المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخليل وماندلييف



خشان خشان
16/11/2007, 03:37 PM
تكرر الحديث عن وجود بحور جديدة فرأيت أن أجمع ما ورد في هذا المجال في رابط مشترك لأهميته في إبراز ما غفل عنه العرب من كلية تفكير الخليل في غمرة تركيزهم على تفاصيل تفاعيله، وما هي إلا تجليات لصورة شاملة في ذهنه ووسائل لإيضاحها. يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "

إن فكر الخليل في اشتغاله بالشامل يمثل نموذجا للفكر العربي في فاعليته التي أطلقها الإسلام، حين كان محور اتفاق الأمة أو اختلافها في كل أمورها متعلقا بأمهات المسائل، وهو النهج الذي قبسه عنها الغرب في سائر أمره، فتقدم، وأعرضت عنه لحساب اشتغالها بالتفاصيل دون الأصول فتخلفت.

من هنا يكتسب الرقمي بمحاولته التواصل مع شمولية فكر الخليل وانطلاقه منه صفة رسالة فكرية لا يعدو العروض أن يكون مثالا تطبيقيا لها، وسائر الأمور التي هي أولى وأهم منه أجدر بهذا النهج.
ولهذا رأيت أن أركز على هذه الناحية التي استدرجها الأخ الشاعر النبيه معين حاطوم، وشجعني على ذلك ما يتمتع به من سعة أفق ورحابة صدر ودمث خلق.

من مقدمة ردي على الأخ الشاعر الفاضل معين حاطوم

للأستاذ العروضي الكبير سليمان أبو ستة عبارة رائعة يصف بها مجموعاته المشتقة من دوائر الخليل حين يصفها بأنها للوزن العربي كالجدول الدوري للعناصر.

في مجال العناصر لنتصور عالِمين في فترتي ما قبل اكتشاف الجدول الدوري وما بعد اكتشافه
فالعالم قبل اكتشاف الجدول الدوري يمكن أن يتوقع إمكان وجود عدد كبير جدا من العناصر المحتملة بتوافيق متعددة بين أي عدد ذري وأي وزن ذري.
وبعد اكتشاف العدد الذري والوزن الذري فإن العالم يمكن أن يتوقع وجود عناصر جديدة، ولكنها محدودة لأنها محكومة بالضوابط والعلاقات التي تم على أساسها رسم الجدول الدوري،
http://www.dayah.com/periodic/?lang=ar
وهذا ما حصل حقيقة.
" ........ درس مندلييف العناصر الكيميائية التي كانت معروفة في زمانه ، ثم رتبها في جدول بحسب تركيبها الذري ، من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً ، فلاحظ خانات في الجدول ظلت فارغة ، ولما كان مندلييف واثقاً من وجود قانون صارم ( أو سنة ) يحكم تركيب هذه العناصر وفق نظام مطرد ، فقد استدل من هذه الخانات الفارغة على وجود عناصر في الطبيعة ، لم تكتشف بعد ، وبعد دراسة عميقة ، وبحث شاق استطاع مندلييف ، أن يقدر بعض صفات العناصر المغيبة ، وقام بوضع تقرير مفصل عنها ذكر فيه خصائصها ، التي تنبأ بها بناء على موقعها من الجدول .

"وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى جاءت الاكتشافات ، فأكدت صدق ما تنبأ به مندلييف ، ففي عام 1875م اكتشف عالم فرنسي أحد العناصر التي تنبأ بوجودها في الطبيعة ، وأطلق عليه اسم ( غاليوم ) نسبة إلى بلاد الغال حيث اكتشف هذا العنصر ، وفي عام 1879م اكتشف عالم سويدي عنصراً آخر من تلك العناصر ، أطلق عليه اسم ( سكانديوم ) وبعدها اكتشف عالم ألماني العنصر الثالث ، عام 1887م وأطلق عليه اسم ( جرمانيوم ) نسبة إلى ألمانيا .. وكانت خصائص هذه العناصر المكتشفة مطابقة للخصائص التي تنبأ بها مندلييف إلى درجة تبعث على الدهشة !"

