المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول موضوع التفسير العلمى للقراّن



عبد الحميد مظهر
16/10/2007, 09:46 PM
حول موضوع التفسير العلمى للقراّن


هناك إقتراح لتأجيل البحث والكتابة حول موضوع استعمال العلم الطبيعى لتفسيرالقراّن الكريم:

- حتى تستعيد الأمة صحتها العلمية والفكرية والثقافية،
- وحتى يستطيع المتناقشون أن يتحلوا بالموضوعية ويبتعدوا عن التجريح الشخصى،
- وحتى يبذل كل صاحب فكر وثقافة مجهوده لتقليل نسب الأمية،
- وحتى يمكن حل المشاكل الأكثر أهمية فى الوطن العربى ، فالغالبية مؤمنة بالله وغير متششكة في وجوده، ومؤمنة بالقرأن

فهل تؤيد إقتراح التأجيل أو لا تؤيد ، ولماذا؟

وأحب ان أوكد هنا ان هذه محاولة موضوعية لمعرفة مقدار التنوع والإختلافات فى المشهد الفكرى والثقافى العربى ، لذلك عندى أمل فى أن يشارك الجميع حتى تتضح الصورة.

د. محمد اياد فضلون
17/10/2007, 01:41 AM
الأستاذ الفاضل عبد الحميد مظهر
أهلا بك في منتديات الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب

شخصيا لا أؤيد التأجيل

المركب تسير وباب العلم مفتوح أمام العالم والمتعلم

مالذي سنكسبه من إغلاق باب هذا العلم أمام الناشطين في هذا المجال ؟؟؟؟
هل سيلتفت هؤلاء الناشطين إلى أمور أهم كما ذكرت ومن يقدر هذه الأهمية ؟؟؟

لكل منا إهتماماته العلمية وهو يعتبر علمه أهم علم بين العلوم, لا داعي لإيقف العالم عن العلم حتى وإن كان ليس مهما.

مودتي و تقديري

.

عبد الحميد مظهر
17/10/2007, 02:37 AM
الأستاذ الفاضل عبد الحميد مظهر






مالذي سنكسبه من إغلاق باب هذا العلم أمام الناشطين في هذا المجال ؟؟؟؟



مودتي و تقديري

.



التأجيل وليس الإغلاق

سعيد نويضي
17/10/2007, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

تحية صادقة للأستاذ الدكتور عبد الحميد...و للدكتور فضلون...

الكتابة تفاعل مع الفكر و المحيط أيا كان الموضوع الذي يتناوله الكاتب ليبلغ فكرة أو يبين أخرى...لذلك التتأجيل يتطلب إعلان بموجبه يتم تحديد من حرية الكاتب في تناول الموضوع الذي أشرت إليه...حقيقة الأمة الإسلامية ليست في حاجة لكي تثبت لها علميا و فيزيائيا بأن الله عز و جل موجود و بأن القرآن كتاب أنزل من عند رب العالمين...و لكن يظل من هم يحسبون على العلماء و من النخبة المفكرة التي تؤسس لغد أفضل تعتبر أن القرآن الكريم و منزله الله عز و جل...في حاجة إلى إعادة نظر في كل ما قيل حول هذا التراث الهائل لا من حيث الفهم و لا من حيث التفسير...و النقاش هنا هل هم على حق في الكل ؟ أم في بعض ما يدعون؟ أم أن المبدأ السائد"ليس في الإمكان أبدع مما كان"؟؟؟؟

حقيقة أن الأمة تتخبط في مشاكل لا حد لها من أمية و من جهل و من تخلف و من فساد و فقر و من مشاكل لا حد لها...و الأجدر هو الاهتمام بهذه المشاكل للوصول إلى تصور شامل يشخص الداء و يحدد الدواء...و أعتقد أن كل من يحمل هم هذه الأمة إلا ويشكل له هذا النهج من التفكير حافزا للمشاركة و التفاعل على قدر المستطاع...

