المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساعة ضرب إيران.. هل أزِفَت؟



جواد البشيتي
17/09/2007, 01:05 PM
ساعة ضرب إيران.. هل أزِفَت؟

جواد البشيتي

من غير أن تحيد عن سياسة التخويف والترهيب والردع لإدارة الرئيس بوش التي تبدو عازمة على توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، تميل طهران إلى إظهار وتأكيد قوَّتها ومَنْعَتِها من خلال قولها في استمرار إنَّ الولايات المتحدة، وبسبب ما تعانيه في العراق وأفغانستان، لن تجرؤ على شن الحرب عليها، مُفَضِّلةً تفسير كلامها الحربي على أنَّه حرب كلامية تستهدف زيادة الضغوط السياسية عليها، فإذا بدا لها وللعالم أنَّ الكلام الحربي لإدارة الرئيس بوش يتعدَّى ذلك، ويمكن تفسيره على أنَّه جزء من الاستعداد الحقيقي للحرب، سعت في ردع تلك الإدارة عن شن الحرب من خلال إظهارها لمخاطر عمل كهذا على مصالح الولايات المتحدة ووجودها العسكري في المنطقة (وفي العراق على وجه الخصوص).

إنَّ الرئيس بوش مع بقايا فريقه الحاكم وفي مقدَّمه نائبه تشيني لا يستطيع انتهاج سياسة تَضْرِب صفحاً عن حقيقتين أساسيتين، الأولى هي أنَّه في عجزٍ متزايد عن الانتصار في حربه في العراق، وعن الخروج منه خروج المهزوم، والثانية هي أنَّه لا يستطيع مغادرة البيت الأبيض قبل أن يتأكَّد، من خلال ضربة عسكرية يُوجِّهها إلى إيران، أنَّ طهران فَقَدَت القدرة على إنتاج سلاح نووي. ولقد أكَّد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنَّ الولايات المتحدة مُنِيَت بـ "هزيمة" في العراق، قائلا: "إنَّ هزيمتها هناك حقيقة واقعة". أمَّا تشيني فقد تحدَّث، من قبل، عن خطر "هولوكوست (محرقة) نووي" في الشرق الأوسط إذا ما سُمِح لإيران بالتحوُّل إلى قوَّة عسكرية نووية. ويمكن تفسير ما قيل في الولايات المتحدة وإسرائيل، إعلامياً في المقام الأول، عن "السبب النووي" للغارة الجوِّية الإسرائيلية في عمق الأراضي السورية المحاذية للأراضي التركية على أنَّه جزء من محاولة إثبات أنَّ تحذير تشيني من مغبَّة "الهولوكوست النووي (الإقليمي)" ينطوي على قدر كبير من الحقيقة.

وثمَّة تطوُّرات ثلاثة يمكن النظر إليها على أنَّها دليل على أنَّ ساعة ضرب إيران قد أزِفت، الأوَّل هو الانشقاق البرلماني لجماعة الصدر عن "قائمة الائتلاف العراقي الموحَّد"، فهذه الجماعة تملك من الوزن الشعبي (الشيعي) والعسكري ما يجعلها جزءا مهما من الردِّ العسكري لإيران إذا ما وُجَّهت إليها الولايات المتحدة ضربة عسكرية، والثاني هو ما تُظْهره الحكومة الإسرائيلية من مَيْل إلى الإحجام عن القيام بعمل عسكري كبير في قطاع غزة، والثالث هو قول رئيس الوزراء الإسرائيلي إنَّه يريد لتفاوضه مع رئيس السلطة الفلسطينية، ولـ "اللقاء الدولي" أن يتمخَّضا عن "بيان (أو إعلان) مشترَك"، وليس عن "اتِّفاق (على مبادئ) مُلْزِم"، وكأنَّه أراد أن يقول إنَّ "الاتِّفاق المُلْزِم" يجب أن يُصاغ ويُكْتَب في ضوء الحقائق والوقائع التي ستتمخَّض عن ضربة عسكرية لإيران.

إدارة الرئيس بوش، ومن غير أن تتوقَّف عن الحديث عن أهمية وضرورة استنفاد وسائل الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، تتوفَّر على الإعداد والتهيئة لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران. ويبدو أنَّها قد اختارت، بعد طول بحث، أن تكون الضربة (الجوية والصاروخية والبحرية في المقام الأوَّل) شاملة، تُدَمِّر فيها ليس المنشآت النووية فحسب وإنَّما القسم الأكبر من قوَّة إيران العسكرية، فضرب المنشآت النووية وحدها لا يُضْعِف قدرة إيران على الردِّ العسكري. ويبدو، أيضاً، أنَّها قد اختارت أن تَجْعَل تدمير المنشآت الاقتصادية الإيرانية المهمة وفي مقدَّمها المنشآت النفطية جزءاً من ردِّها على قيام إيران (في سياق ردِّها على الضربة العسكرية) بضرب منشآت نفطية في الساحل الغربي للخليج العربي، أو بعملٍ يمكن أن يؤدِّي إلى إغلاق مضيق هرمز.

الولايات المتحدة تَعْتَقِد أنَّها لن تَجِد صعوبة عسكرية كبرى في أن تَضْرِب إيران عن بُعْد، وفي أن تنجح من خلال هذه الضربة (الجوية والصاروخية والبحرية) في تدمير المنشآت النووية الإيرانية والقسم الأكبر من القوى العسكرية الإيرانية. وتَعْتَقِد، أيضا، أنَّ تأجيلها لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت الاقتصادية والنفطية الإيرانية قد يفيد في ردع إيران عن أن تُضَمِّن ردَّها العسكري توجيه ضربات إلى المصالح النفطية للولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي.

على أنَّ كل هذا "الوضوح" لا يجلو عن الحرب وعواقبها كثيرا من الغموض، الذي يُثير كثيرا من الأسئلة والتساؤلات التي أهمها: هل تملك إيران القدرة على حماية منشآتها النووية، أو قسمها الأكبر والأهم؟ هل يستطيع سلاحها الجوي أن ينجو من ضربة عسكرية مباغتة؟ هل تملك من وسائل الدفاع ما يُمكِّنها من مواجهة الغارات الجوية؟ هل تستطيع حماية ما تملك من قدرة صاروخية (صواريخ أرض ـ أرض) هي الأهم من بين قدراتها العسكرية؟ هل يشمل الردِّ العسكري الإيراني ضرب إسرائيل بالصواريخ؟ وهل تستطيع إيران، إذا ما وجَّهَت ضربات عسكرية موجعة إلى إسرائيل، أن تدرأ عنها ردِّ عسكري إسرائيلي كبير قد يشمل ضربها بأسلحة نووية؟ هل توجِّه إيران، في سياق ردِّها العسكري، ضربات إلى منشآت نفطية مهمة في الساحل الغربي للخليج العربي؟ هل تستطيع أن تُثْبِت، في سياق ردِّها العسكري، أنَّ الوجود العسكري للولايات المتحدة في جوارها في متناول يدها العسكرية، وأن تُلْحِق، بالتالي، خسائر بشرية كبيرة بالجيش الأمريكي؟ هل تتمكَّن من تحويل العراق إلى ما يشبه جهنَّم بالنسبة إلى الجنود الأمريكيين فيه؟ هل يتَّسِع نطاق الحرب، فتنضم إليها سورية و"حزب الله" اللبناني؟ وهل تُوجِّه إسرائيل ضربة عسكرية لسورية ولـ "حزب الله" قبل أن توجِّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى إيران؟ إنَّها أسئلة وتساؤلات كثيرة يكفي أن تُثار حتى يتَّضِح ويتأكَّد أنَّ في هذه الحرب الجديدة من المجهول وغير المتوَّقع ما يفوق أضعافا مضاعفة المعلوم والمتوقَّع. ومع ذلك لا يستطيع الرئيس بوش مغادرة البيت الأبيض وهو مُظْهِرا هذا "العجز المُرَكَّب".. العجز عن إحراز إنجاز كبير في العراق يُغَيِّر ميزان القوى الانتخابي لمصلحة المرشَّح الجمهوري، والعجز عن منع إيران من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية.

عامر العظم
17/09/2007, 01:26 PM
نعم على ما أعتقد!

كنت سأطرح استطلاعا يوم أمس عن هذا الموضوع بعنوان "هل تعتقد أن أمريكا ستضرب إيران؟"، فجاء مقالك اليوم يا أستاذ جواد! أضفت استطلاعا للمقال الآن!