نقلاعن الرابط:
http://islamweb.net/ver2/library/ummah_ShowChapter.php?lang=A&BabId=10&ChapterId=10&BookId=226&CatId=201&startno
وعمل الخليل في العروض كعمل مندلييف في الجدول الدوري لعناصرة، وقبل الجدول الدوري كان مفهوما أن يتصور عالم وجود عناصر متعددة بأوزان وأعداد ذرية متعددة بلا قواعد تضبط تناسقها، ولكن ذلك القول وإن حاز احترام العالِم الذي عرف الجدول الدوري لأنه وإن كان خطأ فهو بداية المحاولة للوصول للجدول الدوري إلا أنه مع احترامه له يعرف مجافاته للحقيقة.
ولكن لا عذر بعد الجدول الدوري لمن يبقى على التصور القديم باحتمال وجود عناصر بشكل عشوائي فيما يخص أوزانها وأعدادها الذرية. كما أن من المغالطة الكبرى أن يقال: " إنه لا يحق لمندلييف أن يحدد عدد العناصر، هو ذكر عناصر ونحن نذكر عناصر" فذلك كان سيكون مقبولا لو أن مندلييف ذكر عناصره جزافا أو شذر مذر أو زعم أنه أوجدها، أما وهو مكتشفها ( البعْديّ ) لا موجدها (القبْليّ) وهو أطرها في إطار الجدول الدوري الذي يعطي تصورا شموليا عنها وفقا لمعطيات محددة، فقد قطع الطريق على المنطق السابق.
ولكن ربما جاز من باب الخيال العلمي لأحدهم أن يتصور نفسه في بعدين زمني ومكاني آخرين آتاه الله فيهما قدرة تصميم عناصر جديدة ، فإن له من هذا الباب فقط أن يقول بوجود عناصر أخرى مختلفة عما بجدول مندلييف يتولى صياغتها ، ولا يكفي ذلك بل عليه إن أراد أن يكون قوله منطقيا – حتى في باب الخيال العلمي - أن يضع تصورا كليا – مخالفا لتصور مندلييف – يضبط تناسق عناصره الجديدة.

أجل أطلت الحديث عن الجدول الدوري ومندلييف ولكن ذلك ضروري للتركيز على أهم ما في العروض الرقمي وهو تواصله مع تفكير الخليل وكشفه عن شموليته وانطلاقه منه على ضوئها.
إن تقديم الخليل للعروض العربي مماثل كثيرا لما قدمه مندلييف في الجدول الدوري للعناصر، ولم يقل أحد سأضع عناصر جديدة فلست أقل من مندلييف، ولكن بعض العلماء أخذوا بتصور مندلييف الكلي فكشفوا من خلال تمثل ذلك التصور الكلي وحده عناصر جديدة قبل اكتشافها بالفعل.
قدم الخليل دوائر البحور ( ساعة البحور ) وهي أقرب ما وصلنا من تراثه إلى تفكيره، كما قدم تفصيلا وشرحا لها، فتم التركيز على التفصيل وتم تهميش دوائر البحور وما تنم عنه من خصائص جاء الرقمي ليعيد التركيز عليها ويستقرئها في تفعيل التفكير في هذا المجال انطلاقا على هدي تفكير الخليل إلى آفاق تليق به.
وكما لا يجوز أن يقال "سآتي بعناصر غير عناصر مندلييف" لأن مندلييف لم يخترع العناصر بل استقرأ تصورا شموليا لها طبقا لفهمه للخصائص الطبيعية لها ما عرفه منها وما لم يعرفه.

فإنه لا يجوز القول "سآتي ببحور غير بحور الخليل" لأن الخليل لم يخترع البحور بل استقرأ تصورا شموليا لها طبقا لفهمه لخصائص لذائقة العربية ممثلة في أوزان شعرها. وإن فائدة كل قول بوجود أو كشف أو تصنيع (بحر) هي مقدار ما يشكله من تحد ودافع للكشف عن مدى شمولية تفكير الخليل وتصويره للعروض العربي.

وعمل الخليل في العروض كعمل مندلييف في الجدول الدوري لعناصرة، وقبل الجدول الدوري كان مفهوما أن يتصور عالم وجود عناصر متعددة بأوزان وأعداد ذرية متعددة بلا قواعد تضبط تناسقها، ولكن ذلك القول وإن حاز احترام العالِم الذي عرف الجدول الدوري لأنه وإن كان خطأ فهو بداية المحاولة للوصول للجدول الدوري.

