المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجتثاث العقل العراقي



اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين
17/03/2008, 02:34 PM
إجتثاث العقل العراقي
محمد أدهام الحمد
الأمين العام لإتحاد السجناء السياسيين في العراق


عندما انتهت فرق التفتيش الدولية العاملة في العراق عملية البحث و التقصي عن البرامج العلمية العراقية .
دمرت كميات كبيرة من الملفات والبحوث المهمة والمختبرات ,ناهيك عن تدمير كميات هائلة من المواد الأولية والمعدات الصناعية و المختبرية . صرح (هانز بلكس) كبير المفتشين وأحد ضباط المخابرات الأمريكية ورئيس فرق التفتيش العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة حتى لو دمرنا كل شيء
.(فنحن أمام جيش كبير من العلماء ) ماعدا الخبراء والمهندسين العاملين في المجال النووي والبيولوجي والهندسة الكيميائية والفيزياء .
هؤلاء يشكلون الخطر الحقيقي على الأمن والسلام ,
وبذلك جاء القرار (1441) الصادر من مجلس الأمن على ضرورة استجواب كافة العلماء والباحثين العراقيين البالغ عددهم 3500 عالم, وأرفقت بالقرار كشوفات بأسماء وعناوين العلماء والخبراء والأساتذة العاملين في المجالات والبحوث والدراسات العلمية لكافة الاختصاصات.

وفي محاولة يائسة أعدها السيناتور (جوزيف براين ) لكسب ود العلماء وتسهيل هجرتهم إلى أمريكا . لاستخدامهم في المراكز العلمية ومنع العراق من بناء قدراته في مجال الأسلحة الجرثومية والكيميائية بعد إن وصل مراحل كبيرة من التقدم , والعمل على منع الأقطار العربية والإسلامية من الاستفادة من العقول العراقية واستثمارها في برامج جديدة لإنتاج الأسلحة موازنة للمعادلة بين القوى العربية والقوى الإسرائيلية على الأقل , والوصول إلى المصادر الحقيقية التي استقى منها العلماء العراقيين خبراتهم .

إن من أهم الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية لاحتلال العراق والسيطرة عليه بدعم وبرغبة إسرائيلية جامحة هي تلك الثروة العلمية الهائلة من العلماء والمنجزات في شتى المجالات , والمستوى العلمي العالي والمتطور لبحوث والدراسات التي يتم العمل على تنفيذها في العراق .

لقد رافق الموساد الإسرائيلي القوات الأمريكية من لحظة دخوله العراق والعمل بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية وميليشيات احمد ألجلبي وأياد علاوي وبعض السياسيين الأكراد ,لقد وضع هؤلاء اليد على جميع ممتلكات جهاز المخابرات العراقية وفتح خزائنه وأسراره وبيعها إلى الأمريكيين و الأسرائليين ,
وتركز أولى المهام على السيطرة على وثائق وملفات سرية هامة لجهاز المخابرات العراقية والاستحواذ على كل الملفات والممتلكات للصناعة العسكرية ومثلما حافظت القوات الأمريكية على وزارة النفط تم الحفاظ على هيئة التصنيع العسكري والدوائر والمنشآت الصناعية ذات الأهمية العالية والسيطرة على كل محتوياتها.

وتم تفكيك المنشآت المهمة ونقلها إلى تل أبيب وبيع أجزاء أخرى إلى دول إقليمية مجاورة للعراق تطابقت سياستها مع السياسة الإسرائيلية لتدمير العراق والسيطرة على كل ثرواتها للعبث بأمنه وسلامته وتقسيمه إلى دويلات صغيرة متنافرة فيما بينها وليس لها أي دور أو تأثير يذكر في المنطقة ,

وفعلا تم السيطرة على موقع التويثة (مفاعل تموز النووي ) ونقل أهم وأدق الأجهزة المستخدمة في المشروع النووي العراقي العريق , والتي "تحمل" أختام لجنة الأمم المتحدة للرقابة والتفتيش (الانموفيك) ,
وتم تفكيك اغلب الشركات التابعة لهيئة التصنيع العسكري "ابن سينا" الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة بغداد وشركة " المثنى والرشيد و7نيسان واليرموك والقعقاع " ومنشأة "حطين " الواقعة في الجنوب الغربي من العاصمة بغداد ,وكل الشركات العاملة في صناعة الحوامض الكيميائية, وفككت معداتها بشكل دقيق ومبرمج ومعد ضمن برامج غاية في الدقة .

لقد أكد السيد محمد ألبرادعي - مدير الوكالة الدولية للطاقة – سرقة المعدات النووية والصناعية العراقية ونقلها إلى خارج العراق للاستفادة منها في المفاعلات الإسرائيلية وبيع القسم الآخر إلى أطراف دولية معروفة .

إن العقول العراقية والروح الوطنية العالية والثقافة الكبيرة التي يتمتع بها علماء العراق هي الثروة الحقيقية التي تشكل الخطر الحقيقي للمشروع الأمريكي والصهيوني,

لقد اتخذت عناصر( سرية مقتل ) المؤلفة من (2400) عنصر من الموساد الإسرائيلي من نادي الفارس الموقع الرئاسي في العامرية الذي يقع ضمن مقتربات مطار بغداد الدولي الذي يؤمن لهم سهولة تامة للتحرك عبر الأجواء العراقية المفتوحة .
وتتم عملية التنسيق بين (سرية مقتل) و(الجيش الجمهوري السري) فرقة الاغتيالات الإسرائيلية المرتبطة والعاملة مع وحدة كوماندوز – سرية خاصة تتضمن أكثر من 200 عنصر مؤهل في قوات البشمركة- وتم نقل جميع أفراد وحدة الكوماندوز من مطار اربيل إلى (مدينة نتانيا الإسرائيلية) في 12 شباط 2004 وتلقوا دورات تدريبية مكثفة للقيام بعمليات الخطف والقتل وزرع العبوات وتصفية العلماء والأساتذة والشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية البارزة في العراق وتدمير الرموز والمؤسسات الدينية لإحداث فتنة طائفية وإشعال الحرب الأهلية في العراق وتدمير كل ما تبقى

لقد أكدت التقارير امتلاك العراق 3500 عالم عراقي بينهم 500 عالم عملوا في تطوير مختلف الأسلحة بعد أن تخرجوا من أرقى المدارس الأكاديمية في العالم , وفعلا بوشر بتصفية ابرز العقول العاملة في مجال الهندسة الكيماوية والفيزياء والاختصاصات والبحوث المتقدمة , ففي 16/3/2004 اغتيل الدكتور (غائب الهيتي )ابرز علماء العراق , والدكتور ( مجيد حسين علي ) عالم الفيزياء النووية والطرد الذري ( وهو أساس علم الذرة ) والتركيز على علماء الكيمياء والفيزياء مثل العالم (مهند الدليمي ) كلية العلوم الجامعة التكنولوجية , والدكتور (شاكر الخفاجي) مدير عام الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية .

ولقد خضعوا العلماء العراقيين لمراحل طويلة من الاستجواب والاعتقال والتحقيق والتعذيب الجسدي المهين في معسكر كوبر في مطار بغداد وقصر السجود الموقع الرئاسي في المنطقة الخضراء , محاولة لإجبار العلماء العمل في مراكز أبحاث أمريكية أو التعاون مع العلماء الأمريكان .

لقد عملت قوات الاحتلال الأمريكي على تشكيل هيئة جديدة باسم (هيئة العلوم والتكنولوجيا ) بدلا من هيئة التصنيع العسكري للسيطرة على كافة البحوث والدراسات والملفات السرية ومحاولة لاستمالة وإغراء بعض العلماء للاستفادة منهم وتصفية العقول الأخرى التي ترفض التعاون معهم .

لقد أرادت الإدارة الأمريكية مرات عدة توريط سورية في المستنقع العراقي بعد أن أعلنت هروب كل من (رحاب طه) العالمة في الأسلحة الجرثومية , و
(هدى صالح مهدي عماش ) العالمة في بكتريا الجمرة الخبيثة , والعالم الكبير الدكتور (جعفر ضياء الدين ) مؤسس البرنامج النووي العراقي , والمستشار العلمي للرئيس صدام حسين الفريق (عامر السعدي ) إلى سوريا البلد العربي الوحيد الذي ضل يحتضن بفخر كل العراقيين في حين إنهم معتقلين من قبل قوات الاحتلال منذ بداية الغزو .

إن التجربة العلمية العراقية قل نضيرها في العالم وان أسس الهرم العلمي مدرسة علمية عراقية متعددة الاختصاصات في مجال الطب والكيمياء وعلوم الذرة ومراكز تطوير الأسلحة .

لقد سخر العراق العلم بهدف الحفاظ على الأمن القومي العربي وإتاحة فرصة كبيرة للاعتماد على العقول العراقية , وعدم التبعية والرضوخ للابتزاز لمطالب الغرب .

وفيما يلي ثلاثة قوائم بأسماء العلماء العراقيين الذين تم تعقبهم أو(قتلهم) وأخرى بأسماء العلماء الذين تم اختطافهم وقائمة بأسماء العلماء المعتقلين لدى قوات الاحتلال الأمريكي ,


1. أ.د.عماد سرسم زميل كلية الجراحين الملكية ,جراح مشهور وعالم
2. أ.د.محمد عبد الله الراوي زميل الكلية الملكية الطبية, طبيب باطنية متميز
3. أ.د.مجيد حسين علي دكتوراه فيزياء,جامعة بغداد
4. أ.د.وجيه محجوب دكتوراه تربية رياضية
5. أ.د.صبري مصطفى ألبياتي دكتوراه جغرافية ,جامعة بغداد
6. أ.د.علي عبد الحسين كامل دكتوراه فيزياء,جامعة بغداد
7. أ.د.مصطفى المشهداني دكتوراه علوم إسلامية,جامعة بغداد
8. أ.د.خالد الجنابي دكتوراه في التاريخ الإسلامي,جامعة بابل
9. أ.د.عبد الجبار مصطفى دكتوراه علوم سياسية,جامعة الموصل
10. أ.د.صباح الربيعي دكتوراه جغرافية,الجامعة المستنصرية
11. أ.د.اسعد سالم شريدي دكتوراه هندسة,جامعة البصرة
12. أ.د.عبد اللطيف المياح دكتوراه اقتصاد,الجامعة المستنصرية
13. أ.د.شاكر الخفاجي دكتوراه إدارة,مدير عام دائرة التقييس والسيطرة النوعية,بغداد
14. أ.د.مروان مظهر الهيتي دكتوراه هندسة كيميائية,جامعة بغداد
15. أ.د.ليلى عبد الله السعد دكتوراه قانون,جامعة الموصل
16. أ.د.منير الخيرو دكتوراه قانون,جامعة الموصل
17. أ.د.محمد عبد المنعم الارميلي دكتوراه كيمياء,عالم متميز
18. أ.د.حازم عبد الهادي دكتوراه طب,جامعة بغداد
19. أ.د.عبد السميع الجنابي دكتوراه تربية,الجامعة المستنصرية
20. أ.د.سالم عبد الحميد دكتوراة طب وقائي,الجامعة المستنصرية
21. أ.د.عباس العطار دكتوراه علوم إنسانية,جامعة بغداد
22. أ.د.باسم المدرس دكتوراه علوم إنسانية,جامعة بغداد
23. أ.د.طالب إبراهيم الظاهر دكتوراه فيزياء,جامعة ديالى
24. د.محمد تقي حسين الطالقاني دكتوراه فيزياء نووية
25. د.محيي حسين دكتوراه هندسة ديناميكية الهواء
26. د.مهند عباس خضير الدليمي دكتوراه هندسة ميكانيكية,الجامعة التكنولوجية
27. أ.د.خالد شريدة دكتوراه هندسة ,جامعة البصرة
28. أ.د.عبد الله الفضل دكتوراه كيمياء,جامعة البصرة
29. أ.د.محمد فلاح الدليمي دكتوراه فيزياء,الجامعة المستنصرية
30. أ.د.باسل الكرخي دكتوراه كيمياء ,جامعة بغداد
31. د.محمد كمال الجراح دكتوراه لغة انكليزية,وزارة التربية
32. أ.د.علاء داوود مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية,جامعة البصرة
33. د.نؤيل بطرس ماثيو أستاذ في المعهد الطبي ,الموصل
34. د.جمهور الزرغني جامعة البصرة
35. د.زكي ذاكر العاني كلية الآداب ,الجامعة المستنصرية
36. د.هاشم عبد الكريم كلية التربية, الجامعة المستنصرية
37. د.وسام الهاشمي رئيس جمعية الجيولوجيين العراقية
38. د.حيدر البعاج مدير المستشفى التعليمي,البصرة
39. د.ناصر عبد الأمير العبيدي أستاذ في جامعة بغداد
40. د.نافع عبود أستاذ الأدب العربي
41. د.هاشم شريف رئيس قسم التاريخ,جامعة بغداد
42. د.مروان الراوي أستاذ في الهندسة
43. أمير مزهر الدايني أستاذ هندسة الاتصالات
44. إيمان يونس رئيسة قسم الترجمة ,جامعة الموصل
45. د.سهاد العبادي طبيبة
46. د.صادق العبيدي طبيب أعصاب
47. عصام سعيد عبد الحليم خبير جيولوجي في وزارة الإسكان
48. د.عامر الملاح طبيب عيون
49. د.حكيم مالك الزيدي قسم اللغة العربية ,جامعة القادسية
50. د.رعد عبد اللطيف السعدي مستشار في اللغة العربية,وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
51. رافي سركيسان فانكان ماجستير لغة انكليزية,مدرس في كلية التربية للبنات,جامعة بغداد
52. د.مصطفى محمد الهيتي دكتوراه علوم الصيدلة,عميد كلية الصيدلة,جامعة بغداد
53. د.هيفاء علوان الحلي دكتوراه فيزياء,كلية العلوم للبنات ,جامعة بغداد
54. د.نافعة حمود خلف أستاذة لغة عربية,كلية الآداب ,جامعة بغداد
55. د.عصام شريف محمد قسم التاريخ ,كلية الآداب,جامعة بغداد
56. د.حسان عبد علي داوود الربيعي مساعد عميد كلية الطب,جامعة بغداد
57. د.مروان رشيد مساعد عميد كلية الهندسة,جامعة بغداد
58. د.سعدي احمد زيدان الفهداوي كلية العلوم الإسلامية ,جامعة بغداد
59. د.سعدي داغر مرعب أستاذ مساعد في كلية الآداب,جامعة بغداد
60. د.زكي جابر لفتة السعدي مدرس مساعد في كلية الطب البيطري ,جامعة بغداد
61. د.خليل إسماعيل عبد الداهري كلية التربية الرياضية ,جامعة بغداد
62. د.فؤاد إبراهيم محمد البياتي رئيس قسم اللغة الألمانية في كلية اللغات ,جامعة بغداد
63. د.فلاح علي حسين الدليمي عميد كلية العلوم ,الجامعة المستنصرية
64. د.محمد نجيب القيسي أستاذ مساعد في قسم البحوث,الجامعة المستنصرية
65. د.حسام الدين احمد محمود رئيس قسم التربية,الجامعة المستنصرية
66. د.موسى سلوم الأمير مساعد عميد كلية التربية,الجامعة المستنصرية
67. د.سمير يلدا جرجيس كلية الإدارة والاقتصاد ، الجامعة المستنصرية
68. د . قحطان كاظم حاتم كلية الهندسة ,الجامعة التكنولوجية
69. د.محمد الدليمي هندسة ميكانيك ,جامعة الموصل
70. د.خالد فيصل حامد الشيخو كلية التربية الرياضية,جامعة الموصل
71. محمد يونس ذنون كلية التربية الرياضية,جامعة الموصل
72. د.إيمان عبد المنعم يونس دكتوراه في الترجمة,كلية الآداب,جامعة الموصل
73. د.غضب جبار عطار كلية الهندسة,جامعة البصرة
74. د.كفاية حسين صالح كلية التربية ,جامعة البصرة
75. علي غالب عبد علي كلية الهندسة ,جامعة البصرة
76. د.جمبور كريم خماس كلية الآداب ,جامعة البصرة
77. د.عبد الحسين ناصر خلف باحث,مركز بحوث النخيل,جامعة البصرة
78. د.فضل موسى حسين كلية التربية الرياضية,جامعة تكريت
79. د.محمود إبراهيم حسين دكتوراه علوم أحيائية,جامعة تكريت
80. د.رعد اوخسن البينو طبيب جراح ,كلية الطب,جامعة الانبار
81. د.احمد عبد الرحمن حميد الكبيسي كلية الطب,جامعة الانبار
82. د.احمد عبد الهادي الراوي كلية الزراعة,جامعة الانبار
83. د.شاكر محمود جاسم معاون عميد كلية الزراعة,جامعة الانبار
84. د.عبد الكريم مخلف صالح دكتوراه لغة عربية,جامعة الانبار
85. د.محمد عبد الحسين واحد دكتوراه سياحة,معهد الإدارة الفني
86. أمير إبراهيم حمزة مدرس مساعد في معهد بحوث السرطان,هيئة المعاهد الفنية
87. محمد صالح مهدي مدرس مساعد في بحوث السرطان,هيئة المعاهد الفنية
88. د.سامي أيمن الفنية طبيب اختصاص في الأمراض الخبيثة والمزمنة
89. د.سعد ياسين الانصاري دكتوراه فيزياء ليزر,جامعة بغداد
90. د.مصطفى الهيتي طبيب استشاري لأمراض الأطفال
91. د.محمد الجزائري طبيب استشاري في أمراض العظام
92. د.عامر الخزرجي رئيس قسم البيولوجي,جامعة بغداد
93. د.هيكل محمد الموسوي كلية طب الكندي,جامعة بغداد
94. د.رعد محسن مطر المولى رئيس قسم العلوم البيولوجية
95. د.إبراهيم طلال حسين مساعد عميد كلية التربية,الجامعة المستنصرية
96. د.عمر فخري أستاذ العلوم البيولوجية,جامعة البصرة
97. د.سعد الربيعي علوم بيولوجي,جامعة البصرة
98. خولة محمد تقي لوين كلية الطب,جامعة الكوفة
99. د.كاظم مشحوط عوض عميد كلية الزراعة ,جامعة البصرة
100. عقيل عبد الجبار البهادلي مساعد عميد كلية الطب,جامعة النهرين
101. محمد فلاح هويدي الجزائري كلية الطب ,جامعة النهرين
102. نوفل احمد أستاذ في كلية الفنون الجميلة,جامعة بغداد
103. د.محسن سليمان العجيلي كلية الزراعة جامعة بابل
104. د.ليث عبد العزيز عباس كلية العلوم ,جامعة النهرين
105. د.سنان مؤيد طبيب في مستشفى مدينة الحمدانية
106. د.مصطفى الهيتي معاون مدير مستشفى النور,بغداد
107. د.كاظم علوش مدير مستشفى الكرامة,بغداد
108. الشيخ فيضي الفيضي عالم دين ,الموصل
109. الشيخ غالب لطيف الزهير عالم دين,المقدادية,ديالى
110. د,جاسم محمدالشمري عميد كلية الآداب,جامعة بغداد
111. د.موفق يحيى حمدون معاون عميد كلية الزراعة,جامعة الموصل
112. د.فائز غني عزيز الالوسي مدير عام شركة الزيوت النباتية,بغداد
113. ناصر عبد الكريم مجلف الدليمي عضو هيئة التدريس,معهد الرمادي
114. حامد فيصل عنتر أستاذ كلية الرياضة ,جامعة الرمادي
115. عبد المجيد حامد الكربولي أستاذ في جامعة الرمادي
116. عبد الرزاق النعاس أستاذ متميز في التحليل السياسي,جامعة بغداد
117. د.حسين علي مهاوش عميد كلية الإدارة والاقتصاد,الجامعة المستنصرية
118. د.إحسان كريم الغازي رئيس ديوان الرقابة المالية
119. د.احمد عبد الرزاق طبيب
120. د.إسماعيل يوسف نائب محكمة الاستئناف
121. د.إبراهيم الراشد مدير عام,وزارة العلوم والتكنولوجيا
122. أ.عامر إبراهيم حمزة ماجستير تقنيات الطاقة الكهربائية,التعليم التقني
123. د.مدلول البازي جامعة تكريت
124. د.موسى عباس كلية الآداب ,الجامعة المستنصرية
125. د.عبد العزيز الجاسم(ابو عثمان) أصول الفقه الإسلامي,كلية العلوم الإسلامية,جامعة بغداد
126. د.بسام كبة مستشار وزارة الخارجية
127. د.باسم حبيب سليمان دكتوراه في الطب,الجامعة المستنصرية
128. د.محفوظ القزاز جامعة الموصل
129. د.مجبل الشيخ عيسى الجبوري أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة كتابة الدستور,عميد كلية القانون,جامعة تكريت
130. د.ضامن حسين العبيدي أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة كتابة الدستور,كلية القانون ,جامعة صلاح الدين
131. د.علاء داوود جامعة البصرة
132. د.جاسم محمد العيساوي أستاذ القانون,جامعة بغداد
133. د.محمد المشهداني عضو مجلس الحوار الوطني
134. د.محمد يعقوب العبيدي جامعة بغداد
135. حارث عبد الجبار السامرائي كلية الهندسة,جامعة تكريت
136. د.نزار عبد الأمير العبيدي جامعة بغداد
137. د.عبد اللطيف الطائي جامعة بغداد
138. د.علي المالكي جامعة بغداد
139. ساهرة محمد المشهداني الجامعة التكنولوجية
140. د.مجيد حسن كلية الطب,جامعة القادسية
141. د.حازم عبد الهادي طبيب استشاري
142. أ.صلاح البندر مدرس تربوي,مدير إعدادية الكندي
143. د.ناطق صبري حسن دكتوراه مكننة زراعية,رئيس قسم المكننة,كلية الزراعة,جامعة الموصل
144. د.حسام قرياقوس توماس ماجستير طب,كلية الطب,الجامعة المستنصرية
145. عبد الستار صبار الخزرجي مهندس,كلية تكنولوجيا المعلومات,جامعة النهرين
146. د.عبد الستار الربيعي جامعة البصرة
147. أ.د.الشيخ مولود حسن البربر التركي أستاذ الفقه الحنفي,كلية الإمام الأعظم
148. د.عامر البازي جامعة تكريت
149. عمر محمود عبد الله صيدلي متقاعد
150. د.قاسم مهاوي حسين مدير عام الشركة العامة للاتصالات
151. د.عبد الوهاب سلمان طبيب جراح
152. د.فراس النعيمي طبيب,مستشفى الفلوجة
153. د.كاظم طلال حسين اللامي معاون عميد كلية المعلمين,كلية التربية الأساسية
154. د.عمار العاني طبيب
155. د.احمد عبد الرزاق طبيب
156. د.عبد الله صاحب يونس طبيب أخصائي ,مدير مستشفى النعمان,بغداد
157. سيف زكي علي السعد طبيب أخصائي
158. د.ثامر عبد اللطيف مدير عام في وزارة العلوم والتكنولوجيا
159. د.رضا رفعت أمين طبيب
160. المهندس محمد فتحي محمد مديرية الطرق والجسور ,محافظة صلاح الدين
161. د.عزيز علي عميد كلية الحقوق ورئيس جمعية الهلال الأحمر
162. د.محمد علي جواد الشامي عميد كلية القانون ,الجامعة المستنصرية
163. أ.د.جعفر صادق النقيب طبيب أخصائي في الجملة العصبية
164. د.عبد الجبار عبد مصطفى عميد كلية العلوم السياسية,جامعة الموصل
165. د.عبد الحسين جابوك محاضر,جامعة بغداد
166. أ.فاضل طراد اليساري تربوي,تربية كربلاء
167. أ.جميل عبود البيضاني تربوي,مدير مدرسة في كربلاء
168. أ.نجم كربول اليساري تربوي,مدير إعدادية صناعة كربلاء
169. د.عبد الرحمن سعيد أستاذ جامعي
170. كريم غيث الدعمي حقوقي
171. د.فيصل المشهداني عضو مؤسس في الحملة العالمية ضد العدوان الأمريكي الصهيوني
172. د.جواد الشكرجي طبيب عيون
173. صادق البعاج مدير المستشفى العسكري في الناصرية
174. م.د.رياض خالد وليد دكتوراه في الالكترونيات
175. أ.صباح هاشم تربوي,مدرس معهد الإدارة في البصرة
176. الدبلوماسي صباح بهنام موظف كبير في وزارة الخارجية
177. د.اسعد سليم عبد القادر عميد كلية الهندسة,جامعة البصرة
178. د.عبد الله حامد الفضل معاون عميد كلية الطب
179. د.شاكر الخفاجي مدير الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية
180. د.مكي دشر الغرباوي جراح
181. د.محمد يعقوب السعيدي أكاديمي عراقي بارز
182. د.كيلان محمود رامز أستاذ علوم سياسية,كلية العلوم السياسية,جامعة بغداد
183. د.عبد السلام السبع الطائي أستاذ علم الاجتماع,جامعة بغداد
184. المهندس شاكر فلاح حسن مهندس في غاز الجنوب
185. د.خالد محمد الجنابي أستاذ تاريخ إسلامي,جامعة بابل
186. أ.د.عباس كاظم الهاشمي جامعة بغداد
187. أ.د.عماد ناصر الفؤادي كلية العلوم السياسية,الجامعة المستنصرية
188. حميد فيصل الفهداوي جامعة الانبار
189. د. عبد الرزاق النعاس أستاذ جامعي ,كلية الأعلام,جامعة بغداد
190. د.هيثم العزاوي كلية العلوم الإسلامية,جامعة بغداد
191. د.خليل إبراهيم النعيمي رئيس قسم الشريعة,جامعة الموصل
192. د.منذر مهرج راضي عميد كلية طب الأسنان

الأساتذة والطلاب المعتقلين أو المهددين بالقتل
193. د.أكرم حاتم دكتوراه علوم الرياضيات وعلوم الحاسوب,كلية العلوم,جامعة النهرين
194. احمد سلمان حمادي كلية الآداب,جامعة الانبار
195. إبراهيم الخليل كلية القانون,جامعة الانبار
196. أ.د.احمد الزبيدي دكتوراه زراعة,عميد كلية الزراعة,جامعة بغداد
197. د.أياد محمد إسماعيل استشاري في طب الأسنان
198. د.نايف سلطان صالح المعهد التقني,جامعة الموصل
199. د.نزار حبيب عميد كلية التربية,جامعة البصرة
200. د.عامر عياش معاون عميد كلية القانون,جامعة صلاح الدين
201. د.حازم محمد الراوي كلية الطب,جامعة بغداد
202. د.عبد السلام علي حسين التاريخ الإسلامي
203. د.إيمان ناجي عبد الرزاق مدير عام في وزارة الصحة
204. د.عبد القادر الدليمي معاون عميد كلية الآداب,جامعة بغداد
205. د.علي إبراهيم علي البدري كلية العلوم الإسلامية
206. رامي سمير ماجستير علوم حاسبات,قسم علوم الحاسوب,جامعة النهرين
207. د.عامر مهدي صالح كلية التربية,جامعة الموصل
208. أ.عماد فرحان علي كلية طب الأسنان,جامعة الانبار
209. رياض محمد جهاد كلية التربية,جامعة الانبار
210. احمد سلمان حمادي كلية الاداب,جامعة الانبار
211. د.نايف سلطان صالح المعهد التقني,جامعة الموصل
212. د.عماد جاسم العبيدي كلية التربية,جامعة الموصل
213. أ.عماد فرحان علي كلية طب الاسنان,جامعة الانبار
214. د.مظفر خليل العمر عميد كلية التربية,جامعة ديالى
215. د.طه حسام العزاوي كلية القانون,جامعة ديالى
216. د.عبد الكريم عريبي سبع عميد كلية العلوم,جامعة ديالى
217. الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين
218. مهند إسماعيل الغريري مدرس مساعد,كلية العلوم الإسلامية,جامعة بغداد
219. د.فخري القيسي طبيب أسنان,كلية طب الأسنان,جامعة بغداد
220. د.عوف طبيب أخصائي
221. د.ناجح الاسدي جراح قلب
222. د.خالد سليمان الفهداوي مدير الوقف السني,الانبار
223. عبد العزيز حسن عبد العزيز طالب دكتوراه كلية التربية ابن رشد,جامعة بغداد
224. الطالب قصي صلاح الدين رئيس اتحاد الطلبة,جامعة الموصل
225. عدنان مشعث الجميلي طالب ماجستير
226. محمود فرحان مصلح قسم الكهرباء,الجامعة التكنولوجية
227. محمود فرحان طالب دكتوراه علوم سياسية ، هيئة التعليم التقني
228. زيد غانم طالب ماجستير فيزياء ، قسم العلوم التطبيقية ، الجامعة التكنولوجية
229. سلمان داوود سلّوم علوم سياسية ، جامعة بغداد
230. د. حقي إسماعيل حمد هيئة التعليم التقني
231. د. فوزي ياسين كلية الإدارة والاقتصاد ، جامعة بغداد
232. نكتل عبد الحافظ ماجستير كيمياء ، المكتب الاستشاري ، كلية العلوم ، جامعة النهرين
233. د. عبد الحكيم دحام حسين كلية الزراعة ، جامعة الانبار
234. أ . د . صبحي سعيد الراوي فيزياء ، كلية العلوم للبنات ، جامعة بغداد
235. د. فراس النعيمي طبيب ، مستشفى الفلوجة
236. د. وعد الله عزيز حساوي دكتوراه بستنه ، كلية الزراعة والغابات ، جامعة الموصل
237. عبد الستار عبد الجبارالسنوي مدير مكتب رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين
238. حسيب كاظم جويد مدير عام في البنك المركزي العراقي
239. أ . د . سعدون عزيز دكتوراه كيمياء حياتية ، جامعة النهرين
240. أ . د . عبد الهادي الهيتي رئيس جامعة الانبار
241. د . سنيم ياسين محمد سعيد أستاذ في كلية الإمام الأعظم
242. د . حارث العبيدي دكتوراه لغة عربية ، جامعة التربية ابن رشد، جامعة بغداد
243. د . كاظم الصميدعي دكتوراه تقانة احيائية ، كلية العلوم ، جامعة النهرين
244. أ د . خالد محمد الجودي هندسة ميكانيكية ، رئيس جامعة النهرين
245. هاشم عبد حسن حميد التميمي قسم الهندسة الميكانيكية ، الجامعة التكنولوجية
246. شاكر محمود يوسف طه إرشاد تربوي ، الجامعة المستنصرية
247. د . حيدر لانية يلدز أستاذ جامعي ، تكريت
248. د . مؤيد الخفاف كلية الإعلام ، جامعة بغداد
249. د . علي شهاب فهد حمادي طبيب
250. د . حنّان ضايع الجبوري كلية الطب البيطري ، الجامعة المستنصرية
251. د . حارث محمد إبراهيم الحيالي أستاذ أمراض دواجن خبيرفي مرض أنفلونزا الطيور،كلية الطب البيطري جامعةبغداد


Prisoners_union@yahoo.com
إتحاد السجناء السياسيين في العراق

زايد السماوي
18/03/2008, 01:30 AM
حصيلة العام الخامس للاحتلال الأمريكي

زايد السماوي

وهكذا قد دخلنا في العام الخامس للغزو والاحتلال والاستعمار الأمريكي ، والنتيجة هي كما أشارت منظمة حقوق الإنسان العالمية (منظمة هيومان رايتس ووتش) : تدهور وضع حقوق الإنسان في العراق تدهوراً ملحوظاً على امتداد غالبية فترات عام 2007، وتسبب العنف الطائفي في تزايد عدد العراقيين النازحين إلى زهاء 4.4 مليون شخص، ونصفهم خارج البلاد. وأدت العمليات العسكرية الأميركية وعمليات الأمن العراقي في بغداد إلى تزايد حاد في أعداد المحتجزين ليبلغ 25000 محتجز رهن احتجاز الولايات المتحدة وحدها. وقضي بعض المحتجزين عدة سنوات رهن احتجاز الجيش الأميركي دون توجيه اتهامات إليهم أو مثولهم للمحاكمة . ( تقرير عام 2007م) .
http://hrw.org/arabic/docs/2008/01/31/usint17943.htm

أما عدد القتلى الذين سقطوا ومنذ الغزو (2003م)والذي أعلنته في لندن منظمة هيومن رايتس ووتش ،استناداً إلى دراسة ميدانية أجراها مركز استطلاع الرأي (اوبينيون ريسيرش بيرتس) شملت حوالى 2414 عراقياً متوسط عمر الواحد منهم 18 سنة. وكان السؤال الذي وجه إلى كل منهم يستفسر عما إذا كانت أسرته قد شهدت موت أحدٍ من أفرادها بسبب أعمال العنف، وليس بسبب الشيخوخة أو المرض. وبينت الإجابات أن عدد القتلى في الفترة ما بين مارس (آذار) 2003 وأغسطس (آب) 2007، يقدر بحوالي مليون و33 ألف شخص، وأن أكبر عدد من القتلى سجل في بغداد، حيث فقد أربعون في المائة من الأسر أحد أفرادها على الأقل. تحدث التقرير أيضاً عن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان بالعراق من جانب القنوات الأمريكية التي لم تتوقف عن تعذيب المحتجزين، إضافة إلى احتجازهم في مراكز اعتقال سرية تمارس فيها تلك الانتهاكات على نطاق واسع.
اما عن عدد الأرامل واليتامى ولا سيما بعد الغزو الأمريكي : فيؤكد المتخصص في علم الاجتماع عدنان زنكنة إن ظاهرة العنف التي تجتاح المدن العراقية يومياً وما ينجم عنها من قتل وتهجير وخطف، من شأنها خلق جيل ينزع إلى العدوانية والعنف والجريمة في البلاد، خصوصاً إن نسبة اليتم بلغت 5 ملايين يتيم من سكان العراق البالغ عددهم 25 مليوناً، منذ إطاحة النظام العراقي السابق وحتى الآن. ويرى في ذلك خطراً يهدد المجتمع العراقي في السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة.
وكانت خمس منظمات دولية حذرت في تقارير لها من ارتفاع نسبة جرائم الطفولة والتشرد والشذوذ الجنسي وتفشي الأمراض النفسية في المجتمع العراقي في غضون السنوات المقبلة. وكانت منظمة ( يونيسيف) أكدت إن حصيلة العنف في العراق بلغت أكثر من 5 ملايين و700 ألف طفل يتيم حتى عام 2006 نتيجة اغتيال آبائهم، أو أنهم قُتلوا في حوادث التفجيرات والمداهمات المسلحة وسقوط القذائف والقتل الطائفي
ويقدر العدد الحالي بما لا يقل عن 7 ملايين يتيم (وهؤلاء يعيشون في كنف أرامل وثكالى، ومعظمهم يعاني سوء التغذية والأمراض المزمنة، والمعدية).
ويضيف التقرير إن «قسماً كبيراً منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم إما مقعدون أو عجزة، فيما تضم دور الأيتام عدداً قليلاً منهم،ويعيش قسم كبير بلا مأوى في الشوارع، وقسم آخر جرفه أصحاب الرذيلة وأرباب الجريمة.
وتنأى وزارة الشؤون الاجتماعية عن تحديد نسبة الأرامل والأيتام، في وقت أكدت دراسة أجرتها الأمم المتحدة ومراكز أبحاث أخرى إن عدد الأرامل في العراق قد بلغ 3 ملايين امرأة. (انتهى)
اما عن تعذيب السجناء العراقيين في المعتقلات الأمريكية التي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا : فتقول ((منظمة هيومان رايتس ووتش) في تقريرها : (نيويورك، 23 يوليو/تموز 2006) ـ إن التعذيب والإساءة إلى المحتجزين في سجون الولايات المتحدة في العراق أمرٌ متكرر يحظى بموافقة السلطات المعنية، حتى بعد فضيحة سجن أبو غريب عام 2004، وذلك طبقاً لما ورد في تقريرٍ نشرته هيومن رايتس ووتش اليوم وضم رواياتٍ جديدة لجنودٍ أمريكيين. ويورد التقرير الجديد، الذي تضمن قصصاً تُنشر لأول مرة يرويها جنود أمريكيون قابلتهم هيومن رايتس ووتش، تفاصيل عن الانتهاكات بحق المحتجزين في مركزٍ محظور دخوله في مطار بغداد وفي مراكز احتجاز أخرى في أنحاء العراق.
وفي التقرير الذي حمل عنوان "لا دم، لا مخالفة: قصص الجنود عن الإساءة إلى المحتجزين في العراق"، يحدثنا الجنود كيف كان المحتجزون يتعرضون للضرب العنيف على نحوٍ منتظم، ويجبرون على اتخاذ أوضاعٍ مؤلمة جسدياً، ويحرمون من النوم لفتراتٍ طويلة، ويعرضون إلى البرد والحر الشديدين. وقد أتت هذه الروايات من خلال مقابلات مع هيومن رايتس ووتش، إضافةً إلى مذكرات وشهادات أُدلي بها تحت القسم ووردت في الوثائق التي لم تعد سريةً.

وقال كاتب التقرير جون سيفتون، الباحثٌ الرئيسي لقسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب لدى هيومن رايتس ووتش: "قيل للجنود أن اتفاقيات جنيف لا تسري هنا، وأن بوسع المحققين استخدام وسائل مسيئة لحمل المحتجزين على الكلام. هذه الروايات تدحض ادعاءات الحكومة الأمريكية بأن التعذيب والإساءات في العراق لم تكن بإيعازٍ من السلطات بل هي حالاتٌ استثنائية. فعلى العكس من ذلك، كانت تلك الممارسات موضع تغاضٍ، وتستخدم على نطاق واسع".

وتبين الروايات أن الإساءة إلى المحتجزين كانت ممارسةً ثابتة، وتحظى بموافقة واضحة، أثناء عمليات الاحتجاز والتحقيق في العراق في معظم الفترة الممتدة من 2003 إلى 2005. وتشير هذه الروايات أيضاً إلى أن الجنود الذين حاولوا الإبلاغ عن الإساءات تعرضوا للزجر أو التجاهل.

ويأتي تقرير هيومن رايتس ووتش في وقتٍ يدور فيه جدلٌ حاد بين مسئولي إدارة بوش وبين قادة الكونغرس بصدد جواز تطبيق اتفاقيات جنيف على معاملة المحتجزين. ويقدم التقرير وصفاً حياً للإساءات والانتهاكات التي تحدث نتيجة تجاهل المعايير الدولية الأساسية.
هذا وتتم ممارسة بعض أخطر الانتهاكات التي يوردها التقرير على يد وحدةٍ خاصة أطلقت عليها أسماء مختلفة في أوقاتٍ مختلفة، من قبيل الوحدة 20 أو الوحدة 121 أو الوحدة 6 – 26 أو الوحدة 145، وكانت تتمركز في مركز احتجاز يمنع دخوله في مطار بغداد ويدعى معسكر ناما. ويتحدث التقرير أيضاً عن انتهاكاتٍ خطيرة في مركزٍ قرب مطار الموصل، وكذلك في قاعدةٍ قرب القائم عند الحدود السورية.

ويقول الجنود أن المحتجزين في معسكر ناما لم يكونوا مسجلين لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهذا انتهاكٌ للقانون الدولي. وكانوا كثيراً ما يجبرون على التعري ويتعرضون للضرب ولإجراء تمارين رياضية قسرية، والحرمان من النوم لفتراتٍ طويلة، إضافةً إلى كثيرٍ من أشكال المعاملة المذلة والمهينة.

وقال محققٌ كان يعمل في معسكر ناما لهيومن رايتس ووتش أن قيادة وحدة التحقيق التابع لها كانت تشجع على الإساءة إلى المحتجزين. وقال: "كانوا راغبين في معاملة كل شخص معاملةً قاسيةً جداً. فقد رأوا أن مهمتهم تتمثل في ذلك، وأن هذا ما يجب عليهم فعله. وهو ما كانوا يفعلونه كل مرة".

وتكشف قصص الجنود عن أن كثيراً من الأساليب المسيئة كانت مسموحةً في مختلف مستويات التسلسل العسكري. وروى محققٌ كان يعمل في مركز احتجاز قرب الموصل عام 2004 لهيومن رايتس ووتش عن حالةٍ أخبر فيها الضابط المسئول عن التحقيق المحققين بأن يستخدموا الأساليب المسيئة بحق مجموعة من المحتجزين. كما أفاد بأن ذلك الضابط قال لهم: "انظروا، هذا ما سنقوم به. سنحرمهم من النوم طيلة الليل، وسنبقيهم راكعين على ركبهم، ولن نسمح لهم بالنوم".

ويقول هذا المحقق:

"كان [ضابط المخابرات العسكرية] شديد الوضوح. لم يقل لنا: ’أريدكم أن تقسوا على هؤلاء الناس‘، بل كان واضحاً جداً بشأن ما أراده.... وفيما بعد أطلقنا عدداً من الكلاب على هؤلاء الناس أيضاً [أي استخدام الكلاب لترويع المحتجزين]، وفعلنا أشياء أخرى كثيرة... وقال [ضابط المخابرات العسكرية]: ’سيأتي مدربو الكلاب، وهم من الشرطة العسكرية. وستأتي الكلاب، وأريدكم أن تستخدموها في التحقيق‘....كنا نجبر هؤلاء الناس على أداء تمارين التحمّل العسكرية التي كانت شديدة الصعوبة عليهم. وكانت الوضعيات المجهدة شديدة القسوة عليهم أيضاً... كالركوع على الركبتين فوق الحصى، والمشي على الركبتين فوق الحصى... وجعلهم يقفون حاملين أوعية الماء في أيديهم الممدودة لفتراتٍ طويلة، وكذلك الزحف فوق الحصى. وكان حرس السجن يساعدوننا في ذلك كله".

وقال محقق معسكر ناما المذكور آنفاً أنه كان من الضروري على قائد وحدة التحقيق أن يسمح باستخدام الأساليب المسيئة، لكن ذلك السماح كان شديد العمومية حيث كان المحققون يستخدمون نموذجاً جاهزاً لملء استمارة الموافقة على إتباع أساليب معينة:

"كان هناك نموذجٌ للموافقات موجود على الحاسوب. وهو صفحةٌ تشبه قائمة بسيطة عليك ملؤها وطباعتها. ولم يكن عليك سوى التأشير على الأساليب التي تريد استخدامها. وكان يمكنك الحصول على التوقيع بالموافقة إذا كنت تعتزم استخدام أساليب قاسية في التحقيق. لم أر أبداً ورقةً ظلت دون توقيع. فقد كان قائد الوحدة يوقع الأوراق مهما تكن... وكان يوقع عليها في كل مرة".

ويبين التقرير أن القيادة العسكرية في بغداد وواشنطن أُبلغت بالإساءة إلى المحتجزين مراتٍ عديدة، لكنها لم تفعل شيئاً يذكر لإيقافها. فعلى سبيل المثال جرى تحقيقٌ في أحد مراكز الاحتجاز في مطار الموصل أوائل عام 2004 بعد أن كُسر فك أحد المحتجزين. وكشف التحقيق عن أن المحتجزين في الموصل كانوا يتعرضون لإساءاتٍ منتظمة، لكن السلطات لم تتخذ أي إجراء لمعاقبة المسيئين. فقد تحدث محققٌ يعمل هناك عن تواصل الإساءات الخطيرة خلال عام 2004. وقد مات أحد المحتجزين أثناء التحقيق في أحد مراكز الاحتجاز في ديسمبر/كانون الأول 2003؛ ومات محتجزٌ آخر في أبريل/نيسان 2004.

كما تواصلت الإساءات في معسكر ناما خلال الشطر الأكبر من عام 2004، وذلك حتى بعد أن تلقى عددٌ من المسئولين العسكريين شكاوى حول الإساءات في مراكز الاحتجاز. وقد طُلب من ضابط المخابرات العسكرية المتقاعد العقيد ستيوارت أ. هيرينغتون التوجه إلى العراق لتقييم ما خلصت إليه المخابرات. وأبلغ هيرينغتون، عبر مذكرةٍ قدمها إلى الجنرال باربرا فاست رئيسة المخابرات العسكرية في العراق، بأن الوحدة 121 تمارس الإساءة إلى المحتجزين ولا تقوم بتسجيلهم في سجلات المحتجزين العسكرية ولا لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وخلص هيرينغتون إلى القول: "يبدو واضحاً أنه لابد من كبح جماح الوحدة 121 من حيث معاملة المحتجزين". ولكن الإساءات التي تمارسها تلك الوحدة تواصلت رغم هذا التحذير.

وتقول هيومن رايتس ووتش أن التقرير الجديد يبين كيف وضعت عقبات كبيرة أمام الجنود الذين شعروا أن الأساليب المسيئة أمرٌ خاطئ ومخالف للقانون، وذلك في كل خطوةٍ قاموا بها للإبلاغ عن الإساءات أو كشفها. فعلى سبيل المثال، قيل لأحد حراس الشرطة العسكرية في مركز احتجاز قرب القائم، وبعد أن اشتكى إلى أحد الضباط بشأن ما شهده من الضرب والإساءات الأخرى: "عليك أيها الرقيب مواصلة عملك ونسيان هذا الأمر".

وقال هذا الجندي لهيومن رايتس ووتش: "قيل لي مراراً أن ما أفعله ليس من الحكمة في شيءٍ... وقالوا: ’لا ننصحك بالاستمرار في هذا الفضول‘. و’عليك نسيان ذلك حتماً؛ ننصحك أن لا تفعل ذلك بنفسك‘".

وفي مناسبةٍ أخرى، وبعد تشكي أحد المحققين من الإساءات التي تمارس في مركزٍ قرب مطار بغداد، طلب القادة من المحامين العسكريين إعداد عرض تقديمي من أجل المحققين. وأثناء ذلك العرض قال المحامون للمحققين أن اتفاقيات جنيف لا تسري على المحتجزين في مركزهم، وهو أمرٌ غير صحيح. وقالوا أن الأساليب المستخدمة أساليبٌ مقبولة.

قال أحد المحققين: "قالوا لنا أن هؤلاء من مقاتلي الأعداء وليسوا من أسرى الحرب. وبإمكاننا أن نفعل كل هذه الأشياء بهم، وأن نستمر في ذلك".

كانت هيومن رايتس ووتش قد أدانت الجماعات المتمردة العراقية لخرقها المتكرر للقانون الإنساني الدولي من خلال أعمال الخطف ومهاجمة المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك تفجير مئات القنابل في الأسواق والمساجد وغيرها من الأماكن المدنية. وقالت هيومن رايتس ووتش أن المسئولين عن هذه الانتهاكات، بمن فيهم قادة تلك الجماعات، يجب أن يخضعوا للتحقيق والمحاكمة إذا ألقي القبض عليهم، وذلك جراء خرقهم القانون العراقي وقوانين الحرب.

وقال سيفتون: "ليست جرائم المتمردين عذراً مقبولاً؛ فالانتهاكات التي يقدم عليها أحد أطراف النزاع، مهما بلغت جسامتها، ليست مبرراً للانتهاكات التي يقوم بها الطرف الآخر. وهذا مبدأٌ أساسي في قوانين الحرب".

وأكدت هيومن رايتس ووتش أن التقرير يبين ضرورة سير التحقيقات الجزائية وفق التسلسل العسكري، وعدم تركيز الاهتمام على الجنود ذوي الرتب الدنيا. فلم يجر حتى اليوم تقديم أي ضابط في المخابرات العسكرية إلى المحكمة العسكرية بسبب الادعاء بالانتهاكات التي تمارس في العراق. ولم تعلم هيومن رايتس ووتش بأي تحقيق جزائي بشأن مخالفات الضباط المشرفين على عمليات التحقيق والاحتجاز في العراق.

