المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن الرواية



فايزة شرف الدين
21/10/2007, 08:22 AM
فن الرواية ، بدأ فى التراجع خلال الأونة الأخيرة ، لعل هذا مرجعه إلي عنصر الوقت ، إنها فن يحتاج إلي نفس طويل ، وإلي دقة في ترتيب الأحداث ، حتي لا ينفلت العمل منا ، فيها يحلق المبدع بخياله ، فيرسم شخوصا ، ويسرد أحداثا ، ويوصف أماكن . من وجهة نظري أن الرواية يجب أن تكون شيقة ، بحيث تدفع القارئ إلي قراءتها ، واضحة الأحداث مهما تحمل من عمق الفكرة ، لأن الغموض في الرواية يرهق ذهن القارئ وتجعله ينفر من مواصلة قراءتها ، ولعل القصص التي خلدت في التاريخ خير مثال لذلك ، فمهما تنوعت المدارس ، فيجب أن يلتزم الراوي ببعض الأسس ، ونحن ككتاب رواية لا يهمنا تقسيم تلك المدارس ، نحن نكتب حسب ميولنا وأفكارنا وثقافتنا ، فلا يمكن لكاتب أن يخرج من جلده ، ويكتب عملا غير نابع من ذاته ، وإلا كان العمل تافها ، لا يلقي قبولا من القارئ .
منذ كنت صغيرة قرأت العديد والعديد من الأدب العالمي ، ثم قرأت بعد ذلك لأدبائنا العظام ، كنت أحلق في عالم جميل صنعه خيالهم ، وكم كان رائعا خلاقا .. وقد حدث تطور في فن القصة ، فقد كانت القصة الكلاسيك تستفيض في الوصف ، حتي تملأ عشرات الصفحات ، فأصبح الكاتب في مرحلة تالية يختزل في الوصف ، والحقيقة أن الكاتب البارع ، يستطيع بقليل من الجمل وصف المكان أو الأشخاص ، حتي لا يمل القارئ ، الذي أصبح في الوقت الحالي يفضل أن تدخل في الحدث مباشرة .
إنني كروائية كتبت العديد من القصص ، كما قلت في موضع سابق تربو علي الثلاثين عملا ، ومن خلال تلك الخبرة أسطر تلك الكلمات .
فقبل أن نكتب رواية ، يجب أن نكون قد قرأنا كم هائل من الروايات ، وكان أديبنا الراحل نجيب محفوظ ينقل بالحرف من الرويات التي كان يقرأها ، ويكتبها بيده ، كما كان يفعل أيضا بالمعجم ، وكان له العديد من العبارات المستخدمة بالنص منه ، في أعماله الروائية الأولي . وقد فعلت مثله فكنت أكتب ما يعجبني من عبارات في كراسة ، أيضا يجب أن ندرس النص الذي نقرأه بعين التلميذ ، لا أن نمر عليه سريعا .. ومع وجود الموهبة والخيال ما نلبث أن يكون لنا أسلوبنا الخاص .ويجب علي الكاتب ألا يكتفي بالقراءة لكاتب واحد أويعجب بعد قليل منهم ، ويكتفي بالقرءة لهم دون غيرهم ، مخافة أن يرتدي الكاتب نفس عباءة تلك الزمرة القليلة من الكتاب .. فمن يريد النجاح عليه أن ينوع قراءاته .
الكاتب كي يكون متميزا يجب أن يكون واسع الثقافة في مجالات عدة ، وأن يكون ملما بما يدور حوله ، فكلما تعددت روافد المعرفة ، كلما ساعد هذا في مهارة الكاتب ، وفي تنوع أعماله ، ووضع أبعاد عميقة لها .
يجب أن تتسع صدورنا للنقد البناء ، فأحيانا تبهرنا أعمالنا ، ويهيئ لنا أنها في غاية الجودة ، وقد حدث لي هذا في رواية من أعمالي كنت أعتز بها ، وما أن بدأ النقاد يقرأون النص ، حتي شعرت بالنفور من العمل ، أو مقدمة العمل ، فقد كان بالفعل مملا .. وتعرضت لنقد شديد ، لم أدع اليأس يسيطر علي ، بل عكفت علي القراءة فترة ، ثم بدأت أكتب الفصول الأولي من جديد حتي استقام العمل .
عندما أريد أن أكتب قصة تدور بعض أحداثها في مكان صحراوي مثلا ، فإنني أقوم بعمل بحث عن هذا المكان ، حتي يهيأ لي أنني أشم هواءه ، وأمشي علي رماله .
أيضا يجب أن نقرأ في علم النفس ، وندرس الشخصية التي نكتب عنها نفسيا ، حتي لن نقع في أخطاء علمية ، ويمكن أن نسأل أصحاب المهن أنفسهم كيف يقومون بعملهم وانطباعاتهم عن هذا العمل .
إن دارسة طبائع الناس شيء مهم ، فكل شخص له بصمته الخاصة ، ومن خلال معرفتنا بالناس والتعامل معهم تخلق شخصيات العمل الأدبي ، بعد ان يضيف الكاتب من خياله علي هذه الشخصية .
الأدب ماهو إلا تجميل للواقع ، وترتيبه وليس نقلا ، وإلا كان سيرة ذاتية ، فكلما جمح الخيال بالكاتب ، كلما كان العمل جميلا ، علي أن يكون منطقيا ، يقنع المتلقي أن هذا قد حدث بالفعل .
بالنسبة لرواية الخيال العلمي ، فيجب قبل أن نطلق علي أنفسنا كتاب خيال علمي ، أن نقرأ المواد العلمية البحتة ، والموسوعات ، ونبحث في النت ، لا أقول أننا يجب أن نكون باحثين أو علماء ، ولكن علينا أن نأخذ من المادة العلمية ، ما يساعدنا علي أن نشطح بخيالنا ، وأن يكون هذا الخيال مبني علي نظرية علمية حقيقية ، فلا نقول مثلا أن البطل ، قد سقط من القمر علي الأرض واقفا ، أو أنه سقط من سفينته الفضائية مخترقا المجال الجوي .. فهذا تضليل للقارئ ، فليس كل ما يكتب من شطحات يقال عليه حيال علمي ، بل يكون فانتازيا .
كما أن رواية الخيال العلمي ، يجب أن تكون سريعة الأحداث ، بحيث تتلاحق أنفاس القارئ وهو يقرأ النص .
هذا ما يمكن أن أقدمه من خلال خبرتي كروائية ، لا كناقدة ، وبالطبع هم أكثر دراية ودراسة من الكاتب ، الذي يكون مثل السفينة ، التي تحتاج إلي ربان يوجهها ، وإلا ضلت عن طريقها .

فايزة شرف الدين
21/10/2007, 08:22 AM
فن الرواية ، بدأ فى التراجع خلال الأونة الأخيرة ، لعل هذا مرجعه إلي عنصر الوقت ، إنها فن يحتاج إلي نفس طويل ، وإلي دقة في ترتيب الأحداث ، حتي لا ينفلت العمل منا ، فيها يحلق المبدع بخياله ، فيرسم شخوصا ، ويسرد أحداثا ، ويوصف أماكن . من وجهة نظري أن الرواية يجب أن تكون شيقة ، بحيث تدفع القارئ إلي قراءتها ، واضحة الأحداث مهما تحمل من عمق الفكرة ، لأن الغموض في الرواية يرهق ذهن القارئ وتجعله ينفر من مواصلة قراءتها ، ولعل القصص التي خلدت في التاريخ خير مثال لذلك ، فمهما تنوعت المدارس ، فيجب أن يلتزم الراوي ببعض الأسس ، ونحن ككتاب رواية لا يهمنا تقسيم تلك المدارس ، نحن نكتب حسب ميولنا وأفكارنا وثقافتنا ، فلا يمكن لكاتب أن يخرج من جلده ، ويكتب عملا غير نابع من ذاته ، وإلا كان العمل تافها ، لا يلقي قبولا من القارئ .
منذ كنت صغيرة قرأت العديد والعديد من الأدب العالمي ، ثم قرأت بعد ذلك لأدبائنا العظام ، كنت أحلق في عالم جميل صنعه خيالهم ، وكم كان رائعا خلاقا .. وقد حدث تطور في فن القصة ، فقد كانت القصة الكلاسيك تستفيض في الوصف ، حتي تملأ عشرات الصفحات ، فأصبح الكاتب في مرحلة تالية يختزل في الوصف ، والحقيقة أن الكاتب البارع ، يستطيع بقليل من الجمل وصف المكان أو الأشخاص ، حتي لا يمل القارئ ، الذي أصبح في الوقت الحالي يفضل أن تدخل في الحدث مباشرة .
إنني كروائية كتبت العديد من القصص ، كما قلت في موضع سابق تربو علي الثلاثين عملا ، ومن خلال تلك الخبرة أسطر تلك الكلمات .
فقبل أن نكتب رواية ، يجب أن نكون قد قرأنا كم هائل من الروايات ، وكان أديبنا الراحل نجيب محفوظ ينقل بالحرف من الرويات التي كان يقرأها ، ويكتبها بيده ، كما كان يفعل أيضا بالمعجم ، وكان له العديد من العبارات المستخدمة بالنص منه ، في أعماله الروائية الأولي . وقد فعلت مثله فكنت أكتب ما يعجبني من عبارات في كراسة ، أيضا يجب أن ندرس النص الذي نقرأه بعين التلميذ ، لا أن نمر عليه سريعا .. ومع وجود الموهبة والخيال ما نلبث أن يكون لنا أسلوبنا الخاص .ويجب علي الكاتب ألا يكتفي بالقراءة لكاتب واحد أويعجب بعد قليل منهم ، ويكتفي بالقرءة لهم دون غيرهم ، مخافة أن يرتدي الكاتب نفس عباءة تلك الزمرة القليلة من الكتاب .. فمن يريد النجاح عليه أن ينوع قراءاته .
الكاتب كي يكون متميزا يجب أن يكون واسع الثقافة في مجالات عدة ، وأن يكون ملما بما يدور حوله ، فكلما تعددت روافد المعرفة ، كلما ساعد هذا في مهارة الكاتب ، وفي تنوع أعماله ، ووضع أبعاد عميقة لها .
يجب أن تتسع صدورنا للنقد البناء ، فأحيانا تبهرنا أعمالنا ، ويهيئ لنا أنها في غاية الجودة ، وقد حدث لي هذا في رواية من أعمالي كنت أعتز بها ، وما أن بدأ النقاد يقرأون النص ، حتي شعرت بالنفور من العمل ، أو مقدمة العمل ، فقد كان بالفعل مملا .. وتعرضت لنقد شديد ، لم أدع اليأس يسيطر علي ، بل عكفت علي القراءة فترة ، ثم بدأت أكتب الفصول الأولي من جديد حتي استقام العمل .
عندما أريد أن أكتب قصة تدور بعض أحداثها في مكان صحراوي مثلا ، فإنني أقوم بعمل بحث عن هذا المكان ، حتي يهيأ لي أنني أشم هواءه ، وأمشي علي رماله .
أيضا يجب أن نقرأ في علم النفس ، وندرس الشخصية التي نكتب عنها نفسيا ، حتي لن نقع في أخطاء علمية ، ويمكن أن نسأل أصحاب المهن أنفسهم كيف يقومون بعملهم وانطباعاتهم عن هذا العمل .
إن دارسة طبائع الناس شيء مهم ، فكل شخص له بصمته الخاصة ، ومن خلال معرفتنا بالناس والتعامل معهم تخلق شخصيات العمل الأدبي ، بعد ان يضيف الكاتب من خياله علي هذه الشخصية .
الأدب ماهو إلا تجميل للواقع ، وترتيبه وليس نقلا ، وإلا كان سيرة ذاتية ، فكلما جمح الخيال بالكاتب ، كلما كان العمل جميلا ، علي أن يكون منطقيا ، يقنع المتلقي أن هذا قد حدث بالفعل .
بالنسبة لرواية الخيال العلمي ، فيجب قبل أن نطلق علي أنفسنا كتاب خيال علمي ، أن نقرأ المواد العلمية البحتة ، والموسوعات ، ونبحث في النت ، لا أقول أننا يجب أن نكون باحثين أو علماء ، ولكن علينا أن نأخذ من المادة العلمية ، ما يساعدنا علي أن نشطح بخيالنا ، وأن يكون هذا الخيال مبني علي نظرية علمية حقيقية ، فلا نقول مثلا أن البطل ، قد سقط من القمر علي الأرض واقفا ، أو أنه سقط من سفينته الفضائية مخترقا المجال الجوي .. فهذا تضليل للقارئ ، فليس كل ما يكتب من شطحات يقال عليه حيال علمي ، بل يكون فانتازيا .
كما أن رواية الخيال العلمي ، يجب أن تكون سريعة الأحداث ، بحيث تتلاحق أنفاس القارئ وهو يقرأ النص .
هذا ما يمكن أن أقدمه من خلال خبرتي كروائية ، لا كناقدة ، وبالطبع هم أكثر دراية ودراسة من الكاتب ، الذي يكون مثل السفينة ، التي تحتاج إلي ربان يوجهها ، وإلا ضلت عن طريقها .