من باب الخيال العلمي لأحدهم أن يتصور نفسه في بعدين زمني ومكاني آخرين آتاه الله فيهما قدرة تصميم أمة جديدة بذائقة شعرية جديدة ، فإن له من هذا الباب فقط أن يقول بوجود بحور أخرى مختلفة عما في دوائر الخليل لاختلاف الذائقة التي صممها عن الذائقة العربية، ولا يكفي ذلك بل عليه إن أراد أن يكون قوله منطقيا – حتى في باب الخيال العلمي - أن يضع تصورا كليا مخالفا لتصور الخليل يضبط تناسق بحور الجديدة بناء على تمثله للذائقة الجديدة.

بقدر ما أفادت التفاعيل في توصيل الصورة التي في ذهن الخليل على شكل جزئيات متجسدة، إلا أن اكتفاء الناس بها صرفهم عن التفكير في القانون أو القوانين الكلية التي تؤطرها، وهذا قاد بعضهم في انصرافهم عن القانون أو القوانين الكلية ورؤيتهم قِطَع الحقيقة دون رابط يربطها معا إلى الاعتقاد بأن كل شطرين متساويي الوزن يمكن أن يكونا شعرا، بل بحرا جديدا من بحور الشعر.

على تباعد الموضوعين العناصر والجدول الدوري لمالديف من جهة والبحور ودوائر الخليل وما تؤدي إليه من نهج تفكير للخليل، إلا أن نهجهما واحد من حيث كونه نمط تفكير في تناول الأشياء والظواهر.

لعل قارئا مفكرا لدىاطلاعه على ما تقدم يقوم بجدولة بحور شعر الخليل ودوائره ومجموعاته على غرار الجدول الدوري بدلالة ما فيها من أرقام نحو عدد المتحركات والسواكن أو الأوتاد والأسباب ونمط تجاور الأسباب مضمنا ذلك أثر أبواب الشمولية المذكورة أدناه.

ونظرا لتكرر ما ينشر حول (بحور ) جديدة رأيت أن أجمع مصادر ذلك في باب واحد يكون مرجعا للمختص الراغب في متابعة الموضوع.

وساتبعه بمصادر المواضيع التي تتناول الفارق بين أسلوبي تقديم عروض الخليل المتمثلين في تجزيئية التفاعيل وشمولية الرقمي

1- الشاعر سامر سكيك
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1009
http://www.geocities.com/alarud/112-samer2.html
http://www.geocities.com/khashan_kh/70-assamiriy.html


2- الشاعر معين حاطوم
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1287
http://www.3emme3.com/vb/showthread.php?t=8489

3- د. رياض بن يوسف
http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?f=74
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=116847#post116847

4- المهندس سنان أحمد حقي
http://209.85.129.104/search?q=cache:1wCS3PX6KgcJ:www.rezgar.com/debat/show.art.asp%3Faid%3D105056+%22+%D8%B3%D9%86%D8%A7 %D9%86+%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%AD%D9%82%D9%80 %D9%80%D9%91%D9%8A+%22&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa


5- التجديد بتعديل بحور الخليل:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1074

6- رزين العروضي:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1049
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=7293

7- أبو العتاهية
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=665

8- ثغرة العروض
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=455

http://arud.jeeran.com/thaghrah.htm

9- د. عبد العزيز نبوي
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1292


ومن المناسب أن أذكر هنا أهم المواضيع التي تتعلق بشمولية الرقمي:

1-ساعة البحور (دوائر الخليل):
http://www.geocities.com/khashan_kh/68-sa3atulbohoor.html

