المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرح سيدنا سليمان مقام على قاع البحر ........



المنتصر طموس
13/10/2007, 11:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

سيدنا سليمان و البحر

من خلال ما ورد في القرءان الكريم من قصة سيدنا سليمان لقد لاحظت وجود رابط كبير ما بين سيدنا سليمان و البحر, و إن كان ما وجدته صحيح فهو توفيق من المولى عز وجل و إن كان غير ذلك فمن نفسي و لا حول و لا قوة إلا بالله.

يعلم علماء اللغة العربية دقتها في التعبير لدرجة أن للحرف معنى و للكلمة معنى, و تشترك المعاني سويا في الجمل لإيصال فكرة ما. الأفكار هي تجسيم للمعاني و الحقائق و تنتفي صفة الكمال عن كلام المخلوقات جميعها, أما كلام المولى عز و جل فهو الكلام الكامل الصحيح الذي يعلو و لا يعلى عليه. آيات القرءان الكريم كلها صحيحة و تتكامل المفاهيم لدينا نحن البشر من خلال الربط بين مفاهيم الآيات , و بالتدبر في آيات القرءان الكريم نستطيع الوصول إلى حقائق منطقية .

قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيَ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىَ فِي النّارِ خَيْرٌ أَم مّن يَأْتِيَ آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[40] إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ لَمّا جَآءَهُمْ وَإِنّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ[41] لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[42] مّا يُقَالُ لَكَ إِلاّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ[43] وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ[44] وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رّبّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنّهُمْ لَفِي شَكّ مّنْهُ مُرِيبٍ[45] ) [سورة: فصلت - الأية: 45]

رحمة بالعالمين أُنزل القرءان الكريم بلسان العرب, فلقد تميزت اللغة العربية عن اللغات الأخرى بالفصاحة و البيان , و لقد فصلت آيات القرءان ببلاغه و فصاحة يعجز الإنس و الجن أن يأتوا بمثلها. و من مزايا القرءان أننا نجد في الآيات بلاغة و بيان و تفصيل دقيق بأسلوب معجز, و نرى ذلك في القصص و آيات الإعجاز العلمي.

تأتي المعلومة في تلخيص بليغ ممتع و نرى ورود تلك المعلومة في أماكن عدة من القرءان تكمل بعضها بعض. و لقد أنعم المولى عز و جل علينا بأن حفظ لنا القرءان الكريم كما أُنزل. و من واجبنا البحث و التدقيق لمعرفة و فهم مدلول ما ورد في القرءان من تلك القصص و صور الأعجاز العلمي, و مع التدقيق نستطيع تصحيح ما أختلف عند الغير من روايات و قصص الأولين. مع ملاحظة أن التدقيق في الآيات يقودنا للوصول لإثباتات مادية يمكن التحقق منها عمليا و في ذلك رد " بأن القصص في القرءان ليست أساطير الأولين" كما يدعي كل من لا يعرف الإسلام.

قال تعالى: (وَقَالُوَاْ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىَ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [5] قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً [6] ) [سورة: الفرقان]

و قال تعالى: (لَقَدْ وُعِدْنَا هَـَذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـَذَآ إِلاّ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ [68] قُلْ سِيرُواْ فِي الأرْضِ فَاْنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ [69] ) [سورة: النمل]


لا يهتم البعض بتفاصيل القصص الواردة في القرءان باعتبار أن الفائدة تكمن في العبرة و الدرس من تلك القصص . هذا صحيح و خصوصا عند محاولة إدراك تفاصيل ليست جوهرية. و ما هو ملاحظ أن في القصص الواردة في القرءان أن كل التفاصيل التي وردت هي تفاصيل جوهرية. لا يوجد حرف زائد أو ناقص أو ليس في مكانة. يمكن بالتدبر و بالاسترشاد بآيات القرءان الكريم الخلوص إلى مفاهيم تقودنا إلى أدلة مادية يمكن التحقق منها عمليا , و أرجح أن لو وجدنا الدليل المادي التي تشير إلية الآيات فيكون في ذلك تثبت للمسلمين بأن ما لديهم هو الحق, و دعوة إلى الغير مما يدعون أن ديننا لا يرتكز على أسس علمية و منطقية بأن نجعلهم يتحسسون الدليل المادي على أن القرءان هو من عند الله علام الغيوب . و أن القرءان كتاب حق و حقائق.

"خلاصة ما وصلت إليه هو أن صرح سيدنا سليمان كان صرح ضخم و عالي و قد شيد من قوارير الزجاج وسط البحر. و أنه بلغ في ضخامته و علوه أن كانت قاعدته و أرضيته مستقرة على قاع البحر و قمته و مدخله مرتفع أعلى من سطح البحر " و فيما يلي أسرد الأسباب التي قادتني لهذه الفرضية.

