المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الباب الأول من مقالات بطرس ( السكن في المدينة الجامعية )



إبراهيم محمد إبراهيم
01/10/2007, 10:17 AM
السكن في المدينة الجامعية
صحيح أننا تعلمنا في الكلية ، وتدريجياً حصلنا على الليسانس أيضاً ، ولكن خلال نصف هذا القرن الذي أمضينـاه في الكليـة لم يُسمـح لي بالسكن في المدينـة الجامعية سوى مرة واحدة ... فمتى وكيف أنعم الله عليّ بهذه النعمة ؟!. تحتـاج [ إجابة ] هذا السؤال إلى قصة طويلة ... فعندمـا نجحت في الثانوية العامة حضر السيد ناظر المدرسة [ إلى بيتنا ] خصيصاً للتهنئة ، وأقام أقاربنا الولائم ، ووُزّعت الحلوى على أهل الحيّ ... واكتشف أهل بيتي فجأة أن الولد الذي كنا نعتبره – لقصر نظرنا – ابناً فاشلاً عديم الفائدة ، هو في الحقيقة صاحب مواهب لا حدّ لها ، يتوقف على صقلها وتنميتها خيرُ ورفاهية أجيال عديدة قادمـة ، ولهذا بدأ النظر في عدد من الاقتراحات بخصوص المرحلة القادمة .
ولأنني نجحت بالكاد (1) فإن الجامعة رأت أنه من غير المناسب أن تُقدم لي منحة تفوّق ، ولأن عائلتي – بفضل الله – لم تمُدّ يدها لأحد حتى اليوم ، فإنّ عدم حصولي على المنحة صار هو الآخر مدعاة فخر ومباهاة لنا ، وخصوصاً لأقاربنا الذين يُعدّون – باعتبار القرابة – من ضواحي العائلة ، أما الأقارب من الدرجة الأولى فقد اعتبروا هذا الأمر حفظاً لكرامتهم ووضعهم الاجتماعيّ ، وامتدحوا المُمتحنين وأثنوا على نزاهتهم وعراقة أصلهم ... على أية حال كانت هناك وفرة في الأموال لدى عائلتي ، ولذا فقد تقرّر ببساطة العمل على مواصلة تعليم هذا الطالب العبقريّ من أجل خيرنا وخير البلد والشعب ، وربما لخير بني الإنسان جميعاً .
هذا وقد تمّ أخذ رأيي في هذا الخصوص أيضاً ، ولم يحدث قبل ذلك مطلقاً أن سألني أحدٌ الرأي في أمر من الأمـور ، لكن الوضع الآن مختلفٌ تمام الاختلاف ، فلقد صدّقت جبهـة مُحايدة وأمينة – يعني الجامعة – على ذكائي الوقّاد ، فكيف إذاً يُمكـن لأحـد أن يتجاهلني الآن ؟!... لقد كنت أرى أن يتمّ إرسالي وفوراً إلى بريطانيا ، واستعنت بفقرات من خطب العديد من الزعماء لإثبات عدم جدوى التعليم في الهند ، كما استعنت بعدد من الإعلانات في الجرائد للتأكيد على أنه يمكن للطالب في بريطانيا أن يتعلم في أوقات فراغه جنباً إلى جنب مع الدراسة العديد من الحرف المفيدة والراقية بقليل من المصروفات مثل الصحافة وفن التصوير ، وكذلك التأليف والتصنيف وتركيب الأسنان وصناعة النظارات وفن التوكيلات وغيرها ، ويستطيع الإنسان أن يصبح " صاحب سبع صنائع " (2) بقليل من المال في فترة وجيزة .
لكن رأيي هذا قوبل بالرفض الفوري ، ذلك لأن تقليد إرسال الطلاب إلى بريطانيا لم يكن موجوداً في مدينتنا ، ولم يحدث حتى يومنا هذا أن سافر أحدٌ من المدن المجاورة إلى بريطانيا ، ولذا فإن أهل مدينتي لم يكونوا على علم بالأوضاع هناك تماماً ... وبعدها لم يسألني أحدٌ الرأي ثانية ... وقرّر والدي والسيد ناظر المدرسـة وصـرّافُ القريـة (3) – ثلاثتـهم – أن يتمّ إرسالي إلى " لاهور " (4) . وعندما نما إلى علمي هذا الخبر أصابني - في البداية – بعض اليأس ، ولكن عندمـا سمعت من هنا وهناك عن " لاهور " شعرت أنه لا يوجد فرق كبير بين " لاهور " و " لندن " ، وقد فصّل بعض أصدقائي الثّقات الحديث عن دور السينما في " لاهور " ، وأطلعني البعض الآخر على أهداف المسارح هناك ، وشرح لي بعضهم وبالتفصيل الكثير من الهوايات التي يمكن ممارستها في تلك المدينــة " كالمعاكسـات " ومـا إلى ذلك ، وصـوّر لي البعــض جــوّ " شاهـدره وشالامار " (5) الرومانسي ...