معتصم الحارث الضوّي
21/10/2007, 03:29 PM
الأخت الفضلى فايزة شرف الدين
أتابعُ بشغف هذه المقدمة ، و بانتظار تكملة الدراسة .

لكِ التحية و التقدير

معتصم الحارث الضوّي
21/10/2007, 03:29 PM
الأخت الفضلى فايزة شرف الدين
أتابعُ بشغف هذه المقدمة ، و بانتظار تكملة الدراسة .

لكِ التحية و التقدير

فايزة شرف الدين
22/10/2007, 12:34 AM
الأخ الكريم معتصم
لقد دفعتني كلماتك المشجعة ، أن أكتب المزيد عن فن الرواية ، وهذا من وجهة نظري المتواضعة كروائية ، فمؤكد أن النقاد هم الأقدر علي تقديم هذه الدراسة ، ولقد أضفته علي نفس الموضوع . هذا وسوف أقدم روايتي الرجل العقرب ، وهي من أدب الخيال العلمي علي حلقات ، هذا وقد نشرت القصة ولاقت إعجابا من النقاد والقراء
وأرجو أن تنال إعجابك وإعجاب الأخوة الأعضاء والزائرين .
ممتنة لك اهتمامك بالموضوع

تيسير نظمي
24/10/2007, 10:49 PM
العزيزة فايزة
قرأت الاستهلال ،، ينفع مقدمة لشهادة ابداعية تخصك ،، لكنه يفتقد للتطبيق ،، مثلا لم تستشهدي بالروائي صنع الله ابراهيم الذي تناسب توجهاتك تجربته وكنت أتوقع منك التطرق لأي من رواياته ،، عموما لنا عودة بعد أن أقرأ لك ،،
مع المودة

فايزة شرف الدين
26/10/2007, 04:44 PM
الأستاذ تيسير
إن ما أسلفت ذكره عن فن الرواية ، هو بالقطع رأي شحصي ، ناتج من تجربتي مع الرواية ، التي عشقتها منذ نعومة أظافري ، ثم من واقع كتابتي لفن الرواية ، وليس من الضرورة أن أقرأ لما قرأته سيادتك من روائيين ، لأن تعايش كل منا وحبه لكتابة شخص ما عملية أمزجة ، ومع ذلك لقد قرأت لصنع الله إبراهيم قصة واحدة ، وهي حادثة شرف وأعتقد أنني لم أكملها ، لأنها كانت تصدر سلسلة ، في مجلة الأدب المصرية ، وكان أسلوبه بديع .
ولقد ذكرت الوضوح في سرد أحداث الرواية ، لأنني عندما أقرأ بعض الروايات ترهق ذهني جدا ، لغموضها الشديد بحجة الإبداع ، فما بال القارئ العادي .. الغموض يجب أن يخدم العمل الفني ، كما في القصص البوليسية والمغامرات ، ثم يكون حل اللغز ، أما العبارات المبهمة والفكرة المبهمة ، فهي في إعتقادي لاتتناسب مع الرواية .
وأرجو من سيادتك متابعة حلقات رواية الرجل العقرب ، ويهمني رأي الأساتذة الأعضاء ،
شكرالك علي التعليق وأرجو أن تضيف لمقدمتي الاستهلالية من واقع تجربتك وقراءتك لصنع الله إبراهيم حتي يستفيد الجميع

تيسير نظمي
26/10/2007, 07:36 PM
الأستاذة فايزة
عادة ما يؤدي القتضاب الشديد لسوء فهم ما ومع ذلك أردت توضيح مقصدي في التعليق السابق كالتالي:
اهتم صنع الله ابراهيم بأدب الخيال العلمي دون غيره من الروائيين في مصر وهذا كان متوقعا منذ روايته "نجمة أغسطس" التي لها من المعمار ما يتوازى وبنية المحتوى حيث جاء المعمار بما يشبه معمار السد العالي الذي تناولته الرواية،، كما أن مجلة الأدب السوفياتي التي كانت حتى السبعينيات تصدر كانت تولي هذا الأدب "أدب الخيال العلمي" الذي نوهت به سيادتك،، اهتمامها وكانت سباقة في ذلك وكنت أترجم في السبعينيات بعض ما أجده تنويريا لأدب" الخيال غير العلمي" الذي تطفح به المكتبة العربية،،،
أما "حادثة شرف" فقد ظلمت وتم تشويه سمعة الكاتب بادعاء كاتب آخر لأسبقيته بالفكرة وهو ادعاء مضحك لكننا تدخلنا في الوقت المناسب بمقالة نشرت في حينه في "القدس العربي" والضجة كانت كفيلة بالزام قراءتها رغم صحة ما نوهت به لأنها نشرت على حلقات،،،
ما يتعلق بالغموض النقد لا يتعامل مع عموميات،، فالغموض لدى جيمس جويس نابع عن عدم العمق والمعرفة لدي القارئ السطحي أو من يقرأ الروايات البوليسية فقط ،، ومعك حق فلكل قارئ مزاجه الشخصي لكن شرط ألا يسيء إلى ما يتعارض مع مزاجه،، ففينيجانز ويك لم تجد من يترجمها بعد وفاة الدكتور طه محمود طه -طيب الله ثراه_ المختص الوحيد في أدب جويس في الشرق الأوسط ،، وهو لحسن حظي من درسنا فن الرواية في الجامعة وكان لديه مشروع يقتضي تعاوني الشخصي معه لولا حاجتي للعمل الماسة في غير مجال،،، وأعتقد أننا كنا ننوي أن نبتكر وننحت مفردات نتيجة عمق وبلاغة المفردة لدى جويس وتعقيداتها الحضارية ،، وما هذا طبعا بغموض،،
الأستاذة فايزة
لقد أخذت بنصيحتك ،،، فأطنبت ،، فالنقد وحده كما أفهمه لا يخضع للمزاج،، كما أنني قرأت ردك "إيقاعا" وعلم الألسنيات يفيد أنك كتبتيه بانفعال،،، والانفعال يفيد الفن ويضر بالنقد أو التنظير للفن،،،
مجرد توضيح للإفادة العامة وتحفيز الحوار
مودة

تيسير نظمي
26/10/2007, 07:36 PM
الأستاذة فايزة
عادة ما يؤدي القتضاب الشديد لسوء فهم ما ومع ذلك أردت توضيح مقصدي في التعليق السابق كالتالي:
اهتم صنع الله ابراهيم بأدب الخيال العلمي دون غيره من الروائيين في مصر وهذا كان متوقعا منذ روايته "نجمة أغسطس" التي لها من المعمار ما يتوازى وبنية المحتوى حيث جاء المعمار بما يشبه معمار السد العالي الذي تناولته الرواية،، كما أن مجلة الأدب السوفياتي التي كانت حتى السبعينيات تصدر كانت تولي هذا الأدب "أدب الخيال العلمي" الذي نوهت به سيادتك،، اهتمامها وكانت سباقة في ذلك وكنت أترجم في السبعينيات بعض ما أجده تنويريا لأدب" الخيال غير العلمي" الذي تطفح به المكتبة العربية،،،
أما "حادثة شرف" فقد ظلمت وتم تشويه سمعة الكاتب بادعاء كاتب آخر لأسبقيته بالفكرة وهو ادعاء مضحك لكننا تدخلنا في الوقت المناسب بمقالة نشرت في حينه في "القدس العربي" والضجة كانت كفيلة بالزام قراءتها رغم صحة ما نوهت به لأنها نشرت على حلقات،،،
ما يتعلق بالغموض النقد لا يتعامل مع عموميات،، فالغموض لدى جيمس جويس نابع عن عدم العمق والمعرفة لدي القارئ السطحي أو من يقرأ الروايات البوليسية فقط ،، ومعك حق فلكل قارئ مزاجه الشخصي لكن شرط ألا يسيء إلى ما يتعارض مع مزاجه،، ففينيجانز ويك لم تجد من يترجمها بعد وفاة الدكتور طه محمود طه -طيب الله ثراه_ المختص الوحيد في أدب جويس في الشرق الأوسط ،، وهو لحسن حظي من درسنا فن الرواية في الجامعة وكان لديه مشروع يقتضي تعاوني الشخصي معه لولا حاجتي للعمل الماسة في غير مجال،،، وأعتقد أننا كنا ننوي أن نبتكر وننحت مفردات نتيجة عمق وبلاغة المفردة لدى جويس وتعقيداتها الحضارية ،، وما هذا طبعا بغموض،،
الأستاذة فايزة
لقد أخذت بنصيحتك ،،، فأطنبت ،، فالنقد وحده كما أفهمه لا يخضع للمزاج،، كما أنني قرأت ردك "إيقاعا" وعلم الألسنيات يفيد أنك كتبتيه بانفعال،،، والانفعال يفيد الفن ويضر بالنقد أو التنظير للفن،،،
مجرد توضيح للإفادة العامة وتحفيز الحوار
مودة

فايزة شرف الدين
26/10/2007, 08:53 PM
أستاذي االعزيز تيسير
أبدا لم أكن منفعلة لتعليقك ، فأنت كنت محق في كل ما تقول ، فأنا روائية ولست ناقدة ، فلم أدرس النقد ، وعندي كتب للنقد ، لم أقرأها ، لأن قرأءة الأعمال الأدبية تكون أنفع للمبدع ، فالنقد له أساتذته ، وكما قلت أن النقد لا يخضع للإنطباع الشخصي ، وهذا رأي صائب ، فما كتبته لم أقصد به النقد ، وعموما ، أرجو من سيادتك ، مواصلة ما بدأته بشكل علمي ممنهج ، حتي أستفيد منك ويستفيد الجميع .
لقد علق الأستاذ عبد الحميد الغرباوي عن كلمة لي ، أن الموقع يحتاج النقاد الدارسين ، ويشرفني أن أسمع لنصائحك ، فأنا ممن يقبلون النقد بصدر رحب .
أحب أن أنوه ، أنني لم أعرف أن صنع الله يكتب خيالا علميا ، لذا لم أفهم ما ترمي إليه ، فرغم أن لي العديد من قصص الخيال العلمي ، إلا أنني لم أقرأ خيالا علميا ، ونادرا ما أشاهد فيلما للخيال العلمي ، وذلك حتي لا أتأثر بأسلوب الكتابة ، أو أحداث الفيلم .
بالنسبة للغموض ، كثيرا ما تحمل الرواية فكرة عميقة ، وهذا جيد ، ولكن كثيرا من الروائيين العرب ، يستخدمون الغموض من أجل الغموض ، فلا نستطيع أن نخرج من الرواية بأي شيء .
عرفت من ملفك الشخصي سابقا ، أن سيادتك مترجم لعديد من اللغات ، وهذ يجعلني أقف لك تحية وإجلالا ، ليس غضبا وامتعاضا ، وأرجو منك للمرة الثانية أن تقرأ الفصل الأول لرواية الرجل العقرب ، حتي أبدأ في تنزيل الفصول الأخري تباعا ، وسأتقبل النقد من سيادتكم بصدر رحب ، وأرجو أن تفرد موضوعا للنقد عن الخيال العلمي ، ليشارك معنا جميع االروائيين .
لك شكري العميق لاهتمامك بالرد علي