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=521

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=527


2- القواعد العامة للعروض العربي
http://g.1asphost.com/2arood/016-qawaed.html

3- التخاب
http://www.geocities.com/alarud/97-takhbeeb.html

http://www.freespaces.com/alarood/009-fourth.htm

4- هرم الأوزان
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=382

http://www.geocities.com/alarud/107-1-haram.htm

http://www.geocities.com/alarud/haram-2.gif

5- الاستئثار
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=636

سليمان أبو ستة
19/11/2007, 09:29 PM
آمل أن يكون القارئ النبيه قد فهم من كلام الأستاذ خشان، حول الصلة بين دوائر الخليل والجدول الدوري للعناصر، شيئا غير ما تصورت أنني فهمته في قراءتي العجلى لهذا الموضوع الممتع . فلقد خيل إلى في بادئ الأمر أنه ربما كانت البحور التي اكتشف الخليل بناءها الوزني تجنح في سلوكها الإيقاعي (أي في زحافاتها وعللها) مسلك التفاعل الكيميائي الذي ينشأ بين بعض العناصر وبعضها الآخر. وجمح بي الخيال إلى الحد الذي تصورت فيه أن عالما ( أقصد شاعرا) أعرابيا في الجاهلية تمكن من فصل نيترون ( أقصد سببا خفيفا ) من بحر الرجز ثم سلط عليه إيقاعا إنشاديا، أو ربما شيئا شبيها بما عملته ماري كوري في جهودها لاكتشاف عنصري البولونيوم والراديوم، غير أن الذي توصل إليه العالم ( أقصد الشاعر) الجاهلي لم يكن إلا عنصرا ( أقصد بحرا) بدا له جديدا وما ذلك إلا لأن ذرته قد أضحت ثقيلة ، وقد ميزها الخليل من بين الذرات وسماها السبب الثقيل ، وسمى العنصر الذي نشأ من هذا التفاعل الإشعاعي بالبحر الكامل. ولكن الخليل، رحمه الله، تعجل فألحق هذا العنصر ( أي البحر ) بجدوله الإيقاعي للدوائر ، وجعل موضعه في الدائرة الثانية التي سماها دائرة المؤتلف ، وهذا غير صحيح لأن هذا العنصر يتفق تماما في العدد الذري ( أقصد عدد المكونات السبب – وتدية ) لعنصر الرجز وإن اختلف الوزن الذري ( أقصد الكم الإيقاعي ) لذلك النيترون الذي كان خفيفا ثم أضحى بعد التدخل الإشعاعي ( أقصد الإنشادي ) من قبل ذلك العالم (أقصد الشاعر) الجاهلي.
وما جرى من تدخل في صفات العناصر ( أقصد البحور ) جرى لذلك العنصر الذي سماه الخليل "الوافر" بينما هو في واقع الأمر ينتمي إلى عنصر معروف في الطبيعة ( أقصد الذاكرة الإيقاعية ) باسم الهزج .