وهكذا عندما تعرّفت تماماً على جغرافية " لاهور " ثبت لي أنها مكان رائع ومناسب تماماً للحصول على أعلى درجات التعليـم ، وبنـاءً عليـه فقـد بدأنا في وضع برنامجاً لحياتي يُخصّص – بالتأكيد – وقتاً للدراسة والمذاكرة ، ولك ليس بشكل مبالغ فيه حتى لا يُشكّل هذا عبئاً على نفسي بغير سبب وجيه ، ومن ثمّ تستطيع الفطرة أن تؤدّي واجبها على خير وجه .
لكن نية الصّراف وناظر المدرسة لم تتوقف عند هذا الحد ، وإنما بدءا يتدخّلان في التفاصيل كذلك ، وبعد مقارنة الحياة في المدينة الجامعية مع الحياة في بيت الأسرة ، أثبتا لوالدي أن البيت هو كعبة العفة والطهارة ، وأن المدينة الجامعية هي جهنم المعصية والذنوب . ولأنهما كانا يتمتعان بزلاقة اللسان من جانب ، ومن جانب آخر فقد اعتمدا على المبالغات والتزييف ، مما جعلا أسرتي على يقين إلى حدّ كبـير من أن المدينة الجامعية ما هي إلاّ مدينة لمحترفي الإجرام ، وأن أكثر الطلاب الذين يفدون إليها من خارج " لاهور " إن لم تتم مراقبتهم جيداً فإما أنهم غالباً يتم العثور عليهم مُلقون في مصارف المياه على جوانب الطريق في حالة من السّكر والثمالة ، أو مُنتحرين في دور القمار بعد أن خسروا آلاف الروبيات ، أو على أقلّ تقدير يتزوجون عدة مرات حتى قبل أن ينجحوا في امتحان السنة الأولى .
وهكذا كان قرار أسرتي بعد تفكير عميق الموافقة على التحاقي بالكلية ، ولكن بغير سكن في المدينـة الجامعية ... نعم للكلية ، وألف " لا " للمدينة الجامعية ... الكلية مفيدة ، والمدينة مُضرّة ... الأولى مطلوبة ، والثانية لا تُطاق ...
ومنذ ذلك الوقت كرّسوا حياتهم للتفكير في وسيلة تُجنّبني مخاطر المدينة الجامعية ، ولم يكن الأمر ليصعُب عليهم بالطبع ، فـ " الحاجة أمّ الاختراع " ، ولهذا ، وبعد بحث وتنقيب دقيقين تمّ العثور على أحد أخوالي يُقيم في " لاهور " ، وتمّ تنصيبه " ولياً لأمري " ... ولكي يتولّد في قلبي احترامه فقد حاولوا بشتى الطرق إقناعي عن طريق إطـلاعي على شجرة نسب العائلة أنه خالي حقيقة ، وقيل لي أنه كان يحبني كثيراً عندما كنت طفلاً رضيعاً ...
المهم تقرّر أن أدرس في الكلية ، وأسكن في بيت خالي ، وأدّى ذلك إلى تراجع في تلك الرغبة الجامحة التي اجتاحتني تجاه طلب العلم ، وخطر ببالي أن السيد خالي لا بدّ سيحتاط معي أكثر من عائلتي نفسها بدعوى رعايته لي وولايته لأمري ، مما سيؤدي إلى حرمان قُواي الذّهنية والروحية من فرصة التطور والازدهار ، وبالتالي لن يتحقق الهدف الأساسي من التعليم . وحدث ما كنت أخشـاه بالفعل ، وبدأت أذبل يوماً بعد يوم ، وبدأت طبقة من " العفن " تتراكم على ذهني ... أحياناً كان يُسمح لي بالذهاب إلى السينما ، ولكن بشرط اصطحاب الأطفال معي .... " بالله عليك " ماذا يمكن أن يستفيد الإنسان من السينما في مثل هذه الصّحبة ... ولم تتجـاوز معلوماتي عن المسرح مسرحية " اندر سبها : مجلس الإله إندرا " (6) ، كما لم أتعلم السباحة ، لأن قول خالي المأثور هو أن " السبّاح هو الذي يغرق " (7) ، ومن لا يعرف العوم لن ينزل إلى الماء ابتداءً ... وكان اختيار الأصدقاء الذين يزورونني في البيت أمراً موكولاً إلى خالي ، كما كانت تعليماته قاسية للغايـة حتى بخصوص طول الجاكيت الذي أرتديه ، وكذلك طول شعري .. وكان عليّ أن أكتب خطابين في الأسبوع إلى أهلي ، وكنت أدخّن السجائر خُفية في الحمام ، أما الغناء والموسيقى فقد كان عليهما حظرٌ تام .
