المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهاز لكشف كذب الحكام



NAJJAR
01/10/2007, 05:12 PM
عالم كيميائى أفريقى يخترع جهازاً يكشف كذب الحكام

تمكن عالم أفريقى مغمور للغاية متخصص فى الكيمياء النووية من إختراع جهاز يمثل طفرة فى مجال تكنولوجيا النفايات الذرية. فهذا العالم الذى فقد زوجه وثلاثة من أطفاله نتيجة للتلوث الإشعاعى منذ عشر سنوات، كان قد نذر نفسه لفكرة مفادها تركيز الإشعاعات الذرية فى مواد تتميز بقدرة عالية جداً على إمتصاص تخزين الطاقة الإشعاعية. وحتى العام الماضى لم يكن إكتشافه هذا قد لاقى أى اهتمام من قبل الهيئات العلمية الأوربية نظراً لأنه لا يقضى على مشكلة وجود النفايات وإن كان يؤدى إلى تركيزها وحصرها من الناحية الكمية. وفضل الأوربيون الطرق التقليدية الرخيصة والتى تعتمد على دفن النفايات الذرية فى أعماق التربة الأفريقية بتواطؤ واضح من قياداتها السياسية مقابل التغاضى عن إنتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان الأفريقى (كامتداد طبيعى للتفرقة العنصرية وسيادة الرجل الأبيض).

ويفجر العالم الأفريقى شاندو كيرابو مفاجأة تهز الأركان الدولية وتقلب الطاولة على أصحابها، حين تمكن من إختراع جهاز يمكنه من إكمال الحلقة المفقودة للإندماج على البارد، دون الحاجة إلى تقنية الماء الثقيل واليورانيوم المخصب والتى كانت تسهل عملية الرقابة الدولية على إنتشار الأسلحة النووية. وأكثر من هذا أن الإختراع الجديد يعتمد على إعادة تدوير النفايات النووية فى الحصول على المواد الإنشطارية التى أصبح من الممكن دمجها معملياً على البارد، وهى التجارب التى فشلت فرنسا فى الوصول إلى سرها المفقود لعقدين من الزمان.

ويعد شاندو بحق أينشتاين الأسود(كما تدعوه مجلة ألمانية شهيرة)، ويهاجمه متطرفون سياسيون ويصفونه بأنه وضع المسمار الأخير فى نعش الحضارة الإنسانية. وتحاول المخابرات الغربية السيطرة على الموقف بعد أن هدد شاندو بأن أى وفاة غير طبيعية له سوف يترتب عليها تلقائيا نشر أسرار إختراعه على شبكة النت، وأن جهازاً متقدماً يرصد نشاطه العصبى ويرسل نبضات مشفرة تتغير شفرتها كل نصف دقيقة، سوف يؤدى توقفه إلى نشر اسرار الإختراع فى أقل من نصف دقيقة أخرى. وهو ما يعد تعويماً للثقافة النووية قد تجعل من الإرهاب كارثة حقيقية.

والذى يهمنا فى ذلك أكثر، هو أن شاندو قد أوقع العديد من حكام العالم الثالث فى مأزق كشف الكذب. حيث إستدرجهم بمقال هاجم فيه حكام العالم الثالث إلا حاكم دولة واحدة، بأنهم متواطئون ضد مصلحة شعوبهم وضد الإنسانية ومستقبل الأجيال القادمة فيما يتعلق بفضيحة النفايات النووية. وفى اليوم التالى مباشرة لم يتردد حاكم واحد فى أن يعلن أنه يشكر شانود على تحديد المتواطئين واستثناء بلده من ذلك. وهنا يقول شاندو " كلكم تبكون، فمن الذى سرق المصحف؟ " وهو مثل عربى شهير يقصد به، أنه لا يمكن أن يكون الجميع برءاء ما دامت هناك جريمة.
وبمجرد تسرب معلومات عن إختراع شاندو الرهيب، خرجت تحاليل وتقارير كثيرة جداً، أحصتها إحدى المؤسسات البحثية الدولية بأنها تزيد عن ربع مليون ورقة من القطع المتوسط (ألف كتاب تقريباً) فى أقل من أسبوع، وأن تكاليف هذه الأبحاث كانت كافية لإطعام فقراء العالم لمدة ثلاث سنوات(فى إتهام مبطن لشاندو بإهدار أموال طائلة). وكان رد شاندو العبقرى كارثة أخرى للنظام العالمى اللقيط، حيث صرح بأن بحثه هذا قد جعل من الدول المتلقية للنفايات دولاً غنية وقوية بين يوم وليلة، وأن تعويم القوة الذرية قد وضع فقراء وضعفاء العالم على مائدة التفاوض لأول مرة منذ بداية القرن التاسع عشر(قرن الثورة الصناعية والنهضة الأوربية)، وأنه سعيد جداً بأنه أطلق الشرارة لعصر يتم فيه بحق، إعادة توزيع الثروة وتذويب الفروق بين الشعوب، عصر السلام القائم على الردع.

وكان هذا الرد بداية لمسابقة عالمية بين من أنكروا بالأمس تورطهم فى فضيحة دفن النفايات الذرية فى بلدانهم لأن يعلنوا فخرهم بأنهم قد حققوا لبلادهم السبق واشتروا الذهب النووى من الغرب بثمن بَخس وانهم كانوا يوقعون ذلك وتمادى بعضهم فى وصف نفسه بأنه القائد الملهم، وفى جزيرة ليناجاو الصينية احتفل أهلها بأنهم أصبحوا بين عشية وضحاها أغنى بقعة على ظهر الأرض (فقد كانت تدفن فى أرضها يوميا أطناناً من المخلفات البريطانية بما فيها مخلفات نووية). وأعلن حاكم الجزيرة نفسه إلاها كما أعلن إنفصاله عن الصين، التى لزمت الصمت بعد تسرب إشاعات بزيارة شاندو للجزيرة ووجود صداقة بينه وبين حاكمها، مما خلق إحتمالاً بخطورة تهديدات حاكم الجزيرة بالرد النووى على من يفكر فى الإضرار بملكوته(على حد قوله). لم يلتفت أحد إلى مشكلة المصداقية التى أقلى بها حكام العالم الثالث عرض البحر. أو لعلهم أجلوا المحاكمة لحين يتناولوا لأول مرة، إفطاراً شهياً ووجبة دسمة، دون أن يتعهدوا بالتنصر أو بالعمل كمرتزقة فى الجيش الأميركى بالعراق.

وفى الصباح، خبر أذاعته وكالات الأنباء العالمية عدة مرات " ظهر شاندو فى حديث مصور بجميع تلفزات العالم ليعلن أنه يأسف للخطأ الذى حدث وأنه تعجل إعلان نتائج بحثه، وفى الواقع فإن التجربة قد فشلت عندما أجراها عملياً فى معمل سرى بإحدى الجزر المعزولة "ولكنه يشير إلى سعادته بأن العالم الثالث قد استفاد معرفة الحقيقة، وقد جاء الوقت لمحاسبة الأفاقين. ثم يتلوه خبر عاجل " الإله المزعوم لجزيرة ليناجاو يشنق نفسه ويعلقها على سور الصين العظيم ".
(سيدى القارىء، لا تنس أن هذا مقالٌ ساخر).