المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دم..



حنين حمودة
22/08/2007, 08:18 PM
The bloody mango دم..

مررتُ بسوقِ الخضارِ في طريقِ عودَتِي مِنَ المدرسةِ. كنتُ أحملُ في جيبِي مصروفي الذي لمْ أصرفْهُ في الفسحةِ, والذي خطَّطتُ أنْ أشتري بهِ شيئاً أحبُهُ, وبِالحبَّةِ ليس بالكيلو كمَا اعتادَ أهلي.
عندَمَا اقتربْتُ منَ السُّوقِ فاحَتْ الرائحَةُ التي أشتَهِي.
كانتْ لدى البائعِ عدَّةُ أصنافٍ منَ الفاكهةِ, ولكنَّني لمْ أَشتمَّ سواها" المانجا".
رأيتُهَا. كان شكلُها الشَّهي يدعوني, وكنتُ جائعةً مما جعلَ اشتياقي لَهَا يزيدُ, ورِيقي يسيلُ, وبِطانَةَ معِدَتِي يفركُ بعضُها بعضاً.
وقفْتُ قِبالَتَهَا للحظاتٍ أرمُقُهَا بحُبٍّ, قبل أنْ يسألَنِي البائعُ إِنْ كانَ يستطيعُ أنْ يخدِمَني. أخرجْتُ مصروفِي مِنْ جَيبِي وَوَضعتُهُ في كَفِّهِ وأَنا أَبتَسِمُ, وقلتُ بثقةٍ :
أُريدُ حبَّةَ مانجا ..
سأَلَني بتعجُّبٍ : حبةً واحدةً ؟!
فهَزَزتُ رأسِي مُوافقةً.
قَلَّبَ النقودَ في كَفِّهِ, ولمَّا رأى بِأَنَّها تَفوقُ الثَّمَنَ قالَ لِي : اختَرِي واحدةً كبيرةً.
لمْ أُضَيِّعِ الكثيرَ منَ الوقتِ في الاختيارِ, فقدْ وقعَ بَصَري عَلى حبةٍ كبيرةٍ على سطحِ السَّحَّارةِ, ولمْ أكنْ لأرضَى عنها بَديلاً.
عرضَ عليَّ البائعُ كيساً, ولكنَّني رفضتُ بِلباقةٍ, وطلبتُ منهُ استخدامَ سكِّينِهِ لأَشقَّهَا, فقد نويتُ الاستمتاعَ بِأكلِهَا في الطريقِ.
أعطانِي السِّكِّينَ, وبينما كنتُ أشقُّ الحبةَ أتاني صوتُ زبونٍ يقولُ : آه مانجا رائعةٌ, ورخيصةُ الثمنِ !
التفَتَ إِليه صديقُهُ وقالَ باعتراضٍ : هذه مانجا اسرائيليَّةٌ !!
ارتعشَتْ يدي لَدَى سماعِي الكلمة, فشقَّتْ السِّكِّينُ كفي اليُسرَى, واختلطَ الدَّمُ الحارُّ بِعُصَارَةِ المانجا الطَّازِجَةِ.
نظرتُ الى المانجا برعبٍ. رميتُهَا مِن يَدي وأَنَا أَصرُخُ : دَم.. دَم
التَفَتَ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ إِليَّ, وهبَّ البَائِعُ لِنَجدَتِي.
قالَ بتخوُّفٍ : ما بكِ يا بُنَيَّتِي ؟
قلتُ بانفعالٍ لمْ أستَطِعْ كبتَهُ : دَم, المانجا مليئةٌ بالدَّم!
أمسَكَ بيدِي المجروحةِ وقالَ : جرحْتِ نفسَكِ يا صغيرَتِي!
فقلتُ له والدُّموعُ تغسلُ وجهِي: لا انَّهُ ليسَ دَمِي,إِنَّهُ دمُ مُحَمَّدٍ الدُّرَّة.




قاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية.

