الدكتور ياسر منجي
30/11/2007, 10:18 AM
الزخم التاريخي و دسامة المناسبة:
بإطلالة عام 2008 تكون كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قد استوفت قرنا كاملا من عمر الزمان؛ و ذلك منذ إنشاء مدرسة الفنون الجميلة على يد الأمير "يوسف كمال" - أحد الرعاة القلائل للفن من مستنيري حقبة حكم أسرة "محمد علي" - عام 1908، مرورا بتقلبات عدة سجلت خلالها المدرسة (الكلية حاليا) دورا محوريا في صياغة حركة الفن الحديث على المستويين المصري و العربي؛ حيث تخرج فيها عدد كبير من المبدعين التشكيليين العرب كان لكل منهم اليد الطولى في تحريك ركود الثقافة البصرية في وطنه الأم على اتساع رقعة الوطن العربي، كما استطاع عدد منهم تقلد مناصب قيادية على المستويين الثقافي و السياسي ساهم من خلالها في إرفاد الجدل الثقافي البصري على طول امتداد القرن.
و لا تقتصر تاريخية الحدث فقط على الاعتبارات الخاصة باكتمال دورة القرن - استنادا إلى فلسفة الدورات الزمنية ذات البعد الكوني - و إنما تتعداها إلى التواشج مع رصيد ذاخر لمعت خلاله أسماء و تتابعت على امتداده مذاهب و طرق و أساليب أثمرت - جدلا و حوارا و تناقضا - حراكا صحيا تسنم قيادته "مختار" و "محمود سعيد" و "محمد ناجي" و "يوسف كامل" و "صلاح عبد الكريم" و "جمال السجيني" و "حامد ندا" و "عبد الهادي الجزار" على سبيل الاستشهاد لا الحصر، إلى جانب ما تلى من تطورات و حركات رامية إلى تحريك قوالب المعتاد و الثابت و الدوجمائي قادها و صاغها و ساهم فيها عدد كبير من جيل الوسط فضلا عن المعاصرين، و منهم من بقي على قيد الحياة حتى الآن (متع الله الجميع بالعافية).
إعداد غير مسبوق و قيادة واعية طموح:
و إحساسا منه بضخامة الحدث و بثقل التبعة الملقاة على عاتقه كمسؤول أول على متن سفينة الحدث؛ فقد دشن الفنان الأستاذ الدكتور "يحي عبده" عميد الكلية معسكرا حقيقيا احتشد فيه عدد ضخم من القياديين النشطاء و الفنانين المبدعين جنبا إلى جنب مع خيرة الأكاديميين من أساتذة الكلية و أعضاء هيئة تدريسها، في معترك جلسات و ورش عمل تحضيرية محمومة يشاركهم فيها أهم النقاد و الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين ذوي الصلة بالشأن التشكيلي، بل إن الرجل - و قد استشعر جسامة المسئولية و مدى الشرف الذي حظي به باعتباره العميد الذي تتوافق فترة عمادته مع ذلك الحدث التاريخي - قد وسع من دائرة المشاركة لكي تتعدى النظرة الضيقة للتخصص فقام بإشراك عدد معتبر من السياسيين و القياديين على المستويين المصري و العربي كالدكتور "أسامة الباز" و الدكتور "محمود محيي الدين" وزير الاستثمار و غيرهما من قيادات الإعلام و الثقافة و قياديي جامعة الدول العربية.
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/187_1196406813.jpg
الأستاذ الدكتور "محمد يحي محمد عبده" عميد كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
و قد أنفق الرجل من وقته و صحته في سبيل الإعلاء من شأن الحدث شطرا لا يستهان به، كان هاتفه خلاله على خط ساخن مفتوح مع الفنان "فاروق حسني" وزير الثقافة للتنسيق و المشاورة و تبادل الآراء حول الخطة الموضوعة للاحتفال بالمئوية على شتى الأصعدة؛ سواء من حيث المعارض المراد تنظيمها بغرض استعادة رؤية بانورامية شاملة لحركة القرن بأكمله منذ أن تخرج أول طالب من طلبة المدرسة و حتى آخر دفعة، إلى الندوة الدولية التي دعي إليها عدد من خيرة الأكاديميين و النقاد و المتخصصين على اتساع الوطن العربي، فضلا عن عدد كبير من الاحتفاليات و المواكب و العروض الثقافية و الفنية التي ستجري بالتوازي مع الحدث بمشاركة عدد من القنوات الفضائية و المطبوعات السيارة.
تتويج الحدث:
و كان من المنطقي أن تلتفت القيادة السياسية إلى هذا الحراك الصحي و النوعي؛ و هو ما تمثل في إعلان السيدة الفاضلة "سوزان مبارك" قرينة السيد رئيس الجمهورية عن رعايتها لمئوية الفنون الجميلة تدشينا لهذه الجهود الضخمة و اعترافا بخصوصية الحدث.
تحية لكتيبة الإعداد الجبارة و تحية خاصة للفنان المثقف د. "يحي عبده" و تمنياتنا للحدث بالنجاح و التوفيق و بأن يكون بداية لجهود حقيقية ترمي إلى توثيق علاقة الفن التشكيلي بالقطاعات الواسعة من المواطنين في شتى أرجاء الوطن العربي.
هذا، و سوف نواصل أولا بأول عرض تطورات الحدث بأنشطته المختلفة؛ حيث يتشرف كاتب هذه السطور باختياره عضوا ضمن لجنتي المعارض و الندوات.