أبدأ بعرض بعض الآيات التي ورد فيها ذكر سيدنا سليمان و بعد ذلك أبين كيف وصلت لما خلصت إليه :

قال تعالى: (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاّ الْفَاسِقُونَ [99] أَوَكُلّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نّبَذَهُ فَرِيقٌ مّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [100] وَلَمّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدّقٌ لّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مّنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [101] وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [102] وَلَوْ أَنّهُمْ آمَنُواْ واتّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ اللّهِ خَيْرٌ لّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [103] [سورة: البقرة]

و قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنّهُ أَوّابٌ [30] إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيّ الصّافِنَاتُ الْجِيَادُ [31] فَقَالَ إِنّيَ أَحْبَبْتُ حُبّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبّي حَتّىَ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ [32] رُدّوهَا عَلَيّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسّوقِ وَالأعْنَاقِ [33] وَلَقَدْ فَتَنّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىَ كُرْسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنَابَ [34] قَالَ رَبّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاّ يَنبَغِي لأحَدٍ مّن بَعْدِيَ إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ [35] فَسَخّرْنَا لَهُ الرّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ [36] وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاصٍ [37] وَآخَرِينَ مُقَرّنِينَ فِي الأصْفَادِ [38] هَـَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [39] وَإِنّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىَ وَحُسْنَ مَآبٍ [40] ) [سورة: ص]

و قال تعالى: (و َدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [78] فَفَهّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبّحْنَ وَالطّيْرَ وَكُنّا فَاعِلِينَ [79] وَعَلّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ [80] وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنّا بِكُلّ شَيْءٍ عَالِمِينَ [81] وَمِنَ الشّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنّا لَهُمْ حَافِظِينَ [82] ) [سورة: الأنبياء]

و قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ غُدُوّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السّعِيرِ [12] يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رّاسِيَاتٍ اعْمَلُوَاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشّكُورُ [13] فَلَمّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلّهُمْ عَلَىَ مَوْتِهِ إِلاّ دَابّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الْجِنّ أَن لّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ [14] لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبّ غَفُورٌ [15] فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدّلْنَاهُمْ بِجَنّاتِهِمْ جَنّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ [16] ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِيَ إِلاّ الْكَفُورَ [17] وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدّرْنَا فِيهَا السّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيّاماً آمِنِينَ [18] فَقَالُواْ رَبّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوَاْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزّقْنَاهُمْ كُلّ مُمَزّقٍ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ [19] ) [سورة: سبأ]

و قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي فَضّلَنَا عَلَىَ كَثِيرٍ مّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [15] وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَأَيّهَا النّاسُ عُلّمْنَا مَنطِقَ الطّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلّ شَيْءٍ إِنّ هَـَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ [16] وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنّ وَالإِنْس وَالطّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [17] حَتّىَ إِذَآ أَتَوْا عَلَىَ وَادِي النّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيّهَا النّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ [18] فَتَبَسّمَ ضَاحِكاً مّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبّ أَوْزِعْنِيَ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الّتِيَ أَنْعَمْتَ عَلَيّ وَعَلَىَ وَالِدَيّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصّالِحِينَ [19] وَتَفَقّدَ الطّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ [20] لاُعَذّبَنّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأذْبَحَنّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنّي بِسُلْطَانٍ مّبِينٍ [21] فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ [22] إِنّي وَجَدتّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [23] وَجَدتّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشّمْسِ مِن دُونِ اللّهِ وَزَيّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدّهُمْ عَنِ السّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ [24] أَلاّ يَسْجُدُواْ للّهِ الّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [25] اللّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ رَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [26] قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [27] اذْهَب بّكِتَابِي هَـَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمّ تَوَلّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ [28] قَالَتْ يَأَيّهَا الْمَلاُ إِنّيَ أُلْقِيَ إِلَيّ كِتَابٌ كَرِيمٌ [29] إِنّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنّهُ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَـَنِ الرّحِيمِ [30] أَلاّ تَعْلُواْ عَلَيّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [31] قَالَتْ يَأَيّهَا الْمَلاُ أَفْتُونِي فِيَ أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتّىَ تَشْهَدُونِ [32] قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ [33] قَالَتْ إِنّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوَاْ أَعِزّةَ أَهْلِهَآ أَذِلّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [34] وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [35] فَلَمّا جَآءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ آتَانِي اللّهُ خَيْرٌ مّمّآ آتَاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيّتِكُمْ تَفْرَحُونَ [36] ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنّهُم بِجُنُودٍ لاّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنّهُم مّنْهَآ أَذِلّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ [37] قَالَ يَأَيّهَا الْمَلاُ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [38] قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ [39] قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـَذَا مِن فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِيَ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ رَبّي غَنِيّ كَرِيمٌ [40] قَالَ نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِيَ أَمْ تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ [41] فَلَمّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنّا مُسْلِمِينَ [42] وَصَدّهَا مَا كَانَت تّعْبُدُ مِن دُونِ اللّهِ إِنّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ [43] قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصّرْحَ فَلَمّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنّهُ صَرْحٌ مّمَرّدٌ مّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ [44] ) [سورة: النمل]

نفهم من الآيات أن الله أنعم على سيدنا داود و سيدنا سليمان بنعم عديدة و أنهم فضلوا على كثير من المؤمنين و علموا الحكمة و منطق الطير و أن سيدنا سليمان ورث سيدنا داود ..... و كان لسليمان موقف مع الصافنات الجياد بأن شغلته لوقت ما عن ذكر الله ......., و عندما أستدرك سيدنا سليمان الأمر أسرع فدعا الله أن يغفر له و أن يهبه ملك لا ينبغي لأحد من بعده. يتكرر هذا الموقف مع كثير من الصالحين بأنهم عندما ينتبهون لتقصير أتى منهم في حق المولى عز و جل فإنهم يتوجهون للمولى عز و جل بالدعاء طلبا للعفو و المغفرة و لا يكتفون بذلك بل يجتهدوا في العبادة و العمل الصالح رغبة في إرضاء المولى عز و جل.

