المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزب الله خطوات في الطريق الشائك ( ج 2 )



محمد بن سعيد الفطيسي
21/01/2008, 05:17 PM
حزب الله وتاريخ المواجهة مع الغرب :

"" إن الأمم الرازحة تحت نير الجور لا تملك التكنولوجيا والأسلحة المدمرة التي تملكها أمريكا و أوربا , لذلك يجب عليهم أن يقاتلوا بوسائل خاصة بهم 0000ونحن نعترف بحق الأمم في استخدام كل أسلوب تقليدي لقتال هذه الأمم المعتدية , ولا ننظر إلى ما يفعله مسلمو العالم المستضعفون بالوسائل البدائية وغير التقليدية لمواجهة القوى المعتدية على انه إرهاب , بل ننظر أليه على انه حرب مشروعة دينيا ضد القوى العالمية الإمبريالية والمتحجرة 0000 ""

السيد محمد حسين فضل الله ,14/تشرين الثاني/1985

انطلاقا من مبدا الدفاع عن النفس ومواجهة الظلم والسعي إلي الحرية والحق , واجه حزب الله جميع القوى الغربية التي احتلت لبنان بالقوة المضادة التي بدأت باستخدامها تلك الدول أولا , وكأي صاحب حق فان المواجهة لم تميز في أسلوبها بين حديث وتقليدي فالخلاصة هي نيل الحرية وخروج المحتل ولا تهم الطرق والوسائل , وكما قلنا سابقا فان الأسلوب الراديكالي كان طاغيا على الفكر السياسي لحزب الله , وبذلك لم يكن مطروحا لديه استخدام الوسائل السلمية الدبلوماسية لمحاولة التغيير ونيل الحرية , وعلى ذلك الأساس فقد وجه حزب الله كل طاقته لمواجهة تلك الدول التي احتلت لبنان كإسرائيل أو ساهمت في ترسيخ الاحتلال والظلم كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بجميع الوسائل التي كانت متاحة لدية في وقتها 0

وقد بدأت تلك المواجهات مع بداية الثمانينات وبالتحديد مع دعم تلك الدول لحكومة أمين الجميل , ومثل اتفاق 17/أيار / 1983 الشرارة الرئيسية التي مهدت لانطلاق المواجهة الحقيقية بين تلك الدول وحزب الله اللبناني وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي يعتبرها الحزب الداعم الحقيقي و الأول للكيان الإسرائيلي , ( حيث ينظر حزب في رسالته المفتوحة إلى أمريكا كقوة استكبارية , تسعى للسيطرة على مصادر ثروات المسلمين والمستضعفين , وتريد أن تستعمر لبنان , أو تضعفه تحت الانتداب الإسرائيلي ) ( 18) 0 وسنتناول في هذا الفصل بعضا من تاريخ تلك المواجهات التي واجه حزب الله فيها الغرب وإسرائيل على وجه الخصوص وكيف حول الغرب هذا الحزب إلى حزب إرهابي وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة الإرهاب العالمي 0

فأما بالنسبة لإسرائيل فكما وصفه السيد حسن فضل الله في رسالة حزب الله المفتوحة والتي يعتبرها الحزب القاعدة والأساس السياسي الذي يسير على نهجه قادة ذلك الحزب , بان هذا الكيان الغاصب المحتل لارض عربية إسلامية , عدو خطير على العالم الإسلامي ككل ويجب محاربته ومواجهته والتخلص منه بكل الوسائل الممكنة ( أما إسرائيل فنعتبرها راس الحربة الأمريكية في عالمنا الإسلامي 000وهي عدو غاصب يجب محاربته , حتى يعود الحق المغصوب إلى أهله 000 وهذا العدو يشكل خطرا كبيرا على مستقبل أجيالنا ومصير امتنا , خصوصا انه يحمل فكرة استيطانية توسعية , بدا تطبيقها في فلسطين المحتلة , ويحاول التمدد والتوسع , ليبني دولة إسرائيل الكبرى , من الفرات إلى النيل 000 ولذا فان مواجهتنا لهذا الكيان يجب أن تنتهي بإزالته من الوجود , ومن هنا فأننا لا نعترف بأي اتفاق لوقف إطلاق النار ضده , أو أي معاهدة سلام منفردة أو غير منفردة 000 ونسجل في هذا السياق أدانتنا لكل الدول والمنظمات المنحرفة التي تلهث وراء الحلول الاستسلامية مع العدو , وتقبل بمقايضة الأرض بالسلام , ونعتبر ذلك خيانة لدماء الشعب الفلسطيني المسلم ولقضية فلسطين المقدسة , ويعتبر حزب الله كما العالم الإسلامي بأكمله بان إسرائيل كيان غاصب محتل لارض عربية مسلمة وان له أفكار توسعية تشمل بناء وقيام دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل وبالتالي فهو خطر كبير على الأرض الإسلامية العربية ككل ومن الواجب التخلص منه 0

وقد اصدر الحزب في عام 1984 بمناسبة يوم القدس العالمي بيانا رسميا بهذا الخصوص يقول فيه ( أن قضية جنوب لبنان قضية إسلامية , وان جهاد المؤمنين في الجنوب والبقاع الغربي لا تهدف فقط إلى تحرير الجنوب اللبناني , وانما هو جهاد من اجل تحرير القدس , وحركة باتجاهها , وعلى هذا الأساس فان حربنا مع إسرائيل لن تتوقف مطلقا بعد خروجها من الجنوب ومن البقاع ) (19)

أما بالنسبة لنظرة حزب الله لبقية الدول سالفة الذكر وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والتي تعتبرها جزء من النظام العالمي الذي يهدف إلى أضعاف العالم الإسلامي ككل ولبنان بوجه خاص تحت قيادة الإمبريالية الأمريكية , والتي كان لها الفضل الأكبر في توطيد الأقدام الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية والعربية , فبعد ( الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982 شكلت أربع بلدان هي أمريكا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا – بإرسالها نخبة مختارة من قواتها – القوة المتعددة الجنسيات لمراقبة خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان , وبعد أن تم خروج هؤلاء من لبنان تركت القوات المتعددة الجنسية لبنان أيضا ولكن بعد مقتل بشير الجميل , ومـجزرة صبرا وشاتلا التي جاءت بعيد ذلك , عادت تلك القوات إلى لبنان في تشرين الأول 1982 بذريعة إحلال آلام واعادة النظام والقانون , لكن المهمة الحقيقية لهذه القوات كانت دعم أمين الجميل , وتمهيد الأرضية الأمنية الملائمة لتوقيع معاهدة سلام بين لبنان وإسرائيل ) (20)
وعلى هذا الأساس نظر حزب الله إلى تلك الدول على أنها دول مستعمرة وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية , لا لشي و إنما لمواقفها تجاه إسرائيل على وجه الخصوص ومساعداتها الدائمة لها واعترافها بأحقيتها في الأراضي المحتلة , وقيامها بدعم حكومة لم يختارها الشعب اللبناني وهو غير راض عنها مطلقا , وعمل على التخلص من ذلك الوجود وذلك الاستعمار بكل الطرق المتاحة لديه , تلك الوسائل التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام بأنها إرهابية ولا يحق لحزب الله أن يتخذ منها وسيلة شرعية للتغيير السياسي ,وكما يقول حسن فضل الله في هذا الخصوص بان ( العمليات ضد الأميركيين صارت تكتسب شعبية مماثلة للعمليات ضد إسرائيل 000فهم جاءوا من وراء البحر ليدعموا سلطة طائفية , وليساهموا إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي 000وكان عليهم تحمل تبعات ذلك , وما دام كل شي مباحا بالنسبة للغرب في هذا الصراع 000 فان ردة الفعل اتخذت في بعض الأحيان شكلا قاسيا سواء على المستوى المباشر كالعمليات العسكرية , أو غير المباشر التي تمثل بحرب الرهائن )
وقد اتخذت أساليب حزب الله لمقاومة المحتل الإسرائيلي والغرب أشكالا كثيرة ومتنوعة سنحاول أن نختصرها في أهم تلك العمليات التي قام بها منذ بداية قيامة إلى اللحظة التي بدا فيها تغيير اتجاهه ومواقفه من الراديكالية إلى الأسلوب الواقعي والوسطي أو ما يمكن أن نسميه اللعب بأوراق الضغوطات الدولية واتخاذ الدبلوماسية وأسلوب المنطق وسيلة لمقاومة الخصم ومقاومته نظرا لتغيرات الواقع الدولي الراهن واهم تلك العمليات التي قام بها الحزب العملية التي استهدفت السفارة الأمريكية في شرق بيروت في 20/أيلول/1984 أسفرت عن قتل ضابط المخابرات في وزارة الدفاع الأمريكية كنث وولش وثلاثة وعشرون آخرين وجرح مالا يقل عن ذلك , والعملية التي قام بها ضد مقري المشاة الأمريكيين والمظليين الفرنسيين , وعمليته التي استهدف فيها مقر القيادة الإسرائيلية بصور , كما قام الحزب بعدد من عمليات الخطف في المرحلة الممتدة من العام 83 – 89 بلغت ما يزيد عن40 عملية اختطاف قد أعلنها الحزب بين رعايا أمير كان وفرنسيين وإنجليز وغيرها 0
كما قام حزب الله باستخدام الوسائل الحديثة كخطف الطائرات والعمليات التفجيرية باستخدام القنابل والمتفجرات كوسائل ضغط سياسية يقوم من خلالها بتطبيق فكره السياسي كطريقة لممارسة الإرهاب المضاد الذي يراه في العمليات الغربية والإسرائيلية بلبنان وفلسطين والعالم الإسلامي0