لست محللا سياسيا ولا استراتيجيا لكنني أعتقد أن أمريكا ستضرب إيران وستكون حينها قد دقت مسمارا في نعش الإمبراطورية الأمريكية! ستخلط الأوراق بشكل دراماتيكي في المنطقة وستحدث تغييرات جيوسياسية كبيرة!

في هذه الأثناء، استغربت أن يكون وزير الخارجية الفرنسي هم من يلمح لمثل هذا الخيار يوم أمس وليتك تبحث أو تسأل عن صاروخ "سن بيرن" الروسي، على ما أذكر، الذي تملكه ايران ويرعب البارجات والأساطيل الأمريكية!!

تحية جيوسياسية!

آداب عبد الهادي
17/09/2007, 02:54 PM
لا....... أنا لا اعتقد ان هناك ضربة قريبة أو بعيدة على الأقل في المدى المنظور من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإيران،
كما أن الظروف السياسية الآن والمتعلقة سواء بإيران أو بالأطراف الأخرى لن تكون نتيجتها ضربة كما أن الاختلاف الشيعي الشيعي الآن لن ينتج عنه أي خطر يهدد إيران .
كما أن الحرب الدائرةالآن في العراق هي منذ البداية حرب إيرانية أمريكية على أرض العراق وإن تطورت الأمور أكثر تتطور على الأرض العراقية والصراع يحتدم ويشتد بين الإيرانيين والأمريكيين في العراق وجميعنا نعلم أن أعضاء الحكومة العراقية الحالية هم من الأمريكيين والإيرانيين كالأمريكي جلال الطالباني والإيراني نوري المالكي.
المنتصر في هذه الحرب سيسود العالم لكن ليس بإمكانه أن يبيد الآخر (أمريكي أم إيراني).
منذ بداية الحرب على العراق كان هناك اتفاق وتعاون من تحت الطاولة ومن فوقها بين الإيرانيين والأمريكيين والخلاف القائم الآن بينهما لا علاقة له لا بالنووي ولا بغير النووي الخلاف سببه هو بداية الانتصار الإيراني في الشرق الأوسط وهذا الذي لم تكن تحسب له أمريكا الحساب لان تصورها كان أن تحتل العراق وبعدها إيران وحدث ماكان غير متوقع من ظهور المقاومة العراقية واشتداد عزمها وأيضاً اشتداد نفوذ إيران وشبه تفوقها على أمريكا في مد نفوذها بالشرق الأوسط .
إيران وأمريكا صديقان لدودان خطرهما نحو العرب واحد ومصالحهما واحدة سيتقاتلان لكن الآن لن يقتتلان.
هذه وجهة نظري المتواضعة جداً .
لي عودة أخرى

عبدالقادربوميدونة
17/09/2007, 03:27 PM
المؤامرة تستقيل من وظيفتها
السيناريو المؤامرة يتكرر من عقد إلى آخر ومن جيل إلى آخر والعرب نائمون ...المهم ليس ضرب إيران من عدمه بل المهم مادا أعد العرب من وسائل وقائية حتى لا يضيعوا في غبار حرب داحس والغبراء ؟
مادا باستطاعة تلك الأنظمة الكرتونية فعله لو تتم المؤامرة ويتم اقتسام مناطق نفود وتوزيع ثروات النفط بينهم ..
المؤامرة.. كل من يدكر كلمة المؤامرة يردف قائلا: أنه ليس من أنصار المؤامرة وكأن المؤامرة قد استقالت من وظيفتها وكأن المراكز المختصة في زعزعة استقرار الشعوب وتثبيت الأنظمة الفاسدة والموالية للغرب عندهم أضحت لا تعمل..
لقد أصبت أيتها المحترمة آداب عبد الهادي في تحليلك للمسألة.
وشكرا للأستاد البشيتي المحترم الدي أثارالقضية الهامة جدا جدا وعليها يتعلق مصير المشرق العربي.

سامي خمو
17/09/2007, 06:48 PM
أتفق مع الأخت الفاضلة آداب عبد الهادي. أمريكا لن تضرب إيران لعدة أسباب. فبالإضافة إلى ما ذكر فإن القادة الإيرانيين يملكون من الدهان والبراجماتية التي تجنبهم أي ضربة أمريكية. فقد علمتنا التجارب إن القادة الإيرانيين يتقاسمون الأدوار السياسية مثلاً من جهة يدعي أحد المسئولين إن البحرين ملك لإيران ثم يأتي مسئول آخر ينفي ما قاله الأول ويصرح بأن العلاقات الإيرانية البحرانية على خير ما يرام وإن إيران تحترم استقلال البحرين.

وهكذا إذا وصلت الأزمة بين أمريكا وإيران إلى نقطة حرجة ستهرع إيران إلى تقديم التنازلات لتجنب أية ضربة محتملة.

ومن الناحية الأخرى فإن أمريكا لن تقدم على خطوة خطيرة كضرب إيران دون تحضير الرأي العالمي لمثل هذه الضربة. ولن تقدم على مثل هذه الخطوة قبل إصدار قرارات بإدانة إيران وتشكيل تحالف دولي كما حصل مع العراق.

لهذه الأسباب لا أعتقد بأن إيران ستتلقى ضربة من أمريكا في القريب العاجل.