وطالبت هيومن رايتس ووتش الكونغرس الأمريكي بتعيين هيئة مستقلة من الحزبين للتحقيق في المدى الحقيقي للإساءة إلى المحتجزين في العراق، وكذلك في مسؤولية ضباط رفيعي المستوى، وفي العيوب الموجودة في النظام والتي تجعل قيام الجنود بالإبلاغ عن الانتهاكات التي يشهدونها أمراً صعباً. كما دعت هيومن رايتس ووتش الرئيس إلى تعيين نائب عام مستقل للتحقيق مع مرتكبي الإساءات وتقديمهم إلى القضاء، بمن فيهم القادة العسكريون والسياسيون الذين سمحوا بها أو تغاضوا عنها.
وقال سيفتون: "من الواضح الآن أن القادة مسئولون عن الانتهاكات التي حدثت في العراق"، مضيفاً بأن "الوقت قد حان لمحاسبتهم".
http://hrw.org/arabic/docs/2006/07/23/usint13791.htm

عامر العظم
18/03/2008, 01:34 AM
حصاد خمس سنوات من الاحتلال الغاشم!
حتى لا ننسى!
جرد حساب!

تدعو الجمعية جميع الأعضاء والكتاب والصحفيين العرب والعراقيين إلى نشر كل المقالات والأبحاث والدراسات والتقارير التي تتعلق بالغزو الأمريكي الغاشم على العراق العظيم على هذا الرابط انطلاقا من إعلان الجمعية هذا العام عام الوقوف مع الشعب العراقي العظيم..

من المهم أن نجلس ونقرأ ونفكر سويا ونتذكر ونتعظ!

تحية باهظة الثمن من رئيس الهيئة العربية لاجتثاث الخوف!

سعيد صلاح النشائى
18/03/2008, 07:05 AM
هذه فظائع, وهى حقيقيه وليست مثل الهولوكوست المفتعل والمصنع صهيونياً. هذه الجرائم الأستعماريه بقيادة أمريكا تشارك فيها الصهيونيه والعملاء الخونه العرب. نشر هذه الحقائق على موقع واتا الممتاز شىء جيد ولكنه غير كافى. يجب نشرها على نطاق واسع عربياً وإسلامياً وعالمياً ويجب أن يقدم مقترفيها إلى محكمه دوليه كمجرمى حرب وأعداء للإنسانيه.أنا من جانبى سوف أقوم بمجهودى المتواضع بأرسالها إلى كل المجلات والجرائد التىأعرفها باللغه العربيه, وذلك بالطبع بعد موافقة واتا وكاتبىالمقالات أرجو أن يقوم باقى الزملاء أيضاً بهذا. كما أرجو من الزملاء المترجمين ترجمتها إلى كل اللغات( خصوصاً الانجليزيه وباقى اللغات الأوروبيه) وأرسالها إلى جرائد ومجلات هذه البلاد ومحطاتها التلفزيونيه والأذاعيه. وعن نفسى فسأبدءفور وصول موافقة واتا والمؤلفين إليه وأرجو أن يكون ذلك فى أسرع وقت.
وفقكم الله ووفقنا فى مواجهة هذا الأجرام,
سعيد صلاح النشائى

عامر العظم
18/03/2008, 12:20 PM
نداء عاجل إلى جميع المترجمين العرب

البروفيسور سعيد النشائي،
أشكرك وأحييك. لا تحتاج إلى موافقة أو إذن من أحد! أنت صاحب قرار في واتا! انشر واقصف وترجم وعمم وتوكل على الله! لدينا مخزون استراتيجي من صواريخ واتا هوك وواتا كروز!

تحية عابرة للقارات والمحيطات والعقول

سعيد صلاح النشائى
19/03/2008, 12:01 PM
شكراً جزيلاً وسوف أبدء فوراً. أرجو أن يقوم باقى الزملاء بدورهم. سوف أبدء فوراً فى أرسالها إلى عدد كبير من الأصدقاء والجرائد والمجلات فى مصر.أرجو من الزملاء التكرم بالقيام بالتالى( وأى أفكار أخرى لديهم):
1- أرسال المقالات إلى أصدقاء ومجلات فى باقى البلاد العربيه.
2- ترجمتها إلى كل اللغات المكنه وأرسالها إلى إعلام الدول المناظره ومؤسسات الأمم المتحده وجمعيات حقوق الأنسان وجمعيات السلام وضد الحرب.
3- التكرم بإرسال إليه نسخه من الترجمه الأنجليزيه.
وفقكم الله,
سعيد صلاح النشائى

عزيز العرباوي
20/03/2008, 01:21 AM
قتل العلماء واجتثاثهم عمل جبان وأخرق ووحشي ونحن نعرف أن أمريكا قد تقوم بأكثر من هذه الأعمال الوحشية لتصفيتها للقادة والشرفاء والمقاومين والعلماء والمثقفين والأساتذة ورجال الدين والعلم لأنها تخاف العقل والفكر ومن يقف ضد مشروعها الاستعماري الوحشي ...

//
//

M. Alobidi
20/03/2008, 02:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه احدى المقالات التي اجدها مفيدة وسارسل لكم المزيد في القريب العاجل ان شاء الله
ابو عمر



2 نيسان 2005
الاستراتيجية الأمريكية في العراق
المرحلة السابعة
11 سبتمبر شرارة حرب الارهاب في العراق
كتابات - صلاح التكمه جي
أن الأهمية الإستراتيجية للعراق أخذت أبعاد اكبر من حجمه في ذهن الباحث الاستراتيجي الامريكي ، وتزداد أهميته كلما كثرة العمليات التفجيرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، ألا أن العراق أصبح الهدف الرئيسي بعد ضربة المدمرة الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر.
11 سبتمبر الزلزال المدمره: تفجيرات 11 سبتمبر هي ليس فقط انهيار لناطحات نيويوريك بل هو انهيار لكل الخطط الاستراتيجي ما قبل الحدث ،فبعد 11 سبتمبر ظهرت تطبيقات نظرية (الحرب الاستباقية) و بعد 11 ظهرت نطرية (الامن القومي لايتجزأ )، بمعنى ان مصالح الامن القومي في خارج الولايات المتحدة و داخل الولايات المتحدة هي على حد سواء ، بل لا يمكن الدفاع عن الامن الداخلي للولايات المتحدة الامريكية مالم يحمى نظام (العولمة) خارج الولايات المتحدة ، و اصبحت الاستراتيجية الامريكية الجديدة هي حماية نظام العولمة ، الذي اصبح جزأ لايتجزأ من الوجود الامريكي ، وكانت 11 سبتمبر هي ضربة ، لمركز نظام العولمة العالمي ، فكارثة 11 سبتمبر وقعت على ذهن الباحث الاستراتيجي الامريكي كالصاعقة ،يمكن ملاحظتها من خلال الخسائر التي نتجت عن تلك العملية ، فالخسائر البشرية تقدر مايقارب 3000 شخص فقد قال تقرير أميركي إن الكلفة الاقتصادية التي تكبدتها مدينة نيويورك نتيجة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول الماضي عليها تتراوح بين 83 و95 مليار دولا,ر وإن الرقم النهائي لايتوقف فقط على الخسائر الانية للحدث وأنما يزداد باطراد مع عملية اعادة تنظيم مراكز العولمة التي انهارت في 11 سبتمبر.
وقدر مراقب حسابات المدينة وليم تومسون في احدث تقرير له ، أن إعادة بناء المباني والبنية الأساسية وما وصفه بأنه "أصول المستأجرين" المفقودة نتيجة للهجمات التي أطاحت ببرجي مركز التجارة العالمي ستبلغ تكاليفها 21.8 مليار دولار ، وأوضح التقرير أن مساحات عقارية إدارية ممتازة تبلغ نحو 13 مليون قدم مربع دمرت أي ما يعادل مساحات المكاتب الإدارية كلها في حي الأعمال في أتلانتا أو ميامي. أما عن الخسائر من الضرائب فقد خسرت المدينة نحو ثلاثة مليارات دولار بالإضافة إلى نحو 500 مليون مصروفات أخرى. المصدر(ttp://arabic.people.com.cn/200209/06/ara20020906_57337.html).
وقد ذكر رانا فوروهار في تقريره لنيوزيويك (ان معظم خسائرها الواضحة هي خسائر مادية تزيد على 16 بليون دولار للشركات والحكومة الاميركية و11 بليون دولار اضافية في عمليات الانقاذ وتطهير المكان والكثير من البلايين التي لا تعد لزيادة الانفاق على الامن العام والخاص في الولايات المتحدة اضافة الى العديد من الدول الاخرى . ومن العسير تحليل المضامين المتوسطة والطويلة المدى) أضافة الى فقد أنخفض عدد الوظائف في مدينة نيويورك الآن 83 ألفا عما كان قبل 11 سبتمبر, وقدر تومسون أن المدينة فقدت 63 ألف وظيفة أخرى كانت ستتحقق لو تمكنت المدينة من الخروج من ركودها الذي سبق الهجمات. هذا اضافة الى الخسائر التي أصابت شركات الطيران و انهيار الذي حدث في البورصة واسعار النفط و الذهب .
أن الضربة التي حدثت للامريكا في 11 سبتمبر هي بلاشك هي الأقوى و الأعنف في تاريخ امريكا ،و الاشد على رأس القرار أمريكي في البيت الأبيض و لهذا كانت ردة فعلهم في بادئ الامر توضح مدى حالة العصبية التي انتابت البيت الأبيض ،وبما أن الملف العراقي هو الملف الساخن على طاولة الرئيس الامريكي ، بكل تفاصيله المرعبه للبيت الأبيض ،من( أمتلاكه للاسلحة دمار شامل , الىأمتلاك العراق موارد نفطية تمكنه من تطوير قدراته و احتمال انتقال تلك القدرات الى الجهات الاسلامية المتطرفة ، نتيجة للخطاب السياسي الجديد للقيادة العراقية بعد حرب الخليج الثاني والذي تميز بخطابه الديني القريب من فكر القاعدة) ، جميع هذه العوامل جعلت من العراق الهدف الاستراتيجي الأول في ذهن الرئيس الامريكي و عند مراكز القرار في البيت الأبيض الأمريكي ، و هذا ماأ كده بشكل واضح منسق دائرة مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض ( كلارك ) ، ويمكن أن نلاحظ من أقواله مدى ردة الفعل العصبية التي أنتابت البيت الابيض الامريكي و تبين مدة حساسية الملف العراقي في ذهن صاحب القرار الامريكي حيث يقول كلارك (كانوا يتحدثون عن العراق فقط بشأن 11 سبتمبر .كانوا يتحدثون عنه في 12 سبتمبر). وأضاف أنه التقى مع بوش و وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بعد الهجمات المدمرة. وقال كلارك : أن رامسفيلد قال اننا بحاجة لضرب العراق.. ، كلنا قلنا لا لا. القاعدة في أفغانستان ونقل عن رامسفيلد قوله لا توجد أي أهداف جيدة في أفغانستان وهناك أهداف جيدة كثيرة في العراق. وترك كلارك الذي عمل مستشارا لاربعة رؤساء منصبه في فبراير شباط عام 2003 بعد أن نقل البيت الابيض وظائف لجنة أمن الكمبيوتر الى وزارة الامن الداخلي. المصدر ( رويتر 20 Mar 2004 07:55:35 GMT)
ويتحدث كلارك في كتابه( في مواجهة الاعداء) (ففي مساء 12 سبتمبر، استدعاه بوش وقال له «اعرف انك منهمك في العمل، لكنني اريدك ان تدقق مجددا في المسألة برمتها في اسرع وقت ممكن. اريد ان اعرف ان كان صدام خلف ذلك».
- لكن سيدي الرئيس، القاعدة هي التي نفذت ذلك.
- اعرف، اعرف.. لكن دقق رغم كل شيء للتحقق مما اذا كان صدام ضالعا في المسألة.
- حسنا، سنتحقق.. مرة جديدة. وردد بوش مشددا قبل ان يغادر القاعة «العراق.. صدام)
كا ن من الممكن أن يكون العراق هو الهدف الثأر للقرار البيت الابيض الامريكي لولا تدخل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بعد سفره مباشرة بعد احداث 11 سمبتمبر و اقناع الرئيس بوش بالعدول عن خطته و مهاجمة اهداف القاعدة في افغانستان ومن ثم العراق و لكن بقي هذا البلد الاخير هو الصيد الثمين و المغري الذي يحقق كل متطلبات ساحة معركة الارهاب الشاملة ، تفجيرات نيويوريك أثارت جميع الخطط الاستراتيجي لتعلن عن مرحلة جديدة للتعامل مع العراق ، فمقال رامسفيلد (الاستراتيجية الامريكية،منع الحرب قبل أندلاعها) هو نموذج صارخ للعقل الاستراتيجي الامريكي بعد 11 سبتمبر .
فرامسفيلد يتحدث عن تلك المرحلة الجديدة بقوله (وأننا في أمسِّ الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة في التفكير وأساليب مختلفة في القتال، أكثر من احتياجنا إلى إيجاد أسلحة أكثر تطورًا وتقدمًا. ) وويقول في نفس المقال(فكما تعلمنا من أحداث سبتمبر المؤسفة، أصبحت تحديات القرن الجديد مفتقدة لأية توقعات، بعكس القرن الماضي.)ويقول ايضا(إن التحدي الذي نواجهه في هذا القرن الجديد إنما هو تحدٍّ صعب، بل في غاية الصعوبة. إنه يستلزم منا الدفاع عن بلادنا ضد كل ما هو غير معروف؛ ضد كل ما هو غير مضمون؛ ضد كل ما هو غير مرئي؛ ضد كل ما هو غير متوقَّع) ثم يتحدث عن بيت القصيد الذي يجب العمل به في الفترة الجديدة و الفرق عن الاستراتيجيةالقديمة(قبل أحداث 11 سبتمبر، كان القادة الأمريكيون، سواء في المجال المدني أو العسكري، منخرطين في خطة "معهودة" للدفاع. ولكن في ظل مراجعة تقرير الدفاع الأمريكي الذي يتم إعداده كل أربع سنوات، بدأت نظرتنا إلى البيئة الأمنية حولنا تصير أكثر إمعانًا وتركيزًا، وهو ما أوصلنا إلى ضرورة تبني إستراتيجية جديدة.) و اخيرا ما هي القرارات التي توصل اليها العقل الاستراتيجي الامريكي في مرحلته الجديدة يتحدث رامسفيلد عن قراراتهم:
1. لقد قرَّرنا أن ننأى بأنفسنا عن منظومة "وجود قوتين أساسيتين على مسرح الحرب"؛ التي كانت تنادي إلى الحفاظ على قوتين عظميين للاحتلال، تتمكنان من اقتحام دولتين عدوتين في لحظة واحدة. ولا غبار على أن هذه الفلسفة قد نفعتنا نفعًا كبيرًا في فترة ما بعد الحرب الباردة؛ أما الآن.. فهي تشكل تهديدًا لنا؛ إذ تتركنا مستعدين استعدادًا فوق اللزوم تجاه صراعين محددين، بينما تتركنا على الوجه الآخر غير مستعدين تمامًا لأي من تحديات القرن الحادي والعشرين غير المتوقعة.
2. السيطرة على الموارد للقوة القطب الواحد : حيث يقول رامسفيلد(ومن أجل ضمان توافر الموارد التي تؤهلنا للتأقلم مع المستقبل، ومن أجل مواكبة التحديات الجديدة التي تهدد أمننا الداخلي، صرنا في أمسّ الحاجة إلى تقييم أكثر واقعية وأكثر اتزانًا لكل ما نحتاجه في حروبنا المستقبلية. فبدلاً من الحفاظ على قوتين للاحتلال، قررنا أن نركِّز أكثر على آلية الردع. كما قررنا الاستغناء عن قوة واحدة من القوتين، حتى نوفر جهودنا ومواردنا "للآخر" الذي هو في طريقه إلى التربص بنا)
3. قرَّرنا كذلك هجْر الإستراتيجية القديمة القائمة على "التهديد"، تلك الإستراتيجية التي ظلت مسيطرة على خططنا الدفاعية لأكثر من نصف قرن.. والبدء في انتهاج اقتراب جديد قائم على "القدرات"، حيث يتصف الأخير بسياسة أقل تركيزًا على من يمكن أن يهددنا، أو أين، وأكثر تركيزًا على كيف يمكن أن يهددنا، وكيف يمكن أن نصده ونردعه.
وبالختام يلخص خطة البتناغون في تظرته للامن القومي الامريكي و يعتبر تلازم الامن في داخل أمريكا مع أمن مصالح امريكا في خارجها و لاينكن الفصل فيما بينها و يسمي الخطة ( الخطة السداسية):
إستراتيجية سداسية
قبل الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن، كنا قد أخذنا في قرارة أنفسنا، أنه من أجل الحفاظ على السلام والدفاع عن الحرية يجب على وزارة دفاعنا أن تحقق ستة أهداف إلزامية:
1) حماية الداخل الأمريكي، وحماية قواعدنا في الخارج.
2) الإبقاء على مستوى قوتنا في الأماكن البعيدة.
3) إفهام أعدائنا أنه ليس لديهم مأوى يحميهم منا؛ فيتأكدون أنه ليس هناك ركن، ولا جبل، ولا كهف سيمنعهم منا.
4) حماية شبكاتنا المعلوماتية من أي اختراق.
5) استخدام التكنولوجيا المعلوماتية لربط القوات الأمريكية المختلفة، وهو ما يؤهلها للقتال معًا في صف واحد.
6) الحفاظ على اتصال سهل وسلس بالفضاء الخارجي، وحماية قدراتنا الفضائية من أي هجوم غاشم. المصدر أسلام اون لاين (* المقالة مترجمة بتصرف من مجلة: الشؤون الخارجية Foreign Affairs, Vol.81, No. 3 ، مايو 2002، وعنوانها الأصلي: Transforming the Military)
هذه الاستراتيجية لصحاب القرار الامريكي كان أفضل مجال لها لتطبيقها هو العراق ولهذا حاولت مراكز الدراسات و المفكرين أن يضعوا الاليات لتطبيق الافكار الامنية و العسكرية الاستراتيجية الجديدة ، ولهذا تناقلت شبكة المعلومات الدولية دراسة( انتوني كورزدمان) رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن التي حددت في خلاصتها الاشتراطات المطلوبة امريكيا لـ «أفغنة العراق» في مواجهة ما وصفته هذه الدراسة بالصعوبات الكبيرة التي تواجهها الادارة الامريكية الحالية في التعامل مع العراق وشن هجوم امريكي عليه ، وقد عبر كورزدمان صراحة عن مخاوفه من انفراط عقد التحالف الامريكي مع عدد من الدول العربية والاسلامية في مكافحة الارهاب الدولي، لذلك اشترط خمس حالات يمكن للادارة الامريكية ان تنطلق منها في شن مثل هذا الهجوم الواسع، وخلاصتها:
1. أن تظهر الادارة الامريكية دليلا دامغا على تورط العراق بالهجوم على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر الماضي.
2. أن تظهر الادارة الامريكية دليلا دامغا على قيام العراق بتطوير برامجه لأسلحة الدمار الشامل.
3. أن تنقل الولايات المتحدة أقوالها الى أفعال بصدد القضية الفلسطينية.
4. أن يكون لها خطة مقنعة وموثوقا وسريعة (للنظام البديل) في العراق على ألا تكون من رموز المعارضة في الخارج.
5. أن تكون الولايات المتحدة جاهزة لتحمل ما سينجم عن ذلك من خسائر مادية وبشرية.
كل تلك الدراسات و غيرها تضعنا امام حقيقة ، ان العراق هو الساحة المناسبة لمعركة الارهاب الشاملة ، ويجب ان يكون هذا البلد هو مقبرة لكل الارهابين والقوى التي تعادي نظام العولمة ، ويجب نقل المعركة من مركز العولمة العالمي في داخل الولايات المتحدة الى مكان اقل كلفة خارج الولايات المتحدة ، فكلفة عملية واحدة فقط في 11 سبتمبر التي ما بقارب (100 مليار) دولار لايمكن ان تضاهيها كلفة اي عملية تحدث مع الارهاب العالمي خارج الولايات المتحدة الامريكية ، ولهذا اصبح من اولويات المخطط الاستراتيجي الامريكي نقل معركة الارهاب خارج نظام العولمة العالمي ( الولايات المتحدة والتحالف الغربي) ، وعليه ان الاستراتيجية الامريكية في العراق دخلت في مرحلة جديدة بعد 11 سبتمبر الا وهي التخطيط لمعركة الارهاب الشاملة وسيتناول الحديث عنها في المرحلة القادمة.
صلاح التكمه جي
مركز دراسات جنوب العراق
Southiraq93@hotmail.com

moesa4@hotmail.com

M. Alobidi
20/03/2008, 03:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ عامر العظم المحترم
تحية عراقية طيبة بطيبة اهل العراق
والله انه لمن دواعي سروري ان تبدع واتا وكل يوم بوقفة مع الموقف الشريف ضد العدوان الامريكي البغيض ومما زاد فرحي هو اعتبار هذا العام (عام الوقوف مع الشعب العراقي) والفكرة الرائعة في جمع المقالات والبحوث التي لها علاقة بموضعة العدوان والاحتلال جعلني والله اشارك بارسال المقال السابق قبل ان ابدي لكم شكري وتقديري العالي لهذا الموقف
ودمتم لأمتكم واغفر لي عجالتي وانتظر اجابتكم الكريمة لأبدأ المشوار مستنيرا بما ستبدوه من ملاحظات
ابو عمر

صباح البغدادي
20/03/2008, 03:17 AM
تحية طيبة للجميع ...
مثقفين ( عراقيين ) بوجوه ثقافية صهيونية أمريكية رذيلة ...
بالأمس القريب وقبل إحتلال العراق كان هناك حفنة من مثقفين وادباء وشعراء يطبلون ويهلهلون لغزو بلدهم العراق بحجة أن هناك رئيس دكتاتوري هؤلاء الحثالات من البشر أستلم البعض منهم أموال من دوائر المخابرات الأمريكية والبريطانية لغرض كتابة المقالات لتبرير عمليات الغزو وقتل العراقيين المدنيين العزل والإبادة الجماعية لهم وهتك عرض العراقية الماجدة التي أصبحت اليوم تباع كسلعة رخيصة ( لحم عراقي رخيص ) لدول الجوار أو من يدفع أكثر في زمن حكومة حزب الدعوة الإسلامي ( الشيعي ) وزمن حكومة عمائم الشيطان القابعين في دهاليز النجف وكربلاء ... هؤلاء كتاب الإحتلال ومثقفيهم عندما يكتبون منشوراتهم الرخيصة المبتذلة يصفون المدعو نوري المالكي بسيادة رئيس الوزراء ... هذا ( المالكي ) في السيدة زينب سنة 1996 عندما ذهبت هناك قلت له شخصيآ في مكتبه لماذا تاخذون منا 300 دولار أمريكي لغرض عمل الطلبية لزيارة الاهل والاصدقاء أجابني بأن هذه الأموال ليست لنا وإنما للمجاهدين أخوانكم في داخل العراق الذين يحاربون صدام حسين الحديث طويل في هذا الشأن ... على كل حال أين الذين طبلوا للغزو الأمريكمي وإحتلال بلدهم أين هي الديمقراطية أين هي الحرية أين هو رغيف الخبز وأين وأين وأين .....
إلا لعنة الله على كل ومن كتب حرف واحد وبرر أفعال الغزاة وسهل لغرض إحتلال العراق حتى لو كان منزل من الله لعنة الله عليكم
أنظر الأن لهؤلاء الذين طبلو لغزو بلدهم أين أصبح مصيرهم سوى الخزي والعار الأبدي الذي سوف يطبع في جبينهم ...

M. Alobidi
20/03/2008, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ سعيد صلاح النشاني
تحية لك من العراق الجريح الصامد
ابارك لك هذه الروح الوطنية العالية والرغبة الصادقة في دفع العدوان وفضحه وايصال اي معلومة تجعل من البعيدين عن الاحداث في صورة واضحة وجلية على مايجري في بلدهم العراق......
اخي العزيز
لقد جمعت خلال فترة ليست بالقليلة عدة مقالات ودراسات تخص فضائح الاحتلال والافكار والاستراتيجيات الامريكية الملعونة واني مستعد الى التعاون معك وارسالها لك علما انها باللغة العربية لكي تقوم بدورك بارسالها الى كل شريف ووطني واكون بذلك قد اختصرت لك بعض الوقت في البحث في المواقع علما اني سابدأ بنشر قسم منها في هذا الموقع الشريف
واني بانتظار رايك في ذلك
وتقبل مني فائق التقدير
اخوك
ابو عمر

محمدمحمد رشيد
20/03/2008, 09:22 PM
االسادة المحترمون
تحية وتقدير


قبل العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 صدرت عدة قرارات من الامم المتحدة ابتدأت من القرار الثاني بفرض الحصار الاقتصادي واستمر صدور القرارات بعد العدوان واشهرها القرار 678 (1991) والذي اعطى الولاية لفرق التفتيش التابعة للامم المتحدة تدمير ما اسموه اسلحة الدمار الشامل من خلال لجنة الاونسكوم بالاضافة الى محددات متنوعة على الاسلحة التقليدية، ووتشكلت هذه اللجنة بمعظمها من الخبراء الامريكيين تطعم بجهات تنفيذية من دول متعددة كروسيا وفرنسا وطياريين شيليين وغيرهم وبعض هؤلاء الخبراء كانو مختصين بالعلوم الجيولوجية والآثار وكان السؤال الموضوعي ما علاقة مثل هؤلاء الخبراء بموضوع الاسلحة، كما صدر قرار خاص يحدد انواع الاجهزة والمعدات والمواد ذات الاستخدام المزدوج التي يحظر على العراق استيرادها ومنها الكثير من المعدات والمواد الاولية ونصف المصنعة وتامة الصنع التي تدخل في انواع الصناعات والاستخدامات ومنها الطبية ومنها الطاردات المركزية صغيرة الحجم لاغراض مختبرات الفحوصات الطبية، اضافة لصدور قرار حظر الطيران بين خطي 36 والذي يقع شمال العراق وخط 34 الذي عدل لاحقا ليكون خط 32 جنوب بغداد وبذلك تتضح صورة الفدرالية التي يدعى لها الآن والتي اسستها الولايات المتحدة عن طريق قرارات اممية بعد عدوان عام 1991.
لاحقا بدأت فرق التفتيش عملها في العراق وفق برنامج مرسوم يتضمن مواضيع برنامج الصواريخ والبرنامج الكيميائي والبرنامج البايولوجي والبرنامج النووي وبعدها البرنامج الخاص باستيرادات العراق بعد تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء والذي يتضمن آلية لم يشهدها العالم فلكي يتم استيراد مادة او معدة او جهاز ما يتم ملآ استمارات طويلة تتضمن الاسم والجهة المستوردة والغرض منها والجهة المصدرة و المنشأ والتمويل والدفع وفقرات شتى، ثم تذهب الاستمارة للتدقيق والموافقة الى لجنة في الامم المتحدة وتخضع المواد ذات الاستخدام المزودج لعملية متابعة مخزنية والاستخدام وجهة الاستخدام والكميات ... آلية تخضع لاجراءات بيرقراطية من مقر الامم المتحدة الى الدول المصدرة الى الشركات الى متابعة داخل العراق كل هذا حدث عبر حوالي 14 سنة ، لقد مارست لجنة الاونسكوم آليات مخابراتية في عملها التفتيشي تحت مسمى آلية الاخفاء فقامت بتفتيش الكثير من القصور والمواقع الرئاسية والدوائر وبيوت المواطنين والشركات التابعة للقطاع الخاص اضافة لوضع لواصق وكاميرات مراقبة في الشركات الصناعية وكانت تقوم بتهديد العراق بضربه بل تم ذلك لاكثر من مرة تحت ادعاء وجود خرق مادي لقرارات الامم المتحدة التي تقع تحت البند السابع، وبعد ان ثبت ان لجنة الاونسكوم كانت اداة استخبارية للولايات المتحدة اكثر منها لاغراض التفتيش والتحقق وخصوصا تحت ادارة رتشارد بتلر الاسترالي الجنسية، حيث تصاعدت الاعتراضات بعد ان فضح العراق اهدافها فتم حلها واستبدلت بلجنة الانموفيك والتي توصلت الى تثبيت الموازنة المادية لبرامج الصواريخ والكيميائي والبايولوجي والنووي وقدم العراق تقريره بهذا الخصوص في عام 2002 واجاب عن الاستفسارات عامي 2002 و2003 عشية الغزو والتي كان نتيجتها لو سارت الامور بصورتها الطبيعية هو اغلاق هذه الملفات الا ان قرار الولايات المتحدة بغزو واحتلال العراق كان صادرا بغض النظر عن اية تقارير وحقائق لدى الامم المتحدة التي اثبتت ان ولايتها في تنفيذ القرارات الاممية هي الاذعان لارادة الادارة الامريكية ولا علاقة لها باسلحة الدمار الشامل ومكوناتها.
الا التفتيش والتقصي والتدقيق لفرق التفتيش كان ضمن متطلباته ان يقدم العراق قوائم باسماء العاملين بهذه البرامج والذين حصلت مقابلات لهم لعشرات المرات فهم كانو هدفا مركزيا يجب تصفيتهم ذلك ان احد مظاهر فعالياتهم هو ما حصل في العراق بعد العدوان الثلاثيني عام 1991 فقد نفذت الولايات المتحدة وعيدها لمحاولة ارجاع العراق مئات السنوات الى الوراء على لسان وزير خارجيتها جيمس بيكر انذاك وذلك بضربها لكل البنى التحتية العراقية وتدميرها محطات كهرباء شبكاتها ومصافي الماء والجسور والاتصالات والمصانع والمعامل ومصافي النفط وحتى منظومات معالجة المياه الثقيلة ...وغيرها، ورغم ظروف الحصار فقد استطاع العراق ان يعالج كل الدمار خلال فترة 3-6 اشهر بعد انتهاء العدوان بجهد هندسي نوعي ومواد تصنيعية وطنية، لذا كان المطلوب هو ضرب العقل الذي يقود ويخطط والقدرة التي تبني وتنفذ، ولو قارنا الواقع بعد الاحتلال فان أي من المنظومات الكهربائية او الجسور او الاتصالات او منظومات تنقية المياه وغيرها لم يتم ضربه عدا المصانع التي تم تفكيكها وهربت معظمها الى ايران بعلم ودراية قوات الاحتلال، رغم كل ذلك وانهاء الحصار الاقتصادي فأن الخدمات في العراق في ادنى مستوياتها ان لم نقل معدومة احيانا فهناك ازمة كهرباء وماء وطاقة وصحة عامة وغيرها، لذا كان المستهدف بالدرجة الاولى هو العقل العراقي بصيغته الجمعية قائدا ومخططا ومنفذا.

سعيد صلاح النشائى
20/03/2008, 10:11 PM
فكره رائعه أيها الأخ العزيز أبو عمر. أرسل لى المقالات فوراً. وسوف أقوم بنشرها على أوسع نطاق فى مصر وهذا أضعف الإيمان.أرجو أن يقوم زملاء بنشرها فى بلدان عربيه أخرى. كما أتمنى أن يقوم المترجمين بيننا بترجمتها للغات المختلفه ونشرها على مستوى العالم كله. أشكرك, بارك الله فيك.
مع خالص تحياتى و فى أنتظار المقالات لأبدء فوراً,
سعيد صلاح النشائى





















,

M. Alobidi
22/03/2008, 01:10 AM
________________________________________

جنود اميركيون: قتلنا بأوامر عليا

يسترجع الجندي الاميركي كليفتون هيكس ذكريات اليمة عندما يروي بنظرات تائهة وبصوت تخنقه الغصة، كيف وجدت وحدته نفسها في العراق عالقة وسط تبادل لاطلاق النار اوقع ضحايا عديدين في صفوف المدنيين اثناء حفل زواج.
ويروى لدى ادلائه بشهادته امام "منظمة المحاربين القدامى المناهضين للحرب في العراق" عشية الذكرى الخامسة للغزو الاميركي لهذا البلد، "ان دورية في سيارة هامفي مجهزة برشاشات هوجمت من جهة اليسار من قبل متمردين او ثلاثة".
ويضيف "سمعت عندئذ عيارات نارية ايضا من جهة اليمين حيث توجد منازل. بعد ذلك اطلقت الوحدة النيران في الاتجاهين".
فاصيب ثلاثة مدنيين كانوا يشاركون في حفل زواج، ويوضح هيكس "ان مسنا وفتاة في العاشرة جرحا وقتلت طفلة في السادسة". ويتابع بسخط "قتلت الطفلة برصاص جنود بالكاد خرجوا من عمر المراهقة".
وبعدما ابلغت وحدته مسؤوليها عن العملية جاء الرد حالا: تشارلي مايك" ما يعني باللغة العسكرية الاميركية "المهمة مستمرة".
ويضيف الجندي بحسرة "اطلقنا النار وسط حفل زواج وقتل وجرح العديد من الاشخاص وكل ما قيل لنا هو ان نواصل (العمل) وننسى".
ولاحياء الذكرى الخامسة للحرب على العراق على طريقتهم استعاد عدد من الجنود فظائع الحرب في هذا البلد فوصفوا العنف الذي مورس تجاه المدنيين بامر من مسؤوليهم، وكذلك الفساد في البلاد او الغارات التي لم يتم الاعداد لها بشكل جيد.
ويقول العنصر السابق في قوات المارينز ادم كوكش ان قصف قرية باوامر اطلقوا النار على سجيتكم"، ما يعني اطلاق اليد لاطلاق النار على كل ما يبدو غير طبيعي، هو امر "يتعارض مع القواعد العسكرية التي تقضي قطعا بتحديد شخص او مكان كهدف عسكري قبل اطلاق النار".
الى ذلك يتذكر الجندي ستيف كايسي من جهته كلمات المسؤول عنه عند مدخل احد المقار السكنية "ان الجميع معاد لنا مسبقا، اذهبوا واطلقوا النار كيفما تشاءون"، كما لو انه يعلن افتتاح العاب اولمبية مرعبة".
ويروي "رأيت جنودا يطلقون النار على زجاج امامي او جهاز تبريد محرك السيارة".
ويؤكد ان معظم ضحايا هذه العملية لم يكونوا 700 او 800 مقاتل عدو كما اعلن الرسميون بل "مدنيين كانوا يسعون للهرب من ساحة المعركة".
ويقول الجندي كليفتون هيكس لتوضيح خطوته بالمجيء للادلاء بشهادته "اني لست هنا لاصدر احكاما على زملائي الجنود، بل اني هنا لادين الحرب".
كذلك انضم الى حركة المحاربين القدامى المناهضين للحرب لويس مونتالفان وهو كابتن سابق في الرابعة والثلاثين من العمر تغطي صدره الميداليات، ليندد باكاذيب ضباط رفيعي المستوى والفساد المتنامي الذي يسود في العراق.
وهذا المحارب القديم الذي خضع لعلاج نفسي لاصابته بالارهاق، يدين بشدة ادارة الرئيس جورج بوش ويتهمها خصوصا بارتكاب "جرائم وخيانة واكاذيب" في العراق.
ويدعو الاميركيين الى ان "يحسنوا الاختيار" في الانتخابات الرئاسية، فقال "صوتوا للمرشح الذي سيخرجنا بامان من العراق".
© 2008 البوابة(www.albawaba.com)

M. Alobidi
22/03/2008, 01:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وثيقة أمريكية: من يقف وراء "القاعدة في العراق" البنتاغون يقر بفبركة "قصة الزرقاوي"
- 30/04/2006

قدمت إدارة الرئيس بوش والإعلام الغربي أبو مصعب الزرقاوي، على أنه العقل المدبر الذي يقف وراء "التمرد" في العراق، وزعمت بأنه المسؤول عن مذابح العراقيين المدنيين.
الزرقاوي هو العدو الخارجي الغريب لأمريكا، وقد ظلت إدارة بوش، وفقاً لتصريحات رسمية، بينها أحاديث رئاسية ومستندات الأمن القومي، تشير على نحو متكرر إلى الحاجة لملاحقة أبو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن. ومن أمثلة ذلك، ما قاله بوش في مؤتمر إعلامي في 1 حزيران 2004:
«أنتم تعلمون بأنني أكره الحديث مسبقاً عن العنف، إلا أنني أعرف تماماً وأفهم طبيعة القتلة. فهذا الصبي، الزرقاوي، عضو القاعدة الموجود في بغداد لسبب ما، قبل الإطاحة بصدام حسين، ما يزال طليقاً في العراق. ومن ثم فبإمكانكم أن تتذكروا أن جزءاً من خطته العملياتية يتمثل في زرع العنف والتنافر والشقاق بين المجموعات المختلفة في العراق عن طريق القتل بدم بارد. ونحن نحتاج المساعدة للعثور على الزرقاوي، بحيث يمكن لشعب العراق أن يجد مستقبلاً ناصعاً وناصعاً جداً».
إن الواجب الرسمي لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية هو أن تحارب وتكسب (الحرب على الإرهاب) نيابة عن الشعب العراقي. والزرقاوي على هذا النحو، هو التبرير والتسويغ بالنسبة لواشنطن لاستمرار احتلالها العسكري، الذي يغفل ويتجاهل الحصار الوحشي للمناطق الحضرية المكتظة بالسكان، والذي تزعم أمريكا بأنها تقوم به ضد تنظيم القاعدة، الذي تدعي قيادة الزرقاوي له.
تؤكد قوات التحالف بأنها تقوم بدور حفظ السلام تحت مشورة الأمم المتحدة. كما أن وسائل الإعلام الغربية، وبشكل مدروس ومنسق، تؤكد على شرعية "الحرب ضد الإرهاب"، وتقدم الزرقاوي باعتباره إرهابياً، ولكنها لم تنقل أخبار حملة التشويش وطمس وإخفاء المعلومات التي يقوم بها البنتاغون، والتي أصبحت معروفة ومثبتة بالوثائق منذ عام 2002 .
البنتاغون صانع برنامج عملية الزرقاوي السيكولوجية
في تحول غير عادي للواشنطن بوست في مقالة بتاريخ 10/ 4/ 2006، اعترفت بأن دور الزرقاوي تم تضخيمه بتعمد مدروس من قبل البنتاغون، وذلك من أجل إحداث الإثارة المحفزة للدعم والتأييد العام للحرب على الإرهاب، التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا.
لقد نوقشت حملة الزرقاوي وتم التعرض لها في العديد من الوثائق العسكرية الداخلية.
(تحقير الزرقاوي وإظهاره بمظهر المكروه والبغيض، هي عملية لتفعيل رد فعل كراهية الأجانب)، وتمثل واحدة من الملخصات العسكرية التي تم إعدادها في عام 2004. وتم إدراج ثلاثة أساليب للعمل: (عمليات الإعلام)، (العمليات الخاصة 626)، (الاستناد إلى القوة 626، وهي وحدة عسكرية أمريكية نخبوية، تم تعيينها بشكل أساسي من أجل القيام في العراق بتتبع ومطاردة المسؤولين الكبار في حكومة صدام حسين)، و(العملية السيكولوجية) تمثل مصطلحاً عسكرياً أمريكياً يشير إلى العمل الدعائي، أو (البروباغندا).
إن برنامج الدعاية العسكرية، وفقاً لما جاء في الواشنطن بوست،« قد يوجه للعراقيين، ولكنه تناثر وتفشى في إعلام الولايات المتحدة. وأحد الملخصات تطرق للحديث حول "الاتصالات الاستراتيجية" للولايات المتحدة في العراق، وقد تم إعداده من قبل جنرال الجيش جورج دبليو كيسي جيه آر، القائد الأعلى في العراق. ويحكي الملخص عن "الولاء للوطن" باعتباره واحداً من ستة أهداف أساسية بالنسبة للجانب الأمريكي في الحرب».
ثمة وثيقة داخلية تم إعدادها من قبل قيادات الجيش الأمريكي في العراق، تشير إلى أن «برنامج العملية السيكولوجية للزرقاوي، هو الحملة المعلوماتية الأكثر نجاحاً حتى الآن».
أوكلت مهمة القيام بعملية البنتاغون السيكولوجية للجنرال كيميت، وهو يتقلد الآن منصب المخطط الأعلى في القيادة الوسطى المركزية، والمسؤول عن توجيه العمليات في العراق والشرق الأوسط.
«في عامي 2003 و2004 قام كيميت بتنسيق الشؤون العامة، والعمليات المعلوماتية الخاصة بالعراق. وقال في لقاء معه إن الملخص الداخلي لا بد أن يكون خاطئاً وذلك لأنه لم يكن يشرف على تسيير العمليات السيكولوجية وليس بإمكانه أن يتحدث عن ذلك». وقال كيميت: «توجد هناك عملية معلوماتية لرفع الوعي العام حول من يكون الزرقاوي ومن هو وبالدرجة الأولى بالنسبة للجمهور العراقي والجمهور العالمي».
وذكر ضباط متمرسون وخبراء بهذا البرنامج أن غاية الحملة تتمثل في إحداث انشقاق داخل التمرد، وذلك عن طريق التشديد على الأفعال الإرهابية للزرقاوي.
كذلك فقد ذكر التقرير نفسه «أصبح أبو مصعب الزرقاوي الآن يمثل الإرهاب في العراق/ والمقاتلين الأجانب في العراق/ ومعاناة الشعب العراقي (الهجمات على البنية التحتية)/ وإنكار الطموحات الوطنية والتقدمية في العراق».
وقال أحد الضباط من وراء الستار: من الصعب تحديد كم أنفق على حملة الزرقاوي، التي بدأت منذ عامين، ويعتقد بأنها ما تزال مستمرة. فالأنشطة الدعائية الأمريكية في العراق خلال عام 2004، كلفت 24 مليون دولار، إلا أن ذلك كان يتضمن البناء المكثف للمكاتب ومساكن القوات المشتركة، والإذاعات وآلاف المنشورات التي تحمل صورة الزرقاوي.
إن برنامج الزرقاوي، الذي صيغ في البنتاغون، تزامن مع عملية ترتبط به. ووفقاً لما قاله مسؤول خبير في البرنامج، إن هذه العملية كانت بقيادة مجموعة لينكولن، وهي منشأة استشارية أمريكية، وذلك بهدف وضع مواد ومقالات مؤيدة للولايات المتحدة في الصحف العراقية. وقد ذكرت الواشنطن بوست أنه ليست هناك علاقة بين برنامج عملية البنتاغون السيكولوجية وما كانت تقوم به مجموعة لينكولن نيابة عن البنتاغون.
يمثل التضليل والتشويه جزءاً من التخطيط العسكري الأمريكي. وقد فشلت الواشنطن بوست في الإشارة إلى دورها في استمرارية وإبقاء قصة الزرقاوي، وتساندها في ذلك شبكات التلفزيون الأكثر كفاءة من الصحافة المطبوعة مثل: (سي. إن. إن) و(فوكس)، هذا إذا أغفلنا الدور الفائق الأهمية الذي تلعبه وسائط الإعلام البديلة.
والجدير ذكره أن التضليل وتشويه المعلومات المتعلقة بالحرب على الإرهاب يتم تزويده وإدخاله ضمن سلسلة الأخبار بواسطة عدد من المزورين الكبار.
ثمة عدد قليل من المراسلين الذين يقدمون "معلومات السبق الصحفي"، ويتم تغطية معلوماتهم عبر شبكات التلفزيون الأربع، والتايمز، والنيوزويك، والسي إن إن، حيث يتم تنضيد وتثبيت معالم الحوار وإضفاء طابع القدسية على (الحقيقة الرسمية) كرافد مغذٍّ في سلسلة الأخبار. وفي البلدان الأخرى تطلق على مثل هذه العملية تسمية (البروباغندا) بمعنى القيام بحرب سيكولوجية أقل تهذيباً (وفقاً لما ذكره تشيم كويفربيرغ في تحضيرات البروباغندا من أجل 11 أيلول).
يصور الزرقاوي في الإعلام الأمريكي بأنه من يقف وراء التمرد في الفلوجة، وتلعفر، وسامراء، ويتحمل المسؤولية عن تفجيرات فندق عمان، بالقدر نفسه الذي يتحمل به المسؤولية عن الهجمات الإرهابية في عدد من العواصم الغربية.. ومن الثابت أنه يقف وراء الهجمات الانتحارية في العراق، كما أعلنت الواشنطن بوست في 11/ 12/ 2005: «تتفق الزعامات الشيعية الحاكمة في العراق مع المنظور الأمريكي للزرقاوي، وذلك لأنه يقود التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة الآلاف من الشيعة».
إن العمليات السيكولوجية للبنتاغون تمثل الغطاء الإعلامي للفظائع والويلات التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق، وقد ساندت وسائل الإعلام تحقير صورة الزرقاوي في أخبارها وتغطية تقاريرها المتعلقة بحركة المقاومة العراقية.
قال الضابط الأعلى للمخابرات العسكرية الأمريكية في العراق، إن أبو مصعب الزرقاوي وأتباعه من الأجانب والعراقيين يقودون التمرد والعصيان، وأصبحوا القوة المعارضة والمهيمنة والتهديد الأكبر لمصالح الولايات المتحدة في العراق.
قال الميجور جنرال في الجيش الأمريكي تزانر في مقابلة معه: «أعتقد بأن ما يجري هنا هو تمرد من النوع الذي تسيطر عليه حملة إرهابية». وقد ذكرت الواشنطن بوست في 25 أيلول 2005: «أصبح الزرقاوي نموذجاً لهذا النوع، ويعود ذلك إلى حصوله على التمويل، وبهذا فقد سمح لجهات أخرى أن تدعم توجهاته».
بين الدماء المسفوكة في العراق ، يوجد ثمة تفكير جديد طازج ، فمن سخرية القدر أن التغيير قد تم إحداثه بواسطة أبو مصعب الزرقاوي ، والذي بدا أن إرهابيته العشوائية التي لا تميز ، قد نجحت في توحيد الشعب العراقي هناك خلف إيديولوجيته الجهادية العالمية . وبما أن تفجير الفندق قد تم بالأردن وطن الزرقاوي ، فإن الكثير والكثير من السنة العراقيين والعرب قد أدانوا النظرة الظلامية لزعماء الإرهاب إزاء مجتمعاتهم – والتي هي من النوع الذي يتوعد بهجمات انتحارية " كارثية " أكبر .
( انظر الواشنطن بوست 4 ديسمبر 2005 ) .
إن انسحاباً فورياً من العراق لم يعد خياراً يمكن أن تقوم به أو تفكر فيه الإدارة الأمريكية ، فهي سوف تمنح أبو مصعب الزرقاوي ومجموعته الصغيرة من المقاتلين الأجانب الفرصة لأداء النصر والإعلان بأنهم قد نجحوا في هزيمة قوة عظمى . وهذا ، سوف يدعم ويقوي يد القاعدة في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى ، ويقود ويؤدي إلى اضطراب أكبر في سائر أنحاء المنطقة (انظر الواشنطن بوست 11 ديسمبر 2006 )
لقد قامت وسائل الإعلام الأمريكية بتحديد طبيعة التمرد ، بالتركيز على الدور الرئيسي للزرقاوي وارتباطاته الوثيقة مع النظام البعثي السابق .
(( إن الهيكل الأساسي الداعم للتمرد أصبح يتمثل في البعثيين الذين يصعب اجتثاثهم وشبكة الإرهابيين الذي معظمهم تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي .وتعتبر هذه شراكة الظرف الموقفي ، طالما أن كلا المجموعتين تخوض وتقاتل في نفس المعركة ، ولكن وفقاً لأسباب مختلفة وغايات وأهداف مختلفة أيضاً )) ( انظر الواشنطن بوست 8 مايو 2005 م ) .
ثمة مسؤولاً كبيراً للبنتاغون ، في العراق قال بأنهم يعتقدون بان السيد الزرقاوي " مركز الثقل " في التمرد ، يوجد الآن في انحناءات ومدن وادي نهر الفرات بالقرب من الحدود السورية ( انظر النيويورك تايمز 17 سبتمبر 2005م ) .
إن حصار مدينة الفلوجة ، والذي أدى إلى قتل آلاف المدنيين قد تم وصفه بأنه كان معركة ضد شبكة الزرقاوي "
حيث قامت القوات الأمريكية بأربع ضربات جوية، وصفت بأنها تستهدف الزرقاوي داخل وحول المدينة. ومن بينها تجمع سكني في منطقة زراعية على بعد حوالي 15 ميل جنوب الفلوجة، حيث أعلن الجيش الأمريكي بأن حوالي 90 مقاتلاً أجنبياً كانوا يتجمعون. وقال العسكريون بأن الضربة التي حدثت في مساء الخميس، قد أدت إلى مقتل حوالي 60 مقاتلاً أجنبياً.
الشهود والعاملون في المشافي اختلفوا مع هذا الرأي، وقالوا بأن حوالي 30 رجلاً قد قتلوا، معظمهم من العراقيين، وقالوا بأن 15 طفلاً و11 امرأة أيضاً قد قتلوا في الهجوم. ومن ثم فمن غير الممكن التأكد من صحة وجهتي النظر حول الضربة.
في الليلة التالية، صرح العسكريون الأمريكيون، بأنهم استطاعوا القيام "بضربة أخرى محكمة ناجحة". وذلك خلال اجتماع وأن " 10 تقريباً من إرهابيي الزرقاوي من وسط الفلوجة قد قتلوا " . وهذا " ولاتوجد إشارة بوجود أي مدني بريء على مقربة من مكان الاجتماع ، ( انظر الواشنطن بوست 21 سبتمبر 2004 م ) .
ملاحظات مستنتجة :
إذا كان فعلاً دور ووظيفة الزرقاوي مفبركة كجزء من عملية البنتاجون السيكولوجية ، فما هي دقة التقارير الإعلامية هذه ؟
إن المستندات والوثائق العسكرية الداخلية التي تسربت إلى الواشنطن بوست تؤكد أن البنتاغون متورط في حملة البروباغاندا الجارية ، والتي تهدف إلى تقديم وجهٍ للعدو . والفرض هو تصوير العدو باعتباره إرهابياً ، للرأي العام المضلل .
إن مقاومة الإرهاب وبروباغاندا الحرب تمثلان عاصفة تبادلية ، فأجهزة البروباغاندا تغذي التضليل داخل سلسلة الأخبار . والهدف هو تقديم مجموعات الإرهاب باعتبارها العدو لأمريكا . والمسؤول عن الفظائع الهائلة غير المعدودة في العراق وفي أنحاء العالم . ويتمثل الهدف الضمني في حشد وأستثارة الرأي العام المؤيد والداعم لأجندة الحرب الأمريكية في الشرق الأوسط .
لقد خلقت المخابرات العسكرية الأمريكية تنظيماتها الارهابية أي ، بصورة أخرى ، لقد طورت برنامجاً لمكافحة الإرهاب تكلفته " عدة بلايين " من الدولارات لتعقب وملاحقة هذه التنظيمات الإرهابية .
ولكي تصل إلى أهداف سياستها الخارجية ، فإن صور الإرهاب في مسرح الحرب العراقية يجب أن تبقى حية في عقول المواطنين الأمريكيين ، الذين يتم تذكيرهم دائماً بخطر الإرهاب . وأن توصف حركات المقاومة العراقية بأنها إرهاب يقوده الزرقاوي .
إن حملة البروباغاندا التي تستخدم وسائل الإعلام الأوروبية ، تقدم صورة القادة والزعماء الذين يقفون وراء شبكة الإرهاب ، وبكلمات أخرى ، فعلى المستوى الذي يشكل حملة " إعلانية " تقوم بتقديم صورة للإرهاب .
تستند "الحرب على الإرهاب" على خلق واحد أو أكثر من غيلان الشر، وزعماء الإرهاب ، أسامة بن لادن ، وأبو مصعب الزرقاوي ، وغيرهم الذين تضفي أسماءهم وصورهم الاشمئزاز على التقارير الإخبارية اليومية . لذا ، فبدون الزرقاوي وبن لادن فإن "الحرب على الإرهاب" سوف تفقد مغزى وجودها . لأن الذريعة هي فقط " الحرب على الإرهاب "
لقد أدت مستندات ووثائق البنتاغون التي تم تسريبها إلى الواشنطن بوست المتعلقة بالزرقاوي إلى الكشف عن حقيقة مفادها أن القاعدة بالعراق هي عمل مفبرك .
الهجمات الانتحارية في العراق هي حقيقة بالفعل ، ولكن من هو الذي يقف وراءها ؟ هناك مؤشرات بأن بعضاً من الهجمات الانتحارية يمكن أن يكون قد تم تنظيمه بواسطة المخابرات العسكرية الأمريكية – البريطانية وتؤكد ذلك المراجع التي تشير إلى بعض الأمور المتعلقة بجنود القوة الخاصة البريطانية الذين تمت مداهمتهم وهم يزرعون القنابل في البصرة .