كانت تلك نظرة حزب الله تجاه الاحتلال الإسرائيلي للـبنان وفلسطين ونظرته إلى الغرب المساند لذلك الاحتلال وبينا الوسائل التي عمل على تطبيقها كوسيلة لمقاومة المحتل ومحاولة إخراجه منها , ولكن مع مرور الوقت تغيرت تلك النظرة بتغير الواقع السياسي الراهن , ومع التقارب في بعض وجهات النظر ما بين الدول الغربية وحزب الله , سعى هذا الأخير إلى محاولة تقليص نظرة العداء إلى الغرب وخصوصا الدول التي أدانت العديد من الجرائم الإسرائيلية كمجزرة قانا وعملية عناقيد الغضب الإسرائيلية وغيرها في محاولة منه لردم الهوة وتوضيح وجهة نظره من وراء مقاومة ذلك الاحتلال والممارسات الغير قانونية للدول الغربية على سيادة بلد حر كلبنان وبلد محتل كفلسطين0

ومن مظاهر تقليص العداء ضد الغرب لدى حزب الله والتي تدل على تغيير في وجهة نظره السابقة تجاه تلك الدول قبوله وساطة الدول الأوربية وخصوصا ألمانيا في موضوع مبادلة الأسرى اللبنانيين بجثث الجنود الإسرائيليين ( فقد جرت من العام 1996 وحتى ألان , عدة عمليات تبادل بين حزب الله وإسرائيل , بواسطة ألمانيا والصليب الأحمر الدولي , وقد نظر الكثيرون إلي هذه العمليات باعتبارها محطات بارزة في تطوير الأداء السياسي والحضور المعنوي لحزب الله , لاكتسابها معاني مختلفة في الحضور الشعبي , خلال مراسم التشييع أو في أبعادها الإقليمية والدولية وفي ما منحته للحزب من علاقات دولية (21) , وقد اعتبر ماغنوس رانستورب الخبير الدولي بشؤون حزب الله أن إنشاء الحزب لاربع مواقع متقدمة على شبكة الإنترنت دليل آخر على سياسة الانفتاح , كما أن الحدث الرمزي البارز في عملية انفتاح حزب الله والذي حاز على الاهتمام الكبير من المجتمع اللبناني والعالمي كما أوردته صحيفة الحياة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 19 تشرين الأول من العام 2002 هو موافقة الأمين العام لحزب الله يوم 18 تشرين الأول من العام 2002 على دعوة افتتاح مراسم قمة بيروت للدول التي تتحدث الفرنسية , وكانت هذه أول مرة يحضر فيها نصر الله حدثا دوليا هاما لا يكون اجتماعا سياسيا أو ندوة مكرسة لموضوع الصراع مع إسرائيل , أحد الأسباب وراء إصرار الرئيس اللبناني أميل لحود لدعوة نصر الله لحضور هذا الاجتماع الدولي و هو رغبته في توضيح نظرة لبنان الرسمية لحزب الله على انه ليس جماعة إرهابية و إنما تنظيم وطني شرعي له جدول أعمال اجتماعية وسياسية 0

ولنتناول ألان النظرة الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص إلى حزب الله والتي ترى من خلالها هذا الحزب كمنظمة إرهابية وغير قانونية تمارس الشر والإرهاب والقتل تحت ضليعة مقاومة الاستعمار والاحتلال الأجنبي ,وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بوضع حـزب الله على لائحة الشر الدولية التي أنتجتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر , وتقوم هـذه الأيام بممارسة ضغوط كبيرة على لبنان والدول المساندة لحزب الله والداعمة له كالـجمهورية الإيرانية وسـوريا بغية حله وتحويله إلى حزب مدني وسياسي فقط ,رغم أن الحزب قد أبدى استعداده لاكثر من مرة للتوصل إلى حلول وسط ترضي جميع الأطراف , وحاول اكثر من مرة كما أوضحنا سابقا لمحاولة التقارب والتفاهم بينه وبين الدول الغربية ولكن لا زالت الولايات المتحدة الأمريكية ترفض تلك الحلول وتلك المحاولات , تحت وجهة نظر أنها لا تريد أن تعطي طابع الاعتراف الرسمي لهذا الحزب نتيجة دخولها في مفاوضات رسـمية معه , بالرغم من تعاطف العديد من الدول الأوربية مع هذا الحزب ومحاولتهم للتوصل للحلول سابقة الذكر معه , ولكن تبقى العقدة الأمريكية اكبر من الحل , وتظل قاعدة الغطرسة اعمق من أن تحاول تفهم الآخرين 0

يقول برادلي0ا0تاير الكاتب والمحلل السياسي بمركز بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية – أننا – إذا نظرنا إلى الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط بنظرة اكثر شمولية فسوف نجد نوعين من التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة ولكل منها تأثيره السلبي على المصالح الأمريكية وهما : الجماعات الإرهابية الفلسطينية وحزب الله 00حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يشكلان تهديدا لإسرائيل , ولابد من تدميرهما 00ولكن الأفضل أن يقوم الإسرائيليون أنفسهم بهذا العمل وليس الولايات المتحدة الأمريكية 00 أن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ينطلقان من دافع وطني ولا يوجد لهما روابط هامة مع تنظيم القاعدة حاليا , أما بشان تلقيهما دعما كبيرا من حزب الله وإيران وسوريا فينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة الضغوط الأزمة على هؤلاء لإنهاء دعمهما للفلسطينيين 0

ويواصل الكاتب تحليله الاستراتيجي عن حزب الله قائلا : على خلاف حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني , فان حزب الله يشكل تهديدا هاما جدا بسبب قدراته ونشاطه , إن قدرات حزب الله تعتبر هائلة بالنسبة لتنظيم إرهابي لانه يتلقى الأسلحة والعتاد الحربي من إيران وسوريا , لقد عبرت شحنات من الأسلحة الإيرانية خلال سوريا وهي تتضمن : " SRBM 2-zelzal 240mm " صواريخ كاتيوشا وصواريخ ارض – ارض , فجر 3 وفجر 5 0(22)0
وقد اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية حزب الله في اكثر من مناسبة رسمية بأنه الراعي الرسمي للإرهاب الذي يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بعد تنظيم القاعدة , وتوجه الولايات المتحدة الأمريكية العديد من التهم تجاه هذا الحزب أولها صلته بأخطر التنظيمات الإرهابية المعاصرة وهو تنظيم القاعدة ( والدليل على هذا الاتهام يتأكد بالعدد الكبير نسبيا لأعضاء من حزب الله والقاعدة والتعاطف والتآزر القائم بينهم في الأرجنتين والبرازيل والارجواي , وهي منطقة ذات حدود مشتركة , وهذا هو المكان الذي يتم فيه الاتجار بالأسلحة والمخدرات ويعيش فيه عدد كبير من اللبنانيين والمهاجرين الآخرين العرب لاسباب سياسية وفي هذا المكان يحظى حزب الله بتأييد كبير , إضافة إلى ذلك أن أحد أهم الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي وهو عماد مغنية موجود في المنطقة وتشك بعض السلطات انه صلة الوصل بين القاعدة وحزب الله 000 ومن المعروف انه سبق له القيام بهذا الدور ما بين الاستخبارات العسكرية لحزب الله وإيران وسوريا ولكنه لا يوجد دليل قاطع على صلته بالقاعدة ( 23 ) ومن المعروف أن مغنية هو القائد الرئيسي لتنظيم الجهاد الإسلامي وهي الجماعة المسؤولة عن نشـاطات حزب الله خارج لبنان والتي ظهرت إلى الوجود لاول مرة في الثمانينات مع هجمات الاستعراض ضد السفارة الأمريكية ببيروت في عام 1983 , حيث قتل فيه 241 من قوات البحرية الأمريكية و 58 جنديا فرنسيا , وظهر تورط الجماعة في اختطاف مواطـنين أمريكيين وغربيين في لبنان كما تصفهم هالة جبر في كتابها حزب الله مولود ومعه رغبة في الانـتقام , وقد ذكرت المؤلفة أن مغنية وقف ومعه منظار على قمة سطـح بيت في بيروت ليراقب الانفجـارين اللذين قتلا 241 أمريكيا و56 فرنسيا في غـضون عشرين ثانية , ولكن الحزب في اكثر من مرة قد أنكر تورطه في هذه التفجيرات فقد جاء عن مجلة السفير في عددها الصادر بتاريخ 2 تشرين الثاني من العام 2002 على لسان حسن عز الدين وهو أحد أعضاء المجلس السياسي والناطق الرسمي باسم حزب الله لمجموعة من الصحفيين الدنمركيين بان الضربات الانتحارية التي تمت في عام 1983 لم ينفذها حزب الله و إنما المقاومة الإسلامية اللبنانية التي كانت ناشطة آنذاك 0
ولا نرى أن هذا الاتهام صحيح نظرا لان حزب الله قد تحول إلى تنظيم سياسي اجتماعي له قاعدة شعبية كبيرة بين أبناء الشعب اللبناني والعالم ككل , نظرا لمبادئه السلمية التي سار على نهجها في الآونة الأخيرة وللتغيرات الجذرية في أسلوب تعامله مع الغرب وانفتاحه على أوربا في بعض وجهات النظر وتقبله للطرف الآخر رغم الاختلاف في الآراء وقد يشكل تعاونه مع تنظيم كتنظيم القاعدة نوعا من التراجع له على الصعيد الشعبي كون تنظيم القاعدة ينتهج نهجا راديكالي عنيف , كما سيزيد من مشاكل الدول الداعمة له كالجمهورية الإيرانية وسوريا وسيؤثر على علاقة الجمهورية اللبنانية سياسيا مع دول العالم التي شكلت جميعا جبهة واحدة لمحاربة الإرهاب الدولي والذي يضع تنظيم القاعدة على راس تلك التنظيمات وكما يقول مارتن فارن من جامعة ستوكهولم عن حزب الله وعدم وجود أي مصلحة يمكن أن تربطه بتنظيم القاعدة , بان الحزب لن يكسب شيا من تعامله مع القاعدة بل سيلطخ صورته كحركة شعبية مسؤولة وذات علاقات عمل جيدة مع الحكومة اللبنانية كما انه سيجعل علاقته مع سوريا في وضع اصعب 0

