسلامي.
والعبرة كما ترون تظهر في كون أن الإسلام لم ولن ينتشربقوة السيف ، إنما قد دخل الناس فيه أفواجا، بعد اقتناعهم اقتناعا تاما، بقوة حجته وسلامة أدلته وتطابقه مع الفطرة البشرية، وكذا إعجازه الذي حيرأفهام الناس وأعجزعقول العلماء، وتحدت آياته المعجزات الأمكنة والأزمنة.. ولم يستحوذ على عقول وقلوب البشرإلا بسماحته وصحة دعوته وتوحيده لله عز وجل، وبتطابقه مع ما يدعوا إليه العقل البشري والمنطق السليم معا،فإن كان هذا الحبرقد وصلته تقاريراستخباراتية تؤكدأن أمواجا بشرية كثيرة وأفواجا هائلة من الناس قد انضوت تحت لواء الإسلام في مختلف بقاع الأرض، فما عليه إلا الإنصياع والاعتراف بذلك
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..)،
إذ كلما وجهت الضربات الإعلامية المختلفة للإسلام، وأحيكت المؤامرات السياسية ضد المسلمين إلا وازدادت أمواج وأفواج الداخلين فيه، من مشارق الأرض ومغاربها،
( والله متم نوره ولو كره الكافرون.)
عبد القادربوميدونة
الجزائر