وهذا ما حدث مع سيدنا سليمان فأراد إرضاء الله بأن يهبه ملك يعينه على التعبد و العمل الصالح , و لكن بالرغم من أن الملك يمنحه فرصة عظيمة لإرضاء الله بالعمل الصالح إلا أن في أمور الملك الكثير مما يكفي ليشغله عن العبادة . لذلك فمن المنطق أن يخصص وقت تفرغ للعبادة ينعزل فيه عن الناس و كل ما يلهي حتى لا يتكرر معه ما حدث مع الصافنات الجياد, و عادة يختار الصالحون مكان يصلح للاعتكاف و التعبد , و في الماضي كان بعض الصالحين يعتكفون في معابد أو كهوف تكون في أعلى الجبال بعيدة عن البشر.

لقد كان لسيدنا سليمان ملك عظيم و يستطيع أن يختار المكان الذي يناسبه للتعبد و أن يشيد أروع المعابد و القصور أينما أراد و بالعدد الذي يحتاج حتى يكون موزع على أتساع مملكته. و أرجح أن أنسب مكان يستطيع سيدنا سليمان أن ينعزل فيه عن البشر هو البعد عن البر بالكامل و أن يشيد له قصر في البحر حيث لا يوجد من أمور الملك ما يشغله , كذلك لكي لا تنشغل مملكته في أمور بناء قصره أو الإعجاب بروعته و جماله عن أمور دينها و دنياها. و يرجح صحة تلك الفرضية أن من قام ببناء قصره هم الشياطين و الجن و نرى الآيات تخبرنا بأنه حشر له جنود من الإنس و الجن, أما في أمور بناء قصره و تزينه و.... فلم يكن ذلك من عمل الإنس بل اختصت به الشياطين و الجن. و للبناء ضروريات كانت لابد و أن تشغل و تعيق حياة البشر و ربما سببت في بعض الأذى إن كان ذلك البناء قريب منهم و خصوصا أن من يقوم بالبناء هم من الجن و الشياطين.

نعلم أن البناء في البحر يحتاج لعمال مهرة في البناء و الغوص, و أن تكون مواد البناء المستخدمة هي الزجاج و عنصر إنشائي قوي مطيع مثل النحاس. و نرى الآيات تشير لشيء هام أن الشياطين قد سُخروا لخدمة سليمان و ذكرت الآيات أن كل بناء و غواص و اقتران البناء مع الغوص لوصف عمل الشياطين فيه دلالة أنهم كانوا يبنون له شيء في قاع البحر. كذلك أن صرح سيدنا سليمان ممرد من قوارير ( زجاج ) و أنه أُسيل لسيدنا سليمان عين القطر (النحاس) و هذا يوضح مواد البناء التي استخدمت لبناء الصرح. أن يكون قصر مبني من الزجاج تحت الماء مقبول هندسيا, أما أن يكون الصرح العالي الضخم المبني من زجاج مقام على اليابسة فكم ترى كانت تبلغ درجة الحرارة داخله في أيام الصيف بفعل الاحتباس الحراري. و أن يكون مبني من قوارير من زجاج يسمح ذلك بالرؤية و هذه الحاجة المعمارية تكون منطقية للمباني تحت الماء أما فوق الماء فمستغربة. و أن يكون مبني مستقر في البحر فتكون أرضيته على القاع و يرتفع المبنى إلى الأعلى حتى السطح حيث أن الجزء العلوي هو المدخل وتتم عبره التهوية و هذا يبرر أن يكون الصرح ممرد (لارتفاع البنيان وظيفة ) , أما على اليابسة فالعلو في البنيان أستخدم في السابق للمراقبة أو الإنارة و كانت تبنى هذه المباني من الحجارة الضخمة و هذا لا ينطبق على صرح سيدنا سليمان.

لبعض الملوك الذين أتوا بعد سليمان ملك عظيم و إن كان ملكهم لا يماثل ملك سيدنا سليمان في الضخامة و الجنود و.... و لكن كان لهم سلطة و نفوذ على سطح الأرض و لم نعلم أو نسمع عن ملك في البحر و أرجح أن هذا ما تفرد به سيدنا سليمان عن جميع ملوك العالم بعد أن دعا المولى عز و جل أن يهبه ملك لا ينبغي لأحد من بعده. فلقد ملك سيدنا سليمان البر و البحر. كان هذا الملك فقط لسيدنا سليمان و لم يكن لأحد قبلة و لم و لن يكون بعده.

نرى في قصة سبأ أن كان من جنود سيدنا سليمان من يتمتعون بقوة و علم نافذ وكانت أعمالهم خارقة و إن قرنا تلك القدرات مع إنجازاتهم فلابد و أن تكون ضخمة و عظيمة و بأن منهم من كان يعمل محاريب و تماثيل و قدر راسيات – ملاحظة كلمة راسيات هنا تؤكد الفكرة بأن هذه القدر كانت راسية في قاع البحر – و لنتخيل ضخامة حجم وكثرة عدد هذا التماثيل و المحاريب و القدر الراسيات مع التذكر بأن العمل ظل مستمر حتى بعد موت سيدنا موسى, نتساءل أين يمكن على اليابسة أن يوجد مكان يستوعب هذا العمل و أين هو هذا العمل مقارنة بالآثار المعروفة حاليا, فهل اختفى كل هذا العمل بموت سيدنا سليمان بالرغم من ضخامته و كثرة عدده ....! ولماذا لم يحتفظ من جاء بعد سيدنا سليمان بجزء من هذه الأعمال..! أرجح أن المكان الذي يستوعب هذا العمل هو قاع البحر حول صرح سيدنا سليمان. و نعلم جيدا أن قاع الكثير من البحار مازال غامض و مجهول. و مازال يحمل من الأسرار الكثير. و قاع البحر يتسع فعلا لمثل هذه الأعمال الضخمة مع علمنا أنها كانت محاريب و تماثيل بصيغة الجمع لتبيان كثر عددها.