مع بالغ التقدير والاحترام،

سامي خمو

محمد أسليم
17/09/2007, 10:12 PM
تسعة أسباب ترجح الحرب
عبد الباري عطوان

انتهي موسم الصيف، وبدأت عجلة العمل تدور بصورتها الطبيعية في العالم الغربي، وكل المؤشرات تؤكد ان منطقة الشرق الاوسط ستكون محور الاهتمام الابرز في الاشهر القليلة المقبلة.
ايران هي الهدف المقبل للحرب الامريكية بكل اذرعتها، السياسية والدبلوماسية والاعلامية والعسكرية. وعلينا ان نتوقع تصعيدا في هذا الاتجاه غير مسبوق، لان مساحة الوقت باتت تضيق امام الرئيس بوش، وكذلك الخيارات المتاحة امامه، للتعامل مع الملف النووي الايراني.
هناك عدة محطات لا بد من التوقف عندها، ترجح احتمالات الحرب في غضون الاشهر الستة المقبلة، اللهم الا اذا وقعت المعجزة، او تراجعت السلطات الايرانية عن طموحاتها النووية ورفعت راية الاستسلام البيضاء، ورضخت لكل المطالب الامريكية مثلما فعلت ليبيا وبعدها كوريا الشمالية.
اولا: حرص الرئيس الامريكي جورج بوش علي استخدام تعبير المحرقة النووية في خطابه الاخير الذي حذر فيه ايران من مغبة المضي قدما في مشروع تخصيب اليورانيوم وكأنه يمهد الرأي العام الامريكي، وربما العالمي، الي امكانية استخدام اسلحة نووية ضدها، او لعله يريد تصعيد تهديداته لإرهابها ودفعها للاستسلام.
ثانيا: بدأ نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا الجديد، يأخذ دور توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق كحليف واشنطن الأوثق، وانعكس ذلك في تغييره سياسة فرنسا شيراك من حيث تبني المواقف والسياسات الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، وحرصه علي قطع اجازته التي فضل قضاءها في امريكا للقاء الرئيس بوش في البيت الابيض.
ساركوزي ابلغ سفراء فرنسا في 188 دولة اثناء اجتماعه بهم قبل يومين، وبعد عودته من واشنطن مباشرة، بان ايران ستتعرض للقصف حتما اذا لم تتخل عن طموحاتها النووية. واكد ان امتلاك ايران لاسلحة نووية خط احمر بالنسبة الي فرنسا.
ثالثا: الصحافي الامريكي سيمون هيرش اكد لمجموعة من زملائه الفرنسيين الذين التقاهم في باريس قبل اسبوعين بان مصادره في البيت الأبيض اكدت له ان قرار قصف ايران اتخذ، وان معسكر ديك تشيني نائب الرئيس بات صاحب الكلمة الاعلي في هذا الصدد، وانه، اي هيرش، يتوقع استقالة روبرت غيتس وزير الدفاع قريبا لانه يتوقع نتائج كارثية للحرب.
رابعا: نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الامريكية ابلغ روجر كوهين كاتب العمود الشهير في صحيفة نيويورك تايمز بان معظم الدول السنية في المنطقة تري ايران دولة مزعجة ارهابية تهدد استقرار المنطقة، بل وتراها اكثر خطرا عليها من اسرائيل. واضاف بان هذه الدول، والخليجية منها بالذات، تدرك ان اسرائيل لا تشكل تهديدا لها بينما ايران هي مصدر التهديد.
خامسا: ادراج الولايات المتحدة الامريكية الحرس الثوري الايراني علي اللائحة الدولية للمنظمات الارهابية، وتهديد ايران بعدم السكوت علي هذه الخطوة، وكذلك تصاعد حدة الاتهامات الامريكية لايران بدعم حركات المقاومة وتنظيم القاعدة في العراق باسلحة وقذائف متطورة تسببت في تزايد الخسائر في صفوف القوات الامريكية. وهاتان الخطوتان تصبان في محصلة تعبئة الرأي العام الامريكي ضد ايران، وايجاد الذرائع لقصفها، فشيطنة الحرس الثوري الايراني تذكرنا بشيطنة الحرس الجمهوري العراقي.
سادسا: وقعت المملكة العربية السعودية اكبر منتج للنفط في العالم عقدا مع شركة لوكهيد مارتن الامريكية لتدريب وتجهيز وحدة مؤلفة من 35 الف عنصر لحماية المنشآت النفطية السعودية. وبلغت قيمة العقد حوالي خمسة مليارات دولار.
وهذه الخطوة تعكس مخاوف سعودية من اقتحام مراكز العصب لصناعة النفط السعودية في ابقيق في المنطقة الشرقية وينبع علي ساحل البحر الاحمر. وهي منطقة يطلق عليها اسم G.O.S.P اي معامل فصل الغاز عن النفط، واي ضربة جوية او صاروخية لهذه المراكز او بعضها ستشل الصناعة والصادرات النفطية السعودية كليا، وقد تحتاج عملية اصلاحها الي عامين علي الاقل. وقد حاول تنظيم القاعدة قبل عام مهاجمة مركز ابقيق ولكن دون ان يصل الي المعامل المحصنة بشكل جيد، ولكن استخدام طائرات شراعية انتحارية، او صواريخ شهاب الايرانية قد يؤدي الي تدميرها. وهذا ما يفسر عزم واشنطن تركيب منصات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ قرب هذه المراكز في السعودية والكويت خاصة.
سابعا: استعجال واشنطن عقد مؤتمر دولي للسلام في الخريف المقبل، وتكثيف اللقاءات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من اجل التوصل الي اعلان مباديء قبل انعقاد هذا المؤتمر يصب في مصلحة الخيار العسكري ضد ايران، ولارضاء الانظمة السنية العربية، وتقديم غطاء لها في حال دخولها مع اسرائيل وامريكا، في جبهة واحدة ضد ايران وسورية وحزب الله و حماس .
ثامنا: التغيير المفاجيء للرئيس بوش تجاه المالكي وحكومته، فبعد ان كان عبر عن يأسه وخيبة امله تجاهه، وأوحي عن عزمه ازالته من السلطة، عاد واعطاه تصويتا بالثقة بصورة علنية في خطابه الاخير. التفسير الوحيد والاقرب الي الدقة هو ان الادارة الامريكية لم تعد تملك الوقت الكافي لإحداث اي تغييرات في العراق، بعد ان بات خيار ضرب ايران الاكثر ترجيحا، ولذلك قررت الابقاء علي الوضع علي ما هو عليه لانه لا فائدة من تغيير رئيس وزراء العراق وخلق فراغ دستوري ومشاكل اضافية.
تاسعا: قرار بريطانيا سحب قواتها من البصرة، وتسليم المسؤولية الامنية الي قوات الامن العراقية. فهذا القرار يعكس قناعة بريطانية من شقين، الشق الاول يفيد بان الهزيمة في العراق حتمية وامكانيات النصر معدومة، والثاني ان وجود هذه القوات سيجعلها فريسة لأي انتقام شرس وساحق من قبل حلفاء ايران وقواتها في حال بدء الضربات الجوية لايران، فالبصرة هي النقطة الاقرب للحرس الثوري الايراني، ان لم تكن باتت فعلا تحت قبضته.
الرئيس بوش يواجه هزيمتين محققتين في افغانستان والعراق، ويعتقد ان المخرج الوحيد بالنسبة اليه هو المقامرة بتوجيه ضربة الي ايران تنقذ سمعته ورئاسته وحزبه الجمهوري الذي يقف علي بعد عام من الانتخابات الرئاسية.
الرئيس الامريكي يدرك جيدا ان الصواريخ الايرانية لن تصل الي نيويورك وميامي وواشنطن، وانما الي اسرائيل والرياض ودبي وابو ظبي والدوحة، ولذلك فان الهزيمة ليست مفاجئة، ولكن نجاح هذه المقامرة الدموية ربما يكون عجلة الانقاذ الوحيدة له من كل انتكاساته وهزائمه في المنطقة.
اللوبي الاسرائيلي الذي اغرقه في المستنقع الدموي العراقي، يحرضه بقوة، وبالاساليب نفسها، لضرب ايران، لان ايران النووية ستلغي التفوق الاستراتيجي، وستخلق ردعا نوويا مع الدولة العبرية، تماما مثلما هو الحال بين الهند وباكستان، وهذا يعني نهاية هذه الدولة او بداية النهاية علي الاقل.
الاعلام الامريكي، وامتداداته العربية والخليجية علي وجه الخصوص يستعد للقيام بدوره في التهيئة للحرب، وشيطنة ايران، بعد ان بدأ بشيطنة سورية وحماس وحزب الله، فهكذا كان الحال مع العراق، وهكذا سيكون الحال مع محور الشر الذي تستعد الادارة الامريكية لقصفه بآلتها العسكرية الجبارة ولكن الثمن الذي ستدفعه وحلفاؤها قد يكون كارثيا.

الموضوع منقول من منتدى يتابع الموضوع منذ مطلع العام الحالي وجمع لحد الآن كمّا كبيرا جدا من المقالات والتحليلات والأخبار في الموضوع ستفيد دون شك من يريد معرفة هذه المسألة في سائر جوانبها:

عاجل: أخبار خطيرة وتحليلات ساخنة جدا حول الحرب الرهيبة المتتظرة بين أمريكا وإيران! (http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=201095&highlight=%C7%E3%D1%ED%DF%C7+%C7%E1%CD%D1%C8+%C5%E D%D1%C7%E4)

