الوداع - شعر - كتابات إبداعية

[أحمد الشملان]

من ديوان " رائحة في الذاكرة "
الوداع !
******
لبحرك يا أم الحصم
شكلُ الطفولة والسراب
وثرثرات الأمسيات الغامضة
حين يشدنا ضجيج الموج والنخيل
كأمرأتين في خصام
نركض في الرمال والزبد
نجمع ما يشيط البحر للنخيل
في غضب لذيذ
قواقع صبان وأصداف
زبدية كالثلج وأسماك صغيرة
تلعق سيقان النخيل ساخرة
وتندس في حضن موجها
قبل انقضاض النوارس
فيعلو ضجيجنا
وتأتي همهمات النخل كالعجائز
لو تمنعوا المالح المجنون عنا
فيزداد هياج البحر
ونزداد ضجيج
وتلتقط أيادينا الصغيرة
هدايا بحرناالعجيبة
بحر أم الحصم
مغرور بشاطئيه كان
بالعشاق حوله
يختلسون النظرات
فيقهقه معربداً يعانق الخيل :
أنظروهم خجلين صامتين
لكنهم من بعد عام
سيحملون فراخهم
ويأتون صاخبين
***
وافترقنا يا أم الحصم
" أنا في المنفى
وأنت خارجه "
وحين عدت ملهوفاً لشاطئيك
أجابني الأسمنت والقار في جهامة :
ياللتخلف !!!
أجئت تندب نخلك القتيل !
أم جئت تبكي شاطيء صغير ؟
إياك تنشر الذعر
في " انفتاحنا " الجميل !!!
***
لن أقول يا أم الحصم
وا أسفاه !!!
لكن . . .
أينسى عاشق حبيبه !!!
*******************************
أحمد الشملان