فإذا كانت المسماة النخبة المفكرة لا أقول في هذا الصرح الكبير و لكن في العالم العربي و الإسلامي لا زالوا لم يتوحدوا في نظرة شمولية لمعالجة التفرقة التي تعصف بهم و الاتجاهات التي تمزقهم...و لم يدركوا بعد أسباب هذه الإشكالية و خلفياتها التي تنتج نفسها بشكل مستمر...فماذا نصنع أمام هذا الوضع؟

فسواء اتفقتم على التأجيل أو على الاستمرارية في طرح التفسير العلمي للقرآن في هذه الجمعية...فذلك سوف لن يمنع من يكتب في هذا المجال أن يأتي بمقالة أو تفسير و يعرضه في صفحته؟فما العمل آنذاك؟سيحذفه المشرف أم لن يعلق عليه و لن يتفاعل معه ؟ أم سنذكره بما تم الاتفاق عليه؟ام ماذا؟

وجهة نظر قارئ يعتبر نفسه عابر سبيل...و لكم مني التحية و التقدير و السلام...

رشيد المنـاوي
17/10/2007, 02:11 PM
تحية طيبة للجميع

بداية كل الشكر للاستاذ عبد الحميد بطرحه هذا الموضوع،

أما فيما يخص مسالة تأجيل النظر في القرآن من منظور علمي فشخصيا أرى أنه أمر غير مستساغ، لأن العلم في تطور مستمر يكاد أهله لا يتمكنون من متابعته من حيث التطورات، فإذا ما نحن نادينا بضرورة تأجيل التعامل مع القرآن من منظور علمي على اعتبار أن الأمة في غالبها مؤمنة بالله و بقدسية كتابه، فسنؤجل أيضا سيرنا في ميدان العلم معه، إذ الأمران مترابطان نسبيا، كيف لا و العالم المسلم العالم المادي أقصد، حينما يدخل بيته في المساء أو على الأقل في رمضان يقرأ هذا الكتاب فكيف سنطلب منه أن ينسى ما كان يشغل باله في مختبره بمجرد دخول البيت، كأننا نطلب منه في ميدان العلم أن يقوم بعمل آلي يشتغل فقط بذهنه في المختبر و بمجرد أن يخرج منه عليه أن ينسى العلم ليدخل حياة أخرى و هذا تأخير في تطوير العلم كما لا يخفى...
هذا من جهة، من جهة أخرى واجب الدعوة إلى الله قائم لا يسقط أبدا، فإذا كان التفسير العلمي ربما لا يزيد الأمة ايمانا بربها، فربما هو يجعل من لا ينتمي إلى الأمة بداية يفكر في الانتماء إليها، كما هو حاصل في الغرب مثلا، و شخصيا أنا من المشتغلين في ميدان الأعجاز العلمي و أرى من شدة إقبال الشباب من الغرب عليه ما يجعلني لا أقول بالتأجيل على العكس أقول بالتسريع..
و الله الموفق..

عبد الحميد مظهر
18/10/2007, 05:36 PM
أعزائى

أنا أقترح الأتى: على كل باحث فى التفسير العلمى ان يؤجل الكتابة فى تفسير القراّن إعتماداّ على العلم الطبيعى حتى يدرس الأتى :

- مقرر فى أصول الفقه.

- مقرر فى أحد موضوعات الفيزياء النظرية ، مثلأ النظرية النسبية العامة أو نظرية الإنفجار العظيم . وهنا أنا على استعداد فى المساعدة فى هذا المجال ، على الأقل فى إختيار المراجع العلمية التى يستخدمها العلماء هنا وليس كتب العلوم المبسطة وهى عادة التى تنتشر ويترجم منها الى العربية . ويمكن لأى مهتم ان يقرأ كتاب من الذرة إلى الكوارك ، عالم المعرفة ، رقم 327 ، مايو 2006 ، حتى يدرك أهمية ذلك.

- لمعرفة مقدار الجهد المطلوب لإستخراج أحكام من القرأن أقترح على المهتم بالتفسير العلمى أن يدرس كتب الإمام الشافعى الرسالة والأم.

من هذا أعتقد أن التأجيل هو لمدة الدراسة المقترحة ، وهو فى حدود من سنة الى سنتين.

مع تحياتى.

