المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبز الأزيم في عيد فصح اليهود



سها جلال جودت
14/09/2007, 02:05 PM
خبز الأزيم في عيد فصح اليهود
بقلم سها جلال جودت


قبل أن ندخل في مضمون حياة اليهود وسلوكهم وما انجلى عنه هذا السلوك من أحداث دامية خلال تاريخ طويل علينا أن نقف عند مسألة هامة جداً على المؤسسات الإعلامية أن تطرحها نظراً لأهميتها التاريخية وما تمخضت عنه هذه الأهمية من مجريات أحداث ما تزال تعيث في حياة الأمة العربية بالقلق والدمار الإنساني الذي يذهب كل يوم ضحيته عشرات الشهداء من كل الأعمار ومن كلا الجنسين، لذلك علينا أن نكشف ماانطوت عليه نفسية اليهودي خلال المراحل الزمنية القديمة التي تنطبق على المراحل الراهنة في عصر ما عادت تخفى على أي شخص كان وفي أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية ما يمارسه هؤلاء على أرض فلسطين المحتلة.
والانتفاضة ما جاءت من جراء فراغ أراده شعب شتت وطرد من أرضه وابتعد عن مسقط رأسه وتاريخه وتراثه، الانتفاضة جاءت رداً على انتهاكات ما عاد السكوت عليها يجدي نفعاً ، وشرعية الحق يجب أن تعود إلى أصحابها الشرعيين الذين هم الشعب الفلسطيني الذين غادروها كارهين نظراً للظلم والاستبداد والسجون التي احتوت على بعضهم لأنهم قالوا: لا ليهودي يطأ أرضنا من دون حق ويدنس مقدساتنا ويريق دماء الأبرياء.
نحن نعرف أن كل شاشات التلفزة عرضت صورة استشهاد الطفل البريء محمد الدرة والطفلة الرضيعة إيمان حجو وغيرهن كثيرات وغير الدرة أكثر من كثير ، فماذا فعل الإعلام وماذا فعلت باقي الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، من تأثر المواطن العادي أما القائمين على رعاية المؤسسات الثقافية والإعلامية وحتى السياسية أن وقفوا وقفة شاعر ألقى قصيدة مناسبة ثم نشرها، بعدئذ رُكنت على أحد الرفوف كغيرها من القصائد والكتب.
العمل البغيض يمارسه من يبغض الحق ولا يؤمن به، وهو يطلق على الكريه والممقوت من الأفعال، ولكي نثبت ما معنى كريه وبغيض وممقوت نتصفح كتاب نفسية اليهودي عبر التاريخ للكاتب نصر الدين البحرة.
"ففي ختام الإصحاح السادس نجد أن ما صنعه يشوع بن نون وجماعته بأريحا وأهلها، ماعدا الزانية راحاب وأهلها التي ساعدت جواسيسهم في استطلاع المدينة قبل غزوها، وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة وجرَموا. قتلوا كل ما في المدينة، من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف.. وأحرقا المدينة بالنار مع كل ما فيها" ص12 المصدر نفسه.
" وفي زمن الامبراطور كلاوديوس اعتدوا على موظفي الدولة وامتنعوا عن دفع الضرائب، وداهموا حامية القدس الرومانية وقتلوا أفرادها جميعاً وأعلنوا حرباً سافرة على روما" ص 15
وفي تسلسل تصاعدي تتوالى مذابحهم واحدة إثر أخرى، ويستمر تاريخهم الدامي لتظهر مجزرة دير ياسين عام 48 مؤكدة على وحشية أفعالهم ورذائل نفوسهم القائمة على السفك والاغتيال إذ ذبحوا ، بمعنى الذبح 250 شخصاً من سكان القرية الآمنين البالغ عددهم 400 شخص وكان بين القتلى عدد كبير من الشيوخ والنساء والأطفال.
ولأنهم لا يعرفون ما معنى رونق الحياة إن لم يشاهدوا الدم فقد فعلوا هذا أيضاً في قانا عام 1996.
نشؤوا على الإدمان الدموي في السفك والذبح والقتل كي يتلذذوا فقد عبر الكاتب المسرحي الشهير شكسبير في مسرحيته تاجر البندقية عن شخصية اليهودي الثري المرابي الجشع الذي كان يضفي على أحقاده وعطشه إلى الدم والانتقام السريع طابعاً دينياً تارة وشرعياً تارة أخرى.
كان يريد أن يحصل على رطل من اللحم البشري من جسم أنطونيو بموجب الصك الموقع بينهما .ص39
"فالأول الذي تعامل مع الربا يطلب المال بين الواقفين في قمة الهرم والثاني يلهث في طلبه بين الواقفين في أسفل السلم وكلا منهما متعطش إلى الدم، والاثنان يلتقيان من ناحية أخرى في نظرتهما إلى الأخلاق أو بتعبير أدق : اللاأخلاق. ص 44