حسام الدين نوالي
24/08/2007, 08:20 PM
المبدعة حنين حمودة..
أكتشف أنك قاصة أيضا بعدما عرفتك شاعرة.. وهنيئا لنا بمبدعة للأطفال في واتا..
أقرأ هذا النص وأتساءل: ما حدود التربية الوطنية أو القومية الموجهة للأطفال..؟ وما الخيط الفاصل بين التوجيه وحرية الاختيار؟
هنا أتذكر تلك الصور التي تداولها الاعلام قبل مدة لأطفال إسرائيليين يكتبون رسائل على الصواريخ، وأجزم أنها كانت صورا تسجل لحظة اغتصاب للطفولة.
فالطفل الذي يُدخله الكبار في متاهاتهم هم، هو طفل مستلب، يحيا بأفكار الكبار، وفي عالم الكبار..
والطفلة في النص التي صارت تفكر بمنطق هو أكبر بكثير من عمرها هي طفلة اغتصبت عالمَها ثقافة الكبار.. "مقاطعة البضائع" هي شأن سياسي واقتصادي يخص الكبار أصلا مثلما أن الحروب التي تشنها إسرائيل هي شأن ينبغي إبعاد الأطفال عنه..
وإذ أقول هذا فإني أضم صوتي لأطروحات تنادي بحق الأطفال في الطفولة.
ولك مودتي

حنين حمودة
25/08/2007, 07:57 PM
استاذي حسام الدين
اهلا بعودتك
فقد افتقدت تعليقاتك ونقدك
استاذي انا لم اقحم الطفل في موضوع القتال العربي الاسرائيلي
فالعدو اقحمه وعلي ان انوره
فاهلنا يموتون في فلسطين واسواقنا تضج بالمانجا الاسرائيلية هذه الايام!
الطفل هو المستقبل وعليه ان يتعلم ان لا يركض وراء رغباته
راميا جراح اخوانه عرض الحائط!!
مقارنة موقف طفلي باطفال صهيون الذين يتعلمون ارسال رسائل القتل والدمار
هو وضع الحق والباطل بمكيال واحد
تقديري

طه خضر
25/08/2007, 10:35 PM
ولماذا لا يتعلم الأطفال هذا المنطق ؟؟!!

لماذا لا يتعلمون أن هذا عدونا وأن بضائعه محرّمة علينا حرمة دمائنا على بعضنا ؟؟!!

بهذه الطريقة فقط استطاع الاباء أن يغرسوا فينا حب فلسطين ، ويعلمونا أن لا ننساها أبدا ..

ولا لوم عليهم إن زرعوا فينا ما يسميه البعض بالحقد ، ونسميه نحن بذاكرة لا تعرف النسيان ،

لا لوم عليهم بعد أن باعهم القريب للغريب وجرّدهم من أهم مقومات حياتهم وهي الأرض والبيت واللقمة ،

أذكر وأبان أزمة الرسوم الدنماركيّة أن ابنتي الصغيرة ذات الستة أعوام كانت تسأل البائع ةقبل أن تشتري

أي شيء : هل هذه بضاعة دنماركيّة يا عم ّ ؟؟!!

هل نسمي هذا حقدا ؟؟، أو امتهانا للطفولة ، ؟؟ حتما لا ..!!

وأذكر كذلك حينها أن اديبتنا الدكتورة حنين وفي نقاشي معها أخبرتني عن ابن اخيها

الطفل الصغير زكي ، والذي يتكلم بحماسة عن مقاطعة البضائع الإسرائيلية والدنماركيّة ،

على كل حال بامكانكم اعتبار هذه حالة خاصة بالشعب الفلسطيني وذلك لسببين :

الأول : أن الجرح لا يؤلم إلا من به ألم .

والثاني : إن من عايش المأساة ليس كمن سمع عنها ، وأظنه مرتبط بالأول بل يكاد يكون نفسه .

احترامي للجميع ..

طــه خضــر ..!!

