المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : Let's start by admitting we were wrong in Iraq



معتصم الحارث الضوّي
28/09/2007, 06:21 PM
Adrian Hamilton: Let's start by admitting we were wrong in Iraq
Published: 27 September 2007
Independent

New New Labour hasn't changed its spots in one way. It still loves the overarching concept dressed up in marketing-speak. But even by old Blairite standards the new Foreign Secretary, David Miliband, hit rock-bottom in Bournemouth with the theme of "foreign policy – the second wave".

We all know what he means. Iraq is the shame that dare not speak its name. Gordon Brown and almost every member of his Cabinet (John Denham is the single and honourable exception) voted for war. None of them can bring themselves to admit they were wrong. So the poor public has to be treated with great washes of specious nonsense to try and allow the Government to put the Iraq disaster behind them. "Whatever the rights and wrongs, and there have been both," as David Miliband put it, "we've got to focus on the future."

But that's just trying to have it both ways. The trouble with foreign policy, and particularly Iraq, is that you can't move forward unless you've understood the past. Iraq remains the biggest single blot on the Labour record. And we still can't escape the consequences of that fateful decision.

Much has been made, and rightly, of how well Gordon Brown has managed his first months in office. That is true, with the exception of his visit to Washington at the end of July. It wasn't planned. It wasn't right. But the Prime Minister was dragooned into it by a series of sanctioned statements by his ministers suggesting that a new occupant in Downing Street was going to distance himself from the old occupant of the White House.

Perhaps he should have. The effect of the first comments, however, was to bring forward what was intended to be a carefully orchestrated distancing meeting in Autumn to a rushed summit in summer. Instead of being able to draw new distinctions in the "special relationship", and to pursue Britain's rapid exit from Iraq, the new Prime Minister was forced to swear allegiance to the old relationship and to play down the exit strategy. It would have been very different if Brown had only gone after General Petraeus' report to Congress this month not before it.

And so it continues today. We still have a sizeable body of troops in the country. We still – or, at least if we do the public has not been informed of it – have no clear exit strategy from Iraq. And as long as that is so, then we have to live with an overstretched Army in Afghanistan, a loss of prestige through most of the Third World, a target for terrorists and a reputation as a poodle of the Americans.

We can try and retake the moral high ground by blowing hot – as the Prime Minister does – on humanitarian disasters that are Burma, Zimbabwe and Darfur. But it's not clear that all our high rhetoric does much, certainly not for the victims of these atrocities. All our protestations of an ethical foreign policy have been ground into the dust of Iraq. For most of the world we are neither an independent body nor an ethical one. We are seen – as in a sense we are – as just a last and irrelevant shout of western imperialism from the past.

There is an alternative policy. Not a "second wave" but a new start which commits the country to multi-lateralism, reconsiders the whole Nato venture in Afghanistan, steps back from confrontation with Iran, is genuinely even-handed in the Middle East and abandons a sullied chapter of so-called "humanitarian intervention". But it can't be done so long as President Bush is in power and we continue to acclaim our special relationship. Above all, it can't be done so long as we refuse to admit that we were wrong in Iraq.

It is not a question of self-flagellation but honesty. Think what the effect would be if Brown flew to Baghdad and said simply that he supported the war with all the best intentions but now realises he and his country had been wrong, that it shouldn't have gone in without a UN mandate, and that we would retire as soon as possible commensurate with the Iraqi's wish to keep us. It wouldn't make us popular in Washington, but then many Americans would welcome our admission. Our standing elsewhere in the world would soar. Here at last was a Western leader that could accept mistakes.

Instead, in Bournemouth this week we had a Prime Minister who said next to nothing of Iraq other than reiterating Britain's relationship with America and a Foreign Secretary who could argue that we sent our "young men and women to fight for our values". The hell we did. We may have invaded Iraq to keep in with the Americans, in a mad dream to reshape the Middle East, to ensure future oil supplies for the West and to further Tony Blair's vision of himself as the new world crusader. But the one thing we did not fight for was our values. Those we left behind when first we decided to invade.

a.hamilton@ independent.co.uk

طه خضر
28/09/2007, 09:58 PM
لقد فات الأوان ..