عبد الحميد مظهر
22/10/2007, 01:32 AM
لماذا أقترحت التأجيل؟

أعتقد ، بناءّ على ما أعرفه من تاريخ الفكر الإسلامى ، وربما كانت معرفتى خجولة أو ضحلة أو سطحية ، أن أى مسلم يحترم القراّن ويقدسه يجب أن يعطيه الوقت الكافى والجهد المناسب للكتابة حولة أو لمناقشة اّياته ، أو لتفسيره.

فى عصرنا هذا أصبح مجال النشر الإلكترونى سهلاّ ورخيصاّ ، وظهر نوع جديد من الكتبة من الذين لا يعطون أى قضية من قضايا الفكر وقتهامن البحث ، والتأمل والتفكير. وأصبح النقل من مصادر متعددة ، غير موثقة، من أحد مظاهر الكتابة المنتشرة ، وعادة لا يدقق الناقل عمن ينقل ، ولكن كل ما يهمه إثبات وجهه نظره. ولا يستثنى من ذلك قضية التفسير العلمى لأيات الذكر الحكيم. ومن مراجعة ما قام به المسلمون السابقين يتبين لنا مدى التقصير فى جهود بعض الكتاب فى وقتنا هذا.

مثلاّ ، عند مراجعة كتب التفسير القديمة تستطيع ان تدرك مقدار الجهد ، والتعب الذى قام به المفسرون القدامى لجمع المادة المناسبة للتفسير ، ومقدار الوقت الذى امضوه فى كتابة التفسير ، باليد والنسخ دون مساعدة من أجهزة أو أدوات طباعة . ولتقدير ما قاموا بة ، مقارنة بما يقوم به بعض المعاصرين ، عليك بتصفح .. مثلا ... مثلا ..التفسير الكبير للفخر الرازى، وقل لى بالله عليك كم بذل الفخر الرازى من الوقت والمجهود ليقوم بهذا العمل ، مع العلم ان المشهور إنه لم يكمل تفسيره بنفسه وأكمله عالم أخر بعد أن توفى الرازى. وبالمثل يمكنك فقط أن تتصفح كتب الإمام الشافعى ، والإمام الغزالى ، والإمام إبن تيمية ، و ابن كثير والشاطبى ، وغيرهم وتتأمل فى مقدار ما بذلوه من جهد ووقت . لذلك إقتنعت ان من يحترم القرأن ويريد ان يدلى بدلوه فى تفسيره ومناقشة أياته لابد ان يبذل جهدا يتناسب مع أهمية القراّن بالنسبة له ، ولابد من التأنى والمراجعة المستمرة بما يتناسب مع جلال القران، وقدسية الوحى.

عندما أراد تلميذ الإمام أبو حنيفة النعمان ( أبو يوسف) ان ينفرد بحلقة علم فى المسجد ، أرسل له الإمام ابو حنيفه من يسأله سؤالاّ فى الفقه ، وعندما فشل أبو يوسف فى الإجابة وأدرك ان هذا إختبار له من أستاذه ، عاد الى حلقة أستاذه. وعندما تأكد الإمام من تمكن أبو يوسف من الفقه تركه ينفرد بحلقة من حلقات العلم فى المسجد. وهذا لم يمنع التلميذ النجيب من ان يفتى بأراء خالف فيها أستاذه.

ولنا دروس أخرى فى علم الحديث قديما. من أهمها مفهوم التوثيق الذى افتقدناه كثيراّ فى كتابات عديدة هذه الأيام. وأيضا كانت دوائر علم الحديث لا تسمح لمحدث أن يتحدث الا بعد ان تعطيه إجازة ، وقصص أختبار تمكن حافظ الحديث من معرفة السند والمتن كثيرة . ومع ذلك ظهر علم الحديث و علم الجرح والتعديل لكى يدرسهم من اراد ان ينتقد الأحاديث أو لمن يريد ان يصححها أو يضعفها. ومع ذلك نرى بعض الكتاب المعاصرين يتكلم فى الحديث دون دراسة لمجهودات السابقين.