لم تُعجبني هذه الحياة العسكرية ، صحيح أنني كنت ألتقي بالأصدقاء ، وكنا نخرج للتّنزّه كذلك ، وكنا أيضاً نتمازح ونتبادل الأحاديث ، ولذلك لم تتيسّر لي تلك الحرية وذلك الانطلاق وفراغ البال الذي يجب أن تتميّز بها الحياة ... وتدريجياً بدأت أركّز وأُلاحـظ ما حولي ... متى يكون خالي في البيت عموماً ؟!. ومتى يكون خارجه ؟!. وأيّة زاوية في الحجرة لا يمكن لأحد أن يتلصّص عليها من ثقب الباب ؟!. وأي باب في البيت يمكن فتحه ليلاً ؟!. ومن من الخدم سيتعاطف معي ؟!. ومن منهم " ابن حلال " ؟!.
وعندما تعرّفت على هذه الأمور جيداً من خلال الدراسة والتجربة استطعت أن أخلق في هذه الحياة نوعاً ما من إمكانية التطوير والتغيير ، ومع ذلك فقد كنت أرى يوميّاً كيف أن الطلاب الذين يسكنون في المدينة الجامعية يعتمدون على أنفسهم ، ويسيرون في طريق الحياة ... بدأت أغبطهم على حياتهم ، وبدأت تتنامى في قلبي كل يوم أمنية إصلاح نظام حياتي . قلت لنفسي : إن عقوق الوالدين حرام في كل الأديان ، لكن يجب عليّ أن أبدي رأيي البسيط أمامهما ، وألتمس منهما أن " يسمعاه " ، وأحيطهما علماً بحقيقة الأمر ، ولا يمكن أن تمنعني قوة في العالم من القيام بهذا الواجب .
وهكذا عندما بدأت الإجازات الصيفية ، وعُدت إلى مسقط رأسي ، أعددت في ذهني عدّة خُطب جامعة مانعة ومؤثرة في نفس الوقت . لقد كان أكبر اعتراض لأهلي على السكن في المدينة الجامعية هو أن الحرية المتاحة فيها تفسد الشباب ، ولكي أزيل هذه الشبهة اخترعت آلاف القصص التي تبرز لهم النظام الصارم في المدينة الجامعية ، وضربت لهم عدة أمثلة بأسلوب مؤثر ومخيف توضح ظلم وقسوة المشرف على المدينة الجامعية ، ثم أغمضت عينيّ مُطلقاً زفرةً حارةً ، وقصصت عليهم حكاية المسكين " إشفاق " الذي كان عائداً مساء أحد الأيام إلى السكن الجامعي إذ تعثّرت قدمه في الطريق وأصابها التواء ، فوصل السّكن مُتأخراً عن موعده دقيقتين ... دقيقتين فقط ، فما كان من المشرف إلاّ أن أبرق إلى والديه ، وأبلغ البوليس لإجراء التحقيقات في الأمر ، وكانت النتيجة قطع مصروف الجيب عنه لشهر كامل !!!... شيء فظيع !!!.
لكن أهلي عندما سمعوا هذه القصة ثاروا ضدّ المشرف ، ولم تتكشّف لهم مزايا السكن الجامعي ، ولذا انتهزت الفرصة ذات يوم ، وقصصت عليهم حكاية المسكين " محمود " الذي ذهب ذات مرّة – لسوء طالعه – إلى السينما ، وكان كل خطئه أنه جلس في الدرجة التي تُكلّف روبيتين بدلاً من التي تكلف روبية واحدة ، وكانت النتيجة أنه بسبب هذا التبذير تمّ حرمانه من دخول السينما إلى الأبد .
لكـن أهلـي بالرغـم من ذلك لم يتـأثروا بشـيء ، وشعرت من سلوكهم " معي " أنه كان ينبغي عليّ أن أغير الأمر قليلاً ... درجة النصف روبية بدلاً من درجة الروبية ، وروبية واحدة بدلاً من الروبيتين !!! ... وأمضيت الإجازة الصيفية في هذه المحاولات الفاشلة ، وفي النهاية عدت إلى تقبيل أعتاب خالي العزيز مرة أخرى .
