دخول الباء على المتروك

[محمد على حسن]

هل هناك من يوضح لنا بإيجاز قاعدة دخول الباء على الشيء المتروك ؟ و هل لهذه القاعدة من استثناءات ؟

[شيزر منيب علوان]

الأخ الكريم محمد على حسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لستُ من أهل الاختصاص, لكنني بحثت سابقاً في الموضوع, فتوصلتُ إلى النتيجة التالية:



الأبلغ إدخال الباء على المتروك لأنه الأسلوب القرآني نحو قوله تعالى: (ولا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) سورة النساء, الآية (2), وقوله تعالى: (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) سورة البقرة, الآية (61), وقوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } سورة البقرة, الآية (16), وقوله تعالى: {أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ } سورة البقرة, الآية (175), ولأنه الأسلوب الأكثر تواتراً عن العرب.

لكن يجوز إدخال الباء على المأخوذ, نحو قول الطفيل لما أسلم: (وبدَّل الله طالعي نحسي بسعدي), ومثاله أيضاً ما جاء في تاج العروس في مادة (بدل): (قال ثعلب, يقال: أبدلت الخاتم بالحلقة, إذا نحيت هذا وجعلت هذا مكانه, وبدلت الخاتم بالحلقة إذا أذبته, وسويته حلقة. وبدلت الحلقة بالخاتم إذا أذبتها وجعلتها خاتماً). ثم أضاف: (قال أبو عمرو: فعرضت هذا على المبرد فاستحسنه, وزاد فيه فقال: وقد جعلت العرب أبدلتُ مكان بدلت..).

وقد قرر مجمع اللغة العربية في القاهرة أن (باء البدل) يجوز دخولها على المتروك أو على المأخوذ.


والله أعلم

بانتظار رأي أساتذتنا الكرام

[محمد على حسن]

جزاكم الله خيراً على التوضيح و التعقيب

[عبد الوالي الضّمّاد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأرجح أن تدخلَ ( الباءُ) على المتروك كما وَرَدَ ذلك في القرآنِ الكريم. وقد جاءَ في قصيدة ( ابن زيدون) ( أضحى التّنائي بديلاً من تدانينا) :

ياجَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا بسِدرَتِها . . . والكوثرِ العَذْبِ زقّومًا وغسلينا

فقد أدخَلَ الباءَ على ( السِّدْرة) وهي متروكة. وحَلَّ محلَّها ( الزّقّومُ والغِسْلين). أي أنّ تلكَ الأيّامَ الجميلةَ تحوّلتْ إلى هَجْرٍ وبعادٍ.

عبد الوالي الضّمّاد

[عبدالرحمن محمد بودرع]

باءُ البدل أو باء العوض

القول في رأيي ، ما قاله أخوايَ الكريمان شيزر محمد منيب علوان وعبد الوالي الضّمّاد؛
لأنّ الشّواهدَ اللغويّةَ القطعيّةَ تؤيّدُه، ولا أعلَم شاهداً ورَد بضدّ ذلك،
قال الثّعالبي في فقه اللغة : باء البدل كما تقول: هذا بذاك، أي: عوض عنه وبدل منه.
كما قال الشاعر من الكامل:
إن تجفني فلطالما واصلتني /// هذا بذاك، فما عليك ملام

أمّا إجازةُ المجمع لدخول الباء على المتروك فهو أمر جديد لم يُعهَد في اللغة العربية الفصيحة، ولكنّه يُستعمَل الآن في المحاورات والصّحف السّيّارَة والإعلام... أي في ما يُدعى اليومَ بالعربية المُعاصرة

والله أعلَم