أرجو أن يغفر لي الأخ خشان هذه الشطحة العلمية وأن يضعها في مكانها الذي يعلمه من رأيي في دائرة المؤتلف التي لم أكن أول من أنكرها . ولأعد الآن إلى ما بدأت به مداخلتي هذه حول توهم الصلة بين علمي الإيقاع والكيمياء وما جرى من خلط في ذهني بين البحور والعناصر الكيمائية لأكتشف أن أخي خشان لم يكن يقصد إلا إلى إبراز المنطق العلمي السليم للخليل بن أحمد في اكتشافه للدوائر وبين منطق العلم الحديث ممثلا في جهود العالم مندلييف لاكتشاف الصلة التي تجمع بين العناصر الموجودة على كوكبنا الأرضي ، وليس إلى بيان الصلة المفتعلة بين علمين أحدهما مادي ملموس والآخر أثيري محسوس.
وإذا شاء لي أخي خشان أن أخرج من مجال علم الطبيعة أو االكيمياء إلى آفاق علم آخر هو الفلك لأحلق عاليا في تأمل نظامنا الشمسي ، أقول عندئذ أني وقفت في مقال للدكتور عبد المنعم الزبيدي حول البحر المتدارك بين الخليل والأخفش، على كلام ربط فيه بين علمي الفلك والعروض ، فقال : "والحق أن نظرية الخليل العروضية تقوم على أساس رياضي فلكي مستمد من نظريتي "المعادلات" و"التباديل والتوافيق" القديمتين كما هو الأمر في معجم العين". وقال أيضا : "ولذلك ضمت أربع من دوائره الخمس، التي تذكر بالكواكب الخمسة السيارة في علم الفلك القديم وتشير إليها، أوزانا مستعملة أثبت لها..." . ومادام الأمر كذلك من حيث لزوم الصلة بين علمي الفلك والعروض ، فما أحرانا اليوم وقد تقدم علم الفلك قفزات هائلة ( لم يكن يحلم بها الأقدمون ) أن نعمل على ملاحقة هذا التطور في علم العروض ، وقد راجعت عدد الدوائر التي اشتققتها من دوائر الخليل فوجدتها تعد تسعا، ثم نظرت إلى العدد الذي بلغته الكواكب السيارة فوجدتها تسعة أيضا. لكني علمت مؤخرا أن ثمة نية لإخراج أحد أصغر الكواكب من نظامنا الشمسي ، فإذا تم ذلك نقص العدد الذي درجنا على حفظه منذ الصغر ، فكيف إذن نتصرف لنبقي العلاقة القائمة في أذهاننا بين علمي الفلك والعروض ، أنقوم بشطب أحدى الدوائر التي زدناها ؟
.. ربما لن نلجأ لذلك التصرف القاسي ، فهاهي البشارة تأتي باكتشاف كوكب جديد أكبر من الكوكب المطرود من عضوية النظام الشمسي ، ولكنه ما زال في انتظار نتيجة التصويت ( الديموقراطي) على إدراجه في النظام الشمسي (الجديد). الملفت للنظر في هذا الكوكب المرشح ليحل محل بلوتو .. أن اسمه " سيدنا" .
ألا يذكرنا هذا الاسم باثنين وعشرين كوكبا يحتلون نظامنا العربي وكل منهم يسمى .. " سيدنا " ؟!