وفي العطلات الصيفية التاليـة عندما عدت إلى البيت اتبعت أسلوباً مختلفاً ، فقد نضجت أفكاري قليلاً بعد أن قضيت عامين في التعليم " الجامعي " ، إذ أصبحت الأدلّة التي قدّمتها في العام الماضي تأييداً للسكن في المدينة الجامعية تبدو لي الآن غاية في الملل ، ولذا فقد ألقيت عليهم هذه المرة محاضرة أوضحت فيها أن الذي لا يسكن في المدينة الجامعية تظل شخصيته غير مكتملة ، وأن الشخص الذي يسكن خارجها لا يستطيع التواؤم مع المجتمع ... وظللت أتابع حديثي الفلسفي هذا لعدة أيام ، وألقيت عليه الضوء الكافي من وجهة النظر النفسية ، لكني شعرت أن الأمر لن يكون مجدياً بغير أمثلة ، وعندما هممت بتقديم الأمثلة " واجهتني " صعوبة شديدة ، إذ أن الطلاب الذين كنت أعتقد – إلى حدّ الإيمان – أن شخصياتهم غاية في القوة ، لم يكونوا كذلك في الحقيقة بحيث يمكن تقديمهم كأمثلة أمام والدي ، وكل من أتيحت له الفرصة في الدراسة في الكليات الجامعيـة يعـرف تماماً أنه لا بد من عرض الأحداث بأسلوب مختلف مراعاة لـ " الرغبات الأُسريّة " (8) ، ولكن اختراع مثل هذه الأساليب يعتمد على الإلهام والصدفة المحضة ، ففي الوقت الذي يفشل فيه الأبناء المتحرّرون فكرياً في إقناع والديهم بما يمتلكون من صفات مدهشة ، نجد البعض الآخر من الطلاب الفاشلين يُقنع والديه بطريقة تجعلهما يُرسلان إليه أسبوعيا " الحوالات البريدية " واحدة تلو الأخرى كما يقولون :
يُرزق الأحمق بطريقة تدع الحكيم حيراناً (9)
وبعد مُضيّ ما يقرب من شهر ونصف الشهر في محاولات مضنية لإلقاء الضوء من جانبي على الشخصية وانحصار تطورها على السكن في المدينة الجامعية سألني والدي ذات يوم : ماذا تقصد بـ " الشخصيـة " على وجه التحديد ؟!.
لقد كنت أدعو الله أن يمنحني والدي فرصة الشرح والتوضيح ، ولذا فقد قلت على الفور : أنظـر يا أبي ، هناك على سبيل المثال طالب يدرس في إحدى الكليات ، هذا الطالب له عقل ، وله جسد كذلك ، والصحة الجسدية ضرورية ، وكذلك الصحة العقلية ، ولكن هناك شيئاً آخر بالإضافـة إلى ذلك وهو الذي يُعرف به الإنسـان في الغـالب ، هذا الشيء هو الذي أسمّيه " الشخصية " ، وهو لا علاقة له بالجسم ولا بالعقل ، فمن الممكن أن يكون هناك شخص صحّته الجسمانية متدهورة ، وعقله أيضاً تافه ، لكن شخصيته مع ذلك ... كلاّ ، كلاّ ... لا يجب أن يكـون العقل تافهاً ، وإلاّ صار الإنسان مُتخلّفاً ، ولكن مع ذلك فإن كان الأمر كذلك فإنه عندئذ ... وكأن الشخصية شيء ... انتظر ... سأخبرك الآن ... بعد دقيقة واحدة ...
وبدلاً من دقيقة واحدة أمهلني والدي نصف ساعة ، ظلّ ينتظر خلالها إجابتي في صمت ، وفي النهاية ... تركت مكاني وخرجت .
وبعد عدة أيام شعرت بخطئي ... كان يجب عليّ أن أستخـدم لفظ " السـيرة " وليس " الشخصية " ، إذ أن لفظ " الشخصية " لفظ باهت ، أما لفظ " السيرة " فتقطر منه الطّيبة والاستقامة ، وهكذا اتخذت من لفظ " السيرة " لازمةً ومتكئاً لكل كلامي ، لكن هذا أيضاً لم يأت بنتيجة ، فقال والدي :
 هل تقصد بـ " السيرة " السّير والسلوك ، أم تقصد شيئاّ آخر ؟!.
فقلت : فلنقُل السّير والسلوك .
 وكأنه لا بد أن يكون السّبر والسلوك حسناً بالإضافة إلى قوة الصحة الجسمانية والعقلية ؟!.
قلت : نعم ، نعم ، هذا هو ما أقصد ....
 وهذا السّير والسلوك يتحسّن كثيراً بالسكن في المدينة الجامعية ؟!.
قلت حينئذ بصوت منخفض قليلاً : نعم .
 يعني أن الطلاب الذين يسكنون في المدينة الجامعية يكونون أكثر التزاماً بالصوم والصلاة ، وأكثر خدمة للوطن ، وأكثر صدقاً في الحديث ، وأكثر جديّة واستقامة ؟!.
قلت : نعم ... فقال والدي :
 لكن لماذا ؟!.
لقد أجـاب عميد الكلية ذات مرة على مثل هذا السؤال بالتفصيل في حفل تقسيم الجوائز ، ليتني سمعت ما قاله بإنصات واهتمام ... وبقيت لعام آخر في بيت خالي أُغنّي للإجازات الصيفية :
طالما كانت هناك حياة ... فستمضي أيام الخريف كذلك .