سخر المولى عز و جل الريح تأتمر بأمر سيدنا سليمان و تحمله أينما شاء, و في قولة تعالى (وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنّا بِكُلّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [سورة الأنبياء : الآية -81] نرى دلالة أن الريح كانت تحمل سيدنا سليمان إلى الأرض المباركة نفهم من ذلك أن صرح سيدنا سليمان لم يكن في الأرض المباركة (القدس الحبيبة و ما حولها) و أن الريح كانت تساعده في التنقل ما بين صرحه و القدس الحبيبة و ما حولها.

و كلمة "تجري" جاءت في القرءان الكريم في مواضع عدة ترتبط بجريان المياه أو الأنهار أو الفلك التي تجري في البحر أما الريح فنعلم أنها يمكن أن تهب أو تعصف أو... و لكن الريح لا تجري. و هذا يعني أن بعض تنقلات سيدنا سليمان مابين صرحه و الأرض المباركة كان عن طريق سفينة شراعية, يركبها و يأمر الريح العاصفة بأن تدفع سفينته لتجري و بسرعة كبيرة إلى الوجهة التي يريدها. و سمعنا عن وجود روايات قديمة تفيد بأن البحر الأحمر كان موصولا بالبحر الميت بممر مائي و بذلك يستطيع عبر تلك الوصلة العبور للأرض المباركة.

الاعتقاد السائد أنه كان يركب ما يشبه المنصة الطائرة و كان يأمر الريح لنقله حيث أراد... و لكننا نعلم أن بعض تنقلاته كانت برا و نستدل على ذلك عند مروره بوادي النمل و....... , و نرى المنطق هنا مرة أخرى يقودنا لشيء هام و هو أنه كان له وسيلتين للتنقل الأولى بحرية يستخدمها في حال وجود مسالك مائية متاحة له للوصول للمكان الذي يريد , و الوسيلة الثانية و هي البرية و التي كان يستخدمها لعبور اليابسة في الأماكن التي لا يوجد خلالها مسالك مائية.

كان جيش سليمان قوي و منظم بالرغم من ضخامته فلقد كانت حركة جيوشه محكومة بشكل جيد و بالرغم من أن كان لبعض جنود سليمان قدرات هائلة مثل إحضار عرش بلقيس ... إلا أن تلك القدرات كانت تستخدم فقط عند الحاجة. و إلا لما أحتاج سليمان و جيشه لأن يتنقلوا برا أو بحريا أو حتى كما يعتقد جويا و لكان أسرع و أضمن.... أن يعتمد على قدرات بعض أعوانه في تحركاته ..... صعب تخيل ذلك.

في قصة مملكة سبأ نرى دلالات تفيد نفس المعنى أن صرح سيدنا سليمان كان في البحر و نبدأ بالهدهد الذي جاء بخبر المملكة التي كانت تعبد الشمس.

أخبرتنا الآيات أنه عندما تفقد سيدنا سليمان الطير لم يجد الهدهد و أن سليمان توعد الهدهد بالعقاب بسبب تغيبه. نعلم أن من الأمور الأساسية عند الجنود إتباع النظام, و ينطبق هذا على جنود سليمان و على الهدهد فهو من جنوده. و عادة يقوم القائد بتفقد جنوده و يعاقب من يقصر أو يتغيب بدون عذر, و كان الهدهد يدرك ذلك فعندما حضر عند سليمان بعد تغيبه وقف في مكان ليس قريب و لا بعيد و بدأ يبرر تغيبه خوفا من العقاب. و من المنطق أن لو كان صرح سيدنا سليمان بعيد عن مملكة سبأ مسافة كبيرة , فعلى الهدهد أن يطير مسافرا هذه المسافة و لأدرك منذ البداية أنه كان سوف يتأخر و أي جندي منظم لن يقدم على ذلك بدون إذن مسبق أو أن يخبر من يقوم بدورة أو يعتذر عنه بما هو مقنع , و هذا لم يحدث, فهل كان الهدهد عديم المسئولية إلى هذه الدرجة بأن يسافر بدون إذن....! الأرجح أن الذي حدث هو أن الهدهد يتمتع بنظر حاد (يستطيع علماء الحيوان التأكد من ذلك) و انه كان يطير ضمن جنود سليمان (كانت مملكة سبأ لا تبعد كثير عنهم و يمكن القول أنها في مجال نظر الهدهد) , و أن عرش مملكة سبأ لفت نظر الهدهد فطار إليه يستبينه و هناك بقي بعض الوقت حيث أحاط و أدرك عبادة القوم للشمس و هذا سبب تأخره عن الجنود .