الجمل : قسم الترجمة
المصدر : مايكل تشودوفسكي – Globalres

M. Alobidi
22/03/2008, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
استطلاع سريع لكتاب (حالة أنكار) لمؤلفه الصحفي الشهير بوب وودوورد


حالة انكار: كتاب يسلط الضوء على خفايا علاقة بندر بن سلطان بجورج بوش


الملف - واشنطن

أحدث كتاب الصحفي الشهير بوب وودوورد "حالة الإنكار" (ستيت اوف دينايل) زوبعة سياسية وإعلامية في واشنطن بسبب ما تضمنه من معلومات عما وصفها بحالة الخلل وعدم التنسيق التي تطغى على حكومة الرئيس بوش وجنوحها المعتاد لإخفاء الحقائق بشأن إخفاقاتها السياسية عن الشعب الأميركي من خلال اعتماد سياسة التضليل والانكار.

وقد اعتمد وودوورد على سلسة لقاءات صحفية أجراها مع عدد من المسئولين في الحكومة ومع مصادر لم يكشف عن هويتها داخل البيت الأبيض ومؤسسات الحكومة المختفلة بسبب حساسية الموضوع.

وأشار إلى مضمون بعض الوثائق السرية ومقارنتها مع التصريحات العلنية للرئيس بوش وأعضاء حكومته للكشف عن التباين الحاصل بين حقيقة الأمور، خاصة التطورات المتعلقة بالعراق انطلاقا من الفترة التي سبقت الغزو ومرورا بعملية الغزو ذاتها وما بعدها وصولا إلى مرحلة التدهور الأمني والإقتتال الطائفي الحالية، وبين الخطاب الرسمي للرئيس بوش الذي يعمد إلى إظهار الوضع على أنه وردي وآخذ في التقدم نحو الأفضل.

وقد ركز وودوورد على موضوع الإخفاق في العراق إلى جانب ما وصفه بإحفاق مسئولي الأمن القومي في الولايات المتحدة خاصة كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي أنذاك في تفادي حدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر، على الرغم من جميع المؤشرات والتحذيرات الاستخبارتية التي كانت تؤكد أن شبكة القاعدة بزعامة أسامة بن لادن مصممة وعازمة على ضرب الولايات المتحدة داخل أراضيها.


الموضوع العام للكتاب


المراقب للتطورات في واشنطن منذ تولي الرئيس بوش السلطة مطلع عام 2001 يدرك ويعرف عن قرب صحة ما تضمنه كتاب وودوورد من خلاصات ومعلومات بشأن سياسات الحكومة سواء المتعلقة بالحرب على الإرهاب ومرحلة ما قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر وكذلك الحرب في العراق لأن وسائل الإعلام وعددا من الكتب والأفلام الوثائقية تطرقت إليها من قبل.

فعلى سبيل المثال قضية "تجاهل" كوندايزا رايس والرئيس بوش لمذكرة الإستخبارات التي تحمل عنوان "شبكة القاعدة عازمة على المهاجمة داخل الأراضي الأميركية" قبل بضعة أسابيع من الهجمات سبق وأن تطرقت إليها لجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من سيتمبر خلال جلسات الاستماع التي عقدتها وفي التقرير النهائي الصادر عنها.

كما أن التباين بين تقييم الرئيس بوش وأعضاء حكومته للوضع في العراق وبين أعمال العنف الطائفي المتصاعدة وعدد الجثث التي يتم العثور عليها يوميا في شوارع المدن العراقية وتحمل أثار التعذيب واضح للعادي والبادي، خاصة وأن معدل القتلى في صفوف المدنيين العراقيين فقط يبلغ حوالى ألف قتيل شهريا ناهيك عن عدد القتلى في صفوف القوات العراقية وقوات التحالف وعمليات الاغتيال التي أصبحت شبه يومية وتستهدف الشخصيات السياسية والدينية والأمنية.

لكن الجديد في الكتاب هو كشف المؤلف عن مضمون الحوارات التي دارت بين المسئولين في حكومة الرئيس بوش بشأن مختلف تلك القضايا التي تطرق لها من خلال استخدام العبارات والحوارات كما وردت بالإضافة إلى كشفه عن مضمون عدد من التقارير السرية التي وُزعت داخل الحكومة.


الجديد في الكتاب


القضية التي أثارت الاهتمام في كتاب وودوورد هي كشفه عن طبيعة العلاقة المتميزة بين الرئيس بوش وبين السفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان الذي يقول الكاتب إنه يحظى بنفوذ وتأثير بارز ليس فقط في حلقة صنع القرار في واشنطن بل إن لديه منزلة خاصة لدى الرئيس بوش ذاته وبالتالي فإنه الشخصية العربية الوحيدة على الأرجح التي يستشيرها الرئيس بوش ويأخذ بآرائها على نحو جاد.

سبق وأن تطرق كتاب آخر تحت عنوان آل بوش وآل سعود" (ذا هاوس اوف بوش اند ذا هاوس اوف سعود) العلاقة الوطيدة بين عائلة بوش وعائلة آل سعود الحاكمة في السعودية والمصالح السياسية والمالية المشتركة بينهما، لكن الأمر مختلف في كتاب وودوورد "حالة الإنكار" إذ أنه يبرز في فصول عديدة منزلة الأمير بندر ودوره الاستشاري لدى بوش ليس لكونه ينتمي لعائلة آل سعود بل بسبب دهائه السياسي ومعارفه واتصالاته الشخصية عبر العالم.


بداية علاقة بوش بالأمير بندر


يقول وودوورد إن الرئيس السابق بوش الأب أجرى في خريف عام 1997 إتصالا هاتفيا بأحد أبرز أصدقائه المقربين وهو الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية لدى واشنطن وقال له إن بوش الإبن الذي كان حينها حاكما لولاية تكساس يرغب في الحديث معه بشأن موضوع هام على انفراد وبعيدا عن الأضواء وطلب منه القدوم إلى تكساس.

ويضيف الكاتب أن بندر الذي تتمحور شخصيته وعلاقاته على مثل تلك الاجتماعات البعيدة عن الأضواء لم يتردد ووافق من دون أن يسأل عن السبب، لكن القضية كانت واضحة خاصة وأنه كانت هناك تكهنات وتقارير صحفية تفيد بأن بوش الابن كان يفكر في ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة.

قام بندر بالتخطيط لزيارته لتكساس وجعلها متزامنة مع موعد مقابلة لكرة القدم الأميركية يلعبها فريقة المفضل (دالاس كاوبويز) واستخدمها كغطاء للزيارة.

يقول الكاتب إن بوش الإبن أبلغ بندر عزمه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة وقال له إن لديه أفكارا واضحة حول ما يتعين القيام به بشأن السياسة الداخلية الأميركية لكنه أضاف "ليس لدي أي فكرة عن الكيفية التي يتعين علي التفكير من خلالها بشأن السياسة الخارجية، إن والدي أبلغني بأنه يتعين علي التحدث مع بندر قبل أن أتخذ أي قرار بهذا الشأن لأسباب عديدة:

أولها أنه (أي بندر) صديقنا-أي صديق للولايات المتحدة.

ثانيها أنه يعرف جميع الشخصيات التي لها وزن وتأثير عبر العالم.

ثالثا لأنه مطلع على التطورات في العالم ويستطيع المساعدة في عقد اجتماعات مع أهم الشخصيات في العالم.

وهنا تكمن أهمية آراء بندر ومشورته والتي ستترسخ بشكل أكبر وأعمق خلال السنوات التالية، مع الإشارة إلى أن بوش اتصل ليتباحث مع بندر بشأن السياسة الخارجية قبل الاتصال بكونداليزا رايس لتشرف على ملف السياسة الخارجية في حملة بوش الانتخابية.

وودوورد يقول إن الأمير بندر قدم لبوش نصيحة ميكيافيلية مفادها أنه يتعين عليه التخلي عن كبريائه وأن يكسب ود خصومه السياسيين بأي ثمن، موضحا له أن معترك السياسة هو مجال صعب ودموي ليس فيه مجال للنزاهة.


بندر المستشار غير الرسمي


ويوضح الكاتب أن الاتصالات بقيت متواصلة بين بندر وبوش الابن، وأنه في الوقت الذي حاز فيه الأخير على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة إلتقى الرجلان في يونيو/حزيران من عام 2000 خلال حفل بمناسبة عيد ميلاد باربرة بوش، وأن بوش الابن طرح السؤال التالي على بندر "بندر إنك أفضل شخص مطلع على شئون العالم، أخبرني أمرا واحدا، وهو لماذا يتعين علي أن أعير الاهتمام لكوريا الشمالية؟".

في إشارة إلى التقارير التي تحذر من التهديد الذي يشلكه النظام الحاكم في بيونغ يونغ، ليجيب بندر بأنه لا يدري بالقدر الكافي لأنه لم يقم بأية مهام بشأن كوريا الشمالية لكنه أوضح أن أحد الأسباب قد يكون هو وجود ثمانية وثلاثين ألفا من القوات الأميركية على الجانب الجنوبي من الحدود بين الكوريتين.

وأن اي إطلاق للنار عبر الحدود قد يسفر عن مقتل نصف تلك القوات الأميركية خلال أي هجوم تقوم به كوريا الشمالية بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أو حتى بالأسلحة التقليدية وبالتالي وبكل بساطة فإن الولايات المتحدة في حرب مستمرة مع كوريا الشمالية.

ويشير الكاتب هنا إلى أن الرئيس بوش أعرب عن ارتياحه للبساطة في التفسير الذي قدمه بندر وقال "أود لو أن أولئك-المستشارين- يعرضون علي الأمور بشكل مبسط بدلا من تقديم نصف كتاب عن تاريخ كوريا الشمالية".

بحسب وودوورد يظهر هذا الحوار ذكاء الأمير بندر وقدرته على دراسة سيكولوجية الأشخاص الذين يتعامل معهم واستخدام ذلك لصالحه، وفي معرض تحليله لشخصية بوش الإبن يقول بندر إن "بوش جاء إلى السلطة ولديه مهمة يريد تحقيقها" هذه المهمة هي مهمة شخصية وهي بحسب بندر "رفع الظلم الذي لحق بوالده الرئيس السابق من خلال خسارته في الانتخابات على يد كلينتون".


الإجتماعات الشهرية والمشاروات بشأن قضايا العالم


من غير المعتاد أن يكون بإمكان سفير دولة ما الدخول إلى البيت الأبيض والإجتماع مع الرئيس الأميركي في أي وقت شاء، لكن الوضع مختلف بالنسبة للسفير السعودي الأمير بندر، يقول وودوورد إنه في الخامس والعشرين من شهر مارس/اذار من عام 2001، أي بعد شهرين من تولي بوش الرئاسة، توجه الأمير بندر إلى البيت الأبيض ليبلغ الرئيس بوش انزعاج السعودية بتصريحات صادرة عن وزير الخارجية كولين باول قال فيها إن الولايات المتحدة تعتزم نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس باعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل.

ويضيف الكاتب أن الرئيس بوش أبلغ بندر بأنه يدرك مدى حساسية القدس لدي العرب وأن باول لم يكن موفقا في اختيار عباراته على الأرجح.

ليناقش الرجلان قضيتي فلسطين وقضية الإطاحة بنظام حكم صدام حسين والمعارضة العراقية وارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. وليعرب الرئيس بوش عن رغبته في عقد إجتماع مرة كل شهر مع بندر من أجل إجراء حوار صريح بينهما.

بعد أسبوعين على اجتماع بوش وبندر في البيت الأبيض قامت الصين بإسقاط طائرة تجسس تابعة للبحرية الأميركية واعتقلت طاقمها المؤلف من أربعة وعشرين شخصا وهو ما شكل أول أزمة دولية تواجهها حكومة الرئيس بوش.

وفي الوقت الذي شدد فيه البيت الأبيض على ضرورة الحفاظ على صورة الرئيس بوش لدى الرأي العام طلب وزير الخارجية كولن باول تدخل الأمير بندر لحل الأزمة من خلال استخدام نفوده وعلاقاته مع المسئولين الصينيين.

وهو الأمر الذي حدث بالفعل وقام بندر بإقناع المسئولين في بكين بالإفراج عن المعتقلين الأميركيين الأربعة والعشرين واعتبر المسألة على أنه جميل شخصي أسداه الصينيون له.

وأظهر الكتاب عددا من المناسبات التي تدخل فيها الأمير بندر وتحدث فيها إلى الرئيس بوش ليس بلهجة سفير دولة أجنبية فحسب بل بلهجة المستشار الملم بأمور العالم الذي يسدي النصيحة لرئيس دولة عظمى، وليكون بذلك الشخصية العربية الوحيدة على الأرجح التي يستمع إليها الرئيس بوش بتأني وإمعان.

M. Alobidi
22/03/2008, 01:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال جدير بالقراءة للكاتب سمير عبيد



الغوبلزيون ) في المنطقة الخضراء ... وخطة أمن بغداد والجانب الآخر ( المُعتم والمُغيّب) منها!

الكاتب والباحث سمير عبيد Tuesday 08-01 -2008
لقد تم اشتقاق كلمة ( الغوبلزيون) نسبة الى الدكتور ـ بول جوزيف غوبلز ـ وهو وزير الدعاية السياسية في عهد القائد الألماني (أدولف هتلر) والذي انتحر أي غوبلز هو وأطفاله الستة، وهو صاحب القول الذي نصّه ( كلما أسمع كلمة ثقافة أمد يدي على المسدس) وهذا ما طبّقه حكّام بغداد الجُدد أي كلما سمعوا مثقف أو ناقد أو معارض إلا واتصلوا بخلايا الموت التي أسّسوها لتقوم باجتثاث ذبك المثقف وذلك المعارض.

ولقد اشتقت أيضا من صاحب إستراتيجية اكذب اكذب حتى يصدقك الناس وهو السيد بول جوزيف غوبلز ، والتي نصّها هو ( أنك إن قلت كذبة كبيرة وواظبت على إعادتها فأن الناس لابد في النهاية سيصدقونها).

لهذا فلو تخيّلنا أننا نمتلك كاميرا، وننتقل بها مباشرة من المشهد أعلاه أي من المشهد الغوبلزي الحقيقي، نحو مشهد ( المنطقة الخضراء) في العاصمة العراقية الجريحة بغداد ،حيث تتواجد سفارات ومقرات ودوائر الاحتلال وأذنابهم من عراقيين ومستعرقين ومستوطنين ومرتزقة، فسوف نجد أن هناك عددا كبيرا من المستعمرات الغوبلزية و في كل ركن من أركان المنطقة الخضراء، حيث مكاتب الاحتلال، ومكاتب نسخة حكومة ( فيشي) التي يقودها نوري المالكي نيابة عن المحتلين والإيرانيين، وبتوجيهات وتعليمات تصل من مطار (اللد) مباشرة نحو مطار النجف، ثم سرداب الكهنوت الأكبر، ثم توزيعها على المكاتب الكهنوتية والحكومية في العراق !!!.

فمسلسل الكذب متواصل، ومنذ التحضير للعدوان على العراق، وأن أم ( الكذبات) هي كذبة وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ، ووجود علاقة بين نظام الرئيس صدام وتنظيم القاعدة، واللتان أسقطهما الكونغرس الأميركي نفسه وبتقرير صادر منه، ولكن بعد خراب البصرة.

واستمر الكذب، فلو أعطينا كذبة مسجلة باسم الرئيس الأميركي جورج بوش أيضا ، والذي يمتلك سجلا طويلا بالكذب والتأليف ،وهي الكذبة التي أطلقها بخطاب رسمي في 1/5/2003 عندما قال ( واليوم نوقف جميع النشاطات الحربية) ولكن الماكينة الحربية مستمرة ومنذ 18/3/2003 ولحد هذه الساعة، بدليل أرقام القتلى من الأميركيين ( والتي هي أرقام غير حقيقية طبعا) والأعداد الهائلة من الجرحى، والذين سقطوا خدمة للمشروع الإيراني والصهيوني بالدرجة الأولى، وسقطوا خدمة للمشروع الطائفي والمذهبي والعرقي في العراق، والذي يُقاد من قبل مجموعات تدربت في إيران وإسرائيل، ولازال ولاءها إلى إيران وإسرائيل...


وهذا يدل أن الرئيس الأميركي جورج بوش نزولا إلى نائبه ووزيرة خارجيته ودفاعه، وصولا إلى ما يسمى بالرئيس العراقي، ورئيس حكومة فيشي نوري المالكي وجميع وزراءه ومعهم معظم السياسيين العراقيين هم رهط طويل من الكذابين، ومن التلاميذ المقرفين إلى مدرسة غوبلز بنسختها الصفراء والمقرفة، حيث أصبح هؤلاء الناس يكذبون حتى في أحلامهم وهم نيام، ويكذبون حتى على أنفسهم أمام المرآة، بحيث يسوقون كذبهم وعلى مدار الساعة، ويُجبرون الناس على قبول هذا الكذب من خلال الإعلام الأصفر والخليع من المصداقية والذي تسيّره أموال وكالة التنمية الأميركية، واللوبي اليهودي من خلال منظمة ( الإيباك).

أنه الإعلام الأجير والذي حاصر الناس من خلال التلفزيون والصحيفة والمجلة والراديو والإنترنيت بحيث أصبح المواطن وأينما كان لا يمتلك القدرة والعزيمة على الفرار من هذا الحصار الإعلامي الرهيب والذي يمتلك غاية كبرى، وهي غسل أدمغة الناس، وذر الرماد في العيون، ووضع القطن في الآذان، ومحاولة شل اللسان والحناجر، وإيقاف الأقلام الحرة ، والترغيب والتثقيف على ثقافة الجسد والأرداف وهز يا وز .... والهدف هو تحويل الناس إلى مجرد عيّنات في برامج وإستراتيجيات سياسية ودينية وفكرية تخدم مشاريعهم الاستعمارية التي تخلوا من الأخلاق والإنسانية.


فالاستعمار الجديد والذي تقوده الولايات المتحدة هو استعمار إعادة الرق من جديد، ولكن بطرق وحيّل جديدة ومن خلال عبادة المادة والجسد واللذة ، ونشر ثقافة العولمة التي تستند على رأس المال والذي حل محل الأخلاق والعلاقات الحميدة بين الناس.

فهم ينسبون التفجيرات والعمليات والفعاليات و كل شيء ضدهم في العراق إلى تنظيم القاعدة، ولكن لو عدنا للوراء ومن خلال النظر إلى التقارير الأميركية والغربية نفسها سنجد أن هناك تقاريرا أثبتت بأن العراق يخلوا من تنظيم القاعدة ، وهذا يعني أنهم الذين جلبوا القاعدة نحو العراق.

فلقد كان بعض أعضاء مجلس الحكم ( سيء الصيت) وكثير من العقلاء العراقيين يلحون على الأميركيين أن يغلقوا الحدود منعا من دخول الغرباء، وكان الأميركان يرفضون تماما بل منعوا شرطة الحدود والأهالي من العمل وطيلة عام 2003 وبداية عام 2004 ونتيجة ذلك وصلت أعداد كبيرة من مقاتلي تنظيم القاعدة ليُستثمروا دعائيا من أجل بقاء الولايات المتحدة في العراق، وكذلك من أجل تشويه عمل المقاومين العراقيين من السنة والشيعة ومن شرائح المجتمع العراقي الأخرى، ثم الانتقال إلى تكوين البرامج الرديفة والدنيئة بحجة تنظيم القاعدة، والتي هي على غرار برنامج ( فينكس) في فيتنام، وبرنامج عصابات المخدرات في الهندوراس والسلفادور، وبرنامج القتل الطائفي والعرقي على غرار البوسنة والهيرسك( يوغسلافيا السابقة) ولذلك دعموا تأسيس المليشيات الطائفية والإثنية، ومن ثم دعموا عصابات الموت والسلب والاجتثاث والتهجير، ثم انتقلوا إلى تأسيس مجموعات القتل الرسمية ( الصحوات) وستبرز برامج جديدة إن بقي الحال على نفس الوتيرة.

فلقد تبجحوا ولا زالوا يتبجحون بنجاح ( خطة أمن بغداد) ولكن المتعارف عليه عندما تعلن عن خطة وتنجح عليك تقديم الدليل من الجهات المحايدة وبالصورة والدليل والتقرير والاستبيان ــ أليس كذلك؟ ــ إذ لا يجوز أن من يُصدر تصريحات نجاح الخطة هو المحتل وأذنابه فقط، ومن يُبرّز الصورة هو إعلام المحتل وأذنابه، فهذه بحد ذاتها أدلة بأن نجاح الخطة الأمنية في العاصمة بغداد هي كذبة ( غوبلزية) جديدة .

وأن مسألة ما يشاع عن توفر الأمن في بغداد هي مسرحية أخرجها المحتل وبعض أذنابه في المنطقة الخضراء من خلال تهجير بضعة آلاف تهجيرا متفق عليه سلفا مع عدد من الناس والعائلات، وهو تهجير مدفوع الثمن سلفا وهؤلاء بدورهم قد أثروا على بعض العراقيين السَذج والبسطاء العراقيين والمهجرين أصلا في سوريا فقرروا العودة نحو العراق في الوقت الذي جاء به الإيعاز من الجهات التي اتفقت معهم سلفا على الخروج من العراق فعادوا وبعد أن جيّشوا من أجل عودتهم إعلاما غوبلزيا أصفرا مقرفا يبث التقارير وعلى مدار الساعة بأن العراقيين قد عادوا ولقد تحسن الأمن في العاصمة بغداد، ولكن اليوم 5/1/2008 هناك تقريرا دوليا يقول أن عدد العراقيين العائدين من سوريا هو ( 20 ألفا) فقط وهذا ما يضفي المصداقية على تحليلنا بأن هناك بضعة آلاف خرجت بصفة ( ممثلين) في مسرحية من إعداد وإخراج المحتل وأذنابه ولقد عادوا ضمن أحداث القصة أو المسرحية ليس إلا..

علما أن من يقوم ببث الرعب وتخريب الأمن في العاصمة بغداد ومنذ سقوط النظام ولحد الآن، وأن المحتل يعرف ذلك تماما هي مليشيات الأحزاب والخلايا السرية ( خلايا الموت) التابعة لبعض الأحزاب وبعض القادة السياسيين وأنها من فعل أفواج عاملة في وزارة الداخلية والدفاع بدليل أن في العاصمة قانونا هو قانون الطوارئ ومنع التجوال ، وأن من يتواجد في الشارع هم هؤلاء فقط أي الأجهزة والمليشيات والخلايا أعلاه، والمحصلة أن حاميها حراميها ومغتصبها ومهجرها وقاتلها، أي أن من يقوم بالقتل والتفجير والتهجير والخطف والغزوات الليلية هم هؤلاء..

فلو قُدّر لكم النظر من السماء نحو العاصمة العراقية الآن، أو تجولتم فيها فسوف تلاحظون أنها مقطعّة الأوصال تماما، وأن كثير من الأحياء فيها قد سُيّجت أي أقفلت بأسوار، وتركوا لها بابا واحدا للدخول والخروج ، أما بيوت الأحياء القريبة من الشوارع الرئيسية والعامة فلقد حُجبت بجدران عالية جدا ، أي حجبت البيوت والناس عن الشوارع العامة فيما لو أخذتم البياع والدورة والشارع الجنوبي لبغداد والذي يذهب باتجاه المحمودية والحلة، فلن تشاهدوا البيوت في تلك الأحياء بعد الآن لأن الشارع العام تحول إلى نفق ووادي محاط بجدران عالية وهكذا الحال بالنسبة لمخارج بغداد الأخرى وفي الشوارع الرئيسية داخل العاصمة.

فهل هذا إنجازا أمنيا؟

وهل هذا انتصارا عسكريا وإستراتيجيا؟

أنها مهزلة أن تتحول العاصمة بغداد إلى مقابر منعزلة للأحياء ، وبعد ذلك تتحول العاصمة إلى سجن الباستيل البغدادي وبأوامر من الإدارة الأميركية.

فالحقيقة ليس هناك نجاحا أمنيا ، وليست هناك خطة أمنية، بل أن هناك خطة انتقامية تدينها جميع القوانين والأعراف الدولية، أي هي نسخة مستنسخة من التعامل الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في الشوارع والأسواق والأحياء والمناطق، وأن الإعلام العربي والعالمي شريك حقيقي بما حصل يحصل من هلوكوست في العاصمة بغداد لأنه تحول إلى الإعلام الأخرس والمنافق ، أي أن هناك قبر إجباري لملايين العراقيين في العاصمة بغداد أي قبرهم ودفنهم وهم أحياء.

لذا لا ندري... ما هو الهدف من هذا كله، فهل سيبقى الغرباء والغزاة والعملاء داخل هذه الأسوار ويدعون بأنهم يحكمون العراق ، أم أن القضية تتعلق بحسابات تلمودية قديمة هدفها نقل الأسوار والجدران نحو العاصمة بغداد ومناطق أخرى لتكون حالة طبيعية من أجل تعويم و قلب الرواية القديمة التي عرفها المسلمون جميعا، وهي التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتل المسلمون اليهود حتى يختبأ اليهودي خلف الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي مختبئ خلفي تعال فأقتله) وطبعا هذا ما جاء في الكتب وعن رسول الله محمد ولا ندري مدى التحقيق في هذا القول لأنه من اختصاص المختصين والباحثين في مجال الأحاديث والسنة ليخبرونا بمدى واقعية هذا القول فيما لو أخذنا حجم الدس في الكتب والأقوال والروايات.
.
وبما أننا في هذا السياق الذي يقودنا إلى بطون الكتب المهمة في حياة المسلمين واليهود وجميع البشر، فعلينا إذن نصح الرئيس جورج بوش وجميع معاونيه، ونصح جميع الذين اشتركوا ولا زالوا بالعدوان على العراق والمنطقة ومن خلال قول الله عز وجل وهو ( إن الذين يُحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين) أي لا مجال للنصر في حرب ضد الإسلام والرسول والقرآن وهذا وعد من الله.

لهذا فأن نشر ثقافة الجدران والعزل في بغداد هي ثقافة عسكرية وشوفينية، ولكنها مستندة على رؤى تلمودية تريد نسف قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذي جاء أعلاه، أي تريد القول بأن الجدران هي التي ستخبر اليهود بأن وراءها مسلما وعراقيا كي يتم قتله، وأن وجودها وانتشارها هي من علامات الساعة هكذا هم يريدون أن يقتنع الناس في العراق ، فالهدف ربما يصب في إستراتيجية تلمودية من أجل تفنيد ما تعلمه المسلمون من خلال نشر الجدران والعوازل ثم نشر القتل والجريمة والترويع.

ولكن لو صدق هذا التحليل بأنهم يريدون قلب الروايات والوعود ونقل المعركة إلى عقر دار المسلمين، ومع ذلك فلن يغفل عنها الله تعالى وحاشا من هذا عندما قال (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ) ــ الحشر 14 ــ. وأن جدار هو جمع جُدر، وهذا يعني أنها معركة مقدسة، وأن كانت داخل العاصمة بغداد، وأن هذا القول هو تصوير لخوفهم وشدته، وكأنهم لهذا الخوف على حياتهم لا يقاتلونكم حتى يضعوا أكبر عدد ممكن من الجدران ليقاتلونكم من خلفها (لتجدنهم أحرص الناس على حياة) ــ البقرة 96 ــ وأن الآية الأولى والثانية جاءت عن اليهود أو جاءت خاصة باليهود.

، وبما أن اليهود احتفلوا ويحتفلون بأعيادهم في بغداد ومنذ سقوط النظام السابق ، وأصبحوا يتجولون ويسهرون ويتسامرون في بغداد ومدن العراق الأخرى وحتى في المنطقة الخضراء ومنذ التاسع من نيسان / أبريل 2003 ولحد الآن، فربما أذن هي الجدران المقصودة أي الجدران التي قطعت أوصال بغداد، أي هي التي ستنطق وتخبر عن وجودهم، وأن القضية ليست بمعجزة عند الله، فالعراق بلد غير طبيعي، وأنه منه وعنده تبدأ وتنتهي الموجات الاستعمارية، ومنه وعنده تبدأ وتكبر وتتجدد الرسالات السماوية، خصوصا وأن هناك روايات تلمودية ويهودية قديمة تذكر بأن العراقيين هم من يدخلوا بيت المقدس ويحررونه، ومن أجل ربما تدخل الإيرانيون من أجل احتلال العراق وتغيير لغة وثقافة أهله، ولكن لا ندري هل من أجل سرقة النصر والفتح و الذي كتب أن يكون على أيادي العراقيين، أم أن تدخلهم واحتلالهم للعراق مع أميركا وإسرائيل من أجل تعطيل هذا النصر والفتح..... وأن الأمر ليس من وحي خيال كاتب المقال بل أن هناك روايات تاريخية مسنده بأقوال الصحابة والمؤرخين ورجال الدين حول هذا الموضوع وحول خصوصية العراقيين ، ولهذا قال وزير الحرب الإسرائيلي السابق( موفاز) و عندما سقط النظام العراقي ومن خلال التلفاز ( سوف نلاحق أي طفل عراقي يهدد إسرائيل وحتى لو بعد ألف عام).

فقد نستطيع القول:
( دعوهم يبنون ويستوردون الجدران مادام هناك وعدا ألهيا بالنصر) وأن من يشكك بوعد الله فهو ليس منا ولا نحن منه، ومهما كبرت عمامته وتدلى كرشه وتوسع قصره.

وبالعودة إلى خطة أمن بغداد المهزلة:

فهي خطة لها أهداف تعبوية ونفسية وإعلامية تتعلق بأجندة تخص المحتل في العراق، وفي الداخل الأميركي وليست هناك قناعات ثابتة لدى القادة الأميركان بأن هناك نجاحا إستراتيجيا وثابتا نتيجة خطة ( أمن بغداد) والتي يروج لها أذناب المحتل وحكومة المالكي بأنها إنجازا عسكريا وأسطوريا ، فأن هؤلاء الناس يحرصون على تاريخهم ومهنيتهم لهذا تراهم يقولون الحقيقة عند ساعة الصفر...

ولكن كثير من السياسيين العراقيين وأعضاء حكومة نوري المالكي يعتبرون النصر هو عندما تقل قذائف المقاومة على مقراتهم وبيوتهم ومكاتبهم، لهذا هم يعتبرون الخطة فائقة وناجحة، وهو الوقوع في الوهم ، والمقاومة هي الأخرى تمتلك قادة من المحنكين والإستراتيجيين والميدانيين والذين يجيدون التعامل مع المحتل ومع العملاء وضمن لعبة الحرب النفسية، وإشعار الخصم بالنصر والزهو، ومن ثم تنهمر عليه القذائف وتنتشر العمليات، وبالتالي يعتبر هذا الأسلوب كسرا معنويا للخصوم، ونصرا إعلاميا أي كسر التعتيم الإعلامي المفروض بشدة وصرامة على فعاليات المقاومة العراقية ....

لهذا فهناك قادة أميركان يخافون على سمعتهم وتاريخهم العسكري، وكي لا يقعوا في شرك المسؤولية عندما يعطون الخسائر وبشكل مفاجئ، ولهذا اعترفوا بأن الخطة الأمنية والمكاسب الأمنية ضعيفة ومن الممكن أن تنهار بأية لحظة ، فلقد قال الجنرال ( ريك لنشن) إلى وكالة أسوشيتيد برس في 4/،1/2008 وهو قائد قوات الاحتلال الأميركية جنوب بغداد ( أنا متفائل لكن نفس الوقت أريد أن أكون واقعيا جدا، والواقع يقول إن الحالة الأمنية في العراق الآن ضعيفة ، ومازالت هناك العشرات من الهجمات يتم تنفيذها كل أسبوع والتفجيرات وقذائف الهاون مستمرة وحوادث الاختطاف التي تطال المدنيين وعناصر الأمن متواصلة) وحتى القائد الأعلى لقوات الاحتلال في العراق الجنرال ( ديفيد بيترايوس) قال ( التقدم الأمني لا زال هشا وضعيفا).

فمتى يتعلم الغوبلزيون في المنطقة الخضراء وفي حكومة المالكي من هؤلاء الناس والذين تجبرهم الظروف والمواقف بأن يخرجوا من شرك الغوبلزية ويقولوا الحقيقة لشعبهم وللعالم؟.

وأخيرا:

أن ما يحصل في العراق هي إرهاصات سياسية، وبرامج مستوحاة من ثقافة الأكشن، فليس هناك قادة محنكين في العراق، وليس هناك برامج سياسية محترمة وتستطيع الوصول للشارع وتصمد في ذهن المواطن الذي احتقر الجميع باستثناء المقاومة... لذا لم يبق هناك لاعبا نزيها ووطنيا وشريفا إلا المقاومة والتي هي على الأرض، فحتى الذين يتكلمون باسم المقاومة في الإعلام والصحافة والمنابر فأن نسبة 90% منهم هم تجار شنطة وتجار مواقف انتهازية، وأن رجال المقاومة يعرفونهم تماما ،وسجلوا ويسجلون ملفات ضد هؤلاء المتاجرين، ولحين ساعة الصفر إن شاء الله!!.

كاتب ومحلل سياسي
مركز الشرق للبحوث والدراسات



________________________________________
تم طباعة هذه المادة من موقع الركن الأخضر
http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=10655

|

M. Alobidi
22/03/2008, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مقال يلقي الضوء على دور الصهيونية في شمال العراق للكاتب قاسم سرحان
ابو عمر



انهيار الدولة .. خارجية دولة ام دولة خارجة من العراق
بقلم: قاسم سرحان
________________________________________
ليس لدينا خلاف في الحدود المقرّرة مع الكويت , وما حصل من خلاف اخيرا على الحدود لايمثل رأي الدولة العراقية .

مسألة التدخل التركي في كردستان العراق مسألة حسّاسة للقضية الكردية ويجب منعها .
هوشيار زيباري
ليس هناك اكثر من رفع يافطة للدولة الكردية , لكن في الوقت المناسب .
جلال طلباني
للأكراد حقّ اعلان الدولة الكردية بحدودها التي يقررها الأكراد ...... في الوقت المناسب سنعلن الدولة الكردية .
مسعود البرزاني

الدولة الكردية في العراق تضمّ الموصل وديالى وتكريت ومعظم اقضية الكوت ونواحيها , وكركوك عاصمة الدولة الكردية المقسمة في تركيا وايران وسوريا والعراق وبعض الجمهوريات الاخرى .
الاعلام الكردي


يمثل الكيان الصهيوني بدولته المزروعة في قلب العالم العربي الخطر الحقيقي للدولة العراقية وشعب العراق العربي , لقد عملت الدولة الصهيونية والقوى الامبريالية الغربية في التآمر على العراق وشعبه منذ العقد الثاني لتأسيس الدولة الصهيونية في فلسطين , وقد بذل الكيان الصهيوني جهدا عظيما في التقرب الى نظام الشاهنشاهية وبدعم من القوى الامبريالية العظمى امريكا وحلفائها في أذلال الدولة العراقية وتحطيمها .
فقد عمل التحالف الصهيوني الشاهنشاهي الايراني الامريكي على أشعال فتيل الحرب الاهلية بين المهاجرين الاكراد الى شمال العراق والجيش العراقي في السيتينيات من القرن الماضي بذريعة الحقوق الثقافية للقبائل الكردية , وقد نجح الكيان الصهيوني آنذاك في تحطيم جزء من كيان الدولة العراقية وتدميره لصالح الحليف التأريخي - أيران - في تنازل العراق عن بعض أراضيه ومياهه الاقليمية في الخليج العربي وشطّ العرب مقابل وقف الدعم الايراني الصهيوني الامريكي للقبائل الكردية الغازية شمال العراق - ارض الاشوريين والعرب تأريخيا - في اتفاقية الجزائر التي الغاها الرئيس العراقي السابق قبل نشوب الحرب العراقية الايرانية مطلع الثمانينيات من القرن الماضي , هذه الحرب التي كانت نصرا عظيما للدولة الصهيونية وحلفائها على حساب العراق وشعبه .

انّ المؤسسة الصهيونية العالمية التي تفرض هيمنتها على معظم الاقتصاد العالمي والغربي منه على وجه الخصوص قد هيّأت كيانات وشرائح قومية وعقائدية وطائفية في قلب العالم العربي والاسلامي للعمل لها وتحقيق اهدافها الماسونية وطموحها الصهيوني في تحقيق احلام التلمود ودولة اليهود الكبرى .
ومن هذه الكيانات القومية والطائفية التي شجع الكيان الصهيوني على استفحالها في العالم العربي وألاسلامي الحركة القومية الكردية التي استوطنت ارض الرافدين في ظلّ الدولة العثمانية - التي استخدمتهم كجزارين وقتلة للآشوريين في العراق والارمن في تركيا - , والموارنة والدروز في لبنان , والقبائل الزنجية المستنصرة صهيونيا جنوب السودان , والبربر في المغرب .
أنّ الحركة الصهيونية قد حققت اعظم أنتصاراتها في الساحة العراقية على حساب الشعب العراقي , وحقيقة النصر العظيم الذي حقّقه الصهاينة في العراق قد تمّ عن طريق المشروع الكردي الذي يدعمه الاستعمار والامبريالية والكيان الصهيوني في العراق .
فقد نجح الكيان الصهيوني في تحريك القبائل الكردية الغازية شمال العراق في العمل ضدّ كلّ الكيان العراقي , فبعد عملية مايسمى تحرير مدينة - الكويت - من قبل قوات التحالف الثلاثيني وقمع أنتفاضة ربيع آذار من عام 1991 من قبل السلطة الحاكمة وبأتفاق مع الاحتلال الامريكي وكيان الطاغوت في المنطقة العربية , حرك الموساد الصهيوني - وبدعاية فائقة التصور - تهجير بعض القبائل الكردية بأتجاه الجبال ومن ثمّ تصوير الوضع في الشمال العراقي على انّه أزمة انسانية , وعلى هذا تحرك الرأي العام الدولي في نصرة من هرب الى الجبال في شمال العراق , في الوقت الذي صمت الرأي العام الدولي عن قتل مآت الآلاف من ابناء الجنوب والفرات الاوسط امام انظار العالم بعد ان امر كولن باول وشوارسكوف ذبح الجنوب واهله وأخماد ثورة العرب الشيعية في العراق لصالح التوازن الاقليمي في المنطقة .

أزمة الشمال العراقي وقضية رحيل بعض الاكراد في اتجاه الجبال كان اساس اولي لتأسيس كيان كردي صهيوني في شمال العراق , فبعد زيارة جيمس بيكر الى شمال العراق جوا وبصحبة مجموعة من اللوبي الصهيوني المتشدد في طائرته قال : انّ هذه المنطقة يجب ان تكون تحت حماية امريكية وبأشراف من الامم المتحدة ................
منذ ذلك الوقت ايّ منذ بداية التسيعينيات من القرن المنصرم امست منطقة الشمال العراقي منطقة محمية من قبل الامريكان واسرائيل , وجاء الصهاينة بحلفائهم القدماء ممن تربوا على يد المؤسسات الصهيونية في اسرائيل عقودا من الزمن لتنفيذ المخطط العدواني على العراق , فتكونت في شمال العراق بعد الحزم الصهيوني والامريكي البريطاني في فصل المنطقة الشمالية عن العراق كيانان مختلفان في المسعى والاهداف والطموح , يجمعهما العداء لكلّ ماهو عراقي وعربي وبأيديولوجية تلمودية فاشية مدعومة بأساطيل حلفاء اسرائيل وجيشها في المنطقة , اضافة الى تجنيد مجاميع من الخونة والجواسيس من العراقيين والعرب لأدارة أكبر مؤسسات ومراكز الصحافة والاعلام ومعاهد الدراسات الاستيراتيحية في واشنطن وتل أبيب ولندن وطهران في السعي لتمزيق الدولة العراقية وتقسيم شعبها الى كيانات طائفية وقومية بأسم الحقوق الديمقراطية وحقّ تقرير المصير للشعوب ومصالح جمّة تبدأ ولا تنتهي تتبجح بها هذه المؤسسات الصهيونية وكادرها المجند على الخيانة والتآمر على الشعوب الحية وتحطيمها من اجل مصلحة الامبريالية العالمية وحلم الفاشية الصهيوني في السيطرة على ثروات الشعوب العربية والاسلامية ومقدراتها .
ففي واشنطن وحدها عملت المؤسسات الصهيونية وكادر الموساد المنظم بالاتفاق مع الجناح المتشدد في الحزبين الامريكيين - الجمهوري والديمقراطي - في تأسيس المنظمات والمعاهد والمؤسسات لرفد ودعم هذا التوجه الصهيوني الامبريالي في القضاء على العراق وتمزيق شعبه , فكان المعهد العراقي الذي اسسه الجاسوس الشهير كنعان مكية بتوجيه من المعهد اليهودي للامن القومي في واشنطن واللجنة الصهيونية الامريكية - ايباك - ومنظمة حقوق الانسان والديمقراطية التي ادارها السيد بختيار امين , ومقري ممثلية الحزبين الكرديين في واشنطن اللذان قاما بتجنيد مجموعة كبيرة من السياسيين والكتاب والاعلاميين الامريكان وبدعم من اللوبي الصهيوني في واشنطن العاصمة , اضافة الى مؤسسة كردستان التي تدار مباشرة من قبل الكيان الصهيوني في فلسطين ,هذه المؤسسة التي تشبه في التصميم والعمل والاعداد مؤسسات هرتزل مخطط كيان الدولة الصهيونية في الارض العربية .