حسام الدين نوالي
26/08/2007, 02:55 PM
بعد التحية الطيبة..
المبدعة العزيزة حنين حمودة
والأستاذ المكرم طه خضر..
أرحب بحواركما الجاد والرصين حول إحدى أهم قضايا الكتابة الموجهة للطفل، قضية الهوية والتوجيه وحق الطفل في الطفولة..
وإذ أؤكد أهمية بل وجوب وضع الكتّاب "مسألة الهوية" والانتماء نصب أعينهم وهم يتوجهون للطفل سواء تأليفا أو ترجمة، فإني أعتقد في نفس الوقت أن المنطلق هذا لا يؤول في كل الأحوال إلى نفس النهايات.
كتبت العزيزة الغالية حنين: "انا لم اقحم الطفل في موضوع القتال العربي الاسرائيلي فالعدو اقحمه وعلي ان انوره"
وأنا أتفق مع طرح التنوير إلى أقصى حد،- وربما في نهاية المطاف لن نجد أنفسنا نختلف في المنطلقات، بل في الطرق والاختيارات- ..
الأكيد أن أدب الطفل هو أدب يرسم عقلا لاحقا، وإذ علمنا الآباء حب فلسطين والهوية والانتماء فإن الكراهية وجدت طريقها إلينا وإلى غيرنا من سكان العالم بسبب أخطاء منهجية تربوية وإعلامية..
واسمحوا لي أن أسأل هل فكرة الهوية مرتبطة حتما بالعدو؟ وهل إيصال فكرة الانتماء يفترض بالضرورة وجود آخر مرفوض؟

وبالمقابل هل من حق أطفال العالم أن يعيشوا بعيدا عن صراعات الكبار؟
هل من حق الطفل أن يفكر كطفل ويعيش ويتمتع بالطفولة كاملة؟
فربما ما لم يستطع الكبار تحقيقه من حب داخل هذا العالم يستطيعه الصغار .. وليس هذا هروبا أو تجاوزا لإحدى قضايانا التاريخية الذاتية والدينية والهوياتية.. ولكن هي دعوة للتفكير في الكثير من حقوق الطفل أيا كان.

وإذ كنت شخصيا وما أزال ضد الفكر الصهيوني وممارساته، ومع المقاطعات الاقتصادية كقوة في الصراعات اليوم، لكن بالمقابل أحاول التفكير منهجيا فيما يمكن أن أوصله للصغار..
لنأخذ مثلا القصة محط الجدال هذا "دم..."، أفضل لو سارت في اتجاه اختيار البضاعة المحلية على أن يتم الحديث عن حمولات دموية لفاكهة ما.. الحمولة الدموية التي ربما قد تربك تفكير الطفل؛ أن تعرض في السوق بضاعات مختلفة واختيار بطل القصة البضاعة المحلية هو تمرير لقضية الانتماء والاعتزاز بالمحلي..
وإذ أحترم كثيرا كتابات العزيزة الغالية "حنين حمودة" وأوصلها للصغار من حولي لنضجها اللغوي والبنائي والموضوعاتي، إلا أني تعلمت في مراكز تكوين المدرسين أن طرق الإيصال أكثر خطورة من الموضوعات نفسها، وهذه دعوة للأخوة المختصين في التربية وعلم النفس لمشاركتنا هذا الحوار..
وهذه تحية للعزيز طه خضر..
مع مودتي وتقديري

ابراهيم درغوثي
08/09/2007, 06:55 PM
المبدعة الفاضلة حنين
قديما قيل : علم الأطفال وهم يلعبون "
وهي مقولة بيداغوجية بامتياز
وبعد قراءة نصك الرائع هذا أقول :
سرب حب بلادك للأطفال بالقص الجميل الذي يذهب
مباشرة الى القلب دون تطبيل أو تزمير
انك ايعثي بفكرتك حول المقاطعة بهدوء القنان وحكمة المجرب