وتحوّلت بريطانيا من دولة عظمى إلى شحّاذة عظمى ، تستجدي رضى بوش الصغير وترضى بفتات الموائد بعد أن كانت من أسيادها ، أما جوردن براون ؛ فلا تنتظروا منه أكثر مما قدم توني بلير .. ، فإن كان الأول بمثابة الثور الذي يقوده بوش بالخطام فالثاني يمشي وراء بوش من تلقاء نفسه ، لا لشيء ، فقط ليقال إنه لا يجبر على شيء بل بفعل كل ذلك بملء ارادته ودونما ضغط من أحد ..

معتصم الحارث الضوّي
29/09/2007, 01:44 AM
أخي الكريم طه
شكرا جزيلا لتفضلك بالمرور و إبداء الرأي . الواقع أنني نقلتُ لكم المقال لما يحتويه من أفكار ربما تُطرح لأول مرة على الساحة البريطانية . أولها الدعوة الصريحة للحكومة العمالية للاعتراف بأنها ارتكبت خطأ تاريخيا بإنسياقها الأعمى خلف المعتوه بوش ، و الثاني اتخاذ الخطوة التصحيحية اللازمة ( إذا كان بالإمكان تصحيح ما حدث ) ، و الثالث تنبيه ، بل تحذير غوردون براون من السقوط في ذات المأزق الحرج بالخضوع التام للحكومة الأمريكية ، و يترتب على ذلك النقطة الرابعة ، وهي ضرورة ابتعاد بريطانيا عن السير خلف الأمريكان ، بل ينبغي عليها العودة -وهذه نقطة جوهرية- إلى مربع التعامل الدولي القائم على المساواة و الندية بين الشعوب ، و الأهم من ذلك ، الذي يستند إلى أسس أخلاقية .

آداب عبد الهادي
01/10/2007, 05:20 PM
أخي العزيز الاستاذ معتصم الحارث الضوي المحترم
على ما يبدو الموضوع جميل جداً لذا حبذا (وبعد العذر منك)لو تقدمه لنا باللغة العربية إن أمكن،أو على الأقل ملخص باعتبار( حضرتي ومع الأسف الشديد) لا أجيد الإنكليزية . ولك جزيل الشكر وفائق الاحترام والتقدير

معتصم الحارث الضوّي
01/10/2007, 08:06 PM
أختي الفاضلة آداب
طلباتكم أوامر ، سأترجم المقال خلال الأيام القليلة القادمة .

مع فائق التقدير و الاحترام

معتصم الحارث الضوّي
04/10/2007, 07:19 PM
إليكم الترجمة العربية لهذا المقال . أنتهز الفرصة لتوجيه أسمى آيات العرفان للأستاذ أدريان هاميلتون ، و الذي تفضل مشكوراً بالموافقة على ترجمة و نشر هذا المقال على منتديات واتا .