وتأتي جريمة عيد الفطير لتعبر لا عن ماسونية عقولهم ونفوسهم المفطورة على الجشع والبغيض من الأفعال، بل لتكون نموذجاً حياً يكشف عن رداءة النفس اليهودية الماضية إلى الدرك الأسفل من الحياة.
وفي استعراض ما يلي ما يؤكد على كلامنا هذا:
"ذبح الأب توما الكبوشي مساء/ 5/شباط 1840 في دار في الحي اليهودي بدمشق واستنزف دمه في عيد الفطير، وكما يذكر مؤلف الكتاب فإن هذا الأب قد اختير بصورة خاصة ليكون الضحية في هذه المناسبة، وهو لم يذهب إلى هناك مصادفة بل كان يقوم على تلقيح طفل ولصق إعلان بيع." ص 199

- من هو الأب توما؟

ولد توما الكبوشي عام 1780 في كلانجيانو في جزيرة سردينيا وكان يُعرف باسم الأب توماس الكلانجياني وقبل دخوله في جماعة الرهبان كان يدعى فرانشيكو انطونيووقد دخل وهو في الثامنة عشرة من عمره الرهبان الكبوشيين في روما كطالب مبتدئ ، وأوائل عام 1807 رُسم في دمشق مبعوثاً رسولياً.
كان في سنواته الأولى قد درس الصيدلة، مما جعله يعرف كثيراً من خصائص الأعشاب والتداوي بها، وكثيراً ماكان يستدعى في دمشق من قبل جميع الطوائف ممن في ذلك اليهود أنفسهم لاستشارته في معالجة بعض الأمراض. ص 203،ص204

شمله برعايته الكونت/ دوراني مانسون/ قنصل فرنسا في هذه الفترة، ومما يجدر ذكره أن علاقات سياسية كانت قائمة بين فرنسا ومحمد علي الذي كانت بلاد الشام كلها تابعة له. ص204

من أجل قنينة دم ماذا حصل؟
يقول جان دورات في كتابه جريمة 1840:
كان يعقوب العنتابي كبير حاخامات دمشق يبحث منذ خمسة عشر يوماً قبل هذا التاريخ عن وسيلة يحصل فيها على قنينة دم مسيحي. وتحدث بهذا مع الأخوة هراري وهم التجار اليهود الأغنياء في دمشق، وقد حاول التهرب من هذا التكليف المفروض عليهم بأوامر كهنوتية صارمة.
لكن هذا الإرهاب التلمودي كما يلاحظ في البروتوكلات يلزمهم الطاعة بعنف كما يلزم اليهود الآخرين الخاضعين له،وذلك بمقتضى السلطة الجهنمية الظالمة التي يتمتع بها رجال الدين التي تنصب كلها من دون رحمة على من لايطيع يوماً هؤلاء الحاخامات ، ويستطرد قائلاً:
لقد وعد الأخوة هراري كاهنهم بإعطاء مبلغ 11250 فرنكاً فرنسياً لمن ينفذ رغبته وقد أبلغ كبير الحاخامات هذا اثنين من أتباعه هما: الحاخام موسى أبو العافية والحاخام موسى سالونيكي بأنه عثر على البضاعة وعليهما أن يكونا مستعدين لذبح الضحية التي دلهما عليها، وبناء على ذلك فقد استدرج موسى أبو العافية الأب توما إليه. ص206