حنين حمودة
08/09/2007, 07:17 PM
استاذي
كفى قلمي فخرا انك تعلق عليه
تقديري

سعيد نويضي
11/09/2007, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخت المبدعة حنين...قصة"دم..." على اختلاف القراءات التي يمكن أن توحي بها القصة...أعتقد أن الطفلة لو وجدت يافطة مكتوب عليها "بضاعة إسرائلية"...سوف لن تشتريها...و هذا شيء طبيعي...لكن إذا كان بائع البضاعة يعلم ذلك...و رغم ذلك يتجر فيها...فأين الوعي التاريخي؟بل أين الوعي الوطني؟أين حس المسؤولية حتى يكون قدوة للآخرين؟؟؟؟
و لكن البضاعة تم إنتاجها في أرض فلسطينية...بسواعد فلسطينية...ففيها الدم الفلسطيني حتى و إن كان الملصق عليها إسرائلي...فتظل "المانجا" مغتصبة كما هي فلسطين مغتصبة...و كما اغتصبوا الطفل الشهيد و آخرون و لا يزالون...في حين ماذا نفعل نحن؟ نحن نصرخ إنها بضاعة إسرائلية!!!!!!إنها بضاعة فلسطينية يسري فيها دم فلسطيني...و لاحول و لا قوة إلا بالله...

حنين حمودة
11/09/2007, 09:43 PM
استاذي سعد
لا خلاف على انها فلسطيننا وارضنا وخيرنا
لكن.. حتى تحرم فلوسها على الغاصب
هي حرام علينا
تقديري

محمود النجار
20/09/2007, 02:27 AM
حنين الرائعة
كدت والله أبكي وأنا أقرأ هذه القصة الرائعة التي تشتمل على مفارقة غير اعتيادية .. مفارقة أكثر من رائعة .. !
نهاية لا يمكن توقهعا .. إبداع ليس له حدود ..
فكر ناضج ، وحس وطني مخلص ..

لله درك كم تأثرت بهذه القصة .. !
ما كان أجمل ما أبدعت ريشتك العبقرية .. !

سلمت وسلم قلمك أختي الفاضلة المتألقة حنين ..


محمود النجار

NAJJAR
21/09/2007, 08:11 PM
فى أدب الطفل تتجاذب الأديب فكرتان،
الأولى: أنه ربما يكون من الأنسب للطفل أن يعيش حياته فى معزلٍ عن المنغصات الحياتية والأعباء التاريخية كى ينعم بحياة متوازنة وهادئة، قبل أن يصبح فى معترك الحياة.
والثانية: أنه لابد للطفل من أن يشتمل نسيجه الثقافى والمعرفى على بيان للخطوط الحمراء. وأن تكون لديه عقيدة ثابتة تجاه المتغيرات التى سيكون عليه مواجهتها فيما بعد. وأنه من حق الطفل أن يعرف وأن تعرض أمامه الحقائق فى مرحلة تدريبه على قواعد المفاضلة و الإختيار.
ولعلى أميل إلى الفكرة الثانية. فالطفل الذى لا يتعرض للتثقيف والتوجيه المبكر، قد لا يمكنه أن ينحاز إلى الإختيار الأمثل، بل إنه قد ينجرف وراء تيارات فكرية مغرضة حيكت ببراعة من أجل تضليل النشء ممن يهمل أهلهم ومعلموهم غرس القيم والموروثات الثقافية فى أذهانهم وجعلها تتمتع بأولوية خاصة إستعداداً لمرحلة من العمل تبدأ مع مرحلة النضج والمشاركة فى تحمل المسئولية.
وقد يتحجج البعض بأن غرس قيم الإنحياز للموروثات الثقافية قد يؤدى إلى خلق شخصيات غير قادرة على التزام الحيادية. والواقع أنه فيما يتعلق بالصدامات التاريخية وخاصة التى عبر القرآن عنها وأكد استحالة انتهائها مثل " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ، و " لتجدن أكثر الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"، فهى حقائق ثابتة لابد للطفل أن يعتقدها ولا يتعلق ذلك بالأجناس أو العنصرية. ولكنه يعالج ثوابت حقيقية لا يجرى الزمان عليها ولا تتغير. وعندما يكون هناك من الواقع ما يؤكد ذلك فلابد أن نستعين به فى التلقين والتثقيف، وأن نقدمه للطفل كتطبيق عملى واقعى للمعتقدات. على أننا يجب أن لا نغفل حق الطفل فى أن يتلقى المعرفة بالطريقة التى تناسب سنه وقدراته العقلية. كما يجب ألا يتعرض الطفل لهزات عنيفة قد تؤدى أثراً عكسياً. ولا يجب أن نفرط فى التلقين بحيث يعجز الطفل فيما بعد عن إقتفاء مسالك العدالة، ولكن نضرب مثلاً معاكساً أحياناً ليعرف الطفل أن التعميم والإسقاط خطأ، وإن كان لا يعرف بالتحقيق معنى هذه المسميات، إلا أنها يجب أن يغرس إجتنابها فى نسيجه الفكرى. "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا..".