فلنبدأ بالاعتراف بأننا أخطأنا في العراق


أدريان هاميلتون
صحيفة الانديبندنت اللندنية
27 سبتمبر 2007


لم تغيّر حكومة حزب العمال الجديد جلدَها بين يوم و ليلة. فما زالت مشغوفة بالمبادئ المفرطة في الطموح، و التي تغلّفها بلغة المتخصصين في التسويق. و لكن، حتى بالمقاييس "البليرية" العتيقة، فإن وزير الخارجية الجديد (ديفيد ميليباند) قد سقط في الحضيض إثر إعلانه في مدينة (بورنموث) عن مفهوم "الموجة الثانية من السياسة الخارجية".
يعلم الجميع المقصود بهذا التصريح. العراق هو سبب العار الذي لا نستطيع التصريح باسمه. لقد صوَّتَ (غوردون براون) و جميع الوزراء في حكومته تقريباً -جون دنهم هو الاستثناء الوحيد المشرّف- من أجل إعلان الحرب، و لكن ليس لأيٍّ منهم الشجاعة الأدبية الكافية للإقرار بأنهم كانوا مخطئين؛ و لذا يخضع الجمهور البريء لجرعات مكثفة من الهراء الموجّه تهدف إلى إقناعه بالسماح للحكومة بتجاهل كارثة العراق. عبّر (ديفيد ميليباند) عن ذلك قائلاً: "مهما كان الحق أو الأخطاء، فإنه ينبغي لنا التركيز في المستقبل".
ولكن هذه محاولة مكشوفة للعب على الحبلين؛ فالمشكلة في سياستنا الخارجية -وخاصة فيما يتعلق بالعراق– تكمن في أنه ليس في الإمكان التطلّعُ إلى المستقبل إلا بعد هضم دروس الماضي: فما زال العراق يمثل أكبر المخازي في سجل حكومة العمال، و ما زلنا غير قادرين على تجاوز النتائج الفادحة لذلك القرار الفاشل.
هناك العديد من الآراء -المحقّة غالباً- في مدى نجاح (غوردون براون) في الاضطلاع بشئون منصبه خلال الشهور الأولى من حكمه.
هذا صحيح، و لكن الاستثناء هو زيارته إلى واشنطن في نهاية شهر يوليو؛ إذ لم يكن مخططاً لها في البرنامج، كما أنها لم تكن مواتية. لكن رئيس الوزراء اضطر إلى إتمامها عقب سلسلة من التصريحات التي أطلقها وزراؤه، و التي أشارت -من طرف خفيّ- إلى أن الساكن الجديد في (داوننغ ستريت) سينأى عن الساكن القديم في البيت الأبيض.
ربما كان ذلك هو الخيار الأفضل، لكن التصريحات أدّت إلى تعجيل ما كان مخططاً له أن يكون زيارة مدروسة بعناية، و تهدف إلى الابتعاد التدريجي لتتحول إلى لقاء مستعجل في الصيف. و بدلاً من تمكنه من تحديد حدود جديدة في "العلاقة الحميمة"، و متابعة مسألة خروج القوات البريطانية من العراق، أضحى رئيس الوزراء الجديد مضطراً إلى تجديد يمين التحالف والصداقة القديمة، و عدم التشديد على استراتيجية الانسحاب .
كان الوضع سيختلفُ كثيراً لو قام (براون) بزيارته عقب تقديم الجنرال (بترييس) تقريرَهُ للكونغرس في الشهر الجاري .
لذا استمر الوضع على ما كان عليه: فما زالت لدينا قوات كبيرة في العراق، و ليس لدينا -أو إذا كان لدينا، فإن الجمهور ليس على علم- استراتيجية واضحة المعالم للانسحاب من العراق.
