المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بمب لأ / No Firecrackers



محسن رشاد أبو بكر
21/01/2008, 03:28 AM
بمــــب لأ

NO FIRECRACKERS


يوميات بائع متجول



دراسة أنثروبولوجية عن الباعة المتجولين بأحياء وسط البلد بالقاهرة

محسن رشاد أبو بكر
21/01/2008, 03:34 AM
إن الصامتين فى المجتمع
وإن بدوا كذلك فإنهم
لا يبقون صامتين على الدوام
إن صوتهم يرتفع بأسلوب أو بآخر
من حين إلى حين

فهو يجلجل إلى الآفاق عند الصلاة وعند الدعاء ، وفى حلقات الذكر
فى رحاب المساجد والكنائس والمعابد

يرتفع إلى الآفاق فى ملاعب الكرة
وفى الملاهى والبارات ، يرتفع بالنكات ذات المضمون السياسى والاجتماعى

يرتفع عن طريق الرسائل الشفاهية للموتى
وعن طريق الكتابة والرسم على جدران المبانى ، وفى داخل دورات المياه العمومية


د. سيـد عويـس

"هتاف الصامتين"

محسن رشاد أبو بكر
21/01/2008, 03:38 AM
مدخل

لم يستطع أى من الباحثين الاجتماعيين أو أخصائيي التنمية فى فترة الأربعينيات أن يسمعنا هتاف "هنادى" و "آمنة" ، ولكن من أسمعنا هتافهن هو "كروان" الأديب الكبير طه حسين فى روايته "دعاء الكروان" ، ذلك الكروان الذى ظل يصرخ لينبهنا إلى حال الخادمات الريفيات فى مصر فى ذلك الحين. لم يكن ذلك الكروان ليصرخ لو كان قد تم توظيفه كأخصائى تنمية أو باحث اجتماعى فى أى من الهيئات الدولية أو الوطنية التى تدعى أو تعتقد فى حرصها على تحسين معيشة الفقراء والمعدمين فى دول العالم الثالث.

فى حضرة أخصائيي التنمية والباحثين الاجتماعيين فى دول العالم الثالث ، بمن فيهم أكثرهم حرصا على مصلحة الناس ، تاهت هتافات الفقراء ، وتم اختزال مشاكلهم فى مجرد مجموعة من الإحصائيات والرسوم البيانية والتوضيحية التى لو كانت مفيدة فلن تكون مفيدة سوى لهم ، الأخصائيين والاستشاريين الاحترافيين "البروفيشنال" ، يصوغون لغة حوار لا يفهمها أولئك المستهدفون ، الفقراء.

لن يستطيع هؤلاء الفقراء المشاركة فى صياغة تلك اللغة التى من المفترض أن ترسم صورة دقيقة لحياتهم ومشكلاتهم ، ولكن من يصنع تلك الصورة هم أناس يدعون أو يعتقدون أنهم حريصون على مصالح الفقراء ، ولكنهم بتفريغ مضمون مشكلات الفقراء -من منطلق التعبير عنها فى شكل كمى- فإنهم بقصد أو بدون قصد ، يبحرون بعيدا عن أهدافهم ، فطوبى لتلك الطرق الكمية المفروضة على الباحثين وأخصائيى التنمية -بإيعاز من الأكاديميين والجهات المانحة- والتى تؤدى إلى مزيد من الفرقة عن فقرائنا ، وتحية لكروان أو قطة أو حتى كلب يساعدنا نباحه على سماع هتاف الصامتين من فقرائنا.

محسن رشاد أبو بكر
21/01/2008, 03:42 AM
بعد أن كان هناك شبه اتفاق بين علماء الاجتماع والسياسيين -الليبرالين منهم واليساريين- على أن تشجيع المشروعات الضخمة هو المدخل الأقوى والأضمن لتوليد فرص العمل والقضاء على البطالة ، فقد أظهرت العقود القليلة الماضية فى العديد من الدول –خاصة الدول النامية- أن الأنشطة الاقتصادية فى القطاع غير الرسمى ، والتى تعتمد فى أغلب الأحيان على منظم واحد لمشروع متناهى الصغر وبتكلفة رأسمالية قليلة جدا ، قد أثبتت نجاحا كبيرا فى العديد من دول العالم الثالث فى توليد فرص العمل. فعلى سبيل المثال ، تضم الأنشطة غير الرسمية فى إندونيسيا 55 % من قوة العمل ، وتولد دخلا يصل إلى أكثر من 50 % من الدخل القومى.

وقد كانت كتابات ودراسات هرناندو دى سوتو فى معهد الحرية والديمقراطية ببيرو من أوائل الدراسات التى نوهت عن مدى مشاركة القطاع غير الرسمى فى الاقتصاد القومى للعديد من الدول وبالتالى قدرته على توليد فرص العمل.