و لتأكيد فكرة أن صرح سليمان كان أقرب لمملكة سبأ أن الهدهد أستطاع حمل رسالة لمملكة سبأ و لو كانت المسافة كبيرة لكان عليه مشقة و لأختار سليمان من الجنود من يرافق الهدهد لحمل الرسالة. كذلك لو و ضعنا أنفسنا مكان أهل سبأ و جاءتنا رسالة من هدهد ( أكيد رماها عليهم و أنصرف ) فكيف لهم أن يعرفوا مكان صاحب الرسالة هذا يؤكد أن سليمان و جنوده كانوا بالقرب من مملكة سبأ. و هذا ما أخاف ملكتهم حيث قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها (نلاحظ اللفظ "دخلوا") , ذلك أن لو كان هناك مسافة كبيرة ربما خطر في بالها أمور عده: مثل أن من هو سليمان و ما مقدار قوته و هل يعقل أن تستسلم مباشرة لمجرد تسلمها لرسالة مع أن ملكها كان عظيم و أن من حولها كانوا أولوا قوة و بأس شديد . ثم لماذا لم تفكر في التحصين و الاستعداد أو ربما الاستعانة بالأحلاف و لكن على ما يبدوا أنها رأت أن سليمان و جنوده (الكثير عددهم) كانوا قريبين كفاية و لم يبقى لهم إن أرادوا أن يدخلوا مملكتهم إلا الدخول فحاولت إرضاء سليمان بالهدية و لما رفض رأت أن تذهب هي إليه أسلم لمملكتها من أن يدخل هو و جنوده عليهم.
و أن تذهب هي لمقابلة سيدنا سليمان يؤكد أنه و جنوده كانوا قريبين كفاية من مملكة سبأ , فلن تعاني من مشقة سفر.

ذكرت الآيات أن سيدنا سليمان حمد الله عندما رأى عرش مملكة سبأ مستقر عنده, و في اللغة العربية كلمة "مستقر" تقترن في بعض المواضع بحالة الاستقرار في وسط مائي. و عندما حضرت ملكة سبأ بالقرب من الصرح كان سيدنا سليمان في صرحه و كان في استقبالها من سألها أهكذا عرشك ( كلمة "نكروا" تستخدم في اللغة العربية في بعض المواضع للتدليل عن الاستفسار على هيئة أحجية "فزوره" ) و كان عرشها حقيقي و كان التغير في ملامح العرش بسبب تكسر الضوء في الماء. و هذا يفسر لماذا لم تقطع يقينا بأنه هو مع أنها رأته بعينها. و كان في ذلك اّية كبيرة فبالرغم من أن عرشها كان عظيم و أنها تركته خلفها فمن المستغرب أن تجده أمامها. و لكنها لم تؤمن بالرغم من ذلك.

كذلك عندما طلب من ملكة سبأ أن تدخل الصرح , يبدو أنها لم ترى "صرح" و ما رأته حسبته "لجة" فكشفت عن ساقيها كي لا يتبلل ثوبها و ظنت أنها سوف تدخل في ماء عميق. عندها أكد من كان في استقبالها أن ما تراه هو "صرح ممرد من القوارير" و نلتمس من هذا الموقف أن الصرح بالرغم من أنه كان بناء عالي كالمارد إلا أنه لم يكن ظاهرا بهذا الهيئة من اليابسة و لم تكن الملكة في حاجة لمن يؤكد لها أن ما تراه هو صرح ممرد من قوارير لو رأته كذلك. و لدخول الصرح كان لابد للملكة من أن تمر على مدخل أسفله ماء و أن هذا المدخل كان شفاف (لأنه من الزجاج), و أنها عندما طُلب منها الدخول للصرح عبر المدخل حسبته ماء فشمرت عن ساقها لكن من كان يستقبلها أكد لها أن هذا ليس ماء بل هو مدخل الصرح و أن الصرح مبني من قوارير الزجاج و ينتصب هذا الصرح و كأنه ماردا في البحر حيث أن أرضية الصرح موجودة في قاع البحر اللجي و مدخله في القمة و هو الجزء الظاهر على السطح. و كانت هذه الآية الثانية فلم تكن كملكة في مكانتها و عظم عرشها أن تنبهر أو تتعجب من رؤية المجوهرات أو التحف أو خلافة مما أعتاد الملوك أن يزينوا به قصورهم و لكن كان انبهارها أن صرح سليمان كان بهذه العظمة و الإبداع و أن يكون مشيد في الماء. فكيف للبشر أن يفعلوا ذلك...! لذلك أقرت بأن سيدنا سليمان ليس ملك عادي و أن لابد أن من وهبه هذا الملك هو الحق, فأسلمت لله رب العالمين

نأتي لحدث وفاة سيدنا سليمان و الذي كان فيها عبرة للجن أن لو كانوا يعلمون الغيب لما مكثوا في العذاب المهين , نرى أنه لم يكتشف وفاة سليمان إلا بعد أن خر على الأرض ,نرى انه بقى ميت لفترة زمنية طويلة و لم تظهر علية علامات تدل على موته لم يتعفن جسمه أو يتحلل و هذا ليس غريب على الأنبياء حيث أن المولى عز و جل أكرمهم بهذا و لكن سليمان بقى بدون حراك لفترة طويلة و لم يرتاب الجن , و في هذا دلالة أن سليمان كان معتاد على التأمل و التفكر على نفس الهيئة و في نفس الوضع الذي مات عليه و لم يكن لهذه الوضعية شيء جديد على الجن . و لكن أيضا أعتاد الأنس على اعتزال سليمان عنهم في صرحه فلم يتساءل أي من الأنس عن غيابه و إلا لوصل ذلك التساؤل إلى الجن.

حقيقة أخرى أنه بعد موته لم يدخل عليه أي بشري و نعلم أن أي بشري و خصوصا من المقربون يستطيع أن يتعرف على موت سليمان, فأين كان هؤلاء البشر....! كان عدد جنود سليمان كثير و أكيد عدد القادة كذلك, و لو أسر سليمان لأحد المقربين من البشر بأنه سوف يموت و أن لا يخبروا الجن , فلابد أن يخبر هذا الشخص الآخرين حتى لا يدخلوا على سليمان أو يسألوا عنه أو على الأقل يكون هناك سبب مقنع للعامة و الخاصة يبرر غيابة و يعتبر في هذا كذب و من غير المعقول أن يكون نهاية وموت نبي و ملك عظيم بكذبه. و في تخصيص الآيات الجن بأنهم لو كانوا يعلمون الغيب لما مكثوا في العذاب المهين يدل أنه عند موته لم يكن حوله أي بشري و كذلك لم يدخل عليه أي بشري طيلة فترة موته.

