المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزوجُ المسـلـمة، كيف تعاملُ زوجَها (4/5)



NAJJAR
24/09/2007, 05:20 PM
الزوجُ المسـلـمة، كيف تعاملُ زوجَها (4/5)
زوجى هو أخى... قبل أن يكون زوجى


♥ لا يجوز لمسلمة أن تتزوج بغير مسلم، حفاظاً على حق الذرية فى ان يكونوا على دين الفطرة(الإسلام)، وتفادياً لعدم حيادية غير المسلمين ودوام عدائهم للدين الإسلامي " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم..." ( البقرة/120 ). وبناء على ذلك، ووفقاً لمبدإ الأخوة فى الدين، فإن زوجى هو أخى، قبل أن يكون لى زوجاً. وهكذا يصبح له عندى حقان. حق الزوج على زوجه، وحق الأخ على أخته(فى الإسلام). ويصبح من الجور أن أبخسه أيا من حقيه هذين. والوعى بذلك هو أساس العدالة الزوجية وأن يتمتع كل واحد بحقه الذى قسمه الله له. وبدخول العلاقة الزوجية فى نطاق الأخوة فى الله، تكون لها من المقومات ما يدرؤ عنها نوازع الغلّ "...ربنا ولا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوفٌ رحيم" ( الحشر/10 ).

♥ ويترتب علاقة الزوجية فى جزء منها ما يترتب على أخوة الإسلام. ويصبح حق المسلم على المسلم جزءا لا يتجزأ من حق الزوجين بعضما على البعض. وما يرد فى ذلك من أحاديث شريفة يجب أن تطبقها الزوج على علاقتها بزوجها مثل:عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " حق المسلم على المسلم خَمسٌ: ردُّ السَّلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابةُ الَّدَّعوة، وتشميتُ العاطس"(متفقٌ عليه). فحقُّ زوجك عليك هنا أن تردى السلام إذا سلَّمَ عليك حتى وإن كنتما متشاحنان، فذلك لا يسقطُ حقَه كمسلم. وأما عيادته إذا مرضَ أو ما بعد ذلك فلا يُتَوَقَعُ من زوج مسلمة أن تتجاهلها، وتشميته إذا عطس وقال الحمد لله، حقٌ له كمسلم قبل أن يكون زوجاً. وعن أنس أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُؤمن أحدُكُم حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه"(متفق عليه). فلا تؤمن الزوج حتى تحبَّ لزوجها ما تحبُّ لنفسها، بصفته أخاً لها فى الإسلام أولاً وزوجاً لها وتشترك مصلحتهما ثانياً.

♥ وتنسحب علاقة الأخوة على علاقة الزوجية إلى أبعد من ذلك. فالزوجُ بطبيعة الحال يجب أن تكون مع زوجها وإلى جانبه بحق الزوجية، على أن هناك ماهو أسبق لذلك وهو حقه عليها أن تنصره إذا احتاج إلى نصرتها. فعن أنس أيضا أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاكَ ظالماً أو مظلوماً" فقال رجلٌ: يا رسول الله أنصُرهُ إذا كان مظلوماً، أرأيتَ إن كان ظالماً كيف أنصُرُه؟ قال: "تحجزُهُ أو تمنعُهُ من الظلم فإنَّ ذلك نصرُهُ"(رواه البخارى). ويكون دور الزوج هنا إيجابياً وفعَّلاً للغاية فى نصر زوجها والذود عنه ما استطاعت، وبالقدر الذى يتوافق مع كونها إمرأة. وبرده عن ظلمه بالحسنى وبدعوته إلى التكسب الحلال، وترغيبه فى العمل الصالح وفى العفو عمن أغضبه ووتره. وأن تذكره بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات العفو فى القرآن الكريم. وهذا يعنى أن تتقفه الزوج فى أمور دينها ولا تنحصر معرفتها فى أمور البيت والعيال، حتى لا تتحدد قيمتها الفعلية لدى زوجها بهذه الحدود التى حدتها لنفسها.

♥ والذين يتهمون الإسلام بأنه يحصر وظيفة المرأة فى تربية الأطفال وخدمة الزوج والبيت، يجهلون فى ذلك حقيقتين: الأولى أن الزوج المسلمة ذات الحس الإسلامى سوف تجد سعادتها فقط فى مكانها الطبيعى الذى جبلها الله تعالى من أجله، وأن إحتقار هذه الوظيفة الطبيعية هو نتاج جهلهم التام بجدوى الحياة الأسرية وكون الأسرة لبنة من لبنات المجتمع لا يستقيم إلا باستقامتها. وكثير من هؤلاء المتواطئين ضد النظام الأسرى يعانون أنفسهم من تنشئة غير أسرية أو إنبهارهم بكتاب غربيين يفتقرون إلى الحس الأسرى الذى لا يجدونه فى مجتمعاتهم ويتكلمون عن شىء لم يخبرونه فى حياتهم العملية. والثانية كانت فى الخطأ التربوى الذى تعرضت له المرأة المسلمة فى الأجيال السابقة فى فترة إنتشر فيها الجهل بالمعايير الإسلامية وتوسع فيها النقل عن المفاهيم الغربية كنتيجة طبيعية لعقدة النقص التى يحدثها التفوق المادى والإحتلال الذى إعتلى هامة البلاد لفترة غير قصيرة. وعندما بدأت الصحوة الإسلامية تعيد الأمور إلى نصابها، وُوجهت بمدَّعى ثقافة مهَّدَ لهم الإحتلال مقاعد الريادة ومنحهم كل ما يحتاجون من أدوات وشهادات وجوائز وشهرة من أجل المحافظة على تواجده الثقافى بعد أن فقد تواجده العسكرى فى البلاد. غير أن الحق الذى هو سارب لا يمكن أن يظهر عليه باطل. وقد بدأت المرأة المسلمة تعود إلى ثقافتها الإسلامية العريقة الطاهرة، وتنبذ سفاسف الغرب وترهاته، وتلزم خندقها فى الثبات أمام الهجمات التغريبية المتواصلة على بيتها وعفتها وطهارتها. وكان نتاج تلك التربية أن اعتادت الزوج المسلمة أن تركن إلى ثقافة زوجها، وأن تترك مكانها فى التفاعل الثقافى الأسرى، لتصبح ثقافة البيت المسلم أحادية، ولا بأس أن أصبحت إلى حد ما ثقافة ذكورية وتلاشت الثقافة الأنثوية. وأصبح رأى المرأة مهملاً أو غير موجود على الإطلاق، ولا يجب أن يُظلم الرجل لذلك، فهو لم يجد لزوجه رأياً حتى يهتم بمشورتها. وحتى لو استشارها، ما كانت ثقافتها لتساعدها على إبداء رأى يعتبره الزوج مفيداً، فيعود إليها إذا حزبه أمر. لقد وضع الغرب عفناً فى طبيخنا ثم دعانا إلى رميه كله. ونحن إذ نعود إلى جادة الصواب، نرى أن الحل أصبح فى يد المرأة وأن الكرة أصبحت ولا شك فى ملعبها.