يأتي هذا الجهد المكثف والمتكاتف من قبل الصهيونية العالمية وحلفائها - في تاسيس كيان الدولة الكردية في شمال العراق - ازاء تآمر واضح من قبل الاحزاب العراقية - التي كانت معارضة في المنفى - جميعها في دعم هذا التوجه والتخطيط له بمفاهيم مختلفة وايديولوجيات عدوانية شيطانية واضحة , فقد عملت الاحزاب الكردية وبتوجيه واضح من الكيان الصهيوني على أنتزاع قرارت واتفاقيات ومعاهدات من هذه الاحزاب بالاعتراف بالدولة الكردية بعد سقوط النظام الحاكم في العراق , وتمّ هذا من خلال مؤتمرات المعارضة العراقية التي أقيمت في لندن والدول الغربية الاخرى وبتخطيط من اللوبي اليميني المتطرف في واشنطن وتل أبيب , فالاحزاب المدعوة - بالعراقية - والتي كانت تدار من قبل روؤساء المخابرات الصهيونية والامريكية والبريطانية كان عليها تنفيذ المخطط المعد مسبقا للعراق من قبل هذه الاجهزة ومؤسساتها الانتهازية مقابل توفير الاموال والدعم اللوجستي لهم , ومن ثمّ تنصيبهم على رأس الدويلات المنبثقة عن العراق الممزق .

فالشمال العراقي ومنذ فصله عن كيان الدولة العراقية بذريعة حماية القبائل الكردية النازحة اليه , امسى يعمل على انّه كيان مستقل يطمح بعد قلب نظام الحكم في المركز الى اعلان الدولة الكردية .
فقد قامت المؤسسات الصهيونية واجهزة مخابراتها بتدريب مجاميع من ابناء القبائل الكردية في أسرائيل وبعض الدول الافريقية المتحالفة مع العدو الصهيوني ,ولقد تخرجت مجاميع من فرق الجاسوسية وفرق الموت والارهاب والتي معظمها يعمل في شمال العراق بأشراف ضباط من الموساد الصهيوني ومرتزقته - كمنظمات الزرقاوي وفرق الخطف والموت والتفجير- , اضافة الى اعداد كوادر كبيرة من السياسيين والاعلاميين والفنيين والخبراء وكلّ ماتحتاجه الدولة الجديدة , هذا كلّه جعل من جواسيس المعارضة العراقية ومرتزقتها النأي عن كلّ امر يتعلق بالقضية الكردية وطموحها , خاصة وانّ معظم من ادار احزاب المعارضة العراقية هو متفق بصورة او بأخرى مع السيناريو الصهيوني لتمزيق العراق , وبطرق مختلفة كالفيدرالية وحقّ تقرير المصير , وهذا تكفله المواثيق الامبريالية والصهيونية ومن هذا الهذيان الذي يرطن به مرتزقة المنطقة الخضراء وجواسيسها .
انّ الحاكم الحقيقي والفعلي في منطقة شمال العراق والتي تديرها اعلاميا العصابات الكردية , هو الكيان الصهيوني واجهزة مخابراته , فالحزبين الكرديين في المنطقتين المحتلتين من قبل عشائرهم النازحة , لاتقوى على رفض امر جندي صهيوني او امريكي , ومسعود البرزاني وجلال طلباني يدركان هذه الحقيقة جيدا ,فهما مجرد وجوه كردية مرتزقة ماعليها الا تنفيذ المخطط الصهيوني في العراق وبالتالي اضعاف العراق وازالة اي تهديد للدولة العبرية في الارض العربية فلسطين .

لقد شددّ ضباط المخابرات الاسرائيلية على عزل المنطقة الشمالية عن الدولة العراقية , وأمر ضباط الموساد على اشاعة الفوضى والدمار في العراق- في تخطيط زمني محدد - بل حسب المعلومات التي نملكها من مصادرنا الخاصة ان - قرار الموساد - هو ان يستمر الدمار والخراب والقتل وتحطيم الدولة العراقية وشعبها الى حين الاعتراف الكامل بالدولة الكردية والتي - كركوك - من ضمنها , وحقيقة انّ هذا المخطط تشهد له العمليات الدموية التي تحصل في العراق على مدار الساعة , اضافة الى دخول ايران على الخطّ الصهيوني , فمبادرة تشجيع الفيدرالية التي فجرها عبد العزيزالحكيم مؤخرا في العراق - فيدرالية المدن الشيعية - تمّت بأتفاق مع الموساد وجهاز اطلاعات الايرانية , وهناك مصادر معلوماتية حساسة قد تفشت اخيرا ونقلت الى كاتب السطور تشير الى انّ اسرائيل وجهاز مخابراتها اتفقت مع اطلاعات الايرانية على ان تعلن الجمهورية الاسلامية اعترافها بالدولة الكردية مقابل عودة العلاقات الامريكية والغاء ملف السلاح النووي الايراني , على الرغم من المعارضة التركية التي يحسب لها الكيان الصهيوني الف حساب .

فالكيان الصهيوني وجهاز مخابراته النافذ والحاكم في شمال العراق قد وسع في طموح التوسع الكردي , والذي كان محصورا بالحقوق الثقافية وبعض الامور الادارية - مثل الحكم الذاتي - الى تأسيس دولة كردية بحدود معينة تضم كركوك ومعظم اقضية الموصل لمرحلة آنية , مقابل الشراكة الكاملة في الحكم المركزي في بغداد والشراكة الكاملة في الثروات الوطنية في باقي العراق الخارج عن الكيان الكردي او دولتهم الموعودة ,وعلى هذا تمّ كتابة الدستور الدائم للدولة العراقية حسب التوجهات الصهيونية وباتفاق مع الجمهورية الاسلامية ومصالحها القومية في العراق .
فالمخطط الصهيوني الارهابي الكبير كان وما زال يوجب و- يلزم- موظفي المنطقة الخضراء تسليم وزارات العراق الحساسة الى الكتلة الكردية , فكانت وزارة الخارجية والتخطيط وغيرها من حقّ الاكراد حسب التوزيع الطائفي والقومي الذي قرّره اليهودي الصهيوني الشهير بول جيري بريمر ونوح فليدمان وبعض مراكز التخطيط في تل ابيب وواشنطن , فوزارة التخطيط واحدة من اهم الوزارات في الدولة , كونها تشرف على المشاريع المدنية والانمائية في عموم البلاد , فكان لهذه الوزارة ان تخصصت في شأن ترحيل العرب العراقيين من ديارهم ووطنهم في كركوك بحجّة عملية التعريب التي قام بها النظام السابق , وجلب مئات الالاف من الاكراد الايرانيين والاتراك وتوطينهم بلدهم , وكان ومازال لوزارة التخطيط الدور الكبير في هذا التآمر الصهيوني القمعي ضدّ ابناء العراق والاجيال التي ولدت وترعرت في كر كوك .

اما وزارة الخارجية العراقية , او خارجية المنطقة الخضراء , فهي وزارة لاشأن لها بالدولة العراقية ولا بشعب العراق , وكل من بالخارج من العراقيين يدرك هذه الحقيقة المؤلمة , فقد حول السيد هوشيار زيباري هذه الوزارة الوطنية وممثلياتها الى مكاتب كردية وحانات للشرب والرقص والليالي الحمراء , بل انّ السيد الزيباري الذي لايدرك من الشأن السياسي والوطني شيأ قد حول سفارات الدولة العراقية الى مؤسسات جاسوسية تعمل الى اجهزة المخابرات الصهيونية وحلفائها , وقد قام الزيباري - وهو عضو ناشط في المؤسسات الصهيونية في امريكا واسرائيل وتلميذ قديم لمؤسسات الموساد بألغاء كلّ مايمت للعروبة والعراق بشيء , فهناك سفارات متعددة في اوربا ترفع العلم الكردي بدل العلم العراقي , وهناك مجموعة كبيرة من الجواسيس والخونة واللصوص الاكراد هم سفراء للدولة العراقية وكيانها العربي .

المعضلة الكبيرة والكارثة الكبرى في وزارة الخارجية العراقية وسفاراتها في الخارج هو الدور التآمري المعدّ من قبل اعداء العراق والاحزاب الكردية في نسف الدولة العراقية , فالسفراء الاكراد في السفارات العراقية لايمثلون العراق , وهم يقولونها علنا من انهم يمثلون مايدعى كردستان , وهناك اكثر من دولة اوربية قدمت شكواها الى رئاسة وزراء موظفي المنطقة الخضراء وحجبت من الوصول, او انّ زيباري لايابه بها , كون انّ وزارة الخارجية العراقية هي من شأن الاكراد ولا يحقّ للعراقي التدخل فيها كما صرح مسعود برزاني ناصرا خاله الوزير الأمي .
انّ عمل وزارة الخارجية العراقية وعمل سفارتها في الخارج هو تأسيس اولي لسفارات مايدعى دولة كردستان التي وعد بها الاكراد من قبل الكيان الصهيوني , فالدولة الكردية في المفهوم الصهيوني الكردي قادمة لامحالة وان طال الزمن , لهذا يعد الاكراد واحزابهم الصهيونية على التمسك برئاسة الجمهورية التي جعل منها الطالباني جمهورية حقول الخنازير وهو كبيرهم , والتمسك ايضا وبشدّ بوزاة الخارجية العراقية التي يعول عليها الاكراد كثيرا في اعلان الدولة الكردية مستقبلا .

انّ الشعب العراقي وقياداته الوطنية الحقيقية تقف اليوم امام كارثة وطنية حقيقة تهدد البلاد وامن الشعب بشكل لم يسبق له مثيلا في التأريخ , فالموآمرات تحاك في تل ابيب وواشنطن واربيل وطهران , وتطبق على الشعب العراقي وارض العراق بالطريقة المعدّة لها , انّ الاحزاب والحركات السياسية العاملة في ظلّ مرتزقة المنطقة الخضراء تشارك الاحتلال والموساد الصهيوني نجاح المخطط الامبريالي على العراق , وأنّ مجاميع المرتزقة واحزابهم من الذين تشبثوا بالمرجعيات الدينية في النجف الاشرف وقمّ وحصلوا على المكاسب السياسية والمالية والثراء الفاحش , قد وضعوا مصيرهم ومصير المرجعيات الدينية على صفيح ساخن ,الشعب العراقي قد لايدرك الحقيقة بكاملها اليوم اوغد , لكن الشعب العراقي قد ادرك الكثير وتفهم الكثير من اللعب بالمشاعر الدينية للشعب العراقي المظلوم , وادرك ايضا أنّ القضية ليست ديمقراطية ولا ديكتاتورية بقدر ماهي نصب واحتيال وسرقة قوته ومقدراته الوطنية , انّ المرجعية الدينية وعمائمها على مهب اقرب عاصفة وطنية , واحزاب المنطقة الخضراء قد اعدّوا امورهم منذ زمن ليس بقصير للهروب الى منتجعاتهم وخليلاتهم وزوجاتهم وابنائهم في المنفى , بعد تصدير مليارات الشعب العراقي الجريح الى حساباتهم في امريكا ولندن وبعض الدول الغربية الحاضنة لهم .

انّ القوى الوطنية الحقيقة الباقية في العراق والتي تتفق مع مبادئ الشعب العراقي وخصوصياته الوطنية ,عليها القيام بالتالي لردم الهوة العظيمة التي خلفها جواسيس الاحتلال ومرتزقته في العراق :

1- ابعاد الكيان الصهيوني الكردي من عاصمة الرشيد بغداد , وتعيلق ايّ عمل مستقبلي مع الاحزاب الكردية ومشاريعها في الوقت الراهن , ولا بأس للعودة الى عمل النظام السابق معهم وحصرهم في الحزام الامني الذي اقرته امريكا وبريطانيا والامم المتحدة في بداية التسعينات .

2-الغاء كلّ المعاهدات والبنود التي أقرتها الاحزاب العراقية مع الاحزاب الكردية عندما كانت في المنفى , كونها لاتلزم الشعب العراقي , وهذه الاحزاب لاتمثل الشعب العراقي وطموحاته الوطنية .

3- الدستور العراقي شأن عراقي بحت وقرار كتابة الدستور يخص الشعب العراقي وقواه الوطنية الحقيقية , وفي المرحلة التي يتمتع العراق فيها بالحرية والقرار السياسي الحقيقي سيكتب الدستور, لا لدستور يكتب بأسابيع في ظل الاحتلال ومرتزقته , لهذا يعطل العمل بدستور الاحتلال المؤقت ومايدعى بالدستور الدائم .

4- لاشرعية لكل الاحزاب التي جائت على ظهر دبابات الاحتلال وتآمرت على الشعب والوطن , بدون ترخيص حقيقي من الامة وبأشراف الامم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوربي ومنظمات حقوق الانسان الدولية , ولا للجنة مشرف الاحتلال فريد ايار وعصابته الصهيونية .

5- تحريم المساس بالتركيبة الديمغرافية لكركوك وفي نفس الوقت تحريم المساس بالعرب العراقيين , والاعتداء على العرب وترحيلهم جنحة خطيرة سيحاكم عليها كل من يشترك فيها , كون انّ العراقيين يتنقلون في وطنهم , عربا او تركمان او آشوريين او اقليات اخرى .

6- تحريم استخدام مصطلح - كردستان - كونه يخدش المشاعر القومية للتركمان والآشوريين والعرب , كونهم هم ابناء الشمال العراقي الاصلاء , ومصطلح كردستان لاينطبق على منطقة شمال العر اق تأريخيا .

7- لايسمح لأي كردي يؤمن بألانفصال وتمزيق العراق تمثيل العراق دبلوماسيا , ومنصب رئيس الجمهورية هو من حقّ العراقيين الاصلاء والمناصب الاخرى كذلك .

8- تحريم العمل السياسي الطائفي والعرقي في الدولة العراقية الحديثة , مع الاعتراف الكامل للاغلبية العربية للشعب العراقية واحترامها حسب المفاهيم الدولية والقانونية التي اقرتها الشعوب الحية في العالم .‏

9- اسقاط شراكة ايّة قومية - ثنائية - مع الشعب العراقي , كون انّ الاغلبية في العراق هم العرب , مع احترام القوميات الاساسية مثل التركمان والاشوريين والارمن .

10- المبادئ والاعراف والدساتير والقوانين التي اقرت في ظلّ الاحتلال والتي ستقر, تعتبر لاغية الى ان يخرج الاحتلال واعوانه ومرتزقته من العملية السياسية في العراق .
وللحديث بقية ......
‏07/‏10/‏1426‏

qasimsarhan@aol.com


________________________________________

رابط هذه المقالة : http://www.aliraqnews.com/modules/xfsection/article.php?articleid=296

M. Alobidi
23/03/2008, 12:31 AM
A Long Road in Iraq
Greg Bruno
Council on Foreign Relations
Monday, March 17, 2008; 2:20 PM
On the eve of the U.S.-led invasion to oust Saddam Hussein, President Bush offered this rationale: "We have no ambition in Iraq, except to remove a threat and restore control of that country to its own people." But five years later, the U.S. military continues its fight to "restore control," and so far a divided Iraqi government has been unable to reconcile important economic and political issues. The U.S. public, meanwhile, has gone through a cycle of emotions on Iraq. In March 2003, a poll showed 71 percent of Americans supported going to war (WashPost). An ABC News/Washington Post poll in March 2008 paints a different picture: 63 percent felt the war was not worth fighting. And yet a slight majority of Americans -- 53 percent -- believe the U.S. effort in Iraq will one day succeed (Pew), despite nearly 4,000 dead and over 29,000 wounded soldiers.
Washington's day of victory may be far off; American involvement in Iraq is no longer viewed in the short term. Bush warned in his 2003 speech that conflict "could be longer and more difficult that some predict." Analysts today talk of the "long war" (WashPost) on terrorism, and a longer war in Iraq. CFR's Stephen Biddle writes in The National Interest that the United States will need to maintain a peacekeeping presence in Iraq "for many years" to maintain the fragile truce currently observed by some militant groups.
Many experts believe the next U.S. president will have little choice but to agree. Democratic presidential candidates Senators Hillary Clinton (D-NY) and Barack Obama (D-IL) vow to begin a phased withdrawal of U.S. troops from Iraq within months after taking office. Sen. John McCain (R-AZ), the presumptive GOP nominee, opposes steep troop withdrawals and says Americans should be prepared for a long troop commitment in Iraq to achieve success. (McCain traveled to Iraq on March 16 to visit with Iraqi and American officials). The Pentagon, meanwhile, is pushing for "a brief pause" (NYT) in the reduction of troops on the ground and projects 140,000 U.S. troops will still be in Iraq in July 2008. Washington is also negotiating a status-of-forces agreement with the Iraqi government, a long-term deal spelling out the future of U.S. military cooperation with Baghdad. William M. Arkin, a defense analyst who writes the Early Warning blog for the Washington Post, notes another trend. He says one way for the Pentagon to limit the impact of further force reductions -- should the next U.S. president demand them -- is to shift mission capabilities to other Persian Gulf states. That's "already underway," Arkin writes.
Military analysts acknowledge violence has declined as a result of the additional troops sent to Baghdad in early 2007. A March 2008 Defense Department analysis notes that ethno-sectarian violence is down "nearly 90 percent" from June 2007, and coalition and civilians deaths are down 70 percent. Politically, Baghdad also has inched forward, with the passage of an on-time budget in February 2007, and a law allowing some Sunni Baathists to return to government. Yet signs of progress are fraying. On the security side of the ledger, the rapid decline of violence in the first half of 2007 has since leveled out , and the UN Assistance Mission for Iraq notes while Baghdad is largely stabilized, security has "deteriorated" in places like Mosul and Diyala. Politically the story is equally frustrating: Iraqi leaders have passed just four of 18 benchmarks created by Washington.
The bigger question may be how the U.S. mission in Iraq alters Mideast geopolitical dynamics. Jeffrey Goldberg, writing in the Atlantic, argues that a sustained U.S. war could spread instability beyond Iraq's borders, to Lebanon, Syria, Jordan, and Pakistan. To limit that possibility, Bradley L. Bowman, a U.S. army major and CFR international affairs fellow, suggests the Pentagon should "resist the temptation" to redeploy forces to other Gulf States. "Protecting U.S. interests in the region does not require an obtrusive U.S. military footprint," Bowman writes in The Washington Quarterly. Yet others say the best way to contain the threat of regional violence five years into war may be to leave Iraq all together. In a co-authored op-ed in the Washington Post, CFR's Ray Takeyh writes that ending the war could compel neighbor states to "mediate rather than inflame."

M. Alobidi
23/03/2008, 12:31 AM
A Long Road in Iraq
Greg Bruno
Council on Foreign Relations
Monday, March 17, 2008; 2:20 PM
On the eve of the U.S.-led invasion to oust Saddam Hussein, President Bush offered this rationale: "We have no ambition in Iraq, except to remove a threat and restore control of that country to its own people." But five years later, the U.S. military continues its fight to "restore control," and so far a divided Iraqi government has been unable to reconcile important economic and political issues. The U.S. public, meanwhile, has gone through a cycle of emotions on Iraq. In March 2003, a poll showed 71 percent of Americans supported going to war (WashPost). An ABC News/Washington Post poll in March 2008 paints a different picture: 63 percent felt the war was not worth fighting. And yet a slight majority of Americans -- 53 percent -- believe the U.S. effort in Iraq will one day succeed (Pew), despite nearly 4,000 dead and over 29,000 wounded soldiers.
Washington's day of victory may be far off; American involvement in Iraq is no longer viewed in the short term. Bush warned in his 2003 speech that conflict "could be longer and more difficult that some predict." Analysts today talk of the "long war" (WashPost) on terrorism, and a longer war in Iraq. CFR's Stephen Biddle writes in The National Interest that the United States will need to maintain a peacekeeping presence in Iraq "for many years" to maintain the fragile truce currently observed by some militant groups.
Many experts believe the next U.S. president will have little choice but to agree. Democratic presidential candidates Senators Hillary Clinton (D-NY) and Barack Obama (D-IL) vow to begin a phased withdrawal of U.S. troops from Iraq within months after taking office. Sen. John McCain (R-AZ), the presumptive GOP nominee, opposes steep troop withdrawals and says Americans should be prepared for a long troop commitment in Iraq to achieve success. (McCain traveled to Iraq on March 16 to visit with Iraqi and American officials). The Pentagon, meanwhile, is pushing for "a brief pause" (NYT) in the reduction of troops on the ground and projects 140,000 U.S. troops will still be in Iraq in July 2008. Washington is also negotiating a status-of-forces agreement with the Iraqi government, a long-term deal spelling out the future of U.S. military cooperation with Baghdad. William M. Arkin, a defense analyst who writes the Early Warning blog for the Washington Post, notes another trend. He says one way for the Pentagon to limit the impact of further force reductions -- should the next U.S. president demand them -- is to shift mission capabilities to other Persian Gulf states. That's "already underway," Arkin writes.
Military analysts acknowledge violence has declined as a result of the additional troops sent to Baghdad in early 2007. A March 2008 Defense Department analysis notes that ethno-sectarian violence is down "nearly 90 percent" from June 2007, and coalition and civilians deaths are down 70 percent. Politically, Baghdad also has inched forward, with the passage of an on-time budget in February 2007, and a law allowing some Sunni Baathists to return to government. Yet signs of progress are fraying. On the security side of the ledger, the rapid decline of violence in the first half of 2007 has since leveled out , and the UN Assistance Mission for Iraq notes while Baghdad is largely stabilized, security has "deteriorated" in places like Mosul and Diyala. Politically the story is equally frustrating: Iraqi leaders have passed just four of 18 benchmarks created by Washington.
The bigger question may be how the U.S. mission in Iraq alters Mideast geopolitical dynamics. Jeffrey Goldberg, writing in the Atlantic, argues that a sustained U.S. war could spread instability beyond Iraq's borders, to Lebanon, Syria, Jordan, and Pakistan. To limit that possibility, Bradley L. Bowman, a U.S. army major and CFR international affairs fellow, suggests the Pentagon should "resist the temptation" to redeploy forces to other Gulf States. "Protecting U.S. interests in the region does not require an obtrusive U.S. military footprint," Bowman writes in The Washington Quarterly. Yet others say the best way to contain the threat of regional violence five years into war may be to leave Iraq all together. In a co-authored op-ed in the Washington Post, CFR's Ray Takeyh writes that ending the war could compel neighbor states to "mediate rather than inflame."

M. Alobidi
23/03/2008, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

ان البلوتوث ابى الا ان يحكي وبالصورة والصوت قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ ليرحل مدججا بإعجاب الملايين
ابو عمر





فضيحة بلوتوث ..!

سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة

(البلوتوث) تلك التقنية التي ابتدأت بالطريف والغريب من المقاطع ، وتسللت عبر أشواك وحواجز زرعها الخوف الاجتماعي من سوء استغلالها ، هذه التقنية ما زالت تحمل معها يوما بعد يوم الكثير من المفاجآت والفضائح التي اخترقت محافظة المجتمع وانغلاقه ، كما خلعت عنه لحافه القصير الذي لا يكاد يستره من عين الفضيحة . لم تقتصر صدمات ومفاجآت هذه التقنية على الجوانب الذوقية العامة أو الاجتماعية الخاصة ؛ بل تجاوزتها إلى التفنُّن في سرقة زلات الإنسان في لحظات ضعفه واستسلامه لشهوته وهواه وجبروته. والمؤسف في كل هذه الأحوال السلبية أنَّ الرادع لا يتناسب مطلقا مع الأثر الخطير الذي يحدثه ذلك الاستغلال السيئ لهذه التقنية على المجتمعات وخصوصيتها ، والنظام وهيبته . كما أنَّه من المثير للدهشة هو تحول هذه التقنية إلى ظاهرة مجتمعية عربية ؛ فلا تكاد تخلو المجالس والأماكن العامة والخاصة من حركة دائمة في الإرسال والاستقبال، ولربما قضى الجالسون في منتدياتهم، والراكبون في سياراتهم جل أوقاتهم في تبادل هذه المقاطع في انهماك قاتل ، غير أنّ ما حدث مؤخرا ليس كالذي سبق في غرابته وسخافته وجرمه ؛ فقد تجاوز هذا الأمر كل الأعراف (البلوتوثية) ليتحول مقطع (البلوتوث) إلى حدث سياسي مثير ، وصفقة تجارية بحتة تفتقر للأخلاق، ومادة إعلامية تستقطب الملايين من المشاهدين والقرّاء .

لقد أبى (البلوتوث) إلا أن ينقل لنا الصفحة المثيرة من حياة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين ، لتبقى هي الصفحة الألمع في حياته والأكثر زخما ، والأكثر دقةً في نقل المستوى الأخلاقي لبعض مستخدمي (البلوتوث) من الطبقة (النخبوية) العراقية ؛ فالتصوير تمّ بأيدٍ ناعمة تقتات من فتات الدولارات الأمريكية في العراق . هذه الفتات من الدولارات لم يكن كافيا لمريدي الثراء السريع ، وليس ذا جدوى في عالم يحقق فيه البعض الملايين لمجرد الموافقة-ولا شيء سواها-على سحق الإنسان الحر ، وقمع الكرامة الراسخة ، بتهمة الإرهاب والخيانة. لقد نقل لنا (بلوتوث) إعدام صدّام كيف تزهق كل معاني الإنسانية من أجل حفنة مال ، ونقل لنا أيضا كيف تركل الوطنية مقابل التنفيس عن احتقان طائفي بغيض ، كما لم ينس أن ينقل لنا أيضا مدى الأثر الكبير الذي يتركه مقطع قصير جدا عبر (البلوتوث) في حشد الرأي العام العربي والعالمي أيضا وإثارته نحو شيء ما !

لقد ظهر أنَّ (القادسية) و (أم المعارك) وغيرها من المغامرات الصدّاميّة الدموية لم تفلح في صناعة الهالة التي أرادها صدام ليصنع لنفسه رمزية القائد العربي الفذّ ، بل إنّّها أتت بكل ما يثرّب عليه في وقت لم يكن يعبأ فيه (الرئيس الراحل) إلا بتصفيق المسبحين بمجده وبطولته وإجرامه ! ولم تكن هذه الحروب كافية ليدخل صدّام بوابة التاريخ بـذَرّة مجد أو حفنة من بطولة ؛ بل سارت الأقدار بأمر عجب ؛ إذ يجيء (صدّام) ببزته السوداء المتواضعة وشعره المسرح ولحيته المهذّبة ، إلى خشبة الإعدام بثباتٍ غير مزوَّر ، وتماسك لم يصنعه الورق ، وتحدٍّ ملجم للخصوم ..

ثمّ ينطق بالشهادتين بعد جدلٍ حضرت فيه (الرجولة) في وقت يعز فيه تذكرها فضلا عن الجدال بها ، وتنتهي بتلك الإثارة قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ عبر جوال (مريم الريّس) ، ليرحل مدججا بإعجاب الملايين الذي صنعنه خصومه الانتهازيون .


سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة
saad_nf@hotmail.com

M. Alobidi
23/03/2008, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

ان البلوتوث ابى الا ان يحكي وبالصورة والصوت قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ ليرحل مدججا بإعجاب الملايين
ابو عمر





فضيحة بلوتوث ..!

سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة

(البلوتوث) تلك التقنية التي ابتدأت بالطريف والغريب من المقاطع ، وتسللت عبر أشواك وحواجز زرعها الخوف الاجتماعي من سوء استغلالها ، هذه التقنية ما زالت تحمل معها يوما بعد يوم الكثير من المفاجآت والفضائح التي اخترقت محافظة المجتمع وانغلاقه ، كما خلعت عنه لحافه القصير الذي لا يكاد يستره من عين الفضيحة . لم تقتصر صدمات ومفاجآت هذه التقنية على الجوانب الذوقية العامة أو الاجتماعية الخاصة ؛ بل تجاوزتها إلى التفنُّن في سرقة زلات الإنسان في لحظات ضعفه واستسلامه لشهوته وهواه وجبروته. والمؤسف في كل هذه الأحوال السلبية أنَّ الرادع لا يتناسب مطلقا مع الأثر الخطير الذي يحدثه ذلك الاستغلال السيئ لهذه التقنية على المجتمعات وخصوصيتها ، والنظام وهيبته . كما أنَّه من المثير للدهشة هو تحول هذه التقنية إلى ظاهرة مجتمعية عربية ؛ فلا تكاد تخلو المجالس والأماكن العامة والخاصة من حركة دائمة في الإرسال والاستقبال، ولربما قضى الجالسون في منتدياتهم، والراكبون في سياراتهم جل أوقاتهم في تبادل هذه المقاطع في انهماك قاتل ، غير أنّ ما حدث مؤخرا ليس كالذي سبق في غرابته وسخافته وجرمه ؛ فقد تجاوز هذا الأمر كل الأعراف (البلوتوثية) ليتحول مقطع (البلوتوث) إلى حدث سياسي مثير ، وصفقة تجارية بحتة تفتقر للأخلاق، ومادة إعلامية تستقطب الملايين من المشاهدين والقرّاء .

لقد أبى (البلوتوث) إلا أن ينقل لنا الصفحة المثيرة من حياة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين ، لتبقى هي الصفحة الألمع في حياته والأكثر زخما ، والأكثر دقةً في نقل المستوى الأخلاقي لبعض مستخدمي (البلوتوث) من الطبقة (النخبوية) العراقية ؛ فالتصوير تمّ بأيدٍ ناعمة تقتات من فتات الدولارات الأمريكية في العراق . هذه الفتات من الدولارات لم يكن كافيا لمريدي الثراء السريع ، وليس ذا جدوى في عالم يحقق فيه البعض الملايين لمجرد الموافقة-ولا شيء سواها-على سحق الإنسان الحر ، وقمع الكرامة الراسخة ، بتهمة الإرهاب والخيانة. لقد نقل لنا (بلوتوث) إعدام صدّام كيف تزهق كل معاني الإنسانية من أجل حفنة مال ، ونقل لنا أيضا كيف تركل الوطنية مقابل التنفيس عن احتقان طائفي بغيض ، كما لم ينس أن ينقل لنا أيضا مدى الأثر الكبير الذي يتركه مقطع قصير جدا عبر (البلوتوث) في حشد الرأي العام العربي والعالمي أيضا وإثارته نحو شيء ما !

لقد ظهر أنَّ (القادسية) و (أم المعارك) وغيرها من المغامرات الصدّاميّة الدموية لم تفلح في صناعة الهالة التي أرادها صدام ليصنع لنفسه رمزية القائد العربي الفذّ ، بل إنّّها أتت بكل ما يثرّب عليه في وقت لم يكن يعبأ فيه (الرئيس الراحل) إلا بتصفيق المسبحين بمجده وبطولته وإجرامه ! ولم تكن هذه الحروب كافية ليدخل صدّام بوابة التاريخ بـذَرّة مجد أو حفنة من بطولة ؛ بل سارت الأقدار بأمر عجب ؛ إذ يجيء (صدّام) ببزته السوداء المتواضعة وشعره المسرح ولحيته المهذّبة ، إلى خشبة الإعدام بثباتٍ غير مزوَّر ، وتماسك لم يصنعه الورق ، وتحدٍّ ملجم للخصوم ..

ثمّ ينطق بالشهادتين بعد جدلٍ حضرت فيه (الرجولة) في وقت يعز فيه تذكرها فضلا عن الجدال بها ، وتنتهي بتلك الإثارة قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ عبر جوال (مريم الريّس) ، ليرحل مدججا بإعجاب الملايين الذي صنعنه خصومه الانتهازيون .


سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة
saad_nf@hotmail.com

M. Alobidi
25/03/2008, 02:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا أختلف اللصوص: إفتضحت خيانة العملاء



بقلم :د. أيمن الهاشمي

تتوالى يوما بعد يوم فضائح (الخديعة الكبرى) التي أوقعت الأدارة الأمريكية وتابعتها البريطانية في ورطة شن الحرب على العراق، والتي أودت بعشرات الألوف من الضحايا من العسكريين والمدنيين من مختلف الأطراف، وبلغت خسائرها المعلنة أكثر من 350 مليار دولار للأطراف المشاركة بالحرب، عدا خسائر العراق التي تقدر بـ 400 مليار دولار، فقد ذهبت أمريكا ومعها حلفاؤها الى الحرب تحت ذريعة مكافحة الأرهاب (على أساس وجود علاقة بين النظام السابق والقاعدة ودور للنظام في أحداث 11 سبتمبر)، وكذلك بذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، مع تهويل إعلامي مبالغ فيه لخطر أسلحة العراق وقدرتها على تدمير العالم، وزاد من تفاقم المشكلة إقتناع المؤسسات الأعلامية المختلفة بكفاءة وإقتدار الإدارة الأميركية في إدارتها للشؤون الخارجية والأمور التي تهم الأمن القومي وأمن العالم، وأخذت وسائل الأعلام بروايات الأدارتين الأمريكية والبريطانية على أنها أمر مسلم به لا يحتاج إلى النقاش والجدل!. حتى وصل التضليل الأعلامي حدا من السذاجة دون أن يسأل المواطن الغربي أو الأميركي نفسه ترى: كيف تصل صواريخ عراقية برؤوس نووية أو كيمياوية الى الولايات المتحدة مجتازة البحر الأبيض وأوربا والمحيط لتصل الى المدن الامريكية والكندية؟ وكيف يمكن تسريب وباء الجدري وجنون البقر وغيرها عن طريق الصواريخ العراقية في مختلف مدن الولايات الأمريكية، وإذا كانت كل فرق التفتيش التي دخلت العراق تحت مظلة الأمم المتحدة على مدى 12 عاما قد عجزت عن تحديد مواقع تلك الأسلحة، فكيف تتمكن الولايات المتحدة عبر شن غارات عشوائية من شل هذه القدرات أو تدميرها؟ علما أن فرق التفتيش على مدى الـ 12 عاما بلغ مجموع أفرادها العاملين (1200) مفتش وإداري بلغت مصاريفهم 950 مليون دولار تكبدها الشعب العراقي (وهذا الكلام كتبه روبرت شير في (التايمز) في مارس الماضي في مقال بعنوان (أكاذيب بوش الكبرى حول العراق).

وخلال الـ 15 شهرا منذ غزو العراق ثبتت حقائق لاتقبل الشك عن حملة تضليل واسعة أبطالها طرفان: الأول عناصر من الخونة العراقيين الذين أستغلوا الهوس الأمريكي بشأن أسلحة الدمار الشامل وتحت التطلع الى أمل تخليصهم من النظام السابق قاموا بتقديم معلومات مضللة مفبركة وبمساعدة أطراف خارجية تكن العداء التأريخي للعراق وتشاركهم (عشق) مشاهدة سقوط النظام، والطرف الآخر هم عناصر إدارة المخابرات في امريكا وبريطانيا الذين وقعوا في الفخ الساذج وتكشفت للعالم كله تلك الأكاذيب، مثلا:

في 20/3/2004 صرح ديفيد كاي مفتش الأسلحة الأمريكي الذي أستقال من مهمة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية (إن إعتماد أجهزة المخابرات الأمريكية على معلومات قدمها منشقون عراقيون جعلت الغرب يسيء فهم ما يسمى بخطر العراق) وقال كاي (إن وكالتي المخابرات الامريكية والبريطانية كانتا تتهافتان على المعلومات المضللة دون أن تدرك أن مصدرها واحد).

ولا ننسى الإشارة إلى تقرير رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام البرلمان المثير للجدل حول قدرة العراق خلال (45) دقيقة من ضرب الصواريخ بأتجاه بريطانيا!! وكان خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي قد أقدم على الأنتحار بعد فضيحة تقرير بلير المزعوم.

كما أن كتاب (أكاذيب عملية تحرير العراق) لمؤلفه (ديليب هيرد) كشف الكثير من الأكاذيب المختلقة التي تعمدتها امريكا وبريطانيا لشن الحرب على العراق.

وكان قمة الأكاذيب في هذا المجال هو خطاب كولن باول وزير الخارجية الأمريكي أمام مجلس الأمن 5 فبراير 2003 وعرض فيه صورا جوية لمواقع عسكرية عراقية يشتبه أنها تضم أسلحة الدمار الشامل وعرض صورة (المختبر السيار) المتنقل المنصوب على شاحنة وقال أنه معمل متنقل لأغراض التحاليل وصنع الأسلحة الكيمياوية، وأستطاع باول أن يخدع نفسه ويخدع العالم ومجلس الأمن من خلال رواية تبين كذبها وأن مصدرها (منشقون عراقيون) وتحديدا من حزب المؤتمر.

وقد نشرت الواشنطن بوست في عددها ليوم 24/12/2003 تقريرا ذكرت فيه أن بوش قد إعترف أن المعلومات التي سربت إليه قبل الحرب عن أن العراق حاول شراء اليورانيوم من النيجر، هي غير صحيحة، وتبين أن الأدارة الأمريكية قد أوفدت سفيرها جوزيف ولسن الى عاصمة النيجر نيامي للتحقق من صحة أمر الصفقة المزعومة، وأثبت زيف الخبر وأن لاصحة له على الأطلاق، وثبت فيما بعد أن عناصر المؤتمر هي وراء إختلاق الرواية.

وتحدث بلير مؤخرا بما يشبه (الأعتذار والأعتراف) حول المبالغة في موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ثبت عدم وجودها! كما إعترف أخيرا روبرت غرينستوك المندوب البريطاني السابق في سلطة الأئتلاف بالعراق مؤخرا: ان الولايات المتحدة اخطأت في تقدير صعوبة ارساء الامن في العراق بعد اجتياح البلاد لانها (اختارت التحليل الخاطئ) تحت تأثير أحمد الجلبي. وقال غرينستوك الذي تقاعد من منصبه كمساعد للحاكم المدني الأمريكي بول بريمر في اذار (مارس) الماضي في حديث مع تلفزيون (بي. بي. سي) (كانت هناك تحاليل عدة لكن الذين يتخذون القرار، يعني واشنطن، اختاروا التحليل الخاطئ). وأوضح (لقد تأثروا بأحمد الجلبي الذي كان مدلل البنتاغون قبل ان تثار حوله الشبهات بالتواطؤ مع ايران) الذي كان يدفع الي الاجتياح وبالتالي الي ان يبدو ذلك أكثر سهولة).

وكانت شبكة سي بي أس قد أشارت قبل فترة إلى أن الولايات المتحدة تحقق في معلومات عن تمرير رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي معلومات إستخبارية حساسة لايران (كشف للأيرانيين أن الأستخبارات الأمريكية تمكنت من حل شفرة المخابرات الأيرانية). واشارت محطة التلفزة الاميركية (سي. بي. إس) الى ان هذه المعلومات هي حساسة الى درجة يعرض تسريبها «حياة اميركيين للخطر».

وكمثال على التضليل الذي مارسته قوى ماتسمى بالمعارضة العراقية فقد نشرت مجلة (نايت رايدر) الأمريكية في 20 كانون الاول (ديسمبر) 2001 تقريرا تحدث فيه عن شهادة عالم عراقي قال انه عمل في مصانع سرية لانتاج الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية. وقالت المجلة ان الامريكيين اخذوا مصدر المعلومات واسمه عدنان الحيدري، لمكان الموقع الذي زعم انه عمل فيه، فلم يجدوا اي شيء. كما نشرت الصحيفة تقريرا نشر علي الصفحة الاولي في 8 ايلول (سبتمبر) 2002، حيث جاء فيه ان امريكا تقول ان صدام حسين يكثف الجهود لجمع مواد القنبلة ـ اي ، والتقرير تحدث عن انابيب الالمنيوم التي قالت الادارة انها ذات استخدام مزدوج، وبعد خمسة ايام نشرت الصحيفة نفسها موضوعا مناقضا للتقرير، قالت فيه ان الانابيب هي موضع جدل في داخل الاجهزة الامنية الامريكية. وتقرير اخر، نشر في 21 نيسان (ابريل) 2003 عن زعم باحث عراقي انه ساهم بنقل اسلحة دمار لسورية والقاعدة، وكانت نبرة المقال ان هذا الباحث الذي قال انه من الاستخبارات العسكرية، هو الذي قدم التبرير الذي كانت امريكا تنتظره لتبرير غزوها العراق. ونشرت الصحيفة عينات من المقالات التي احتوت علي تناقض معلوماتي. واعتبرت الصحيفة في نهاية مقالها ان قصة اسلحة الدمار الشامل العراقية وعملية التضليل التي تمت بشأنها عمل لم ينته وأن مصدره عناصر حزب المؤتمر.

وفي 9 تموز (يوليو) الجاري أعلنت لجنة المخابرات في الكونغرس على لسان مصدر مطلع فيها أن التقرير الذي صدر مؤخرا عن اللجنة اتهم الجواسيس الامريكيين بالمبالغة في تقدير خطر الاسلحة العراقية المحظورة قبل الحرب. وانتقد التقرير بشدة وكالات المخابرات الامريكية لمبالغتها تقدير خطر الاسلحة العراقية وتجاهلها الادلة التي تشير الي عكس ذلك..

إذا إختلف اللصوص تكشفت الحقائق!!!!

وفي إطار مسلسل تكشف الفضائح الأمريكية ودور حزب المؤتمر، فقد إعترف (محمد الزبيدي) المنشق عن حزب الجلبي بعد غزو العراق بأن الحزب المذكور وزعيمه احمد الجلبي، قام بارسال رسالة عاجلة قبل الحرب لكل عملائه السريين بالبحث عن ادلة للعثور علي اسلحة الدمار الشامل التي زعمت امريكا وبريطانيا ان العراق يملكها، وجاء في الرسالة العاجلة، ضرورة البحث عن الادلة التي تجعل من صدام حسين هدفا رئيسيا لامريكا. وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم 8 تموز (يوليو) ان الرسالة وصلت الي محمد الزبيدي الذي كان يعمل مع المؤتمر ضد صدام في الاردن وسورية ولبنان وشمال العراق، وتحت اسم مستعار (الذيب)!! ، كما عمل الزبيدي كمسؤول ميداني عن عدد من العملاء الذين تراوح عددهم ما بين 75 ـ 100 عميل وذلك لجمع المعلومات عن آلية عمل نظام صدام حسين. وقام الزبيدي وخلال ثلاثة اشهر بجمع معلومات من منشقين عن النظام العراقي قالوا ان لديهم معرفة بالمؤسسة العسكرية العراقية، وقام المنشقون بنقل معلوماتهم الي الامريكيين والصحافيين، والتي تحدثت عن عراق مليء بالمختبرات، ومواقع انتاج اسلحة سرية تحت ارضية مستشفي مدينة الطب ببغداد، وحتي الان لم تثبت صحة كل هذه المعلومات، بما فيها المعلومات عن وجود علاقات بين صدام وبين اسامة بن لادن
وأعترف الزبيدي المنشق عن الجلبي أن المعلومات التي قدمها هو وزملاؤه في المؤتمر لم تكن دقيقة، عن قدرات العراق العسكرية، ومنها الحديث عن لقاءات بين مسؤولين امنيين عراقيين وبين اسامة بن لادن. وأن المنشقين قاموا بإختلاق القصص عن علاقة النظام بالقاعدة. وقال الزبيدي، لقد قاموا عن قصد بالمبالغة بالمعلومات من اجل جر الامريكيين للحرب . وقال الزبيدي بحسب الصحيفة كلنا نعرف ان المنشقين لم تكن لديهم سوى معلومات قليلة اقاموا عليها قصصا كبيرة .. وقد سارع نائب الجلبي نبيل الموسوي الى تفنيد وتكذيب رواية الزبيدي.


وقالت الصحيفة نقلا عن مستشار الجلبي، فرانسيس بروك ان مهمة الجلبي بعد هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 اصبحت اكثر الحاحا، وفي الوقت الذي كان لا يزال فيه الدخان يتصاعد من اروقة البنتاغون التقي الجلبي مع اعضاء في مجلس سياسات الدفاع، الذي يرسم اجندة البنتاغون، وكان هناك اجماع واضح بين اعضاء المجلس ان صدام يجب ان يرحل، وذلك من اجل مصلحة واستقرار المنطقة وقطع دعمه لـ (الارهاب) . واعتبر مؤتمر الجلبي الهجمات فرصته للدفع باتجاه تركيز اهتمام الادارة علي العراق. وقال بروك انه تحرك بسرعة لتجميع المعلومات، حيث كان يقول لكل المحللين والمسؤولين والعملاء هذا هو الوقت الجيد لمعلومات عن هذا الموضوع اي عن صدام حسين. وطلب منهم ظللوها (أي المعلومات) باللون الاحمر وابعثوها رأسا الي!! . ووصلت الرسالة الي الزبيدي الذي قال ان وظيفته كانت احضار المنشق والطلب منه كتابة تقرير، ومن ثم تقديم تعليقاته ورأيه بالمعلومات .. ومن بين المنشقين المهمين، كان المدعو عدنان احسان سعيد الحيدري، وهو مهندس مدني ترك العراق عام 2001، واستطاع الوصول عن طريق سورية سورية. ومع ان الحيدري كان مرتاحا من الناحية المالية الا انه كان يريد مساعدات لوجيستية لاخراج عائلته من سورية والهجرة لاستراليا حيث يعيش شقيقه، ومن خلال حديثه مع احد عملاء الزبيدي عرف ان لديه تعهدات مع المؤسسة العسكرية العراقية. وعندها قدم له المؤتمر الوطني وثائق للسفر الى بانكوك في تايلاند، حيث قضي اسابيع هناك قبل ان يرتب المؤتمر الوطني له لقاء مع الصحيفة ومراسلا لتلفزيون استرالي، ولكن قبل اللقاء حضر مسؤولان للحزب من لندن لتحضيره، واعترف بروك ان الهدف كان تحضير المهندس الذي كان مصدر المعلومة التي تحدثت عن مخابيء الاسلحة الممنوعة تحت مستشفي مدينة الطب، وهي المعلومات التي ضمنت في تقرير سري لبوش، كان خلفية استخدمه في واحد من خطاباته، ولم يجد فريق مسح العراق برئاسة ديفيد كي اي اثر للاسلحة هذه في مدينة الطب وتحتها، وتبين ان المعلومة من خيال المهندس او الحزب الذي رتبه له لقاءات مع الصحافة والمخابرات الامريكية. في تشرين الثاني (نوفمبر) رتب المسؤولون في المؤتمر لقاء في بيروت مع جنرال عراقي هو جمال الشراري الذي قال ان ارهابيين اسلاميين كانوا يتدربون في مطار عراقية لاختطاف الطائرات، حيث قال ان الضباط العراقيين قاموا بتدريبهم من اجل تنفيذ هجمات علي مواقع امريكية. وقبل ان يلتقي الجنرال مع مراسل نيويورك تايمز الذي سافر لبيروت لهذا الامر، طلب الزبيدي من الجنرال كتابة تقرير الا انه رفض. وقال ان الجنرال تعلل بمرضه، واراد ضمانات ان المؤتمر سيقوم بمساعدته للسفر لاوروبا او الولايات المتحدة .. وقال الزبيدي ان الموسوي الذي حضر من لندن، اكد له انه سيسافر لاي مكان في العالم، ويقول الزبيدي في يومياته عن الجنرال الموسوي انه وصولي، ورخيص. وانه لديه اهتمامات شعرية وخيال خصب.