ولى فى ذلك أن أشكر الدكتورة حنين على إسهاماتها القيمة التى تستدعى المعانى وتفجر الحوارات الخلاقة. كما أهنأها على توصلها إلى حقيقة أن الضرورة تحتم تلقين الطفل مثل هذه الأشياء مع موازنة ذلك باستخدام الأسلوب المناسب، وهو ما تمثله قصة المانجو والدم تمثيلاً ممتازاً فى الحقيقة.
بارك الله لنا فيك وبارك لنا فى نتاجك الفكرى الراجح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

NAJJAR
21/09/2007, 08:11 PM
فى أدب الطفل تتجاذب الأديب فكرتان،
الأولى: أنه ربما يكون من الأنسب للطفل أن يعيش حياته فى معزلٍ عن المنغصات الحياتية والأعباء التاريخية كى ينعم بحياة متوازنة وهادئة، قبل أن يصبح فى معترك الحياة.
والثانية: أنه لابد للطفل من أن يشتمل نسيجه الثقافى والمعرفى على بيان للخطوط الحمراء. وأن تكون لديه عقيدة ثابتة تجاه المتغيرات التى سيكون عليه مواجهتها فيما بعد. وأنه من حق الطفل أن يعرف وأن تعرض أمامه الحقائق فى مرحلة تدريبه على قواعد المفاضلة و الإختيار.
ولعلى أميل إلى الفكرة الثانية. فالطفل الذى لا يتعرض للتثقيف والتوجيه المبكر، قد لا يمكنه أن ينحاز إلى الإختيار الأمثل، بل إنه قد ينجرف وراء تيارات فكرية مغرضة حيكت ببراعة من أجل تضليل النشء ممن يهمل أهلهم ومعلموهم غرس القيم والموروثات الثقافية فى أذهانهم وجعلها تتمتع بأولوية خاصة إستعداداً لمرحلة من العمل تبدأ مع مرحلة النضج والمشاركة فى تحمل المسئولية.
وقد يتحجج البعض بأن غرس قيم الإنحياز للموروثات الثقافية قد يؤدى إلى خلق شخصيات غير قادرة على التزام الحيادية. والواقع أنه فيما يتعلق بالصدامات التاريخية وخاصة التى عبر القرآن عنها وأكد استحالة انتهائها مثل " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ، و " لتجدن أكثر الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"، فهى حقائق ثابتة لابد للطفل أن يعتقدها ولا يتعلق ذلك بالأجناس أو العنصرية. ولكنه يعالج ثوابت حقيقية لا يجرى الزمان عليها ولا تتغير. وعندما يكون هناك من الواقع ما يؤكد ذلك فلابد أن نستعين به فى التلقين والتثقيف، وأن نقدمه للطفل كتطبيق عملى واقعى للمعتقدات. على أننا يجب أن لا نغفل حق الطفل فى أن يتلقى المعرفة بالطريقة التى تناسب سنه وقدراته العقلية. كما يجب ألا يتعرض الطفل لهزات عنيفة قد تؤدى أثراً عكسياً. ولا يجب أن نفرط فى التلقين بحيث يعجز الطفل فيما بعد عن إقتفاء مسالك العدالة، ولكن نضرب مثلاً معاكساً أحياناً ليعرف الطفل أن التعميم والإسقاط خطأ، وإن كان لا يعرف بالتحقيق معنى هذه المسميات، إلا أنها يجب أن يغرس إجتنابها فى نسيجه الفكرى. "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا..".