كما توجه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الله بالإضافة إلى تهمة تعاونه وصلاته بالقاعدة تهمة تمويله للأحزاب الفلسطينية والتي تطلق عليها تسمية التنظيمات الإرهابية الفلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي , كون هذه التنظيمات تقوم بأعمال إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية وتشكل تهديدا خطيرا للأمن الإسرائيلي في الداخل والخارج , ويدعي الإسرائيليين أن لهذا الحزب تواجد في غزة والضفة الغربية وانه يقوم بتدريب الكوادر الإرهابية الفلسطينية التي تقوم بالأعمال التفجيرية الانتحارية بإسرائيل , ويقوم بتزويدها بالسلاح والعتاد اللازمين لذلك 0

كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقتصر اتهامها لحزب الله على ما سبق ذكره بل زاد على ذلك اتهامها على لسان السيناتور الأمريكي بوب غرا هام الذي أطلق على الحزب تسمية المنظمة الإرهابية الأكثر فعالية وشر في العالم اتهمه بتهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ككل , وانه سيكون له دور كبير في الهجمات التي ستكون على أهداف أمريكية في الشرق الأوسط في الأيام القادمة , وفي هذا السياق يقول برادلي 0ا0تاير في تحليل معاكس لوجهة النظر السابقة بأنه إذا ( نظرنا إلى فكر حزب الله فسوف نجد بأنه من غير المحتمل أن يقوم بمهاجمة أهداف أميركية في المستقبل , كما انه لا يوجد دليل على أن الحزب قد هاجم فعلا أهداف أميركية , ولكن لابد أن تستمر الولايات المتحدة بمراقبة حزب الله مراقبة دقيقة لكي تتأكد من انه لن يهاجم أهداف أميركية , ولمراقبة قدراته وموضوع عبور المخدرات في المناطق التي يسيطر عليها 000 ولكن هذا لن يحدث طالما بقي الإرهابيون محافظين على قوتهم وبقيت الحكومة على ضعفها , بعد إتمام جدول أعمال أميركا المتعلق بإيران ربما يسنح المجال لأمريكا للعودة إلى لبنان لتقوية حكومته بحيث تستعيد سيطرتها على كامل المناطق اللبنانية ) ( 24) 0

وفي وجهة نظرا أخرى تختلف مع الرأي القائل بان حزب الله هو دائما من يبدا بتصعيد العلاقات مع إسرائيل وانه هو من يخلق المشاكل التي تبدا بعدها التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يقول دانييل سوبلمان من مركز جافي للدراسات الاستراتيجية من انه ( لو كان حزب الله يريد تصعيد التوتر على طول الحدود لفعل كل ما بوسعه وبكل ما أوتى من قوة لجعل إسرائيل تبدا الطرف المسؤول عم ذلك , وعندئذ ستجد إسرائيل نفسها أمام إشكالية كبيرة حيث أن الرد الذي لا يتناسب مع الفعل سيحيي إجماع الرأي اللبناني لصالح حزب الله ومن الجهة الأخرى يمكن لعدم الرد أو الرد الفاتر أن يسئ لإسرائيل كقوة ردع وبشكل غير مباشر وسوف يشجع حزب الله على تكرار وضع إسرائيل أمام إشكالية مماثلة (25)

خاتمة الدراسة :