والورقة الحالية تحاول سبر أغوار قطاعا مهما من قطاعات الاقتصاد غير الرسمى فى مصر بصفة عامة (ريف / حضر) وفى القاهرة بصفة خاصة ، وهو قطاع الباعة المتجولين الذى تشير بعض الاحصائيات الى أنه يضم ما يقرب من مليونى شخص منتشرين فى العديد من قرى ومراكز ومدن مصر. حيث يتناول البحث المفاهيم الأساسية التى تشكل القيود والفرص المتاحة لنمو هذا القطاع من وجهة نظر المبحوثين أنفسهم ورؤيتهم وتحليلهم للأمور.

محسن رشاد أبو بكر
21/01/2008, 03:46 AM
ظهرت فى الفترة الأخيرة العديد من الدراسات التى ترى أن علم الاجتماع بشكل عام يجب ألا يقتصر على محاكاة علمية العلوم البحتة وإنما يجب أن يكون علما بطبيعة موضوعاته منفتحا أكثر على الشعر والأدب والتصوف والتاريخ.

وتقوم العديد من الدراسات الاجتماعية فى وقتنا الحالى على فكرة إمكانية أن يصبح الباحث أحد أفراد مجتمع الدراسة ، ولكن الحقيقة أن الباحث مهما بذل من جهد فى تطوير أسلوبه في الاتصال بمجتمع الدراسة يظل دائما منفصلا عن المبحوث ، ويظل المبحوث يراه على أنه شخص ما خارج إطار الصورة التى يعيش بداخلها.

ومن هذه الفرضية انطلق (رادين) إلى رأيه في أن جامع المعلومات النموذجي هم الأهالى أنفسهم وأن الدور النموذجي للباحث هو أن يكون منسقا فقط ، وكذلك يرى (جيرتز) أن الباحث ليس عضوا في المجتمع ، وعلى أحسن تقدير يمكن اعتباره عضوا هامشيا ، حيث أنه ليس بإمكانه التفاعل الاجتماعي الخاص ، لكن فقط يمكنه التوصل إلى جزء صغير من الأحداث الاجتماعية التي يقوده إليها مصدر المعلومات الذى يتم اختياره من بين الأهالى.

ومن هنا تطورت أساليب جمع البيانات وظهرت العديد من الأساليب التى تنتهج هذا النهج مثل منهج التقييم الريفي السريع (RRA) ومنهج البحث السريع بالمشاركة (PRA) الذى يعتبر في الوقت الحالي من أهم الأساليب البحثية المستخدمة بشكل كبير في العديد من دراسات التنمية خاصة فى المجتمعات البدائية.

ومع تطور أساليب البحث تطورت أيضا أساليب كتابة البحوث الاجتماعية ، وظهرت محاولات عدة لتطوير أسلوب عرض البيانات التى يتم جمعها من الميدان عن المجتمعات أو المجموعات الاجتماعية موضوع الدراسة ، ومن الأمثلة على أساليب الكتابة المستحدثة ما كتبه (دواير) "الديالوج المغربي" الذي استخدم فيه أسلوب الحوار التبادلي بينه وبين فقير مغربي طاعن في السن ، للكشف عن الملامح الأساسية التى تشكل حياة الفقراء فى مدينة صغيرة بالمغرب.

وباستخدام مثل تلك الأساليب فى كتابة تقارير وبحوث التنمية الاجتماعية فإن الباحث يكون أكثر صدقا فى رسم صورة لحياة المجتمعات ، حيث نرى أنه يجب تناول البحوث الاجتماعية كونها ليست سوى سلسلة من الحواديت والحكايات اللامتناهية الكاشفة عن طبيعة حياة المجتمعات الفقيرة ، وبهذا المعنى يصبح البحث مثله مثل الرواية أو القصيدة ليس سوى إعادة إبداع العناصر المكونة للواقع الاجتماعى.

فالعديد من الأحداث التى قد يراها بعض الباحثين تفاهات وغير مجدية فى تحليل بواطن الأمور قد تكون فى نفس الوقت إرهاصات لقيم مجتمعية جديدة أو نتاجات لقيم مجتمعية راسخة فى ذات المجتمع ، وقد يكون من المفيد ، فى تلك اللحظة التى تشهد إفلاس القضايا الأيديولوجية الكبري ، تحليل هذه التفاهات فى سياق المشاكل الجوهرية لحياة الفقراء ، حيث أنه ففي فترات القلاقل والغليان يكون من الأجدى تناول الظواهر الاجتماعية بعقل متحرر من أى أحكام مسبقة.

فالهدف الأساسى لأى بحث أو مشروع تنموى هو أن يستمر فى إنتاج المعرفة الصحيحة ، وتظهر كفاءة هذه المعرفة فى مدى جدية المحاولة البحثية والتقريرية فى وصف أكثر دقة وإحكاما لطبيعة الواقع الاجتماعى محل الدراسة ، وكذلك يجب أن تنعكس فى التفسيرات المستحدثة التى تطرحها نتائج البحث من خلال صياغة وطرح تفسيرات أكثر واقعية عن طبيعة المجتمعات.