آداب عبد الهادي
18/09/2007, 02:52 PM
السلام عليكم
ماذا نعرف عن العلاقة بين إيران وأمريكا ومن أين تأتينا المعلومات.
بالطبع وفقط من وسائل الإعلام وما تخبرنا به القصور الرئاسية وما يأتينا من التحليلات السياسية ،وهذا غير كافي ،لان لاأحد يعلم ماذا يجري بين القادة الأمريكيين والإيرانيين إلا ما يريده هؤلاء القادة وبالتالي لا نستطيع أن نستشف صدق ما يقال من عدمه ما نستطيع فقط ان نتلمسه هو عمق العلاقة بينهما وقوة هذه العلاقة ونستطيع فقط أن نتكهن قليلاً عما يدور بينهما في السهرات الحميمة .
مثلاً كلاهما مؤمن بقوته وبجبروته ويعرف جيداً إمكانيات الآخر.
كلاهما مؤمن بضعف الشرق الأوسط وبغناه الاقتصادي سيما النفط.
كلاهما يعلم ماهي مطامعه في الشرق الأوسط وأين تكمن هذه المطامع بالتحديد.
الإيرانيون أذكياء وخبثاء أكثر من الأمريكيين ،لكن في هذه المرة خان الذكاء السياسيين الإيرانيين في موقفين الأول في العراق والإلحاح على النصر والمحاولة الشديدة بإلحاق الهزيمة بالأمريكيين وإخراجهم خارج العراق ،والثانية التصريح (وهذا ناتج عن الغرور الذي أصاب الإيرانيين)عن المخطط الاستراتيجي البعيد المدى لإيران في منطقة الشرق الأوسط وإعلانها ان البحرين مقاطعة إيرانية وأيضاً فضح الإيرانيين أنفسهم بمخططهم في ضم دول الخليج لإيران في المستقبل القريب .
والجميع يعلم ماذا تعني دول الخليج لأمريكا فهي البقرة الحلوب والرصيد الحقيقي الذي يضمن مستقبل الأمريكيين عند بلوغهم الكبر والعجز.
وفضح إيران لنفسها وإفصاحها عن مطامعها أثار الأمريكيين الذين يخشون على مستقبلهم فبدأؤوا بشن حرب إعلامية تفيد بان الضربة لإيران قادمة مستخدمين ملف إيران النووي كحجة لهذه الضربة .
وفي المجالس السرية مجالس الأنس والسهر بينهما يتفاوضان على ان تغض إيران الطرف عن الخليج العربي الذي تعتبره إيران خليج فارسي وتذهب بنظرها إلى بلاد الشام ومصر والمغرب العربي بدعم أمريكي .
لكن إيران ترفض فهي تريد كل الشرق لتحقيق حلمها بإعادة الإمبراطورية الفارسية.وتدعي بأن لها الحق بالشرق الأوسط فهي أقرب من أمريكا جغرافيا وديموغرافيا للمنطقة العربية ،وبالتالي فهي تساند أمريكا إن ذهبت أمريكا لأفريقيا حيث مناجم الذهب والألماس ولأمريكا الجنوبية وبعض المتفرقات في العالم.
إلى الآن لم يصلوا إلى اتفاق وريثما يصلوا إلى اتفاق تكون الحرب النفسية التي تتبعها وسائل الإعلام الأمريكية قد أرهقت الكثير من الدول.
وبالمناسبة إن إيران وبعلم أمريكا تقاتل وستقاتل بشراسة لأن العقيدة الإيراينة التي ينطلق منها الإيرانيون وأحمدي نجاد قوية ولا يقف أمامها حد وهذه العقيدة تتجلى بأن الإيرانيين ينظرون إلى أحمدي نجاد على أنه المهدي المنتظر الذي سيخلص العالم من الشر وبعدها تنتهي الحياة على الأرض وبنظرها بوش هو الأعور الدجال.
وبالمقابل الامريكيون المتدينون المتطرفون يرون في بوش انه المسيح المخلص الذي سيأتي في نهاية الحياة على الأرض ليسود السلام بعده.
وبهذه النتيجة نصل إلى أن الحر ب الكلامية الدائرة بين الدولتين حرب دينية لاستقبال نهاية العالم. بالطبع سيضحك الكثيرون لهذا الكلام لكنه هو الحقيقة الحقة.


لا أعتقد ان الأسباب التي ذكرت في مقالة الاستاذ عبد الباري عطوان كافية لتوجيه ضربة أمريكية لإيران.
وتوجيه هذه الضربة لن ترفع من رصيد بوش ولن تحسن صورته امام أحد ولن تكون المنقذ له قبل نهاية ولايته .
أولاً: علينا ألا نستهين بقوة إيران على كافة الصعد .
-كما ان لإيران حلفاء أيضاً أقوياء ولا أعني بالطبع الضعفاء منهم كسورية وغيرها من الحركات والتنظيمات الصغيرة بل دول أخرى كبرى ،ويجب ألا تقارن إيران بسوريا او بكوريا فهاتان الدولتان قادرتان على تقديم اي تنازل لكن إيران أقوى من أن تتنازل بسهولة .
-لو حدثت ضربة أمريكية لإيران هذا يعني نشوب حرب عالمية ثالثة وهذا ليس بصالح أي دولة في العالم .

Dr. Schaker S. Schubaer
19/09/2007, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لا شك أن هذه تعد نقطة إيجابية من الزميل الكريم الاستاذ جواد البشيتي، فهي تدل على تفاعله مع الأحداث. وأود أن أورد بعض النقاط في حسابات الضربة الأمريكية لإيران:

1. أمام الإدارة الأمريكية الحالية مدة 12 شهر لتبدأ عمليات عسكرية ضد إيران، لأنه بعد 12 شهر ستدخل الإدارة الحالية فيما يعرف بمرحلة البطة العرجاء lame duck period، وعندنا تفقد صلاحيتها بشكل رسمي لابتداء أي قرار استراتيجي. وعلى هذا فإن قرار الحرب أمامه فقط 6 شهور ليتخذ، فإذا لم يتم اتخاذه خلال الست شهور القادمة، فلن يتم اتخاذه.

2. الرئيس بوش والإدارة الأمريكية في أدنى مستويات شعبيتها، وهذا يعني أخلاقياً أن الرئيس الأمريكي لم يعد يمثل الشعب الأمريكي، وعليه فلا يستطيع أن يبدأ مغامرة جديدة فيها مخاطر كبيرة، وهو في وضع أخلاقي متدني. إنقسام الشعب الأمريكي حول الحرب الفيتنامية كان أساس إنهاء تلك الحرب.

3. ما تعانيه الإدارة الأمريكية في أفغانستان والعراق، لا يشجع على الدخول في مغامرة، فالرئيس بوش يواجه هزيميتين محققتين في أفغانستان والعراق، وهو قد يعتقد أن المخرج الوحيد بالنسبة إليه هو توجيه ضربة لإيران تنقذ سمعته تنقذ سمعته ورئاسته وحزبه الجمهوري، لكنه تعمل تحت مبدأ مغامرة نعم .. مقامرة لا. وضرب إيران هو مقامرة وليس مغامرة، خاصة بعد أن تم هزيمة إسرائيل في مغامرتها ضد حزب الله، بالرغم من أن الحكومة كانت بمثابة خلية من الجواسيس لإسرائيل.

4. طبقة النخبة في الولايات المتحدة تعرف أن إسرائيل واللوبي الصهيوني (إضافة إلى عراقيين من أمثال جلبي) هم من غرر بالفهد الأمريكي (الليوباردو) وأغرقه في مستنقع العراق. لذا صحيح أن إسرائيل واللوبي الصهيوني يحرضون بقوة لضرب إيران، لكن ليس لديهم القوة الأخلاقية للتحريض بنفس قوة التحريض التي كانت على العراق.

5. ما يزيد عن نصف إنتاج العالم من البترول هو في منطقة الخليج. وهذا سيترتب عليه من إرتفاع سعر البرميل إلى ما يزيد عن 150 دولار للبرميل مرة واحدة، إذا ضربت المنشآت البترولية في الخليج. وبالتالي ستزداد أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا بل وللعالم كمصدر للطاقة، وكذلك أهمية الدول اللاتينية المناوئة للإدارة الأمريكية مثل فنزويلا، مما سيغير ميزان القوى العالمي لصالح روسيا والصين.

6. ستكون حرب تدفع ثمنها أمريكا وأمريكا فقط، أي لن يساهم فيها الأطلسي. أي لن تدخل فيها أوروبا طرفاً، مع أنها ربما بدرجات متفاوتة ستشجعها، لأنها تدرك أن الميزان العالمي سيتغير لصالحها. كما انتهت الحرب العالمية الثانية إلى إنزال بريطانيا العظمي عن عظمتها، وقبولها أن تكون التابع للحصول على حصة في الغنائم. فستفقد أمريكا أحاديتها في قيادة العالم بشكل نهائي، وستقبل مشاركة آخرين في قيادة العالم. الأخ الكريم الأستاذ عامر معه حق عندما قال إنها ستكون حينها قد دقت مسمار في نعش الإمبراطورية الأمريكية.

7. نتائج ضرب إيران سيكون، حتى في حالة النجاح في ضرب المنشآت النووية، هو مسألة تأخير وليس مسألة استئصال. فالأساس في هذا الأمر هو معرفة كيف knowHow Knowledge وإيران امتلكتها. فهل تستحق تلك الإعاقة كل هذا الثمن؟ لذا يمكن لإيران وقف تخصيب اليورانيوم، دون أن يؤثر ذلك على امتلاكها التقنية النووية.

8. ، لن يترتب على الضربة احتلال لإيران، ولن يترتب على الضربة تغيير نظام الحكم في إيران. نتجية الضربة أن الشعب الإيراني سيلتف حول حكومتة، أما من يقف من الإيرانيين في الجانب المعادي لإيران، فسيحرق ورقته بيده.

9. صحيح أنه من غيرالمحتمل أن تضرب إيران الأرض اليابسة الأمريكية، لكن حاملات الطائرات وبوارجها الحربية في عرض البحر، سواء في الخليج أو في بحر العرب أو حتى في البحر الأحمر والمحيط الهندي، تحت مرمى الصواريخ الإيرانية. كما أن أمريكا كمجتمع حديث، مازال غير متجانس كشعب، مقارنة بشعوب الاتحاد السوفيتي، وهذا يعني أن لديه قوة تنافر، وهذا يعني أن توحيده استلزم ويستلزم طاقة هائلة للتغلب على قوى التنافر الداخلية لديه. فإذا تطورت الضربة إلى حد الاستنزاف، ودخلت من طور الحالة الحادة إلى الحالة تحت الحادة إلى الطور المزمن، فقد تتفكك الولايات المتحدة كما تفكك الإتحاد السوفيتي. ولن تكون العملية سلمية لحد ما كما في الاتحاد السوفيني، بل ستكون عملية غاية في الدموية.