حاولنا من خلال هذه الدراسة الذاتية الموجزة أن نتعرض لحركة من حركات المقاومة الإسلامية القائمة في الشرق الأوسط وهو حزب الله هذا التنظيم اللبناني الشيعي الذي استطاع بفضل الله ومن ثم اعتماده على قدرات أبناءه من ان يطور من قدراته ,رغم الصعوبات التي مر بها في بداية تأسيسه , لولا أن وجد من يمد إليه يد العون والمساعدة و كان أولهم الشعب اللبناني والدول التي كان لها فضل كبير في ظهوره على الساحة الدولية و على رأسهم القيادة اللبنانية والجمهورية الإيرانية وسوريا , وبفضل حكمة القيادة السياسية القائمة عليه وجهود أبناءه و وكل ذلك من اجل أهداف راسخة آمن بها كل الإيمان وهي مقاومة العدو الإسرائيلي في لبنان فاستطاع أن يدحضه ويتغلب عليه ويخرجه من الأراضي اللبنانية , كما آمن بعروبة القدس فعمل على ذلك بكل الطرق التي أمكنته من ذلك 0
كما تعرضت الدراسة لقدرات حزب الله العسكرية وخلافها , ومشاركته في الساحة الاجتماعية والاقتصادية والبرلمانية في لبنان واثر ذلك عليه وعلى الشعب اللبناني , وتناولنا اثر المساعدات الإيرانية والسورية له , وقدراته العسكرية والتكنولوجية على واقعه السياسي ومدى ما تعرض إليه من ضغوطات دولية وصعوبات سياسية بسبب توجهاته الفكرية والأيديولوجية وخصوصا تجاه إسرائيل , ومساعداته للفصائل الفلسطينية بتدريب الكوادر الجهادية وتمويلها , كان أهم تلك الضغوطات والصعوبات هو وضعه على لائحة الإرهاب الدولي الأمريكية التي أنتجتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر , وسعي الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية لتخليه عن قدراته العسكرية من اجل استتباب الأمن في إسرائيل والتي يشكل لها تهديدا كبيرا اعترف به قادتها السياسيين والعسكريين وما انتج ذلك من ضغوطات على الولايات المتحدة الأمريكية من اجل الضغط على الدول المعنية من اجل نزع سلاحه وتخليه عن ترسانته العسكرية الكبيرة والخطيرة من وجهة النظر الإسرائيلية في مقابل ترسانة إسرائيل النووية 0
كما أننا تطرقنا إلى وجهة نظره تجاه التواجد العسكري الغربي في الشرق الأوسط وبالمقابل ردة الفعل الغربية تجاهه ووجهة نظرها إلى توجهاته تجاهها , وإجمالا ومن خلال دراسة الواقع السياسي الراهن , ومن خلال الاستقراء المستقبلي لظروف المنطقة ككل والشرق الأوسط بشكل خاص , فإننا نتوقع زيادة التوتر وتصعيد العلاقات بين حزب الله والدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية خصوصا في الأيام المقبلة وذلك لاسباب كثيرة , أولها الضغوطات الإسرائيلية على المجتمع الدولي لنزع سلاح حزب الله وذلك لاستتباب الأمن الإسرائيلي , وثانيا ارتباطه بالجمهورية الإيرانية من الناحية الأيديولوجية , وتمويلها المالي واللوجيستي لهذا الحزب , وكما نعرف من أن إيران تتعرض في هذه الأيام إلى ضغوطات دولية بسبب برنامجها النووي , واعتقاد جميع الدول من أن حزب الله هو اليد الإيرانية الضاربة في الشرق الأوسط , وبالتالي هو جزء من إيران الدولة الإرهابية من وجهة النظر الغربية , رغم أن الحزب قد نفى و لاكثر من مرة ارتباطه بالتوجهات الإيرانية أو مساعيها القادمة , وبين من انه حزب لبناني بحت ولا دخل له في الصراعات الدولية القائمة في المنطقة , وان قدراته العسكرية هي قدرات لحماية نفسه و لبنان لا اكثر, ومحاولاته المستمرة للتقارب مع الدول الأوربية على كثير من الأصعدة كما بينا ذلك مسبقا , كما انه قد اصبح جزء لا يتجرا من المجتمع اللبناني وخصوصا كجزء من أجزاء الكيان السياسي البرلماني اللبناني , وبالتالي فهو حزب وطني لبناني رسمي معترف به , وبالإضافة إلى كل ما سبق فان هناك العديد من التقارير والتحليلات المحايدة التي توضح من أن حزب الله لا يتجه إلا تصعيد التوتر في المنطقة ولا يود أن يدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل بل هو في توجه مستمر نحو البعد المدني والذي يضفي تأكيدا اكبر على قوته العسكرية كقوة تم أعدادها لحماية لبنان وليس تعريضه للخطر كما سبق وذكرنا 0
كما أن تصور الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من أن لحزب الله علاقة بتنظيم القاعدة التنظيم الإرهابي الأول في العالم , وبالتالي فان هذا الحزب جزء من ذلك التهديد الكبير للأمن الدولي والمصالح الغربية في المنطقة ككل والشرق الأوسط على وجه الخصوص , دور في سعي العالم لنزع سلاح حزب الله وتحويله إلى حزب مدني ليس له أي قدرات عسكرية أيا كان نوعها 0
وختاما فان وضع المنطقة و التطورات الدولية السياسية المتسارعة لتؤكد من الولايات المتحدة الأمريكية بضغط من إسرائيل لن تتوقف قبل حل هذا الحزب وبكل الطرق الممكنة ومهما كان الثمن باهظا , وستبدا بحلولها الدبلوماسية الممكنة وسيكون ذلك بتدخل دولي أولا فان فشلت المساعي و الضغوطات السياسية الغربية على لبنان وسوريا و كل الجهود الدبلوماسية والسياسية للوصول إلى ذلك الهدف , فسيكون الحل النهائي هو الزج بذلك الحزب في دائرة الصراع الإيرانية والمواجهة القادمة بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإيران واعتباره جزء من القيادة العسكرية الإيرانية أو جزء من الترسانة العسكرية لإيران وبالتالي لابد من القضاء عليه نهائيا , ومن وجهة نظري فان ذلك لن يؤدي إلا لتصعيد التوتر في المنطقة , ولذا يجب أن يتم التعاطي مع ملف حزب الله دبلوماسيا أولا ودبلوماسيا ثانيا , والتعاطي معه بجميع الطرق السلمية لا غير نظرا لكون حزب الله لم يظهر إلى يومنا هذا دور المبادر في أي تصعيد أو أزمة أو تهديد مع أي كان , ولابد للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من محاولة التقارب والتفاهم والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف , لتهدئة الوضع المتوتر أصلا في هذه البؤرة الساخنة من العالم لا إشعال فتيل حرب جديدة فيها 0
يجب على العالم أن يعيد صياغة توجهاته ومفاهيمه الحالية تجاه الإرهاب الدولي , والبحث عن آلية جديدة لتطبيق ذلك التوجه دون المساس بالحريات وسيادة الدول والشعوب , يجب أن يحس الجميع بالأمان , ويشعر الكل من أفراد ودول بالديموقراطية والعدالة والمساواة دون تمييز , كما يجب أن تتفهم الدول الكبرى خصوصا المخاوف المتزايدة من الدول الضعيفة أو النامية من جراء تنامي التوجهات نحو امتلاك السلاح النووي وخصوصا في آسيا ككل والشرق الأوسط بشكل خاص , وخوف العديد من الدول وخصوصا الفقيرة من التهديدات النووية للدول المالكة للسلاح النووي , فإذا ظل ذلك الشعور متسيدا للنفوس فمن باب المؤكد أن دول كثيرة ستسعى إلى امتلاك ذلك السلاح الكارثي على الجنس البشري كوضع لابد منه لحماية نفسها وكسياسة ردع ضد التهديدات الخارجية عليها , وبالتالي فان الحل الوحيد لتصاعد وتيرة السعي نحو امتلاك السلاح النووي هو تفاهم دولي على وضع آلية لتوفير الأمن والسلم الدوليين وخصوصا للدول الفقيرة والنامية والغير مالكة للسلاح النووي 0
كما يجب على الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص من أن تعيد صياغة سياستها تجاه الشرق الأوسط وكما قال الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر صراحة في تناوله لهذا الموضوع من انه قد ( سبق لنا أن أرسلنا جنودنا إلى لبنان , قد يكون من المفيد ألان التوجه لزيارة لبنان وسوريا والأردن لنعاين عن كثب مدى الحقد الذي يكنه مواطنون كثر للولايات المتحدة الأمريكية التي قصفت ودمرت وقتلت بل هوادة سكانا أبرياء – نساء وأطفال ومزارعون وربات بيوت – في تلك البلدات المحيطة ببيروت 000نتيجة لكل ذلك , تحولنا إلى نوع من الشيطان الرجيم في نظر كل من عانى من تصرفاتنا , هذا ما دفعهم فيما بعد لاحتجازهم رهائن منا في " في إيران " والى القيام باعتداءات إرهابية ضدنا لم نستطع تقبلها إطلاقا ( 26 )

المراجع :0-
(1) حسن فضل الله , حرب ألا رادات , بيروت / لبنان , ط2/1998 ص56-59
(2) ماغنوس رانستورب , الوجه المتغير لحزب الله اللبناني , ترجمة مركز الدراسات والبــحوث, بيروت / لبنان – 2000 ص 4-14
(3) مقابلة مع التليفزيون الإيراني – بيروت , بتاريخ 9/5/2000
(4) د0مسعود أسد اللهي , الإسلاميون في مجتمع تعددي , ترجمة د0 دلال عباس , مركز الدراسات والبحوث – بيروت , ط1/2004 , ص216
(5) منى حرب القاق , سياسات التنظيم المدني في الضاحية الجنوبية لبيروت , ترجمة مركز الاستشارات والبحوث , ( بيروت / لبنان ) لعام 1998 , ص 44
(6) الإسلاميون في مجتمع تعددي , مرجع سابق , ص 431
(7) وضاح شرارة , دولة حزب الله : لبنان , مجتمعا إسلاميا , بيروت – دار النهار , ط3/1998 , ص 362
(8) ماغنوس رانستورب , مرجع سابق , ص 12
(9) د 0 مسعود أسد اللهي , مرجع سابق , ص 433
(10) أمل سعد غريب , حزب الله السياسة والدين , لندن , مطبوعات بلوتو,2002
(11) حسن فضل الله – الخيار الأخير –بيروت , دار الهادي 1994 , ص41
(12) المرجع السابق , ص 47
(13) صحيفة العهد , ع 8 , 1984
(14) دانييل سوبلمان , ( قواعد جديدة للعبة : إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان ) عن العبرية , مركز جافي للدراسات الاستراتيجية , ترجمة د 0 عماد فوزي شعيبي . ط1/2004 , ص 28
(15) الإسلاميون في مجتمع تعددي , مرجع سابق , ص 222
(16) دانييل سوبلومان , مرجع سابق , ص 63
(17) المرجع السابق , ص 122-123
(18) الرسالة المفتوحة لحزب الله , السيد حسن فضل الله , ص 193
(19) أسبوعية العهد , العدد الأول ( 29 حزيران 1984 )
(20) الإسلاميون في مجتمع تعددي , مرجع سابق , ص 304
(21) حرب ألا رادات , مرجع سابق , ص 220-226
(22) برادلي ا0 تاير , السلام الأمريكي والشرق الأوسط ( المصالح الاستراتيجية الكبرى لأمريكا في المنطقة بعد 11 أيلول ) ترجمة , د0 عماد فوزي شعيبي , الدار العربية للعلوم , بيروت / لبنان , ط 1 /2004 , ص77 – 78
(23) المرجع السابق , ص 78
(24) المرجع السابق , ص 82
(25) دانييل سوبلمان , مرجع سابق , ص 148
(26) صحيفة النيويورك تايمز ,26/ مارس/1989 , ص 16

محمد بن سعيد الفطيسي
21/01/2008, 05:17 PM
حزب الله وتاريخ المواجهة مع الغرب :

"" إن الأمم الرازحة تحت نير الجور لا تملك التكنولوجيا والأسلحة المدمرة التي تملكها أمريكا و أوربا , لذلك يجب عليهم أن يقاتلوا بوسائل خاصة بهم 0000ونحن نعترف بحق الأمم في استخدام كل أسلوب تقليدي لقتال هذه الأمم المعتدية , ولا ننظر إلى ما يفعله مسلمو العالم المستضعفون بالوسائل البدائية وغير التقليدية لمواجهة القوى المعتدية على انه إرهاب , بل ننظر أليه على انه حرب مشروعة دينيا ضد القوى العالمية الإمبريالية والمتحجرة 0000 ""

السيد محمد حسين فضل الله ,14/تشرين الثاني/1985

انطلاقا من مبدا الدفاع عن النفس ومواجهة الظلم والسعي إلي الحرية والحق , واجه حزب الله جميع القوى الغربية التي احتلت لبنان بالقوة المضادة التي بدأت باستخدامها تلك الدول أولا , وكأي صاحب حق فان المواجهة لم تميز في أسلوبها بين حديث وتقليدي فالخلاصة هي نيل الحرية وخروج المحتل ولا تهم الطرق والوسائل , وكما قلنا سابقا فان الأسلوب الراديكالي كان طاغيا على الفكر السياسي لحزب الله , وبذلك لم يكن مطروحا لديه استخدام الوسائل السلمية الدبلوماسية لمحاولة التغيير ونيل الحرية , وعلى ذلك الأساس فقد وجه حزب الله كل طاقته لمواجهة تلك الدول التي احتلت لبنان كإسرائيل أو ساهمت في ترسيخ الاحتلال والظلم كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بجميع الوسائل التي كانت متاحة لدية في وقتها 0