فايزة شرف الدين
26/10/2007, 08:53 PM
أستاذي االعزيز تيسير
أبدا لم أكن منفعلة لتعليقك ، فأنت كنت محق في كل ما تقول ، فأنا روائية ولست ناقدة ، فلم أدرس النقد ، وعندي كتب للنقد ، لم أقرأها ، لأن قرأءة الأعمال الأدبية تكون أنفع للمبدع ، فالنقد له أساتذته ، وكما قلت أن النقد لا يخضع للإنطباع الشخصي ، وهذا رأي صائب ، فما كتبته لم أقصد به النقد ، وعموما ، أرجو من سيادتك ، مواصلة ما بدأته بشكل علمي ممنهج ، حتي أستفيد منك ويستفيد الجميع .
لقد علق الأستاذ عبد الحميد الغرباوي عن كلمة لي ، أن الموقع يحتاج النقاد الدارسين ، ويشرفني أن أسمع لنصائحك ، فأنا ممن يقبلون النقد بصدر رحب .
أحب أن أنوه ، أنني لم أعرف أن صنع الله يكتب خيالا علميا ، لذا لم أفهم ما ترمي إليه ، فرغم أن لي العديد من قصص الخيال العلمي ، إلا أنني لم أقرأ خيالا علميا ، ونادرا ما أشاهد فيلما للخيال العلمي ، وذلك حتي لا أتأثر بأسلوب الكتابة ، أو أحداث الفيلم .
بالنسبة للغموض ، كثيرا ما تحمل الرواية فكرة عميقة ، وهذا جيد ، ولكن كثيرا من الروائيين العرب ، يستخدمون الغموض من أجل الغموض ، فلا نستطيع أن نخرج من الرواية بأي شيء .
عرفت من ملفك الشخصي سابقا ، أن سيادتك مترجم لعديد من اللغات ، وهذ يجعلني أقف لك تحية وإجلالا ، ليس غضبا وامتعاضا ، وأرجو منك للمرة الثانية أن تقرأ الفصل الأول لرواية الرجل العقرب ، حتي أبدأ في تنزيل الفصول الأخري تباعا ، وسأتقبل النقد من سيادتكم بصدر رحب ، وأرجو أن تفرد موضوعا للنقد عن الخيال العلمي ، ليشارك معنا جميع االروائيين .
لك شكري العميق لاهتمامك بالرد علي

تيسير نظمي
27/10/2007, 02:54 AM
تلبية لطلب الزميلة فايزة شرف الدين بذكر أمثلة عن أدب الخيال العلمي ، وأشكرها على شحذ الذاكرة، أورد ملخصا لقصة واحدة من قصص مجلة الأدب السوفييتي التي كانت تصدر باللغة الانجليزية في السبعينيات من القرن الماضي،، القصة تعالج إمكانية تحدي الموت الذي ينجم عن هلاك الجسد وأعطابه وأمراضه خاصة عندما يداهم العلماء والعباقرة في أوج عطائهم وتقترح نقل دماغ أحدهم بكل خبراته الذهنية والحسية بالتأكيد والعاطفية بالنتيجة إلى جسد آخر فتي،،،
أعتقد أنها أثارت دهشة لا تثيرها اليوم مع تقدم علوم ومنتجات الالكترونيات والسوفت وير والبرمجيات المستخدمة في الطب بفضل تقدم الحوسبة، لكن المعضلات الأخلاقية والانسانية التي أثارتها تلك القصة ما تزال قائمة،، ومنها :
ما ذنب صاحب الجسد الفتي بأن يرث تجارب شخص غيره دون إرادة منه أو دون خياراته؟
ثانيا: هل سيبقى العالم عالما عندما يوهب جسدا فتيا ؟ وهل تبقى خياراته الانسانية ذاتها والعاطفية والنفسية كذلك؟
ثالثا: الاشكال الديني والذي أثارته بعد القصة بسنوات عمليات وتجارب الاستنساخ
رابعا: الاقناع العلمي فالطيران أيضا بدأ لدى عباس بن فرناس بخيال علمي منقوص
خامسا: الوظيفة العلمية للأدب أم الانسانية ، أيهما أحق بالالتزام بها؟ أيها أبقى للبشرية؟
سادسا: القصة رغم علميتها الصرفة لم تتنبأ بانهيار الاتحاد السوفييتي مقارنة بأعمال تنبأت بالثورة الروسية والثورة الفرنسية من قبلها...الخ من القضايا،،
لكن القصة محبوكة فنيا ومشغولة بمهارة كاتب حقيقي وليس حكاء " حكواتي" كما يقال.
www.nazmi.org/literature/Page_2.html

تيسير نظمي
27/10/2007, 02:54 AM
تلبية لطلب الزميلة فايزة شرف الدين بذكر أمثلة عن أدب الخيال العلمي ، وأشكرها على شحذ الذاكرة، أورد ملخصا لقصة واحدة من قصص مجلة الأدب السوفييتي التي كانت تصدر باللغة الانجليزية في السبعينيات من القرن الماضي،، القصة تعالج إمكانية تحدي الموت الذي ينجم عن هلاك الجسد وأعطابه وأمراضه خاصة عندما يداهم العلماء والعباقرة في أوج عطائهم وتقترح نقل دماغ أحدهم بكل خبراته الذهنية والحسية بالتأكيد والعاطفية بالنتيجة إلى جسد آخر فتي،،،
أعتقد أنها أثارت دهشة لا تثيرها اليوم مع تقدم علوم ومنتجات الالكترونيات والسوفت وير والبرمجيات المستخدمة في الطب بفضل تقدم الحوسبة، لكن المعضلات الأخلاقية والانسانية التي أثارتها تلك القصة ما تزال قائمة،، ومنها :
ما ذنب صاحب الجسد الفتي بأن يرث تجارب شخص غيره دون إرادة منه أو دون خياراته؟
ثانيا: هل سيبقى العالم عالما عندما يوهب جسدا فتيا ؟ وهل تبقى خياراته الانسانية ذاتها والعاطفية والنفسية كذلك؟
ثالثا: الاشكال الديني والذي أثارته بعد القصة بسنوات عمليات وتجارب الاستنساخ
رابعا: الاقناع العلمي فالطيران أيضا بدأ لدى عباس بن فرناس بخيال علمي منقوص
خامسا: الوظيفة العلمية للأدب أم الانسانية ، أيهما أحق بالالتزام بها؟ أيها أبقى للبشرية؟
سادسا: القصة رغم علميتها الصرفة لم تتنبأ بانهيار الاتحاد السوفييتي مقارنة بأعمال تنبأت بالثورة الروسية والثورة الفرنسية من قبلها...الخ من القضايا،،
لكن القصة محبوكة فنيا ومشغولة بمهارة كاتب حقيقي وليس حكاء " حكواتي" كما يقال.
www.nazmi.org/literature/Page_2.html

ابراهيم خليل ابراهيم
16/02/2008, 05:39 PM
تحية طيبة على ماجاء هنا من علم اسعدنا
تحية لكل من يساهم فى اثراء العقل
تحية لمن يأخذ بيد كل من اهتم بالكلمة
مع اطيب تحياتى

ابراهيم خليل ابراهيم
16/02/2008, 05:39 PM
تحية طيبة على ماجاء هنا من علم اسعدنا
تحية لكل من يساهم فى اثراء العقل
تحية لمن يأخذ بيد كل من اهتم بالكلمة
مع اطيب تحياتى

موسى عبد المحسن
19/05/2008, 03:01 PM
كلمك الذي يطبق عليه المثل القائل
(خير الكلام ماقل ودل )
افادني عن فن الروايه لاني حاولت ان اكتب روايه ففشلت
شكرا لك

موسى عبد المحسن
19/05/2008, 03:01 PM
كلمك الذي يطبق عليه المثل القائل
(خير الكلام ماقل ودل )
افادني عن فن الروايه لاني حاولت ان اكتب روايه ففشلت
شكرا لك

فايزة شرف الدين
26/05/2008, 07:04 PM
الأخ / موسى
أسعدني مرورك جدا ، ونعليقك المختصر المشجع .. وأضيف أننا عندما نقرأ في النقد كثيرا ، فهذا لا يصنع منا كتابا متألقين ، وأتذكر مقولة أعتقد أنها ليوسف السباعي " إنني لا أهتم بقرأءة النقد أبدا ، أو أنصت له .. وقراءة الأعمال الأدبية هي الأجدى في تعلم فن الكتابة " .
وهناك مقولة تقول .. أن الناقد ما هو إلا أديب فاشل .
الحقيقة أنني قرأت لنقاد كبار أعمالا روائية لهم ، قد تتسم بالاقتدار والتمكن في اللغة ، ولكن ينقصها الحس الإبداعي .
ومع ذلك أقدر جدا رأي النقاد .. لأنهم غالبا يضعون أيديهم على موضع الضعف .. هذا إذا كان هذا الناقد يريد بالفعل مساعدة الأديب ، وليس النيل منه والإسفاف منه بأي شكل .
http://www.up1up2.com/up3/uploads/b91979e31a.gif (http://www.up1up2.com/up3/index.php?do=2347)

ريمه الخاني
15/06/2008, 10:15 AM
القصه القصيرة لملمت القراء على مائدتها واستطاعت ان تريح فكر المتلقي بنصها المختصر المكثف كما في كل مجالات الدنيا السان ويتش
فالوجبات السريعه سمة العصر....
ولكن الكاتب المقتدر عليه ان يتقن تنوع الفنون في جعبته والراتقاء يحتم عليه نفسا كتابيا يطول مع الوقت
احترم تلك الدراسه وا ود المتابعه
تقديري

ناهد يوسف حسن
17/06/2008, 11:37 AM
قرأت موضوعك والمداخلات لما فيها من الفائدة
شكراً لكِ على التوضيح
وتابعي يا رعاكِ الله
فأنا بدأت من فترة بكتابة رواية
وسأحتاج توجيهاتكِ أكيد

دكتور/ مخلص أمين رزق
18/06/2008, 04:02 AM
الأستاذة الفاضلة/ فايزة شرف الدين
كتابة الرواية ربما أسميه فن روحاني إبداعي أما النقد فهو فن عقلي تحليلي.
وأراكم وقد تفوقتم فى كتابة الرواية والنقد معاً؛ فالناقد حينما يكون ناقداً فقط ربما يكون "أديب فاشل" أما أن يكون ناقداً وأديباً معاً فهو "أديب ناجح بجدارة" .. فلا زلت أذكر نقدكم الذكي الهادف لبعض من قصصى القصيرة جداً المنشورة على هذا المنتدى والذي إتخذته منهاجاً لتكملة باقى القصص إلى أن وصلت إلى خمسين قصة قصيرة جداً وقد نشرتهم -بفضل الله- لدى إحدى دور النشر فى نسخة ورقية . (معذرة لن أذكر إسم الكتاب أو دار النشر لئلا تحسب دعاية).
ويشرفني أن أهدي لسيادتكم -وإلى السادة أدباء منتدى القصة القصيرة جداً- نسخة منها عرفاناً بجميلكم إذا تفضلتم وأرسلتم عنوانكم على بريدي الإليكتروني:
mokhlesameen@yahoo.com
السيدة الفاضلة/ فايزة شرف الدين
في انتظار تكملة مقالاتكم الثرية عن فن الرواية ورواية الخيال العلمي .. ولسيادتكم جزيل التحية والإحترام؛؛ مخلص أمين

فايزة شرف الدين
18/06/2008, 09:08 AM
السادة المبدعين
قرأت تعليقاتكم ، وكم وأسعدتني جدا .. وسوف أرد عليكم كل على حدة إن شاء الله ، وذلك لانشغالي ببعض الأمور .. أرجو أن أوفق بمساعدتكم ومدخلاتكم إلي كتابة موضوع عن كتابة الرواية بطريقة سهلة وبسيطة .. ونستفيد من بعضنا البعض بتبادل الخبرات والمعارف .