وتتبنى الكتابات المدرجة فى هذا العمل دعوة إلى تحرير الباحثين وأخصائيي التنمية من قبضة الممولين والمانحين و محترفى التنمية الذين تربوا على الكتابة فى أطر مستوردة بالكامل ، فبحوث وتقارير التنمية على قدر احتوائها على معلومات مفيدة ومنظمة عن المجتمعات التى يعملون معها ومن أجلها على قدر ما هى فارغة من كل ما هو ضرورى لزيادة الالتحام بالمجتمعات المحلية وفهمها بشكل أفضل من خلال آليات هذه المجتمعات نفسها ، ومن خلال رؤيتها لمشاكلها وكيفية حلها.

فالجزء الأكبر من ممثلى الجهات المانحة وموظفيهم لا يرون من المجتمعات المحلية التى يستهدفون الارتقاء بها – لا يرون سوى بعض الإحصائيات والرسوم التوضيحية التى تؤكد احتياج هذه المجتمع لتمويل مشروع ما فى مجال الصحة أو البيئة ... الخ.

علاوة على أن العمل فى تقارير ومقترحات المشاريع التنموية والبحثية تحت ضغط زمنى ومالى وأيديولوجي مرتبط ببرامج ومخططات تلك الهيئات غالبا ما يقود معدى تلك التقارير والمقترحات إلى كتابة ما يرغب ممثلو هذه الهيئات فى قراءته ، أكثر من حرصهم على رسم صورة دقيقة للمجتمع المحلى الذى يحاولون تشخيص أمراضه واقتراح طرق لعلاج هذه الأمراض من خلال تلك المشاريع.

وعلى قدر ما نحن مطالبون باختراق العديد من التابوهات المرتبطة بموضوعات مثل الجنس والسياسة والدين على قدر ما نحن أيضا مطالبون باختراق أسلوب الكتابة التقليدى النمطى فى البحوث الاجتماعية ومشروعات التنمية ، سعيا وراء قالب كتابى يمكنه استيعاب تفاصيل تساهم فى التعبير بشكل كيفى عن مشاكل مجتمعاتنا طبقا لمفاهيم وقناعات أصحاب القضية أنفسهم ، قالب كتابى يمكنه أن يساعدنا على الاقتراب من مدخل التنمية فى كل منطقة على حدة ، ذلك المدخل الذى قد يتمثل فى حدوتة ما أو ظاهرة ما أو صورة ما أو مجرد مقولة ما ، فى الحاضر أو الماضى ، لن تستطيع أساليب الكتابة التقليدية توضيحها أو تسليط الضوء عليها من خلال الفورمات النمطية للكتابة عن الناس وهمومهم.

وعلى هذا النحو يمكننا تفهم أن أية حدوتة أو مجموعة حواديت -بسيطة كانت أو أسطورية- تستوطن أذهان أفراد مجتمع ما وتشكل جزءا من وعيه الجماعى قد تعمل يوما ما على تحفيز آليات الفعل الجمعى فى ذلك المجتمع ، كما لو كانت تلك الحدوتة تلعب وظيفة الرحم الذى يحافظ على ما بداخله ويحميه ويمنحه نور الوجود.

ومن هذا المنطلق يتبنى البحث فكرة عرض البيانات الميدانية من خلال سرد مجموعة من الحكايات عن أماكن وشخصيات حقيقية ، مرتبطة ببعض الباعة المتجولين بمنطقة وسط البلد بالقاهرة ، من خلال السيرة الذاتية لواحد من هؤلاء الباعة ، يروى فيها علاقته مع هذا النشاط منذ نعومة أظافره ، كيف دخل إلى هذا السوق؟ ، وما هى المعوقات التى قابلته سابقا؟ ، وما هى المعوقات التى تقابله حاليا؟ ، وما هى رؤيته لمن حوله من الباعة المتجولين؟ ، وما هى رؤيته للأطراف المؤثرة فى إمكانية تطور هذا القطاع؟ ، وما هى رؤيته للفرص والمحددات المؤثرة فى هذا القطاع؟. ومن خلال سرد السيرة الذاتية لـ "سامى" نستكشف المفاهيم الأساسية التى تشكل القيود والفرص المتاحة لنمو هذا القطاع من وجهة نظر المبحوثين أنفسهم ورؤيتهم وتحليلهم للأمور.


ولعل هذه المحاولة فى الكتابة ليست مألوفة إلا أنها كذلك ليست مستحدثة بالكامل ، حيث أن هناك العديد من المحاولات لتطوير أساليب الكتابة ، خاصة ، فى الدراسات الأنثروبولوجية التي تتناول مجتمعات الفقراء.

وقد اخترنا هنا أن نعرض موضوع الباعة المتجولين فى القاهرة من خلال سرد السيرة الذاتية لواحد من هؤلاء الباعة ، يروى فيها علاقته مع هذا النشاط منذ نعومة أظافره ، كيف دخل إلى هذا السوق؟ ، وما هى المعوقات التى قابلته سابقا؟ ، وما هى المعوقات التى تقابله حاليا؟ ، وما هى رؤيته لمن حوله من الباعة المتجولين؟ ، وما هى رؤيته للأطراف المؤثرة فى إمكانية تطور هذا القطاع؟ ، وما هى رؤيته للفرص والمحددات المؤثرة فى هذا القطاع؟.