وقد بدأت تلك المواجهات مع بداية الثمانينات وبالتحديد مع دعم تلك الدول لحكومة أمين الجميل , ومثل اتفاق 17/أيار / 1983 الشرارة الرئيسية التي مهدت لانطلاق المواجهة الحقيقية بين تلك الدول وحزب الله اللبناني وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي يعتبرها الحزب الداعم الحقيقي و الأول للكيان الإسرائيلي , ( حيث ينظر حزب في رسالته المفتوحة إلى أمريكا كقوة استكبارية , تسعى للسيطرة على مصادر ثروات المسلمين والمستضعفين , وتريد أن تستعمر لبنان , أو تضعفه تحت الانتداب الإسرائيلي ) ( 18) 0 وسنتناول في هذا الفصل بعضا من تاريخ تلك المواجهات التي واجه حزب الله فيها الغرب وإسرائيل على وجه الخصوص وكيف حول الغرب هذا الحزب إلى حزب إرهابي وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة الإرهاب العالمي 0

فأما بالنسبة لإسرائيل فكما وصفه السيد حسن فضل الله في رسالة حزب الله المفتوحة والتي يعتبرها الحزب القاعدة والأساس السياسي الذي يسير على نهجه قادة ذلك الحزب , بان هذا الكيان الغاصب المحتل لارض عربية إسلامية , عدو خطير على العالم الإسلامي ككل ويجب محاربته ومواجهته والتخلص منه بكل الوسائل الممكنة ( أما إسرائيل فنعتبرها راس الحربة الأمريكية في عالمنا الإسلامي 000وهي عدو غاصب يجب محاربته , حتى يعود الحق المغصوب إلى أهله 000 وهذا العدو يشكل خطرا كبيرا على مستقبل أجيالنا ومصير امتنا , خصوصا انه يحمل فكرة استيطانية توسعية , بدا تطبيقها في فلسطين المحتلة , ويحاول التمدد والتوسع , ليبني دولة إسرائيل الكبرى , من الفرات إلى النيل 000 ولذا فان مواجهتنا لهذا الكيان يجب أن تنتهي بإزالته من الوجود , ومن هنا فأننا لا نعترف بأي اتفاق لوقف إطلاق النار ضده , أو أي معاهدة سلام منفردة أو غير منفردة 000 ونسجل في هذا السياق أدانتنا لكل الدول والمنظمات المنحرفة التي تلهث وراء الحلول الاستسلامية مع العدو , وتقبل بمقايضة الأرض بالسلام , ونعتبر ذلك خيانة لدماء الشعب الفلسطيني المسلم ولقضية فلسطين المقدسة , ويعتبر حزب الله كما العالم الإسلامي بأكمله بان إسرائيل كيان غاصب محتل لارض عربية مسلمة وان له أفكار توسعية تشمل بناء وقيام دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل وبالتالي فهو خطر كبير على الأرض الإسلامية العربية ككل ومن الواجب التخلص منه 0

وقد اصدر الحزب في عام 1984 بمناسبة يوم القدس العالمي بيانا رسميا بهذا الخصوص يقول فيه ( أن قضية جنوب لبنان قضية إسلامية , وان جهاد المؤمنين في الجنوب والبقاع الغربي لا تهدف فقط إلى تحرير الجنوب اللبناني , وانما هو جهاد من اجل تحرير القدس , وحركة باتجاهها , وعلى هذا الأساس فان حربنا مع إسرائيل لن تتوقف مطلقا بعد خروجها من الجنوب ومن البقاع ) (19)

أما بالنسبة لنظرة حزب الله لبقية الدول سالفة الذكر وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والتي تعتبرها جزء من النظام العالمي الذي يهدف إلى أضعاف العالم الإسلامي ككل ولبنان بوجه خاص تحت قيادة الإمبريالية الأمريكية , والتي كان لها الفضل الأكبر في توطيد الأقدام الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية والعربية , فبعد ( الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982 شكلت أربع بلدان هي أمريكا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا – بإرسالها نخبة مختارة من قواتها – القوة المتعددة الجنسيات لمراقبة خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان , وبعد أن تم خروج هؤلاء من لبنان تركت القوات المتعددة الجنسية لبنان أيضا ولكن بعد مقتل بشير الجميل , ومـجزرة صبرا وشاتلا التي جاءت بعيد ذلك , عادت تلك القوات إلى لبنان في تشرين الأول 1982 بذريعة إحلال آلام واعادة النظام والقانون , لكن المهمة الحقيقية لهذه القوات كانت دعم أمين الجميل , وتمهيد الأرضية الأمنية الملائمة لتوقيع معاهدة سلام بين لبنان وإسرائيل ) (20)
وعلى هذا الأساس نظر حزب الله إلى تلك الدول على أنها دول مستعمرة وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية , لا لشي و إنما لمواقفها تجاه إسرائيل على وجه الخصوص ومساعداتها الدائمة لها واعترافها بأحقيتها في الأراضي المحتلة , وقيامها بدعم حكومة لم يختارها الشعب اللبناني وهو غير راض عنها مطلقا , وعمل على التخلص من ذلك الوجود وذلك الاستعمار بكل الطرق المتاحة لديه , تلك الوسائل التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام بأنها إرهابية ولا يحق لحزب الله أن يتخذ منها وسيلة شرعية للتغيير السياسي ,وكما يقول حسن فضل الله في هذا الخصوص بان ( العمليات ضد الأميركيين صارت تكتسب شعبية مماثلة للعمليات ضد إسرائيل 000فهم جاءوا من وراء البحر ليدعموا سلطة طائفية , وليساهموا إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي 000وكان عليهم تحمل تبعات ذلك , وما دام كل شي مباحا بالنسبة للغرب في هذا الصراع 000 فان ردة الفعل اتخذت في بعض الأحيان شكلا قاسيا سواء على المستوى المباشر كالعمليات العسكرية , أو غير المباشر التي تمثل بحرب الرهائن )
وقد اتخذت أساليب حزب الله لمقاومة المحتل الإسرائيلي والغرب أشكالا كثيرة ومتنوعة سنحاول أن نختصرها في أهم تلك العمليات التي قام بها منذ بداية قيامة إلى اللحظة التي بدا فيها تغيير اتجاهه ومواقفه من الراديكالية إلى الأسلوب الواقعي والوسطي أو ما يمكن أن نسميه اللعب بأوراق الضغوطات الدولية واتخاذ الدبلوماسية وأسلوب المنطق وسيلة لمقاومة الخصم ومقاومته نظرا لتغيرات الواقع الدولي الراهن واهم تلك العمليات التي قام بها الحزب العملية التي استهدفت السفارة الأمريكية في شرق بيروت في 20/أيلول/1984 أسفرت عن قتل ضابط المخابرات في وزارة الدفاع الأمريكية كنث وولش وثلاثة وعشرون آخرين وجرح مالا يقل عن ذلك , والعملية التي قام بها ضد مقري المشاة الأمريكيين والمظليين الفرنسيين , وعمليته التي استهدف فيها مقر القيادة الإسرائيلية بصور , كما قام الحزب بعدد من عمليات الخطف في المرحلة الممتدة من العام 83 – 89 بلغت ما يزيد عن40 عملية اختطاف قد أعلنها الحزب بين رعايا أمير كان وفرنسيين وإنجليز وغيرها 0
كما قام حزب الله باستخدام الوسائل الحديثة كخطف الطائرات والعمليات التفجيرية باستخدام القنابل والمتفجرات كوسائل ضغط سياسية يقوم من خلالها بتطبيق فكره السياسي كطريقة لممارسة الإرهاب المضاد الذي يراه في العمليات الغربية والإسرائيلية بلبنان وفلسطين والعالم الإسلامي0

كانت تلك نظرة حزب الله تجاه الاحتلال الإسرائيلي للـبنان وفلسطين ونظرته إلى الغرب المساند لذلك الاحتلال وبينا الوسائل التي عمل على تطبيقها كوسيلة لمقاومة المحتل ومحاولة إخراجه منها , ولكن مع مرور الوقت تغيرت تلك النظرة بتغير الواقع السياسي الراهن , ومع التقارب في بعض وجهات النظر ما بين الدول الغربية وحزب الله , سعى هذا الأخير إلى محاولة تقليص نظرة العداء إلى الغرب وخصوصا الدول التي أدانت العديد من الجرائم الإسرائيلية كمجزرة قانا وعملية عناقيد الغضب الإسرائيلية وغيرها في محاولة منه لردم الهوة وتوضيح وجهة نظره من وراء مقاومة ذلك الاحتلال والممارسات الغير قانونية للدول الغربية على سيادة بلد حر كلبنان وبلد محتل كفلسطين0