وفي كل عام يكون مصير التماسي من أبي هو نفس المصير ، لكني لم أفقد الأمل ... أواجه الفشل في كل عـام ، فأصـير في إجازات صيف العام الذي يليه أكثر إصراراً على مواصلة رسالتي ... وفي كل مرة أُقدّم أدلّة جديدة ، وأضرب أمثلة مختلفة . ولمّا لم يُجد موضوع " السّيرة " و " الشخصية " هذا نفعاً ، ركّزت في العام التالي على إلقاء الضوء على الانضباط والالتزام في حياة المدينة الجامعية ، وفي العام الذي يليه قدّمت دليلاً آخر وهو أن السكن في المدينة الجامعية يتيح الفرصة للطلاب في الاختلاط بالأساتذة ، مثل هذه اللقاءات " خارج الكلية " تخلق في الإنسان الصلاح والتقوى ، وفي العام الذي يليه اتّخذت منحىً آخر ، فقلت أن الطقس داخل المدينة الجامعية غاية في الجمال ، والاهتمام كبير جداً بالنظافة فيها ، بل إن هناك موظفين مخصّصين فقط للتخلّص من الذباب والبعوض !! . وفي العام الذي يليه أبديت وجهة نظري قائلاً أن كبار المسئولين عندما يأتون لتفقُّد الكلية ، يُصافحون طلاب المدينة الجامعية فرداً فرداً ، وبهذا يصبح لهؤلاء الطلاب نفوذٌ وتأثيرٌ كبيرين ...
لكن بمرور الوقت بدأ حديثي يزداد حماساً ، ويفقد المنطق ... في البداية كان والدي يناقشني في قضية السكن في المدينة الجامعية ... وبعد فترة بدأ يُظهر رفضه باللفظ فقط ، ثم بعد فترة أخرى بدأ يُسوّفني ضاحكاً ، إلى أن وصل الأمر إلى أن أصبح يطردني من أمامه وهو يقهقه ساخراً بمجرد سماعه لفظ " المدينة الجامعية " .
وقد تظن – بسبب سلوكه هذا معي – أن عطفه عليّ قد قلّ شيئاً ما ، ولكن الأمر ليس كذلك ، إذ الحقيقة أنه بسبب بعض الظروف غير المواتية انحسر نفوذي في البيت إلى حد ما ... فقد تصادف أنني عندما تقدمت لامتحان الليسانس للمرة الأولى رسبت ، وحدث نفس الشيء في العام التالي ، وعندما تكرر نفس الشيء عدة مرات في السنوات التالية بدأ أهلي يفقدون الاهتمام بآمالي وطموحاتي ... صحيح أنه بسبب رسوبي مرة بعد الأخرى في امتحان الليسانس اكتسب حديثي بعض الحرقة ، لكن لم يبق فيه ذلك الوقار السابق ، ولم يعُد لرأيي نفس الاحترام الذي كان يُقابل به في الماضي .
أودّ أن أتحدث عن فترة تعليمي في ذلك الوقت بشيء من التفصيل ، فذلك يجعلك تتعرف جيداً على تفاصيل حياتي ، ومن ناحية أخرى ستظهر لك بعض المفارقات التي تحدث في الجامعة ... من السهل أن تفهم لماذا رسبتُ في امتحان الليسانس للمرة الأولى ، فالحكاية هي أنني في مرحلة الثانوية العامة كنت استذكر دروسي بإخلاص شديد ، لذا نجحت في امتحانها بالكاد ... المهم أنني لم أرسب ، وقد أشادت إدارة الجامعة بنجاحي هذا ، غير أنها أفادت فيما يتعلق بمادة الرياضيات أنني يجب أن أؤدي امتحانها مرة أو مرتين ( اصطُلح على تسمية مثل هذا الامتحان بامتحان الملحق (10) " الدور الثاني " ، ربما لأن الغش فيه بغير إذن من " يؤدونه " ممنوع وبشدة .
وعندما التحقت بمرحلة الليسانس فكرت أن أدرس الرياضيات كمادة اختيارية !!. وبهذه الطريقة أتجنّب استقطاع وقت خاص لامتحان الدور الثاني ، لكن الجميع أشاروا عليّ أن أبتعد عن الرياضيات ، فلما سألتهم عن السبب لم أجد إجابة معقولة ، إلاّ أنه عندما أشار عليّ السيد عميد الكلية بنفس الشيء قبلت ، وقررت أن أدرس الإنجليزية والفارسية والتاريخ (11) ، وفي نفس الوقت أواصل استعدادي للرياضيات ، وهذا يعني أنني كنت أدرس أربع مواد بدلاً من ثلاث ، وبالتالي فإن الوضع الناتج عن هذا يستطيع فهمه أصحاب الخبرة في أداء الامتحانات الجامعية ، فقد ضعفت وتوزعت قوة تحصيلي للدروس ، وأصابت أفكاري حالة من عدم الترابط ، فلو أني كنت أدرس ثلاث مواد بدلاً من أربع ، لقسّمت الوقت الذي أقضيه في استذكار دروس المادة الرابعـة على المـواد الثلاث ... صدقني ، كان سيحدث فرق كبير ... ولو فرضنا أنني لم أقسّم الوقت على المواد الثلاث ، وأوقفته كلّه على مادة واحدة منها ، على الأقل كنت سأنجح – تأكيداً – في هذه المادة ، لكن ما حدث كان لا بد أن يحدث في ضوء الوضع الحالي ، بمعنى أنني لم أستطع الاهتمام بأية مادة من المواد كما يجب ... صحيح أنني نجحت في امتحان الدور الثاني ، لكني رسبت في امتحان اللغة الإنجليزية في الليسانس ، وكان هذا متوقعاً ، لأن الإنجليزية ليسـت لغتي الأم ، وإضافة إلى هذا فقد رسبت في الفارسية وكذلك التاريخ ... والآن ، تخيّل أنت ، لو أنني وفرت الوقت الذي قضيته في امتحان الملحق ولم أضيّعـه فيه ، وبدلاً من ذلك كنت ... على أية حال لقد أخبرتك بهذا الأمر من قبل .