مفهوم إجازة الدارس وإعطاءه الدرجة العلمي أصبح مألوفا هذه الأيام فى الجامعات، فرسالة الدكتوارة مثلا لا يحصل عليها الباحث حتى تمتحنه لجنة من المتخصصين فى نفس المجال. ومع ذلك تجد فى بعض الجامعات حالياّ ، يقوم المشرف بإختيار اللجنة بحيث تكون متهاودة فى الأسئلة حتى يجتاز صاحب الدرجة العلمية المناقشة بسلام. ولا يفضل المشرف أسلوب ألإمام أبو حنيفة مع تلميذه. وقد أدى التساهل فى الإمتحانات الى تدهور مستوى الأبحاث فى بعض الجامعات.

فى الجامعات الحالية هناك درجة علمية تسمى أستاذ كرسى ، وهذا تقليد جامعى له أصوله فى الأستاذة العظام الذين تمكنوا من إنشاء حلقات لهم فى المساجد قديماّ.

من أجل التأنى والإجادة والمراجعة قد إقترحت التأجيل. والإجادة هنا يجب ان تكون إجادة فى فهم القرأن والمراجعة هنا من أجل ان نتذكر لماذا أرسل الله رسوله محمد (ص) الى الناس كافة بالإسلام ، والتأنى هنا هو واجب ومطلوب للمعرفة المتمكنة التى تمكننا من ربط أيات القرأن بمنتجات العلم الطبيعى. فعلى الساحة الفكرية نجد:

- من يجيد فهم الدين الإسلامى ولا يجيد العلم الطبيعى ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.

- من يجيد العلم الطبيعى فى أحد فروعه ، ولا يجيد العلوم التى تلزم المفسر ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.

- والمصيبة الكبرى هى مع هؤلاء اصحاب الفلسفة والذين لا يجيدون لا العلم ولا الدين ومع ذلك يفتون فى التفسير العلمى ، ويخربون العلم ويحاربون الدين ومع ذلك إذا انتقدهم كالوا لك الكيل من قاموسهم الأدبى والثقافى والفكرى.

من هنا أعتقد أن التأجيل هو لمدة كافية للدراسة الجادة لموضوع محدد يضم العلم والدين.

مع تحياتى.

د. محمد اياد فضلون
22/10/2007, 02:20 AM
أستاذي القدير د.عبد الحميد مظهر

أحييك على هذا الطرح الرائع و الأفكار الهامة في الموضوع

أرى أن تأجيل البحث في هذا المجال سيقتل الباحث , ولن يستطيع الباحث أن يصل إلى درجة العالم في علمين معا
على سبيل المثال
الدين و الطب

أظن أن علينا تشكيل لجنة لدراسة كل موضوع وأن تتألف هذه اللجنة من علماء أو عالم في مجال الدين وعالم في المجال العلمي المدروس

مثلا لدراسة موضوع تشكل الجنين الذي ورد في القرآن الكريم
أن تكون اللجنة مؤلفة من علماء في الفقه و الدين و الحديث و أطباء أخصائيين و علماء في مجال علم الأحياء
كي يكون البحث متكاملا و على أسس علمية و فقهية معا

مودتي و تقديري

.

عبد الحميد مظهر
23/10/2007, 08:32 PM
أخى الدكتور محمد اياد فضلون

ِشكرا جزيلاّ على المشاركة ، ورأيك هذا يتفق مع رأى طرحته سابقاّ حول أهمية التفسير الجماعى للإشارات العلمية فى أيات القرأن الكريم. نحن فى عصر الإنفجار المعرفى ، ولضيق الوقت ولمحدودية الدخل لا يوجد من هو قادر على إستيعاب كل العلوم بدقة وإحاطة و تمكن بحيث يستطيع ان يدلى بدلوه فى كل قضية علمية ، ويربطها بكل أية قرأنية . لذلك فأنا أعتقد ان العمل الجماعى له الأولوية فى هذه القضية. أما إذا أراد فرد واحد أن يقوم بهذا العمل وحده فلابد ان نوفر له الوقت والمصادر ليقوم بهذا العمل ويعطيه حقه من الإجادة والإتقان .

مع تحياتى.