ومن مظاهر تقليص العداء ضد الغرب لدى حزب الله والتي تدل على تغيير في وجهة نظره السابقة تجاه تلك الدول قبوله وساطة الدول الأوربية وخصوصا ألمانيا في موضوع مبادلة الأسرى اللبنانيين بجثث الجنود الإسرائيليين ( فقد جرت من العام 1996 وحتى ألان , عدة عمليات تبادل بين حزب الله وإسرائيل , بواسطة ألمانيا والصليب الأحمر الدولي , وقد نظر الكثيرون إلي هذه العمليات باعتبارها محطات بارزة في تطوير الأداء السياسي والحضور المعنوي لحزب الله , لاكتسابها معاني مختلفة في الحضور الشعبي , خلال مراسم التشييع أو في أبعادها الإقليمية والدولية وفي ما منحته للحزب من علاقات دولية (21) , وقد اعتبر ماغنوس رانستورب الخبير الدولي بشؤون حزب الله أن إنشاء الحزب لاربع مواقع متقدمة على شبكة الإنترنت دليل آخر على سياسة الانفتاح , كما أن الحدث الرمزي البارز في عملية انفتاح حزب الله والذي حاز على الاهتمام الكبير من المجتمع اللبناني والعالمي كما أوردته صحيفة الحياة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 19 تشرين الأول من العام 2002 هو موافقة الأمين العام لحزب الله يوم 18 تشرين الأول من العام 2002 على دعوة افتتاح مراسم قمة بيروت للدول التي تتحدث الفرنسية , وكانت هذه أول مرة يحضر فيها نصر الله حدثا دوليا هاما لا يكون اجتماعا سياسيا أو ندوة مكرسة لموضوع الصراع مع إسرائيل , أحد الأسباب وراء إصرار الرئيس اللبناني أميل لحود لدعوة نصر الله لحضور هذا الاجتماع الدولي و هو رغبته في توضيح نظرة لبنان الرسمية لحزب الله على انه ليس جماعة إرهابية و إنما تنظيم وطني شرعي له جدول أعمال اجتماعية وسياسية 0

ولنتناول ألان النظرة الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص إلى حزب الله والتي ترى من خلالها هذا الحزب كمنظمة إرهابية وغير قانونية تمارس الشر والإرهاب والقتل تحت ضليعة مقاومة الاستعمار والاحتلال الأجنبي ,وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بوضع حـزب الله على لائحة الشر الدولية التي أنتجتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر , وتقوم هـذه الأيام بممارسة ضغوط كبيرة على لبنان والدول المساندة لحزب الله والداعمة له كالـجمهورية الإيرانية وسـوريا بغية حله وتحويله إلى حزب مدني وسياسي فقط ,رغم أن الحزب قد أبدى استعداده لاكثر من مرة للتوصل إلى حلول وسط ترضي جميع الأطراف , وحاول اكثر من مرة كما أوضحنا سابقا لمحاولة التقارب والتفاهم بينه وبين الدول الغربية ولكن لا زالت الولايات المتحدة الأمريكية ترفض تلك الحلول وتلك المحاولات , تحت وجهة نظر أنها لا تريد أن تعطي طابع الاعتراف الرسمي لهذا الحزب نتيجة دخولها في مفاوضات رسـمية معه , بالرغم من تعاطف العديد من الدول الأوربية مع هذا الحزب ومحاولتهم للتوصل للحلول سابقة الذكر معه , ولكن تبقى العقدة الأمريكية اكبر من الحل , وتظل قاعدة الغطرسة اعمق من أن تحاول تفهم الآخرين 0

يقول برادلي0ا0تاير الكاتب والمحلل السياسي بمركز بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية – أننا – إذا نظرنا إلى الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط بنظرة اكثر شمولية فسوف نجد نوعين من التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة ولكل منها تأثيره السلبي على المصالح الأمريكية وهما : الجماعات الإرهابية الفلسطينية وحزب الله 00حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يشكلان تهديدا لإسرائيل , ولابد من تدميرهما 00ولكن الأفضل أن يقوم الإسرائيليون أنفسهم بهذا العمل وليس الولايات المتحدة الأمريكية 00 أن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ينطلقان من دافع وطني ولا يوجد لهما روابط هامة مع تنظيم القاعدة حاليا , أما بشان تلقيهما دعما كبيرا من حزب الله وإيران وسوريا فينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة الضغوط الأزمة على هؤلاء لإنهاء دعمهما للفلسطينيين 0

ويواصل الكاتب تحليله الاستراتيجي عن حزب الله قائلا : على خلاف حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني , فان حزب الله يشكل تهديدا هاما جدا بسبب قدراته ونشاطه , إن قدرات حزب الله تعتبر هائلة بالنسبة لتنظيم إرهابي لانه يتلقى الأسلحة والعتاد الحربي من إيران وسوريا , لقد عبرت شحنات من الأسلحة الإيرانية خلال سوريا وهي تتضمن : " SRBM 2-zelzal 240mm " صواريخ كاتيوشا وصواريخ ارض – ارض , فجر 3 وفجر 5 0(22)0
وقد اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية حزب الله في اكثر من مناسبة رسمية بأنه الراعي الرسمي للإرهاب الذي يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بعد تنظيم القاعدة , وتوجه الولايات المتحدة الأمريكية العديد من التهم تجاه هذا الحزب أولها صلته بأخطر التنظيمات الإرهابية المعاصرة وهو تنظيم القاعدة ( والدليل على هذا الاتهام يتأكد بالعدد الكبير نسبيا لأعضاء من حزب الله والقاعدة والتعاطف والتآزر القائم بينهم في الأرجنتين والبرازيل والارجواي , وهي منطقة ذات حدود مشتركة , وهذا هو المكان الذي يتم فيه الاتجار بالأسلحة والمخدرات ويعيش فيه عدد كبير من اللبنانيين والمهاجرين الآخرين العرب لاسباب سياسية وفي هذا المكان يحظى حزب الله بتأييد كبير , إضافة إلى ذلك أن أحد أهم الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي وهو عماد مغنية موجود في المنطقة وتشك بعض السلطات انه صلة الوصل بين القاعدة وحزب الله 000 ومن المعروف انه سبق له القيام بهذا الدور ما بين الاستخبارات العسكرية لحزب الله وإيران وسوريا ولكنه لا يوجد دليل قاطع على صلته بالقاعدة ( 23 ) ومن المعروف أن مغنية هو القائد الرئيسي لتنظيم الجهاد الإسلامي وهي الجماعة المسؤولة عن نشـاطات حزب الله خارج لبنان والتي ظهرت إلى الوجود لاول مرة في الثمانينات مع هجمات الاستعراض ضد السفارة الأمريكية ببيروت في عام 1983 , حيث قتل فيه 241 من قوات البحرية الأمريكية و 58 جنديا فرنسيا , وظهر تورط الجماعة في اختطاف مواطـنين أمريكيين وغربيين في لبنان كما تصفهم هالة جبر في كتابها حزب الله مولود ومعه رغبة في الانـتقام , وقد ذكرت المؤلفة أن مغنية وقف ومعه منظار على قمة سطـح بيت في بيروت ليراقب الانفجـارين اللذين قتلا 241 أمريكيا و56 فرنسيا في غـضون عشرين ثانية , ولكن الحزب في اكثر من مرة قد أنكر تورطه في هذه التفجيرات فقد جاء عن مجلة السفير في عددها الصادر بتاريخ 2 تشرين الثاني من العام 2002 على لسان حسن عز الدين وهو أحد أعضاء المجلس السياسي والناطق الرسمي باسم حزب الله لمجموعة من الصحفيين الدنمركيين بان الضربات الانتحارية التي تمت في عام 1983 لم ينفذها حزب الله و إنما المقاومة الإسلامية اللبنانية التي كانت ناشطة آنذاك 0
ولا نرى أن هذا الاتهام صحيح نظرا لان حزب الله قد تحول إلى تنظيم سياسي اجتماعي له قاعدة شعبية كبيرة بين أبناء الشعب اللبناني والعالم ككل , نظرا لمبادئه السلمية التي سار على نهجها في الآونة الأخيرة وللتغيرات الجذرية في أسلوب تعامله مع الغرب وانفتاحه على أوربا في بعض وجهات النظر وتقبله للطرف الآخر رغم الاختلاف في الآراء وقد يشكل تعاونه مع تنظيم كتنظيم القاعدة نوعا من التراجع له على الصعيد الشعبي كون تنظيم القاعدة ينتهج نهجا راديكالي عنيف , كما سيزيد من مشاكل الدول الداعمة له كالجمهورية الإيرانية وسوريا وسيؤثر على علاقة الجمهورية اللبنانية سياسيا مع دول العالم التي شكلت جميعا جبهة واحدة لمحاربة الإرهاب الدولي والذي يضع تنظيم القاعدة على راس تلك التنظيمات وكما يقول مارتن فارن من جامعة ستوكهولم عن حزب الله وعدم وجود أي مصلحة يمكن أن تربطه بتنظيم القاعدة , بان الحزب لن يكسب شيا من تعامله مع القاعدة بل سيلطخ صورته كحركة شعبية مسؤولة وذات علاقات عمل جيدة مع الحكومة اللبنانية كما انه سيجعل علاقته مع سوريا في وضع اصعب 0