الأرجح أنه عندما مات كان في صرحه تحت الماء في معزل عن البشر و كان في وضعية عبادة و تأمل و كان الجن يعمل حول صرحه ما اعتادوا علية من عمل و لم يشكوا في موته إلى أن أكلت دابة الأرض منسأته . ولكن كيف دخلت دابة الأرض صرحه و هو تحت الماء...! سألت هذا لأجيب أن عصاه أيضا أتت من اليابسة و كذلك لبسه و طعامه و أشياء كثيرة مما كانت حوله داخل صرحه و كأن الآيات توضح لنا أن ما كشف موته هو دابة ليست من البحر بل أُحضرت من الأرض لداخل الصرح , أما الجن و ما يعملون فكانوا في البحر حول صرحه من الخارج.

نرى في سورة البقرة أن الآيات تخبرنا بأن سليمان لم يكفر و أن الشياطين هي التي كفرت و أن الشياطين تتلو أشياء غير صحيحة على ملك سليمان و أن هناك من اتبع ما تتلو الشياطين. وفي هذا دلالة على أن هناك أشياء غير صحيحة متناقلة تخص قصة ملك سليمان و أنها من مفتريات الشياطين لتحقيق أهداف معينة. و لكن من المحتمل أن بعض القصص الغير صحيحة لها جذور و لم تأتي من فراغ. مثلا في قصة المارد و القمقم و قصة خاتم سليمان نلاحظ وجود رابط مشترك بين ذكر سيدنا سليمان و البحر, ذلك أن سيدنا سليمان قد حبس ماردا داخل قمقم و رماه في قاع البحر, و أن خاتم سيدنا سليمان موجود في بطن سمكة. ليس بالضرورة أن يعني هذا الرابط شيء و لكن أيضا يحتمل أن لذلك أصل و أن القصة أكبر و أعمق من أن تكون بتلك البساطة. لماذا يكون القمقم في قاع البحر...! و كيف وصل خاتم سليمان لبطن سمكة....! نعلم أن كان لسيدنا سليمان سلطة على الشياطين و الجن و يستطيع أن يعاقب و يحبس من يشاء كيف شاء و لأن صرحه كان مبني من قوارير و كان في الماء فلم يكن من المستبعد على من ألف قصة المارد و القمقم بأن يقوم سيدنا سليمان بحبس ماردا في قمقم.. و لو علمنا أن ملك مات في البحر و أن من رموز ملكه الخاتم فربما يتبادر لذهن من سمع جزء من هذه القصة أن يعتقد أو يألف قصة تبتلع سمكة فيها هذا الخاتم .
لم أتطرق لأمور كثيرة في قصة سيدنا سليمان و حاولت أن أحصر كتابتي لهدف إظهار أن صرح سليمان من المحتمل جدا أنه كان مقام في البحر على مسافة ما من مملكة سبأ القديمة و أن لابد و أن كثير من التماثيل التي صنعها الجن مازالت موجودة في قاع البحر بالقرب من بقايا هذا الصرح , و أن الصرح كان من الزجاج و النحاس و كذلك لربما كانت التماثيل من الذهب أو النحاس . و لتوقع و تحديد مكان بقايا الصرح يمكن ذلك بمعرفة قوة إبصار الهدهد و سرعة طيرانه و ربط ذلك بموقع مملكة سبأ و مكان وادي النمل. أو حصن صرواح في اليمن الذي يقال أن سيدنا سليمان قد بناه لبلقيس.

ربما يوجد عند أهل اليمن و علمائه ما يفيد و يؤكد فرضيتي , أو يساعد للكشف و تصحيح ما تلته الشياطين من افتراءات عن ملك سيدنا سليمان. و احتمال أنه كان لدى سيدنا سليمان أكثر من صرح, حيث أن الجن كانت تعمل له محاريب....... , و أن تكون جميعها في البحر, و أن أحد هذه الصروح كان بالقرب من مملكة سبأ. و ربما كان هناك بقايا لبعض ما صنع الجن في قاع البحر الأحمر أو الميت حيث كانا في مسار تنقلات سليمان البحرية ما بين الأرض المباركة و صرحه.

حدد القرءان أن الطير الذي جاء بخبر مملكة سبأ بأنه الهدهد و في هذا التحديد سبب معين, يستطيع علماء الطيور المساعدة في مدنا بمعلومات عن الهدهد مثل طباعه و قوة بصرة و سرعة طيرانه ..... و يساعد ذلك في توقع مكان الصرح و بعده عن مملكة سبأ القديمة.


وآمل أن تكون فرضيتي التي قدمتها في هذا البحث صحيحة و أن يعثر على آثار صرح سيدنا سليمان و ما أحاطه من تماثيل و ... و ذلك بالاستعانة بأدوات البحث المتطورة و أن يكون ذلك نصره للأقصى الأسير الذي يئن من استمرار أعمال الحفر أسفله بحثا على بقايا ملك سيدنا سليمان. و نعلم أن الحفريات التي تمت في القدس بحثا على بقايا هيكل سليمان لم تأتي بنتيجة و هذا يؤكد أيضا أن صرح سيدنا سليمان ليس هناك. و هذا يؤكد أيضا أن صرح سيدنا سليمان ليس هناك. و أنتظر المساعدة حتى و لو بالرأي أو الإرشاد و ذلك للتحقق من صحة هذه الفرضية.