سليمان أبو ستة
19/11/2007, 09:29 PM
آمل أن يكون القارئ النبيه قد فهم من كلام الأستاذ خشان، حول الصلة بين دوائر الخليل والجدول الدوري للعناصر، شيئا غير ما تصورت أنني فهمته في قراءتي العجلى لهذا الموضوع الممتع . فلقد خيل إلى في بادئ الأمر أنه ربما كانت البحور التي اكتشف الخليل بناءها الوزني تجنح في سلوكها الإيقاعي (أي في زحافاتها وعللها) مسلك التفاعل الكيميائي الذي ينشأ بين بعض العناصر وبعضها الآخر. وجمح بي الخيال إلى الحد الذي تصورت فيه أن عالما ( أقصد شاعرا) أعرابيا في الجاهلية تمكن من فصل نيترون ( أقصد سببا خفيفا ) من بحر الرجز ثم سلط عليه إيقاعا إنشاديا، أو ربما شيئا شبيها بما عملته ماري كوري في جهودها لاكتشاف عنصري البولونيوم والراديوم، غير أن الذي توصل إليه العالم ( أقصد الشاعر) الجاهلي لم يكن إلا عنصرا ( أقصد بحرا) بدا له جديدا وما ذلك إلا لأن ذرته قد أضحت ثقيلة ، وقد ميزها الخليل من بين الذرات وسماها السبب الثقيل ، وسمى العنصر الذي نشأ من هذا التفاعل الإشعاعي بالبحر الكامل. ولكن الخليل، رحمه الله، تعجل فألحق هذا العنصر ( أي البحر ) بجدوله الإيقاعي للدوائر ، وجعل موضعه في الدائرة الثانية التي سماها دائرة المؤتلف ، وهذا غير صحيح لأن هذا العنصر يتفق تماما في العدد الذري ( أقصد عدد المكونات السبب – وتدية ) لعنصر الرجز وإن اختلف الوزن الذري ( أقصد الكم الإيقاعي ) لذلك النيترون الذي كان خفيفا ثم أضحى بعد التدخل الإشعاعي ( أقصد الإنشادي ) من قبل ذلك العالم (أقصد الشاعر) الجاهلي.
وما جرى من تدخل في صفات العناصر ( أقصد البحور ) جرى لذلك العنصر الذي سماه الخليل "الوافر" بينما هو في واقع الأمر ينتمي إلى عنصر معروف في الطبيعة ( أقصد الذاكرة الإيقاعية ) باسم الهزج .
أرجو أن يغفر لي الأخ خشان هذه الشطحة العلمية وأن يضعها في مكانها الذي يعلمه من رأيي في دائرة المؤتلف التي لم أكن أول من أنكرها . ولأعد الآن إلى ما بدأت به مداخلتي هذه حول توهم الصلة بين علمي الإيقاع والكيمياء وما جرى من خلط في ذهني بين البحور والعناصر الكيمائية لأكتشف أن أخي خشان لم يكن يقصد إلا إلى إبراز المنطق العلمي السليم للخليل بن أحمد في اكتشافه للدوائر وبين منطق العلم الحديث ممثلا في جهود العالم مندلييف لاكتشاف الصلة التي تجمع بين العناصر الموجودة على كوكبنا الأرضي ، وليس إلى بيان الصلة المفتعلة بين علمين أحدهما مادي ملموس والآخر أثيري محسوس.
وإذا شاء لي أخي خشان أن أخرج من مجال علم الطبيعة أو االكيمياء إلى آفاق علم آخر هو الفلك لأحلق عاليا في تأمل نظامنا الشمسي ، أقول عندئذ أني وقفت في مقال للدكتور عبد المنعم الزبيدي حول البحر المتدارك بين الخليل والأخفش، على كلام ربط فيه بين علمي الفلك والعروض ، فقال : "والحق أن نظرية الخليل العروضية تقوم على أساس رياضي فلكي مستمد من نظريتي "المعادلات" و"التباديل والتوافيق" القديمتين كما هو الأمر في معجم العين". وقال أيضا : "ولذلك ضمت أربع من دوائره الخمس، التي تذكر بالكواكب الخمسة السيارة في علم الفلك القديم وتشير إليها، أوزانا مستعملة أثبت لها..." . ومادام الأمر كذلك من حيث لزوم الصلة بين علمي الفلك والعروض ، فما أحرانا اليوم وقد تقدم علم الفلك قفزات هائلة ( لم يكن يحلم بها الأقدمون ) أن نعمل على ملاحقة هذا التطور في علم العروض ، وقد راجعت عدد الدوائر التي اشتققتها من دوائر الخليل فوجدتها تعد تسعا، ثم نظرت إلى العدد الذي بلغته الكواكب السيارة فوجدتها تسعة أيضا. لكني علمت مؤخرا أن ثمة نية لإخراج أحد أصغر الكواكب من نظامنا الشمسي ، فإذا تم ذلك نقص العدد الذي درجنا على حفظه منذ الصغر ، فكيف إذن نتصرف لنبقي العلاقة القائمة في أذهاننا بين علمي الفلك والعروض ، أنقوم بشطب أحدى الدوائر التي زدناها ؟
.. ربما لن نلجأ لذلك التصرف القاسي ، فهاهي البشارة تأتي باكتشاف كوكب جديد أكبر من الكوكب المطرود من عضوية النظام الشمسي ، ولكنه ما زال في انتظار نتيجة التصويت ( الديموقراطي) على إدراجه في النظام الشمسي (الجديد). الملفت للنظر في هذا الكوكب المرشح ليحل محل بلوتو .. أن اسمه " سيدنا" .
ألا يذكرنا هذا الاسم باثنين وعشرين كوكبا يحتلون نظامنا العربي وكل منهم يسمى .. " سيدنا " ؟!