و لأنه طال استمرار الوضع على هذا الحال، فإن علينا التعايش مع حالة تتميز بجيش مثقل بالمهام في أفغانستان، و سقوط الصيت في معظم أرجاء العالم الثالث. كما أصبحنا أيضاً هدفاً للإرهابيين، و سمعتنا شائنة باعتبارنا بيادق بيد الأمريكيين.
قد يكون بوسعنا ارتداء ثوب الفضيلة و التشدق -كما يفعل رئيس الوزراء- بمواقفنا في الأزمات الإنسانية مثل بورما و زيمبابوي و دارفور. و لكن الشيء المؤكد هو أن كل هذا التنظير لا يُغني ضحايا تلك الاعتداءات فتيلاً . لقد تمرّغت كل احتجاجاتنا المستندة إلى سياسة خارجية أخلاقية في تراب العراق .
أصبحنا في نظر العالم بغير إرادة مستقلة، أو حتى إرادة تؤمن بالمُثل و المبادئ، بل أصبحت النظرة إلينا -الصحيحة إلى حد ما- أنّنا الناعقون من صدى الماضي بآخر الصيحات البائسة للإمبريالية الغربية.
هناك خيار آخر لسياستنا الخارجية: ما نحتاجه ليس "موجة ثانية " بل بداية جديدة تُلزم الدولة بالتعددية، وتُعيد النظر في تدخل حلف الناتو في أفغانستان، و تتراجع عن المواجهة ضد إيران، و تتصف بإنصاف حقيقي في الشرق الأوسط، و تتوقف عن أسطوانتها المعادةِ المسماةِ "التدخل الإنساني". و لكن يتعذر تحقيق هذه السياسة طالما بقي الرئيس (بوش) في السلطة، وسعينا نحن بدورنا لتوثيق عُرى العلاقة الخاصة. والأهم من ذلك أنه لا يمكن تحقيق هذه السياسة حتى نعترف بأننا قد أخطأنا في حق العراق .
ليست هذه السياسة إذنْ تعذيباً للذات، بل تحرياً للعدالة. تصوّرْ ما سيكون عليه الحال إذا سافر (براون) إلى بغداد، و أعلن بكل تواضع أن نواياه كانت سليمة عندما ساند الحرب، و أنه الآن يعي أنه شخصياً و بلاده أيضاً كانت على خطأ، و أن الغزو -دون الحصول على تفويض من الأمم المتحدة- كان عملاً جائراً، و أننا سننسحب بأسرع ما يمكن إلا إذا طلب إلينا العراقيون البقاء.
لن ترضى واشنطن عن مثل هذا التصرف، و لكن الكثيرَ من الأمريكيين سيرحّبون باعترافاتنا، كما ستتحسن نظرة الكثيرين في العالم إلينا، و سيعلّقون قائلين: لأول مرة نرى زعيماً غربياً يتحمل المسئولية !!
لكن -بدلاً من هذا التصور- رأينا هذا الأسبوع في مدينة (بورنموث)؛ رئيساً للوزراء لا يكاد ينبس ببنت شفة عمّا يحدث في العراق، خلا التأكيد على علاقة بريطانيا بأمريكا، ووزيراً للخارجية يدّعي "بأننا أرسلنا رجالنا و نساءنا للدفاع عن قِيَمِنا " اللعنة ! ليس ذلك صحيحاً.
لقد غزونا العراق تقرّباً للأمريكيين، و حلم مجنون يداعبنا بتغيير خريطة الشرق الأوسط، ولضمان تدفق النفط إلى الغرب، و في محاولة لتحقيق حلم (توني بلير) الذي يظن أنّه الفاتح الجديد للعالم! لكن الشيء الوحيد الذي نجزم بأننا لم نحارب من أجله هو قِيَمِنا ؛ فقد تركناها خلف ظهورنا عندما اتخذنا قرار الغزو.