10. إحجام إسرائيل عن ضربة عسكرية واسعة في قطاع غزة، مرجه هو عدم تبيانها الصورة الواضحة في القطاع، وخشيتها من خسائر كبيرة في هذه الضربة، أي لن تكون العملية نزهة. وإسرائيل تعرف معنى المقاتل الفلسطيني. ففي حرب 1956، بضعة فدائيين في الشارع العام لخانيونس، جزء منهم فوق عمارة (أبودقة)، أعاقوا تقدم الجيش افسرائيلي لأكثر من 3 أيام بعد سقوط القنطرة، وفي النهاية قام الشهيد (أبو الكاس) بتغطية إنسحاب الآخرين، الذين نحجوا في الانسحاب، وعندما أمسكا الشهيد أشبعوه ركلاً، وقذفوه من فوق العمارة حياً. فإذا كان الإخوة في لبنان قد أعاروا لله جماجمهم، فإن الفلسطيننين قد باعوا لله أنفسهم.

11. أما قول أولمرت بأن لا يريد أن يتمخض النشاط السياسي مع الجانب الفلسطيني عن اتفاق ملزم، هي سياسة إسرائيلية عامة. وليس له أي دلالة سياسة في وضع إيران. إسرائيل تريد كل شيء ولا تريد أن تعطي شيء. المحادثات مع سوريا وقفت عند بضغة كيلومترات محدودة، من حيث الكلام. لكنها تبعد سوريا عن بحيرة طبرية، أي جبت حقها من المورد المائي. إنها عقلية تاجر البندقية، وتحتاج إلى مفاوض في ذكاء قاضي البندقية.

12. أما العرب المساكين بوضعهم الحالي المتخلف، فهم كالعبد الذي أنزلوه إلى السوق لبيعة، فما له إلا أن يدعو الله أن يستقر مزاد بيعه على هذا أو ذاك من الأسياد ليطعمه أو يريحه أكثر. وربما يتوقع فوز فريق، فيقدم له خدمة أو مساندة، حتى يشفق عليه إن فاز بالمزاد. لكن في نهاية المطاف ليس لهم وزن في المعادلات الاستراتيجية، ليس بسبب عدم امتلاكهم أوراق، بل بسب عدم توفر الإرادة مقترنة بالتخلف، فيرضون بأي شيء.

13. مع احترامي للأستاذ عبد الباري عطوان، فإنسحاب بريطانيا من العراق هو أمر طبيعي وتحصيل حاصل، فالأسد المريض قنع بأن يتحول إلى كلب من أجل لقمة العيش. وللمشاركة في غنائم النفط المتوقعة، قام الأسد البريطاني بنتف لبدته، وبدأ يعوي بدل الزئير. ولما وجد العملية هم وغم. قام بتغيير سياسته، والسائق الجديد (براون) قال طريقتي تختلف عن السائق السابق (بلير). هل تتوقع لو أن أمريكا نجحت في العراق، واستولت على بتروله، أن يأتي براون وينسحب؟!

14. برجماتية وذكاء السياسة الأيرانية، كما ذكر الزميل الكريم الأستاذ سامي خمو، وواقعيها في تحليل الأمور، بينما الإدارة الأمريكية، مؤدلجة بانغلاق. يعني ممكن تحشد أمريكا القوات لضرب إيران، وفي التمهيد لهذا الضربة، ستقوم بحملات علاقات عامة وإعلامية. والواضح أن الضربة لن تتم ما لم تضمن سكوت روسيا والصين. ستكون روسيا والصين على درايه بها ولو بصورة مموهة، عند التأكد من الضربة ستعلن إيران بسبب أو آخر، إنها ستوقف تخصيب اليورانيوم لمدة شهر أو أثنين أو ثلاثة، ، ريثما تنهي ملفها مع الوكالة، وتبلغ ذلك الموقف إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمفوضية الأوروبية. أي ذهب مبرر الضربة، بعد أن تكبدت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في تعبئة ليست بالهينة.

15. كما أن إيران اتخذت خطوات مبكرة لهذا النزال. الاستيلاء على الجزر هي من هذا الباب، يعني لوكانت الجزر مع الإمارات ممكن أمريكا تعسكر فيها أي وقت دون حدور أو دستور. في صفقة الموانئ. كان المطلوب من الإمارات فقط أن تقف متفرجة وتترك القضية تتفاعل بين الكونجرس والرئيس، لترى ماذا سيحدث. وإذا أرادت أن تمشي خطوة أبعد، تقيم دعوة في منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة. حتى الوقوف ساكتة لم تستطع ممارسته الإمارات، وتنازلت عن حقها قبل أن تتفاعل القضية..

16. لذا أوافق الأخت الكريمة الأستاذة آداب فيما ذهبت إليه، بعدم احتمال حدوث ضربة. وأزيد إمكانية حدوث ضربة تكون أحد 3 حالات:
‌أ. أن يتم تغييب الرئيس الأمريكي فيزيائياً أو يفقد عقله أو يستسلم الرئيس لبقايا المحافظين الجدد، فيتسلموا دفة الأمور في الإدارة الأمريكية.
‌ب. استطاع اللوبي الصهيوني استخدام أذرع لتحريك التحريض دون أن يظهر في الصورة.
ج. تغيير غير طبيعي وطارئ في الجو السياسي العالمي.

وإن كنت لا أوافقها في أن الخطر الصهيوأمريكي الوأدي الاستئصالي يعادل ما تسميه بالخطر الإيراني. لقد حزن المسلمون عند هزيمة الروم، لكن كان الفرس في ذلك الوقت عبدة نار، بينما الروم هم أتباع سيدنا المسيح. أما فرس اليوم فهم شركاؤنا في الإسلام وإخواننا في الدين، فمهما قلنا لا نستطيع أن ننكر بأن انتصار حزب الله صيف 2006 م.ج. قد رفع رأس الأمة، ورفع معنوياتها. تخيلوا أن إسرائيل انتصرت في حربها ضد لبنان، كيف كانت ستعربد في المنطقة. بينما الطرف المقابل هو التحالف الصهيوأمريكي الذي يتطلع لوأد واستئصال هذه الأمة. كيف يستويان؟!

وبالله التوفيق،،،

مالكة عسال
19/09/2007, 03:27 AM
تحية على هذا المقال الشيق
كل من حفر حفرة سقط فيها
فأميركا أرادت الاستحواذ على الشرق
الأوسط بافتعال الأسباب الواهية ،
لكن هذا الأسلوب بات واضحا لدى الكل ،
ومسألة ضرب إيران ،هو نهاية موجعة أكيدة
لأمريكا ودرسا موعضا لإسرائيل ،
مودتي

