المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحية : تحايا ؟!



محمود النجار
10/10/2007, 06:54 PM
ما رأي الإخوة في جمع ( تحية ) على ( تحايا ) ؟!


محمود النجار

د. دنحا طوبيا كوركيس
10/10/2007, 07:47 PM
أخي محمود.

إذا كان جمع "هدية" هدايا، و "مطية" مطايا، و "نية" نوايا... إلخ، فلا أرى ضيرا في ذلك.

مودتي.

د. دنحا

منذر أبو هواش
10/10/2007, 08:53 PM
حيا تحية وتحياءً
تحية على وزن تفعلة وجمعها تحيات
تحياء على وزن تفعال وجمعها تحايا

الإخوة الأعزاء،

الفعل حيا معتل اللام، فيكون مصدره على وزن (تفعيل)، لكن تحذف ياء (التفعيل)، ويستغنى عنها بتاء التأنيث في آخر المصدر فيصير (تفعلة) نحو : حيا تحية، وسوى تسوية، وزكى تزكية , ونما تنمية. مثله في ذلك مثل الفعل مهموز اللام نحو جزأ تجزئة، وهنأ تهنئة.

لذلك تجمع (تحية) جمع مؤنّث سالما بإضافة (الألف والتاء) على المفرد فتصير (تحيات) كما جاء في الحديث الشريف.

أما (تحايا) فهي في رأيي ليست جمعا لـ (تحية)، وإنما هي جمع لـ (تحياء) على وزن (تفعال)، وأنها جمعت على (تحايا) لانتهائها بالألف والهمزة مثلما نجمع (صحراء) على صحارى. علما بأن الألف المتطرفة في الإسم العربي غير الثلاثي ترسم مقصورة في العادة إلا أنها ترسم ممدودة إذا كان قبل الألف ياء مثل: تحايا، هدايا, خطايا, نوايا, مرايا. ومع أن (تحايا) وردت في بعض المراجع التراثية، إلا أنني لم أعثر على (تحياء)، فهي اجتهاد وقياس شخصي.

ومن المعروف أن المصدر من الفعل الثلاثي بأتي على تفعال بفتح التاء، فقد قال قال التوحيدي: المصادر كلها تأتي على تَفعال بفتح التّاء، وانّما تجيئ تِفعال بكسر التاء في الأسماء.

التَكلام كثرة الكلام، والتَلقام كثرة اللقم، والتَلعاب كثرة اللعب، والتَنزال كثرة النزال، والتَنضال كثرة النضال، والتَمزاح كثرة المزح. وعلى هذا يمكن أن يكون التَحياء للكثرة وهو كثرة التحية بقول "حياه الله" و "حياك الله".

وهذه بعض الأمثلة على صيغة تفعال: تمثال : معروف، ورجل تكلام : كثير الكلام، وتلقام : كثير اللقم، ورجل تمساح : كذاب، والتمساح الدابة المعروفة، وناقة تضراب : قريبة العهد بالضراب، والتمراد : بيت صغير للحمام، وتلفاق . ثوبان يخاط أحدهما بالآخر، والتجفاف : معروف، وتبيان : من البيان، وتلقاء : قبالتك، وتهواء من الليل : قطعة، وتعشار : موضع، ورجل تنبال : قصير، وتلعاب : كثير اللعب، وتقصار : قلادة، وتنزال من المنازلة، وتنضال من المناضلة، والتيغار حب مقطوع يزيد في الخابية، وترياع : موضع، والتربان وترغام اسم شاعر، وتنفاق الهلال، والتمتان واحد التمتانين , وهي خيوط تضرب بها الفسطاط، ورجل تمزاح كثير المزاح.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:fl:

البشير الأزمي
10/11/2007, 10:43 PM
إضافة إلى ما تفضل و ساقه الأساتذة الأجلاء، نحن عند الصلاة و أثناء التشهد نقرأ ما حفظناه عن نبينا الكريم عليه الصلاة و السلام و نقول" التحيات" لله و لا نقول التحايا لله

رتاج الكعبة
10/12/2007, 01:33 PM
عفوا سمحت لنفسي بأن أبدي إعجابي بهذه المناقشات الرائعة والتي تفيد كل مطلع عليها دون شك بارك الله في الجميع

محمود النجار
11/12/2007, 03:41 PM
أخي محمود.