وقد كانت السيرة الذاتية فى بدايتها كتابة اعترافية دينية يسبر فيها الفرد أغوار ذاته للتعرف على مواطن ضعفه الإنسانى وليقيم علاقة سليمة مع الخالق ، ثم تطورت بعد ذلك لتصبح شكلا من أشكال الكتابة الأدبية يستخدمه الأدباء والمفكرون والسياسيون ، وتوسع مفهوم السيرة الذاتية لنرى من السير الذاتية ما يرتكز على الحدث وليس على الذات ، مثل السيرة الذاتية للزعيم الأفريقى ورئيس جنوب أفريقيا السابق "نيلسون مانديلا" ، أو السيرة الذاتية للرئيس المصرى الراحل "أنور السادات" (البحث عن الذات) ، ونحن نحاول هنا أن نقوم مقام المؤلفين لهذه السير ، حيث قضوا وقتا طويلا مع صاحب السيرة يتلقون منه كافة المعلومات الخاصة بالشخصية والمرتبطة بأحداث معينة ، ثم ربط هذه المعلومات بحقائق معروفة أصلا عن هذه الشخصيات والأحداث.

وقياسا على ذلك الأسلوب فى إعداد السير الذاتية ، فقد قام الباحث بقضاء ما يقرب من ستة أشهر مع بطل سيرتنا (سامى). وهو أحد الباعة المتجولين فى ميدان رمسيس (أحد أشهر الميادين فى القاهرة) والذى كان سامى شخصيا يطلق عليه "ميدان العاصمة" ، قضى معه الباحث أوقات كثيرة فى أماكن مختلفة ، فى مكان عمله بالميدان ، وفى مكان إقامته فى أحد اللوكاندات التى يقيم بها بالقرب من الميدان ، وفى الأماكن التى اعتاد أن يقضى وقت فراغه بها ، وفى الأماكن التى اعتاد أن يشترى منها بضاعته التى يعيد بيعها مرة أخرى لتحقيق المكسب.

وخلال كل تلك الأوقات أضحت العلاقة بيننا أقرب إلى كوننا أصدقاء ، وكان الباحث يعطى له اليد الطولى فى بدء الحديث أو إنهائه عن أحد الموضوعات ، وقد يسر ذلك للباحث إمكانية سبر أغوار نفسه وآرائه فيما يتعلق بطبيعة العمل فى مثل هذا النشاط ، خاصة أنه كان يتمتع بقدرة على سرد لحكاياته الكثيرة فى هذا النشاط ، وانه يمتلك قدرة على تحليل ما يدور حوله من أحداث وتكوين علاقات بين هذه الأحداث والخروج برؤى منطقية وموضوعية عن تطور القطاع فى إطار هذه الأحداث.

وقد كانت كافة المقابلات التى تمت مع بقية الباعة فى ميدان رمسيس يتم إدارتها وتحديد هدفها بواسطة "سامى" نفسه حتى لو كان هدف المقابلة خارج نطاق البحث من المنظور العلمى الأكاديمى ، فعلى سبيل المثال ، أجرى "سامى" مقابلة مع واحدة من النساء اللاتى يعملن بالميدان بهدف معرفة حقيقة شائعة ما كانت تدور حول تلك السيدة منذ قدومها للعمل بالميدان ، وبالتالى اكتسبت تلك المقابلات حيوية وإسهابا من المبحوثين الذين لم يكونوا يتحدثون معى كباحث ولكنهم كانوا يتحدثون مع زميلهم فى الميدان "سامى" ، وقد ساعد ذلك فى استكشاف خبرات وتجارب العديد من الباعة المتجولين فى ميدان رمسيس فى ذلك الوقت بدون رتوش.

وقد جاء اختيار "سامى" طبقا لمجموعة من المعايير التى انطبقت على "سامى" دون غيره من الأفراد الذين التقيت معهم فى بداية نزولى للميدان ، فهو يمتلك قدرة على تفهم ما يدور حوله وتحليله وربطه بأحداث أخرى ، بالإضافة إلى قدرته على الحكى والرغبة فيه ، كذلك فقد كان عمله كبائع متجول بميدان رمسيس هو العمل الأساسى له ، وليس له أية وظيفة أخرى فى أى مكان آخر سواء حكومى أو خاص ، بالإضافة إلى إقامته فى الميدان بشكل شبه دائم لأنه كان يستأجر غرفة فى أحد اللوكاندات المطلة على الميدان ، ويقوم كذلك بتخزين بضاعته فيها أيضا ، وأخيرا الموافقة على التعاون معنا فى جمع البيانات التى تخدم فكرة البحث وأسلوب الكتابة المتبع ، وإن كنا لم نصارحه بالأسلوب المقترح للكتابة إلا فى نهاية فترة العمل الميدانى حتى نضمن عدم تحيزه لنفسه أو أن يكون أسلوبه فى سرد الحكايات انتقائيا لأحداث بعينها دون أخرى سعيا وراء مجد مزيف فى تلك الحكايات لنفسه أو لأفراد آخرين.