MohammadKhaqani
19/09/2007, 09:58 AM
ساعة ضرب إيران.. هل أزِفَت؟

الذي ورد في تحليلات الزملاء والزميلات قد يمثل جانبا من الرؤی عند الجمهور العربي. وأنا لا أناقشه بمقدار ما أودّ أن أنقل إليکم رأي الشارع الإيراني عن احتمال ضرب إيران.
باختصار؛ ما زال عندنا بصيص أمل في أن تحاول العقول الأمريکية المهمّشة عن الإدارة الحالية إقناع الرأي العام الأمريکي بأن ضرب إيران ليس علی غرار احتلال العراق وأفغانستان. ونحن ندعو أن لايحصل ما لاتحمد عواقبه في جرّ المنطقة إلی حرب شاملة لايعلم نتائجها إلا الله. کلنا أمل أن يقف العالم أمام الغطرسة الصهيوأمريکية الرامية إلی فرض نظام أحادي علی أرجاء المعمورة والداعية إلی إحياء الحروب الصليبية.
لکن إذا لاسامح الله جنّ جنون الرئيس بوش وأحبابه هنا وهناک، فالشارع الذي أعيش فيه والشعب الذي ترعرت فيه والشباب الذين أتفاعل يوميا معهم في قاعات الدرس، علی أشد قناعة بحکم الله عزّوجلّ : ((کتب عليکم القتال وهو کره لکم وعسی أن تکرهوا شيئا وهو خير لکم))، ونعتزّ بأن يلفظ تلک الهيمنة الفارغة أنفاسها الأخيرة بأيدي المسلمين.
إخوتي الکرام
لاتتوقعوا مني التحدث بلغة من أثار هذا الموضوع في بوابة واتا ودبلوماسية المحللين البارعين في فنون التحليل السياسي، إذ لم أتعود علی سرد البيانات المعلّبة، بل فتح الله عينيّ علی بعض ما في کتابه الکريم حيث دعانا إلی التمسک بلغة الحوار في قوله ((تعالوا إلی کلمة سواء)) ثم أمرنا بقتال من لا يخضع للقول الحق ولايعرف إلا لغة العنف وقال ((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديکم)).
الحقيقة أن الشعب الإيراني المسلم عاش تحت وطأة نظام ملکي استمر منذ 2500 سنة، وآخر ملک سفاک حکم علينا 37 سنة کان نموذجا بارزا عن التبعية للإدارة الأمريکية يسانده 40 ألف مستشار عسکري وسياسي أمريکي. وقد جرّبت الإدارة الأمريکية خلال السنوات الثلاثين الماضية کل الحيل لتفادي أعظم خسارة تکبدتها في خارج ثغورها، فورطوا نظام صدام ومهدوا له الطريق بحشد طاقات وإمکانيات هائلة من الدول العربية لفرض حرب دامية سموها القادسية الثانية ليوسوسوا في الصدور التائهة ويلقوا في العقول الفارغة أن هذا شعب مجوسي کافر ذو أطماع توسعية تهدد العرب وسائر الجيران، کما جربوا کل أنماط الضغط والحصر، لاحتواء هذه الحرکة الإسلامية، إلی أن اضطروا علی طوق إيران باحتلال افغانستان والعراق ورسموا خرائط للشرق الأوسط الجديد لتفادي خسائر انتفاضة أينعت بعض ثمارها في لبنان وفي فلسطين.
وبعد ما يئست الإدارة الأمريکية من هذا الحصار، ورأت نتائج حرکة إيران العلمية وازدهار شبابها المسلم وفوزهم في کثير من الميادين العلمية والتقنية والتحاقها بدول متطورة محدودة تمتلک تقنية التخصيب النووي والاستنساخ الجيني وصناعة الطائرات والدبابات والصواريخ التي تصل إلی عقر الکيان الصهيوني والاکتفاء الذاتي في زرع القمح وغيره وسائر المجالات الطبية والزراعية، جن جنونها وکادت تموت من غيظها، وحشدت أياديها الظاهرة والباطنة لبث بذور الفرقة بيننا وبين سائر إخواننا المسلمين والعرب منهم خاصة.
وحاولت وتحاول تخويف جيراننا الخليجيين خاصة من خطر الأطماع الفارسية والمدّ الصفوي ومصطلحات أخری نسمعها في مختلف وسائل الإعلام العربية اليوم ومنها بوابة واتا (وأقول بين قوسين أني في نفس اليوم الذي قرأت بعض التقارير الواتاوية عن هذا المدّ الصفوي کنت أشاهد في التلفيزيون الإيراني حلقة من مسلسل رائع باسم «روشن تر از خاموشي» للدفاع عن أفکار اعظم فيلسوف مسلم إيراني هو صدر الدين محمد الشيرازي الملقب بصدر المتألهين الذي وقف وقفة شجاعة ضد أهم الملوک الصفوية أي الشاه عباس الکبير لأنه خاض معرکة طائفية ضد الحکم العثماني بمبررات مذهبية ونفي هذا الفيلسوف بقرار الشاه عباس من اصفهان إلی قم، ونحن عندما نشاهد حلقات هذا الفلم الذي يبرز مساوئ الملوک الصفوية يحق لنا أن نتأسف علی بث تقارير تافهة عن المد الصفوي في إيران، ولا نجد لها دليلا إلا تبعية بعض زملائنا للإعلام الأمريکي والصهيوني، وهنا يتبين موقف من يری الخطر الأيراني أشد من الخطر الأمريکي والصهيوني علی العرب، وينسف بهذا الموقف دعوة الإسلام الحنيف إلی ضرورة أن تکون الأمة الإسلامية ((أشداء علی الکفار رحماء بينهم)). والأغرب من هذا أنهم يسندون عداوتهم للثورة الإسلامية في إيران إلی دفاعهم عن الإسلام !
إخوتي الکرام !
إن کاتب هذه السطور لا يری نفسه إيرانيا شعوبيا ينطلق من مبدأ العصبية الفارسية. علی الأقل تأکدوا من أن زميلکم هذا بدأ بدراسة العربية قبل الفارسية قبل مرحلة الدراسة الابتدائية وامتزج بحب العربية لحما ودما وشحما وثقافة وتفکيرا. لقد نتج عن هذا الحب کتب وأبحاث فاقت أبحاثه بلغته الأم أي الفارسية، ووصل إلی درجة يجذب شعره العربي انتباه العرب في کثير من المؤتمرات العربية. (وتلک شقشقة هدرت ثم قرّت).

وبالعودة إلی أصل الکلام،
يتأکد کاتب هذه السطور أن الضرب الأمريکي لإيران إذا حصل لا سامح الله فسوف يحشد کثيرا من الطاقات الإسلامية فارسية وعربية وترکية و... ولا شک أن الجماهير المسلمة سوف لن تترک هذه الساحة ولن تعتبرها صراع إيرانيا أمريکيا، ولا نشک أن قلوب هذه الجماهير معنا بالرغم مما تبثّه حناجر العدو. و((إن الله يدافع عن الذين آمنوا وان الله علی نصرهم لقدير))

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

هلال الفارع
19/09/2007, 11:36 AM
حين تقرر ضرب العراق، وأيقن صدام حسين ومن حوله من ذلك، ورأى أن من حوله، وما حوله لن يقف دون ذلك، ولن يكون أحد إلى جانبه.. تحوّل إلى إيران، وخطب ودّها، وغازل ( وشائج القربى والدين ).. وأرسل الوفود، ووصل الأمر به، وبالقيادة العراقية إلى حدّ الرجاء، بل الاستعطاف، وباتوا على قناعة بأن الضربة لن تُلغى، أو لن يتم تأجيلها على الأقل، إلا إذا دخلت إيران على الخط، وأحست أمريكا بأن هناك خطرًا من وراء ضربتها للعراق.
الذي لم يفطن إليه صدام وحزبه أن أمريكا كانت واثقة من حياد إيران على الأقل، كما كان الحال في أفغانستان، وإن قال البعض إن إيران قد أسهمت إلى جانب أمريكا في الموقعتين.
ليس المهم ما مضى.. الآتي هو الأهم، حيث بدأت إيران تدرك أن ضرب العراق ومحوه عن خارطة ميزان القوى الإقليمي لم يشكل هدية لإيران، ولم يزح من أمامها عقبة للتمدد جغرافيًا، أو عقائديًا.. بدأت إيران تدرك أن قصم ظهر العراق كان " كرمال " عين إسرائيل، وأن كسر رأس إيران سيكون " كرمال " عيون إسرائيل الإثنتين..
أمريكا ستضرب إيران، وستحاول إزالة خطرها، أو تأجيله، ولن تجد إيران أحدًا تغازله، أو تستعطفه، فأمريكا وضعت تركيا والباكستان وكل من حول إيران في " جيب الساعة " واتخذت قرارها باطمئنان، ولم يتبق لإيران إلا أن تنادي ثلاثًا:
" أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض " " أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض " " أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض ".. ومع ذلك.. لن يرحم أسد البيت الأبيض ثور قم الأسود.

Dr. Schaker S. Schubaer
26/09/2007, 11:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

إن بحثت لفظ رحمة في قاموس وحش البيت الأبيض، فلن تجدها.
كلمة لم يسمعها، وإن سألته عنها، سيرد عليك: أهو اسم لعبة كمبيوتر؟

هل رحم وحش البيت الأبيض أطفال فلسطين؟
ألم يرد هذا الوحش عند قتل كل طفل فلسطيني سواء من دبابة أو بندقية جندي إسرائيلي: دفاع عن النفس!
هل رحم هذا الوحش أهلنا في الضفة الغربية، وهم تحت سلطة صديق كما يقول؟
كل يوم اجتياحات واغتيالات لم يتوقف شلال الدم في الضفة الغربية!