معتصم الحارث الضوّي
18/06/2008, 11:24 AM
الأستاذة الفضلى فايزة
ثبّتُ الموضوع للفائدة العامة، وبانتظار المزيد من إشراقاتك في هذا المجال.

مع فائق تقديري

فايزة شرف الدين
20/06/2008, 08:49 PM
الأخت الغالية م ريمة
أسعدني مرورك وتعليقك .. والحق معك في كل ما أوردتيه في تعليقك .. فالقصة القصيرة أصبح لها عشاقها الكثر وتراجع فن الرواية .. على الرغم ان هناك أصوات تقول انه عاد لينال نفس الاهتمام السابق من القراء .. أيا كان مهما قيل أن القصة القصيرة تحتاج مهارة فائقة من كاتبها وقدرة على التكثيف ومع أني جديدة نوعا فيها .. فقد كنت أفضل دائما قراءة وكتابة الروايات .. الا أن الرواية بالفعل تحتاج مجهود كبير جدا وقدر كبير من الثقافة والمام بمناحي كثيرة من العلوم .. كي نتالق في كتابة الرواية .
شكري العميق لك أختي ريمة

فايزة شرف الدين
20/06/2008, 09:04 PM
الأخت الكريمة ناهد
بعد أن كتبت العديد من الروايات .. توقفت فترة وذلك كي أتلقي وأنصت الى توجيهات عدة نقاد .. ولقد استفدت منهم الكثير .. فكثيرا ما نقرأ كتب النقد ولا نستفيد منها أي شيء سوى كلمات محفوظة وعبارات تشبه الأكلشيه .. أما النقد المباشر للعمل فهو يجعلنا نعرف أخطاءنا .. والحقيقة أعجب جدا أن كثير من الكتاب خاصة الغير متالقين في كتابتهم يرفضون النقد ويتقبلونه كنوع من بخس أعمالهم .. بل يتهمون من يعلق بأنه جاهل .. وفي واتا وعلي هذا التصفح وفي تصفح آخر تقبلت نقد الأستاذ تيسير نظمي برحابة صدر .. ورغم حزمه وربما قسوته .. فقد استفدت منه كثيرا جدا أكثر مما يتخيل هو .
ويمكنك أن تبدأي ونعمل ورشة عمل باذن الله كي نطور أعمالنا .
سعدت بك عزيزتي ناهد

فايزة شرف الدين
20/06/2008, 09:25 PM
الدكتور الكريم مخلص أمين
أولا معذرة لأن هناك حروف ساقطة اثناء كتابتي وذلك لأني استخدم جهاز أولادي لعطل في خط النت عندي
أولا اشكرك علي تعليقك الجميل جدا .. وربما أسماء الأشخاص تصبغهم بمعانيها .. فانت ايها الأخ العزيز تمتلك الموهبة بالفعل .. وعندك الاستعداد لتلقي النقد وهذا شيء يحسب لك .. وهذا معناه انك ستتألق الى آفاق عالية جدا .
ولقد شرفت باضافة أميلك عندي ولك جزيل الشكر على هديتك الرائعة .
الحقيقة عندي كثير من الروايات العلمية بعضها نشر وهي عن الفضاء وللأسف العدد الأول والثاني ليس عندي منها نسخة في برنامج الورد .. كما عندي روايات علمية اخرى ولكنها لم تنشر واخشى أن تتعرض للسرقة .. كما أني أسعي ان تنشر لدى دور نشر تهتم بتلك الأعمال .
نحن معا في كتابة فن الرواية .. وأتمنى أن يشاركنا نقاد ليدلوا بدلوهم لناخذ خبراتهم .
شكرا لك

فايزة شرف الدين
21/06/2008, 01:00 AM
هذا رد على تساؤل الأخ موسى عبد المحسن فيما يخص خطة عمل لكتابة الرواية

كتابة الرواية تحتاج نفس طويل جدا وكي تكتب الرواية عليك أن تلتزم ببعض الأشياء وهي كما أسلفت في موضوع فن الرواية .. عليك قراءة العديد والعديد من الأعمال الروائية سواء لكتابنا العرب أو كتاب الغرب التي تتسم أعمالهم بسرعة الحركة وعدم الملل .
وعندما تأتيك فكرة رواية .. عليك كتابة فكرتها بسرعة ، لأنها سرعان ما تتلاشي إذا لم تقم بتدوينها في التو .. ويمكنك أن تعود إليها فيما بعد ، وعند ذلك عليك بإعداد خطة عمل لها .
عليك أن تلم بجو الرواية النفسي ، والبيئة المحيطة بها .. أيضا البحث قبل الكتابة في المواضيع التي تحتاج دراسة ، أو معلومة تاريخية أو علمية ، ويمكنك الرجوع إلي أصحاب الاختصاص إذا كان البطل محاميا أو طبيبا أو رساما ، وتدرس عاداتهم ، وتخبر الطبائع البشرية ، وترسم بقلمك الانفعالات التي تصدر عنهم وترتسم على ملامحهم .
استهلال الرواية مهم جدا .. وعليك أن تشد القارئ إليك من أول جملة كي لا يأخذه الملل .
الرواية تبدأ بالمقدمة ، ومن واقع خبرتي مع القراء أصبحت لا اطيل فيها .. فيجب أن تتصاعد الأحداث وتتطور مع كل جملة جديدة ، ولا تعطي للقارئ الحل منذ البداية ، فعلينا أن نثير لديه متعة الكشف ، ومع كل حدث جديد نحاول أن نجدد تلك المتعة وتصل ذروتها مع العقدة ، وهي الحدث والعقبة الكبيرة في الرواية .. ثم نبدأ في الكشف ، ولا ينتهي إلا مع آخر جملة .
الرواية فيها الوصف ، فتصف الأشخاص خاصة بطل القصة ، وباقي الشخصيات من حيث الشكل الجثماني والانفعالي .. ولكن بقليل من الكلمات وتكون وافية في نفس الوقت .. أيضا وصف البيئة المحيطة ، والجو النفسي المحيط ، وكلما غصنا داخل الشخصيات وما يعتمل داخلها من أفكار كلما كان هذا أفضل ويثري العمل .
أيضا السرد وهو الذي يربط بين الأحداث ، وفيه تقول مثلا أن البطل ذهب إلي المكان الفلاني وقابل فلانا ثم يبدأ الحوار .. والحوار هنا يقطع الملل على القارئ ، وفي مبحث في منتدى قناديل الفكر .. ذكر فيه أن الحوار يجب أن يكون على قدر شخصية المتكلم ، فلا نأتي بفلاح أمي يتكلم فلسفة .. يجب أن يكون الحوار على مقدار مستواه الفكري ، وكذلك لو كان المتكلم طفلا مثلا .
المزج بين الوصف والحوار ة والسرد بشكل متوازن يحفظ للرواية اتزانها .
عندما تبدأ في مواصلة الرواية ، يجب أن تعيد مع كل مرة ما كتبته ، وتضيف أو تحذف ، وأيضا لتذكر الأحداث ثم جعلها حلقة متصلة .
هذا اختصار شديد حسب رؤيتي وإدراكي .. وتحت أمرك في أي سؤال يمكنك أن تطرحه .

فايزة شرف الدين
21/06/2008, 01:00 AM
هذا رد على تساؤل الأخ موسى عبد المحسن فيما يخص خطة عمل لكتابة الرواية

كتابة الرواية تحتاج نفس طويل جدا وكي تكتب الرواية عليك أن تلتزم ببعض الأشياء وهي كما أسلفت في موضوع فن الرواية .. عليك قراءة العديد والعديد من الأعمال الروائية سواء لكتابنا العرب أو كتاب الغرب التي تتسم أعمالهم بسرعة الحركة وعدم الملل .
وعندما تأتيك فكرة رواية .. عليك كتابة فكرتها بسرعة ، لأنها سرعان ما تتلاشي إذا لم تقم بتدوينها في التو .. ويمكنك أن تعود إليها فيما بعد ، وعند ذلك عليك بإعداد خطة عمل لها .
عليك أن تلم بجو الرواية النفسي ، والبيئة المحيطة بها .. أيضا البحث قبل الكتابة في المواضيع التي تحتاج دراسة ، أو معلومة تاريخية أو علمية ، ويمكنك الرجوع إلي أصحاب الاختصاص إذا كان البطل محاميا أو طبيبا أو رساما ، وتدرس عاداتهم ، وتخبر الطبائع البشرية ، وترسم بقلمك الانفعالات التي تصدر عنهم وترتسم على ملامحهم .
استهلال الرواية مهم جدا .. وعليك أن تشد القارئ إليك من أول جملة كي لا يأخذه الملل .
الرواية تبدأ بالمقدمة ، ومن واقع خبرتي مع القراء أصبحت لا اطيل فيها .. فيجب أن تتصاعد الأحداث وتتطور مع كل جملة جديدة ، ولا تعطي للقارئ الحل منذ البداية ، فعلينا أن نثير لديه متعة الكشف ، ومع كل حدث جديد نحاول أن نجدد تلك المتعة وتصل ذروتها مع العقدة ، وهي الحدث والعقبة الكبيرة في الرواية .. ثم نبدأ في الكشف ، ولا ينتهي إلا مع آخر جملة .
الرواية فيها الوصف ، فتصف الأشخاص خاصة بطل القصة ، وباقي الشخصيات من حيث الشكل الجثماني والانفعالي .. ولكن بقليل من الكلمات وتكون وافية في نفس الوقت .. أيضا وصف البيئة المحيطة ، والجو النفسي المحيط ، وكلما غصنا داخل الشخصيات وما يعتمل داخلها من أفكار كلما كان هذا أفضل ويثري العمل .
أيضا السرد وهو الذي يربط بين الأحداث ، وفيه تقول مثلا أن البطل ذهب إلي المكان الفلاني وقابل فلانا ثم يبدأ الحوار .. والحوار هنا يقطع الملل على القارئ ، وفي مبحث في منتدى قناديل الفكر .. ذكر فيه أن الحوار يجب أن يكون على قدر شخصية المتكلم ، فلا نأتي بفلاح أمي يتكلم فلسفة .. يجب أن يكون الحوار على مقدار مستواه الفكري ، وكذلك لو كان المتكلم طفلا مثلا .
المزج بين الوصف والحوار ة والسرد بشكل متوازن يحفظ للرواية اتزانها .
عندما تبدأ في مواصلة الرواية ، يجب أن تعيد مع كل مرة ما كتبته ، وتضيف أو تحذف ، وأيضا لتذكر الأحداث ثم جعلها حلقة متصلة .
هذا اختصار شديد حسب رؤيتي وإدراكي .. وتحت أمرك في أي سؤال يمكنك أن تطرحه .