و في شباط (فبراير) 2002 صورت محطة سي بي اس في برنامجها 60 دقيقة لقاء مع عسكري عراقي هارب يدعى حارث عساف، الذي تحدث عن، مختبرات بيولوجية متحركة موجودة في سبع ثلاجات شحن كبيرة، وتحدث عساف عن لقاء بين مسؤول عراقي ومسؤول في القاعدة. وعندما اعترض الزبيدي علي التصوير، والقصة، تدخل الموسوي الذي جاء من لندن لحضور التصوير حيث قال انه ليس امرك، انا سمحت للقصة . ويقول الزبيدي ان الحارث لم يذكر المختبرات او لقاء مع بن لادن اثناء لقائه معه قبل ثلاثة اشهر. واعترف ديفيد كي، انه اثناء البحث عن اسلحة العراق المزعومة، اعترف عدد من المنشقين انهم كذبوا!!.. وقال الزبيدي في نهاية اللقاء لا اريد انتقاد اجهزة الامن الامريكية، ولكن دولة بهذه القوة لم تكن قادرة علي كشف كذب هؤلاء الاشخاص .

من هو محمد الزبيدي؟ إنه (حرامي بغداد)!! ربيب حرامي العراق والبتراء!!

العراقيون يتذكرون جيدا من هو محمد الزبيدي عميل الجلبي الذي نصب نفسه (رئيسا للأدارة المدنية في بغداد) بعد غزو العراق بأيام، وأستمر لمدة أسبوعين إلى أن أعتقله الحاكم الأمريكي جاي غارنرلمدة 12 يوما بتهمة إنتحال صفة رسمية لا صحة لها، ويتهم الزبيدي أن الجلبي يقف وراء إعتقاله وعزله، وكان البغداديون يطلقون على الزبيدي تسمية (حرامي بغداد) مثلما يطلقون على الجلبي (حرامي البترا وحرامي العراق)، والقصة الحقيقية للخلاف بينهما والذي ظهر على شاشات الفضائيات، أن شرطة محمد الزبيدي ألقت القبض على مجموعة من اللصوص الذي قاموا بكسر وسرقة إحدى خزانات البنك المركزي وسرقوا مبلغ 400 مليون دولار، ولكن في الوقت الذي قام جماعة الزبيدي بالقبض على اللصوص، جاءت ميليشيات الجلبي ووضعت يدها على النقود المسروقة وصادرتها لصالح المؤتمر، وظل الزبيدي يهدد ويتوعد ويصرح عبر الفضائيات أن سيفضح الذين سرقوا المبلغ، ولكن تم فيما بعد لفلفة الموضوع بين الزبيدي والجلبي وتم إعطاء الزبيدي شيئا يسيرا من المبلغ، وغادر العراق من حيث أتى، ليمارس دوره الخياني وليعيش من أموال الشعب العراقي المنهوبة من قبل العملاء وميليشيات العمالة.ويعيش الزبيدي الآن حياة هادئة هانئة مرفهة ببيروت من الأموال التي نهبها من العراق بعد الغزو.

متى تعاقب أمريكا من خدعوها، ومن هو أحق بالمحاكمة؟

يتساءل العراقيون ومعهم كل العرب والشرفاء في العالم: ترى متى تعاقب أو تحاسب الأدارة الأمريكية من ضللوها وخدعوها وقادوها إلى مهلكة ومحرقة (العراق)، ومتى تجلد الذين خدعوا أعظم إستخبارات في العالم (السي آي أي)، ومن الذين تسببوا في خسارة مئات المليارات من الدولارات وتسببوا في إزهاق أرواح عشرات الألوف من البشر، من أجل مغنم دنيوي وطمع في الأستيلاء على كرسي الحكم في العراق وهو مالم ولن يهنأوا به أبدا، ويتسائل الشرفاء في كل العالم ترى من هم أحق بالمحاكمة والمحاسبة وإيقاع أقصى العقوبات بحقهم، اليسوا هم الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم وشرفهم بثمن بخس دراهم معدودة، فخسروا الشرف والوطن وخسروا الدنيا والآخرة؟

M. Alobidi
25/03/2008, 02:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



باحث:حقيقة عدد قتلى الأمريكيين في العراق: أكثر من 20 ألف

الخميس, 02-نوفمبر-2006
علي حسين باكير/اخبار العلم –
يستنتج هارينج أنّه اذا ما أخذنا بعين الاعتبار اعتراف المصادر الرسميّة الحكومية بوجود 15.000 اصابة بالغة و خطيرة اضافة الى 25.000 جندي جريح, فانّ عدد القتلى الأمريكيين الذي لا يتعدى وفق الاحصاءات الرسمية الـ 3 آلاف قتيل يصبح غير واقعي على الاطلاق نظرا لنسبته القليلة



- الأرقام الرسميّة الأمريكية

- تقديرات المصادر الأجنبيّة المستقلّة

- أرقام الجماعات الجهادية في العراق

- أرقام المواقع الاخبارية العربية

- أين الحقيقة في كل هذه الأرقام؟

- العدد التقريبي للقتلى الأمريكيين في العراق

***************

لطالما أثارت مسألة الأعداد المتعلقّة بعدد القتلى في العراق سواءا من الأمريكيين او العراقيين او من قوات التحالف لغطا و جدلا واسعا و كبيرا نظرا لارتباطها بالسياسة و الرأي العام من جهة و بمعنويات و جهوزية الجنود الأمريكيين في العراق من جهة أخرى, بالإضافة للتأثير الذي من الممكن أن يتركه حجم هذه الأرقام على الداخل الأمريكي و انعكاسات هذا التأثير على السياسة الأمريكية و توجهات الإدارة الأمريكية. يتناول هذا التقرير موضوع القتلى الأمريكيين في العراق, و نحاول من خلاله ان نقف على حقيقة عددهم الواقعي و ذلك من خلال رصد و تحليل عدد من الأرقام المختلفة و المتنوعة.



الأرقام الرسمية الأمريكية


سجّل شهر أيلول/سبتمبر 2006 اعلى معدل اصابات بين جنود الاحتلال الأمريكي فى العراق خلال عامين, فقد بلغ عدد القتلى آنذاك وفقا لاحصاء وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون 70 قتيلا و عدد الجرحى 776 جنديا, فيما قدّر موقع "جلوبال سيكيوريتي" عدد الجرحى في ذلك الشهر بحوالي 900 جنديا. و وفقا للبيانات التى نشرها البنتاغون, فان هذا المعدل فى الاصابات لم تشهده قوات الاحتلال الامريكي منذ الهجوم الذى شنته للسيطرة على مدينة الفلوجة فى شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2004 حيث وصل عدد الجرحى الأمريكيين في ذلك الشهر الى 1429 جنديا فيما بلغ عدد القتلى 140 جنديا.

لكنّ المفاجأة انّ شهر تشرين الأول/اكتوبر جاء حامي الوطيس. فكان هذا من أكثر الأشهر دموية و سوءا للقوّات الأمريكية المتواجدة في العراق منذ العام 2003. و قد بلغ عد القتلى فيه منذ بدايته و حتى تاريخ 23-10-2006 وفقا للأرقام الرسمية الأمريكية 86 قتيلاً، ليبلغ إجمالي عدد القتلى 620 قتيلا أمريكيا منذ بداية العام 2006 و 2790 منذ بدء الاحتلال في العام 2003 و دائما حسب الأرقام الرسميّة الأمريكية.

هذه الأرقام و على الرغم من أنّها مرتفعة الاّ انّها لا تعكس الحقيقة وفقا للكثير من المراقبين العرب و الاجانب و وفقا لمراكز الرصد و الدراسات الغربيّة او حتى المواقع الاخبارية.

و قد قرأنا في دراسة لانست انّ 655.000 من المدنيين العراقيين قتلوا منذ الاحتلال الأمريكي في العام 2003. هذا الرقم أكبر بحوالي ثلاث الى خمس مرات من التقديرات المحافظة و هو أكبر بحوالي 13 مرّة من تقديرات برنامج "اراك بودي كاونت" و بالتأكيد أكبر بكثير من التقديرات الرسميّة الأمريكية (أكبر بحوالي 23 مرّة) التي قالت انّ عدد الوفيات من العراقيين يقارب 30.000 . و من هذا المنطلق, فليس من المستغرب أن تكون الأرقام الرسمية بشأن القتلى الامريكيين أيضا غير حقيقية او واقعية.


تقديرات المصادر الأجنبيّة المستقلة

وفقا لموقع "تي بي آر الاخباري", و هو موقع يتابع أعداد القتلى و الجرحى من الجنود الأمريكيين في العراق من خلال مقالة يعمل على نشرها و تحديثها بشكل دوري و تكون بارزة بشكل مرئي في الموقع, فان عدد القتلى من الجنود الأمريكي قد فاق الـ 15.000 جندي أمريكي و زاد عدد الجرحى عن 27.000 جندي أمريكي. اذ نشر الموقع مقالة في 23-10-2006 بعنوان "حرب الجمهوريين: شكرا لك جورج!" لتغطي عدد القتلى الأمريكيين حتى 19-10-2006 جاء فيها: " الرقم الحقيقي لعدد القتلى من الجنود الأمريكيين حاليا هو 15.000 و يستمر بالارتفاع. امّا عدد الجرحى فقد بلغ 27.000 و هو بارتفاع متواصل أيضا".

و قد اشار المقال ايضا الى انّ عملية الجيش الاسلامي و بعض الفصائل التي أدّت الى تفجير قاعدة الصقر الأمريكية جنوبي بغداد بشكل هائل في 10/11-10-2006 أوقعت وفق التقارير الاوليّة أكثر من 300 اصابة رسميّة بين قتيل و جريح لم يتم تسجيلها. مع العلم انّ القاعدة التي يتواجد فيها حوالي 5.000 جندي أمريكي نفت التقارير الأمريكية وجود أكثر من 100 جندي فيها!!

و استنادا الى مقالة براينج هارينج المنشورة في نفس الموقع, فان هناك مبرر قوي للاعتقاد بأن وزارة الدفاع الأمريكية تتعمد عدم الإبلاغ عن عدد كبير من قتلاها في العراق.و يشير هارينج فيما بعد إلى أنه تمكن من استلام نسخ عن قوائم الشحن الخاصة بوحدة النقل العسكري الجوي للجنود الأمريكيين الذين تم نقلهم إلى قاعدة "دوفر" الجوية, و هي تظهر أن أعداد الجنود الذين تمّ شحنهم أكبر بكثير عن الأرقام الرسمية المعلنة. كما يؤكّد الكاتب, و هو محلل و مراسل في المجال العسكري و الاستخباراتي, أنّه يمتلك وثيقة رسمية نشرتها وزارة الدفاع الامريكية ثمّ اعادت سحبها مباشرة و هي تشير الى عدد القتلى الأمريكيين في العراق قد بلغ 10.000 قتيل في الفترة الممتدة من آذار/ مارس العام 2003 الى تموز/يوليو 2005 (حصلنا على الوثيقة و هي متوفرة على الرابط التالي: www.maktoobblog.com/alibakeer ).



و يستنتج هارينج أنّه اذا ما أخذنا بعين الاعتبار اعتراف المصادر الرسميّة الحكومية بوجود 15.000 اصابة بالغة و خطيرة اضافة الى 25.000 جندي جريح, فانّ عدد القتلى الأمريكيين الذي لا يتعدى وفق الاحصاءات الرسمية الـ 3 آلاف قتيل يصبح غير واقعي على الاطلاق نظرا لنسبته القليلة. و لا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعداه وفق التقرير الى هروب ما لا يقل عن 5500 جندي أمريكي إلى أيرلندا وكندا ودول أوروبية أخرى.

و يقول "تريبور تشارم" في مقال نشر له في 11-10-2006 بعنوان "كم عدد الامريكيين الذين ماتوا حقيقة في العراق؟" انّ الادارة الأمريكية تكذب بدون أدنى شك فيما يتعلّق بالأرقام المتدنيّة التي ينشرها البنتاغون. و يضيف بانّه قرأ بعض التقارير التي نشرت "انّ عدد القتلى في صفوف الأمريكيين في العراق يزيد عن عشرة آلاف" و انّ هذه الأرقام ذات مصداقية عالية بالنسبة له ايضا, سيما اذا اخذنا بعين الاعتبار الوثيقة الرسميّة التي كشفت جمعية المحاربين الأمريكيين القدامى الغطاء عنها مؤخرا و التي تفيد بأن العدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في حرب فيتنام يزيد بحوالي 20.000 عن الأرقام الرسمية التي كانت تنشر للجمهور آنذاك. اذ أوردت الأرقام الرسمية الأمريكية سقوط 58.182 أمريكي فيما العدد الحقيقي وفق تلك الوثيقة يبلغ أكثر من 78.000.



أرقام الجماعات الجهادية في العراق

من المعروف انّ جماعات المقاومة و الجهاد في العراق لديها قدرة اكبر على رصد العمليات على ارض الوقائع و الخسائر التي تصيب المحتل الأمريكي في الأرواح و العتاد. لكنّ المشكلة التي تتعلّق بالأرقام هنا هي كثرة الجماعات و البيانات. فهناك العديد من الجماعات التي تقوم بالعمليات بشكل منفصل و هو الأمر الذي يصعبّ جمع الاحصاءات المتفرقة الناجمة عن العمليات الخاصّة بهم. و مع ذلك فانه يمكن تقدير الخسائر التي تحققها هذه المجموعات في صفوف العدو من خلال تصريحات او ارقام كل فصيل لوحده او تخميناته عن الاحصائيات الاجمالية لمختلف الفصائل.

يعدّ الجيش الاسلامي في العراق واحدا من هذه أبرز هذه الجماعات الجهادية المقاومة. و هو فضيل منظّم و دقيق في عملياته و احصائياته و انضباطه و تشكيلاته. و قد دأب على المحافظة على وتيرة عملياته بشكل متناسق تقريبا و يعمل كغيره من الجماعات على اصدار افلام مصوّرة عن أبرز العمليات الضخمة التي يقوم بها بشكل دوري ايضا. ففي مقابلة مع مجلة الفرسان و هي مجلة الكترونية تصدر عن هيئة الاعلام المركزي في الجيش الإسلامي في العراق, قال قائد الجيش الإسلامي في شهر ايلول 2006: "قتلنا الآلاف من الجنود والمراتب بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى وحسب إحصائياتنا الخاصة فإن مجمل قتلى العدو الأمريكي منذ بداية الحرب وإلى الآن زادت على 25.000 قتيل وعشرات آلاف الجرحى".

و يعدّ هذا الرقم (أي 25.000) قريبا من تقديرات أحد الخبراء العسكريين الروس الذي اشار في مقابلة معه الى انّ الأرقام الحقيقية دائما لعدد قتلى الأمريكيين في العراق يساوي الأرقام الرسمية الصادرة عن البنتاجون مضروبة بعشرة.



أرقام المواقع الاخبارية العربية

في الحقيقة قد يكون موقع "المختصر الإخباري" هو الموقع العربي الوحيد "على الأرجح, حسب متابعاتنا وعلمنا" الذي يضع عدّادا خاصّا بعدد القتلى من الأمريكيين في العراق منذ بدء الاحتلال. و يتم تحديث هذا العدّاد يوميا بما يرد من اعداد القتلى اعتمادا على المصادر الاخبارية و ما تتناقله حول الخسائر الأمريكية البشرية في العراق. و يحتوي هذا العدّاد على شقّين, شق خاص باعداد القتلى من الأمريكيين التي تقع يوميا و تسجّل في الخانة العلوية, و الشق الثاني خاص بالمجموع الكلّي لعدد القتلى الأمريكيين منذ اعلان بوش نهاية العمليات القتالية في العراق في آذار من العام 2003.

و قد اشار عدّاد الموقع الى انّ مجموع قتلى الأمريكيين قد بلغ يوم الاثنين في يوم 23-10-2006 ما مجموعه 33.693 أمريكي و هو ما يعني حوالي 12 ضعفا للعدد الذي اشارت اليه الجهات الرسمية الامريكية في نفس اليوم و البالغ 2790.

و قد استفسرنا في رسالة الى الموقع عن المصادر التي يعتمدها في حساب الأرقام المذكورة, فجاء رد الموقع انّ اعتماد الأرقام يتم استنادا الى توليفة من المصادر الاخبارية يأتي على رأسها موقع "مفكرة الاسلام" (و هو كما تعلمون واحد من ثلاث مواقع هي مفكرة الاسلام, محمد أبو نصر, و موقع جهاد انسبن الانكليزي كانت الخارجية الأمريكية قد أصدرت نشرات خاصّة للتهجّم عليهم و المطالبة بإقفالهم), يليه وكالات الأنباء و المواقع العراقية ثمّ موقع الجزيرة الاخباري.

و قد أفاد الموقع أيضا انّه تمّ تشغيل العدّاد بعد فترة ثلاث اشهر من بدء الاحتلال, و تمّ تدارك هذه الفترة من خلال مراجعة عدد القتلى خلال هذه المدّة و اضافتهم على العدّاد.



أين الحقيقة في كل هذه الأرقام؟

تجدر الاشارة الى انّ هذا الفارق الكبير في الأعداد دفع بعض القرّاء الى التشكيك في هذه الأرقام في اشارة الى حجمها الكبير مقارنة بما يتم الاعلان عنه وفق الجهات الرسميّة الأمريكية. لكن و لنقف على العدد التقديري و التقريبي للعدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في العراق يجب أن نضع في ذهنا بعض القواعد الثابتة حول هذا الموضوع و هي:

أولا: انّ الأعداد الرسمية الصادرة عن الحكومة الامريكية او البنتاغون لا يمكن ان تكون حقيقية او حتى قريبة من الحقيقة لعدد من الأسباب منها:

انّ التقرير اليومي لعدد القتلى الذي يصدره البنتاغون يعاني من خلل فني, فقد تقع اصابات لا يتم تسجيلها و ذلك في الفترة التي تمتد من الانتهاء من كتابة التقرير و الى حين نشره, و بالتالي لا ترد ضمن التقرير اليومي و لا يتم نشرها.

انّ العدد الرسمي لو كان صحيحا لما كان هناك ضرورة لكي تصدر وزارة الدفاع أمرا بعدم تصوير او نقل مراسم أي قتيل أمريكي سواءا اثناء نقلهم الى ألمانيا في المرحلة الأولى أو عند نقلهم الى الولايات المتّحدة مباشرة.

أنّ الأعداد الحقيقية و التي هي اعلى من ثلاث ألأف قتيل بالتأكيد لا بد و ان تؤثّر سلبا على توجهات الرأي العام الأمريكي و تخلق مناخا مناهضا للحرب بقوة و تؤثر على الطبقة السياسية الامريكية و قرارها المتعلق بالانسحاب او البقاء في العراق, لذلك يتم حجبها.



ثانيا: انّ المشكلة في الأرقام الرسميّة الأمريكية لا تكمن فقط في كون عدد القتلى من الجنود الأمريكيين و المصرّح به رسميا أقل بكثير من الواقع, بل أنّ هذا العدد لا يشمل أيضا الجنود الذين يموتون خلال عمليات اسعافهم أو عند نقلهم الى مستشفيات ألمانيا أو البلدان المجاورة, كما انّ هذه الأرقام لا تشمل الموظّفين الأمريكين في سلك الخارجية أو المخابرات او المتعاقدين الأمريكين أو المرتزقة الأمريكيين او حتى الجنود الذين يقاتلون في الجيش الأمريكي دون حصولهم على الجنسية و الذين يموتون في العراق نتيجة عمليات المقاومة العراقية. اذ يقدّر تقرير "لرويترز" نشر في 10-10-2006عدد المتعاقدين المدنيين الموجودين في العراق بحوالي 100.000 متعاقد يشمل المتعاقدين الذين يعملون بشكل منفصل و شخصي بالاضافة الى السائقين, المترجمين, اخصائيي الكهرباء, الطهاة, المنظّفين و ما يمكن ادراجه ضمن فئات اخرى لدعم الجنود سواءا من خلال العمل المكتبي او عمليا. و وفقا لوزارة العمل الأمريكية فقد بلغ عدد القتلى من هؤلاء حتى تشرين ثاني من العام 2005 ما مقداره 428 قتيلا و 3.963 جريحا ليرتفع عدد القتلى وفق نفس المصدر أيضا و استنادا الى تقرير "رويترز السابق" الى 647 قتيلا. و طبعا هؤلاء لا يحسبون في عدّاد القتلى الامريكيين الذي تصدره الولايات المتحدة يوميا.



ثالثا: انّه و عند الحديث عن عدد القتلى الأمريكيين, يجب أن نأخذ بعين الاعتبار حجم العمليات التي تتم ضدّهم يوميا في العراق. فاستنادا الى أقوال الصحفي الأميركي الشهير بوب ودوورد و الذي يعمل بصحيفة واشنطن بوست, هناك ما بين 800 الى 900 هجوم و عملية تحصل اسبوعيا ضدّ القوات الأمريكية, وهذا يعني أكثر من 100 هجوم يوميا, أي بمعدل أربع هجمات بالساعة. و اذا ما قارنا هذا التقدير بتصريحات فصيل واحد على سبيل المثال من بين فصائل المقاومة العراقية سنجد أنها قريب جدا من الصحّة. فقد أفاد الجيش الاسلامي في بيان له في شهر أيلول/سبتمبر أنّ عدد العمليات التي قام بها خلال الأربع أشهر الأخيرة بلغ 2600 عملية عسكرية متنوعة, ما يعني حوالي 22 عملية يوميا. لذلك فان قيام فصيل واحد بحوالي 22 عملية يوميا, يعني امكانية قيام المقاومة بـ 100 عملية يوميا خاصة في ظل وجود فصائل أخرى فاعلة كجيش المجاهدين, جيش الراشدين, أنصار السنّة, مجلس شورى المجاهدين, كتائب ثورة العشرين, جيش الفاتحين و غيرهم من فصائل المقاومة العراقية.



رابعا: انّه لو اعتمدنا الرقم الأعلى في هذا التقرير من حيث عدد القتلى الأمريكيين و هو رقم موقع "المختصر الاخباري" البالغ 33.693 قتيل أمريكي لما اعتبر ذلك رقما كبيرا مقارنة بعدد الأمريكيين الموجودين في العراق و بعدد المقاومين و الهجمات العسكرية التي تتمّ عليهم. فعدد الأمريكين في العراق= عدد الجنود المعترف به(144.00)+ غير المعترف بهم و الذين اذا قتلوا لا يرد أي منهم على قوائم القتلى لدى البنتاجون(100.000).

فوفقا للتقرير الذي اصدره مركز بروكينجز الشهير في 19 تشرين الأول 2006 و يقع في 57 صفحة و يرصد عددا من المتغيرات و الأرقام فيما يتعلّق بالمقاومة العراقية و اعداد المقاومين من داخل العراق و المتطوعين من خارجه و احوال الوضع الاقتصادي و الصحي و الامني في العراق, فانه يوجد في العراق في شهر أيلول 162.000 جندي من قوات التحالف بينهم 144.000 جندي أمريكي.و استنادا لتقرير رويترز, فانّ هناك حوالي 100.000 من المتعاقدين و توابعهم من الأمريكين. هذا يعني انّ عدد القتلى وفق "المختصر" يساوي نسبة 13.8% من المجموع الكلّي للأمريكيين في العراق و البالغ 244.000 أمريكي, و هي نسبة معقولة و ممكنة عكس نسبة التصريحات الرسمية التي تشكّل 1.9% تقريبا من حجم الجيش الأمريكي في العراق فقط و 1.1% فقط من المجموع الكلّي للأمريكيين في العراق!!



خامسا: للشرائط المصورة عن عمليات المجاهدين في العراق تأثيرا كبير في تكذيب الأرقام الرسمية الأمريكية. فهي عدا عن تأثيرها النفسي و الاعلامي الذي تتركه لدى العدو و الذي يفوق في كثير من الحالات العملية التي تمّ تصويرها بحد ذاتها, يمكن القول أنّها تشكّل مرآة يعكس وضع العدو المهتز عددا و عدّة. فشريط صغير كشرائط "قنّاص بغداد" الصادرة عن الجيش الاسلامي يمكن ان يشكّل لدى المتابع صورة عن زيف دقّة الأرقام الأمريكية. فكتيبة القنص في الجيش الاسلامي أردت حوالي 666 جندي أمريكي قتيلا (عدد كبير منها مصور) , فهل يعقل انّ عمليات القنص الخاصة بهذا الفصيل وحده تشكّل حوالي ربع عدد القتلى الرسمي!! بالتأكيد من غير المعقول, و هذا ما يفترض انّ عدد القتلى الأمريكيين أكبر من ذلك بكثير خاصّة انّ وسائل الاعلام أو حتى الادارة الأمريكية لم ترد أبدا اخبارا عن سقوط قتلى أمريكيين بواسطة القنص, و بالتالي لم تحسبهم أصلا على أغلب الظن, و لولا هكذا شرائط لما عرفنا انّ هناك جنود أمريكيين سقطوا قنصا بهذا العدد و الكم.

سادسا: لو افترضنا انّ الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية الأمريكية هي أرقام صحيحة, فهذا يعني انّ الجيش الأمريكي لا يعاني أي مشكلات لأن عدد الخسائر في صفوفه قليلة و هي تشكّل نسبة 1.9% تقريبا من حجم الجيش الامريكي الكلي الموجود في العراق و البالغ تعداده حاليا 144.000 جندي. لكن هل المؤشرات الرسمية تشير حقيقة الى عدم وجود مشاكل أم انّ العكس هو الصحيح؟

1- فبماذا يتم تفسير ما يعانيه من قصور في التجنيد رغم ما يقدّمه البنتاغون من مغريات؟ اذ يقدّم البنتاغون مكافآت مالية تصل إلي 20,000$ كمكافأة مالية للمنضمين الجدد، و يغطي مصاريف التعليم بما قد يصل إلي 60,000$، بالإضافة إلى تقديمه ما قد يصل إلي 150,000$ كحوافز لبعض المنضمين لوحدات العمليات الخاصة الذين يتمتعون بمؤهلات غير عادية. بالاضافة الى ذلك, تمنح الادارة الأمريكية الجنسية لمن يخدم في الجيش الأمريكي من الأجانب. فقد وقّع بوش قانوناً في تشرين ثاني/نوفمبر من العام 2003 يخفّض معاملات الحصول علي الجنسية الأمريكية من ثلاث سنوات الى سنة واحدة بعد فشل الاغراءات السابقة. و في العام 2004 حصل 7.500 جندي على الجنسية بفضل هذه السياسة، وهي النسبة الاعلى منذ حرب فييتنام.

لكن لماذا يعاني الجيش الأمريكي من قصور اذا كانت كل هذه المغريات متوفرة لمن يرغب بأن يخدم بالجيش الأمريكي؟! و لماذا يعزف المتطوعون عن الدخول؟! اليس لأن عدد الخسائر البشرية كبير و يخشون بأن يكونوا ضمنها لاحقا؟ و لماذا يضطر البنتاغون الى تقديم كل هذا لمن يريد الالتحاق طالما أنّ جيشه لا يعاني خسائر كبيرة و جسيمة او استنزاف دائم و مستمر؟!! أليس لسد الثغرة الناجمة عن العدد الكبير للقتلاه في العراق و التعويض عن هذا العدد الضخم؟

2- و استنادا الى تقرير سابق لنا بعنوان "معالم انهيار الجيش الأمريكي في العراق" فالقصور في التجنيد ليس المشكلة الوحيدة فحسب, فالقوات المسلحة تواجه مشكلات في الاحتفاظ بجنودها. إذ إن نحو 30% من المجندين الجدد يتركون الخدمة خلال ستة أشهر، وبعض هؤلاء يتركون الخدمة على الأقل بسبب الهوة الواسعة بين الخبرات اليومية للشباب قبل الانخراط وحياة المجند أثناء التدريب, الأمر الذي دفع الجيش الى ان يخفض معاييره لأداء الجندي و ان يصدر مذكرة عسكرية توجه القادة إلى "عدم تسريح جنود بسبب ضعف لياقتهم البدنية أو أدائهم غير المرضي، أو بسبب الحمل أو الإدمان الكحولي أو تعاطي المخدرات", و ذلك للحصول على أكبر عدد من المجندين ليقوموا يتغطية الفراغ الذي تركه عدد القتلى الكبير في صفوف زملائهم في العراق .

3- و اذا كانت الخسائر قليلة فبماذا يتم تفسير مشكلات الهروب من الخدمة؟! فقد اعترف البنتاغون بأن أكثر من 5500 جندي فروا من الخدمة منذ بداية حرب العراق, و قد نقل عن خط هاتفي أقيم لمساعدة الجنود الذين يريدون ترك القوات المسلحة أن عدد المكالمات التي يتلقاها الآن هي ضعف عددها عام 2001، وقد رد هذا الخط الهاتفي الساخن على 33 ألف مكالمة في العام الماضي!!

4- و اذا كانت الامور تسير بشكل جيد بالنسبة للجيش الأمريكي, و اعداد قتلاه صغيرة, فلماذا تصدر الادارة الأمريكية قرارات منع مغادرة للجنود الذين انتهت خدمتهم في العراق؟! فوفقا لتقرير نشره "معهد دراسات السياسة الأمريكي" في 31-8-2005, فان قرارات منع مغادرة العراق أثّرات على أكثر من 14 ألف جندي (نحو 10% من مجموع الجنود الذين يخدمون في العراق بدون تاريخ محدد لانتهاء خدمتهم) وهم يستعدون لتعبئة طلبات بهذا الخصوص لمغادرة العراق.



العدد التقريبي للقتلى الأمريكيين في العراق

آخذين بعين الاعتبار ما ورد اعلاه من معطيات و كخلاصة للموضوع, نلاحظ أنّ هناك أربع أرقام رئيسية فيما يتعلق بعدد القتلى الأمريكيين في العراق هي:

2790 قتيل وفقا للأرقام الرسمية الأمريكية.

أكثر من 15.000 قتيل وفقا لتقديرات المصادر الأجنبية المستقلة.

أكثر من 25.000 قتيل وفقا لتقديرات الجماعات الجهادية في العراق (الجيش الاسلامي).

33.693 قتيل وفقا لتقديرات المواقع الاخبارية العربية (المختصر للأخبار).

و نستطيع ان نقول ان معدّل هذه الأرقام الثلاث الأخيرة مجتمعة يساوي "أكثر من " 24.000 قتيل أمريكي, و هو رقم منطقي و مقبول لعدد قتلى الأمريكين في العراق و الذي يتوافق مع عدد من الحقائق, المعطيات و الوثائق و التي تمّ ذكرها سابقا و هو يشكّل نسبة حوالي 9.8% من حجم الأمريكيين الكلي الموجود في العراق.

*باحث مهتم بالشؤون الاستراتيجية


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 16-مارس-2008 الساعة: 04:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36318.htm

M. Alobidi
25/03/2008, 02:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



بالأدلة والبراهين: انظروا لشهادات هؤلاء كي تعرفوا الإصرار على تقسيم وتدمير العراق والمنطقة لصالح إسرائيل / ح3

سمير عبيد Tuesday 23-10 -2007
ونستمر بتثبيت الأقوال والشهادات من أجل الأجيال الحالية واللاحقة ، والهدف كي تعرف هذه الأجيال محطات السياسة الأميركية اتجاه العراق والمنطقة، وتفرز من هو الطرف الظالم والطرف المظلوم، وتتعرف على الأهداف الإستراتيجية من وراء تطبيق هذه السياسات الغريبة والخبيثة والملتوية، والتي ظاهرها غير باطنها .

ومن الجانب الآخر كيف تتعرف الأجيال على حجم التآمر الذي قامت به بعض الشخصيات العراقية والعربية والإقليمية، ودور بعض الدول العربية والإقليمية في تحطيم العراق، والمشاركة في عملية تفتيته وتشريد شعبه، والعمل على تصدير عملية التفتيت والتشريد إلى الدول والشعوب العربية المجاورة للعراق.

فالحرب على العراق لم تكن ردة فعل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر ،خصوصا وأن المجموعة ( المفترضة) التي قامت بخطف الطائرات لم يكن بينها عراقيا واحدا، وأن تنظيم القاعدة ليس له وجود في العراق، ولم تكن للتنظيم وقياداته علاقات مع النظام العراقي، ولقد أثبت ذلك الكونغرس الأميركي عندما برأ الرئيس صدام من العلاقة مع تنظيم القاعدة، وبرأه من حيازة أسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي اتخذتها الولايات المتحدة حجة وذريعة لغزو العراق واحتلاله وليومنا هذا.

فالحرب على العراق كانت مقرّرة وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وعلى ما يبدو هي ( غزوة آل بوش) ضد العراق، وضد شخص صدام حسين، فلقد قالها رئيس وكالة المخابرات الأميركية ( سي أي أيه) السابق جورج تينت في كتابه ( أن الحرب على العراق كانت مقررة وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر) وهذا يدل أنها رغبة آل بوش ورغبة المجموعة التي ينتسب لها الرئيس بوش روحيا ودينيا، وهي مجموعة ( الإنجيليين) وهذا معناه أن الحرب ذات طابع ديني ثأري قبل أن تكون ذات طابع سياسي أو جنائي.

ولهذا قالها الرئيس بوش ومباشرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( أنها لحرب صليبية) ولهذا فعندما تقررت الحرب على نظام طالبان في أفغانستان فهي وسيلة إقناع أوليّة للشعب الأميركي والأوربي، وللرأي العالمي فالهدف الرئيسي لم تكن طالبان والقاعدة لأنها أشبه بالنكتة أن ( تحارب أقوى دولة في العالم رجل يدعى بن لادن) فهي معركة الدولة العظمى ضد الرجل الواحد، وتكاد تكون مسرحية من الناحية النظرية، ولكنها جاءت كحلقة أولى ولأهداف إستراتيجية بالنسبة لموقع أفغانستان المحاذي لإيران وباكستان والهند والصين وجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق و لبحر العرب، ولكن الهدف الأصلي من بدعة مايسمى بـ ( الحملة على الإرهاب) هو العراق ومنطقة الشرق الأوسط بالذات.

فمنذ مجيء الرئيس جورج بوش الابن إلى سدة الرئاسة والولايات المتحدة في تحول تام، أي تحولت ملكيتها من الشعب الأميركي إلى مجموعة اللوبي اليهودي التي تعمل لمصلحة إسرائيل، والقضية تشبه تحويل ملكيّة بيت ما من شخص إلى آخر، أو من جهة إلى أخرى ،وهذا ما حدث ويحدث في الولايات المتحدة وهي نقل ملكية الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وبالتالي أصبح المالك هي إسرائيل وقادة إسرائيل، ولهذا اتخذتها إسرائيل سيفا لقطع رقاب المعترضين والمبارزين والذين يشك بأن في نيتهم المبارزة، واتخذتها وسيلة تخويف وترهيب للشعوب والدول التي تعترض، والتي لديها خزائن وثروات والهدف هو نهبها ومن يعترض فهو إرهابي وله علاقة مع بن لادن وتنظيم القاعدة.

ولهذا أصبح صنع وطبخ السياسات الأميركية في إسرائيل،وليس في الولايات المتحدة، وما على الولايات المتحدة إلا تطبيق ما يصلها من إسرائيل وعبر المجموعة التي نصبّها اللوبي اليهودي في الإدارة الأميركية، وفي دوائر القرار الأميركي ، أي أن الذي حاصل هو خطف قرار أميركا من قبل إسرائيل، وبهذا أصبحت الولايات المتحدة نادلا (جرسون) يقدم الخدمات لإسرائيل، ويطيع أوامرها متى ما طلبت.

فتدمير العراق وقتل قيادته وتشريد شعبه هو أمنية إسرائيلية، وهدف تلمودي توراتي قديم، وهو ثأر قديم ضد العراقيين الذين وصل ملكهم نبوخذ نصر إلى فلسطين، وجاء باليهود سبايا إلى بابل، وهكذا عندما وصل إلى هناك القائد صلاح الدين الأيوبي الذي كان قائدا مسلما و قبل أن يكون كرديا والذي ينحدر من العراق أيضا، لذا هو ثأر قديم ضد العراقيين، ومن أجل ذلك دمروا بابل والعراق، وشردوا بل سبّوا الشعب العراقي على طريقة السبي البابلي بعد أن قتلوا ملكهم، بل طبقوا ضده المحارق النازية وكأن (هتلر) كان عراقيا وليس ألمانيا، ولا زالت التداعيات مستمرة، والهدف هو تفتيت جغرافية ووحدة وشعب ولحمة العراق، ليكون نموذجا نحو سوريا ومصر والسودان والسعودية وليبيا والجزائر وغيرها من الدول لتكون المشيخة إلى إسرائيل الكبرى.


لهذا صدق وزير الخزانة الأميركي السابق ( بول أونيل) في الكتاب الذي حمل عنوان (ثمن الولاء) للصحافي ـ رون ساسكيند ـ على أن الرئيس الأميركي بوش رئيس سلبي وسطحي يحيط به يمينيون متشددون يفتقرون للزخم الفكري، أو حتى لحب الاستطلاع لمعرفة النتائج المترتبة على سياساتهم،.

ولقد ذكر الوزير أونيل الشهادة التاريخية حول العدوان على العراق عندما قال (أن أول اجتماع ترأسه الرئيس بوش لمجلس الأمن القومي في 30 كانون الثاني 2001 وقرر تنحية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والتركيز على العراق) وهذا ما أكده مدير وكالة المخابرات الأميركية جورج تينت بكتابه أيضا أي أن العدوان على العراق كان مقررا وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وأن من قرر ذلك ليس الرئيس بوش وحده، بل المجموعة المتشددة واليهودية التي تحيط بالرئيس بوش، فيقول الوزير أونيل بنفس الكتاب مايلي (الرئيس بوش ليس لديه الرغبة و القدرة على قراءة بيانات مفصلة عن مجريات الأمور، فقد وضع نائب الرئيس ديك تشيني سياسات الإدارة ، وأدار تشيني دفة الأمور ويدعمه في ذلك المستشاران السياسيان كارل روف وكارين هيوز ومستشارة الأمن القومي كونلديزا رايس... لهذا بدأ بوش من الصفر وأعتمد على نصيحة منظرين من دون أي وسيط أمين في الأفق )..


من هذا نستنتج أنها حرب مجموعة اليهود المتشددين ضد العرب والمسلمين، ولمصلحة تحقيق أهداف وأحلام إسرائيل في المنطقة، وتأمين مستقبل إسرائيل السياسي والاقتصادي والإستراتيجي، ولو ربطنا الأمور ببعضها البعض فسنجد أن من بشر بمشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن ثم تغير ليكون الجديد هي نفس المجموعة وعلى لسان الوزيرة رايس، وبما أنها تسمية دبلوماسية إلى ( إسرائيل الكبرى) فهذا يعني أن الحرب والاحتلال والتقسيم هي غاية ومصلحة وإستراتيجية إسرائيلية.

ونتيجة ذلك استشعرت بعض العواصم العربية ،وحاولت التأثير على السياسات الأميركية من أجل تغيير وجهات نظر المنظرين الأميركان، ولكن هؤلاء الناس لم يستمعوا لأحد، فلقد صرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بتاريخ 6/11/2005 قائلا( نحذر من أن العراق يتجه نحو التفكك والسقوط في حرب أهلية، وأن الوضع خطير وينذر بعواقب وخيمة) ولأجل هذا أجتمع الوزير السعودي في حينها مع كبار المسئولين الأميركان عن مخاطر تفكك العراق ، ولكن وعلى ما يبدو لم يجد إذنا صاغية، ووجدها سياسة لا تقبل الجدل، فحينها قررت الحكومة السعودية حماية نفسها من خلال إقرار بناء السور مع العراق، والذي ستبلغ كلفته حوالي ( 6 مليار دولار) قابله للزيادة علما أن بمليار واحد بإمكان العراقيين طرد الاحتلال، وإنهاء مشروع التقسيم ،ولكن وعلى ما يبدو هناك ضوء أحمر من الأميركيين ضد السعودية وضد أي طرف يريد مساعدة العراقيين كي يتخلصوا من الاحتلال، ومشروع التقسيم والتفتيت.

وأن التبشير بموضوع التقسيم لم يكن وليد اليوم ومثلما أسلفنا في الحلقات الماضية ، فلقد كتب ( جون يو) مقالا مطولا حول تقسيم العراق ، وهو أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا ومعه الباحث ( بيركلي) وهو باحث في منظمة اليمين المتطرف المعروفة (American Enterprise Institute) وكان المقال في صحيفة ( لوس أنجليس تايمز) حيث أقترح تقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق / أقاليم ، ولمن يتذكر أسم ( جون يو) فهو صاحب دراسة تأسيس تشكيلات من المقاومة الوهمية، وكان هذا المقال في عام 2003.

وجاء مقال آخر وتزامنا مع مقال ( جون يو) وكتبه رجل القانون الأميركي ( آلان توبول)، وأن هذا الرجل أي توبول قد عمل مستشارا للإدارات الأميركية ولمدة أربعين عاما ، ومنها إدارة الرئيس بوش الحالية، فلقد كتب ( آلان توبول) في موقع(www.military.com) وهو الموقع الخاص بالجيش الأميركي، حيث دعى إلى تقسيم العراق، وربط مسألة تقسيم العراق بمسألة تقسيم الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا ودول أوربا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا، وطالب بتقسيم العراق على غرار ذلك ، وهذا يعني بأن هذا التقسيم وراءه معارك طويلة ودامية لو فكرنا بالقضية اليوغسلافية مثلا، أي سينتقل التقسيم الإداري نحو التقسيم الجغرافي صعودا نحو طلب الاستقلال، ومثلما حصل مع الأقاليم اليوغسلافية مثل الجبل الأسود وحاليا كوسوفو ،والتي عليها جدلا بين موسكو وواشنطن، أي بمعنى أخر سوف يدخل العراق بصراع طويل جدا بين الجغرافيات والإثنيات والطوائف لحين إعلان الانفصال وولادة الدويلات، والتي هي الأخرى ستدخل في قضية التقسيم والتفتيت وهكذا.

ولو حللنا الأمر جيدا فنجده دهاءا إسرائيليا حركه عنصر الخوف من المستقبل في حالة دخول أميركا في مشاكلها الداخلية والتي أصبحت على الأبواب/ فلهذا طرح السؤال على طاولات السياسيين والحاخامات الكبار في إسرائيل وأميركا وأوربا وهو ( من سيحمي إسرائيل فيما لو تدهور الوضع في الولايات المتحدة؟)

لهذا فكروا أن أقصر الطرق وأقل الخسائر هو الاعتماد على الولايات المتحدة مادامت قوية لأجل تحقيق المصالح الإسرائيلية، لأن هناك اتفاقا بين إسرائيل والولايات المتحدة وكان في عام 1975 ووقعه عن الجانب الأميركي وزير الخارجية الأميركي السابق ( يهودي) هنري كيسنجر وتعهدت بموجبه الولايات المتحدة تأمين احتياطي النفط إلى إسرائيل.

لهذا فعندما تقررت الحرب، وتحت حجة مكافحة الإرهاب غايتها حماية وتأمين مستقبل إسرائيل، ولذلك اعتبرت بعض الأنظمة العربية ( ومع شديد الأسف) أن طريق النجاة هو الركوب في القاطرة الإسرائيلية علنا وسرا، والتآمر على الدول العربية التي ترفض الهيمنة الإسرائيلية، وترفض مشروع الشرق الأوسط الجديد ( إسرائيل الكبرى)، لهذا تراها تخطط مع المخططين الأميركان والإسرائيليين ضد بعض الدول العربية والإسلامية ، وتظن هذه الأنظمة العربية أنها ناجية من مشروع التقسيم والتفتيت، ولكن الحقيقة هو قصر نظر من قبل هذه الأنظمة، لأن مشروع التقسيم والتفتيت لن يستثنيها فيما لو نجح وتطبّق لا سمح الله.

لهذا فأن الهستريا الإسرائيلية التي نراها هي الخوف من الزوال الذي هو حالة طبيعية للتضعضع والانحدار الأميركي ، لهذا يحاول المتشددون اليهود في أميركا وإسرائيل وأوربا الاستفادة من القوة المتبقية لأميركا من أجل الوصول للأهداف التي تضمن القوة والاستمرار، وفي مقدمتها الهيمنة على الطاقة والنفط والثروات في المنطقة.

ولكن هذه السياسة تصب في خانة المقامرة، ولو فكر اليهود المتشددون لوجدوا أن توفير الأمن للشعب اليهودي هو عندما يتحقق السلام في المنطقة وليس العكس.