كما توجه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الله بالإضافة إلى تهمة تعاونه وصلاته بالقاعدة تهمة تمويله للأحزاب الفلسطينية والتي تطلق عليها تسمية التنظيمات الإرهابية الفلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي , كون هذه التنظيمات تقوم بأعمال إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية وتشكل تهديدا خطيرا للأمن الإسرائيلي في الداخل والخارج , ويدعي الإسرائيليين أن لهذا الحزب تواجد في غزة والضفة الغربية وانه يقوم بتدريب الكوادر الإرهابية الفلسطينية التي تقوم بالأعمال التفجيرية الانتحارية بإسرائيل , ويقوم بتزويدها بالسلاح والعتاد اللازمين لذلك 0

كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقتصر اتهامها لحزب الله على ما سبق ذكره بل زاد على ذلك اتهامها على لسان السيناتور الأمريكي بوب غرا هام الذي أطلق على الحزب تسمية المنظمة الإرهابية الأكثر فعالية وشر في العالم اتهمه بتهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ككل , وانه سيكون له دور كبير في الهجمات التي ستكون على أهداف أمريكية في الشرق الأوسط في الأيام القادمة , وفي هذا السياق يقول برادلي 0ا0تاير في تحليل معاكس لوجهة النظر السابقة بأنه إذا ( نظرنا إلى فكر حزب الله فسوف نجد بأنه من غير المحتمل أن يقوم بمهاجمة أهداف أميركية في المستقبل , كما انه لا يوجد دليل على أن الحزب قد هاجم فعلا أهداف أميركية , ولكن لابد أن تستمر الولايات المتحدة بمراقبة حزب الله مراقبة دقيقة لكي تتأكد من انه لن يهاجم أهداف أميركية , ولمراقبة قدراته وموضوع عبور المخدرات في المناطق التي يسيطر عليها 000 ولكن هذا لن يحدث طالما بقي الإرهابيون محافظين على قوتهم وبقيت الحكومة على ضعفها , بعد إتمام جدول أعمال أميركا المتعلق بإيران ربما يسنح المجال لأمريكا للعودة إلى لبنان لتقوية حكومته بحيث تستعيد سيطرتها على كامل المناطق اللبنانية ) ( 24) 0

وفي وجهة نظرا أخرى تختلف مع الرأي القائل بان حزب الله هو دائما من يبدا بتصعيد العلاقات مع إسرائيل وانه هو من يخلق المشاكل التي تبدا بعدها التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يقول دانييل سوبلمان من مركز جافي للدراسات الاستراتيجية من انه ( لو كان حزب الله يريد تصعيد التوتر على طول الحدود لفعل كل ما بوسعه وبكل ما أوتى من قوة لجعل إسرائيل تبدا الطرف المسؤول عم ذلك , وعندئذ ستجد إسرائيل نفسها أمام إشكالية كبيرة حيث أن الرد الذي لا يتناسب مع الفعل سيحيي إجماع الرأي اللبناني لصالح حزب الله ومن الجهة الأخرى يمكن لعدم الرد أو الرد الفاتر أن يسئ لإسرائيل كقوة ردع وبشكل غير مباشر وسوف يشجع حزب الله على تكرار وضع إسرائيل أمام إشكالية مماثلة (25)

خاتمة الدراسة :

حاولنا من خلال هذه الدراسة الذاتية الموجزة أن نتعرض لحركة من حركات المقاومة الإسلامية القائمة في الشرق الأوسط وهو حزب الله هذا التنظيم اللبناني الشيعي الذي استطاع بفضل الله ومن ثم اعتماده على قدرات أبناءه من ان يطور من قدراته ,رغم الصعوبات التي مر بها في بداية تأسيسه , لولا أن وجد من يمد إليه يد العون والمساعدة و كان أولهم الشعب اللبناني والدول التي كان لها فضل كبير في ظهوره على الساحة الدولية و على رأسهم القيادة اللبنانية والجمهورية الإيرانية وسوريا , وبفضل حكمة القيادة السياسية القائمة عليه وجهود أبناءه و وكل ذلك من اجل أهداف راسخة آمن بها كل الإيمان وهي مقاومة العدو الإسرائيلي في لبنان فاستطاع أن يدحضه ويتغلب عليه ويخرجه من الأراضي اللبنانية , كما آمن بعروبة القدس فعمل على ذلك بكل الطرق التي أمكنته من ذلك 0
كما تعرضت الدراسة لقدرات حزب الله العسكرية وخلافها , ومشاركته في الساحة الاجتماعية والاقتصادية والبرلمانية في لبنان واثر ذلك عليه وعلى الشعب اللبناني , وتناولنا اثر المساعدات الإيرانية والسورية له , وقدراته العسكرية والتكنولوجية على واقعه السياسي ومدى ما تعرض إليه من ضغوطات دولية وصعوبات سياسية بسبب توجهاته الفكرية والأيديولوجية وخصوصا تجاه إسرائيل , ومساعداته للفصائل الفلسطينية بتدريب الكوادر الجهادية وتمويلها , كان أهم تلك الضغوطات والصعوبات هو وضعه على لائحة الإرهاب الدولي الأمريكية التي أنتجتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر , وسعي الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية لتخليه عن قدراته العسكرية من اجل استتباب الأمن في إسرائيل والتي يشكل لها تهديدا كبيرا اعترف به قادتها السياسيين والعسكريين وما انتج ذلك من ضغوطات على الولايات المتحدة الأمريكية من اجل الضغط على الدول المعنية من اجل نزع سلاحه وتخليه عن ترسانته العسكرية الكبيرة والخطيرة من وجهة النظر الإسرائيلية في مقابل ترسانة إسرائيل النووية 0
كما أننا تطرقنا إلى وجهة نظره تجاه التواجد العسكري الغربي في الشرق الأوسط وبالمقابل ردة الفعل الغربية تجاهه ووجهة نظرها إلى توجهاته تجاهها , وإجمالا ومن خلال دراسة الواقع السياسي الراهن , ومن خلال الاستقراء المستقبلي لظروف المنطقة ككل والشرق الأوسط بشكل خاص , فإننا نتوقع زيادة التوتر وتصعيد العلاقات بين حزب الله والدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية خصوصا في الأيام المقبلة وذلك لاسباب كثيرة , أولها الضغوطات الإسرائيلية على المجتمع الدولي لنزع سلاح حزب الله وذلك لاستتباب الأمن الإسرائيلي , وثانيا ارتباطه بالجمهورية الإيرانية من الناحية الأيديولوجية , وتمويلها المالي واللوجيستي لهذا الحزب , وكما نعرف من أن إيران تتعرض في هذه الأيام إلى ضغوطات دولية بسبب برنامجها النووي , واعتقاد جميع الدول من أن حزب الله هو اليد الإيرانية الضاربة في الشرق الأوسط , وبالتالي هو جزء من إيران الدولة الإرهابية من وجهة النظر الغربية , رغم أن الحزب قد نفى و لاكثر من مرة ارتباطه بالتوجهات الإيرانية أو مساعيها القادمة , وبين من انه حزب لبناني بحت ولا دخل له في الصراعات الدولية القائمة في المنطقة , وان قدراته العسكرية هي قدرات لحماية نفسه و لبنان لا اكثر, ومحاولاته المستمرة للتقارب مع الدول الأوربية على كثير من الأصعدة كما بينا ذلك مسبقا , كما انه قد اصبح جزء لا يتجرا من المجتمع اللبناني وخصوصا كجزء من أجزاء الكيان السياسي البرلماني اللبناني , وبالتالي فهو حزب وطني لبناني رسمي معترف به , وبالإضافة إلى كل ما سبق فان هناك العديد من التقارير والتحليلات المحايدة التي توضح من أن حزب الله لا يتجه إلا تصعيد التوتر في المنطقة ولا يود أن يدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل بل هو في توجه مستمر نحو البعد المدني والذي يضفي تأكيدا اكبر على قوته العسكرية كقوة تم أعدادها لحماية لبنان وليس تعريضه للخطر كما سبق وذكرنا 0
كما أن تصور الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من أن لحزب الله علاقة بتنظيم القاعدة التنظيم الإرهابي الأول في العالم , وبالتالي فان هذا الحزب جزء من ذلك التهديد الكبير للأمن الدولي والمصالح الغربية في المنطقة ككل والشرق الأوسط على وجه الخصوص , دور في سعي العالم لنزع سلاح حزب الله وتحويله إلى حزب مدني ليس له أي قدرات عسكرية أيا كان نوعها 0
وختاما فان وضع المنطقة و التطورات الدولية السياسية المتسارعة لتؤكد من الولايات المتحدة الأمريكية بضغط من إسرائيل لن تتوقف قبل حل هذا الحزب وبكل الطرق الممكنة ومهما كان الثمن باهظا , وستبدا بحلولها الدبلوماسية الممكنة وسيكون ذلك بتدخل دولي أولا فان فشلت المساعي و الضغوطات السياسية الغربية على لبنان وسوريا و كل الجهود الدبلوماسية والسياسية للوصول إلى ذلك الهدف , فسيكون الحل النهائي هو الزج بذلك الحزب في دائرة الصراع الإيرانية والمواجهة القادمة بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإيران واعتباره جزء من القيادة العسكرية الإيرانية أو جزء من الترسانة العسكرية لإيران وبالتالي لابد من القضاء عليه نهائيا , ومن وجهة نظري فان ذلك لن يؤدي إلا لتصعيد التوتر في المنطقة , ولذا يجب أن يتم التعاطي مع ملف حزب الله دبلوماسيا أولا ودبلوماسيا ثانيا , والتعاطي معه بجميع الطرق السلمية لا غير نظرا لكون حزب الله لم يظهر إلى يومنا هذا دور المبادر في أي تصعيد أو أزمة أو تهديد مع أي كان , ولابد للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من محاولة التقارب والتفاهم والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف , لتهدئة الوضع المتوتر أصلا في هذه البؤرة الساخنة من العالم لا إشعال فتيل حرب جديدة فيها 0
يجب على العالم أن يعيد صياغة توجهاته ومفاهيمه الحالية تجاه الإرهاب الدولي , والبحث عن آلية جديدة لتطبيق ذلك التوجه دون المساس بالحريات وسيادة الدول والشعوب , يجب أن يحس الجميع بالأمان , ويشعر الكل من أفراد ودول بالديموقراطية والعدالة والمساواة دون تمييز , كما يجب أن تتفهم الدول الكبرى خصوصا المخاوف المتزايدة من الدول الضعيفة أو النامية من جراء تنامي التوجهات نحو امتلاك السلاح النووي وخصوصا في آسيا ككل والشرق الأوسط بشكل خاص , وخوف العديد من الدول وخصوصا الفقيرة من التهديدات النووية للدول المالكة للسلاح النووي , فإذا ظل ذلك الشعور متسيدا للنفوس فمن باب المؤكد أن دول كثيرة ستسعى إلى امتلاك ذلك السلاح الكارثي على الجنس البشري كوضع لابد منه لحماية نفسها وكسياسة ردع ضد التهديدات الخارجية عليها , وبالتالي فان الحل الوحيد لتصاعد وتيرة السعي نحو امتلاك السلاح النووي هو تفاهم دولي على وضع آلية لتوفير الأمن والسلم الدوليين وخصوصا للدول الفقيرة والنامية والغير مالكة للسلاح النووي 0
كما يجب على الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص من أن تعيد صياغة سياستها تجاه الشرق الأوسط وكما قال الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر صراحة في تناوله لهذا الموضوع من انه قد ( سبق لنا أن أرسلنا جنودنا إلى لبنان , قد يكون من المفيد ألان التوجه لزيارة لبنان وسوريا والأردن لنعاين عن كثب مدى الحقد الذي يكنه مواطنون كثر للولايات المتحدة الأمريكية التي قصفت ودمرت وقتلت بل هوادة سكانا أبرياء – نساء وأطفال ومزارعون وربات بيوت – في تلك البلدات المحيطة ببيروت 000نتيجة لكل ذلك , تحولنا إلى نوع من الشيطان الرجيم في نظر كل من عانى من تصرفاتنا , هذا ما دفعهم فيما بعد لاحتجازهم رهائن منا في " في إيران " والى القيام باعتداءات إرهابية ضدنا لم نستطع تقبلها إطلاقا ( 26 )