خالص احترامي
بإطلالة عام 2008 تكون كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قد استوفت قرنا كاملا من عمر الزمان؛ و ذلك منذ إنشاء مدرسة الفنون الجميلة على يد الأمير "يوسف كمال" - أحد الرعاة القلائل للفن من مستنيري حقبة حكم أسرة "محمد علي" - عام 1908، مرورا بتقلبات عدة سجلت خلالها المدرسة (الكلية حاليا) دورا محوريا في صياغة حركة الفن الحديث على المستويين المصري و العربي؛ حيث تخرج فيها عدد كبير من المبدعين التشكيليين العرب كان لكل منهم اليد الطولى في تحريك ركود الثقافة البصرية في وطنه الأم على اتساع رقعة الوطن العربي، كما استطاع عدد منهم تقلد مناصب قيادية على المستويين الثقافي و السياسي ساهم من خلالها في إرفاد الجدل الثقافي البصري على طول امتداد القرن.
و لا تقتصر تاريخية الحدث فقط على الاعتبارات الخاصة باكتمال دورة القرن - استنادا إلى فلسفة الدورات الزمنية ذات البعد الكوني - و إنما تتعداها إلى التواشج مع رصيد ذاخر لمعت خلاله أسماء و تتابعت على امتداده مذاهب و طرق و أساليب أثمرت - جدلا و حوارا و تناقضا - حراكا صحيا تسنم قيادته "مختار" و "محمود سعيد" و "محمد ناجي" و "يوسف كامل" و "صلاح عبد الكريم" و "جمال السجيني" و "حامد ندا" و "عبد الهادي الجزار" على سبيل الاستشهاد لا الحصر، إلى جانب ما تلى من تطورات و حركات رامية إلى تحريك قوالب المعتاد و الثابت و الدوجمائي قادها و صاغها و ساهم فيها عدد كبير من جيل الوسط فضلا عن المعاصرين، و منهم من بقي على قيد الحياة حتى الآن (متع الله الجميع بالعافية).
إعداد غير مسبوق و قيادة واعية طموح:
و إحساسا منه بضخامة الحدث و بثقل التبعة الملقاة على عاتقه كمسؤول أول على متن سفينة الحدث؛ فقد دشن الفنان الأستاذ الدكتور "يحي عبده" عميد الكلية معسكرا حقيقيا احتشد فيه عدد ضخم من القياديين النشطاء و الفنانين المبدعين جنبا إلى جنب مع خيرة الأكاديميين من أساتذة الكلية و أعضاء هيئة تدريسها، في معترك جلسات و ورش عمل تحضيرية محمومة يشاركهم فيها أهم النقاد و الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين ذوي الصلة بالشأن التشكيلي، بل إن الرجل - و قد استشعر جسامة المسئولية و مدى الشرف الذي حظي به باعتباره العميد الذي تتوافق فترة عمادته مع ذلك الحدث التاريخي - قد وسع من دائرة المشاركة لكي تتعدى النظرة الضيقة للتخصص فقام بإشراك عدد معتبر من السياسيين و القياديين على المستويين المصري و العربي كالدكتور "أسامة الباز" و الدكتور "محمود محيي الدين" وزير الاستثمار و غيرهما من قيادات الإعلام و الثقافة و قياديي جامعة الدول العربية.
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/187_1196406813.jpg
الأستاذ الدكتور "محمد يحي محمد عبده" عميد كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
و قد أنفق الرجل من وقته و صحته في سبيل الإعلاء من شأن الحدث شطرا لا يستهان به، كان هاتفه خلاله على خط ساخن مفتوح مع الفنان "فاروق حسني" وزير الثقافة للتنسيق و المشاورة و تبادل الآراء حول الخطة الموضوعة للاحتفال بالمئوية على شتى الأصعدة؛ سواء من حيث المعارض المراد تنظيمها بغرض استعادة رؤية بانورامية شاملة لحركة القرن بأكمله منذ أن تخرج أول طالب من طلبة المدرسة و حتى آخر دفعة، إلى الندوة الدولية التي دعي إليها عدد من خيرة الأكاديميين و النقاد و المتخصصين على اتساع الوطن العربي، فضلا عن عدد كبير من الاحتفاليات و المواكب و العروض الثقافية و الفنية التي ستجري بالتوازي مع الحدث بمشاركة عدد من القنوات الفضائية و المطبوعات السيارة.
تتويج الحدث:
و كان من المنطقي أن تلتفت القيادة السياسية إلى هذا الحراك الصحي و النوعي؛ و هو ما تمثل في إعلان السيدة الفاضلة "سوزان مبارك" قرينة السيد رئيس الجمهورية عن رعايتها لمئوية الفنون الجميلة تدشينا لهذه الجهود الضخمة و اعترافا بخصوصية الحدث.
تحية لكتيبة الإعداد الجبارة و تحية خاصة للفنان المثقف د. "يحي عبده" و تمنياتنا للحدث بالنجاح و التوفيق و بأن يكون بداية لجهود حقيقية ترمي إلى توثيق علاقة الفن التشكيلي بالقطاعات الواسعة من المواطنين في شتى أرجاء الوطن العربي.
هذا، و سوف نواصل أولا بأول عرض تطورات الحدث بأنشطته المختلفة؛ حيث يتشرف كاتب هذه السطور باختياره عضوا ضمن لجنتي المعارض و الندوات.
خالص احترامي