ولى فى ذلك أن أشكر الدكتورة حنين على إسهاماتها القيمة التى تستدعى المعانى وتفجر الحوارات الخلاقة. كما أهنأها على توصلها إلى حقيقة أن الضرورة تحتم تلقين الطفل مثل هذه الأشياء مع موازنة ذلك باستخدام الأسلوب المناسب، وهو ما تمثله قصة المانجو والدم تمثيلاً ممتازاً فى الحقيقة.
بارك الله لنا فيك وبارك لنا فى نتاجك الفكرى الراجح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حنين حمودة
22/09/2007, 04:17 PM
سعيدة بكل حرف خط موافقا
على ما أرفض غيره!
فأنا ببساطة أؤمن بأنني أكون مستغلة وذميمة
إذا ما علمت الصيصان على مصادقة الثعالب!
وإذا ما علمتهم أنها حرية رأي..
وإذا ما علمتهم أن وجع أخيهم لا يخصهم
ليعلموا أنني انما اكلت يوم اكل الثور الابيض.
تقديري

حنين حمودة
15/11/2007, 09:53 AM
استاذي محمود النجار،
سعيدة بمرورك، سعيدة بمشاعرك
التي لا اتوقع من وطني خالص مثلك غيرها.
سعيدة .. بمقاطعة هي اضعف الايمان
تقديري

حنين حمودة
15/11/2007, 09:53 AM
استاذي محمود النجار،
سعيدة بمرورك، سعيدة بمشاعرك
التي لا اتوقع من وطني خالص مثلك غيرها.
سعيدة .. بمقاطعة هي اضعف الايمان
تقديري

عبدالقادربوميدونة
17/11/2007, 07:57 PM
المبدعة حنين حمودة :
هابيل وقابيل في " إسرائيل "
أولا: شكرا على هده القصة المناضلة القصة المقاومة ...
ثانيا: وحتى لا نكرر أنفسنا فقد تناول الإخوة النقاد القصة من مختلف جوانبها وأقروا بجمالية طرحها وحسن أسلوبها .. غير أني أريد أن أخرج عن المألوف قليلا لأقول ..
عندما هم أحد أبناء آدم قتل أخيه ...وجرى بينهما ما جرى من حديث .. ثم قتله فعلا .. هل نعرف نحن الكيفية التي تم بها الاغتيال بالضبط أم لا.. بالتأكيد أنه قتل وكفى..
فمند دلك الحين ووتيرة الجريمة مستمرة متواصلة إلى أن نلقى الله والصهاينة يعون دلك جيدا وأنت كدلك .. وما دمت أنت وميثيلاتك تعين كل هده الأبعاد فلا خوف على أحفاد محمد الدرة .. محمد في جنة الخلد وهؤلاء القتلة قد باءوا بدنبه ودنب أبائه أجداده ....
لقد أعجبتني كثيرا تلك المفاجأة في القصة وقد جعلتها تتراوح ما بين الحقيقة والأسطورة.. وتلك في القصة هي الأعجوبة المنظورة ..شكرا على التوظيف الدكي لمحاولة إبراز وسائل مقاومة لا تخطر على بال طفل...

عبدالقادربوميدونة
17/11/2007, 07:57 PM
المبدعة حنين حمودة :
هابيل وقابيل في " إسرائيل "
أولا: شكرا على هده القصة المناضلة القصة المقاومة ...
ثانيا: وحتى لا نكرر أنفسنا فقد تناول الإخوة النقاد القصة من مختلف جوانبها وأقروا بجمالية طرحها وحسن أسلوبها .. غير أني أريد أن أخرج عن المألوف قليلا لأقول ..
عندما هم أحد أبناء آدم قتل أخيه ...وجرى بينهما ما جرى من حديث .. ثم قتله فعلا .. هل نعرف نحن الكيفية التي تم بها الاغتيال بالضبط أم لا.. بالتأكيد أنه قتل وكفى..
فمند دلك الحين ووتيرة الجريمة مستمرة متواصلة إلى أن نلقى الله والصهاينة يعون دلك جيدا وأنت كدلك .. وما دمت أنت وميثيلاتك تعين كل هده الأبعاد فلا خوف على أحفاد محمد الدرة .. محمد في جنة الخلد وهؤلاء القتلة قد باءوا بدنبه ودنب أبائه أجداده ....
لقد أعجبتني كثيرا تلك المفاجأة في القصة وقد جعلتها تتراوح ما بين الحقيقة والأسطورة.. وتلك في القصة هي الأعجوبة المنظورة ..شكرا على التوظيف الدكي لمحاولة إبراز وسائل مقاومة لا تخطر على بال طفل...