لن يرحم وحش البيت البيض ثور قم الأسود، إن وقع تحت رحمته.

الثور الأبيض ثور مزارع، هم علفوه، منحوه باروكة بقرون، ودجنوه.
وأطلقوه ليناطح شقيقه الثور الأسود.
غانية قدمت له طعماً، فتناوله ظاناً أنه من العلف الذي يقدم له. فتورط بغباء.

وعندما ذبحوه، اعتقدوا أنه مثل بقية الحيوانات الداجنة، مجرد نزهة.
لم يتوقعوا هذا الجرح الغائر في معركة ذبحه، ومازال الدم ينزف من هذا الوحش.

ثور قم الأسود مازال برياً، ربما تم ترويضه شكلاً، لكن لم يتم تدجينه مضموناً.
قرونه حادة وحقيقية وخطيرة، قد تجرح الوحش في مقتل.

إذا الثور الأبيض المدجن قد أحدث هذا الجرح النازف الغائر،
فماذا سيفعل ثور قم البري الأسود؟

وحش البيت الأبيض يتطلع ويتمنى أن ينقض عليه، لكنه كعجوز سلم المفاتيح،
ليس له إلا أن يمتع خياله ببضع صور لغانيات لا يستطيع أن يفعل معهن شيئاً.

وبالله التوفيق،،،

أبويزيدأحمدالعزام
26/09/2007, 08:02 PM
امريكا ستضرب ايران لكن ليس في الوقت الحالي على الاقل ,امريكا الان بحاجة لايران في العراق اكثر من اي وقت مضى,,لا احد يعرف حقيقة العلاقة بين امريكا وايران لكنها في النهاية ستضرب ايران,,واعتقد ايضا ان ضربة ايران بعد ان تضرب سوريا,, بعد سوريا لن يتبقى لامريكا الا ايران لتنفرد بها لكن اعتقد ايضا ان ضرب ايران سيكون موجعا للولايات المتحدة الامريكية وستتكبد الكثير من الخسائروستستمر الحرب طويلا........
تحية.

مصطفى ربعي
10/10/2007, 07:31 PM
لن توجه ضربة عسكرية لايران قريبا
امريكا تعلم ان قواعدها بالعراق على مرمى حجر من الايرانيين وحلفاء الايرانيين بالعراق .وهذا ما يؤخر الضربة والله اعلم

عقيل العنزي
15/10/2007, 11:44 AM
امريكا لن تدع إيران تتحكم بثروات الخليج

اعتقد أن امريكا ستحاول حل ازمة ملف إيران النووي دون الولوج الى منطلق القوة وذلك للحيلولة دون إثارة اي قلاقل في مناطق مكامن النفط الخام الذي يغذي العالم بحوالي 70% من احتياجاته الطاقوية فهي تعمل جاهدة على إبقاء مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله 17 مليون برميل يوميا من النفط الخام الذي ينساب الى أسواق العالم ناهيك عن السفن التجارية، غير أن لحل الاخير هو الضربة الاطلسية التكتيكية للمنشآت النووية الايرانية، لكون إيران تسعى الى توظيف قوتها النووية لتصدير الثورة الخمينية وبسط هيمنها على منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط ، كما هي الاحلام التي كانت تراود صدام وهوت به الى هوة سحيقة. أمريكا وخذوها مني لن تفرط بمصادر الطاقة لان ذلك شيء مصيري بالنسبة لها وللدول الغربية.
وفي نظري أن الضربة وشيكة والدليل نغمة دول المحور الامريكي " بريطانيا ، فرنسا ، المانيا .... وغيرها" التي تؤد الضغط على إيران واستخدام كافة الوسائل لثنيه عن المضي قدما في برنامجه النووي.
وااكد لكم أن القنبلة الايرانية إذا ما اكتملت ستوجه للعرب قبل أي شعب آخر. وسلامتكم

عقيل العنزي
باحث في القضايا النفطية
إعلامي سعودي

Jihad Al-Jayyousi
15/10/2007, 03:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . . وبعد،

ليسمح لي الأخوة والأخوات بأن أبدأ بالتعبير عن ألمي وحزني على أمرين: أولهما حزني وألمي على إصرار الكثير منا على اعتبار إيران والإيرانيين بصفتهم الشيعية أعداءً لنا كَسُنَّة، وبدون محاولة فهم منطق التاريخ الذي لا يتحجر، وبدون أن نعطي الآخر أو نعطي أنفسنا فرصة التقارب والعمل سوياً على ردم الهوة بين الجانبين، الشيعة والسنة أو العرب وإيران. أما سبب حزني الآخر هو خشيتي وقلقي المبررين - وآمل أن أكون مخطئاً - على الأخوة في إيران من أن يطالهم ما طال العراق من تدميرٍ وعذابٍ نتيجةً ما نعرف من أحداث. الواقع أنني لا أرى نفسي مبالغاً هنا إن قلتُ أن الضربة لإيران لا بد حاصلة - وأرجو مرة أخرى أن يخيب ظني في هذا- وأن القرار قد اتخذ وكل ما يجري الآن هو إعدادٍ للمسرح السياسي والعسكري والنفسي لمثل تلك الضربة بعواقبها المتوقع أن تكون أكير بكثير من عواقب ضرب العراق قبل سنين عدة لاختلاف الظروف والمقاييس.

يحق للقارئ هنا أن يتساءل عن سبب ثقتي البادية بحدوث الضربة، وله الحق في ذلك فالأمور أعقد من أن تُرى بوضوح وأكثر تشابكاً من أن يتم رصدها بصورتها الكاملة، ومع هذا أقول بأن الضربة لا بد حاصلة للأسباب التالية:

1- أن عملية حصول أي دولةٍ عربية أو إسلامية على القاعدة العلمية المتقدمة التي تؤهلها لإنتاجِ أو تصنيعِ سلاحٍ نووي رادع أمرٌ لا يمكن السكوت عليه مطلقاً من قِبَلِ "إسرائيل" وبالتالي أمريكا. أقول "إسرائيل" أولاً وقبل أمريكا لأن هذا واقع فأمريكا لا تخاف السلاح النووي على نفسها بل خوفها على حليفتها الاستراتيجية التي يجمعها بها روابط الثقافة والمواطنةِ والتاريخ والمصالح المشتركة، وكذلك "الدين"! يكفينا لفهم هذا أن نعرف بأن أول ما فكر به ساسة "إسرائيل" بُعَيدَ نجاحهم في إقامة كيانهم في فلسطين هو الردع الرادع والذي لا طاقلة لأحد به؛ وأقصد الرادع النووي حيث كان قولهم بأنهم يريدون سلاحاً لا قِبَلَ لمن يحيطون بهم به يكون سيفاً مسلطاً على رقابهم في كل حين ويمنعهم من مجرد التفكير في محاولةِ الاحتكاك بهم، وكان لهم ذلك . . . حتى الآن! دفعهم لهذا إدراكهم أنهم كيانٌ مصطنعٌ مُقحَمٌ على المنطقة حيث أنهم إنما يعيشون وسط بحر من العداء والرفض، والذي - وللأسف- تحول إلى سكوتٍ ثم رضىً ثم قبولٍ ثم فهمٍ فاستلطافٍ فصداقةٍ ومصالح مشتركة!

2- السببت الآخر الذي يدعوني للاعتقاد بأن الضربة لا بد آتية هو ما تقوم به أمريكا من إعدادٍ للساحة، سواء كانت الساحة العراقية أو العربية أو الدولية. فأمريكا تكاد تنجح بترتيب أوراق العراق للحد من المقاومة في حال ضربها لإيران، وما يحدث في الأنبار من استمالةٍ وتحالفات مثال على ذلك.ولنفس السبب كان خروج الجيش البريطاني من البصرة إلى مطارها وإلى المناطق المتاخمة لإيران حتى يتسنى له التركيز على ضبط تلك الحدود في حال حدوث الضربة.

3- جاهزية "إسرائيل" فيما أعتقد لمثل هذا الحدث حيث يقومون وبهدوءٍ بكل ما يقتضيه الوضع من إعدادات كتغيير الأقنعة القديمة وتوزيعها على الإسرائييلين واستكمال الجاهزية للطوارئ رغم جاهزية كيانهم دوما حيث أنهم لا يتكروكون شيئاً للصدف أو لآخر لحظة كحالنا نحن العرب!