ويذكر دورلت أن جريدة نانت في فرنسا عام 1921تعرضت إلى الجريمة في هذه المناسبة الدينية، في صدد حديثها عن جثة طفل وجد يوماً تحت أكواز شجرة على أحد ضفاف نهر اللوار وكان الدم مسحوباً من شرايينه.
وفي روسيا حين يقترب عيد فصح اليهود تعمل الدولة منذ عام 1420 على إجلاء جميع الأطفال المسيحيين من مناطق الاحتفال خوفاً على حياتهم وقد أصبحت حوادث القتل مرتبطة بفضح اليهود متعددة ومعروفة. ص 203

عوداً على بدء نعود إلى حادثة الأب توما:
حسب ما ورد في الوثيقة الأخيرة من النشرة العربية التي حصل عليها المؤلف بعد دخول القوات الفرنسية السورية عام 1920 وهي ترجمة دقيقة لنشرة عربية تتضمن مجمل محاضر متعلقة باختفاء الأب توما وخادمه إبراهيم عمارة المفقودين في الحي اليهودي بدمشق مساء الأربعاء 2 ذي الحجة 1255هجرية الموافق 5 شباط 1840 ميلادية، ورد ما يلي:
يوم الجمعة في 4 ذي الحجة هجرية حضر السيد بودان ترجمان المكتب القنصلي بدمشق إلى ديوان الحاكم التركي العام وأفاد: أن الأب توما خرج من ديره مساء الأربعاء الماضي حسب العادة بعد العصر قاصداً الحي اليهودي بدمشق ليلصق إعلان بيع دار المرحوم "نيرونوفا" على جدار الكنيس اليهودي، وحين تأخر في العودة ذهب خادمه ليبحث عنه في الحي المذكور نحو المغرب، فلم يعد هو الآخر، ص 206
- ما هو الحي اليهودي ؟
بُني الحي اليهودي في دمشق على شكل سراديب محاطة بعدد لا يحصى من الأقبية التي تلقى فيها الأوساخ، وفي الحي المذكور عدد من الشوارع الصغيرة المتعرجة والضيقة، بحيث لا يمكن أن يمر فيها أكثر من شخصين متقابلين.
ولا يقتصر الحي اليهودي على عدد من البيوت ذات الأقبية المبنية فوق بعضها ولكن هناك إلى جانب هذا النموذج من البناء وفي جدران الطوابق السفلية خزائن مصنوعة لا يظهر فيها أي أثر للحياة، وليست هي في الحقيقة سوى أبواب صغيرة مشتركة مع غرف السكن ومع مخابئ مظلمة غالباً. ص 198،199

فهل تختلف حياة هؤلاء عن حياة خفافيش الليل في اختيارهم للسكن الذي يشبه إلى حد بعيد المغاور والكهوف التي يختفي فيها اللصوص والمجرمون وسفاكو الدماء ؟!!
عالمهم مسكون بنزيف دم الأبرياء لا رادع لشهواتهم الدنيوية الرخيصة فقد استدرجوا الأب توماإلى دار داود وذبحوه هناك وأودعوا دمه في زجاجة عند الحاخام موسى أبو العافية.