المراجع والمصادر
• سيد عويس ، هتاف الصامتين
• ميشيل مافيزولى ، تأمل العالم
• ديرك لايدر ، قضايا التنظير فى البحث الاجتماعى
• عبد العزيز شرف ، أدب السيرة الذاتية
• هرناندو دى سوتو ، الدرب الآخر


يتبع

محسن رشاد أبو بكر
21/01/2008, 03:59 AM
أنا فى انتظار آرائكم وشكرا

فى حالة الرغبة فى إبداء الرأى رجاء الإضافة على هذا الرابط فى نفس المنتدى

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=171169#post171169

محسن رشاد أبو بكر
19/07/2008, 01:19 AM
"يحق للرمزي والمتخيل والعادي واليومي والجسدي ، أى كل ما نفته السوسيولوجيا التقليدية والوضعية من مملكتها العاجية أن يكون موضوعا للفكر والتحليل والمقاربة في المجتمع وليس فقط في الأدب والشعر ، وعلى النص السوسيولوجي أن يمنح مصادره الأساسية من الشعر والتصوف كما يمنحها من الأنثروبولوجيا الثقافية والفلسفة ... أي من كل ظل يعتبر نصا غير علميا وموضوعا أثيرا لمباحث أخرى"

د. فريـد الزاهــى
من مقدمة كتاب "تأمل العالم"
لميشيل مافيزولى

محسن رشاد أبو بكر
19/07/2008, 01:44 AM
بمـب لأ No Firecrackers
يوميات بائع متجول
الجزء الأول
بنـها / القاهـرة



.... : انتقلت مع أسرتى فى أواخر السبعينيات للإقامة بالقاهرة (1) بعد أن اتسعت أعمال والدى التجارية بمدينة بنها ، حيث كان أبى يرى أن مدينة بنها لن تكون صالحة له لتوسيع نطاق أعماله ، فاشترى منزلا ومحلا كبيرا بأحد مناطق القاهرة القديمة ، وانتقلنا للإقامة معه هناك حيث كنت أبلغ من العمر فى ذلك الوقت ثمانى سنوات.

كان "سامى" مسرورا وهو يحكى عن بداية قدومه إلى القاهرة ، فمن الواضح أنه لم يكن يحتفظ بذكريات كثيرة جميلة عن فترة طفولته بمدينة بنها التى تبعد حوالى 46 كم شمال القاهرة ، بالإضافة إلى أن تلك المدن فى تلك الفترة كانت فقيرة فى العديد من الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية.

.... : استمتعت كثيرا بصحبة والدى فى الأيام الأولى لانتقالنا إلى القاهرة ، خلال تلك الفترة تعرفت على أهرامات الجيزة والقلعة والقناطر الخيرية والمترو.

.... : لم أكن لأعشق شيئا أكثر من عشقى للمترو الذى كان يمر من أمام منزلنا بشارع الجيش ، لدرجة أننى كنت أجلس بالساعات بشباك الغرفة التى كنت أقتسمها مع إخوتى "عليم" و "مسعد" ، لأراقب حركة المترو ذهابا وإيابا بين السيدة زينب والعباسية ، أستمر محدقا فى كل تفصيلة بالمترو ومتابعا لحركة الركاب صعودا وهبوطا وجلوسا ، وكثيرا ما كنت أصرف كل ما فى جيبى من مصروفى القليل على تذاكر المترو حيث كنت أركبه ذهابا وإيابا لمرات عديدة دون قصد مكان معين.

ولكن صحبة والده تحولت بعد فترة وجيزة من مجرد النزهة لرؤية معالم القاهرة إلى صحبته فى جميع مشاوير أعماله ثم صحبته فى محله الكبير ، فدخل سامى سوق العمل مبكرا ، منذ أن عمل لدى والده بدون أجر فى المحل الذى يمتلكه بأحد أحياء القاهرة الشعبية.

وقبل أن يتم "سامى" عامه السابع عشر كان قد ترك منزل الأسرة بعد أن تفاقمت المشاكل بينه وبين والده نتيجة بعض الظروف الأسرية والمشاكل التى احتدمت بينهما بعد أن كان الوالد قد تزوج بأخرى غير والدته وأقامت معهم فى نفس البيت ، فكان أول دخول له إلى السوق كصاحب عمل ، حينما اشترى بعض العبوات الفارغة من تجار الزجاجات المستعملة بشارع الجامع الأحمر الذى يربط بين شارعى كلوت بيه وباب البحر ، وذهب بتلك الزجاجات الى "الحاج عبد الهادى" أحد تجار العطور الذى كان قد تعرف عليه أثناء عمله مع والده وطلب منه كمية من العطور على أن يدفع له حسابهم بعد بيعها.