حنين حمودة
16/01/2008, 07:04 PM
عذرا أستاذي بوميدونة
فما كنت اريد محو اسمك الذي شرف نصي..
واردت ان اجيب بعد تعدي رقم المائة الثالثة في القراء
لكن احداث غزة فرضت على منتدى الطفل المشاركة وان بالعاطفة..
وان بالتذكير باننا لا ننسى وان حاول العالم فصلنا عن بعضنا
وحاول محي التاريخ من عقولنا.

استاذي هذه المقاومة.. هي اول ما يخطر على بال الطفل
فعندما يقدم له شخص قطعة الشوكولا التي يرغب اول ما يقوم به هو النظر في وجهه
وحين يرى فيه ذاك الذئب الذي هجم على اخيه .. يتراجع... ويبحث عن الملجأ في حضن امه.
تقديري لك استاذي.

منى حسن محمد الحاج
20/06/2008, 02:01 PM
العزيزة حنين:
أولًا دعيني أُشيد باسلوب الكتابة المتمكن وبقلمك الرائع .. إني والله لا أجامل في ما لايعجبني ولكن قصتك شدتني شدا..
يا عزيزتي: لذا نكرر ونقول إن أهم شئ هو غرس القيم في الأطفال وتربيتهم على النهج الصحيح وعلى كره اليهود مهما فعلوا..
أنا شخصيًا أحمد الله كل يوم وأترحم على أبي واشعر بالإمتنان لأمي حيث أنهما ربيانا على الإحساس بالم أمتنا وعلى حب فلسطين وكره اليهود وعلى توعيتهم لنا باستمرار.
ونحن يا أختي نحاول اتباع نهجهم والسير على طريقهم وفعل ما يفعلون.
إن سلامة العقيدة هي الهدف.
أحييك يا أختي وأحيي جميع من شارك بقلمه هنا وأقول لك : دمتِ مبدعة وحفظك الله.
أختك منى حسن

ماجدة ريا
26/06/2008, 01:47 PM
عزيزتي حنين
إن ما يفعله الصهاينة من إجرام وحقد أعمى لم يترك لنا أي خيار ، وطفلنا الذي يكابد ما يكابد من هذا الإجرام الصهيوني، والذي يعاني ما يعانيه الكبار من قتل وتشريد ودمار لا بد وأن يتعرّف إلى كل الحقائق، وأن يدرك ماهية هذا العدو حتى وإن رضع ذلك مع الحليب.
ومن هنا فإن القصة توصل للطفل مفهوم العدو بصورة مؤثرة وفاعلة
دمت مبدعة ولك مني أطيب التحيات

ناهد يوسف حسن
26/06/2008, 05:56 PM
أختي حنين حمودة
قصة جميلة ذات مغزى
وهي رائعة للأطفال
حبذا لو أضفتِ صوراً مناسبة
مثل صورة المانجا
فالأطفال يحبون الصور
تحية ومودة

سيف الحق أحمد
06/07/2008, 12:39 PM
The bloody mango دم..
.

لا شك أنها قصة تعبر عن واقع دموي أليم
واقع استنفرت له قوى الشر كلها لفرضه علينا
واستسلم له جل الناس
ولكن الأمل يبقى معقودا على المفكرين أمثالك للنهوض بهذه الأمة من كبوتها
وتغيير هذا الواقع المؤلم

دام قلمك مبدعا أختنا الكريمة حنين
وليسقط المنجا الدموي

سيف الحق أحمد
06/07/2008, 12:39 PM
The bloody mango دم..
.

لا شك أنها قصة تعبر عن واقع دموي أليم
واقع استنفرت له قوى الشر كلها لفرضه علينا
واستسلم له جل الناس
ولكن الأمل يبقى معقودا على المفكرين أمثالك للنهوض بهذه الأمة من كبوتها
وتغيير هذا الواقع المؤلم

دام قلمك مبدعا أختنا الكريمة حنين
وليسقط المنجا الدموي

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
09/08/2008, 03:34 PM
[QUOTE=حنين حمودة;108632]The bloody mango دم..