4- السبب الرابع والأخير هنا هو استقرائي حيث أنني لمستُ التغيير الذي طراْ على وجوه القوم من إسرائيليين وأمريكان في الفترة الأخيرة وراقبتُ لغتهم ووتيرة تصريحات ساستهم فكانت كلها - وحسب اعتقادي- تشير بأن هنالك أمرٌ قد تم حسمه وأن الحيرة والتردد قد زالا من الوجوه وبدت على وجوه القوم ملامح من استقر على رأيٍ و "توكل على الله"!

والآن اسمحوا لي مرة أخرى هنا أن أُقِرَّ بمعرفتي بأنه كان لأيران مصلحةٌ كبرى في سقوط العراق، مع إدراكي بأن إيران ساهمت كثيراً في هذا ولا ألومها نظراً للظروف التي مرت بها المنطقة وما كان بين العراق وإيران من أمورٍ هي استمراٌ لما نحاول الآن تكريسه من قطيعةٍ بين العرب والإيرانيين، أو بين السنة والشيعة، ناسين أو متناسين بأن هذا لن يكون في مصلحةِ أيٍّ منا، ولن يصب إلا في مصلحة أعداءِ العرب والمسلمين، وأرجو أن لا يقول قائلٌ بأنهم غير مسلمين في إيران!

أخيراً اسمحوا لي أيضاً أن أقول بأنني لا أستغرب أن تقوم أي دولةٍ بالسعي لبسط نفوذها فيما حولها، ولكنني أيضاً لا أعتقد بأن إيران يمكن أن تكون عدواً لنا كعربٍ مسلمين وكسُنة وأن تهددنا بسلاحها النووي لأنهم في النهاية مسلمون ويجمعنا بهم تاريخٌ ودينٌ ورجالاتٌ جمَّعَت ولم تفرِّق كما نفعل نحن الآن وللأسف. دعونا أخوتي أن نمد أيدي الأخوةِ والجيرةِ لأهلنا في إيران ولن يكونوا إلا عوناً لنا إن أبدينا لهم الحسنى والفهم، والدين في النهاية لله يحاسب من يشاء وكيف يشاء، فما علينا إلا العمل للتوفيق بين جناحي الأمة ببعد نظرٍ وقلبٍ مفتوح يترفع عن الأحقاد وأخطاء الماضي وتعصباته!

نصر بدوان
17/10/2007, 01:37 PM
كلام جميل . ونحليلات مقنعة وموزونه , بديل أنك كلما قرأت مداخلة تعاطفت معها , ومع ذلك لا يطمئن فؤادك, تقتنع بالضربة ثم تبعدها, تقتنع بالمؤامرة ثم تبعدها, تقتنع بحسن النوايا, ثم تبعدها, دائما يحوك بصدرك شيء, تؤمن أن أمريكا واسرائيل والغرب عامة هم أعداء لهذه الأمة, وكل الأمم, حليفهم فقط مصالحهم, وربهم دولارهم.قناعة لا لبس فيها, وإيمانالا شرك فيه.
وتنتقل إلى الطرف الآخر وتبدأ بتعداد المبررات لتجلو الشك والخوف من داخلك قتقول: حق الجوار, وقرابة الدين وإن اختلف المذهب, ولكن التاريخ يأبي إلا أن يقلقك, فهو يطاردك من أيام الفتنة , منذ استشهاد ذو النورين عثمان والفاروق عمر وعلي كرم الله وجهه, وسيد شباب أهل الجنة الحسين, وفتن كقطع الليل كانت تبعا لكل هذه الحوادث فهي متصلة ببعضها, اتصال حلقات الدرع , فلم يك تقويض الدولة الأموية والمجيء بالعباسية إلا ثمرة من ثمارها, ومن ثم كان تقويض الدولة العباسية, نتيجة لذلك, فقد كان ما يجري في خراسان من تحركات ضد الخلافة في دمشق, ثم الخلافة في بغداد , هو من الأسباب التي قصمت ظهر هذه الأمة وشلت حركتها, وهنا يؤيد قولي ما أتى به الأستاذ الأخ الكريم من جامعة إيرانية, حين ذكر موقف الإمام الشيرازي ضد حروب الصفويين ضد الدولة العثمانية. وفي التاريخ الحديث نعرف ما كان من حكومة الشاه ضد العراق بحكوماته المتعاقبة, والدليل على ذلك المعاهدة التي ابرمت في عام 75 على ما أظن , والتي جاءت الثورة الإيرانية لتقول أنها لاغية. وبعد لننظر إلى الثورة التي استبشرنا بها خير, وهلل لها الشعب العربي والإسلامي من أقصاه, إلى أقصاه , ولكنها لم تستغل هذا الترحيب بخطوات عملية, تهدئ من روع المنطقة, ومقولة تصدير الثورة, وأذكر أنه بعد نجاع الثورة قامت بتسمية حاكم لإقليم العراق , وهنا كان هناك تخوف حقيقي من النوايا , فكان لذلك مع أمور أخرى أثرا في اندلاع الحرب العراقية الإيرانية, والتي دفع ثمنها الجميع وقطفت ثمارها الولايات المتحدة واسرائيل.
ثم ما كان من غزو العراق للكويت, وبعده حرب التحرير التي كانت ضربة موجعة للعراق واستنزفت الدول العربية الأخرى .
وبعدها حصار العراق, والذي أضعف العراق , ورجح كفة ايران, التي ظهرت كلاعب رئيسي على الساحة العراقية, والتي حيدت المقاومة الشيعية لأمريكا , وتركت المقاومة العراقية السنية في الميدان وحيدة تواجه أمريكا وتواجة الجيش العراقي الجديد الذي هو مؤلف من الشيعة كون السنة لم يشاركوا فيه . الأمر الذي أدى إلى ظهور الطائفية البغيضة, التي تمهد للتقسيم , تقسيم العراق لمصلحة أمريكا واسرائيل بشكل مباشر وبشكل غير مباشر إيران.
يضاف إلى ذلك من الأمور التي لا تجعل الدول العربية تطمئن للجانب الإيراني , عملية احتلال الجزر العربية, وأمور أخرى نسمع عنها ونراها على سبيل المثال :
المسألة البحرينية والتي أثارتها إيراني قبل الإستقلال وتثيرها من حين لآخر .
الأحداث التي تفجرت في اليمن بين جماعة الحوثي والنظام في هذا الوقت بالذات .
تهديد السعودية ولو بشكل مبطن والإشارة إلى الأخوة الشيعة الموجودين فيها .
هذه وغيرها أمور تثير علامات استفهام, وتلقي بظلال من المخاوف .
ومع هذا لا يجب النظر إلى إيران بمنظور عدائي كما هو الوضع الأمريكي والإسرائيلي والأروبي , وإنما يجب فتح قنوات من الحوار والتفاهم لمصلحة شعوب المنطقة, حتى تكون قادرة على دحر الهجمة الصليبية, نقول ذلك لإيران التي مطلوب منها تهدأة المخاوف, بالفعل لا بالقول, مطلوب منها أن تضغط على الشيعة العراقيين ليعدلوا عن فكرة تقسيم العراق, والتطهير العرقي الذي يحدث هناك, ومطلوب منها أن تدفع المليشيات الشيعية العراقية للإنخراط في مقاومة الغزو, بدل مساندته من جهة والوقوف في دور المتفرج من جهة ثانية, فلو تضافرت الجهود من البداية لما بقي الغزو حتى هذه الساعة, باختصار المطلوب مد الأيدي للإصلاح بقلوب ونوايا خالصة . لمصلحة الجميع .
أما ضرب ايران وسوريا فلن يهدا البال لصهاينة العالم في أمريكا ودول أوروبا وعلى رأسهم ساركوزي الذي يلعب الآن على كل الحبال , ويصيح بالخطر الإيراني كما صاح من قبل بطرس الناسك بالخطر الإسلامي على بيت المقدس ليمهد الطريق للحملات الصليبية. وفي الختام مطلوب من كل الحكومات العربية والإسلامية, أن تعامل شعوبها بالعدل, وعلى قدم المساواة, دون التفريق على أساس عرق أو لون طائفة, حتى تأمن عدم إحتراق فئة من هذه الشعوب من قبل شياطين هذا الزمان, أي تكون المواطنة أساس لتساوي المواطنين في الحقوق.

Dr. Schaker S. Schubaer
20/10/2007, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لا داعي لتكرار نقاش دار على الرابط

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=114020#post114020

لذا أود أن أشير إلى تلك المناقشة للاطلاع، فهي تكمل جزئيات في هذا المسار

وبالله التوفيق،،،