ناهد يوسف حسن
21/06/2008, 04:34 AM
أختي فايزة شرف الدين
سعدت بمتابعة ما تكتبين في هذا الموضوع الهام
وأبدأ معكِ بإذن الله تعالى حينما تريدين

ناهد يوسف حسن
21/06/2008, 04:34 AM
أختي فايزة شرف الدين
سعدت بمتابعة ما تكتبين في هذا الموضوع الهام
وأبدأ معكِ بإذن الله تعالى حينما تريدين

فايزة شرف الدين
21/06/2008, 06:18 PM
الأخت ناهد
يمكنك البدء في أي وقت تشاءين ، وسوف نحاول أن نصل للأفضل بإذن الله .

فايزة شرف الدين
21/06/2008, 06:18 PM
الأخت ناهد
يمكنك البدء في أي وقت تشاءين ، وسوف نحاول أن نصل للأفضل بإذن الله .

منى حسن محمد الحاج
21/06/2008, 06:26 PM
أستاذتي العزيزة الأديبة فايزة شرف الدين:
نشكرك على هذا الطرح الرائع المفيد
والذي يلفت الأنظار لفن غاية في الأهمية
والذي شدنا لمتابعته وفي انتظار المزيد من قلمك الرائع..
فليس كلُ من يُمسك قلمًا كاتب
إنما للكتابة أصول.. وأنت تُنقبين عنها
لك كل الود والتقدير

منى حسن محمد الحاج
21/06/2008, 06:26 PM
أستاذتي العزيزة الأديبة فايزة شرف الدين:
نشكرك على هذا الطرح الرائع المفيد
والذي يلفت الأنظار لفن غاية في الأهمية
والذي شدنا لمتابعته وفي انتظار المزيد من قلمك الرائع..
فليس كلُ من يُمسك قلمًا كاتب
إنما للكتابة أصول.. وأنت تُنقبين عنها
لك كل الود والتقدير

فايزة شرف الدين
22/06/2008, 09:10 PM
الأخ / معتصم
أشكرك جدا أن ثبت موضوع فن الرواية .. وأرجو أن أكون عند حسن الظن وعلى مستوى المسئولية .. فطالما خفت كثيرا من الكلمة المكتوبة .. فبها سطرت الكتب المقدسة ، ومنها ننهل الفكر .. ومن خلالها سقطت أمبراطوريات ونهضت أخرى .. وعن طريقها عرف الإنسان الحضارة وحفظ تاريخه .. لذا فالكلمة في غاية القدسية .. وعلينا جميعا أن نتولاها بالرعاية .. وأيضا نتقبل النقد إذا كان هناك إعوجاج فنحن في النهاية بشر ، وما نكتبه ليس بقرآن يتلى .. لذا فكلنا نحتاج النقد الحقيقي وليس المجامل كي نصل إلي هدفنا الأسمى .

http://www.10neen.com/up/uploads/166a1e587b.gif (http://www.10neen.com/up/)

فايزة شرف الدين
22/06/2008, 09:10 PM
الأخ / معتصم
أشكرك جدا أن ثبت موضوع فن الرواية .. وأرجو أن أكون عند حسن الظن وعلى مستوى المسئولية .. فطالما خفت كثيرا من الكلمة المكتوبة .. فبها سطرت الكتب المقدسة ، ومنها ننهل الفكر .. ومن خلالها سقطت أمبراطوريات ونهضت أخرى .. وعن طريقها عرف الإنسان الحضارة وحفظ تاريخه .. لذا فالكلمة في غاية القدسية .. وعلينا جميعا أن نتولاها بالرعاية .. وأيضا نتقبل النقد إذا كان هناك إعوجاج فنحن في النهاية بشر ، وما نكتبه ليس بقرآن يتلى .. لذا فكلنا نحتاج النقد الحقيقي وليس المجامل كي نصل إلي هدفنا الأسمى .

http://www.10neen.com/up/uploads/166a1e587b.gif (http://www.10neen.com/up/)

فايزة شرف الدين
22/06/2008, 11:09 PM
الغالية / منى
في هذا المكان بالفعل أشعر أنني في بيتي .. ففي القصة القصيرة أكون زائرة .. وفن الرواية هو فن بديع ، فرغم الوقت الطويل الذي نقضيه في قراءة الرواية ، إلا أننا نعايش أحداثها ونشعر أننا أصبحنا جزءا من الشخصيات .. وأحيانا كثيرة نتصور أننا أحد شخصيات الرواية.
وبالنسبة لرواية الخيال العلمي .. أو الرواية العلمية التي فكرتها تعتمد علي حقائق علمية هي موجودة على أرض الواقع وليست متخيلة .. تكون قراءة المادة العلمية لها السبق عن فكرة الرواية نفسها .. ولنضرب مثلا في رواية الرجل العقرب وهي من الخيال العلمي .
هذه الرواية بزغت في رأسي كنوع من التحدي .. عندما عرضت مجموعة قصص لي عن الفضاء وقد نشر منها أربعة بالفعل على صديق كاتب له أعمال في السوق ، ولكن أعماله كانت تتسم بأن فيها نوع من النقل والتقليد رغم أنه حقق اسما لا بأس به .. فطرح هذا الكاتب الأعمال جانبا مع أننا فعلا في الوطن العربي نفتقد هذا النوع من الأدب ، ومن يكتب فيه لا يضارع الأكشن الموجود في الأفلام الغربية ، من هنا توجد الفجوة .. ولنعد إلي رواية الرجل العقرب .
يومها شعرت بإحباط شديد .. وبدأت أفكر في قصة مثيرة .. فقلت الرجل الثعبان .. الرجل الذئب .. لكن هذا موجود بالفعل وطرح هذا في فيلم عالمي ورغم جماله إلا أنه ليس مبنيا على فكرة علمية .. ثم بدأت أفكر في العقرب .. وكيف يمكن أن يصير الإنسان عقربا وبطريقة علمية .. لأني لا أستطيع هضم الفانتازيا والقصص المبنية علي خيال صارخ ليس له أصول علمية .
وكانت ثورة الاستنساخ في بدايته أو علي الأصح في أوجه عندما استنسخت النعجة دوللي .. فقرأت مرجعا كبيرا في الاستنساخ .. ثم كتابا آخر عن أول عملية استنساخ لآدمي في العالم ، وكما أدعى الكاتب أنها حدثت سنة سبعين من القرن الماضي .. أيا كان هذا صحيحا أم لا فقد حصلت على معلومات حقيقية عن المختبرات وعن فكرة الاستنساخ والمؤمل منها من قبل علماء وساسة الغرب .
بدأت أجمع نقاط وبنذ علمية ، واضع كل نبذة في فكرة أو حدث في القصة .. وقد استغرقت شهرا كاملا في إعداد المادة العلمية .
الغريب في الأمر أني كنت أذاكر لأولادي الثلاثة وكانوا صغارا ، وبدأت في كتابة الرواية أثناء مذاكرتي لهم ، علي غير عادتي في الكتابة .
استطعت كتابة هذه الرواية في خلال شهر ، وأصبح هذا أسلوبي بعد ذلك في الكتابة .
فالرواية العلمية تحتاج شقين أساسين .. أولا أن نقرأ مراجع ومقالات علمية ، وأيضا متابعة البرامج العلمية التى تعرض عبر القنوات الفضائية .. ثم نبدأ تسجيل المعلومة التي تثير اهتمامنا ، ولكني أضيف موقف متخيل ثم أستخدمه بعد ذلك .
وأضيف أننا يجب أن نهتم بجميع المعلومات العلمية سواء في علوم البحار أو الزراعة أو الفضاء أو العلوم العسكرية .. إلخ .. لأننا ما نلبث أن نستفيد منها في كتابة أعمالنا ككل .
أيضا نحتاج قراءة الأعمال الروائية المتنوعة كنوع من ثقل اللغة واستخدام تراكيب جديدة علينا أو خاصة بنا .
والحقيقة أني لم أقرأ روايات علمية لغيري إلا نادرا جدا ولا أتذكرها .. وقليلا ما أشاهد أفلام خيال علمي فالقليل منها هو الذي يعجبني .. لأن الأمريكان مثلا يعتمدون على الأكشن والخدع البصرية وليس على معلومة حقيقية .. كما أن هذه الأعمال كثيرا ماتتسم بالصلف والبعد عن روح الإيمان .
لذا كان علي ككاتبة عربية ومسلمة أيضا أن أجمع بين العلوم التى أكثرها في الوقت الحالي غربية ، والروح الشرقية التي تتسم بالإيمان .. وأنه لو كان يوجد أكوان أخرى ، وكائنات غيرنا في هذا الكون لآمنوا بالله .
ولاننسى كما أسلفت سرعة الحركة ، ومع كل قصة جديدة بدأت أراعي هذا ، وأخذت أتخلص من الحشو الزائد .
لقد تعلمت من النقاد الذين تعاملت معهم خلال العام الماضي الكثير .. فقد كانوا يتوقفون عند الكلمة واللفظ ، ومن ثم أدركت أنه يجب ألا نسرف مثلا في الوصف أو الحوار أو في السرد مهما كانت عباراتنا جزلة أو تعجبنا .
وهذا من باب أولى لرواية الخيال العلمي أو الرواية العلمية .. وفي رواية الرجل العقرب تخلصت من الاستهلال كله ، رغم أني كنت أهيئ القارئ للجو النفسي للرواية ، وذلك بعد تعقيب الأستاذ تيسير نظمي .
ومع أني أدركت ابعاد نقده لي منذ أول وهلة .. ولم يكن في كل نقده محقا .. لأنه اعتبر أن الرجل العقرب هو الدكتور عزام .. ولكني لم أرد عليه .. فقد نزلت جميع الفصول كي أؤكد أنه يوجد هنا روائية ، وأن النقد سوف يثري العمل ولن يدمره وقد كان .
فقد أستفدت كثيرا من نقد الأستاذ تيسير نظمي ، ورغم حزمه الشديد ، إلا أن واتا تفتقد هذا الرجل بالفعل .. فطالما ربت الأرض وأنبتت بمثل هؤلاء الرجال الأشداء .
وأقدم الشكر لكل الأخوة الأعضاء لهذه الثقة التي لا أستحقها .. فأقول وأكرر ما أكتبه ليس نقدا ، وإنما هو من تجاربي ، وأتمنى أن يطرح كل عضو من الروائين الذين مارسوا كتابة الرواية تجاربهم لنستفيد كلنا .


http://www.10neen.com/up/uploads/a98dad9331.gif (http://www.10neen.com/up/)

