المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترنيمة الفاتح لما أُغلَق



NAJJAR
19/12/2007, 10:10 AM
ترنيمة الفاتح لما أُغلَق

ذهبت تيجان العرب، بترنيمة الفاتح لما أغلق. تحسب أن ذهابها ذهابٌ لما في الصدور من إثم ولُغوبن فإذا بذهابهم مبتدأ لما خبره المزيد من الكروب، ومصدرٌ لهلكة المزيد من المسلمين، وضرامٌ للخطوب. الذين يظاهرون على الفلسطينيين ويسعون في إخراجهم مما تبقى لهم من أرضهم، ويوالون من حرم الله موالاتهم، ويصافحون يدا ما امتدت إلا لأذى المسلمين وقتلهم.
ولما اجتمع الجمع، وحان وقت الطاعة قبل السمع، وتحجرت عيونٌ لا تعرف الدمع. والكل يقوم قياماً، ويجلس جلوساً ويركع ركوعاً أو يسجد سجوداً، خرج الكاهن في غموض بالغ، تنتهك عيناه الماكرتان سوآتهم، يحدق في رؤوس مطأطئة، وتيوس متكأكئة، وكؤس متلألئة. يقطع الصمتَ حديثه ذو الصوت الأجش، يرغي ويزبد، يسكب السم في كأس الترياق، وينفث عجباٌ وتتسع الأحداق. وتعج قاعة المعبد، مابين بائع للقضية، وطالب للهدية، ومريض قد فقد السوية، أو مكبل بالصمت من إملاق، أو خبيث النفس أو كاذب أفاق.
لم يسمع أحدٌ منهم قبل ذهابه، قرقرة بطون الأطفال، وحديث الجوع له قاموسٌ يجهله من أفرط في الأكل وتكرَّش، ومن حاش الأموال وعرَّش، ومن سفك دماء العزل وتوحش.ومريض قد مات لحصد الداء، ومريض مات لنقص دواء، وقتيل يقتله الأعداء، كل صباح، كل مساء، رائحة الموتى في غزة تتوالد كل الآفات، لكن طعام المعبد مطبوخ في كل النكهات. يسأل أحد السدنة قلقاً، هل كان الذبح يا قوم حلالاً؟ فيقول الكاهن أجل، فلقد بارك أهل الذمات، وسمَّى العرب عليه، باسم العزَّى وباسم اللات.
تذبح غزة قرباناً، للعجل النفطي الأسود، للعجل خوارٌ يسمعه عبد الدولار، والعرب تنام حيث يدب حريش النار. وينادي صوت يا عرب، يا شعباً قد عشق الطرب، هل يأتي من ينسفه نسفاً، في اليم أم ترضون، أن تُذبح غزةُ قرباناً، يا أكثر من ربع البليون. من يقبل هذا من يعقل؟ إلا مخبولٌ أو مجنون. إن تُذبح غزةُ أين العزة، وهم عن العرض يذودون. أخشى غضب الرب عليكم، في التيه يا عُربُ تهيمون.