كان "سامى" قد تعرف على منطقة الجامع الأحمر التى اشتهرت خلال السبعينيات والثمانينيات بتجارة البلاستيك والكرتون والزجاجات المستعملة التى يجلبها التجار من الزرايب المنتشرة (2) فى مناطق المقطم بالقاهرة والمعتمدية بالجيزة والمرتبطين بمهنة جمع القمامة من المنازل والمحال التجارية فى القاهرة والجيزة.

ملأ "سامى" زجاجاته بعد أن قام بغسلها ثم تجفيفها جيدا ، وذهب بتلك الزجاجات العشر إلى ميدان رمسيس لبيعهم هناك ... لم تكن ذكرى نزوله للميدان أول مرة بذكرى جميلة ، ففى أول يوم له بالميدان واجه العديد من المتاعب حينما أصر "زيدان" أحد البياعين فى الميدان على وجود "سامى" فى نهاية سور مسجد الفتح من ناحية شارع الجمهورية ، حيث حركة المارة ضعيفة. وعلى الرغم من قلة عدد المارة فى ذلك المكان مقارنة بأماكن أخرى فى الميدان ، إلا أنه قد تمكن من بيع زجاجاته العشر فى أقل من ساعتين ، وحقق فيهم مكسبا صافيا عشرون جنيها بعد أن دفع ثمن البضاعة الآجلة للحاج عبد الهادى.

وفى اليوم التالى ملأ عشرون زجاجة عطر بنفس الطريقة وذهب إلى الميدان ، وحينما لم يجد "زيدان" هناك ، فكر فى التحرك قليلا لأخذ مكان أفضل ، ولكنه وبعد أقل من ساعة وصل زيدان ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدى انتهت بوقوع "سامى" مغشيا عليه من شدة اللكمات التى كالها له زيدان ، وبعد أن أفاق نصحه الكثيرون بترك الميدان ، حيث أن سطوة "زيدان" لا تنبع فقط من قوته البدنية ولكن أيضا لأنه أحد المرشدين للبوليس.

مرسى القشاش : اسعى فى مكان تانى أحسن لك يابنى ... زيدان أيديه طايلة
سامى : سيبك منه ياعم مرسى ... ماحدش بيقبض الروح ألا اللى خالقها
مرسى : يابنى ... زيدان مرشد للبوليس ... يعنى لما يكونوا محتاجين أى قضية يبعتوا لزيدان يقولوا له يتصرف ، وفى أقل من ساعة يكون اتصرف ... يعنى ممكن بكل بساطة تلاقيه حط لك حتة مخدرات فى الفرشة بتاعتك من غير ما تاخد بالك ، فى ثوانى يكونوا الأمنا (3) أمامك يفتشوا الفرشة بتاعتك ويطلعوا المخدرات ويلبسوك قضية.

اشتهر عم مرسى بـ "القشاش" نظرا لبراعته فى النشل ، فهو مسجل خطر نشل ، ويحكى عنه أنه كان مليونيرا ، ولكنه أضاع كل فلوسه على الخمرة والنسوان ... هو سكران بشكل دائم ... يرتدى نظارة شمس ماركة ريبان ... يرتدى ثلاث ساعات بمعصم يده اليمنى ، وساعتان باليسرى ... يرتدى جاكت بدلة من نوع غالى ولكنها قديمة جدا وبالية ... يعشق الأفلام المصرية لدرجة أنه يحفظ أجزاء كاملة منها عن ظهر قلب ، وفى ساعات تجليه فى ليل الشتاء البارد تجده يقف فجأة ليردد مقاطع كاملة من بعض الأفلام المصرية المعروفة ، ولكن الحوار غالبا ما يتم تحويره ليضفى عليه بعض الإسقاطات الجنسية المباشرة ، وتجده يزيد من هذه الإسقاطات حينما يرى "سميرة" ابنة بياعة الشاى ... تنهره فى كل مرة بألفاظ نابية حتى يكف عن معاكستها أمام الناس ، لكنه يزيد من تلميحاته الجنسية موجها كلامه ناحيتها

.... : حينما يتحدث عنها فى جلسة منفردة معى تشعر انه كما المراهق الذى يزداد شوقا وولعا بمحبوبته كلما زادت من صدها له".

يصمت سامى برهة ثم يضيف :

.... : بالإضافة إلى مهارته الفائقة فى النشل بالأماكن المزدحمة مثل الأسواق ووسائل النقل العامة ، فقد كان أيضا ماهرا فى العدو والقفز من الأماكن العالية ... يحكون عنه أنه ذات مرة جرى وراءه ثلاثة من أمناء الشرطة للقبض عليه ، فاستدرجهم إلى كوبرى 6 أكتوبر ، فاستمروا فى الركض وراءه ، وحينما أحس أنه وصل لمكان مرتفع قفز بسرعة من فوق الكوبرى ، ليفقد بذلك أثره الأمناء حيث لم يستطع أحد منهم القفز وراءه.