فايزة شرف الدين
22/06/2008, 11:09 PM
الغالية / منى
في هذا المكان بالفعل أشعر أنني في بيتي .. ففي القصة القصيرة أكون زائرة .. وفن الرواية هو فن بديع ، فرغم الوقت الطويل الذي نقضيه في قراءة الرواية ، إلا أننا نعايش أحداثها ونشعر أننا أصبحنا جزءا من الشخصيات .. وأحيانا كثيرة نتصور أننا أحد شخصيات الرواية.
وبالنسبة لرواية الخيال العلمي .. أو الرواية العلمية التي فكرتها تعتمد علي حقائق علمية هي موجودة على أرض الواقع وليست متخيلة .. تكون قراءة المادة العلمية لها السبق عن فكرة الرواية نفسها .. ولنضرب مثلا في رواية الرجل العقرب وهي من الخيال العلمي .
هذه الرواية بزغت في رأسي كنوع من التحدي .. عندما عرضت مجموعة قصص لي عن الفضاء وقد نشر منها أربعة بالفعل على صديق كاتب له أعمال في السوق ، ولكن أعماله كانت تتسم بأن فيها نوع من النقل والتقليد رغم أنه حقق اسما لا بأس به .. فطرح هذا الكاتب الأعمال جانبا مع أننا فعلا في الوطن العربي نفتقد هذا النوع من الأدب ، ومن يكتب فيه لا يضارع الأكشن الموجود في الأفلام الغربية ، من هنا توجد الفجوة .. ولنعد إلي رواية الرجل العقرب .
يومها شعرت بإحباط شديد .. وبدأت أفكر في قصة مثيرة .. فقلت الرجل الثعبان .. الرجل الذئب .. لكن هذا موجود بالفعل وطرح هذا في فيلم عالمي ورغم جماله إلا أنه ليس مبنيا على فكرة علمية .. ثم بدأت أفكر في العقرب .. وكيف يمكن أن يصير الإنسان عقربا وبطريقة علمية .. لأني لا أستطيع هضم الفانتازيا والقصص المبنية علي خيال صارخ ليس له أصول علمية .
وكانت ثورة الاستنساخ في بدايته أو علي الأصح في أوجه عندما استنسخت النعجة دوللي .. فقرأت مرجعا كبيرا في الاستنساخ .. ثم كتابا آخر عن أول عملية استنساخ لآدمي في العالم ، وكما أدعى الكاتب أنها حدثت سنة سبعين من القرن الماضي .. أيا كان هذا صحيحا أم لا فقد حصلت على معلومات حقيقية عن المختبرات وعن فكرة الاستنساخ والمؤمل منها من قبل علماء وساسة الغرب .
بدأت أجمع نقاط وبنذ علمية ، واضع كل نبذة في فكرة أو حدث في القصة .. وقد استغرقت شهرا كاملا في إعداد المادة العلمية .
الغريب في الأمر أني كنت أذاكر لأولادي الثلاثة وكانوا صغارا ، وبدأت في كتابة الرواية أثناء مذاكرتي لهم ، علي غير عادتي في الكتابة .
استطعت كتابة هذه الرواية في خلال شهر ، وأصبح هذا أسلوبي بعد ذلك في الكتابة .
فالرواية العلمية تحتاج شقين أساسين .. أولا أن نقرأ مراجع ومقالات علمية ، وأيضا متابعة البرامج العلمية التى تعرض عبر القنوات الفضائية .. ثم نبدأ تسجيل المعلومة التي تثير اهتمامنا ، ولكني أضيف موقف متخيل ثم أستخدمه بعد ذلك .
وأضيف أننا يجب أن نهتم بجميع المعلومات العلمية سواء في علوم البحار أو الزراعة أو الفضاء أو العلوم العسكرية .. إلخ .. لأننا ما نلبث أن نستفيد منها في كتابة أعمالنا ككل .
أيضا نحتاج قراءة الأعمال الروائية المتنوعة كنوع من ثقل اللغة واستخدام تراكيب جديدة علينا أو خاصة بنا .
والحقيقة أني لم أقرأ روايات علمية لغيري إلا نادرا جدا ولا أتذكرها .. وقليلا ما أشاهد أفلام خيال علمي فالقليل منها هو الذي يعجبني .. لأن الأمريكان مثلا يعتمدون على الأكشن والخدع البصرية وليس على معلومة حقيقية .. كما أن هذه الأعمال كثيرا ماتتسم بالصلف والبعد عن روح الإيمان .
لذا كان علي ككاتبة عربية ومسلمة أيضا أن أجمع بين العلوم التى أكثرها في الوقت الحالي غربية ، والروح الشرقية التي تتسم بالإيمان .. وأنه لو كان يوجد أكوان أخرى ، وكائنات غيرنا في هذا الكون لآمنوا بالله .
ولاننسى كما أسلفت سرعة الحركة ، ومع كل قصة جديدة بدأت أراعي هذا ، وأخذت أتخلص من الحشو الزائد .
لقد تعلمت من النقاد الذين تعاملت معهم خلال العام الماضي الكثير .. فقد كانوا يتوقفون عند الكلمة واللفظ ، ومن ثم أدركت أنه يجب ألا نسرف مثلا في الوصف أو الحوار أو في السرد مهما كانت عباراتنا جزلة أو تعجبنا .
وهذا من باب أولى لرواية الخيال العلمي أو الرواية العلمية .. وفي رواية الرجل العقرب تخلصت من الاستهلال كله ، رغم أني كنت أهيئ القارئ للجو النفسي للرواية ، وذلك بعد تعقيب الأستاذ تيسير نظمي .
ومع أني أدركت ابعاد نقده لي منذ أول وهلة .. ولم يكن في كل نقده محقا .. لأنه اعتبر أن الرجل العقرب هو الدكتور عزام .. ولكني لم أرد عليه .. فقد نزلت جميع الفصول كي أؤكد أنه يوجد هنا روائية ، وأن النقد سوف يثري العمل ولن يدمره وقد كان .
فقد أستفدت كثيرا من نقد الأستاذ تيسير نظمي ، ورغم حزمه الشديد ، إلا أن واتا تفتقد هذا الرجل بالفعل .. فطالما ربت الأرض وأنبتت بمثل هؤلاء الرجال الأشداء .
وأقدم الشكر لكل الأخوة الأعضاء لهذه الثقة التي لا أستحقها .. فأقول وأكرر ما أكتبه ليس نقدا ، وإنما هو من تجاربي ، وأتمنى أن يطرح كل عضو من الروائين الذين مارسوا كتابة الرواية تجاربهم لنستفيد كلنا .


http://www.10neen.com/up/uploads/a98dad9331.gif (http://www.10neen.com/up/)

ابراهيم درغوثي
01/09/2008, 07:29 PM
أختنا الفاضلة فائزة شرف الدين

أسعدتني قراءة نصك حول كتابة الرواية
و أسعدني أكثر سعة صدرك للردود و المناقشة التي دارت حول الموضوع
فكما يقال " سنونو واحد لا يصنع الربيع "

دام لك الود

فايزة شرف الدين
08/09/2008, 12:17 AM
فكما يقال " سنونو واحد لا يصنع الربيع "

هذه المقولة أعجبتني جدا جدا .. حتى أني لم أجد تعليقا مناسبا للرد عليها من شدة جمالها .
ومن أجل هذا أريد كثير من السنونو ، ويا ليت تدلي بدلوك عن فن الرواية من وجهة نظرك كروائي .
كثير من النقاد يزعمون أن القصة أصعب في فكرتها وحبكتها من الرواية .. ولكن أجد العكس .. فالرواية تحتاج جهد كبير ، ونفس طويل ، وتركيز شديد وإلا انفلت العمل وفقد مصداقيته .. كما أن ثقافة الكاتب تظهر جلية في العمل الروائي .
سأترقب مشاركتك كي تثري هذا التصفح الذي أصبح قبلة لكاتبي فن الرواية .. كي نستخلص من كل روائي تجربته الخاصة ، ونستفيد منها جميعا .

هشام آدم
27/10/2008, 11:42 AM
الأستاذة : فايزة شرف الدين
والأخوة والأخوات المتداخلون/ات

أشكركم على هذا الموضوع الجيّد والمفيد، والذي يتناول جنس الرواية باعتبارها إحدى أجناس الأدب السردي، والحقيقة أنني استفدتُ جداً مما ورد هنا عن هذا النوع الأدبي الذي يمتاز بالتشويق والوصف. ولقد كنتُ قبل هذا كتبتُ مقالاً عن أدب القصة والرواية أتمنى أن يخدم هذا الخيط.


نحو رؤية جديدة لفن القصة والرواية

ما زالت القوالب المحددة لفن القص تعيق إلى حدّ بعيد متعة التذوق القرائي سواء للقارئ أو الناقد على حدٍ سواء ؛ ليس ذلك فحسب ، بل إنما تلعب دوراً كبيراً في تحديد اتجاهاته كذلك. فلقد أثرت التعريفات النمطية المتداولة لفن القص على الذوق العام لهذا النوع من الفن ، مانعة إياه من أن يكون فناً خلاقاً ومبدعاً كبقية الفنون الأخرى كالفن التشكيلي والتصويري وغيرهما. أنا لست ضد القصة أو الرواية المعنية في التعريفات النمطية المعروفة ، ولكنني ضد تنميط هذا النوع من الفن في تلك التعريفات. علينا أولاً أن نعرف أن التعريفات هي من يجب أن تجاري الفنون وليس العكس. لأن التعريف عندما يجاري الفن إنما يكسبه طابعاً مرناً يمكن من خلاله اكتساب القناعة بأن محور الفن الأول هو الحرية ، بينما عندما نقيّد أي فن بتعريفات محددة وقوالب ضيّقة مهما بدت لنا واسعة وشاملة فإن ذلك إنما يكون في إطار الحبس والتقييد ، وبالتالي فإننا لا يمكن أن نتخيّل فناناً حراً طالما أنه محاط بسلسلة من التعريفات التي تقيّد عمله الإبداعي.

ولحقب طويلة ظلت المجموعات الفنية تحصر فن القص بأنه يجب أن يدور حول محور واحد هو في الحقيقة سبب تداعي القاص. وكأن الدور الأساسي للقاص هو سرد متواليات وقائعية والبلوغ بالحدث إلى عقدة ومن ثم إفراج هذه العقد أو حلها. وبالتالي يجعل القارئ دائماً في حالة ترقب وبحث مستمرين للعقدة ، وفي كثير من الأحيان إلى محاولات التخمين للحلول أو التكهّن بالنهايات.

كلاسيكيات النصوص القصصية المتعارف عليها منذ زمن سرد الجدّات لحكاوي الأطفال ، صراع شخصيات القصة والوصول إلى عقدة ، ثم الانفراج البدهي أو المعقّد. لقد أصبحت هذه الوصوفات التي تعتبر القص فناً للحكي أو السرد واحدة من معوقات الإبداع الخلاق الذي من واجبه أن يرتقي بهذا الفهم الكلاسيكي البسيط لفن القص والحكاية.

التخلّص من الشخوص العيانية ليس هو الهدف في حد ذاته ، إنما الهدف الرئيسي هو التخلّص من أبجديات التناول القصصي للمعطيات المادية المتوفرة في المادة القصصية مقارنة بما هو متوفر في المخزون التخيّلي للقاص. توظيف هذه العناصر من أجل خلق متعة متجددة دائماً لا يمكن توقعه بتسلسلية بدهية أو معقّدة هو العنصر الأهم في رأيي لفن القصة.

إتاحة مساحات لا محدودة من الحرية للقاص هو المعنى الأسمى والأدق لكون القاص قاصاً مجيداً ومغايراً عن غيره ممن يتناولون الحكي. وعلى هذا فإنني أرى فارقاً جوهرياً بين القصة وبين الحكاية. إذ لا تفترض الأولى أي دراما من ذلك النوع القائم على افتراض حبكات وعقدة ومحاور صراعية. وفيما تندرج الرواية تحت فن القصة أرى أن الحكاية بهذا التعريف النمطي السائد قد يعبّر عن فن آخر غير فن القصة بهذا التعريف الأشمل والأكثر إبداعية.