المنتصر طموس
03/09/2008, 11:54 AM
من الجزيرة العربية أتت التوراة , هذا كتاب لمألف يدعى كمال الصليبي
قد يكون في هذا الكتاب حل للغز صرح سليمان , حيث إستنتج صاحب الكتاب بأن منطقة جازان هي المنطقة التي شهدت العديد من الأحداث القديمة , و هذا يتوافق مع قربموقع صرح سليمان من مملكة سبأ القديمة , و قدرة الهدهد على معرفة أخبارها.

أساتذتي الكرام
هل عند أحدكم ما يفيد في هذا المجال

المنتصر طموس
31/01/2011, 09:49 AM
Wise and, logic readings about Solomon's Edifice.

Many people think the Edifice was in Jerusalem, trials are made to prove that, but even one building stone of the Edifice has not been discovered.

Quran informs us that the Sun worshiping of Saba kingdom was discovered by a Hoopoe. They hid their worshiping, but when the Great King Solomon was informed he sent a letter ordering them to stop their doing. The distance from Jerusalem to Saba is about 2000 km, Hoopoe could not take the risk of traveling this distance without permission or an excuse.

Hoopoe came late to Solomon that meant the hoopoe was not a super Hoopoe but only a bird with the ability of an ordinary Hoopoe.

So the Hoopoe is one main Key to know where the Edifice was.

Between Saba and the surroundings there were mountains, Solomon’s hosts passed through the valley of Ants. Saba could be seen from the air so it was logic to be seen by the Hoopoe if his flight was close.

Rough levels for the area are as the following:
( -23 m) - Sea bed near the beach
(+43 m) - Beach
(+1330 m) - Marib dam
(+2110 m) - Nearby mountains
(+996 m) - Desert behind mountains

The hoopoe is an ordinary bird with a limited speed. During his flight he saw the people of Saba kingdom worshiping the sun; he flew closer to make sure; that made him late to attend the council of Solomon. Hoopoe was absent and nobody knew where he was. He could be punished by Solomon; Hoopoe cannot take a risk by flying from Palestine to Yemen without reasons or permission.

He was late and without excuse, so his flight must be short and close to both Solomon’s council and Saba.

The distance between Solomon’s council and Kingdom of Saba must not be long.

The same Hoopoe took Solomon’s letter to Saba. It was not difficult for the Hoopoe to carry it and he did not get tired, it is not a long distance.

It was a brief letter but they knew it was from the Great King Solomon who was very famous, people in Saba must know him well. Saba was also famous and strong kingdom. They hid their sun worshiping. If their doing were public then many must knew about it. Solomon’s hosts were huge nobody discovered the secrete worshiping. Saba succeeded in hiding their doing until Hoopoe discovered their doing.

The situation of Saba went critical, they sent a gift, but when Solomon rejected it, they preferred to go to him that was safer than to let Solomon’s hosts entering Saba. They were very close, Saba could not stand against Solomon hosts from entering Saba,

Solomon refused the gift and asked his soldiers to bring the throne of Saba before their coming. If Solomon was in Palestine, then the arrival of the Queen would take long time. Time was another important key, Saba was close therefore the Queen will come soon, and the bringing of the Throne before her coming meant many things. It is prove of Solomon’s power.

Two extraordinary Solomon's soldiers replied him: The first was a demon, but the second was one who had a knowledge from the book, the second’s ability was more powerful than the ability of the demon

Any thing is easer with knowledge support, but without knowledge any thing appears more difficult, the second soldier was faster than the Demon.

Demon said he could bring the throne before Solomon stand up from his seat, it was a period of time until finishing the council (End of council)

The second time was shorter which is until the return of Solomon’s Terminal hosts (During the council time)

Some body understood that the second time is “within the twinkling of an eye!” (this is as shown in the translation) but really this time is very short, and there is an important word mentioned which declare that the bringing of the throne took longer time than the time required for just twinkling of an eye, the meaning of this word is “then when “ َ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ
! Then when (Solomon) saw it placed firmly before him,

Any creature’s ability is controlled by what he was given by Allah, maybe he is faster because of his ability or his knowledge but at the end it is to a certain limit. The abilities of soldieries were limited, and they were obeying Solomon’s orders. Second soldier was faster but he needed time. Both times were correlated by council’s events; Soldier’s abilities were not out of time. Abilities were of bringing the Throne during the council time, by logic, Saba was not far from the Solomon’s council, if it was then time required to bring throne might be longer than the council time …

Solomon Edifice is close to Saba

But where could it be?
The suitable place for containing the Edifice and the huge and many Jinn’s made around the Edifice must be wide and far from people.
Only jinn were there when Solomon died. Quran informs us about many other keys, Quran informs us about the builder of the edifice, the material ….. So, the Edifice can be known where it was. Notice the following very important points

The Edifice was built not by human but by Jinns and demons, they were builders and divers. Edifice was a tall building constructed from glass and copper, this kind of building which was done by builders and divers of Jinn must not be over land, but so like building must be in water where glass is a Prime building material, on land, buildings were made of stones and woods , in water the builder must know diving and they must be not human, in water tall building is essential for ventilation



Solomon asked Allah to give him a unique Kingdom . No one before or after Solomon has a kingdom in the sea , Only Solomon has a large kingdom both in land and sea,

Jinns made many huge status ,structures,… and others around the Edifice, these things are essential for building in the sea. But on land they could harm peoples during construction and after that it will be a famous place for people to visit. No body discovered these Jinn’s structures yet , the possibility of being on the sea bed is very logic, if these things were on land many people must know about , and many people must go there many times, and so like places can not be forgotten easily, the Edifice was far away from people, it was only for Solomon to worship far from people.