a.hamilton@independent.co.uk


Special thanks goes to Mr. Adrian Hamilton of the Independent for granting permission to publish the Arabic translation of this article

معتصم الحارث الضوّي
04/10/2007, 07:19 PM
إليكم الترجمة العربية لهذا المقال . أنتهز الفرصة لتوجيه أسمى آيات العرفان للأستاذ أدريان هاميلتون ، و الذي تفضل مشكوراً بالموافقة على ترجمة و نشر هذا المقال على منتديات واتا .



فلنبدأ بالاعتراف بأننا أخطأنا في العراق


أدريان هاميلتون
صحيفة الانديبندنت اللندنية
27 سبتمبر 2007


لم تغيّر حكومة حزب العمال الجديد جلدَها بين يوم و ليلة. فما زالت مشغوفة بالمبادئ المفرطة في الطموح، و التي تغلّفها بلغة المتخصصين في التسويق. و لكن، حتى بالمقاييس "البليرية" العتيقة، فإن وزير الخارجية الجديد (ديفيد ميليباند) قد سقط في الحضيض إثر إعلانه في مدينة (بورنموث) عن مفهوم "الموجة الثانية من السياسة الخارجية".
يعلم الجميع المقصود بهذا التصريح. العراق هو سبب العار الذي لا نستطيع التصريح باسمه. لقد صوَّتَ (غوردون براون) و جميع الوزراء في حكومته تقريباً -جون دنهم هو الاستثناء الوحيد المشرّف- من أجل إعلان الحرب، و لكن ليس لأيٍّ منهم الشجاعة الأدبية الكافية للإقرار بأنهم كانوا مخطئين؛ و لذا يخضع الجمهور البريء لجرعات مكثفة من الهراء الموجّه تهدف إلى إقناعه بالسماح للحكومة بتجاهل كارثة العراق. عبّر (ديفيد ميليباند) عن ذلك قائلاً: "مهما كان الحق أو الأخطاء، فإنه ينبغي لنا التركيز في المستقبل".
ولكن هذه محاولة مكشوفة للعب على الحبلين؛ فالمشكلة في سياستنا الخارجية -وخاصة فيما يتعلق بالعراق– تكمن في أنه ليس في الإمكان التطلّعُ إلى المستقبل إلا بعد هضم دروس الماضي: فما زال العراق يمثل أكبر المخازي في سجل حكومة العمال، و ما زلنا غير قادرين على تجاوز النتائج الفادحة لذلك القرار الفاشل.
هناك العديد من الآراء -المحقّة غالباً- في مدى نجاح (غوردون براون) في الاضطلاع بشئون منصبه خلال الشهور الأولى من حكمه.
هذا صحيح، و لكن الاستثناء هو زيارته إلى واشنطن في نهاية شهر يوليو؛ إذ لم يكن مخططاً لها في البرنامج، كما أنها لم تكن مواتية. لكن رئيس الوزراء اضطر إلى إتمامها عقب سلسلة من التصريحات التي أطلقها وزراؤه، و التي أشارت -من طرف خفيّ- إلى أن الساكن الجديد في (داوننغ ستريت) سينأى عن الساكن القديم في البيت الأبيض.
ربما كان ذلك هو الخيار الأفضل، لكن التصريحات أدّت إلى تعجيل ما كان مخططاً له أن يكون زيارة مدروسة بعناية، و تهدف إلى الابتعاد التدريجي لتتحول إلى لقاء مستعجل في الصيف. و بدلاً من تمكنه من تحديد حدود جديدة في "العلاقة الحميمة"، و متابعة مسألة خروج القوات البريطانية من العراق، أضحى رئيس الوزراء الجديد مضطراً إلى تجديد يمين التحالف والصداقة القديمة، و عدم التشديد على استراتيجية الانسحاب .
كان الوضع سيختلفُ كثيراً لو قام (براون) بزيارته عقب تقديم الجنرال (بترييس) تقريرَهُ للكونغرس في الشهر الجاري .
لذا استمر الوضع على ما كان عليه: فما زالت لدينا قوات كبيرة في العراق، و ليس لدينا -أو إذا كان لدينا، فإن الجمهور ليس على علم- استراتيجية واضحة المعالم للانسحاب من العراق.