كاتب ومحلل سياسي
مركز الشرق للبحوث والدراسات




________________________________________
تم طباعة هذه المادة من موقع الركن الأخضر
http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=9305

|

M. Alobidi
25/03/2008, 02:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


إعدام صدام حسين: فاصل بين مرحلتين وخندقين

بقلم: نقولا ناصر




سيدخل فجر يوم عيد الأضحى في العاشر من ذو الحجة لسنة 1427 هجرية الموافق للثلاثين من كانون الأول / ديسمبر 2006 ميلادية، يوم استشهاد الرئيس الشرعي للعراق، صدام حسين، باعتباره مفصلا تاريخيا بين مرحلتين وبين خندقين في تاريخ العراق وتاريخ أمته والمنطقة، مفصلا لا يترك مهربا لأحد من الانحياز إلى منظومة القيم والمنطلقات الفكرية والأهداف الإستراتيجية والتحالفات السياسية لكل من المرحلتين ولا يترك مهربا من الاصطفاف في أحد الخندقين: خندق الاحتلال وخندق المقاومة للاحتلال، وهو اصطفاف دموي كحد سيف بتار لا يترك أي مساحة للمناورة لا للأفراد ولا للتنظيمات ولا للدول، وقد فشلت كل جهود المحتل الأميركي حتى الآن في خلق منطقة رمادية بين الخندقين تسمح للانتهازيين أفرادا وتنظيمات باللعب على الحبلين باسم المصالحة الوطنية أو تسمح للدول الإقليمية بأي أرضية مشتركة تجد فيها قواسم مشتركة مع الاحتلال.
وربما يكون مأزق طهران -- التي كانت الوحيدة في العالم كافة بعد واشنطن وتل أبيب في اعتبار إعدام صدام حسين "انتصارا للعراقيين" -- الناجم عن التناقض بين الرطانة المعادية للشيطان الأميركي الأكبر وبين "الحوار" مع هذا الشيطان للاعتراف بإيران شريكا له في الاحتلال، وبين معارضتها اللفظية لاحتلال العراق واعترافها ودعمها الرسميين لكل ما انبثق عن الاحتلال، ربما يكون هذا المأزق هو خير مثال على استحالة المناورة بين الاحتلال وبين مقاومته.
في حينه اعتبر الفاتيكان الإعدام فاجعة لأنه قتل للنفس التي حرم الله قتلها، واستنكرته المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لأسباب إنسانية ، واعتبره الإتحاد الأوروبي خطأ فادحا لأسباب سياسية واستنكرت الحكومات العربية والإسلامية تنفيذه فجر عيد الأضحى لأسباب دينية ، غير أن إعدام الرئيس الشهيد ينبغي التعامل معه باعتباره أمرا جللا أكبر من الصراعات بين الأشخاص والأحزاب والطوائف والأنظمة السياسية الإقليمية وأخطر حتى من الحروب فيما بينها لأنه إعدام يستهدفهم ويستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة التي يعيشون فيها جميعا بقدر ما يستهدف نقض كل ما يمثلونه لاستبداله بالوضع الراهن في العراق وفي أكناف العراق.
ويبدو أن الوعي بهذه الحقيقة الأساسية ما يزال مشوشا بالاصطراع على الصغائر وطنيا في العراق وإقليميا في المنطقة كما تدل الصفة الطائفية الغالبة على من توجهوا إلى ضريح صدام حسين لقراءة الفاتحة على روحه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، فأي وعي شامل بما يعنيه استهداف صدام يقتضي أن يعتبره كل من استهدفهم الاحتلال الأميركي شهيدا لهم جميعا.
إن استذكار يوم استشهاد صدام بالتركيز على مناقبه أو مثالبه الشخصية، أو اختزال هذه المناسبة بالتركيز على منجزات حكمه أو إخفاقاته، أو اغتنامها لتقويم النظام السياسي الذي كان يقوده بسلبه وإيجابه، أو لتمجيد أو الطعن في الحزب الذي كان الشهيد رمزا له، من قبل خصومه أو رفاقه، إن كل ذلك إنساني ومشروع غير أن توقيته كهدف في حد ذاته دون ربطه بالقضية الوطنية والقومية التي سقط الشهيد من أجلها ودون ربطه بالمقاومة الوطنية والقومية والإنسانية لأعداء هذه القضية سيكون فيه افتئات ظالم على مناقب الرجل ومنجزاته ونظامه وحزبه لأن فيه انتقاص لرسالة الخلاص القومي التي حملوها وما زالوا بغض النظر عن أين أصابوا وأين أخطأوا.
فأعداء هذه الرسالة وتلك القضية ما زالوا يتربصون برفاق صدام وبخصومه على حد سواء وربما يكونوا قد كسبوا معركة أو جولة ضدهما لكنهم بالتأكيد سيكونون الخاسرين في الحرب عليهما لأن الحتمية التاريخية كما تؤكدها تجارب الشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو والاحتلال تؤكد بأنهم لن يكونوا أبدا الفائزين في هذه الحرب مهما بدا الوضع الراهن يائسا، ويكفي المؤمنين بأنفسهم وبشعبهم وبأمتهم وبهذه الحتمية أن يواصلوا رسالة الرجل حتى انتصارها فذلك هو فقط الطريق الوحيد لتكريمه وتخليد ذكراه، أما خصومه فإن سقوط ذرائع الغزو المعلنة الواحدة تلو الأخرى ينبغي أن تكون حافزا كافيا لهم لكي يتعالوا على مكابرتهم بنفي سقوطهم في حبائل المسوغات التي طرحها الغزاة لاحتلالهم واتخاذهم من هذه المسوغات فرصة سانحة لتسوية صراع مع الرجل عجزوا عن تسويته في حياته لكي يستيقظوا الآن على حقيقة أن حيثيات هذا الصراع تتصاغر أمام الأهداف الحقيقية للغزو الذي يستهدفهم جميعا.
إن استشهاد صدام حسين ينبغي أن يهز الضمائر الوطنية والعربية والإسلامية داخل العراق وفي جواره بخاصة لكي تستيقظ على حقيقة أن إعدامه لم يكن مقصودا لذاته ولم يستهدف الرجل لشخصه وعلى حقيقة أن الغزو لم يستهدف نظامه فحسب بل كان إعداما وغزوا لكل ما كان يطمح صدام حسين إلى تحقيقه لشعبه ولأمته ولاصطناع بديل هو -- كما يثبت الواقع الراهن في مرحلة ما بعد صدام -- نقيض ليس فقط للمستقبل الذي كان يسعى إليه صدام بل ولكل ما هو مضيء في ماضي الأمة الذي كان يستلهمه.
وعلى سبيل المثال فإن "الثارات" التي أعمت بصائر جواره العربي والإسلامي عن أن ترى في الغزو فالاحتلال الأميركي ما هو أكثر وأخطر على سيادتها واستقلالها وثقافتها وهويتها من الإدعاءات باستهداف شخص صدام ونظامه قد بدأت تصحو الآن على الأهداف الحقيقية للغزو والاحتلال وبدأت تدرك أن طهران ودمشق كانتا هما الهدفين اللاحقين لإسقاط بغداد ، وأن استهداف عروبة صدام إنما كان في الواقع يستهدف العروبة على الإطلاق لأن إسقاط القلعة العراقية للعروبة في بغداد كان مقدمة لإسقاط حصونها في عواصم العرب الأخرى التي لم تسقط بعد، خصوصا المجاورة التي أدركت ذلك ولو متأخرة حاليا فبدأت تتحدث بلغة العروبة بعد أن خانتها اللغة العربية عن التحدث بها تحت ضغوط صراعها الخفي أو المعلن مع الشهيد في حياته ، وأن استهداف الحاضنة القومية العربية للإسلام في العاصمة العراقية إنما كان تمهيدا لاقتحام الحصون غير العربية للإسلام والمسلمين .
إنها تجربة جمال عبد الناصر في مصر تتكرر خلال أقل من نصف قرن من الزمن في العراق فعسى أن يعي العرب والمسلمون المتضررون من التجربتين الدرس التاريخي لكي يتداركوا في تجربة صدام ما فشلوا في تداركه في تجربة عبد الناصر.

أما تاريخ استشهاد صدام بالنسبة للعراقيين فانه تاريخ يفصل بين مرحلة الوجود الوطني العراقي الطامح إلى تحقيق ذاته قوميا وبين مرحلة التشظي الوطني إلى مزق عرقية وطائفية ومذهبية وقبلية وحزبية، بين مرحلة تصليب الوحدة الوطنية استلهاما لكل ما هو إيجابي في التراث العربي الإسلامي وبين مرحلة تفتيت الهوية العربية الإسلامية كشرط لا غنى عنه لضرب الوحدة الوطنية بين العراقيين وعزلهم عن عمقهم ومحيطهم الجغرافي-السياسي الطبيعي، بين مرحلة الأمن الوطني والأمان الشخصي واطمئنان الناس على أنفسهم وأموالهم ومعتقداتهم ومعابدهم وبين مرحلة الخوف على أمنهم وحياتهم وأعمالهم والخشية من ممارسة شعائرهم الدينية وعبادة الله الواحد الأحد باللغة التي يريدون وبالوسيلة التي يرى فيها كل منهم طريقا إلى رحمته وغفرانه بعد أن انطلقت شياطين فرق الموت الظلامية تقتل النفس التي حرم الله قتلها على الهوية الدينية والعرقية.
إنه تاريخ يفصل بين عراق كانت فيه المرأة العراقية أما وزوجة وابنة معززة مكرمة لها ما لزوجها وإخوتها من الحقوق السياسية والمدنية وبين عراق باتت فيه المرأة تحرم من ضوء الشمس كما من هذه الحقوق بالقوة القاهرة لمن يتسترون بالدين الحنيف ممن أعادوها إلى الوأد راشدة بعد أن كان الإسلام قد حرم وأدها طفلة وممن خلقوا منها جيشا يزيد تعداده على ثلاثة ملايين أرملة يتعذبن على الحد الفاصل بين العفاف وبين الرذيلة للقيام بأود أطفالهم الذين يتمهم الاحتلال.
وهو تاريخ يفصل بين عراق كان المواطن فيه يعيش في وطن يستطيع التنقل والإقامة في أي بقعة منه ويستطيع أن يتزوج ويصاهر من يريد فيه وبين عراق أصبح فيه الانتقال إلى شماله والإقامة فيه بحاجة إلى "فيزا وكفيل" حيث رفع العلم الوطني محظورا حتى على قطعات عسكرية يقال إنها جزء من "الجيش العراقي الجديد" وأصبح التزاوج بين مذهبين إسلاميين مناسبة نادرة جديرة بتغطية إعلامية خاصة.
إنه تاريخ فاصل بين مرحلة الحدود الوطنية المنيعة التي يحميها رجال العراق وبين مرحلة الحدود الوطنية التي انهارت حصونها وباتت معبرا سهلا للجيوش والمليشيات الأجنبية الطامعة وعصابات المهربين والإرهابيين والهاربين من العدالة في بلدانهم ، بين مرحلة البناء والتعمير ونقل العراق بقفزات نوعية إلى العصر الحديث وبين مرحلة الهدم والتخريب وإعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة ، بين مرحلة التعليم والعلاج المجانيين والأمان الوظيفي وحماية الدولة لأمن المواطن الاقتصادي ولو بالحد الأدنى حتى في زمن الحرب وبين مرحلة بات العراقي لا يجد فيها قوت يومه ويخشى على حرائره أن تضعف أمومتهن أمام أفواه الأطفال المفتوحة بانتظار ما يقيم الأود ولا يأمن فيها على إرسال أطفاله إلى المدارس التي باتت الطرق المؤدية إليها طرقا للموت وباتت قاعاتها مرتعا لكل المزورين للتاريخ الوطني والمشعوذين الذين قاموا بغزوها بعد أن هجرها أهل العلم والتربية هربا من الموت الذي يدق أبوابها وأبوابهم ومن الجهل الذي يطبق على مناهجها ويريد التحكم في عقولهم وألسنتهم ، بين مرحلة جاذبة للعلماء والخبراء في كل شؤون النهضة وبين مرحلة طاردة للخبرات والمهارات الوطنية قبل الأجنبية، بين مرحلة كان العراق فيها قبلة للعرب والمسلمين وبين مرحلة أصبح فيها محجة للشعوبيين محظورة على كل ما هو عربي.
وهو تاريخ فاصل بين مرحلة كان العراق فيها سيد موارده الطبيعية وثروته النفطية وبين مرحلة تتكالب فيها على هذه الثروات ذئاب العولمة والخصخصة والخارجون على الصف الوطني من لصوص الفرص السانحة، بين مرحلة السيادة الوطنية المهيبة والمهابة وبين مرحلة انهيار الدولة الوطنية والجيش الوطني ومحاولة استبدالهما بدولة وجيش يحملان اسميهما يصنعهما الغازي المحتل لتأمين نظام حكم يضمن له أهداف غزوه واحتلاله إلى أمد غير منظور، بين مرحلة كان الوطن فيها يضرب جذوره عميقة في إرثه الحضاري والإنساني وفي تراث أمته الروحي والتاريخي بينما يتطلع واثقا متفائلا إلى المستقبل للانفتاح على الحضارات والثقافات والتواصل معها ومع منجزاتها وبين مرحلة أصبح الوطن العراقي فيها رهينة الانغلاق الفكري والثقافي والسياسي في منغلق لا ينفتح إلا على الشعوبيين ولصوص المتاحف الوطنية وجواسيس الدول المعادية ومرتزقة "الشركات الأمنية" وصيادي الإثراء السريع وسراق الشعوب من دهاقنة الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات الذين لا وطن ولا دين ولا أخلاق ولا مبادئ لهم ممن لا يعبدون سوى إله الربح.
إنه تاريخ فاصل بين عراق يعدم جواسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي ويرسل قواته الوطنية لخوض كل حروبها العدوانية على الأمة بالرغم من عدم وجود حدود مشتركة له معها، عراق كان دائما عماد الجبهة العربية الشرقية معها وكانت هذه الدولة دائما ولهذا السبب تعتبره العدو الإستراتيجي لها، عراق كان دائما العمق الإستراتيجي لدول المواجهة العربية في المشرق، وبين عراق يستدعي الحليف الإستراتيجي الأهم لهذه الدولة ليبني له دولة عراقية تتصاغر إلى القبول بما تقبل به الدويلات العربية الصغيرة التي تستظل بالحماية الأميركية والقبول بما تقبل به القيادة الفلسطينية المحاصرة تحت الاحتلال في المواجهة معها، عراق يفتح أبوابه للتغلغل الإسرائيلي عبر بوابة المحتل الأميركي بمجنديه ذوي الجنسية الأميركية – الإسرائيلية المزدوجة ليحتفلوا بأعيادهم اليهودية في قصور الرئاسة العراقية، رمز السيادة الوطنية بغض النظر عن حب أو كره الشهيد الذي بناها، كما عبر منافذ كردية وتركية وأخرى عربية تتسلل منها الشركات والسلع وأجهزة المخابرات الإسرائيلية ومرتزقة "الشركات الأمنية" الإسرائيليون.
ويوم استشهاد صدام هو تاريخ يفصل بين عراق كان يضع القضية الفلسطينية في صلب عقيدته الحزبية وفي مركز إستراتيجيته كدولة ويقيم علاقاته الدولية على أساس الموقف منها سلبا أو إيجابا، عراق منفتح الأرض والعقل والقلب لكل عرب فلسطين، وبين عراق لم تعد فيه قضية فلسطين سوى عبئا لا ضرورة له ولم يعد يتسع حتى لحي في العاصمة يأمن فيه اللاجئون من فلسطين على حياتهم بينما تنفتح الأرض العراقية أمام شتات هجين يجتاحها من الجهات الأربع تستضيفه ثقافة شعوبية تتسامح مع اعتماد الفارسية شبه لغة رسمية بينما اللهجة العربية الفلسطينية تحولت إلى رطانة إن سمعت قد تودي بصاحبها إلى التهلكة.
إن عظم المصيبة التي حلت بالعراق بعد صدام حسين تجعل أي حديث عن حب الرجل أو كرهه أو عن مناقبه ومنجزاته أو عن نظامه وحزبه ملهاة عبثية لا هدف لها سوى صرف الأنظار بعيدا عن مقاومة الاحتلال بجدل لا طائل منه وطنيا وقوميا ويستهدف تعميق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد كي لا يتوحدوا قلبا وعقلا وصفا واحدا ضد الغازي الأجنبي الذي يمعن في زرع أسباب الفتنة بينهم كي يتحول غزوه إلى احتلال مستدام مباشر أو في لبوس عربية وإسلامية.
فقد أصبح الرجل الآن في ذمة التاريخ لكن خصومه السياسيين قبل رفاقه وأنصاره ومحبيه يتفقون على أنه كان رجلا لا ككل الرجال في مواجهة تحديات حياته كما في مواجهة تحديات موته لتتحول رجولته المسكونة بتاريخ أمته والمدفوعة بآمال وطموحات هذه الأمة إلى رمز للعنفوان الوطني والقومي لمواصلة مسيرته النضالية ورسالته القومية، وهما على وجه التحديد المسيرة والرسالة اللتان استهدفهما الغزو والاحتلال في شخصه كعنوان لهما، فلنترك الشهيد للمؤرخين، ولنتمسك بالرسالة التي ذهب ضحية لها، ليكون مع قوافل من شهداء الأمة سبقته نبراسا ينير للأمة دروب الخلاص القومي، لأنها رسالة وطنية وقومية للأمة جمعاء لا لرجل أو حزب أو طائفة أو نظام ولو ادعاها رجل أو حزب أو طائفة أو نظام لنفسه.
إن مواقف القوى القومية والإسلامية في العراق التي اختلفت سياسيا مع الشهيد في حياته لكنها أدركت الضربة القوية التي تلقتها العروبة والإسلام بإعدامه هي مواقف ذات دلالة على وعي هذه القوى الذي جعلها تربأ بنفسها عن الانجرار إلى مرحلة ما بعد صدام وعن التورط في "العملية السياسية" الجارية بتخطيط وتنفيذ الاحتلال ودفعتها إلى الانحياز للمقاومة الوطنية المدافعة عن رسالة الخلاص الوطني والقومي التي كانت واضحة جلية في مرحلة ما قبل استشهاد صدام، لتضع بذلك أساسا راسخا لمصالحة وطنية حقيقية لا لمصالحة مستحيلة يروج لها الاحتلال بين مقاوميه وبين الطابور الخامس الذي سهل مهمة الاحتلال ويطيل أمد بقائه في العراق. ففي هذا السياق يتحول صدام إلى شهيد لكل هذه القوى مجتمعة لا شهيدا لحزبه ورفاقه فقط.
* كاتب عربي من فلسطين. nicolanasser@yahoo.com

M. Alobidi
25/03/2008, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

التاريخ :18/7/1428 هـ العراق نور الإسلام-وكالات
أكثر من سبعين شركة صهيونية مرتزقة في العراق

لا يزال الاختراق الصهيوني للعراق مستمراً فمنذ سقوط النظام العراقي السابق والشركات الصهيونية الأمنية والمرتزقة ترتع في أرض العراق تبث فيه سمومها و ترتكب العديد من الجرائم والمذابح والمجازر في إطار تنفيذ ودعم مخططات الاحتلال الأمريكي.
صهاينة داخل وحدات جيش الاحتلال بالعراق
صحيفة "معاريف" كشفت حديثاً عن أن أكثر من سبعين شركة صهيونية تسللت إلى العراق منذ اللحظات الأولى لاحتلاله، بزعم الاستيراد والتصدير إلا أن الصحيفة أخفت الهدف والدور الحقيقى لهذه الشركات ولم تقم بكشف قناعها، حيث أن العديد إن لم يكن جميع الشركات الصهيونية في العراق شركات أمنية ومرتزقة تدعم الاحتلال الامريكي.
ألن بيليه أستاذ القانون الدولي في جامعة نانتير الفرنسية يعرف عنصر المرتزقة بأنه "ذلك الشخص الذي يدخل طرفاً في نزاع بدافع الربح وهو عمل يمنعه القانون الدولي، وقد اشتهرت مجاميع المرتزقة بأدوار منافية لقيم المجتمعات الإنسانية مقابل أجر دون أن تكون لهم قضية يقاتلون من أجلها فيقتلون ويُقتلون، وغالباً ما يكون المرتزقة من العسكريين المتقاعدين ويمكن استغلال المرتزقة مقابل الربح المادي من قبل أنظمة أو دول أو جيوش أو شخصيات لتنفيذ سياساتها وتحقيق غاياتها بوسائل يحددونها وهى في عمومها وسائل لا أخلاقية.
أميركا ومنذ ان احتلت العراق وبسبب المقاومة العراقية المتزايدة تحاول التقليل من اعتمادها على جنودها النظاميين وفي المقابل تعتمد على شركات الحماية الامنية الأجنبية فقد كشفت تقارير عن أن قوات الاحتلال الأمريكي أبرمت عقوداً قيمتها مائة مليون دولار عام 2004 فقط لحماية المنطقة الخضراء وحدها.
وتحاول الولايات المتحدة أن تخدع العالم بتصوير هؤلاء المرتزقة بأنهم مقاولون أو متعاقدون تقتصر مهامهم على أعمال الحراسة وتأمين حماية المنشآت، في حين أنهم يقومون فعلياً بمهام قتالية ضد المقاومة العراقية إضافة الى ارتكابهم جرائم ضد المدنيين العراقيين يمكن تصنيفها قانونياً بأنها جرائم حرب ضد الإ نسانية.
العراق يحتوى الآن على عدد هائل من المرتزقة مما جعل بغداد المحتلة عاصمة عالمية لشركات الحماية الأمنية أو المرتزقة ويشير الخبراء الى وجود الاف الشركات التي توفر المرتزقة في العالم تتواجد في العراق وأغلبها شركات امريكية وبريطانية وصهيونية ومن هذه الشركات دايني كروب و كيلوج براون ورت و آرنيس للخدمات الأمنية و ساندلاين انترناشيونال و بلاك ووتر و فينيل كورب و كوستر باتلز للخدمات الأمنية و كلوبال ريسكس استراتيجز و آرمور كروب انترناشيونال لعمليات الأمن الدفاعي والتدريب و ستيل ماونديش و ايجيز ديفنس سيرفيسيز وإيرفيز و كونترول ريكس كروب.
الكيان الصهيوني حرص منذ احتلال العراق على اتخاذ مقرات له يخطط منها وينفذ عملياته مثل وجود لواءين من القوات الخاصّة الصهيونية في العراق مكلفين بتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف والتفجيرات وأنّ مجموعة أفراد اللواءين لا يقل عن 2400 عنصر من قوة يطلق عليها ( سرية مقتل ) تتخذ من نادي الفارس قرب مطار بغداد الدولي مقراً لها ، ويبدو أنّ من بين أهداف هذه القوة اغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية، والعمل على تشويه صورة المقاومة العراقيّة من خلال القيام بسلسلة تفجيرات في مواقع عراقية يذهب ضحيتها عراقيون أبرياء لإلصاق صفة الإرهاب بها ، وتصعيد حدة التوترات الطائفية .
القوات الصهيونية اتخذت بالفعل ست مقرات لها على الأقل في العراق وهي نادي الفارس وفندق الرشيد ومدن أربيل وسامراء وبعقوبة وكركوك.. وقد ظلت العقول والكفاءات العراقيّة هدفاً للمخابرات الإقليمية والدوليّة وللمرتزقة العاملين في شركات الحماية الأمنية والشركات العسكريّة والأمنية الخاصّة ، فخلال الأشهر السبعة الأولى بعد الاحتلال تمّ اغتيال سبعة من كبار الضباط العاملين في جهاز المخابرات العراقي السابق ، ومن العلماء العاملين في الأسلحة والصواريخ ، ومن الكفاءات الطبية ، وقال مصدر موثوق بـه ( إنّ الموساد الإسرائيلي يقف وراء هذه الجرائم بالتنسيق مع قوات الاحتلال وبتشجيع منهم ، وبالتعاون مع فريق الثعالب الرمادية الأمريكي حيث استهدف ضباط مخابرات كانوا يعملون في شعبة الكيان الصهيوني ، وإنّ أحدهم هو مثنى الألوسي مسئول متابعة الشئون العلمية الإسرائيليّة في المخابرات العراقيّة ، وقد اغتيل بمسدس كاتم للصوت في سوق تجاري مزدحم ، كما جرى اغتيال الدكتور محمد الراوي أحد أكثر الكفاءات الطبية العراقيّة شهرة بسلاح مماثل في عيادته الطبية.
الأساليب المتبعة في تنفيذ عمليات الاغتيال تشير إلى الفاعل وهو الكيان الصهيوني او ادواته العميلة وهو أمر متوقع في ظل الاحتلال الامريكي للعراق ففي إطار المصالح المتبادلة تبدو الحاجة الأمريكيّة إلى خبرات الجنرالات الصهيونية في مجالات حيوية تسهل مهمة القضاء على المقاومة العراقيّة مستفيدة من خبراتهم في مواجهة المقاومين الفلسطينيّين، وفي انتزاع الاعترافات من المعتقلين بأساليب تعذيب وحشية.
الكيان الصهيوني وجد باحتلال العراق فرصة سانحة لكى ينفذ مخططاته في المنطقة والتي تتسق مع المخططات الأمريكية مما يدق نواقيس الخطر ، إلا أنه رغم كل ذلك تقف المقاومة العراقية لهما بالمرصاد وتوقع في صفوفهم الخسائر.

M. Alobidi
25/03/2008, 02:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الإستراتيجية الأمريكية ومتكآتها الفكرية


الكاتب الشيخ محمد عبدالكريم
15 / 12 / 2006
الإستراتيجية الأمريكية ومتكآتها الفكرية