المراجع :0-
(1) حسن فضل الله , حرب ألا رادات , بيروت / لبنان , ط2/1998 ص56-59
(2) ماغنوس رانستورب , الوجه المتغير لحزب الله اللبناني , ترجمة مركز الدراسات والبــحوث, بيروت / لبنان – 2000 ص 4-14
(3) مقابلة مع التليفزيون الإيراني – بيروت , بتاريخ 9/5/2000
(4) د0مسعود أسد اللهي , الإسلاميون في مجتمع تعددي , ترجمة د0 دلال عباس , مركز الدراسات والبحوث – بيروت , ط1/2004 , ص216
(5) منى حرب القاق , سياسات التنظيم المدني في الضاحية الجنوبية لبيروت , ترجمة مركز الاستشارات والبحوث , ( بيروت / لبنان ) لعام 1998 , ص 44
(6) الإسلاميون في مجتمع تعددي , مرجع سابق , ص 431
(7) وضاح شرارة , دولة حزب الله : لبنان , مجتمعا إسلاميا , بيروت – دار النهار , ط3/1998 , ص 362
(8) ماغنوس رانستورب , مرجع سابق , ص 12
(9) د 0 مسعود أسد اللهي , مرجع سابق , ص 433
(10) أمل سعد غريب , حزب الله السياسة والدين , لندن , مطبوعات بلوتو,2002
(11) حسن فضل الله – الخيار الأخير –بيروت , دار الهادي 1994 , ص41
(12) المرجع السابق , ص 47
(13) صحيفة العهد , ع 8 , 1984
(14) دانييل سوبلمان , ( قواعد جديدة للعبة : إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان ) عن العبرية , مركز جافي للدراسات الاستراتيجية , ترجمة د 0 عماد فوزي شعيبي . ط1/2004 , ص 28
(15) الإسلاميون في مجتمع تعددي , مرجع سابق , ص 222
(16) دانييل سوبلومان , مرجع سابق , ص 63
(17) المرجع السابق , ص 122-123
(18) الرسالة المفتوحة لحزب الله , السيد حسن فضل الله , ص 193
(19) أسبوعية العهد , العدد الأول ( 29 حزيران 1984 )
(20) الإسلاميون في مجتمع تعددي , مرجع سابق , ص 304
(21) حرب ألا رادات , مرجع سابق , ص 220-226
(22) برادلي ا0 تاير , السلام الأمريكي والشرق الأوسط ( المصالح الاستراتيجية الكبرى لأمريكا في المنطقة بعد 11 أيلول ) ترجمة , د0 عماد فوزي شعيبي , الدار العربية للعلوم , بيروت / لبنان , ط 1 /2004 , ص77 – 78
(23) المرجع السابق , ص 78
(24) المرجع السابق , ص 82
(25) دانييل سوبلمان , مرجع سابق , ص 148
(26) صحيفة النيويورك تايمز ,26/ مارس/1989 , ص 16

محمود ريا
22/01/2008, 11:41 AM
سيدي الكريم:
لقد قرأت الدراسة بجزئيها، ووجدت فيها جهداً كبيراً للاعتماد على المصادر المتنوعة للخروج بصورة موضوعية عن حزب الله.
وبغض النظر عن بعض الملاحظات التي لا بد من التوقف عندها، ولاسيما لجهة نسبة العمليات ضد المارينز والفرنسيين إلى حزب الله بشكل مباشر، وكذلك عمليات خطف الرهائن في الثمانينات، فإن الدراسة تحمل كل صفات الموضوعية، وهي تدل على عمق نتمنى أن تتّسم به كل الدراسات التي تتناول القضايا المختلفة، دون الوقوف عند موقف الكاتب من هذه القضية أو تلك.
إن الموضوعية والبحث عن المعلومة الصحيحة من مصدرها هو ما ينقصنا وهو ما نحتاج إليه، وهو ما وجدته في هذه الدراسة.
مرة أخرى، فخر لمركز واتا للدراسات الآسيوية أن تختاروا صفحاته لنشر دراساتكم وأعمالكم.
محمود

محمود ريا
22/01/2008, 11:41 AM
سيدي الكريم:
لقد قرأت الدراسة بجزئيها، ووجدت فيها جهداً كبيراً للاعتماد على المصادر المتنوعة للخروج بصورة موضوعية عن حزب الله.
وبغض النظر عن بعض الملاحظات التي لا بد من التوقف عندها، ولاسيما لجهة نسبة العمليات ضد المارينز والفرنسيين إلى حزب الله بشكل مباشر، وكذلك عمليات خطف الرهائن في الثمانينات، فإن الدراسة تحمل كل صفات الموضوعية، وهي تدل على عمق نتمنى أن تتّسم به كل الدراسات التي تتناول القضايا المختلفة، دون الوقوف عند موقف الكاتب من هذه القضية أو تلك.
إن الموضوعية والبحث عن المعلومة الصحيحة من مصدرها هو ما ينقصنا وهو ما نحتاج إليه، وهو ما وجدته في هذه الدراسة.
مرة أخرى، فخر لمركز واتا للدراسات الآسيوية أن تختاروا صفحاته لنشر دراساتكم وأعمالكم.
محمود

محمد بن سعيد الفطيسي
22/01/2008, 02:54 PM
العزيز الاستاذ محمود
الشرف لي ان اكون بينكم
كل الشكر والتقدير على ملاحظاتك وطيب كلماتك
سلمت ودمت ودام نبض قلمك

محمد بن سعيد الفطيسي
22/01/2008, 02:54 PM
العزيز الاستاذ محمود
الشرف لي ان اكون بينكم
كل الشكر والتقدير على ملاحظاتك وطيب كلماتك
سلمت ودمت ودام نبض قلمك