وقائع الجريمة:
" استدعى الباشا إليه المتهم اسحق هراري وأجرى معه مقابلة بينه وبين الشاهدين سليمان ومراد واستجوبه عن الظروف التي رافقت ذبح الأب توما، وسأله عن الهدف من ذبحه، فلم ير المتهم مناصاً من الاعتراف والإدلاء بما يلي:
" أصبح معروفاً أننا استدرجنا الأب توما إلى دار داود وذبحناه هناك وجمعنا دمه في زجاجة أودعناها عند الحاخام موسى أبو العافية ودافعنا إلى هذا منطلق ديني" ص 207
لننظر إلى هذا الجواب العقيم من الإنسانية والأخلاق التي ترعى حرمة الأعياد عند المسلمين والنصارى في كل بلدان العالم ، العيد للفرح والائتلاف بين الناس ومساعدة الغني للفقير وزيارة صلة القربى للتودد والتراحم وتبادل الزيارات، فهل سمعنا عن عيد يقوم أساسه على عجن خبز الفطير بدم مسيحي أعزل أو طفل بريء وكل الديانات السماوية ترفض مثل هذا الفعل ولا تقره ، وجواباً على السؤال التالي:
س: في أي شيء يستخدم الدم في عقيدتكم الدينية؟
ج: يستخدم الدم في خبز الأزيم، الفطير.
ويتابع المحقق أسئلته:
س: هل يوزع الدم على المؤمنين بالعقيدة؟
ج: بشكل علني لا ، بل يعطى إلى الحاخام الأكبر. ص 208
بعد ذبح الأب توما قاموا على تقطيع جثته بالاشتراك مع الحلاق سليمان والمستخدم مراد الفتال بعد أن جمعوا دمه في طست نحاسي لتتم تعبئته في زجاجة بيضاء من النوع المسمى كالابيس.
ويقول جان دورلت أن إضبارة هذه الحادثة بعد اكتمال التحقيق ووقائع المحاكمة حفظت في وزارة الخارجية الفرنسية.
ويؤكد هنري ديسبورت في مؤلفه سر الدم أن هذه المستندات فقدت من وزارة الخارجية الفرنسية عام 1870 في عهد الوزير اليهودي كريميوكس. ص 204
مما تقدم عرضه هل يمكن الاعتراف بهم كدولة تجاور بلداً عربياً إسلامياً ديدنه الطهارة والإيمان واحترام الإنسان؟
إن هؤلاء الذين جاؤوا من الشمال الغربي بلا هوية وبلا انتماء مطرودين إلى أرض المقدس وقبة الصخرة وأقاموا فيها عنوة لأنهم أشهروا سلاح الباطل ، سلاح القتل والاغتيال، سلاح الاضطهاد والظلم ، سلاح القوة بعد أن زودتهم حاخاماتهم بزجاجات فارغة لهدم حياة آخرين من الأبرياء ، هل يستمر بقاءهم على أرض يردد أهلها: الله أكبر.
إن الحجارة اليوم تزود عن حماها ، تستقبل غدر الرصاص والقذائف بصدور عارية لأنها متوجهة نحو الشهادة وأمام الملأ ، ولا ننسى ما فعلوه مع الشيخ أحمد ياسين وما زالوا يفعلون، فإلى متى سنظل ننظر بعين واحدة ؟
والقضية اليوم ما عادت قضية شعب شُتت، إنها قضية أمة عربية إسلامية يهددها الخطر من كل الجهات إن لم تستيقظ يقظة عربية شاملة من المحيط إلى الخليج لتقف في وجه التحديات الإمبريالية الصهيونية الأمريكية التي بدأت ترسم على خريطة الشرق أوسط أطماعها التي ما عادت خافية حتى على طفل الحجارة والطفل العربي في كل بقعة من بقاع الوطن العربي الذي تنقصه اللحمة السياسية والفكرية والاقتصادية ليصار إلى دحض كل المؤامرات على الساحة العربية .

منى حسن محمد الحاج
05/05/2008, 02:39 PM
الأخت العزيزة: الأديبة سها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد سمعت بهذا عندما كنت صغيرة وبأنهم يفعلونه في عيد الفصح لكنني لم أكن أعلم أن هذا حقيقة!!!
ياللبشاعة والدموية.
نشكرك أختي على هذا الموضوع المفيد وجزاك الله خيراً