و لأنه طال استمرار الوضع على هذا الحال، فإن علينا التعايش مع حالة تتميز بجيش مثقل بالمهام في أفغانستان، و سقوط الصيت في معظم أرجاء العالم الثالث. كما أصبحنا أيضاً هدفاً للإرهابيين، و سمعتنا شائنة باعتبارنا بيادق بيد الأمريكيين.
قد يكون بوسعنا ارتداء ثوب الفضيلة و التشدق -كما يفعل رئيس الوزراء- بمواقفنا في الأزمات الإنسانية مثل بورما و زيمبابوي و دارفور. و لكن الشيء المؤكد هو أن كل هذا التنظير لا يُغني ضحايا تلك الاعتداءات فتيلاً . لقد تمرّغت كل احتجاجاتنا المستندة إلى سياسة خارجية أخلاقية في تراب العراق .
أصبحنا في نظر العالم بغير إرادة مستقلة، أو حتى إرادة تؤمن بالمُثل و المبادئ، بل أصبحت النظرة إلينا -الصحيحة إلى حد ما- أنّنا الناعقون من صدى الماضي بآخر الصيحات البائسة للإمبريالية الغربية.
هناك خيار آخر لسياستنا الخارجية: ما نحتاجه ليس "موجة ثانية " بل بداية جديدة تُلزم الدولة بالتعددية، وتُعيد النظر في تدخل حلف الناتو في أفغانستان، و تتراجع عن المواجهة ضد إيران، و تتصف بإنصاف حقيقي في الشرق الأوسط، و تتوقف عن أسطوانتها المعادةِ المسماةِ "التدخل الإنساني". و لكن يتعذر تحقيق هذه السياسة طالما بقي الرئيس (بوش) في السلطة، وسعينا نحن بدورنا لتوثيق عُرى العلاقة الخاصة. والأهم من ذلك أنه لا يمكن تحقيق هذه السياسة حتى نعترف بأننا قد أخطأنا في حق العراق .
ليست هذه السياسة إذنْ تعذيباً للذات، بل تحرياً للعدالة. تصوّرْ ما سيكون عليه الحال إذا سافر (براون) إلى بغداد، و أعلن بكل تواضع أن نواياه كانت سليمة عندما ساند الحرب، و أنه الآن يعي أنه شخصياً و بلاده أيضاً كانت على خطأ، و أن الغزو -دون الحصول على تفويض من الأمم المتحدة- كان عملاً جائراً، و أننا سننسحب بأسرع ما يمكن إلا إذا طلب إلينا العراقيون البقاء.
لن ترضى واشنطن عن مثل هذا التصرف، و لكن الكثيرَ من الأمريكيين سيرحّبون باعترافاتنا، كما ستتحسن نظرة الكثيرين في العالم إلينا، و سيعلّقون قائلين: لأول مرة نرى زعيماً غربياً يتحمل المسئولية !!
لكن -بدلاً من هذا التصور- رأينا هذا الأسبوع في مدينة (بورنموث)؛ رئيساً للوزراء لا يكاد ينبس ببنت شفة عمّا يحدث في العراق، خلا التأكيد على علاقة بريطانيا بأمريكا، ووزيراً للخارجية يدّعي "بأننا أرسلنا رجالنا و نساءنا للدفاع عن قِيَمِنا " اللعنة ! ليس ذلك صحيحاً.
لقد غزونا العراق تقرّباً للأمريكيين، و حلم مجنون يداعبنا بتغيير خريطة الشرق الأوسط، ولضمان تدفق النفط إلى الغرب، و في محاولة لتحقيق حلم (توني بلير) الذي يظن أنّه الفاتح الجديد للعالم! لكن الشيء الوحيد الذي نجزم بأننا لم نحارب من أجله هو قِيَمِنا ؛ فقد تركناها خلف ظهورنا عندما اتخذنا قرار الغزو.

a.hamilton@independent.co.uk


Special thanks goes to Mr. Adrian Hamilton of the Independent for granting permission to publish the Arabic translation of this article

آداب عبد الهادي
07/10/2007, 02:49 PM
أخي الكريم الاستاذ معتصم المحترم
كل الشكر والتقدير لكم ولتحملكم أعباء الترجمة لهذا المقال
على البريطانيين أن يعلموا ان جريهم خلف أمريكا سيجلب نهايتهم الوخيمة ولن يصلح الحال لو اعترف الجميع انهم مخطئون
احترامي الشديد وتقديري لك