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في تنزيله المجيد :( والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا )، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والحبيب المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اصطفى .
أيها العلماء والمشايخ والإخوة في مؤتمر نصرة الشعب العراقي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم بداهة أن الله تعالى قد أوضح لرسوله صلى الله عليه وسلم وللأمة من بعده مسلك وصفات أعدائنا ، بل بين بجلاء مراتبهم في العداء :(لتجدن أشد الناس عداوة للدين آمنوا اليهود والدين أشركوا) وصدق الله تعالى إد يقول : ( وكدلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين )
إننا لا يمكن أن نتحدث عن استراتيجية أمريكا دون الإلتفات إلى الدور اليهودي هدا ليس في العراق وحده وإنما في كل ملفات استراتيجية أمريكا التي تخص بلداننا نحن المسلمين .
لقد أكد تقرير أمريكي على أن أجهزة الاستخبارات الخارجية الصهيونية " الموساد" قتلت – بمساعدة من القوات الأمريكية في العراق - 350 عالمًا عراقيًا وأكثر من 200 أستاذ جامعي في مختلف المجالات العلمية.
وأوضح التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية للرئيس الأمريكي "جورج بوش"، أن وحدات الموساد وكوماندوز "الإسرائيليين" ينشطون في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام ونصف.
وأضاف التقرير إن هذه الوحدات متخصصة في تصفية العلماء العراقيين بعد أن فشلت القوات الأمريكية في جذبهم للعمل مع الولايات المتحدة منذ بداية الاحتلال الأمريكي في العراق.
وتم اتخاذ القرار: تكليف وحدات من الكوماندوز الصهيونية بهذه المهمة بمساندة من القوات الأمريكية، وكانت النتيجة هي اغتيال 350 عالمًا و200 أستاذ جامعي في الشوارع العراقية بعيدًا عن منازلهم.
وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام كانت تظهر الشخص المستهدف على أنه ضحية في عمليات "إرهابية"
دلكم التقرير وغيره يؤكد لنا الوجود اليهودي في هده الحرب المتكآت الفكرية
أولا : برنارد لويس (بطريرك الإستشراق)
الدي ينتمي إلى نخبة من المفكرين والباحثين التاريخيين وقادة الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة، أمثال صاموئيل هانتنغتون (Samuel Huntington)، صاحب نظرية "صراع الحضارات" التي استقاها من مقالة للويس بعنوان "عودة الإسلام"، وفرانسيس فوكوياما (Francis Fukuyama)، القائل بـ"نهاية التاريخ"، الذين تبنّت أفكارهم ونظرياتهم الداعية، في جلّها، إلى تكريس النظرة الأحادية إلى العالم من بوابة الإمبراطورية الأميركية المنتصرة، مجموعة من صناع القرار في واشنطن، من المحافظين الجدد، وروّجت لها مؤسسات الأبحاث السياسية والإستراتيجية، وصارت كتبهم على قائمة المبيعات الأكثر رواجاً وتغطية على الصعيد الإعلامي.
ولد برنارد لويس في لندن عام 1916، وهو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية.
تخرج من جامعة لندن سنة 1936، ودرس في باريس، وتتلمذ على كل من ماسينيون الذي كان يعنى عناية خاصة بتاريخ الفرق الإسلامية وبالتصوف. وعلى هاملتون جب الذي نال على يديه الدكتوراه عن اطروحته في تاريخ الإسماعيلية.
عمل برنارد في جامعة لندن مدرساً في قسم التاريخ ـ مدرسة الدراسات الشرقية الإفريقية ـ حتى ترأس هذا القسم في أول أكتوبر 1957، وظل رئيساً له مدة خمسة عشر عاماً. ثم انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون بولاية نيوجرسي الأمريكية سنة 1973، بالإضافة إلى عضويته الدائمة في معهد برنستون للدراسات المتقدمة. حصل برنارد على الجنسية الأمريكية سنة 1982، وهو الآن أستاذ متقاعد، ومازال يحتفظ بمكانته العلمية في الجامعة.
وظف برنارد علمه وإمكاناته وذكاءه لخدمة قضيته (المشروع الصهيوني) بأبعاده السياسية والثقافية، فتقاطع مع المشروعين الغربي الأوربي في مرحلة ومع المشروع الأمريكي في مراحل.
أهم الأفكار التي أطلقها لويس حيال العرب والمسلمين على مدى أكثر من نصف قرن، ثم ما لبثت أن تحولت اليوم إلى ما يشبه المتكآت النظرية لاستراتيجيات الأمن التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي.
كتب برنارد لويس كثيراً. وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين، حتى اعتبر مرجعاً فيه، فكتب عن الحشاشين وعن أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرامطة وكتب في التاريخ الحديث كتابات ليست في مستوى البحوث التي قدمها في الكتابات التاريخية، ذلك أن النزعة الصهيونية التي يصرح بها هو ويؤكدها سيطرت على كتاباته في التاريخ الحديث، فظهرت أقرب إلى الكتابات الإعلامية منها إلى الكتابات العلمية المنهجية. وكتب عن الإسلام والغرب، وعن صدام الحضارات تأسيساً لما كتبه زميله (صموئيل هتنقتون)، وكان العنوان الفرعي لهذا الكتاب (المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات)، وكتب عن الشرق الأوسط: ألفا سنة من التاريخ من فجر المسيحية حتى يومنا هذا، وكتب عن الساميين وغير الساميين). عن (مركز المدينة المنورة لدراسات الاستشراق).
ومن أشهر مؤلفات برنارد لويس:
ـ العرب في التاريخ ـ الغرب والشرق الأوسط ـ العرق واللون في الإسلام ـ ظهور تركية الحديثة ـ استانبول وحضارة الإمبراطورية العثمانية ـ الحشاشون فرقة ثورية في الإسلام ـ يهود الإسلام ـ لغة السياسة في الإسلام (قدم مركزنا دراسة عنه) ـ أين مكمن الخطأ ـ وأخيراً (أزمة الإسلام) أو (حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس).
سنة 1949 تم إستدعاء لويس من قبل السلطات التركية للإطلاع على أرشيف المخطوطات العثمانية في إستنبول، التي فتحت للباحثين والمؤرخين الغربيين مما شكل فرصة نادرة لهم للإطلاع والكشف عن خصائص المجتمع الإسلامي في العصر الوسيط. ومنذ منتصف ستينات القرن الماضي، خصص لويس معظم كتاباته
لتحليل مكونات وتراكيب ما أسماه "بالشرق الأوسط المعاصر" وفهمها متسلحا بما توفر لديه من مواد تاريخية ووثائق الأرشيف العثماني في إستنبول. ضمن هذا السياق جاءت مخطوطته "الشرق الأوسط والغرب" التي نشرت أول مرة سنة 1964، وتمت مراجعتها كي تنشر بعد مرور ثلاثين سنة مرة أخرى، سنة 1994، تحت عنوان" تشكيل الشرق الأوسط". وبعد ذلك بثلاث سنوات، أي سنة 1967، نشرت مخطوطته"الحشاشون"، تناول فيها نشأتهم الفكرية وكيف تمكنوا من تأسيس دولة خاصة بهم إمتدت من إيران شرقا حتى منطقة الساحل السوري غربا. والتي إستمرت منذ القرن الحادي عشر حتى القرن الثاني عشر ميلادي وكيف تم القضاء على دولتهم تلك على أيدي قوات هولاكو حين غزت المنطقة، وفي 1984، تبعه كتاب "اليهود في الإسلام"، وفي 1986 أصدر كتابه"الساميون والمعادون للسامية"، ثم تبعه سنة 1988،
كتاب "اللغة السياسية في الإسلام"وكتاب "الإسلام والغرب" ، وفي سنة 1995 صدر كتابه "الشرق الأوسط"، هذا بالإضافة طبعا إلى كتابيه الأخيرين الأكثر شهرة -بسبب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001- وهما "أين الخلل؟" صدر مباشرة إثر هجمات 11 سبتمبر، و"أزمة الإسلام" صدر سنة 2003. وأخيرا "من بابل إلى دراغومانز" .
وحقيقة لم يسبق أن أقدم أي مستشرق أو مؤرخ أو مفكر أن ينزل من برج الدراسات والبحوث ويغمس أصابعه الأكاديمية في أوحال السياسة وطيونها بالشكل الذي أقدم عليه المستشرق برنارد لويس. خاصة إذا تعلقت هذه
السياسة بمواقف وطريقة تعامل قوة كونية جبارة بحجم الولايات المتحدة الأميركية مع ما جرى ويجري من أحداث ووقائع في أعقد وأخطر منطقة في عالم اليوم- منطقة الشرق الأوسط هذا الحجم الهائل من الكتب والمقالات والدراسات التي أنتجها برنارد لويس على مدار الستين سنة الأخيرة، بشكل جعل كتاباته وكأنها مراجع لمن يود"الإطلاع" على أمر ما متعلق بالمسلمين أو بالعرب.
نشرت صحيفة "وال ستريت جورنال" المحافظة تحقيقا حول الدور السياسي، بل الأدوار،التي لعبها برنارد لويس. حول هذا الموضوع كتب بيتر والدمان، صاحب التحقيق المشار إليه فقال: "سمها نظرية(برنارد) لويس، رغم أنه لم تتم مناقشتها في الكونغرس، ولم يتم إصدار مرسوم رئاسي بشأنها. إلا أن تشخيصات لويس لأمراض العالم الإسلامي ودعوته للغزو العسكري الأمريكي لزرع الديمقراطية في الشرق الأوسط، ساهمت في إحداث أكبر تغيير فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية على مدار الخمسين سنة الماضية. ولعل إحتلال العراق يشكل أهم إختبار لهذه النظرية." وللرجل كذلك مواقف أخرى حول كبرى قضايا الشرق الأوسط، أي القضية الفلسطينية تحديدا، حيث نادى منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، بقيام دولتين متجاورتين مطالبا الحكومة الإسرائيلية آنئذ بإختبار رغبة الفلسطينيين في الدخول في مفاوضات حول هذا الأمر. إلا أنه كتب في نفس تلك الفترة مقالة مطولة شارحا فيها، حسب رأية، إنعدام وإنتفاء أي حق تاريخي للفلسطينيين على أرضهم بإعتبار أن "فلسطين كدولة لم توجد على الإطلاق قبل الحكم البريطاني لها سنة 1918"، وهي كفكرة، نالت إعجاب الكثير من السياسيين إلى درجة أن غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل حينها، وبعد أن طالبت جميع أعضاء حكومتها بقراءة تلك المقالة، طلبت الإجتماع ببرنارد لويس. في ذلك اللقاء الشهير بينهما، إستمعت رئيسة الوزراء إلى آرائه بإعجاب حول القضية الفلسطينية التي لم يتردد في شرحها بإسهاب على حد تعبير أمنون كوهين، الدكتور المحاضر في الجامعة العبرية في القدس.
في كتاب صدر له حديثا يحمل عنوان " عن التقارب الحضاري الإسلامي-المسيحي"، يتحدث المستشرق الدكتور ريتشارد بوليت، دكتور محاضر في مادة التاريخ بجامعة كولومبيا، عن برنارد لويس فيقول:"...هذا رجل لا يحب أولئك من يدعي أنهم (العرب) ضمن مجال إختصاصه، فهو لا يحترمهم، ويعتبرهم جيدين وذوي قيمة فقط حينما يبدون قابلية لتتبع الغرب..."
ثانيا : زينو باران وتجديد أفكار برنارد لويس
الباحثة زينو باران باحثة من أصل تركي حصلت على الدكتوراه عام 1996من معهد نيكسون وهي تعمل في موقع مركز نيكسون ((www.nixoncenter.org) التي ما فتئت تنادي بحرب الأفكار، وهي من أوائل من صرخت بذلك. وركزت في أبحاثها على الإسلام السياسي المنادي بعودة الخلافة، وتعتبره تهديدا جوهريا بعد أن "استطاع أن يضرب برجي الفكر الغربي -الرأسمالية والديمقراطية- مثلما استطاعت القاعدة أن تضرب برجي الإقتصاد في نيويورك" كما تطرح (وأنظر مثلا مقالها بعنوان مباشر: القتال في حرب الأفكار - Fighting the War of Ideas- في مجلة الشؤون الخارجية (Foreign Affairs . November / December 2005).
ثالثا : فكرة التقسيم والرؤية الصهيونية :
التصور للشرق الأوسط ينطلق من تصور أن التاريخ متوقف تماما بهذه المنطقة، وأن الشعب العربي سيظل مجرد أداة بيد معظم حكامه الذين ينصاعون انصياعا أعمى للولايات المتحدة
هذا هو الإطار الذي يتحرك داخله رالف بيترز، وهو ضابط متقاعد يحمل رتبة مقدم، وضع مخططاً لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (في مقال نشر بمجلة القوات المسلحة الأميركية في عدد يونيو/ حزيران 2006، نقلا عن مقال لبيان الحوت "الشرق الأوسط الجديد مشروع أميركي محكوم بالفشل" 9/8/2006). ولا تعود أهمية المقال إلى عمقه أو إمكانية تحققه، وإنما إلى أنه يبين ما الذي يدور في خلد دعاة الشرق الأوسط الجديد، خاصة وأن الذي كتبه شخص مسؤول كان يعمل بالاستخبارات العسكرية الأميركية.
ينطلق بيترز مما يسميه الظلم الفادح الذي لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط أوائل القرن العشرين (يقصد اتفاقية سايكس بيكو) مشيرا إلى هذه الأقليات "بأنها الجماعات أو الشعوب التي خدعت حين تم التقسيم الأول" ويذكر أهمها: الأكراد، والشيعة العرب.
كما يشير إلى مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين والإسماعيليين والنقشبنديين. ويرى بيترز أن ثمة كراهية شديدة بين الجماعات الدينية والإثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، حتى يعود السلام إليه. (والنموذج الكامن هناك هو الدولة الصهيونية القائمة على الدين والقومية وامتزاجهما).
ثم يقدم بيترز خريطته للشرق الأوسط الجديد فيتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، دولة كردية بالشمال، ودولة شيعية بالجنوب، ودولة سُنية بالوسط ستختار الانضمام إلى سوريا مع مرور الزمن.
ويصف المقدم المتقاعد السعودية بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة حتى تنشأ فيها "دولة إسلامية مقدسة" على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلي الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أي أن يكون المجلس نوعا من "فاتيكان إسلامي أعلى".
كما يقترح إضافة الأرض المقتطعة من شمالي السعودية إلى الأردن، وأن تقتطع أرض من جنوبي البلاد كي تضاف إلى اليمن، وأما شرقي البلاد فلن تسلم أيضا من المقص، إذ تقتطع منها حقول النفط لمصلحة دولة شيعية عربية.
أما المملكة الأردنية الهاشمية فستحتفظ بأراضيها وتضاف إليها أرض من شمالي السعودية، كما سيرتبط "مستقبل الضفة الغربية بها".
أما الإمارات فيطلق السيد بيترز عليها اسم "الدولة المدينية" (تشبها بالمدن اليونانية قديما) وقد يُدمج بعضها مع الدولة العربية الشيعية التي تلتف حول الخليج الفارسي، وستصبح قوة توازُن مقابل الدولة الفارسية لا حليفا لها.
"بيترز في مخططه للشرق الأوسط: سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها"
أما دبي، فيتكرم عليها بالسماح كي تبقى مسرحا للأغنياء الفاسقين (كما ورد) وأما عُمان والكويت، فتحتفظ كل منهما بأراضيها. ويفترض أن إيران، وفقا لهذا المشروع الجهنمي، ستفقد الكثير من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة، وكردستان الحرة، والدولة الشيعية العربية، وبلوشستان الحرة، لكنها تكسب أراضي من أفغانستان حول هيرات. ويطرح رالف بيترز تصوره بأن إيران سوف تصبح في النهاية بلدا إثنيا فارسيا من جديد.
ينتهي السيد بيترز إلى أن تعديل الحدود بناء على رغبات الناس قد يكون مستحيلا، لكنه من الممكن أن تنشأ حدود جديدة مع الزمن. فتعديل حدود الشرق الأوسط الأكبر، بناء على روابط الدم الطبيعية والعقيدة الدينية، ضرورة ملحة لحقن الدماء!! ومن هنا مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها!
ويختتم الرجل مخططه بقوله "سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها".
وهذا التصور للشرق الأوسط الجديد لصيق للغاية بالرؤية الصهيونية منذ بدايتها، فقبل إنشاء الدولة الصهيونية بعدة أعوام قال بن جوريون "إن عقب أخيل (أي نقطة الضعف) في الائتلاف العربي هى سيادة المسلمين في لبنان فهى سيادة زائفة، يمكن بسهولة قهرها".
وبدلاً من ذلك ستقوم دولة مسيحية تكون حدودها الجنوبية على نهر الليطاني، وستكون الدولة الصهيونية على استعداد لتوقيع معاهدة مع هذه الدولة. "وبعد أن نكسر الفيلق العربي ونضرب عمان بالقنابل، سوف يكون بإمكاننا إزالة دولة الأردن، وبعد ذلك سوف تسقط سوريا، وإذا اجترأت مصر على محاربتنا فسوف نقصف بورسعيد والإسكندرية والقاهرة، وهكذا ننهي الحرب ونقضي قضاء مبرماً على مصر، وآشور بالنيابة عن أسلافنا".
وبخور أيضا :
قد قام عبقري آخر وهو جاي بخور (في يديعوت أحرونوت يوم 27/7/2006) بتقديم خطته لإعادة صياغة الشرق الأوسط. والخطة لا تعدو أن تكون شكلا من أشكال الأحلام المتورمة، ولكنها مع هذا تعطينا فكرة عما يدور في خلد الولايات المتحدة وإسرائيل.
يبدأ المقال بالقول إنه يجب عدم العودة للشرق الأوسط القديم الذي يصفه الكاتب بأنه "توجد فيه دولة ذات نظام مجنون تتسلح بسلاح ذري وتسلح رفيقاتها (وهذا بطبيعة الحال لا يعني إسرائيل) والعراق غارق في حرب أهلية، ومنظمات راديكالية تسيطر علي حكومات ونظم حكم، وهذه بدورها تمنح جماعات مخربين مسلحة دعماً قوياً وعلاقة متسامحة.
ثم يستأنف العبقري الحديث قائلا: ثمة حاجة إلى تغيير جوهري، فلم تنجح هذه الدول في منح مواطنيها حياة ثقافية كاملة، ومعظم شعوبها فقيرة، وهي دول تتسم كلها بالطغيان ولا تُنطق كلمة الديمقراطية ولو في دولة واحدة، وإذا ما تمت محاولة ديمقراطية في بعضها، فإن النتيجة تكون تولي نظم إرهابية إسلامية أو فوضى". (ولنلاحظ التناقض الذي يقع فيه هذا العبقري، فهو يرفض الطغيان العربي، ولكنه يجد أن الديمقراطية تؤدي إلى الإرهاب الإسلامي).
ولعلاج هذا الوضع يقترح جاي بخور "أن يُقسم العراق إلى ثلاث دول، بحسب مقياس طائفي: سُنية في الوسط والغرب، وشيعية في الجنوب، وكردية في الشمال، كما يجب إنهاء نظام سوريا وإعادة الأكثرية السُنية إلى الحكم.
وعلي الأردن أن يتحمل المسؤولية عن الضفة الغربية، وبهذا ينشأ كيان فلسطيني واحد فينتشر الفلسطينيون إلى الشرق (بعيدا عن إسرائيل بطبيعة الحال) لا إلى الغرب في اتجاه الدولة الصهيونية والمطالبة بحق العودة.
أما مصر فستصبح مسؤولة عن قطاع غزة، وهو شيء –حسب تصوره- أصبح يحدث في الواقع أكثر فأكثر. ويجب إعاقة إيران بواسطة نظام عقوبات شامل، ويجب أن يقوم في لبنان نظام دولي جنوب الدولة وشرقها، لمنع عودة الأصولية الشيعية أو غيرها.
وماذا عن شعوب المنطقة؟ هل هي مستعدة لتقسيم جديد (سماه المفكر الإستراتيجي العربي منير شفيق سايكس بيكو الثاني: تقسيم ما هو مقسم وتجزئة ما هو مجزء)؟ يري هذا العبقري الجهبذ أن الشعوب سترحب أيما ترحيب بهذا، بينما سيعارضه الحكام وحدهم.
"فسكان العراق يشتاقون إلى الاستقرار، ومن المؤكد أن الأكثرية السُنية في سوريا تطمح إلى إنهاء سلطة القلة العلوية، وفي الأردن 80% في الأصل من السكان فلسطينيون، والملك متزوج بفلسطينية، وأبناؤه نصف فلسطينيين.
"مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف"
وسيفرح سكان الضفة الغربية أيضاً بإنشاء دولة فلسطينية كبيرة. وفيما يتعلق بمصر، من المعقول أنها تدرك اليوم أن غزة الفائرة تعني سيناء الخطرة، وتهديد السياحة والاستقرار السياسي والاجتماعي كله.
ثم يختم جاي بخور حديثه بالقول إنه إزاء تفشي الراديكالية الخطرة للتدين المتشدد الإسلامي، يجب على العالم الغربي أن يستيقظ وأن يفهم أن الحديث ليس عن الشرق الأوسط أو إسرائيل فقط، بل عن جوهر وجوده.
إن مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف.
فالانتخابات العراقية الأخيرة يمكن حسب لويس أن يكون لها تأثير في المنطقة لا يقل عن تأثير حملة نابليون التي أدخلت العرب للحداثة.
ويخلص لويس إلى القول ان الحرب العالمية الثانية فسحت المجال أمام تحول دول المحور المهزومة إلى الديمقراطية التعددية، في حين أدت نهاية الحرب الباردة إلى تمدد الديمقراطية إلى الجمهوريات الدائرة سابقا في الملك السوفياتي، وبقدر من الحزم والصبر يمكن للولايات المتحدة بعد انتصارها في العراق أن تدخل الحرية والديمقراطية إلى الشرق الأوسط.
تقرير مركز "راند":
لا بدّ من تذكير الباحثين والقرّاء بالعودة إلى تقرير مركز "راند" الدي صدر في شباط 2004 ويعد بمثابة استراتيجية أمريكية للتعامل مع المسلمين وهو على درجة عالية من الأهمية وفيه الكثير من الإجابات عن خفايا التوجهات الأمريكية تجاه المسلمين والتقرير بعنوان: "الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات".
ويرى التقرير أنّه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب من دون فهم طبيعة الإسلام في المنطقة الذي يقف سدا منيعا أمام محاولات التغيير، وأنّ الحل يكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات هي : مسلمين أصوليين، مسلمين تقليديين، مسلمين حداثيين، مسلمين علمانيين.
- فيما يتعلّق بالأصوليين: تقول "راند" يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم وأفضلهم هو ميّتهم؛ لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية، ويجب الحذر منهم؛ لأنّهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم وهم قويوا الحجّة والمجادلة.
ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة واتباع تنظيم القاعدة والموالين لهم والمتعاطفين معهم و"الوّهابيون" كما يقول التقرير والغريب إنّهم أدرجوا أيضا حزب التحرير الإسلامي فقط ؛ لأنّه كما يقولون يسعى لإقامة الخلافة السلامية من جديد !!على الرغم من أنّه لم نرى أعمال عنف ارتكبها وعلى الرغم من أنّه يكاد يكون الفصيل الوحيد الذي يمتلك منهاجا سياسيا واضحا ودستورا قائما على الإسلام "رغم مآخذ الكثيرين عليه".
- فيما يتعلق بالتقليديين: تقول "راند": يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ويجب دعمهم وتثقيفهم ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجّة والمجادلة وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية وبالتالي الشيعية (يقول ابن خلدون لولا التشيع لما كان التصوف) ويجب دعم ونشر الفتاوى "الحنفية" لتقف في مقابل "الحنبلية" التي ترتكز عليها "الوهابية" وأفكار القاعدة وغيرها مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين.
ويدخل في هذا الباب بطبيعة الحال الإخوان المسلمون والصوفية والشيعة ومن يراهم الأمريكيون "المعتدلين الآخرين" الذين يقبلوا الحوار والتقارب على اعتبار أن التقرير يعرّف التقليديين والإسلام التقليدي يتضمن عوامل ديمقراطية ويمكن من خلالها مواجهة وصد "الإسلام الأصولي" ولكنهم لا يمثلون وسيلة ملائمة أو دافع لتحقيق "الإسلام الديمقراطي" على اعتبار أن هذا الدور يجب أن يقع على عاتق الكاهل الإسلاميين العصرانيين (الحداثيين) الذين يعترض طريقهم وفعاليتهم عوائق وقيود كثيرة تحدّ من تأثيرهم.
لذلك يجب أن ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنظهر لجموع المسلمين والمتدينين والى الشباب والمسلمين في الغرب والى النساء ما يلي عن الأصوليين:
1- دحض نظرّيتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته.
2- إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية.
3- نشر العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها.
4- إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلّفهم.
5- تغذية عوامل الفرقة بينهم.
6- دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّة إيمانهم.
7- تجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين كي لا يجتذبوا أحدا للتعاطف معهم..... نكتفي بهذا العرض.
أمريكا وعملية تشكيل الشرق الأوسطالجديد:
استراتيجية أمريكا في العالم الإسلامي تعدّدت وتنوّعت على مر السنين لتتلاءم مع التغيرات التي تطرأ على المنطقة بين الحين والآخر، لكنّها في جميع الأحوال والظروف حافظت على عاملين اثنين أساسيين اعتبرتهما كثوابت في جميع هذه الاستراتيجيات، وخطّا أحمر يمس الأمن القومي الأمريكي:
العامل الأول هو: حماية أمن إسرائيل ودعمها بأي ثمن.
العامل الثاني هو: تأمين النفط والمصالح الاستراتيجية الأمريكية الأخرى.
وعلى العموم فإنّ الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة يمكن تلمّس معالمها من خلال الأدوار التي لعبتها أمريكا في أفغانستان والعراق ومن خلال الأدوار التي تلعبها مؤخرا بمساعدة أوروبا في عدد من الملفات، سواء في سوريا أو لبنان أو فلسطين أو مصر أو الخليج العربي وتركيا، وهذه الاستراتيجية تقوم على ثلاث ركائز أساسيّة، هي:
أولا: دعم الأقليّات في المنطقة وفي كثير من الأحيان على حساب الأغلبية.
ثانيا: تحجيم نفوذ الدول الكبرى تقليديا مثل مصر والسعودية وسوريا والعراق، والحرص ألا تمتد دائرة نفوذهم خارج إطار دولهم، سواء سياسيا أو عسكريا أو حتى اقتصاديا في بعض الأحيان، وذلك لأهداف عديدة سنذكرها في إطار عرض النقطة كما سيأتي لاحقا.
ثالثا: استغلال من تدعوهم أمريكا بالإسلاميين المعتدلين، وذلك لكي تنفّذ ما تصبو إليه تحت شعار الحوار والتقارب والانفتاح على الآخر، الذي تذكّرته فجأة بعد حوالي 60 سنة قضتها في المنطقة وهي تحارب الإسلام والمسلمين ومازالت.
ثانيا: ضمان عدم التحام هذه الأقليات والطوائف والأعراق، وضمان عدم ذوبانها أو على الأقل انسجامها مع الأغلبية في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط في أي إطار جامع على الشكل الذي كانت فيه منذ قرون لضمان أنها ستكون بحاجة إلى مساعدة خارجية، وكل ذلك من أجل أن تبقى هذه الأقليات برميل بارود يمكن تفجيره في الوقت الذي تراه القوى الغربية مناسبا وبالتالي أمريكا ستكون جاهزة للتدخل في أي مكان وزمان تراه مناسبا في أي بلد من هذه البلدان إذا رأت أن ذلك لمصلحتها، وبحجّة الحماية بطبيعة الحال. وإن لم يكن ذلك في مصلحتها فلا هي ترى ولا تسمع ولا تتكلم.
ثالثا: أن الهدف أيضا من ورقة الأقليات هو تبرير وجود إسرائيل وتوسيع رقعة المشاكل والنزاعات الإقليمية الداخلية العرقيّة والقوميّة لإشغال العالم العربي والإسلامي وشعوب هذه الدول بالمشاكل الداخلية المستجدّة لديهم والمخاطر التي تتهدّد بلدانهم المعرضّة آنذاك للتفتيت والتقسيم، بمعنى تقسيم المقسّم أصلا وتجزئة المجزأ بعدا حتى تصبح القضيّة الفلسطينيّة في آخر اهتمامات الشارع الإسلامي والدول الإسلامية ، هذا إنْ تذكّرها بعد ذلك أحد، وبالتالي تنعم "إسرائيل" بما هي فيه.
رابعا: الهدف أيضا من نفس الموضوع هو إفساح المجال أمام إسرائيل للدخول والتغلغل في هذه الدول عبر الأقليّات سواء القومية أو الطائفية أو العرقية ولنا في أكراد العراق وشيعته مثال على ذلك، إذ إنّ الدولة المدمّرة أو المفتّتة أو التي يتم إضعافها عبر ورقة الأقليات سيكون من السهل على إسرائيل اختراقها كما حدث أيضا في جنوب السودان.
أن تحجيم النفوذ يؤمن الاستفراد بالدول الواحدة تلو الأخرى دون أن يكون لها أي حليف أو نصير، وبالتالي فإنّ الملف يصبح أسهل والنتائج أضمن والإملاءات والشروط أكبر والتهديدات بالعقوبات والعمليات العسكرية في حال عدم التنفيذ أجدى.
ويمكن ملاحظة ذلك في ثلاث حالات واضحة وصريحة، منها:
1- السودان حيث تمّ عزله عن محيطه العربي وترك لوحده في مواجهة أمريكا والقوى الدولية وتمّ عزل مصر عن الملف إلى أن وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه الآن وبعد فوات الأوان، ونرى التهديدات والعقوبات الأمريكية والأممية واضحة لأي مراقب.
2- العراق وقد تمّ أيضا عزله ومحاصرته وقصفه وتدميره وتحجيم نفوذه إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من خراب ودمار وانهيار نتيجة عدم تنفيذ الإملاءات والشروط الأمريكية.
الحوار والتقارب مع الإسلاميين من أجل استغلالهم:
فالولايات المتّحدة نريد تغيير المنطقة وتعلم أن القوى الإسلامية هي المسيطرة على الشارع، وبالتالي لا يمكن القيام بأي تغيير يحظى بالمصداقيّة والاستمرارية إلاّ إذا تمّ الحصول على ختم الإسلاميين عليه من أجل شرعنته، وبناءً على ذلك فأمريكا تحاول استغلال من تدعوهم "بالمعتدلين" من أجل تمرير مخطّطاتها.
ومن هذا المنطلق فقد طرحت الإدارة الأمريكية منذ مدّة ليست ببعيدة موضوع الحوار مع الإسلاميين على طاولة البحث والتمحيص وتناولت العديد من مراكز الدراسات والفكر الأمريكية هذا الموضوع وكل من وجهة نظره الخاصّة، فيما لم تقف الإدارة الأمريكية عند هذا الحد بل تعدّته لفتح قنوات اتّصال مباشرة وغير مباشرة مع شرائح من المسلمين.
هذا ولن نستطيع أن نرى من خلال الاستراتيجية الأمريكية التي عرضناها أن المستهدف من الحوار هم المسلمون التقليديون الذين يوصفون بالمعتدلين داخل الإخوان والمتصوفة والشيعة, وأنّ الهدف من هذا الحوار بكل اختصار: استخدام هؤلاء المسلمين لضرب الأصوليين والاستغناء عنهم فيما بعد عند نجاح المهمة لصالح الحداثيين والعلمانيين أو ما يمكن تسميته بالإسلام الليبرالي الأمريكي، وهذا ما من شأنه أن يوسّع خيارات الولايات المتحدة في التعامل مع العالم الإسلامي واللعب على التناقضات دون أن ننسى ابتزازهم لأصدقائهم من الديكتاتوريات العربية بالتلويح بورقة الإسلاميين المعتدلين كبديل لهم لتقديم المزيد من التنازلات و"الانبطاحات".
وقد نجحت تجربة الولايات المتّحدة الأمريكية وحتى الآن في الحوار مع الشيعة، سوءاً من فوق الطاولة أو من تحتها، وذلك واضح في العراق وله ذيول في إيران ولبنان أيضا تتكشّف بين الحين والآخر، أما المتصوفّة فكانت البداية مذهلة معهم في تركيا إلا أنّه يبدو أنهم أدركوا أنّهم لم يكونوا المتصوفة الذين يرجوهم.
وعلى العموم فإنه لا يمكن فهم التصريحات الأمريكية التي نقلت في الآونة الأخيرة من أنّ (وزيرة الخارجية) كونداليزا رايس كشفت عن اقتناع الولايات المتحدة بأهمية التحاور مع الإسلاميين في المنطقة العربية، وأنها لا تخشى من وصول تيارات إسلامية إلى السلطة، وأنّ رايس لم تكن وحدها التي صرحت بهذا، فقد قال ريتشارد هاس (مدير إدارة التخطيط السياسي بالوزارة نفسها): إن الولايات المتحدة لا تخشى وصول تيارات إسلامية إلى السلطة لتحل محل الأنظمة القمعية العربية التي"تتسبب بتكميمها الأفواه في اندلاع أعمال الإرهاب، شريطة أن تصل عن طريق ديمقراطي وأن تتبنى الديمقراطية كوسيلة للحكم.] إلا في إطار الاستراتيجية البرغماتية الأمريكية والتي تتناقض مع ما توصّل إليه البعض من أنّ الحوار مع الإسلاميين يعود إلى:
1- رغبة الأمريكيين في التعرف أكثر على طبيعة هذه الحركات الإسلامية التي ظلت إلى عهد قريب مجهولة بالنسبة لها .
2- حاجة الولايات الماسة إلى تحسين صورتها في العالم الإسلامي بعد موجة الكراهية التي سادت، خاصة بعد الحرب على العراق وأفغانستان. (الجميع يعرف أن هذا النوع من الحوار يهدف إلى تصديع الصف الداخلي كما بيّنا واستغلال التناقضات، وليس من شأنه أن يحسّن أي شي من صورة الولايات المتّحدة بل سيزيد من وصفها بالنفاق والاستغلال على اعتبار أنها تسعى لإبقاء صلة وصل مع الديكتاتوريات وهذه الحركات على حد سواء لاستخدام أي منها عند الحاجة).
الصفات الثابتة للاستراتيجية العسكرية الأمريكية :
هناك صفات ثابتة للاستراتيجية العسكرية والسياسية للولايات المتحدة بعد التدخل العسكري من أهمها مايلي :‏
1- عندما تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في أية منطقة لاتبالي كثيراً بالخسائر التي تلحق بقواتها أو التي تلحق بالطرف الآخر بما فيهم المدنيين.‏
2- لايمكن إنهاء الحرب عندما تبدأها الولايات المتحدة بسهولة ومهما طال أمدها , فحرب فيتنام استغرقت ثماني سنوات مثلاً.‏
تمهد القيادات الأمريكية للتدخل العسكري بحملات اعلامية مدروسة تهيئ الرأي العام العالمي والامريكي بشكل خاص وبما يبرر هذا التدخل أو ذاك.‏
إن أمريكا هي الوريث التاريخي لسلاسة الإستعمار في الغرب ، وهي تسير على خطا السابقين فمثلا : نابليون بونابرت كما في( تاريخ الجبرتي 3: 5-4 ) عندما احتل البلاد المصرية بادر بنشر بيان يقول فيه :
( بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونبارته، يعرف أهالي مصر جميعهم، أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية - أي المماليك - ، يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية، ويظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعة عقوبتهم ، وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأبازة، والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فأما رب العالمين القادر على كل شيء فإنه قد حكم على انقضاء دولتهم، يا أيها المصريون قد قيل لكم، إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح، فلا تصدقوه وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين ) ..
وعندما احتل البريطانيون مصر - بعد الفرنسيين - بدؤوا على الفور بإطلاق وعودهم بالانسحاب ( بلغت 66 وعدًا !! ) ، وأعلن غلادستون قائلاً : ( بناء على رغبة الخديوي، فقد تبقى قوة بريطانية صغيرة في مصر تتحمل مسؤولية البلاد إلى أن تترسخ سلطته وتثبت وتتجاوز حدود الخطر ) !! لكن القوات بقيت ، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تجرأ البريطانيون على تحويل "محميتهم المستترة" إلى محمية حقيقية وعلنية، ثم أعلنوا رسمياً في عام 1922 استقلال مصر، وفي عام 1936 أعلنوا إنهاء احتلالهم العسكري ! إلا أن القوات البريطانية لم تغادر مصر فعلاً إلا في حزيران / يونيو 1956 حين أجبرت على الوفاء بتعهداتها المتعددة والمتكررة بالانسحاب، أي بعد أربعة وسبعين عاماً من الغزو الأصلي !!
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال زيارته الأخيرة إلى أفغانستان جدد المعزوفة القديمة الجديدة لكل أنواع وأشكال الاستعمار القديم والجديد ، وهي أن قواته لن تخرج ما لم تُنجز مهمتها ، والسؤال البسيط والساذج الذي يطرحه الرجل العامي في شوارع هلمند وقندهار وكابول ومزار الشريف على بلير والبريطانيين بشكل عام :هل أنجز أسلافك البريطانيون مهمتهم في حروبهم الثلاثة المعروفة التي خاضوها في القرنين الماضيين مع الأفغان" في الفترة الواقعة بين 1838 – 1919 ؟
وهل أنجزتم مهمتكم في العراق الآن ، بعد أن حولتم هذا البلد إلى مقابر جماعية تتقازم أمامها كل ما تتحدثون عنه من مقابر أقامها الرئيس العراقي السابق صدام حسين ؟ ومهزلة المهازل هي أن هؤلاء الذين فعلوا كل هذا في العراق ، يحاكمون الرئيس العراقي السابق ، في حين هم من ينبغي أن يُوضع خلف القضبان لمحاكمتهم كمجرمي حرب ، ومشعلي فتن ، وكل أنواع الجرائم التي عرفتها البشرية وما لم تعرفها.
وفي ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 132-133) عندما احتلت القوات البريطانية بغداد عام 1917م أصدر الجنرال مود منشوراً تاريخياً محاولاً التقرب من أهل العراق قائلا: ( إننا لم ندخل بلادكم أعداء فاتحين، إنما دخلناها محررين ) ! ، ثم ذكرهم بما هم فيه من ظلم واستبداد منذ أيام هولاكو إلى أيام الحكم التركي . ومما قاله أيضاً : ( إنها ليست أمنية جلالة ملكي بمفرده ، بل إنها أمنيات الحكومات المتحالفة مع جلالته أيضاً أن تفلحوا كما في السابق، حينما كانت أراضيكم خصبة وكان العالم يتغذى من ألبان آداب أجدادكم وعلومهم وحرفهم ، يوم كانت بغداد إحدى عجائب الدنيا ) ! ثم احتل الموصل مع الولايات التابعة لها التي كانت تابعة لفرنسا ( حسب تخطيطهم ) ، على أن تأخذ فرنسا مقابل ذلك حصة من النفط، وهكذا أصبح العراق كله تابعاً لبريطانيا ، فأذاعت الدولتان المتحالفتان –بريطانيا وفرنسا- في اليوم التالي بياناً أعلنتا أنهما خاضتا الحرب بغية تحرير الشعوب من مظالم الترك، وإقامة حكومات وطنية باختيار المواطنين ، وإشاعة العدل والمساواة وتطوير البلاد اقتصادياً وعلمياً، وجمع كلمة المواطنين التي كان قد فرقها الحكم التركي ! وبينما كانت العهود والبيانات تتوالى كانت ترافقها عملية إبرام معاهدات سرية متناقضة ومطاطة، كانت هي الوسيلة التي استعملها الاستعمار في تحقيق أهدافه، أهمها: معاهدة سايكس بيكو ، ووعد بلفور ، ومؤتمر سان ريمو فيما بعد..
وسلك الإيطاليون نفس مسلك غيرهم عندما احتلوا ليبيا ؛ فأصدروا منشورات تفيد اهتمامهم بمصلحة أهالي البلاد ، وتسعى للتقرب منهم ، وتعلن أن إيطاليا تود طرد الأتراك حفاظاً على مصالحهم ! فقد أصدر قائد الحملة الجنرال كارلو كانيفا منشوراً باللغة العربية، بمثابة "إنذار" خاطب فيه المسلمين قائلا : ( إن إيطاليا لا تريد في الحقيقة سوى رضا العرب وتأمينهم على أحوالهم وأرواحهم، لأن حكومة رومة بمثابة الأم الرؤوم التي ترغب فقط أن تعلم العرب كيف ينشئون أولادهم ويربونهم وكيف يصبحون أثرياء بفضل المخترعات الجديدة في الصناعة التي سوف يأتي الإيطاليون بها إلى ليبيا .. ) ! وقد أعلن في هذا المنشور مهمته ورسم خطته وتودد إلى أهل البلاد وخاطب سكان طرابلس والقيروان والبلاد الأخرى التابعة لها،محاولاً تقوية سلطته ومبرراً موقف دولته، بآيات قرآنية، وواعداً الليبيين بحكام منهم يحكمون بالعدل والرأفة كما أوصت الآية القرآنية الكريمة : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) !! ثم أخذ يؤكد عزمه على احترام الشرائع والتقاليد الدينية والحقوق والأشخاص، ثم أخذ يدعم وجود الطليان بآيات قرآنية .
ولكن هذا القائد الذي أصدر هذه المنشورات يتودد فيها إلى أهل البلاد، ارتكب الجرائم المروعة بحق المسلمين على أرض الواقع ؛ ومن أشنعها ما صنعه في 23 تشرين أول، أكتوبر، عام 1911 بأهل المنشية التي تقع شرقي مدينة طرابلس، فقد أعمل الإيطاليون في الأهلين السيف وأوقعوا بهم مجزرة كبيرة لم ينج منها طفل أو شيخ أو امرأة ، وأباح الجنرال ( كانيفا ) قائد الحملة البلدة ثلاثة أيام لجنوده حتى يبيدوا فيها المسلمين ، وامتدت فظائع الطليان إلى غيرها، وتعوَّد الجند إطلاق الرصاص عبثاً ولهواً على الأهلين أينما صادفوهم لا ينجو من أيديهم أحد ، هذا بالإضافة إلى ما ألصق من تهم كاذبة بالأهلين لتبرير استباحة البلد لجنود القائد ثلاثة أيام قتل خلالها ما بين 4 إلى 7 آلاف نسمة ونفي حوالي 900 مسلم ، وهتكت أعراض النساء ثم أعدم المجاهدون جماعات جماعات دون تحقيق ودون محاكمة، وقتل كل من بلغ من العمر 14 عاماً ) . ( المرجع السابق ، ص 425-427 ) .
ويأتي أخيرًا ( بوش ) ليخاطب العراقيين في 2003م قائلا : ( سرعان ما ستعود حكومة العراق ومستقبل بلادكم إليكم ، لسوف نُسقط نظاماً وحشياً ، بحيث يتمكن العراقيون من العيش في أمان، سوف نحترم تقاليدكم الدينية العظيمة، حيث مبادئ العدالة والرحمة جوهرية لمستقبل العراق، سوف نساعدكم على إقامة حكومة مسالمة ونيابية تحمي حقوق المواطنين كافة، ومن ثم ستغادر قواتنا العسكرية، سيسير العراق قدماً كدولة موحدة ومستقلة وذات سيادة بعد أن يستعيد مكانه اللائق في العالم، أنتم شعب طيب وموهوب ورثة حضارة عظيمة قدمت إسهامات لصالح كل البشرية ) !
والآن وبعد انتهاء الحرب الباردة مازالت الاستراتيجية العسكرية والسياسية هي هي لم تتغير ومازال مفهوم الحفاظ على الأمن القومي الامريكي يعني التدخل العسكري في أي مكان يحتاج الى التدخل العسكري,
فلم تعد هناك اخطار كبيرة تهدد الوجود الامريكي وان كان ثمة اخطار فهي من الدرجة الثانية أو الثالثة مثل العراق وايران وافغانستان...وهي اخطار قليلة الأهمية ولاتهدد الوجود الأمريكي بشكل كبير ,ومع ذلك لم تخف القيادات الأمريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مخاوفها من أن تتحول هذه الأخطار غير الكبيرة الى أخطار كبيرة وخطيرة تهدد الوجود الأمريكي والمخاوف الامريكية تمركزت حول مايلي :‏
- الخوف من أن تفقد روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق السيطرة على التركة النووية.‏
- الخوف من أن تتحول الصين نحو العداء للولايات المتحدة بدلا من الاتجاه نحو التعاون معها .‏
- الخوف من وقوع اعمال ارهابية كبيرة على نمط تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك.‏
- الخوف من انتشار الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بما يهدد الأمن القومي الأمريكي.‏
من هذا المنطلق يمكن القول أن الاستراتيجية الامريكية إزاء هذه الاخطار المستجدة تتجه الى مايلي:‏
- عدم التخلي عن التدخل العسكري ولكن تحت شعار مكافحة الارهاب الدولي ,واعتبارهذا التدخل رسالة موجهة للعالم ليكون مع الاتجاه الامريكي وبالتالي اشراك دول العالم في مكافحة الاخطار المستجدة,أي التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي قد تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الامريكية, ومن جهة أخرى كي تتحول دول العالم الى شريك في مكافحة الارهاب ( المزعوم) وأعماله ووسائله وممارساته والمصنفين في اطاره.‏
- التخلي عن كثير من تقاليد الديمقراطية الامريكية داخل الولايات المتحدة الامركية مثل التنصت على المكالمات الهاتفية بدون اعلام مسبق ومراقبة الرسائل واخضاع الهيئات والجمعيات الانسانية والدينية والخيرية الى أنظمة مراقبة جديدة متشددة..وغير ذلك من الممارسات التي تناقض مبدأ الديمقراطية والحرية الذي تعتز به القيادات الامريكية.‏
لقد نشر البيت الأبيض ما يسميه "الاستراتيجية الوطنية للنصر في العراق": ترفض هذه الإستراتيجية وضع جدول زمني للإنسحاب، وتوضح لماذا مهم الإنتصار في العراق. وأن الإدارة الأمريكية تحقق إنتصاراً في العراق في المجالات السياسية عبر الانتخابات ووضع العراق على طريق الحكم الديمقراطي. وكذلك تنجح الاستراتيجية الأمريكية في المجال الاقتصادي عبر إعادة بناء العراق وإستعادته لقدراته النفطية والاقتصادية. وكذلك في البعد الأمني والعسكري. حيث وصل عدد القوات العراقية المؤهلة والمدربة الى 212 الف عسكري تسلموا 29 قاعدة. ويلعبون دوراً متصاعداً في العمليات العسكرية. وترفض وثيقة الإستراتيجية للنصر في العراق "الفشل بأنه ليس خياراً في العراق". لأن الفشل، سيحول العراق الى أرض خصبة ومأوى ومقراً للإرهابيين وثانياً، إذا ما فشلت الاستراتيجية الأمريكية، فإن ذلك يعني غياب العراق كنموذج يلعب دوراً مهماً لنشر الديمقراطية والحرية في دول المنطقة. وثالثاً لأن الفشل في العراق سيؤدي الى فوضى وحرب طائفية مع عواقب وخيمة للمصالح الأمريكية في المنطقة ككل. وأخيراً تشرح الوثيقة أن الإستراتيجية الأمريكية لديها 3 أهداف ومراحل.
1- الهدف القصير الأمد: يتضمن عزل العناصر المعادية ومحاربة الإرهابيين وتحييد المتمردين.
2- الهدف المتوسط الأمد: إدماج وإدخال من هم خارج العملية السياسية (السنة العرب). وتقديم العراق كنموذج ملهم للإصلاحين في المنطقة وتحقيق قدرات العراق الإقتصادية.
3- الهدف البعيد الأمد: بناء مؤسسات وطنية مستقرة وعراق مستقر يعمه السلام والأمن وعراق موحد آمن وشريك في الحرب على الإرهاب. أهداف لا شك متفائلة لدرجة الأحلام.
استراتيجية الأمن القومي لأمريكا، ونشرت على الموقع الألكتروني للبيت الأبيض باللغة الانجليزية، وقدّمت الإستراتيجية برسالة من الرئيس الأمريكي بوش مؤرخة بتاريخ 16/3/2006، وهي وثيقة هامة من الوثائق التي تلزم المحليين والمتابعين للشأن الامريكي والشؤون العالمية، وهي بالطبع تفسر العديد من السياسات الأمريكية في العالم وخصوصا تجاه المسلمين.
الرسالة التي تقدم الإستراتيجية تبدأ بحديث جاد مفاده أن أمريكا في حالة حرب، وأن هذه الإستراتيجية تأتي استجابة للتحديات التي تواجهها أمريكا نتيجة بروز ظاهرة الإرهاب المشتعل بايديولوجية عدائية تقوم على الكراهية والقتل، حسب تعبير بوش.
يكتشف القارئ أن حالة الحرب المعلنة والدائرة تتحول إلى "حرب أفكار"، وأن السلاح الأمريكي فيها هو ترويج أفكار الحرية والكرامة الإنسانية وأن البديل الذي تطرحه أمريكا في صراعها هذا هو الديمقراطية. إذ يقول بوش في تلك الرسالة: "إن تقدم الحرية (liberty) سيجعل أمريكا أكثر أمنا"، ومن ثم يقول لاحقا: " لقد وقفنا من أجل نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير مواجهين تحديات ..." إذن فالمسألة لسيت ثلة من "الإرهابيين" (حسب تعبيرهم) يزعجون أمريكا وبعض الدول الغربية وينالون من مصالحها هنا وهناك، بل هي حرب أيديولوجية تقض مضجع شرطي العالم في مأمنه خلف المحيطات. هذا الكلام ليس لمتعة الإنشاء ولا لتضخيم الأمور، بل هو صريح في هذه الوثيقة الرسمية تسلط عليه الضوء هذه المقالة.
ومن ثم يحدد بوش الركنين الأساسيين الذين تقوم عليهما الإستراتيجية، فالركن الأول هو الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية كطريق للعمل من أجل القضاء على الديكتاتوريات ونشر ما يسمّيه الديمقراطية الفعّالة. والركن الثاني هو مواجهة تحديات هذا الزمن من خلال قيادة مجتمع نام من الديمقراطيّات. إذن فحيثما قلّبت الأمر تجد الديمقراطية والصراع الفكري حولها وتجد خيار قيادة أمريكا لمواجهة التحدي المضاد. وإذن أيضا، فالمفتاحان الرئيسان في هذه الإستراتيجية هما: الديمقراطية (وأيديولوجيّتها) والإرهاب (وأيديولوجيته)، أي هي الديمقراطية التي يروّجها الغرب والإسلام الذي يحمله "المتطرفون" حسب ما يوصفون. وهذا مما لا شك هو صراع فكري قبل، وبعد، وأثناء الصرع العسكري الحالي والمستقبلي !
ووثيقة الإستراتيجية هذه تتناول عدة محاور تفرض نفسها على أمريكا وتوجب عليها القيام بما يتعلق بها، شملت أساسا محور الترويج الفكري والتأثير من أجل ما يسمونه "الكرامة الإنسانية"، وهي بمثل هذا الشعار تحاول أن تصنع لها رسالة تجتذب العالم من أجل كسب الصراع الفكري مع الإسلام كتهديد رئيسي كما أسلفت.
تتحدث الوثيقة عن الحرية والعدالة (ضمن محور الكرامة الإنسانية) "كمفاهيم صحيحة وكحقيقة تقبلها كل شعوب الأرض"، وبالتالي فإن على أمريكا الدفاع عن هذه المفاهيم. والتساؤل البسيط هنا: لماذا يطرح موضوع الدفاع لو كانت هذه المفاهيم مقبولة عند كل شعوب الأرض ؟ ولماذا هي في حالة دفاع لو لم تكن محل هجوم ضمن صراع فكري مرير ؟ فالدفاع لا يكون إلا عند الهجوم ! ومن ثم تدعو الوثيقة إلى الديمقراطية كونها المناخ الذي يحمي هذه المطالب الإنسانية التي هي "ليست محل تفاوض" ! هكذا الأمر بالنسبة لأمريكا، فنشر الديمقراطية قد بات قضية مصيرية لأنها تحفظ لها البقاء.
ومن ثم تستعرض نجاحات في مجال ترويج الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية من مثل إسقاط الحكم في أفغانستان وفي العراق، وهي تضلل في ذلك الإستعراض بإن تنسب هذا الإسقاط للشعوب، وتتناسى بسذاجة واضحة أن صور الدبابات الأمركية التي كانت ولا زالت تسرح في تلك الأرجاء ما زالت عالقة في الأذهان. وتتحدث بايجابية عن تطور الأوضاع في لبنان ومصر والسعودية والأردن والكويت والمغرب نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاح. ولا يخفى على أبسط البسطاء أن هذه الأنظمة هي أمثلة واضحة للقمع والإستبداد ولامتهان كرامة شعوبها. وهي بالتالي تضلل هنا أيضا بسذاجة واضحة. ثم تذكر الثورات الملونة التي حصلت في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزستان وتصفها أنها جلبت الأمل بالحرية خلال ذلك الجزء من العالم دون أن تشير إلى صراع السيطرة على المصالح في آسيا الوسطى. وتتحدث أيضا عن تقدم الديمقراطية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا من خلال الإنتقال السلمي للسلطة، معتبرة بذلك أن الرغبة الإنسانية نحو الحرية عالمية. وبعد ذلك لا تنكر وجود تحديات في مجال نشر الديمقراطية تتطلب دعم الشعوب الحرّة.
ومع مديح أفكار الديمقراطية والترويج لها على أنها أفكار تستحق أن تكون رسالة إنسانية، لا تخفي وثيقة الإستراتيجة أن نشر الديمقراطية يحقق مصالح أمريكا، فالوثيقة تذكر بصراحة أن ترويج فكر الحرية "يعكس قيمهم ويقدّم مصالحهم". ومن ثم تذكر أنه من أجل أن "نحمي شعبنا ونرفع قيمنا، يتوجب على أمريكا أن تنشر الحرية عبر الكون من خلال قيادة جهد دولي لإنهاء الديكتاتورية وترويج الديمقراطية الفعّالة". ورغم هذا الوضوح في تحديد المصالح حول نشر الديمقراطية لا يزال بعض دعاة التغيير في الأمة يرفعون نفس هذه الشعارات وكأن مصالح الذئب والفريسة واحدة! ولا زالوا يحاولون "أسلمة" هذه المفاهيم الغربية مدركين أو غير مدركين أنهم بذلك ينفّسون ضغط الحرب الفكرية على أمريكا عدوة الأمة والبشرية !
وبعد ذلك تصدع الوثيقة "بحرب الأفكار" بالقول: "على المدى الطويل، فإن كسب الحرب على الإرهاب يعني كسب معركة الأفكار"
وهذا التحديد الإستراتيجي لطبيعة الحرب بأنها حرب على الأفكار يؤكد ما تطرحه زينو باران من نجاح حملة الإسلام السياسي – الخصم- في معترك الصراع الفكري مع أمريكا، بحيث أصبح الموضوع تحديا استراتيجيا يتطلب تحركا من نوعه. ومن ثم يقرر قوة هذا الفكر المضاد الذي هو في صميم أمة تمتد على جناحي صقر يربض على قلب العالم "من أندونيسيا إلى إسبانيا" !
وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة لم تذكر لفظ الخلافة بنفس الصراحة التي عبر عنها العديد من قادة أمريكا من أمثال رامسفيلد وغيره في معرض التعبير عن الخوف من ظهورها من جديد، إلا أنها لم تخف ذلك، فذكرت الوثيقة أن الإرهابيين "العابرين للشعوب" - transnational- الذين يواجهوننا اليوم يشوهون دين الإسلام من أجل خدمة رؤية سياسية عنيفة وهي إقامة إمبراطورية شمولية لا تعترف بكل أنواع الحريات الدينية والسياسية من خلال الإرهاب. وهذا الوصف لديهم لا ينطبق إلا على دولة الخلافة التي يعبر خصم أمريكا عن تفاصيلها بما يفهم أمريكا هذه الأوصاف. هذه هي استراتيجية أمريكا، وهذا هو التحدي الأول أمامها: إرهاب الإسلام الذي يسعى لتوحيد الأمة ضمن كيان يقضي على مصالح أمريكا في المنطقة وفي العالم، وأمريكا تستعد لمواجهة هذا التحدي.
ثلاث معضلات إستراتيجية
هناك ثلاث معضلات استراتيجية لازالت تنتظر الحسم، وسيظل لتلك المعضلات تأثيرها السلبي على السياسة الأمريكية طالما لم يتم صياغة استراتيجية محددة بشأنها.
- المعضلة الأولى هي صعوبة السيطرة على تداعيات ونتائج عملية الإصلاح، بمعنى كيف يمكن ضبط عملية الإصلاح على الأرض بحيث لا تؤدي إلى صعود الإسلام السياسي؟ وتشير الدراسة هنا إلى الخطأ المهم الذي وقعت فيه السياسة الأمريكية والتي انتهت بوضع قيمة الإصلاح في تناقض مع صعود الحركات الإسلامية إلى السلطة، وهو النظرة الموحدة لتلك الحركات باعتبارها تنظيمات إرهابية تشكل جذورا أو امتدادات لتنظيم القاعدة، ولم تنجح الولايات المتحدة في فرز هذه الحركات وإدراك حالة التنوع الشديد فيما بينها، وهو نفس الخطأ الذي وقعت فيه خلال الحرب الباردة عندما وضعت السوفييت والصين والحركات القومية المناهضة للاستعمار في سلة واحدة. وتدعو الدراسة إلى ضرورة قبول الولايات المتحدة للحركات الإسلامية باعتبارها أحد الفاعلين الرئيسيين، والتمييز بين الحركات العنيفة والسلمية، وقبول الحركات الإسلامية التي تقبل بالعمل السلمي بصرف النظر عن أيديولوجيتها الإسلامية، وعدم التهويل من خطر وصول الإسلام السياسي إلى السلطة. وتطرح الدراسة هنا افتراض أن السلطة سوف تفرض على تلك الحركات المزيد من الاعتدال، وربما التقليل من شعبيتها بعد اختبارها في السلطة. كما تؤكد أيضا على ضرورة اقتران الإصلاح بسيادة قيمة العدل السياسي، وإصلاح دستوري حقيقي شامل لا يقتصر فقط على إجراء الانتخابات.
- المعضلة الثانية هي حالة التنوع والتناقضات الشديدة داخل العالم الإسلامي حول الكثير من القضايا، أبرزها على سبيل المثال الجدل القائم الآن داخل العالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر حول مفهوم وحدود الإصلاح الديني، والذي يكشف عن وجود خلافات كبيرة بين القوى والحركات والمؤسسات الإسلامية داخل الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، أو بين دول المركز (الشرق الأوسط) ودول الأطراف (جنوب شرقي ٍآسيا)، فما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة في هذا الجدل؟
- المعضلة الثالثة هي النمو الديموغرافي الضخم المتوقع في العالم الإسلامي خلال نصف القرن القادم، والذي يتوقع أن يزيد بنسبة تصل إلى 130% في العالم العربي بحلول عام 2050 مقارنة بنسبة 67% في الدول النامية، 54% على مستوى العالم. والمشكلة ليست في حجم السكان في حد ذاته بقدر ما تتمثل أيضا في تركيب السكان، الذي يتوقع أن تصل نسبة الشباب فيه أكثر من النصف. هذا الانفجار السكاني سيكون له تداعياته السياسية في حالة استمرار حالة الانسداد السياسي وضعف المؤسسات السياسية في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ضعف اقتصاديات الدول الإسلامية عن خلق فرص عمل موازية لهذا النمو المتوقع، الأمر الذي يعني استمرار التطرف الإسلامي والتنظيمات الإرهابية ما لم تستطع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تشجيع عملية التنمية الاقتصادية والسياسية بشكل يضمن استيعاب تلك الأجيال الجديدة.
الحرب في العراق، تكلّف الولايات المتحدة يومياً 226 مليون دولار، أو 7 مليارات دولار شهرياً،أي ما يعادل 84 مليار دولار سنوياً.
.هناك 23 ميليشيا مسلحة داخل بغداد لوحدها.ولكل وزير في الحكومة وعدد كبير من رؤساء القبائل قوتهم الدفاعية الخاصة.لقد غادر نحو مليوني عراقي منازلهم أو ما يعادل 30 مليون أميركي تم تهجيرهم بسبب الحرب (نسبة إلى تعداد السكان في الدولتين).وعلى الأردن الذي يبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة التعامل مع 1.5 مليون عراقي أرهقوا قطاع الخدمات الأساسية، ودفعوا أسعار العقارات والإيجار إلى مستويات أعلى مما يمكن أن يتحمله حتى المواطن الأردني الميسور
.ويقول هنري كيسنجر أهم جيوـ سياسي في العصر الحديث والذي قاد في العام 1973المفاوضات التي أدت إلى إنهاء حرب فيتنام، إنه لا يمكن الفوز في العراق.وأوضح أنه إذا كان المقصود من ذلك قيام دولة عراقية ديموقراطية مستقرة قادرة على رعاية نفسها، فيجب أن ننسى ذلك لأنه لا يمكن تحقيقه.
ومن خلال نكهة التعصب الديني والطموح عديم الرحمة، يعربد جيش المهدي في إحراج الولايات المتحدة.ويستمع الصدر إلى آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق والذي نصحه بالاحتفاظ بقدرته لمقاومة القوات الأميركية.وفي هذه الأثناء، يستمر الصدر ببناء جيشه بتمويل من إيران التي تزوده أيضاً بالأسلحة اللازمة.
ولا يمكن اعتبار تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية، كما دعا إلى ذلك السيناتور الديموقراطي جو بيدن المرجح أن يصبح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، سوى وصفة لحرب أهلية أوسع في العراق.ومعظم المدن والقرى العراقية مؤلفة من سكان شيعة وسنة
وبعد قرابة أربع سنوات مرت على احتلال العراق؛ ظهر جليًّا أن الهدف هو الاستيلاء على العراق شراكة بين الصليبيين والرافضة الصفويين؛ تمكينًا لمطامعهم في المنطقة، وحماية لليهود المحتلِّين، وإقصاءً للنفوذ السني فيها
ويقول الملالي الرئيسيون في إيران اليوم ان على الجمهورية الإسلامية أن تساعد الولايات المتحدة على الخروج من العراق الأمر الذي سيعزز من قوة إيران الإقليمية.
وجاء في الإعلان الذي تلاه محسن رضائي إن «وصول الولايات المتحدة إلى المنطقة قدم لإيران فرصة تاريخية.
وأضاف رضائي إن الخدمة التي قدمها الأميركيون على الرغم من الحقد الكبير الذي يكنونه ضدنا، لم تقدمه أي قوة عظمى من قبل لقد دمرت أمريكا جميع أعدائنا في المنطقة لقد دمرت طالبان ودمرت صدام حسين... لقد قامت بكل ذلك بهدف الوقوف أمامنا وجها لوجه، وبهدف وضعنا تحت الحصار غير أن أسنان الأمريكيين علقت لدرجة كبيرة في أرض أفغانستان والعراق حيث أنهم إذا تمكنوا من جر أنفسهم خارجها إلى واشنطن قطعة واحدة، فعليهم أن يشكروا الله على ذلك.
وقال إن أميركا بالتالي قدمت لنا فرصة عوضا عن التهديد.. ليس لأنها كانت تنوي ذلك، بل لأن تقديراتها كانت خاطئة وارتكبت العديد من الأخطاء، وأوضح أن واشنطن يئست الآن من فكرة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية،إن التهديدات التي نواجهها تتعلق بقطع النفوذ الإيراني في المنطقة، هذه مصلحة وطنية حيوية ويتمحور حولها الخلاف النووي.
وأضاف الآن وبعد أن سيطر الديموقراطيون على مجلسي النواب والشيوخ فمن الضروري لإيران أن تتصرف بمنطق لن تتغير سياسات أمريكا وأهدافها في الشرق الأوسط لكن أساليبها ستتغير ومع وضع سياسات بوش المحرضة للحروب جانبا، فإن الدولتين ستبقيان في مواجهة عدائية واضحة».
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فتجدهم أو كثيرا منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار واختلف الناسفيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر سواء كان الاختلاف بقول أو عملكالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين تجدهم يعاونون المشركين وأهلالكتاب على المسلمين أهل القرآن كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهمللمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشاموغيرذلك وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغيرذلك في وقائع متعددة من أعظمها الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعةوالسابعة فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصىعدده إلا رب الأنام كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين وهكذامعاونتهم لليهود أمرشهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير)
(قال الله تعالى ويحلفون على الكذب وهم يعلمون سورة المجادلة وهذا حال الرافضة وكذلكاتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إلى قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليومالآخر يوادون من حاد الله ورسوله الأية سورة المجادلة وكثير منهم يواد الكفار منوسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرقفقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانتالرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثالهكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرهامن الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين وكذلكالنصارىالذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظمأعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهمدائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمينومعاداتهم)
إن عدد القتلي في العراق الجديد نتيجة للاحتلالالامريكي، فاقعددهم 655 الف شخص،مما يعني أن عدد القتلي من العراقيين من جراءهذا الغزو الامريكيالوحشييبلغ ضعفي نظرائهم اليابانيين الذين سقطوا ضحايا قنبلتي ناغازاكيوهيروشيماالنوويتينفي نهايةالحرب العالمية الثانية هذا الرقمالمرعب يعني ان واحداً من كل اربعينعراقياٌقد قتل، اي ما يعادل 2.5 في المئة من ابناء العراق. واذا قدرنا عددالجرحيباربعةاضعاف هذا الرقم علي اقل تقدير فان الصورة تبدو مأساوية
ما يجريفي العراق حرب ابادة تخوضها الحكومتان الامريكية والبريطانية،وبعضالمتعاونين معهما من العراقيين لإفناء الشعب العراقي، وتدمير بلادهبالكامل،وتقطيعاوصالها، حتي لا تقوم للعراق قائمة لعدة قرون قادمة.
أمريكا والعمليات القدرة
العمليات القذرة
بوجود وحدات خاصة سرية متدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذي ذكره في إقتراحه، أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات بإسم «مجموعة العمليات الإستباقية كاملة الإستعداد سلفاً» والتي يطلق عليها إسم P2OG. وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين والإحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال إستدعائهم للقيام بعمليات «قذرة» في المناطق الساخنة من العالم. وقد أنشئت تلك الوحدات بتوصية من «مجلس علوم الدفاع» في البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة في أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت إسم «الثعلب الرمادي» مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة «المكتب التنفيذي للعمليات الخاصة» المرتبط بمجلس الأمن القومي الأمريكي الذي جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف.
وحسبما جاء في مقال كتبه الصحفي «ديفيد آيزنبيرغ» في صحيفة «آسيا تايمز» تحت عنوان «الـ P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة» قال فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التي توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالي لنشاطاتها، يشتمل على 1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها في «النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو»، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار سنوياً لتطوير قابلياتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها في التعامل مع الزيادة في متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها في تقييم شبكات القوات المشتركة التي تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالي المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً. ومن هذه المعدات على سبيل المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك الأفراد والعربات بواسطة قمر صناعي خاص".
ومن هنا يتبين إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية». وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وإفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل اليمين الفاشي المتطرف في الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية» المنوه عنه أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولجيته.
ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو إستهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل وإعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والإعتداء على أعراضهن، إضافة إلى إستعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال إن ما حدث مؤخراً في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم وإستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو إستمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة.
وما يعزز تأكيدنا على وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء في تقرير خاص بموقع «الكفاح» على شبكة الإنترنت (http://www.kifah.org/?id=1877)، ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى «الفئران القارضة» وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والإغتيالات وتخريب منشآت البنى التحتية وخصوصاً المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها. كما جاء في التقرير أن قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا في البنتاغون وليس لقيادة قوات الإحتلال في العراق أي إشراف مباشر على عملها. وقد إتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقراً لها.
أن أمريكا بمثابة فرعون الذي قال: "أنا ربكم الأعلى"،: "قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". وهدا كلام الخبير الاستراتيجي النزويجي الذي استضافته قناة الجزيرة في برنامج "بلا حدود" مساء الأربعاء الموافق 22/4/2006، فجزم بسقوط أمريكا وانهاريها ضمن عقدين من الزمن !وهدا قائد الجيش البريطاني السابق بيتر إنجي لصحيفة الأوبزرفر البريطانية صباح الأحد أيضا إذ توقع فيها خسائر فادحة للقوات البريطانية والأمريكية في كل من العراق وأفغانستان معللا ذلك لافتقارها إلى استراتيجية واضحة للعمل هناك، وهذا جاء بعد أيام من تصريحات قائد الجيش البريطاني الحالي التي دعا فيها إلى انسحاب فوري وعاجل من العراق.
فحتمية سقوط أمريكا مقطوع بها، وحتية قيام قوة عالمية بديلة على أساس فكر عالمي يكون جديدا على الساحة السياسية أيضا مقطوع بها. ستقوم قائمة الأمة الإسلامية في دولة تخشاها أمريكا قبل قيامها، بل تخشى عصابة من المؤمنين يحملون فكر هذه الدولة ولمّا تقم لهم قائمة، وتعتبر تهديدهم استراتيجيا.وتوسل الرئيس الأمريكي جورج بوش بوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر بعد أن نفض يديه من المحافظين الجدد في أن ينشلوه من الوحلين الأفغاني والعراقي خير شاهد على تخبط العدو إن الجمع سيولون الدبر، ويطلقون سيقانهم للريح في كل من أفغانستان والعراق على حد سواء.إدا ماثبتت الأمة على مبدأ المقاومة : (ولينصن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)

M. Alobidi
25/03/2008, 03:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


إستراتيجية التواجد العسكري للولايات المتحدة فـي الجزيرة والخليج

لغرض التعرف على طبيعة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية فـي المنطقة لابد من تقسيم طبيعة هذه الاستراتيجية حسب فترات زمنية، لأن طابع التوسع السياسي العسكري الأمريكي وأشكاله وطرائقه فـي الجزيرة العربية والخليج. غير متماثلة على الدوام، بل تغيرت مراراً تبعاً لتغيرات السياسة الأمريكية تجاه بلدان الشرقين الأدنى والاوسط، الأمر الذي أسفر بدوره عن التحولات التي طرأت على الاستراتيجية السياسية العسكرية العالمية للامبريالية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.


الاخوة الاعزاء لحجم الموضوع يمكنكم تحميله بنظام الورد
ابو عمر

M. Alobidi
25/03/2008, 03:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا يكشف الإعلام الأمريكي

الثلاثاء، 29 يناير 2008 - 22:29
بقلم: نصري عصمت - فلوريدا (الولايات المتحدة)


دينيس جيت

"إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم انهم معرضون للخطر وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد ثم شكك في وطنية معارضيك" .. بهذه الاستراتيجية الإعلامية الفعالة نجح أدولف هتلر في تعبئة ألمانيا النازية لدخول الحرب العالمية الثانية، وبنفس الأسلوب نجحت الإدارة الأمريكية الحالية بعد أكثر من نصف قرن في شن حملة إعلامية ضخمة لإقناع شعبها بضرورة خوض الحرب على العراق مهما كان الثمن.

هذه الرؤية تلخص وجهة نظر الدبلوماسي "دينيس جيت" عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا الأمريكية الذي كان بحكم مناصبه السابقة عنصرا مؤثرا في المطبخ السياسي والإعلامي للإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون حتى بيل كلينتون، حيث كان عضوا في مجلس الأمن القومي وخدم بلاده كسفير في عدة دول من بينها إسرائيل.

جيت كان قد أعد ورقة عمل تشرح كيفية توظيف الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام لتحقيق أهدافها، وذلك لتقديمها إلى نخبة من أساتذة الإعلام وصحفيين من 18 دولة في جامعة فلوريدا.

قال جيت : "عندما يشعر الناس بالخطر يعجزون عن التفكير، ويمنحون السلطة للشخص المستعد لتوفير الأمان لهم ولذلك استخدمت الإدارة الأمريكية الحالية الإعلام ببراعة في التحذير من مخاطر الإرهاب".