علينا قبل أن نحكم على تجربة قصصية ما بأنها فاشلة أو ناجحة أن نرى إلى عناصر الإبداع فيها والمتمثلة في: اللغة والخيال وقدرة القاص على توظيف هذين العنصرين في خلق سردات لا تشترط رابطاً بينها فيما خلا الرابط التخيّلي المبدع ، وهو ما أوصي بها زمرة كتابة القصة بعيداً عن فزلكات الحبكة الدرامية. لأن هذه الأخيرة هي واحدة من متطلبات الفن الدرامي ، إذ يصعب علينا أن نصدق بإمكانية تحويل القصة أو الرواية بهذا المفهوم الثوري ، إن صحّ التعبير ، إلى عمل درامي أو سينمائي ، بينما يمكن ذلك في فن الحكاية.

إنما ما أحاول فعله هنا ، هو محاولة التخلّص من طحالب المعوقات الأساسية التي تخنق الإبداع القصصي وتحبسها في إطار تعريفات لا يمكن الالتزام بها في مجال "الفن" وهي قد تكون من ناحية أخرى على غرار لزم ما لا يلزم. فبينما تهتم الحكاية بالأحداث وتسلسلها وتتابعها وتتبّع مراحل صعودها وهبوطها على إحداثيات الزمكان السردي ، فإن القصة تهتم بالإنسان كعنصر مستقل عن هذا الزمكان، وتحاول تفسير التعابير اللفظية والحركية لهذا العنصر ضمن إطار السرد القصصي نفسه. وبذلك يصبح السرد ليس غرضاً في ذاته بل يكون عنصراً يتم توظيفه في القصة لخدمة العنصر الأهم على الإطلاق وهو الإنسان. والإنسان هنا بمفهومه الشامل وليس الشخصية القصصية بعينها. وعلى هذا أجدني أفهم الرمزية في فن القصة بفهم مغاير تماماً لما هو متوفر حالياً.

الرمز المستخدم في الحكاية هو رمز أقرب إلى الأسطورة والخرافة منه إلى الرمزية ، بينما يتفرّد الرمز في فن القصّة بقدرته على محاكاة الواقع والاقتراب منه بصورة أكثر حميمية. وعلى هذا فإن الرمز يظل في فن القصة رمزاً جائز الاستخدام على نطاق أكثر شمولية من غيره. فعندما نقول "القاهرة" فإن المراد به القاهرة المكانية بالضرورة ولكن لا يعني ذلك القاهرة بالمعطيات الحضارية والثقافية للقاهرة. وهنا يطرح سؤال أخلاقي نفسه "هل يجوز لنا أن نتناول مثل هذه الرمزية؟" الإجابة الأكثر حرية هي "نعم" فما الذي يمنع من استخدام "القاهرة" وتخيّل سكانها من الشعوب السوداء مثلاً أو خلع حضارة عليها غير حضارة الفراعنة المعروفة في المجتمع المصري بشكل عام؟

إن هذا المثال، قد لا يكون دقيقاً إلى الحد الذي أرغب في إيصاله، ولكنه دقيق بالقدر الكافي لترجمة معنى الرمز في الفن القصصي، وتسليط الضوء على الإنسان بعيداً عن الزمكان الذي يحصرنا من الناحية الإبداعية من خلق إحداثيات جديدة لكل ما هو معروف ومتداول على الإطلاق. لا شك أن استخدام الرمزية بهذه الصورة تتطلب قدراً معقولاً من الثقافة لا يغفله القاص في عمله الفني.

وبعيداً عن المحور الخاص بالكاتب، أنتقل إلى الجانب الآخر أو طرف المعادلة الإبداعية الثاني ألا وهو القارئ. فما الذي يبحث عنه القارئ عند قراءته لأي قصة أو رواية؟ هل يبحث عن أحداث؟ أم يبحث عن إبداع كتابي؟ هذا السؤال يحدد لنا بشكل أدق مناطات الكتاب الإبداعية التي أتحدث عنها. لأن الكتابة الإبداعية بهذا الفهم لا يمكن أن تتشابه أبداً إذ أن المحور الأساسي عندها سيكون الخيال والرمز ، وفي هذه الحالة سيكون للقارئ أن يحدد وبسهولة فائق مكامن جماليات كل قصة يقرأها، لأنه، من قبل، استطاع الكاتب أن يحدد بالتالي لنفسه مسارات مغايرة تماماً عن كل قاص آخر.

وفي الوقت الذي تحتدم فيه الصراعات حول تأريخانية فن القصة والرواية، وقابلية التصديق بأنها قد تكون واحدة من المراجع الأساسية في البحث حول تاريخ الشعوب والأقطار، فإن هذه النقطة تحديداً تظل هامشية في فن القصة التي أراها. لأن التاريخ، على عكس القصة، يشترط التقيّد بالحقائق والوقائع في حين أن القصة لا تعيش في مثل هذه الأجواء المقيّدة ، وبالتالي فإنه من الممكن أبداً أن تخلق القصة تاريخاً لا أن يتحوّل التاريخ إلى قصّة. أو أن يُصاغ التاريخ في قالب قصصي. لأن التاريخ لا يهتم بالإنسان، إنما يهتم بمنتجاته ومخرجاته عبر سلسلة من الأحداث. بينما نجد أن الحكاية يمكنها بشكل منطقي جداً أن تكون ماعوناً جيداً للتاريخ.

وإلى هنا يصبح من الواضح جداً أن الفارق الجوهري بين فن القص : القصة والرواية وبين الحكاية يمكن أساساً في نقطتين هما: استحواذية الخيال والرمزية على الأولى وفي الوقت ذاته تفرّد الثانية بمعطيات السردية الدرامية القائمة على تسلسل الأحداث. ومن ناحية أخرى، اهتمام الأولى بالإنسان واعتباره عنصراً رئيسياً قائماً بحد ذاته ، بينما تهتم الثانية بمنتوجات ومخرجات الإنسان لا بالإنسان نفسه. وأخيراً فإنه من غير المنطقي افتراض القصة معاوناً للتاريخ، بينما يمكننا افتراض ذلك في الحكاية.

_________
المصدر: مدونة الغابة والصحراء (http://hishamadam.maktoobblog.com/510578/%D9%86%D8%AD%D9%88_%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9_%D8%AC %D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D9%84%D9%81%D9%86_%D8%A7 %D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1% D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9)

فايزة شرف الدين
01/11/2008, 10:58 PM
الأخ الكريم / هشام آدم
أشكرك فيما تفضلت به من إضافة لهذا التصفح .. وفيما يخص الفكرة الأساسية في هذا الموضوع النقدي .. أنه لا قولبة أو وضع نمط معين يتقيد به المبدع .. أجد أنه هذه الفكرة قد تمثلت فيما قرأته للأستاذ إبراهيم الدرغوثي في روايته وراء السراب قليلا .. فكل فصل من فصول الرواية له سمته الخاصة ومفرداته الخاصة به .. كما وجدته في رواية باي العربان لجمال الجلاصي .

مع ذلك فكل منا له تذوقه الخاص .. وذلك لأني شخصيا أحب الرواية التي تتصاعد دراميا ، وتتلاحق أحداثها وتجعلني أندمج فيها وأتعايش مع شخوصها وبيئتها حتى النهاية .. فما يمكن أن يطبق على القصة من الصعوبة أن يطبق على الرواية التي تستغرق من قارئها ساعات وربمأ أياما طويلة .

حتى الآن أجدني مشدودة للأدب الكلاسيك والقراءة للكتاب القدماء .. ولم أستطع أن استسغ إلا القليل جدا من الأعمال الجديدة .. وهذه هي ذائقتي .. ربما لأني تعودت عليها .. فأحيانا كثيرة أقرأ ما هو جديد وأجدني أقرأ العبارة المكتوبة عديد من المرات دون أن أفهم شيئا .. وأجد نفسي في النهاية غير قادرة على المواصلة .
فنحن مثلا عندما نقرأ القرآن ولله المثل الأعلي .. نجد ألفاظا سهلة الفهم وليست طلاسم .. وهذا من لدن الله .. فما بالك بالبشر العادي ؟!

فلو كان للكاتب المقدرة أن يخرج من القولبة وألا يتقيد بقيود المقدمة والعقدة ثم الحل .. كي يتصاعد العمل دراميا .. فهذا جيد جدا .. لكن على شرط أن يفهم المتلقي ما يقرأه بسهولة ويسر دون استخدام أفكار أو كلمات مقعرة لا تسمن ولا تغني من جوع .

جان حنا قاسم
26/11/2008, 12:51 AM
الرواية في أحد جوانبها استعراض لآلية الفساد في ماكينة الدولة، والنموذج العربي أكثرها دلالة، لتنوعه وشموله أفقياً وعمودياً، لا يعني أن نتكلم عن الفساد أننا نفضحه وندعو إلى محاربته، هذا تحصيل حاصـل، المهم هو تعريضـه للضوء، والكشف عن مظاهره المخادعة وأساليبه الملتوية، ولا شك في أن العمل الروائي كجنس أدبي يعتبر صالحاً للقيام بهذه العملية بحكم المشهدية الواسعة للرواية، عدا ما تتمتع به الرواية من أدوات مواجهة تكمن في السبر والحفر متنوع الأغراض والسبل، هذا إذا لم نقل بأن الأدب أخلاقي بطبيعته وبانحيازاته، عد أنها من مهماته الأزلية، وليست أمراً طرأ مؤخراً.

جان حنا قاسم
26/11/2008, 12:55 AM
الجيل الذي آمن بالوحدة ورفع شعارات الاشتراكية والحرية والقومية العربية، اليوم هذه الشعارات مدانة ومرفوضة وتتعرض للهجوم بدعاوى ليبرالية وبراغماتية، في المحصلة أمريكية، تجير لصالح إسرائيل، المطلوب منا أن نواكب العصر، وكأنه عصر فتوحات، بينما هو عصر عمولات وتنازلات وتراجعات،
لقد عشنا في زمن كان عبد الناصر خلاله ربان هذه الأمة، اليوم على الرغم من كثرة الربابنة والزعامات والوعود فبلداننا مهـددة ومصائرنا يتحكم فيهـا العرب، المصيبة الفعلية هي القبول بكل ما رفضناه مراراً، لا أحاول استعادة الماضي، أعتقد أن الحاضر ليس سيئاً تماماً إذا أدركنا بأننا مدعون إلى التبصر فيما يجري، وألا نظن أن هذه النهاية، وإذا شئنا فلن يكون ما نشهده أكثر من فاصل مؤثر مفاعليه بعيدة المدى، ولكن هناك ما سوف يليه،أما ما هو موقعنا وما سوف نفعله، وما هي قدراتنا، فهذا يعتمد علينا وحدنا.