.... : هو زبون شبه مستديم فى القسم ، لا يمر أسبوع دون أن يضطر للمبيت ليلة أو اثنتين فى الكراكون ، حيث أنه غالبا ما يأتى إلى الميدان فى آخر الليل بعد الانتهاء من عمله كخطاط لافتات متنقل وبعد أن يكون قد تعاطى كمية كبيرة من الخمور والبرشام ، فتجده فى الميدان بعد الساعة الحادية عشرة مساءا فى حالة من النشاط الزائد التى قد تثير عليه شهية أمناء الشرطة فى القبض عليه والإلقاء به لليلة أو اثنتان فى القسم بدعوى التحرى عنه.

.... : لم أجد مفرا من تنفيذ نصيحة "عم مرسى" وبياعون أخرون فى تجريب حظى فى شارع 26 يوليو (فؤاد سابقا) الذى يربط بين ميدان الأوبرا وشارع رمسيس ، أو شارع طلعت حرب (سليمان سابقا) الذى يربط بين ميدان طلعت حرب وميدان التحرير وشارع 26 يوليو ، حيث أنهما من الشوارع المتميزة ، التى تعج بحركة المارة صباحا ومساءا حتى ما بعد منتصف الليل ، ونصحنى أحد البياعين بالذهاب مباشرة الى "أحمد الدالى" الشهير ب "أحمد أوكسا" لمقابلته وطلب مساعدته فى الوقوف هناك ، فقمت بجمع ما تبقى سليما من زجاجات العطور التى كانت قد تحطم معظمها بفعل "زيدان" ومساعديه الأساسيين فى الميدان "حسين بلية" و "ماجد الفل".


هوامش :
1- كانت فترة السبعينيات خاصة أواخر السبعينيات بداية النزوح بأعداد كبيرة من الأرياف إلى المدن ، ومن الأقاليم إلى القاهرة ، تحت تأثير موجات الهجرة الجماعية للعديد من الحرفيين والمهنيين إلى دول الخليج ، مما أدى إلى أن أصبحت القاهرة مكانا جاذبا للسكان لتعويض النقص الواضح فى الأيدى العاملة ، وكذلك كنتيجة لتوسع العديد من المشروعات الخدمية التى نمت خلال نفس الفترة باستثمارات أموال العاملين بدول الخليج.

2- انتشر الزبالين الذين يجمعون القمامة فى تلك المناطق نتيجة موجات هجرة من الأرياف خاصة أرياف الصعيد وكان يطلق على تلك المناطق "الزرايب" نظرا لأن أغلبهم كان يخصص جزء من منزله لتربية الخنازير وبعض الأغنام على مخلفات الطعام المستخلصة من القمامة التى يجمعونها.

3- أمناء الشرطة.

يتبع
الجزء الثانى
أحمد أوكسا وعـم عــزت

ادم عبد ربه
23/08/2008, 02:48 AM
عزيزي الأستاذ محسن رشاد،
أود أن أحييك علي المجهود الملحوظ الذي قمت به، سواء على مستوى اختيار الموضوع، ومستوى البحث الميداني، أو على مستوى الكتابة:
الموضوع يتعرض لظاهرة قد تبدو عادي في نظر البعض، و قد تبدو للبعض الآخر غريبة و منفرة، و لكن بالنظر في أحوال هؤلاء البشر، سنجد أن الأهم والأكيد أنها ظاهرة بدأت بأن تتفاقم في الآونة الأخيرة. ويزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم، في حين يغيب عن مجتمعنا الأكاديمي دراسة مثل هذه الظواهر......
أما على مستوى البحث الميداني فاعتقد ان الباحث قام ببذل مجهود عظيم لجمع اكبر قدر من المعلومات...
و لكن اعتقدانه من ا لمفيد اضافة بعض التفاصيل عن مثلا تعليم البطل!!!! أو عن سبب اختيا هذا الاسم...
اما على مستوى الكتابة، فاعتقد أنه مزج بين الأدب و البحث الأكاديمي............ فالانثروبولوجيا عادة ما تمزج الجهد البحثي بالكتابة الأدبية.... كتابتك بالغت في هذا المزج بين الحقائق و الخيال، مما اعتبره -انا شخصيا - مجهودا موفقا.
والى مزيد من التوفيق ان شاء الله

محسن رشاد أبو بكر
29/08/2008, 04:49 AM
عزيزي الأستاذ محسن رشاد،
أود أن أحييك علي المجهود الملحوظ الذي قمت به، سواء على مستوى اختيار الموضوع، ومستوى البحث الميداني، أو على مستوى الكتابة:
الموضوع يتعرض لظاهرة قد تبدو عادي في نظر البعض، و قد تبدو للبعض الآخر غريبة و منفرة، و لكن بالنظر في أحوال هؤلاء البشر، سنجد أن الأهم والأكيد أنها ظاهرة بدأت بأن تتفاقم في الآونة الأخيرة. ويزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم، في حين يغيب عن مجتمعنا الأكاديمي دراسة مثل هذه الظواهر......
أما على مستوى البحث الميداني فاعتقد ان الباحث قام ببذل مجهود عظيم لجمع اكبر قدر من المعلومات...
و لكن اعتقدانه من ا لمفيد اضافة بعض التفاصيل عن مثلا تعليم البطل!!!! أو عن سبب اختيا هذا الاسم...
اما على مستوى الكتابة، فاعتقد أنه مزج بين الأدب و البحث الأكاديمي............ فالانثروبولوجيا عادة ما تمزج الجهد البحثي بالكتابة الأدبية.... كتابتك بالغت في هذا المزج بين الحقائق و الخيال، مما اعتبره -انا شخصيا - مجهودا موفقا.
والى مزيد من التوفيق ان شاء الله