Quran informs us that " Allah let a Font of molten brass to flow for Solomon; and there were Jinns that worked in front Of him, by the leave of his Lord, and if any of them turned aside from Our command, We made him taste of the Penalty of the Blazing Fire." , as known in the sea bed there are many volcanoes, so the molten copper are there available for jinn to use for their made,

Solomon could order the wind to blow his ship from the Edifice to the holy land or where he wanted, the wind made his travel fast, the one month trip could be done during a few hours because of the ordered wind.
Edifice was far from the Holy land.

Solomon died in the Edifice and no human asked about him, his Kingdom was large and no body knew where he was. If his Edifice was on land human or birds could enter the Edifice, that means Solomon used to be alone there in the Edifice for worship, and Edifice was far from birds and humans.

When Solomon died no human or bird entered into his Edifice, any human can know that he was dead, and that means Solomon was far from humans (the land) he was under water in his Edifice (made of glass) , jinn stayed out side and around the edifice in the hard work.

When the queen of Saba wanted to enter the Edifice, she thought she was entering into water, that means she passed over a bridge of glass over water,

Many stories about Solomon were accompanied with the sea, like his ring and the fish, also the jinn and the bottle….

Conclusions:
The Edifice was constructed on the sea bed, while its entrance was above water surface to allow air come in and out , and there was only one gate, where no body enter their except Solomon.
Solomon trips from/to the Edifice and the holly land was by using wind ships ordering the wind to blow to wherever he wanted
Now, due to the subsidence of the sea bed, the Edifice is completely under water and is covered by sediments, this also happened to the structures built about the Edifice

Old Peoples thought Gazan area was the place where Solomon’s hosts were gathered, Gazan is very close to Saba, there are many valleys, mountains and islands. The beach is nearly flat, where the sea bed is shallow, this area has not been discovered yet by archeologists

The Edifice and the surroundings (Jinn made) are cover by sediments in the bed of sea between Yemen and Africa needs someone to discover.

المنتصر طموس
19/02/2013, 12:13 AM
تعودت الجن بأن يختلي سيدنا سليمان في صرحه متعبدا متفكرا, ذلك الصرح الذي بنته له الجن في معزل عن البشر و أمور الحكم , فالصرح كان فقط خاص بسيدنا سليمان و ليس مسجدا للعباد و لم يرث الصرح أحدا من بعد سيدنا سليمان فكانت هذه دعوته , و قد أوضحت الآيات أن الجن صنع له محاريب عده و لا بد أن منها ما كان داخل الصرح , عندما يدخل سيدنا سليمان للمحراب فإنه يغيب عن نظر الجن و لا يتجرأ أحدا للدخول عليه في محرابه فيقطع عليه اعتكافه , كان يمكث وقت طويل هناك متعبدا متفكرا و في آخر أيامه كانت له منسأة ( المنسأة في لغة العرب هي العصاة التي يستخدمها كبير السن أو المريض و هذا يتوافق صحبتها لسيدنا سليمان في ايامة الأخيرة ) يضعها على باب المحراب كما كان يفعل بعض أصحاب المحلات عندما تحين الصلاة فلا يغلق الباب بل يضع عليه عصا كإشارة بعدم الدخول. و عندما حان القضاء دخل سيدنا سليمان المحراب على عادته تاركا منسأته على المدخل و رقد هناك في سلام و مات على هيئته , و لم يتجرأ أحد الدخول عليه , لقد كان موته غيبا و لكن دابة الأرض تجرأت و بدأت تأكل ( فعل مضارع ) منسأته , الدليل على موت سيدنا سليمان كان في استمرار أكل الدابة للمنسأه , فلقد ورد الفعل مضارع و ليس ماضي . لقد استمرت الدابة في أكل المنسأة و مع ذلك لم يخرج عليها سيدنا سليمان و كان هذا دليلا بأنه حل به شيء ما , بأن يمكث هناك فتره طويلة و أن تأكل الدابة منسأته , ما حل بسيدنا سليمان كان غيبي عن الجن و كان واضحا أنه مات و لكن الجن لم تتجرأ أن تفكر في هذا و كان ما حدث يؤكد عدم معرفة الجن بالغيب . مكثت الجن في عملها و لم تتبين أن سيدنا سليمان مات إلا عندما خر الصرح بالكامل و لم يخرج سيدنا سليمان فتأكدت من موته و أنها لم تكن تعلم الغيب. نرى في الآيات كلمة " فلما خر " و هذا يعني أنه لم يخر فجأه بل كان هناك وقت استمرار أكل الدابة للمنسأه و بين ما خر , فلو كان الإعتقاد السائد صحيح لكان التعبير أتي بما يفيد السرعة كأن يكون " أكل الدابه المنسأه فخر "
بقايا الصرح و ما صنع الجن حول الصرح على ما ارجح لابد مازالت موجودة هناك في قاع البحر و العثور على تلك الدلائل ممكن جدا مع تطور تقنيات البحث , و كرامة لبدن سيدنا سليمان سيظل مدفونا هناك في سلام . و لكن تفاصيل الصرح و موت سيدنا سليمان لابد أن تدرك و أنها قد تكون ليس كما تناقله البشر غبر قرون , و التفصيل الصحيح لابد أنه المفصل في القرآن الكريم و الذي هو من عند الله علام الغيوب.