جان حنا قاسم
26/11/2008, 01:04 AM
ما يحدث على المسرح تصل تأثيراته الكارثية إلى مقاعد المتفرجين وقد تقلبها عليهم،الكتابة عن الواقع المتردي يبدو أشبه بهجوم مفتوح على كل شيء، لكنه دفاع عن النفس، نشير فيها إلى مكمن الداء أو الأذى الذي نتعرض إليه والضرر الحاصل، وإلى القادم الأسوأ، وقد تكون تخمينات، وهـي تخمينات تفـوق الحقيقة أحيانـاً، ليس هناك فعـل أقل، وبالضرورة لا تحل الكتابة محل الفعل ولا محل الحرية والعدالة، وإن كنا نستند إليها في دعوانا، نحن شهود ولا غنى عن دولة القانون والقضاء والأحزاب وصحافة تلعب دورها بنزاهة.
الأدباء بحاجة إلى تناول همومهم ومشاكلهم الأدبية ومناقشة الكثير من أمور مهمة أصبحت مثل غيرها عرضة للكساد ولأحوال الموضـة، على أمل تحسين ظروفها وأساليب ترويـج منتجاتهـا، هـذا إذا شئنا التكلم عن الأدب كتجارة وسلعـة وسوق وتسويـق، وهو واقع للأسف لا يمكن التغاضي عنه، مثلما لا يمكن هضمه بسهولة، لكن يجب معرفته لإيجاد حلول أفضل وأنجع، على الأقل تحفظ كرامة الكاتب، هذا أمر كان من الممكن أن تضطلع به الشلل الأدبية، لكن أمراض هذه الشلل المستحكمة تطغى عليها، إذ تحكمهـا تبـادل المنافـع وتهمل الأدب، وتنعكس سلبياً عليه، عندما تسعى إلى ترويج أعمال لأسباب مصلحية.
عندما يسوغ المثقفون والفنانون لأنفسهم ممارسات مشينة متذرعين بمواهبهم، ويجيزون لأنفسهم ما يمنعوه عن غيرهم، وكأنهم استثناء متعالي، فهذا غرور منحط وادعاء كاذب، الموهبة آلية، محكها الحقيقي يكمن في التغلب على الأنانية الفردية والعنجهية الثقافية.

فايزة شرف الدين
28/11/2008, 03:49 AM
أخي الفاضل جان حنا
هناك مسميات لا أجد نفسي فيها مثل ليبرالية واشتراكية وشيوعية .. وطالما العمل جيد سواء أخذ قالبا تقليديا أو متجددا فسوف يكون ممتعا للقراء .
أما فيما يخص مشكلات المجتمع فالقصة القصيرة ناقشت الكثير والكثير من تلك المشكلات .. ويمكن لكاتب الرواية أن يتناول مثل هذه الموضوعات .. المهم أن يكون لدية الإمكانية والموضوع الجيد .. ليكون طرحه جيدا .. قالقارئ هو المحك الحقيقي لنجاح القصة من فشلها .. ثم يأتي دور النقاد للتوجيه والإرشاد .
شكرا لك

د.أحمد الخضير
28/12/2008, 03:10 PM
تا بعت هذا الطرح المميز والمداخلات التي به ووجدت الكثير من الفوائد التي كنت أبحث عنها في صياغه فن الروايه الذي أعتبره من اهم الفنون الأدبيه التي يكتبها من برع من البشر .
وأُكرر ماذكر سابقاً في عده مداخلات بان الروايه عمل إبداعي يستطيع من خلاله الأديب طرح وجه نظره بصوره مقبوله لا سيما حين يريد الإصلاح ولا يستطيع اليه سبيلا الإ من خلال عمله الأدبي .
قراءت العديد من الروايات لأدباء من الشرق ومن الغرب كونت لدي حصيله لغويه حاولت إستخدامها في محاولات الكتابه في كشكولي شعراً ونثراً ولكن عفى عليها الزمن ولم تظهر الي النور وإستفذت من ذلك أن الأنسان إذا لم يأخذ بزمام المبادره من بدايتها لا يستطيع إستدراك مامضى من زمن .

قطر الندى
06/01/2009, 10:27 AM
الأستاذة فايزة شرف الدين
أسعد الله أوقاتك ..يبدو أني تأخرت جداً في قراءة هذه الصفحة الجميلة عشقي للرواية لغز يحيرني
كما أسلفت ِ غاليتي نسافر مع أبداع الكاتب نستقر بين السطور أتكلم عن نفسي شخصياً ما أن جلست في ركن الرواية أمسك بكتابي حتى تختفي الدنيا تتلاشى أسافر معها حيث ترحل مع هبات النسيم أو تستقر في بيوت الياسمين الرواية فن أبداعي خلاق لا يتقنه إلا من يمتلك ذائقة راقية كروعتك
أما بالنسبة للكتابة والنصائح الموجودة فأنا معك بالقراءة طبعا ً للأسباب التي ذكرت وتنوع الكتّاب
من الأدب العالمي والعربي يغذي المخزون اللغوي بتنوعها
لا أخفيكِ الأمر الرواية الالكترونية وما تعرض على صفحات النت قلما تجذبني وأن جذبتني للقراءة والمتابعة معنى ذلك أن الكاتب مبدع وأنا ما زلت أنقب جيداً وكانت البداية رواية الأديب خليف محفوظ ها هنا أستاذنا الكريم حفظه الله وسأكمل حتى النهاية
أنا أرى أن للكتاب معنى آخر طعم لون رائحة أشهى حين يلامس الحبر ورائحة الورق المطبوع
جميع الحواس يكون السحر مكتمل
كتجربة الكتابة لم أحاول سوى القليل وبداية أحاول كتابة قصة قصيرة وأدعو الله أن يوفقني
قرأت الكثير ولن أقول الكثير قرأت ما جذبني روايات عالمية ومتنوعة
منهم دان براون عن رواية شيفرة دافنتشي
وملائكة وشياطين ما زالت تنظر في رفوف المكتبة سأكملها بإذن الله
قرأت عدد لا بأس به للكاتب البرازيلي باولو كويلو
رواية الخميائي
أحد عشر دقيقة
فرونيكا تقرر أن تموت
والكثير له
ومن الأدب العربي الرائع الراقي كانت الكاتبة أحلام مستغانمي
الثلاثية الرائعة ذاكرة الجسد
فوضى الحواس
وعابر سرير
وما زلت أبحث عن الجمال في رفوف المكتبة وسأتابع هنا رواية الرجل العقرب بإذن الله
وكل ما هو مفيد ورائع سيدتي الكريمة أختم كلماتي
بتحية بيضاء أرسلها مع النسيم تغدو في سماء روحك
لك الود
نقية

فايزة شرف الدين
10/01/2009, 03:13 AM
د أحمد الخضير
أولا أعتذر لتأخري في الرد .. لظروف طرأت علي ، ثم العدوان الإرهابي على غزة جعلني في حالة من الزهد الإبداعي .
فيما يخص الكتابة سواء فن القصة أو الرواية .. أعتقد أن التاريخ يعيد نفسه ، ويطل برأسه من وقت إلى آخر على نفس الوتيرة وإن ارتدى أثوابا مختلفة .
لذا فما كتبته أنت لم يعف عليه الزمن ، وإلا لما وجدنا متعة في قراءة الأعمال الكلاسيك ، فالعمل الجيد يفرض نفسه على القارئ في أي وقت .. فقد قرأت منذ فترة مثلا رواية طفولتي لمكسيم جوركي .. وكان عملا رائعا جدا رغم قدمه ، ومن مثله أعمال لا تعد ولاتحصى .
كتابة الرواية تحتاج نوع من المران وأحيانا تكون كالمذاكرة .. حتى يتكون لديك الحدس الروائي .. ولا أتذكر إذا ما كنت قد ذكرت في هذا التصفح .. أن أول عمل روائي لي استغرق مني فوق العشر سنوات .. فقد قمت بتأليف العمل مرتين بعدما فقدت النسخة الأولى ، وكنت أنقح فيه مع كل يوم يمر بي .. ثم اتبعته بعدة روايات ، وظننت أني قد وصلت لمرتبة نجيب محفوظ .. ثم فجأة حدثت طفرة لي في مستوى الكتابة .. صحيح أنها كانت مبنية على قاعدة من القراءة المتأنية .. لكنها كانت انطلاقة لي .. جعلتني أنفر مما كتبته ولا أضعه من ضمن مؤلفاتي .
لذا أقول لك أن الفرصة دائما مواتية لمن كانت له إرادة .. فالعمل الروائي يحتاج مثابرة وإرادة قوية ومتابعة وتنقيح مستمر .
سعدت بمشاركتك .

فايزة شرف الدين
10/01/2009, 04:47 AM
الغالية قطر الندى
قرأت لك العديد من المداخلات .. وقلت في نفسي أنني أمام مبدعة .. فأنت لك ذائقة عالية جدا في الكتابة ، وبالتأكيد إن شاء الله ستحققين نجاحا كبيرا في كتابة القصة .
وأوافقك الرأي جدا أن للكتاب الورقي روعته وجماله .. فقد كان لدى أبي رحمه الله مكتبة كبيرة أخذتها معي عند زواجي .. وضممت لها كتب زوجي .. وأعتني حتى بالبالي منها في حب ورفق .
أما القراءة عبر النت وعمل روائي قطعا يكون هذا من الصعوبة بمكان .. فهو يحتاج تركيز عالي ووضعية جلوس مرهقة .. ناهيك أنك أمام آلة صماء ، وإن تعلقنا بها .
سوف أقرأ إن شاء الله رواية أدبينا خليف محفوظ ، بعدما تنقضي الغمة عن أهلنا في غزة .
أما بالنسبة لرواية الرجل العقرب .. إن شاء الله سوف أترقب رأيك بشوق .. كما أترقب أول عمل قصصي لك .. ليكون بداية في مشوارك الإبداعي .
لك مني كل محبة

د.أحمد الخضير
12/01/2009, 02:47 PM
د أحمد الخضير
أولا أعتذر لتأخري في الرد .. لظروف طرأت علي ، ثم العدوان الإرهابي على غزة جعلني في حالة من الزهد الإبداعي .
فيما يخص الكتابة سواء فن القصة أو الرواية .. أعتقد أن التاريخ يعيد نفسه ، ويطل برأسه من وقت إلى آخر على نفس الوتيرة وإن ارتدى أثوابا مختلفة .
لذا فما كتبته أنت لم يعف عليه الزمن ، وإلا لما وجدنا متعة في قراءة الأعمال الكلاسيك ، فالعمل الجيد يفرض نفسه على القارئ في أي وقت .. فقد قرأت منذ فترة مثلا رواية طفولتي لمكسيم جوركي .. وكان عملا رائعا جدا رغم قدمه ، ومن مثله أعمال لا تعد ولاتحصى .
كتابة الرواية تحتاج نوع من المران وأحيانا تكون كالمذاكرة .. حتى يتكون لديك الحدس الروائي .. ولا أتذكر إذا ما كنت قد ذكرت في هذا التصفح .. أن أول عمل روائي لي استغرق مني فوق العشر سنوات .. فقد قمت بتأليف العمل مرتين بعدما فقدت النسخة الأولى ، وكنت أنقح فيه مع كل يوم يمر بي .. ثم اتبعته بعدة روايات ، وظننت أني قد وصلت لمرتبة نجيب محفوظ .. ثم فجأة حدثت طفرة لي في مستوى الكتابة .. صحيح أنها كانت مبنية على قاعدة من القراءة المتأنية .. لكنها كانت انطلاقة لي .. جعلتني أنفر مما كتبته ولا أضعه من ضمن مؤلفاتي .
لذا أقول لك أن الفرصة دائما مواتية لمن كانت له إرادة .. فالعمل الروائي يحتاج مثابرة وإرادة قوية ومتابعة وتنقيح مستمر .
سعدت بمشاركتك .

شكرا على جميل ردك ومتابعتك لكل مداخله من القراء .

نصائحك مفيده وإن شاء الله سيكون لها دور في حث مخزون الذاكره لدي للعمل علي تفريعها

على صفحات تقراء .
لك تقديري وإحترامي

عبدالله بن بريك
07/02/2013, 07:55 AM
كيف نكتب رواية؟
سؤال بسيط الحمولة الفكرية ،صعب التطبيق و الإنجاز.
كم من "مبدع" أمات الشاعر أو القصاص أو المسرحيّ الذي كان "يعيش" بداخله ذات زمن..
لكن المناقشات و الإضافات كانت ذات فوائد كثيرة.