إن رسوب أي شخص ينتمي إلى أسرة محبّة للعلم في مادة اللغة الفارسية أمر يبعث على الدهشة (12) ، وإن أردت الحق فقد ندمت أنا نفسي كثيراً على هذا الأمر ... على أية حال فقد زال الندم في العام التالي ، ونجحت في اللغة الفارسية ، وفي العام الذي يليه نجحت في التاريخ ، وفي العام التالي نجحت في اللغة الإنجليزية .
والآن أصبح من حقي أن أحصل على شهادة الليسانس طبقاً لنظام وشروط الجامعة ، لكن ماذا أفعـل لحركات الجامعة الصّبيانية هذه والتي تشترط النجاح في المواد الثلاث دفعة واحدة ، إذ أن طبائع بعض الناس لا تمكّنهم من الاستيعاب الصحيح ما لم يكن هناك تواصل في المذاكرة (13) فما الداعي إذن لأن نُربك أذهانهم رغم أنفهم !!. لقد ركّزت اهتمامي كله على مادة واحدة طيلة العام كله ، ونجحت فيها بصعوبة شديدة ، وبالتالي لم أر المادتين الأخريين !!... لكن الأهم هو أنني أثبتّ أنني أستطيع أن أنجح عندما أريد ذلك !!.
في البداية كنت أرسب في مادتين بالتوالي ، لكنني قررت فيما بعد أن أوسّع من دائرة مطالعاتي بقدر الإمكان ، فإن كنت لا أستطيع أن أصيغ النّظم والقواعد الجامعية التافهة طبقاً لرغباتي ، فعلى الأقل أستطيع أن أضغط على نفسي قليلاً ، ولكن كلما تمعّنتُ في الأمر خرجت بنتيجة مفادها أنه من الصعب عليّ جداً - في الوقت الحاضر – أن أنجح في المواد الثلاث دفعة واحدة ، ولذا فإنني يجب أن أحاول النجاح أولاً في مادتين ، ومن هنا نجحت في العام الأول في مادتي اللغة الإنجليزية واللغة الفارسية ، وفي العام التالي نجحت في الفارسية والتاريخ ، والجدول التالي يوضح المواد التي كنت أرسب فيها :
العام الأول : رسوب في اللغة الإنجليزية والتاريخ واللغة الفارسية .
العام الثاني : رسوب في اللغة الإنجليزية والتاريخ (14) .
العام الثالث : رسوب في اللغة الإنجليزية واللغة الفارسية (15) .
العام الرابع : رسوب في التاريخ واللغة الفارسية (16) .
وكأن الطرق المختلفة التي كنت أرسب بها في مادتين بالتوالي قد استنفذتها جميعاً ، وبعد ذلك أصبح من الصعب أن أرسب في مادتين ، وجاء دور الرسوب في مادة مادة بالتوالي ، وبالتالي بدأت أرسب طبقاً للجدول التالي :
العام الخامس : رسوب في التاريخ (17) .
العام السادس : رسوب في اللغة الإنجليزية (18) .
وبعد رسوبي هذا العدد الكبير من المرات ، وضعت النتائج التي حققتها أمامي ، وتمعّنت فيها ، فبدا لي أن ليل الأحزان قد أوشك على الانتهاء ، ورأيت أنه قد بقيت طريقة واحدة فقط أرسب بها ، وهي أن أرسب في اللغة الفارسية ، لكن لا مفرّ من النجاح بعد ذلك . ومع أن هذا الأمر سيكون خطيراً للغاية ، لكن هناك مصلحة تقتضي ذلك ، وهي أنه ستصبح لديّ مناعة " ضد الرسوب " ، وكأن هذا هو ما كان ينقصني ... أن أرسب في اللغة الفارسية هذا العام ، وفي العام التالي أنجح تماماً !!...
وهكذا بدأت أنتظر رسوبي بفارغ الصبر بعد أن أديت الامتحان للمرة السابعة ... لم يكن هذا الانتظار في الحقيقة انتظاراً للرسوب ، بل كان انتظاراً للنجاح التام الذي سأحققه في العام التالي بعد رسوبي هذه المرة .