خشان خشان
23/11/2007, 01:14 AM
أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة

شكرا لمرورك العطر.


للأستاذ العروضي الكبير سليمان أبو ستة عبارة رائعة يصف بها مجموعاته المشتقة من دوائر الخليل حين يصفها بأنها للوزن العربي كالجدول الدوري للعناصر.

حقيقة إن روعة عبارتك تفرض علي كلما ذكرتها أن أذكر فضلك فيها من قبيل الأمانة العلمية.

وفي حالي ( شطحتك العلمية ) واكتشافك بأني لم أكن أقصد (إلا إلى إبراز المنطق العلمي السليم للخليل بن أحمد في اكتشافه للدوائر وبين منطق العلم الحديث ممثلا في جهود العالم مندلييف لاكتشاف الصلة التي تجمع بين العناصر الموجودة على كوكبنا الأرضي ، وليس إلى بيان الصلة المفتعلة بين علمين أحدهما مادي ملموس والآخر أثيري محسوس)

أراك في الحالين تتجاهل أن أصل الفكرة نابع من قبس من سديد علمك الذي أجدت التعبير عنه بجامع عبارتك. ولكن من يقرأ تعليقك في الحالين يظن أن الفضل في ابتكار تلك العبارة يعود لي.

وأنت في شطحتك العلمية التي تتنصل من احتمالات ما ذكرتَه فيها عن تولد بحر من آخر تعلم أنك جئت بأفكار تدل على أن هذه الفكرة واردة وهي موضع جدل وتذكر ببعض مقولات وردت على لسان بعض علماء العروض سواء بالموافقة أو التحفظ. ومن ذلك
1- قول الدكتور إبراهيم أنيس ( موسيقى الشعر – ص 131) :" وليس ببعيد أن بحر الرجز تطور للبحر الكامل"
2- قول الشيخ جلال الحنفي عن المديد ( العروض تهذيبه وإعادة تدوينه – ص 364) :" أما أصله فقط يظن من الخفيف "
3- قول الشيخ جلال الحنفي عن المديد ( العروض تهذيبه وإعادة تدوينه – ص 365) :" على أنه للمديد صلة بالسريع ، ومن ذلك ما ينتسب إلى المديد الثالث :
إن في الأحداج مقصورة .........وجهها يهتك ستر الظلام
[ 2 3 2 2 3 2 3 .....................2 3 2 1 3 2 3 ه ]

فهو في السريع:
فإن في الأحداج مقصورة .........بوجهها يهتك ستر الظلام
[3 3 2 2 3 2 3 .......................3 3 2 1 3 2 3 ه] "
[ ما بين القوسين مني ]
4- قول الجوهري :" وأما مفعولاتُ، فليس بجزء صحيح، على ما يقوله الخليل، وإنما هو منقولٌ من مستفعلن مفروق الوتد. لأنه لو جاز أن يكون صحيحا لتركّب من مفرده بحر، كما ترتب من سائر الأجزاء."
http://www.geocities.com/alarud/105-arood-ulwaraqah.html


هنا موقفان أراك في أولهما تؤثرني على نفسك فيما في مقولتك من فضل
وأراك في ثانيهما تورد كلاما جديرا بالتأمل في معرض نفيك القوي له.

على أني استمتعت بجهد استكشاف طريقي في دروب تعليقك الثري.

يرعاك الله.

سليمان أبو ستة
23/11/2007, 04:21 PM
أخي الحبيب خشان
لعلك غاب عنك حس الفكاهة في مداخلتي السابقة ( وقبضت أقوالي فيها كلها جدا في جد )، ما علينا.. فأنا لم أتنصل من أي فكرة ذكرتها، وكل ما في الأمر أني عبرت عنها بلغة مجازية؛ فأساس قولي بالصلة بين علمي العروض و الكيمياء لا يتجاوز الاستعارة أو التشبيه، وهذا خلاف ما ذكرته عن الصلة التي أثبتها الدكتور عبد المنعم الزبيدي بين علمي العروض والفلك، وربما كان قولي قريبا من قول ابراهيم أنيس حول تولد الكامل من الرجز ؛ فلا أظنه ، في ذلك، يتعدى تشبيه علم العروض بعلم الأحياء في محاولته لتطبيق نظرية داروين، المعروفة بالنشوء والارتقاء ، على أوزانه.
ولكن قولي ، لا شك ، يبتعد عن رأي الشيخ جلال الحنفي الذي لا أراه إلا يربط هذا العلم بعلم الحساب وذلك في قوله إن أصل المديد من الخفيف( بطرح سبب من مستفعلن ) وإن السريع من المديد أيضا (بجمع سبب) إلى أول المديد الثالث.
بقي الجوهري ، وما أظنه في مقولته عن عدم صحة الجزء (مفعولات) وأنه في الواقع منقول من (مستفعلن) مفروق الوتد إلا بكونه يربط علم العروض بعلم الميانيكا الذي كان يسمى عند العرب بعلم ( الحيل !) .
وهكذا ترى يا صديقي أن العلماء قد يعجبون بعلم من العلوم فيحاولون تطبيق قواعده على علم آخر.
ولا أقول، في الختام، إلا مستعيرا قولتك الأثيرة : أضحك الله سنك .. يا سيدي.

خشان خشان
26/12/2007, 01:26 AM
أخي وأستاذي الكريم سليمان أبوستة

بارك الله فبك ورعاك.

----------

حوار مفيد حول الموضوع:

http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?p=152247#post152247