مررتُ بسوقِ الخضارِ في طريقِ عودَتِي مِنَ المدرسةِ. كنتُ أحملُ في جيبِي مصروفي الذي لمْ أصرفْهُ في الفسحةِ, والذي خطَّطتُ أنْ أشتري بهِ شيئاً أحبُهُ, وبِالحبَّةِ ليس بالكيلو كمَا اعتادَ أهلي.
عندَمَا اقتربْتُ منَ السُّوقِ فاحَتْ الرائحَةُ التي أشتَهِي.
كانتْ لدى البائعِ عدَّةُ أصنافٍ منَ الفاكهةِ, ولكنَّني لمْ أَشتمَّ سواها" المانجا".
رأيتُهَا. كان شكلُها الشَّهي يدعوني, وكنتُ جائعةً مما جعلَ اشتياقي لَهَا يزيدُ, ورِيقي يسيلُ, وبِطانَةَ معِدَتِي يفركُ بعضُها بعضاً.
وقفْتُ قِبالَتَهَا للحظاتٍ أرمُقُهَا بحُبٍّ, قبل أنْ يسألَنِي البائعُ إِنْ كانَ يستطيعُ أنْ يخدِمَني. أخرجْتُ مصروفِي مِنْ جَيبِي وَوَضعتُهُ في كَفِّهِ وأَنا أَبتَسِمُ, وقلتُ بثقةٍ :
أُريدُ حبَّةَ مانجا ..
سأَلَني بتعجُّبٍ : حبةً واحدةً ؟!
فهَزَزتُ رأسِي مُوافقةً.
قَلَّبَ النقودَ في كَفِّهِ, ولمَّا رأى بِأَنَّها تَفوقُ الثَّمَنَ قالَ لِي : اختَرِي واحدةً كبيرةً.
لمْ أُضَيِّعِ الكثيرَ منَ الوقتِ في الاختيارِ, فقدْ وقعَ بَصَري عَلى حبةٍ كبيرةٍ على سطحِ السَّحَّارةِ, ولمْ أكنْ لأرضَى عنها بَديلاً.
عرضَ عليَّ البائعُ كيساً, ولكنَّني رفضتُ بِلباقةٍ, وطلبتُ منهُ استخدامَ سكِّينِهِ لأَشقَّهَا, فقد نويتُ الاستمتاعَ بِأكلِهَا في الطريقِ.
أعطانِي السِّكِّينَ, وبينما كنتُ أشقُّ الحبةَ أتاني صوتُ زبونٍ يقولُ : آه مانجا رائعةٌ, ورخيصةُ الثمنِ !
التفَتَ إِليه صديقُهُ وقالَ باعتراضٍ : هذه مانجا اسرائيليَّةٌ !!
ارتعشَتْ يدي لَدَى سماعِي الكلمة, فشقَّتْ السِّكِّينُ كفي اليُسرَى, واختلطَ الدَّمُ الحارُّ بِعُصَارَةِ المانجا الطَّازِجَةِ.
نظرتُ الى المانجا برعبٍ. رميتُهَا مِن يَدي وأَنَا أَصرُخُ : دَم.. دَم
التَفَتَ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ إِليَّ, وهبَّ البَائِعُ لِنَجدَتِي.
قالَ بتخوُّفٍ : ما بكِ يا بُنَيَّتِي ؟
قلتُ بانفعالٍ لمْ أستَطِعْ كبتَهُ : دَم, المانجا مليئةٌ بالدَّم!
أمسَكَ بيدِي المجروحةِ وقالَ : جرحْتِ نفسَكِ يا صغيرَتِي!
فقلتُ له والدُّموعُ تغسلُ وجهِي: لا انَّهُ ليسَ دَمِي,إِنَّهُ دمُ مُحَمَّدٍ الدُّرَّة.

الفاضلة حنين حمودة
هو الدم ياسيدتي
ولا يغسل الدم الا الدم
قتلة محمد الدرة اساحوا دمه ليروي شجرة المانجو
ابدعت واستطعت بايجاز ان تقدمي ما يعجز الاسهاب ان يقدمه
تحية