لقد كنت عند عودتي إلى البيت كل عام بعد أداء الامتحان أُعدُّ والديّ نفسياً لسماع النتيجة ، وذلك بأن أخبرهمـا فور وصولي البيت بأنني لا أستطيع أن أنجح – على الأقل – هذا العام ، وكان والداي غالباً لا يصدقان ما أقول ، وكنت في مثل هذه الحالة أشعر بارتباك شديد ، فأنا أعرف جيداً ماذا كتبت في أوراق الإجابة ، وأعرف جيداً أنني لا يمكن أن أنجح إلاّ إذا صحّح المُمتحن ورقتي وهو في حالة سُكر !!. كنت أتمنى أن يتأكد المحبون لي من هذا الأمر حتى لا يفاجئون بالصدمة عندئذ ، لكنهم كانوا يعتبرون كلامي هذا مجرد تواضع ، إلاّ أن والدي في السنوات الأخيرة أصبح يصـدّق – وفوراً – ما أقول ، إذ ثبت له بالتجربة أن ظنّي لا يكذب أبداً ، لكن الباقين كانـوا يخنقونني بقولهم : لا يمكن أن ترسب يا أستاذ ... لا ... لا ... ماذا تقول ... ما هذا الكلام يا أستاذ ؟!!.
على أية حال بمجرد وصولي إلى البيت هذه المرة أخبرتهم – كعادتي – بتنبؤاتي في الرسوب ، وكان قلبي مطمئناً ، إذ أن هذه هي المرة الأخيرة التي سأرسب فيها ، ولن تكون هناك حاجة في العام القادم لمثل هذه التنبؤات ... ثم وجدت أنه يجب عليّ فوراً أن أفتح موضوع السكن في المدينة الجامعية ، فلقد بقي لي في الكلية عام واحد ، وإن لم أحظ بالسكن في المدينة الجامعية هذه المرة فسأبقى محروماً من حريتها إلى الأبد ... سأكون قد خرجت من بيتي إلى زنزانة خالي ، وعندما أخرج من زنزانة خالي ربما يتحتّم عليّ عندئذ أن أبني لنفسي زنزانة !!... لقد بقي عام واحد من الحرية ... عام واحد فقط ، وهو الفرصة الأخيرة .
وقبل أن أتقدم بالتماسي إلى والدي للمرة الأخيرة ، كنت قد رتّبت كل الحيل الضرورية لتنفيذه ، فلقد أبديت رغبتي هذه بحرية كاملة أمام الأساتذة الذين أفخر بأنني الآن من معاصريهم في مرحلة التعليم ، وجعلتهم يكتبون خطابات عديدة إلى والدي بأنـه لا بد أن يرسل ابنه للسكن في المدينة الجامعية العام القادم ، كما جعلت بعضاً من أولياء أمور الطلاب المتفوقين يرسلون إلى أبي خطابات بنفس المعنى ، بل إنني نفسي قد أثبتُّ بالإحصائيات والأرقام أن كل الطلاب الذين ينجحون في الجامعة يسكن أغلبهم في المدينة الجامعية ، أما الجوائز وشهادات التقدير والمكافآت التي تقدمها الجامعة ، فلم يحدث أبداً أن نالها أحد من خارج المدينة الجامعية ... واندهشت في نفسي ... لماذا لم أفكر في مثل هذه الأدلة من قبل ، فقد أثبتت فاعليتها بجدارة ، وتحوّل رفض أبي إلى لهجة هادئة ، ثم إلى وعد بالتفكير في الأمر ، ومع ذلك لم يزُل الشك من قلبه نهائياً ، فقال : لا أفهم ، لماذا لا يستطيـع الطالب الذي يحب دراستـه أن يذاكـر في البيت بدلاً من المدينة الجامعية ؟!!!.
وأجبته قائلاً بأن الجو في المدينة الجامعية جوٌّ علمي ٌّ ، ولا يمكن أن يتوفر مثل هذا الجوّ في أي بيت ، اللهم إلاّ في بيت " أرسطو " و" أفلاطون " ، فكل طالب تراه في المدينة الجامعية يبدو وكأنه يغوص في بحور العلم ، وبالرغم من أن كل مبنى من مباني المدينـة الجامعية يضم ما بين مائتين إلى ثلاثمائة طالب ، إلاّ أن الهدوء يسود المكان ، فيبدو وكأنه القبر ، والسبب في ذلك هو أن كل واحد منهم يكون مستغرقاً في عمله ، وفي المساء عندما يجتمعون في فناء المبنى تشغلهم المناقشات العلمية ، وفي الصباح الباكر ترى الطلاب جميعاً يتجوّلون في حديقة المدينة ، وفي يد كل منهم كتاباً يحملـه ، وسـواء في حجرة الطعام ، أو في الاستراحة ، أو في دورات المياه أو الردهات ... في كل مكان يتحدث الطلاب في الفلسفة ، والرياضيات والتاريخ ، أما المحبون للأدب الإنجليزي فهم دائماً يحاولـون ليل نهـار التحـدث فيما بينهم بالإنجليزيـة على غـرار " شيكسبير " ، وطلاب الرياضيات يتدربون على التعبير عن أفكارهم في شكل معادلات ، وطلاب الفارسية يتناقشـون فيما بينهم بالرباعيات الشعـرية ، وعشاق التاريخ ... ووافق والدي !!!!!.