عبد الحميد مظهر
24/10/2007, 04:58 AM
تجربة شخصية

لقد كان الدافع للتأجيل هى خبرتى الشخصية. منذ ظهور كتابات الدكتور مصطفى محمود حول التفسير العصرى للقرأن ، وأنا متابع للكتابات حول هذا الموضوع ، وقد لاحظ والدى( الله يرحمه) ذلك وأرشدنى الى تفسير الشيخ طنطاوى جوهرى وكتابات الدكتور محمد جمال الدين الفندى و عبد الرزاق نوفل . ومن هنا بدأت الرحلة و التى لم تتوقف حتى هذه الحظة. ولقد توصلت الى ان تفسير الأشارات العلمية فى اّيات القراّن تحتاج :

- إلمام جيد بأحد مجالات العلم المرتبطة بالأية الكريمة
- إلمام جيد بالعربية و قواعد التفسير
- قدرة ومهارة عقلية وعلمية ومنطقية للربط بين الأيات وبين النص القراّنى ، أى الربط بين نص الوحى وبين إجتهادات العلم الطبيعى والحيوى.

والوحى الربانى كما جاء فى القرأن يحتاج ويستحق منا العمل بجد و جهد للإجادة بما يستحقه النص ، حتى تقل الأخطاء ويزيد الإتقان. وسوف أعرض هنا لمثالين من مجال العلم الطبيعى المطلوب الإجادة فيه حتى نبدأ بعد الإجادة بمحاولة فهم النص القراّنى . هذا من ناحية المجال العلمى ، أما ناحية أيات القرأن واللغة العربية فأنا لازلت فى مرحلة التلمذة .وفى مرات قادمة ، إن شاء الله، سوف أعرض لأمثلة من الأخطاء التى يجب أن يتفاداها المفسر العلمى حتى يخرج بإستنتاجات أقرب الى الصحة.

المثال الأول

المثال الأول هو من الأيات التى بها إشارات إلى الكون. ورأيت ان هناك مجالات علمية محددة ترتبط بهذة الأيات وهى:

Astronomy, Astrophysics, Cosmology, Particle physics, Theory of relativity, and Newtonian mechanics

وهذة المجالات تستعمل لغة الرياضيات كأداة أساسية للفهم ، ودون هذا يعتبر الفهم ناقصاّ لأى باحث فى هذه العلوم ، والرياضيات المستعملة فى هذه العلوم هى:

Linear Algebra, Nonlinear mathematics, Tensor Analysis, Ordinary Differential Equations (ODE), Partial Differential Equations (PDE), and Computational Physics

وكان السؤال الملح دوماّ هو: هل يستطيع الذى لم يدرس مثلا الفيزياء أو الرياضيات ولا يستطيع أن يستعمل القوانين والمبادىء الأساسية لحل مسائل فيهما ، هل يستطيع هذا الفرد أن يفتى فى مفاهيم ومبادىء وقوانين أى منهما أو كلاهما؟ هل الذى لا يستطيع أن يستعمل قوانين نيوتن ولا قوانين الديناميكا الحرارية ولا قوانين الكهروديناميكا ، ولا مبادىىء حفظ المادة والطاقة والشحنة والدوران وغيرها... هل هذا الفرد يستطيع أن يناقش قضايا الرياضيات والفيزياء؟ وهل من لا يعرف كيف يحل معادلات النسبية مثلاّ أن يجد أخطاء مثلاّ فى نظرية النسبية؟

هذا السؤال مازلت أطرحه ، وان كنت من خبرتى فى تدريس الديناميكا النيوتونية وعلم مدارات الكواكب والأجسام الفضائية والأقمار الصناعية والديناميكا الحرارية ، والموائع ، وجدت أن الطالب الذى يرسب فى هذة المواد لا يستوعب المبادىء ولا القوانين التى بنيت عليها هذه العلوم. ومع ذلك كان الطلاب يناقشون ويجادلون حول مفاهيم فيزيائية ورياضية رسبوا فيها.