إذا كان جمع "هدية" هدايا، و "مطية" مطايا، و "نية" نوايا... إلخ، فلا أرى ضيرا في ذلك.

مودتي.

د. دنحا

أخي الرائع بروفوسور دنحا
لو كان ألأمر بهذه البساطة التي تتصورها ؛ لما كنت سألت عن الكلمة أصلا .
لقد قرأت مادة هذه الكلمة في لسان العرب ؛ فلم أجد لـ ( تحايا ) وجودا .. وقرأت المشاركة الأخيرة للأستاذ منذر أبو هواش ؛ فلم تشبع عطشي .. أرجو أن يكون لي عودة في هذا الباب .

محمود النجار

منذر أبو هواش
12/12/2007, 01:50 AM
أخي محمود،

أنظر في لسان العرب لابن منظور ج 14 على هذا الرابط وابحث عن "تحايا":

http://www.yasoob.com/books/htm1/m026/30/no3030.html

تجد ما يلي:

وأبيت اللعن: من تحيات الملوك في الجاهلية، كانت العرب يحيي أحدهم الملك يقول أبيت اللعن. وفي حديث ابن ذي يزن: قال له عبد المطلب لما دخل عليه أبيت اللعن، هذه من تحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم، معناه أبيت أن تأتي من الأمور ما تلعن عليه وتذم بسببه.

وانظر في معجم البلدان لياقوت الحموي على هذا الرابط وابحث عن "تحايا":

http://www.islamport.com/b/5/loqhah/%DA%E1%E6%E3%20%C7%E1%E1%DB%C9%20%E6%C7%E1%E3%DA%C 7%CC%E3/%E3%DA%CC%E3%20%C7%E1%C8%E1%CF%C7%E4/%E3%DA%CC%E3%20%C7%E1%C8%E1%CF%C7%E4%20045.html

تجد ما يلي:

ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم فبلغه ذلك فقال
تحايا اليهود بتلعانها تحايا الحمير بأبوالها
وماذا علي بأن يغضبوا وتأتي المنايا بأذلالها

وجاء في كتاب الفائق في غريب الحديث والأثر – حرف الجيم:

ويجوز أن يراد بالريحان: المشموم، لأن الشمامات تسمى تحايا، ويقال: حياه الله بطاقة نرجس، وبطاقة ريحان؛ فيكون المعنى: وإنكم مما كرم الله به الأناسي وحياهم به، أو لأنهم يشمون ويقبَّلون، فكأنهم من جملة الرياحين التي أنبتها الله.

وجاء في شرح المغنى المفيد:

وقد تعودوا في الجاهلية على تحية الملوك، وكان لكل ملك تحية تختص به، والتحية في الأصل طلب الحياة، وتطلق على العيش وطول العمر، ومنه قول الشاعر:

أبني إن أهلك فإني قد بنيت لكم بنيه
وتركتكم أبناء سادات زنادهمُ وريه
من كل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية

أي إلا الحياة وطول البقاء، فكان بعض الملوك يتخذ تحيته حياك الله، وبعضهم يتخذ تحيته أبيت اللعن، وبعضهم يتخذ تحيته عِم صباحا، فكل هذه من تحايا الملوك في الجاهلية.

وكانوا هم يتخذون هذه التحية، فيقولون السلام على الله، فأنكر ذلك عليهم رسول الله ذلك، ولهذا فإنما يقال في الصلاة التحيات لله، فتثبت التحيات كلها لله، هي مملوكة له، فلا يمكن أن يُحَيَّى بما يُحَيَّى به ملوك الدنيا.

وتحايا الملوك لا تصلح لله عز وجل فلا يمكن أن يوجه إليه شيء من ذلك، والعلة في ذلك أن الله هو السلام، فَغِناه عن عباده وغناه المطلق، يقتضي أن لا يدعو له عباده بأي شيء، فلا يمكن أن يبلغوه بضر ولا بنفع.

:fl:

مهير النقبي
10/02/2008, 01:05 AM
لله درك " منذر أبو هواش "