وجلست أنتظر متى أرسب ، ومتى أقدم طلبي للعام القادم ... وخلال ذلك كتبت إلى كل الأصدقاء الذين تأكدت أنه ستُكتبُ لي صحبتهم العام القادم ، وزففت إليهم البشرى بأن العام القادم سيكـون عاماً خالداً في تاريخ الكلية إلى الأبد ، لأننا سنسكن في المدينة الجامعية بما لدينا من خبرة كبيرة بالحياة التعليمية سيستفيد منها الجيل الجديد وبغير مقابل !!... وتصوّرت مكانتي في المدينة الجامعية كمثل الأم الرؤوم التي يجري حولها الطلاب الذين لا خبرة لهم كالكتاكيت ... وكتبت إلى المشرف ، والذي كان زميل دراسة في وقت من الأوقات ، ببعض التسهيلات التي أتوقع منه أن يقدمها لي عند حضوري إلى المدينة ، وبعض القواعد والشروط التي سوف يستثنيني منها ، وهذا للعلم والإحاطة .
ولكن انظـر إلى حظي السيئ ... فبعد أن انتهيت من كل هذا ، ظهرت نتيجـة الامتحان ... وكنت من الناجحين !!..
دعك من الظلم الذي وقع عليّ ، فقد وقع ، وكان ما كان ، ولكن انظر إلى حماقة إدارة الجامعة التي فقدت مصدراً مستديماً من مصادر دخلها حين جعلتني أنجح !!.
هوامش
1 - في الأصل " نجحت بالدرجة الثالثة " ، وقد ترجمناها هكذا لاختلاف النظام التعليمي في باكستان عنه في مصر ، فالنجاح عندنا في الجامعات المصرية يكون بتقدير " ممتاز : 90 % فما فوق " ، و " جيد جداً : 80 % فما فوق حتى 89 % " و " جيد 65 % فما فوق حتى 79 % " و " مقبول : 50 % فما فوق حتى 64 % " ، بينما النجاح هناك يكون بالدرجة الأولى " 80 % فما فوق " و الدرجة الثانية " 60 % فما فوق حتى 79 % ، والدرجة الثالثة " 33 % فما فوق حتى 59 % " ، وما يقصده الكاتب هنا أنه نجح بمجموع " 33 % " .
2 - في الأصل " هر فن مولا " وهي تعني الماهر في كل فن ، وأقرب إلى تعبيرنا العامي " صاحب سبع صنائع " كما ترجمناها .
3 - في الأصل " تحصيلدار " وهو موظف بالحكومة يختص بحساب الأموال والضرائب على الأرض الزراعية ، وهو ما نسميه تحن في " قرى الدقهلية " الصراف .
4 - اختيار لاهور على وجه التحديد لإتمام الدراسة في المراحل الأعلى راجع إلى أن " لاهور " منذ قرون عديدة وحتى يومنا هذا تُعدّ المدينة العلمية الكبرى في شبه القارة الهندو باكستانية بما تضم من جامعات ومعاهد علمية عديدة .
5 - شاهدره ضاحية خارج لاهور تتسم بكثرة حدائقها ذات الطابع المغولي . أما شالامار فهي حدائق شهيرة بلاهور أنشئت في عهد السلطان المغولي " شاهجهان : 1627م / 1657م " .
6 - " اندر سبها " اسم مسرحية يرى بعض مؤرخي الأدب الأردي أنها أول مسرحية في الأدب الأردي ، ومؤلفها هو " واجد علي شاه سلطان " اودهـ " ، وكتبها عام 1823م .
7 - يقابل هذا ما نقوله في عاميّتنا " ما يُقع إلاّ الشاطر " .
8 - في الأصل " والدينى اغراض " وتعني رغبات الوالدين فيما يتطلعان إليه من وراء تعليم ولدهما .
9 - بيت بالفارسية نصّه : بنادان آن جنان روزى رساند :: كه دانا اندرآن حيران بماند .
10 - من بين معاني " كمبارتمنت " : . compartment التي تعني امتحان الملحق الدرجة التي يسافر فيها الإنسان ، وهو ما قصده المؤلف هنا ، ولذا وضعه بين قوسين .
11 - يحق للطالب طبقاً لنظام التعليم في باكستان أن يدرس مادة اختيارية جنباً إلى جنب مع المواد الإجبارية .
12 - يدلنا هذا الكلام على مدى ما كان للغة الفارسية من مكانة في قلوب مسلمي شبه القارة الهندية في ذلك الوقت ، وربما لا تزال هذه المكانة حتى اليوم وإن كانت بنسبة أقلّ .
13 - يقصد بالتواصل في المذاكرة هنا مطالعة علم واحد بشكل مستمر طوال العام دون الالتفات إلى باقي العلوم التي يتمّ تدريسها .
14 - ونجاح في اللغة الفارسية .
15 - ونجاح في التاريخ .
16 - ونجاح في اللغة الإنجليزية .
17 - ونجاح في اللغة الإنجليزية واللغة الفارسية .
18 - ونجاح في اللغة الفارسية والتاريخ .