وحتى المتفلسف الذى لا يجيد أسس الفيزياء لا يصح ان يناقش الفلسفة الفيزيائية ، ففى أحيان كثيرة وتحت شروط متنوعة وحالات متعددة ينتج نفس المبدأ أونفس القانون الفيزيائى نتائج مختلفة أشد الإختلاف ، فكيف يمكن للمتفلسف أن يناقش فلسفياّ هذة الأختلافات لنفس القانون الفيزيائى دون ان يجيد الفيزياء؟

ولمناقشة مثلاّ نظرية الإنفجار العظيم وربطها بالقراّن دعونا نبدأ بالنظرية ، والذى لم أجدة فى العديد من النقاشات هو ما معنى النظرية وما الفرق بينها وبين الفرضية أو المبدأ أو القانون أو المسلمة ، وما الفرق بين الحقيقة والنظرية؟

فإذا أردنا أن نفهم نظرية الإنفجار العظيم أولا قبل إستعمالها فى التفسير كان علينا الأتى:

اولا: معرفة الجانب النظرى الذى أعتمدت علية النظرية ، وما هى المعادلات المستعملة لوصف حركة الكون.
ثانياّ: الجانب التجريبى الذى يوضح لنا هل لازلت هذة النظرية فى مرحلة التحقق من صحتها، ام إنها أصبحت يقينية فيزيائية؟
ثالثاّ: الحلول المختلفة للنماذج الرياضية المختلفة ( حلول فريدمان ، ولاماتير ، ودى سيتر ، وجورج جامو، وفرد هويل ، وغيرها) وما هى الشروط التى وضعها هؤلاء العلماء للوصول الى الأراء المختلفة حول الإنفجار العظيم.
رابعا:ما الشواهد التجريبية ، مثلاّ هل الكون يتمدد أو ينكمش ، او يتردد بين الإنكماش والتمدد أو هو كون لا يتمدد ولا ينكمش؟
خامساّ: هل يمكن إستعمال هذة النماذج لمعرفة ما حدث فى الماضى أو التنبوء بما سيحدث فى المستقبل؟ بمعنى ما هى صلاحية هذة النظريات للتطبيق خارج الشروط التى أستخدمت لوضع هذه النظريات؟

وهنا نجد العلم يختلف عن الفلسفة، ففى العلم لا نستطيع ان نبسط الأمور ولا يعتبر العالم عالماّ إذاتسرع وعمم نتائج العلم بدون معرفة الشروط الضرورية والكافية للتعميم.

وإلى لقاء أخر حول المثال الثانى وهو حول السماء والسحاب والطقس والمناخ ولكن علماّ لا تفلسفاّ.


مع تحياتى.

مراجع مختارة لمن يريد أن يفتى فىالأيات الكونية فى القراّن


1) Roger Penrose, Road to Reality, Knopf, Borzoi Books, 6th printing, USA, February 2006
2) Leonard Susskind and James Lindesay, Black Holes, Information, and the String Theory Revolution, World Scientific Publishing Co., NJ, USA, Reprinted 2006
3) Barton Zwiebach, A First Course in String Theory, Cambridge University Press, UK, reprinted with corrections 2005
4) G.W. Gibbons, E.P.S. Shellad and S. J. Rankin (editors), The Future of Theoretical Physics and Cosmology, Cambridge University Press, UK, 2003
5) Richard C. Tolman, Relativity, Thermodynamics and Cosmology, Dover publication, NY, USA, 1987
6) Ian D Lawrie, A Unified Grand Tour of Theoretical Physics, Adam Hilger, IOP Publishing Ltd, UK, 1990
7) John N. Bahcall and Jermiah P. Ostriker (editors), Unsolved problems in Astrophysics, Princeton University Press, Princeton, NJ, USA, 1997
8) Val L. Fitch, Daniel R. Marlow, and Margit A/ E. Dementi ( editors), Critical Problems in Physics, Princeton Series in Physics, Princeton University Press, Princeton, NJ, USA, 1997
9) Stephen Hawking and Roger Penrose, The Nature of Space and Time, Princeton Science Series, Princeton University Press, Princeton and Oxford, NJ, USA, 1996

عبد الحميد مظهر
29/12/2007, 09:16 PM
No more comments

That is very good