أستاذى الفاضل / آدم عبد ربه
أثلجت صدرى
فعل مرورك على متصفحى مفعول السحر فى ذهنى وقلبى ، وزاد من حماسى لنشر الاجزاء الباقية من الدراسة ، والتى أصر على تناولها كونها دراسة أنثروبولوجية ، وليست عملا أدبيا بحتا ، لذلك لم أفكر فى نشر ذلك النص فى منتديات القصة ، على الرغم من اننى لى العديد من المشاركات فيها ، والتى راقت لبعض أعضاء واتا الكرام ، واتا ، تلك المنتديات التى أرى أنها من افضل المنتديات التى شاركت فيها ، وعلى الرغم من ذلك ، لم يفكر أحد من أعضائها ، حتى مشرفى منتدى الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع ، فى التعاطى مع تلك الدراسة ، بالنقد والتحليل ، وكنت انتظر الكثير من العلماء والحكماء الذين تزخر بهم واتا.

هنا فى تلك المداخلة ، فقط ، اشكر لك ، تلك المداخلة ، وسوف أعود للرد بالتفصيل على كل النقاط التى تفضلت بنقدها.

ولكن قبل ان أرحل أريد فقط التعليق على جزئية واحدة من تلك النقاط :
لقد ذكرت فى جزء من حديثك ما يلى :
(أنها ظاهرة ...... يزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم، ......)

لكن الدراسة ، كما سيظهر فى الأجزاء التالية ، تؤكد على أن هؤلاء الأفراد ليسوا ضحايا ، ولكنهم ، أقوياء ، ثائرين على مجتمعهم ، بطريقة براجماتية ، يتعاملون مع مشكلاتهم بشكل عملى بعيدا عن أعين السلطات وفمفمة المثقفين.

أكرر شكرى لمداخلتك القيمة ، وسوف اعود بالتفصيل لتفنيد كل جزئية فيها.

خالص ودى وتقديرى
أبو بكر

محسن رشاد أبو بكر
20/09/2008, 06:34 PM
عزيزي الأستاذ محسن رشاد،
أود أن أحييك علي المجهود الملحوظ الذي قمت به، سواء على مستوى اختيار الموضوع، ومستوى البحث الميداني، أو على مستوى الكتابة:
الموضوع يتعرض لظاهرة قد تبدو عادي في نظر البعض، و قد تبدو للبعض الآخر غريبة و منفرة، و لكن بالنظر في أحوال هؤلاء البشر، سنجد أن الأهم والأكيد أنها ظاهرة بدأت بأن تتفاقم في الآونة الأخيرة. ويزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم، في حين يغيب عن مجتمعنا الأكاديمي دراسة مثل هذه الظواهر......
أما على مستوى البحث الميداني فاعتقد ان الباحث قام ببذل مجهود عظيم لجمع اكبر قدر من المعلومات...
و لكن اعتقدانه من ا لمفيد اضافة بعض التفاصيل عن مثلا تعليم البطل!!!! أو عن سبب اختيا هذا الاسم...
اما على مستوى الكتابة، فاعتقد أنه مزج بين الأدب و البحث الأكاديمي............ فالانثروبولوجيا عادة ما تمزج الجهد البحثي بالكتابة الأدبية.... كتابتك بالغت في هذا المزج بين الحقائق و الخيال، مما اعتبره -انا شخصيا - مجهودا موفقا.
والى مزيد من التوفيق ان شاء الله

أخى الفاضل / آدم
بالنسبة لتعليم البطل (سامى) وكل ما بخصه سوف يظهر بالتفصيل فى الأجزاء التالية من الدراسة ، حيث أن الدراسة تتخذ صورة السيرة الذاتية له شخصيا (سامى) ، وكنت أتمنى أن أسمع منك عن أسلوب الكتابة وبالذات اختيار السيرة الذاتية ، وما هى ملاحظاتك على اختيار هذا الاسلوب مقارنة بالأشكال الأدبية الأخرى مثل القصة والرواية والمسرح ، وقبل كل ذلك ؟ هل كان اختيار الكتابة بأسلوب أدبى مبررا بما فيه الكفاية ، هروبا من الأساليب التقليدية فى كتابة البحوث الاكاديمية فى مجال الدراسات الانثروبولوجية

الفاضل آدم عبد ربه
لك منى كل الود والتحية
أبو بكـر