وأضاف : " بوش ومسئولو إدارته رددوا أكاذيب عديدة حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظام صدام حسين بتنظيم القاعدة وغياب الديمقراطية، وأوهموا الجميع بأن الحرب ستكون عملية سهلة وسريعة للقوات الأمريكية التي ستقوم بتفكيك الجيش العراقي وتسليم أسلحته للحكومة الجديدة لتكوين جيش جديد، كما زعموا أن إعادة إعمار العراق بأموال البترول ستكون يسيرة في حين كانت الحرب خطأ كبيرا وكان يجب استغلال خبرة أعضاء حزب البعث في إدارة البلاد".

ويرى جيت أن الإدارة الأمريكية استخدمت أربعة أساليب للتعامل مع وسائل الإعلام، أولها طريقة لفت الانتباه عن طريق شغل المساحات الإعلامية المرئية والمطبوعة ببث بيانات صحفية تحوي معلومات ترسخ استراتيجية الإدارة وتوزيع صور تتعلق بالأحداث التي تريد واشنطن الترويج لها وتوفير أكبر قدر من المعلومات لوسائل الإعلام "الصديقة" التي تؤيدها.

تقارير "سابقة التجهيز"

والطريقة الثانية تعتمد على الدعايات الموجهة عن طريق قيام الحكومة الفيدرالية بانتاج تقارير اخبارية تلفزيونية "سابقة التجهيز" بغرض الدعاية لأهدافها ومن بينها شن الحرب على أفغانستان والعراق، ثم تقوم الجهات الحكومية من بينها وزارتا الخارجية والدفاع بإرسال هذه التقارير الجاهزة إلى شبكات الأخبار الكبرى التي تقوم بدورها ببيعها إلى قنوات التلفزيون المحلية التي يعتمد عليها المشاهد الأمريكي العادي.

والخطير أن القنوات المحلية تبث هذه التقارير دون الإشارة إلى مصدرها رغم مخالفة ذلك للاعتبارات المهنية والأخلاقية لأنها توفر على نفسها تكلفة وعناء انتاج تقارير خاصة بها، وفي العادة لا يقل عدد القنوات المحلية التي تبث التقرير الواحد عن 40 قناة، وبعض التقارير "سابقة التجهيز" تم بثها في 300 قناة.

واستشهد جيت بتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت فيه أن إدارة بوش أنفقت خلال فترة ولايته الأولى 254 مليون دولار على بند العلاقات العامة، وتضمنت إنتاج تقارير تلفزيونية تم تسجيلها مع سيدات من أفغانستان يتحدثن عن استعادة حريتهن بعد نهاية حكم طالبان، ويتصدى مكتب الخدمات الإذاعية في وزارة الخارجية لهذه المهمة بدءا من عام 2002 باشراف مباشر من البيت الأبيض إذ يستعين بما يقرب من 30 تقنيا ومراسلا تلفزيونيا محترفا للتعليق علي التقارير، وقد تم انتاج ما يقرب من59 تقريرا قبل عام 2006 بواسطة هذا المكتب لمواجهة الدعاوي التي تتهم واشنطن بالامبريالية واستعمار العراق وأفغانستان.




ومنذ عام 2004 أتاحت وزارة الدفاع الأمريكية لأي قناة تلفزيونية فضائية أو كابلية في الولايات المتحدة استقبال تقارير مصورة "سابقة التجهيز" من مناطق عمليات الجيش الأمريكي تتضمن صورا لآلاف الجنود في أثناء قيامهم بإرسال خطابات تهنئة لأسرهم بالبريد ويصل متوسط عددها إلى 50 تقريرا سنويا، وعن طريق القنوات التلفزيونية الكابلية تصل هذه التقارير إلى 41 مليون منزل في أمريكا.

ويستعيد دينيس جيت واقعة شهيرة تمت في البيت الأبيض بإصدار تصريح لشخص يحمل اسما مستعارا هو "جيف جانون" بحضور المؤتمرات الصحفية للرئيس الأمريكي في الفترة من 2003 إلى 2005 ودأب هذا الشخص على طرح أسئلة تساند بوش وتهديء من حدة الهجوم عليه في المؤتمرات الساخنة حتى فاض الكيل بالصحفيين، وبالتحقيق في هويته تبين أن اسمه جيمس جوكرت وليس لديه أي تاريخ صحفي بل والأفدح أنه شاذ جنسيا وسبق له ممارسة الدعارة بعرض نفسه على الإنترنت!.

ويضيف جيت أنه عندما تخرج وسائل الإعلام عن سيطرة الإدارة الأمريكية بالهجوم عليها تلجأ الأخيرة للأسلوب الثالث وهو إنكار المعلومات أو تأجيل الرد عليها حتى ينسى الرأي العام الاتهامات، وهي سياسة اعتاد استخدامها دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق، وتشتيت الانتباه ببث معلومات مختلفة أو الهجوم على منتقدي السياسة الأمريكية أو بشن حملات اعلامية سريعة.

تكرار الأكاذيب

أما عندما تفشل كل الحيل السابقة يكون الأسلوب الرابع هو تكرار الأكاذيب والتشكيك في وطنية المنتقدين كما حدث في حملة "الحرب على الإرهاب" وإثارة قلق الناس بخصوص الأمن القومي مع منع الكونجرس او سلطات القضاء من القيام بدورها في المراقبة وإضفاء سرية على تصرفات وتقاريرالإدارة كما دأب ديك تشيني نائب الرئيس على التصرف.

ويشير عميد مركز العلاقات الدولية إلى فشل الدعاية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية ليس لضعفها ولكن بسبب سوء السياسات التي تدافع عنها ويقول : "واشنطن لا يهمها رأي الصحفيين المنتقدين لها أوأراء الشعوب الأخرى بل يهمها رأي القاريء الذي يتلقى كل الرسائل المضللة والحفاظ على ابتعاد المعلومات الحقيقية عن عامة الأمريكيين".

ويوضح جيت - الذي سبق له المشاركة في إعداد مؤتمرات صحفية بوزارة الخارجية والبيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الأب - أن المكتب الإعلامي يبدأ في إعداد إجابات الأسئلة المتوقع طرحها من قبل الصحفيين ومن بينها إجابات مطاطة لا تصلح للجزم بشيء أو نفيه، ويقول : " كان البعض يسأل لماذا تساعدون ديكتاتورا في دولة معينة رغم تأييدكم المستمر لفكرة الديمقراطية؟ وبالطبع كنا لا نستطيع الإجابة بالقول بأن هذا الديكتاتور يساعدنا في القضاء على الإرهابيين".


ولكن لماذا إذن شنت الولايات المتحدة حربها على العراق؟

يقدم عميد مركز الدراسات الدولية السبب قائلا : "هاجمنا العراق لأننا كنا خائفين من نظام صدام ومن امكانية امتلاكه أسلحة دمار شامل وليس لنشر الديمقراطية، هذه أكذوبة يحبون ترديدها في واشنطن".

ولدى سؤاله عن سبب معارضته الاستراتيجية الإعلامية للإدارة الأمريكية رغم أن عمله السابق ارتبط بتطبيق سياسات مماثلة لرؤساء أمريكيين أخرين، قال جيت : "هذه السياسات مستخدمة منذ أيام رونالد ريجان لكن وجه الاعتراض أن استخدامها بإفراط تم في عهد بوش الابن ونائبه ديك تشيني لاسيما بعد أن منحتهم أحداث 11 سبتمبر الفرصة الكاملة لذلك لأن الناس أصبحت تخشى تكرار وقوع هجمات إرهابية وبالتالي صارت السيطرة عليهم أكثر سهولة".

M. Alobidi
25/03/2008, 03:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



سراب الإدعاء بالنصر- مقابلة- الجزء الأول *
التاريخ: Monday, September 18
اسم الصفحة: فيليات
ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد



مقابلة مع بريجنسكي- مستشار الأمن الوطني/ القومي الأمريكي سابقاً.

س: يُقارن الرئيس بوش خطورة الإرهاب مع خطورة الحرب الباردة. كرر أيضاً مقولة "الشعب في حالة حرب" وأنه يقبل فقط بـ "النصر النهائي".. هل هو مصيب أم أنه يستخدم لهجة مبالغ فيها؟

ج: أنه أساساً على خطأ، سواء كان يستخدم عن قصد أسلوب الزعيم الدهمائي (المهيج) demagoguery أو ببساطة يُعاني من جهل في التاريخ. كنت على مدى أربعة أعوام مسؤولاً عن تنسيق الاستعداد الأمريكي للرد في حالة هجوم نووي على البلاد. ويمكنني التأكيد أن حرباً نووية شاملة بين الولايات المتحدة وبين الاتحاد السوفيتي كانت ستؤدي إلى موت 160— 180 مليون شخص خلال 24 ساعة. عندما يزن شخص ما الحرب بشكل أعمى، خيالي، عندئذ سيتجه عقله نحو تشويه الحقيقة distortion والمبالغة فيها.

بعد الهجوم الياباني على بيرل هابربر عام 1941 كانت الولايات المتحدة متقدة النشاط والعزم. وخلال أربعين سنة من الحرب الباردة تميزت بالصبر والتروي. لم يحصل في أي من الفترتين أن نشر رئيس أمريكي على الملأ الخوف والرعب كجزء أساس من رسالته للشعب، وعلى نقيض ما هو حاصل الآن. وفي سياق خطاباته الفضفاضة غير المترابطة، يخلق الرئيس حالياً مناخاً من الرعب باتجاه تدمير القيم الأخلاقية وتحريف السياسة الأمريكية.
س: أليس الخوف من وقوع الأسلحة النووية بيد الإرهابيين مسألة طبيعية؟
ج: من المؤكد أن هذا المفهوم لا يبتعد عن الحقيقة كثيراً. ولكن من جهة أخرى لسنا في مواجهة مع مخزون السلاح النووي السوفيتي. لا أعني التقليل من خطورة فرد أو مجموعة من الإرهابيين، لكن حجم الدمار بين الحالتين لا يمكن أن تكون محل مقارنة.
س: تقود بعض المناقشات في الولايات المتحدة، بل وفي أوربا إلى الانطباع بأن الإسلام المتطرف حلَّ محل الاتحاد السوفيتي وأن قدراً من الحرب الباردة لا زالت مستمرة.
ج: ظهر الإسلام الراديكالي في بعض الدول وليس كلها. وهذه اللفظة تعتبر مبهمة. يجب أن يؤخذ بجدية لكنه لا زال يشكل خطراً إقليمياً يسود في الغالب منطقة "الشرق الأوسط" وفي بعض الحالات شرق المنطقة. وفي كل هذه المناطق لا يشكل أغلبية.
س: أليس تراكم الخوف استجابة صحيحة؟
ج: علينا صياغة سياسة لهذه المنطقة تساعدنا على تعبئة أصدقاءنا. فقط من خلال تعاوننا معهم نستطيع في النهاية تصفية هذه الظاهرة. هناك مسألة متناقضة: خلال الحرب الباردة، توجهت سياستنا نحو توحيد الأصدقاء وتفريق الأعداء. لسوء التقدير أن أساليبنا التكتيكية اليوم- متضمنة لهجة نزاعة لنشر الذعر بشأن الإسلام الإرهابي Islam phobic language- تتجه نحو توحيد أعدائنا وإلى نفور أصدقائنا.
س: إذن فهي لهجة تتسم بالمبالغة تضع بن لادن في موازاة ماو (و) ستالين؟
ج: صحيح. وهذا ما هو حاصل بالضبط: تشويه الحقيقة. أن بن لادن ليس أكثر من قاتل مجرم، وليس من الصواب أن يُرفع قدره دولياً إلى مصافي قائد عظيم في سياق حركة دينية ظاهرية. وكل ذلك لخلق مبررات إحداث التحويل السياسي والتغيير الاجتماعي.
س: هل ترى حصول أي تقدم في الحرب على الإرهاب خلال الخمس سنوات الماضية؟
ج: نعم ولا. أضرب على الخشب (مثال لإبعاد الحسد! وهنا ربما للسخرية من التقدم في الحرب على الإرهاب). لم يتكرر فعل إرهابي في الولايات المتحدة- كما حصل في لندن مؤخراً- وربما يعود ذلك جزئياً إلى الإجراءات المانعة التي اتخذتها الحكومة. هناك كذلك نمو متصاعد في إدراك النخبة المعاصرة في العالم الإسلامي بأن الإرهاب الإسلامي يشكل تهديداً لهم أيضاً- لكن هذه العملية بطيئة. الأكثر من ذلك أن هذه العملية عُوقتْ مع غزونا للعراق، مما صاعد بشدة وسرعة عالية العداء في العالم الإسلامي تجاه الولايات المتحدة. موقفنا غير المبالي والغامض تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أيضاً سبب هام للعداء ضد الولايات المتحدة. كل هذه العوامل تساعد على الإرهاب.
س: هل النصر الكامل الذي يطلبه الرئيس ممكن فعلاً؟ج: هذا يعتمد على مفهومك للنصر. إذا تصرفنا بفطنة وذكاء وأنشئنا تحالفات مطلوبة ضرورية، عندئذ ينحدر الإرهاب وتنحصر طاقته لإيجاد متعاطفين ومناصرين ويمكن أن ينتهي إلى التصفية. وهنا من المحتمل أن تبدأ الحركة بالتقلص والنسيان. وعلى أي حال، إذا تتصور نصراً على قياس ما حصل لـ هتلر عندما انتحر في حصنه، فهذا لن يحدث. وهذا هو بالضبط لماذا يقود أسلوب القياس- النظرة الثنائية- في معالجة الأمور الحياتية، ومنها الحرب، إلى التضليل. ليس من المفيد أن نركز في ذهن الرأي العام أننا نتعامل مع مشكلة بعيدة الأمد في إقليم هائج (الشرق الأوسط). الحل المطلوب هو تعبئة القوى المعاصرة وعزل العناصر المتطرفة. (هنا يؤكد المتحدث كغيره كثيرين من كتاب الغرب على الأمور الجانبية دون المساس بجوهر المشكلة: حاجة بناء إمبراطورية الإمبريالية الأمريكية إلى هذه الآليات- المبالغة في نشر الرعب، تضخيم العدو.. لتبرير الحروب- الغزو والاحتلال).
س: ما هي المنافع التي يراها الرئيس بوش من استخدامه لهجة حربية؟ج: أولاً أن هذه اللهجة ساعدته على إعادة انتخابه- عندما يكون الشعب في حالة حرب لا يتخلى عن القائد الأعلى. ثانياً أنها تزيد قدراته في ممارسة سلطته التنفيذية على نحو لم يفعله أي رئيس قبله. هذا الأسلوب بالطبع ترافقه مخاطره، مثل انتهاك الحقوق المدنية. وتمنحه الانطباع بقدرته على استخدام القوات العسكرية كما يشاء حتى بدون مصادقة الكونغرس على إعلان الحرب.
س: هل هناك مخاطرة متأصلة في الديمقراطية؟
ج: نعم في الأمد الطويل. على أي حال، أن الديمقراطية تأصلت بعمق في وجدان الشعب الأمريكي ونسيجه الاجتماعي، وأن مثل هذا التهديد يمكن أن يتصاعد ويتفاعل فقط إذا كان الرئيس قادراً على الاستمرار في الحكم وتنفيذ سياساته المناهضة للديمقراطية لفترة زمنية طويلة. لكن بوش لا يمكن إعادة انتخابه. من هنا فإن هذه المخاطر سوف تزول بعد السنتين والنصف القادمة.
س: لم يتقبل السياسيون الغربيون أبداً مفهوم الحرب على الإرهاب. الأكثر من ذلك هناك اختلافات شديدة بالعلاقة مع آليات التحقيق المستخدمة أو معسكرات الاعتقال مثل غوانتانامو. كيف يمكن في مثل هذه الحالة للحكومات الأمريكية والأوربية التعاون رغم هذه الاختلافات؟
ج: هذا بالضبط ما يجعل الأمر صعباً في التعامل مع المشكلة على نحو جمعي. على أي حال، من الناحية الموضوعية، على المرء أن يأخذ في اعتباره، وبطريقة هادئة، وجود تعاون مكثف، خاصة بين قوى الشرطة. وهذا التعاون يعكس تحديداً حقيقة أن محاربة الإرهاب هي أخيراً حصيلة التعاون ضد السلوك الإجرامي. رغم أني أشارك الانتقاد الأوربي بشأن إساءة المعاملة في غوانتامو وأبو غريب، بل وحتى تعذيب المعتقلين. على الأوربيين، رغم سخطهم، أن لا يفقدوا مشهد ماضيهم- ليس الألمان فحسب، بل أيضا ًالفرنسيين الذين لهم تجربة واسعة في الحرب الجزائرية





هذا الخبر من موقع مؤسسة شفق
http://www.shafaaq.com

M. Alobidi
25/03/2008, 03:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




اغتيال صدام حسين: رسالة مهانة يوجهها بوش للعرب والمسلمين


بقلم: د. محمد أيوب




قرر بوش بغبائه المعهود إعدام الرئيس الشرعي للعراق بأيد تدعي أنها عراقية، ولو كانت هذه الأيدي عراقية حقا أو كانت مقتنعة بأنها ها عل حق لما وضع أصحابها الأقنعة على وجوههم، وهذا يؤكد مدى خوفه من صدام في آخر لحظات حياته، وفي هذا القرار رسالة واضحة للأكراد والعرب والمسلمين من الشيعة والسنة في جميع أنحاء العالم، يريد بوش بعنصريته وتعصبه أن يقول للجميع أن لا كرامة لأي منكم، وأنكم يجب أن تكونوا مجرد أتباع نأمركم فتأتمرون، ومن يخالف الأوامر سيلقى المصير نفسه الذي واجهه الرئيس الشرعي للعراق الذي شق عصا الطاعة على إرادة الغرب بقيادة أمريكا داعية النظام العالمي الجديد والملطخ بدماء الضحايا من كل حدب وصوب.
هذا الاغتيال يذكرني باغتيال نيكولاي شاوشيسكو في رومانيا، الذي حوكم في فترة وجيزة وحكم بالإعدام وتم تنفيذ الحكم به وبزوجته في قاعة المحكمة، ومن الغريب أن يأتينا وفد من رومانيا ومن تشيلي لإعطائنا دروسا في الديمقراطية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، كان اللقاء في قاعة نادي الشباب في خان يونس، تحدثت المندوبة الرومانية وتحدث مندوب تشيلي، وبعد ذلك تم فتح باب النقاش، طلبت الحق في الكلام وتوجهت إلى المندوبة الرومانية وسألتها: كيف تسمحون لأنفسكم بالكلام عن الديمقراطية بعد أن أعدمتم رجلا طلب منكم أن تمنحوه محاكمة علنية، كانت رومانيا غير مدينة لأحد في عهده، واليوم أصبحت ديون رومانيا أربعة مليارات دولار في أقلب من عامين، فهل هذه هي الديمقراطية التي تريدون منا أن نتعلمها، وتوجهت بعد ذلك إلى مندوب تشيلي وسألته: ما رأيك في قتل سلفادور ألندي الرئيس الشرعي لبلدكم؟ وكيف قبلتم بالدكتاتور بينوشيت الذي ولغ في دماء المعارضين لنظام حكمه ورعته الولايات المتحدة الأمريكية ومنعت إعدامه على الرغم من كل ما ارتكبه من جرائم بحق الإنسانية لأنه من الموالين لها؟ هل هذه هي ديمقراطيتكم، غضب المشرفون على اللقاء من كلامي واعتبروه إهانة للضيوف.
أية ديمقراطية تلك التي تغتال صام حسين وتسمح للمجرم بينوشيت بأن يعيش بعد كل ما اقترفه من جرائم في حق شعبه في الوقت الذي يحاكمون ميلوسوفتش رئيس يوغسلافيا في محكمة دولية ليغتالوه في السجن، وعلى الرغم من غضب منظمي الحفل فقد ردت مندوبة رومانيا عليّ بقولها: يبدو أنك تعرف عن رومانيا أكثر مما يعرفه كثير من الرومانيين، بينما لزم مندوب تشيلي الصمت وكأن المفاجأة عقدت لسانه.
هذه هي أمريكا وهذه هي حال كل الدول الاستعمارية، فقد اغتالت بريطانيا ثلاثة من المناضلين الفلسطينيين في سجن عكا "عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي"، وقد وقف الثلاثة وقفة شامخة بل إنهم رحبوا بحبل المشنقة أرجوحة الأبطال وأرجوحة الشرف، ماتوا واقفين ولم يجبنوا أو يتخاذلوا تماما كما وقف صدام حسين أمام جلاديه، إن أمة تنجب أمثال هؤلاء لن تموت وإن قسا عليها الزمان، تاريخ أمتنا مليء بالرجال العظماء مثل عمر المختار وأحمد عرابي وغيرهم كثيرون، والأمة ليست عقيمة ونساؤنا ما زلن ولا زلن ينجبن الرجال.
لن يكون صدام حسين الأخير على دروب التضحية في سبيل قناعاته ووطنه وأمته وإن لم يكن أولهم، ولا يستطيع أحد نسيان موقفه من قضية فلسطين ودعمه للشعب الفلسطيني الذي يحاول بعض المارقين في العراق الانتقام من أبنائه المتواجدين في ذلك البلد العظيم، ومهما قدم الشعب الفلسطيني من إحياء لذكرى الرجل فلن يعطوه حقه من التكريم، ولعل السؤال الذي سيظل قائما هو: لماذا اغتيل صدام قبل انتهاء محاكمة الأنفال وحلبجة إن كان من جهزوا مسرحية المحاكمة مقتنعين بإدانته؟ ولماذا تتم عملية الاغتيال في يوم إجازة عيد من أهم أعياد المسلمين علما بأنه لا تتم أية إجراءات في أيام الإجازات العادية فما بالنا بإجازة مقدسة مثل إجازة عيد الضحى، إن قتل صدام حسين قبل إتمام المحاكمة هو إهانة لكرامة إخواننا الأكراد وحفاظا على من تورطوا في أحداث الأنفال الذين ارتكبوا الجرائم بحق الأكراد وألصقوا التهمة بنظام صدام حسين في حين أن أمريكا هي التي غذت مثل هذه الأعمال حين كانت الأحزاب الكردية تميل نحو اليسار لدق إسفين في وحدة الشعب العراقي العظيم بقومياته المتعايشة سلميا، هناك أحياء متورطون فيما جرى ضد الأكراد من عملاء أمريكا في العراق وهم موجودون خارج السجن يتعاونون مع الأمريكان ضد أمن بلدهم وشعبهم ولا يريد الأمريكان أن ينكشف أمرهم حتى لا ينقلب السحر على الساحر.
كما أن إتمام عملية الاغتيال في صباح أول أيام عيد الضحى يوجه رسالة واضحة للعرب والمسلمين مفادها أن لا كرامة لهم وأن الحروب الصليبية لم ولن تنتهي، وأن ما قاله بوش عن الحرب الصليبية ضد الإسلام لم يكن زلة لسان كما حاول البعض تصوير كلامه وقتها، تماما مثل إعلان أولمرت عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية والذي حاول البعض تصويره على أنه زلة لسان، هم يريدون تخويف الحكام والشعوب وزرع اليأس في القلوب حتى لا يفكر أحد كائنا من كان في الوقوف في وجه الأطماع الأمريكية التي تفكر جديا في لعب الدور الاستعماري الذي كانت بريطانيا تمارسه ونسي بوش وأعوانه المصير الذي آلت إليه بريطانيا العظمى وكيف اقتلعت الشعوب المناضلة أنياب الأسد البريطاني الذي مارست حكومته دورا بشعا في العراق حين دبرت حادث اغتيال الملك غازي في العراق والذي بدا وكانه حادث عرضي وقتها.
لقد وصلنا إلى حالة من المهانة لم نصل إليها في أسوأ الظروف التي مرت بها الأمة العربية، فقد أطبق الصمت على كل حكام العرب ولم يحرك أي منهم ساكنا ولم يحاول أي منهم وقف مهزلة محاكمة صدام وكأنهم يتواطئون بالصمت ضد القومية العربية وضد المسلمين سنة وشيعة وضد كل القوميات والأعراق في العراق الحبيب من عرب وتركمان وأكراد وآشوريين وغيرهم، ولكي يحافظ العراق على وحدة ترابه ووحد شعبه بعيدا عن المحاصصة الفئوية لا بد وأن يتمسك الشعب العراقي بالمقاومة ضد الاحتلال الأمريكي حتى كنس آخر جندي محتل لنبني نموذجنا الديمقراطي بعيدا هيمنة أمريكا ونهبها لمقدراتنا الاقتصادية والعلمية، فهم يمارسون سرقة العقول من العراق ومن جميع البلدان العربية ويغتالون من يرفض بيع نفسه لهم.


* كاتب وأكاديمي فلسطيني يقيم في قطاع غزة.

M. Alobidi
25/03/2008, 03:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





عشية الذكرى الخامسة لجريمة العصراحتلال العراق - الجزء الثاني - مهند العزاوي

2008-03-20
خاص لمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية

الذكرى الخامسه للمحرقه العراقيه في الالفيه الثالثه
كي لانترك التاريخ دون بصمة عراقيه ورؤيا عراقيه لخلفية الاستهداف للعراق والحدث المروع وعنصر التخطيط لاحتلاله وحجم المؤامره التي احيكت ضده
مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
الحرب لامفر منها

1. ليلة العدوان الامريكي على العراق وقد انهت القوات الغازيه استعداداتها النهائيه للمعركه وفق الدلائل النهائيه في مسرح العمليات وساحة المعركه واصبحت لدى العراقيين كافه قناعه ان الحرب المفروضه حتميه لامفر منها وساعاتها مقبله وان هذه الحرب بمثابة قدر قدره الله للعراقيين وفشلت جميع المحاولات والطرق والوسائل لتفادي هذه الحرب وبات الخيار الاخير هو الغالب دخول الحرب والدفاع عن العراق بما متيسر من قدرات وكان الجميع يستذكر ويلات الهجوم الوحشي الامريكي عام1991 والحملات المتعاقبه 1992.1993.1996.1998 واكثر هذه الامور ايلاما هي قصف ملجا العامريه عام 1991والذي ذهب ضحيته مئات الاطفال والنساء والعجزه وكان هذا الملجا مدني مخصص لاغراض حماية المدنيين من اضرار الحرب وكانت جريمة بشعه بكل المقاييس ونفذت عن عمد لغرض خلق حالة من الهيجان الشعبي واخلال الصف الوطني كما اشاروا المستشاريين النفسيين للحرب بذلك , والجميع ينتظر ما تؤل اليه هذ الحرب وخصوصا كانت الوقائع تشير الى عمق ووحشية الاستهداف الذي يشمل العراق كله ليس نظام او اشخاص او حزب او فئه او طائفه اورئيس كما يصورون والنتائج خير دليل, وينشغل اليوم الراي العام العالمي الامريكي والغربي برفضه احتلال العراق واعتباره جريمه كبرى وتخرج هذه الايام مظاهرات واسعه في الولايات المتحده وبريطانيا واستراليا وعدد من الدول الاخرى ترفض المحرقه العراقيه والتجاوز على الشرعيه الدوليه وايقاف التداعيات الاقتصاديه والسياسيه والشعبيه التي يعاني منها العالم من جراء الحرب وسط تدجين كامل للموقف العربي الرسمي والشعبي تجاه الحدث الجلل الذي اصاب العراق والامه العربيه والمآسي والضحايا وتفكيك العراق دولة وشعبا ومجتمعا ليصبح دويلات طائفيه وعرقيه متعددة الولاء والتمويل والاتجاه بعيدا عن المنظور الوطني او تحقيق ابسط مقومات بالامن الوطني والقومي ويرافقه نفوذ اقليمي ودولي متعدد لايخدم المصلحه العليا للعراق والعراقيين ليلقي بضلاله على العالم العربي ويجعله عرضة للانهيار وبات وشيكا حسب مرتكزات الاستراتيجيه الامريكيه ومن تحالف معها سرا وعلنا لتنفيذها منطلقا من العراق , استعرضنا في الجزء الاول الخلفيات التاريخيه للاستهداف والابعاد الحقيقه للاستراتيجيه الامريكيه وتحولها من الرد الناعم الى الرد القاسي وانتهاج الحروب الاستباقيه والتقسيم الناعم للدول وتغيير الخارطه السياسيه وفق ابعاد الصراع الحالي مع الاحتفاظ بمرتكزات الاستراتيجيه قيد التنفيذ وحسب الاسبقيه وحالة الصراع وتطوراته,لقد تناقل الاعلام قبيل الغزو باشهر الحرب المحتمله على العراق ومراحل التهيئه وقبل اشهر قليله من الغزو تغيرت صيغة الاعلام الى الحرب الوشيكه على العراق واتبعت الولايات المتحده الامريكيه نهجا معروفا في الاعداد ويشابه في مفاصله نهج الاعداد لحرب الخليج الثانيه واعتمد على عدة امور تكتيكيه ومحووريه شامله لتحقيق الغزو

(النفط دم الشيطان الاسود)
2. النفط المحور الاساسي والرئيس في الحرب اضافة الى امن اسرائيل لان السلطه والثروه عنصران مترادفان في النظام الراس مالي الامريكي والتحكم بمصادر الموارد امر ضروري لديمومه الجيوش والقواعد اللعسكريه الامريكيه المتواجدة في العالم ورغم تاكيد وزير الخارجيه الامريكي كولن باول ومسؤلين امريكان بارزين ان غزو العراق ليس هدفه النفط وانما كذبة اسلحة الدمار الشامل واسقاط النظام الا ان الكثير من المراقبين بما فيهم من الموالين للاداره الامريكيه ومروجين افكارها مثل ( توماس فريدمان) يرون عكس ذلك وفقا لمقالات فريدمان عام2003 نشرته "هيرالد تريبون" قال فيها ((ان النفط هو احد الاسباب الاعداد للحرب ضد العراق واذا حاول اي شخص ان يقنعنا بغير ذلك فانه قطعا لايحترم عقولنا وتشير الدراسات الى ان اخر نقطة نفط في العالم ستكون في العراق الذي يملك122مليار برميل كأحتياط نفطي يمثل 15%من احتياط نفط العالم فيما نشرت دراسات امريكيه اخرى صادرة عن ادارة معلومات الطاقه الامريكيه احتياط النفط العراقي اكثر من200مليار برميل وكمان الكثير من حقول النفط لم تستغل حتى الان وعدد الحقول المستغله بسيطه جدا وبالمقارنه مع الاحتياط النفطي للولايات المتحدة وكنداعن عشر سنوات معدوده وفي العراق يتجاوز100 عام علاوة على تكاليف استخراج برميل النفط في العراق ارخص بكثير عن بقية الدول النتجة للنفط في العالم وتصل كلفه الاستخراج في العراق الى 95سنت ويباع الان ب80$للبرميل اي مستوى الربح بالبرميل يصل في الوقت الحاضر79$ دون عددات تذكر او مراقبه دوليه وتشير الدراسات الى ان احتياط الولايات المتحدة يصل2%من احتياط العالم واستهلاك الفرد الامريكي للوقود لاتستطيع ان تسد كفايته من الاحتياط مالم تستورد ومن هنا نجزم انهذا يعني انهياراكبر دوله صناعيه في حالة قطع عنها النفط او توقف اتيرادها للنفط واصدرت ادارة معلومات الطاقة الامريكيه بالاشتراك مع شكرة بريتش بتروليومدراسه تفيد "الدراسات بخصوص الموارد مشتركه بين الحلفيين الامريكي والبريطاني"الانتاج النفطي العالمي عام1997بلغ75مليون برميل في اليوم وسيصل في عام2010الى94مليون برميل باليوم ويرتفع في عام2015يصل105مليون برميل باليوم وفي عام2020يصل الى 115مليون برميل وبهذا الموقف يكون العراق الاول في قدرته على تلبيةاحتياج الاسواق العالميخ(غير قادر على تلبية الحاجة المحليه الملحة لشعبه)ومن بعده السعوديه-الامارات-الكويت-اتيران –فنزويلا-واذا دققنا فنرى من الواضح جميع هذه الدول تخضع لقائمة الاهداف الامريكيه للسيطره والهيمنه واثارة الاضطرابات, وذكرت وكالة الانباء الفرنسيه في تقرير نشرته في9/2/2003نقلا عن نشرة (بترواستراتيجي) ان هناك صراع غنائم في الاداره الامريكيه بين البنتاغون والخارجيه حول من سيسيطر علىالنفط العراقي بعد الحرب حيث ترى البنتاغون ضروره سيطرتها على القطاع النفطي فبم ترى الخارجيه ضرورة استمرار ادارة قطاع النفط العراقي من خلال الشركة الوطنيه العراقيه وهذه حقائق ومعطيات لاتقبل الشك كركائز لحرب الموارد وتشير الخطط العسكريه كلها للسيطره على منابع النفط الغنيه في كركوك الموصل والجنوب الغني بالنفط ومن منظور الهيمنه الامريكيه لكونها القطب الاوحد كما ترى انها تحكم الامبراطوريه النفطيه التي تتحكم بالقوى الاخرى مثل اليابان-فرنسا-المانيا-الصين-الهند وكل القوى التي تحتاج النفط بشكل محوري النفط دم الشيطان الاسود
المناخ الداخلي
3. يتمثل المناخ الداخلي في مجموعة العناصر البشرية، المادية، المعنوية التي تتفاعل وتتساند في سبيل تحقيق الهدف او الاستراتيجيه او تكتيكاتها المختلفه لقد هيات الدوائر المخابراتيه والسياسيه ومن خلفها الدوائر الاعلاميه الموجه لخدمة الاستراتيجيه المناخ الداخلي الملائم لحشد الطاقات والإمكانيات الماديــة والبشرية والتقنيــة والأهداف والخطط والبرامج والموازنات لتامين التاييد والدعم السياسي والاقتصادي والشعبي والحربي لغزو العراق تحت ذرائع مختلفه واهمها مايسمى الحرب على الارهاب بيافطته الواسعه والفضفاضه التي تبيح المحضورات جميعها بما فيها القنون الدولي والاتفاقيات الدوليه كافه وتفعيل وسائل صنع الخوف في عقلية المواطن الامريكي من خلال احداث ايلول-حشد الراي العام الامريكي عبر منظومه الاعلام الجباره والتي تسخرها دوائر المخابرات الامريكيه لهيكلة العقل قبل تنفيذ الفعل وقد اشاعت تلك الوسائل مبررات الغزو الكاذبه وعبر خطابات رسميه ولقاءات متلفزه ومقالات ونشرات صحفيه خطورة العراق –اسلحة الدمار الشامل عن طريق تصريحات جورج تنت مدير المخابرات المركزيه السابق وكولن باول وزير الخارجيه الامريكيه وجون بولتن ونائب الرئيس ديك تشيني وغيرهم وكذلك مستشار الامن القومي كوندليزا رايس عندما صرحت بان العراق قد اشترى يورانيوم من النيجر وعلاقة الرئيس الراحل صدام حسين بالقاعده وربطها باحداث ايلول عندما ذكرها في خطاب ديك تشيني مع ابراز بعض شهود الزور من المجرمين واللصوص الذين غادرو العراق خوفا من التبعيات القانونيه وادعوا المعارضه السياسيه وامتلاكهم معلومات بشان الربنامج النووي واسلحة الدمار الشامل وطبعا هذه بروبكانده اعلاميه لحشد الراي العام الامريكي وتظليله في اكبر عملية تظليل شهدها العالم وشخوصها سياسيين رفيعي المستوى ومنهم الرئيس بوش الذين اجادوا صناعة الخوف في قلوب وعقول الشارع الامريكي ليذهبوا الى غزو العراق دون تفويض دولي اي خارج الشرعيه الدوليه وبهذا تعبتر الولايات المتحده وفقا للقانون الدولي دولة مارقه بل ومارست الاداره الامريكيه دكتاتوريه عالميه شموليه حين اعلن الرئيس بوش مقواته المشهوره" من لم يكن معنا فهو ضدنا وكان الفضائح التي لاحقت برئيس الوزراء البريطاني توني بلير هي الاخرى مرت دون حساب حيث اعترف مستشاره المقرب جدا منه " اليستر كامبل" الذي اجبر على الاستقاله في30/8/2003 بانه ارتكب خطأين الاول هو سرقة تقرير اعده طالب عراقي ونسبته لاجهزة الاستخبارات البريطانيه, والثاني هو الكذب وسوء الصياغه المتعمد للتقرير وكان قد وجهت اللجنه البرلمانيه البريطانيه لكامبل تهمة الخداع للبرلمان عندما نشر ملفا عن اسلحة الدمار الشامل العراقيه واعقبه انتحار المثير للجدل لخبير الاسلحه البريطاني الدكتور ديفيد كيلي وهذا التظليل المشترك الذي رعاه بوش وبلير سبب دمار للعراق وتداعيات كبرى وازمات في العالم

المناخ الخارجي
4. ويعبر عن كافة الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتقنية والعسكريه المحيطة بالعالم الخارجي, ويمثل المناخ الخارجي المصدر الأساسي الذي تحصل منه الاستراتيجيه على الموارد اللازمة لها، والمجال الأوحد لتمرير اهدافها. وتتبلور سمات وخصائص المناخ الخارجي من حيث تأثيرها في أمور- الفرص- المعوقات- المهـددات-الموارد الاضافيه ويعتمد على دراسة وتقويم الجوانب التالية:
الأوضاع والتطورات الاقتصادية المحلية، الإقليمية، العالمية- الاجتماعية والثقافية المحلية، الإقليمية، العالمية- والإمكانيات التقنية المحلية، الإقليمية، العالمية- النظم والتشريعات والقواعد الدوليه- الأوضاع والتطورات - حالة الصراع وتطوراتها وامكانية الحشد السلبي والايجابي- الادوات الموراد الاجنبيه والمكتسبه-التحالفات والمصالح وغيرها من الامور الثانويه التي تدخل في صلب صنع الحدث, واستطاعت وفق هذه المقومات ان تحقق الولايات المتحده بعض العناصر لشن هجومها على العراق وركز ت على محاور مهمه اساسيه واخرى بديله مع امكانية التحول الى خطط الطوارئ
لقد فشلت الاداره الامريكيه في تامين مناخ خارجي مثالي لشن الحرب اي فاقد المشروعيه والشرعيه بل ينسف الشرعيه الدوليه بالكامل ,بدأت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها المكثفة على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بغية استحصال قرار يخولها باستخدام القوة ضد العراق، واستمرت في محاولاتها خارج المجلس لإقناع كل من فرنسا وروسيا والصين بضرورة التصدي عسكريا للنظام العراقي، بدعوى محاولاته الاحتفاظ بأسلحته ذات الدمار الشامل، وسعيه الدائب لإخفائها عن رقابة أعين المفتشين الدوليين، على الرغم من تقرير رئيس المفتشين [هانس بليكس] الذي أكد فيه عدم العثور على أية أسلحة جديدة، بعد أن استمرت فرق التفتيش منذ عام 1991 تدمر تلك الأسلحة، وكافة مصانع هيئة التصنيع العسكري. استمرت الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولاتها لإقناع روسيا والصين وفرنسا لإصدار قرار جديد يبيح صراحة استخدام القوة ضد العراق بدعوى عدم التزام النظام العراقي بالقرار 1441.
لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، فقد رفضت كل من روسيا وفرنسا والصين إصدار قرار بالحرب، متحدين الإصرار الأمريكي، مما أدى إلى غضب الرئيس بوش من موقف هذه الدول، وبوجه خاص فرنسا الحليفة الأوربية التقليدية للولايات المتحدة، والتي أعلنت صراحة بأنها ستستخدم حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن إذا ما قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع القرار الذي جرى إعداده من قبلهما,
فقد أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك] في العاشر من آذار2003 في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي إن بلاده ستستخدم حق النقض[ الفيتو] ضد مشروع القرار الذي أرادت الولايات المتحدة تمريره في مجلس الأمن، والذي يخولها اللجوء إلى الحرب ضد العراق، وأضاف شيراك أن الحرب هي أسوأ الحلول للأزمة العراقية، رافضاً الحل العسكري ضد العراق إلا بعد أن يعلن المفتشون الدوليون أنهم لم يعودوا قادرين على العمل هناك.
كما أعلنت الحكومة الروسية في اليوم نفسه على لسان وزير خارجيتها [إيغور إيفانوف] أن بلاده ستستخدم حق النقض [الفيتو] كذلك ضد مشروع القرار الأمريكي البريطاني المعروض على مجلس الأمن بمنح مهلة للعراق حتى 17 مارس 2003 لنزع سلاحه غير التقليدي، وقال إيفانوف في تصريحات صحفية بموسكو إن مشروع القرار يعتبر إنذارا غير قابل للتطبيق.
ولاشك أن مواقف الدول الثلاث فرنسا وروسيا والصين في أساسها تخضع للمقومات الشرعيه الدوليه ومصالحها الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة إلى استلابها منها، وإحكام هيمنتها المطلقة على نفط الخليج، ومن هنا كان التناقض في المواقف بينهم في مجلس الأمن حيث سعت هذه الدول إلى حل الأزمة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، في حين انفردت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في قرارهما اللجوء إلى القوة العسكرية، بصرف النظر فيما إذا قبل الآخرون أم رفضوا ذلك وهذ سابقه خطيره انتهجها بوش وادارته لنسف الشرعيه الدوليه وقوانينها بالكامل.
5. العراق لن يكون تهديدا لاي دوله
لن يكون العراق تهديدا لاحد كما يصرح به الرئيس الامريكي بوش في خطاباته بعدان اصبح الهدف الرئيس للحرب ازالة النظام وليست اسلحة الدمار الشامل او العلاقه مع القاعده مبررات شن الحرب وقال ان العراق لم يعد مصدر تهديد لجيرانه واغفل ان العراق كان يتعرض للهجمات الامريكيه منذ عام1991 وحتى واحتلاله2003
• لن يكون العراق دولة جوار لامريكا او بريطانيا ولاتوجد حدود مشتركه بريه وبحريه وجويه بينهما مما يشكل تهديد لهذه الدول او الدول المتحالفه مع الولايات المتحده ضمن المرتكزات الاساسيه لشن الحرب.
• نفذ العراق جميع قرارات ومقررات الامم المتحده ونزع جميع اسلحة الردع الاستراتيجيه الصاروخيه
• العراق دوله من دول العالم الثالث وليست دولة ارتكاز ضمن مقومات الصراع الدولي
• العراق يخضع لحصار شامل لكل شيء منذ عام 1990 مما يجعله دولة فقيرة غير قادرة على تامين مقومات الحرب والصراع مع دوله كبرى
• استنزف العراق الكثير من قدراته العسكريه في حرب عام 1991 وفرضت عليه قرارات تخفض من حجم قوته العسكريه من 45 الى20 فرقه وخضع كما ذكرنا اعلاه الى تفكيك مصانعه العسكريه وقوته الصاروخيه بل لم يمتلك العراق اي سلاح ردع استراتيجي ليكون رقم ضمن معادلة الصراع ولايمتلك سوى صورايخ بمديات محليه لاتتعدى 100كم ضمن قدرات الدفاع المحدود وحتى لا ترتقي لمقومات الدفاع السوقي اي ان العراق لايشكل خطرا عسكريا كتهديد
• فرض خطوط الحضر(no fly zoon) شمال وجنوب العراق (32.33.36) مما يحدد حركته وكشف ومعالجة اي مناوره عسكريه ضمن الحدود الجغرافيه لدولة العراق
• الحرب على العراق لم تنهي عند عام1991 بل استمرت الحملات العسكريه الامريكيه خارج اطار الشرعيه الدوليه باستهداف العراق وقتل المدنين للاعوام1992.1993.1996.1998 وعمليات التجريد الجوي قبيل الغزو دون رد عسكري عراقي صاروخي او تصدي فلم يسقط العراق طائره واحده من الطائرات الامريكيه التي تخترق اجوائه مما يدل على نية العراق السلميه والتزامه بمقررات الامم المتحده وعدم خروجه عن الشرعيه الدوليه
• الحصار منع القدره العسكريه العراقيه من التطور او التحديث او التسليح لتمكنها من القيام باي عمل عسكري ولا حتى محدود اي ان العراق لايمثل تهديدا كما صوره الرئيس الامريكي بوش وادارته ورئيس الوزراء السابق توني بلير وحكومته للعالم ولن يمتلك اسلحة دمار شامل وكان رئيس الوزراء البريطاني قد افاد ان العراق قادر على استخدام اسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقه وهذ كذبه كبرى وتظليل الراي العام العالمي وكان وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد قد شكل وحدة مخابراتيه خاصه عملها الرئيس البحث عن ادله تثبت وجود علاقه بين العراق والقاعده وفشلت في تقديم اي دليل واثبت قبل ايام البنتاغون ذلك ايضا وهذه حملة الاكاذيب المنسقه التي برر فيها الرئيس الامريكي الحرب ولايزال يعتبر احتلال العراق نصر يستحق التضحيات ونسى ان يذكر المجازر والجرائم والاباده والتعذيب والاغتصاب وقتل الاطفال والنساء والشيوخ التي ارتكبتها قواته في العراق منذ الغزو ولحد الان كما صرح في خطابه في الذكرى الخامسه لغزو العراق في ولاية فرجينيا
6. الاستراتيجيه العسكريه في غزو العراق
اعتمدت الاستراتيجه العسكريه الامريكيه في غزو العراق على عدة عوامل ومنها:
• استخدام الصفحه العسكريه بكامل قدراتها وفق ابجديات الحرب الخاطفه منطلقا من اسلوب الصدمه والترويع التي تجعل من جميع اراضي العراق بمن عليها من منشات مدنيه او عسكريه وبشر مدني او عسكري اهداف حره للمعالجه ضمن ساحة الحركات ومسرح العمليات دون تمييز
• استخدام واسع لجميع الاسلحه والقدرات الامريكيه بمافيها الاسلحه الاستراتيجيه والمحرمه دوليا
• استخدام اسلوب التمويه المبعثروتشتيت الجهد العسكري عبر المحاور والمقتربات المحتمله مع التاكيد على نهج التخطي والتثبيت ضمن المحور الرئيسي للهجوم
• استخدام لمبدا التثبيت بشكل واسع عبر محاور ومقتربات وهميه او ثانويه
• استخدام الحرب النفسيه بوسائلها المعروفه والمتطوره
• باستخدام الطابور الخامس والسادس
• استخدام صفحة البعدالمخابراتي وهي صفحة رئيسيه ملازمه لجميع الحروب الامريكيه وكثير ما تستخدمه قبيل الحرب واثنائها لتعزيز العمل العسكري
• استخدام الاعلام صفحة رئيسيه لاسناد القوات في الحرب
• استخدام واسع للحرب الالكتروينه وبقدرات تكنلوجيه متطوره
• تسخير جميع مقومات القدره المكتسبه لتعزيز الحرب
• تسخير الدعم العسكري والمعلوماتي شبه الرسمي الاقليمي
• تسخير الدعم اللوجستي العربي
• تحريك الخلايا التجسسيه النائمه في العراق بتوقيتات محددة تتوافق مع مراحل الهجوم
• استخدام الادوات العراقيه العامله مع الاحتلال منذ فترة التخطيط وحتى اخر مراحل التنفيذ مع بيان الدور المقبل وكانت دوائر المخابرات الامريكيه ق تعاقدت مع68 شخص من اصول عراقيه ويحملون جنسيات اخرى للعب ادوار سياسيه وعسكريه وامنيه خلال وبعد الغزو
• فبركة الاخبار الاعلاميه عن الحرب وتقدمها من خلال المراسلين المجندين مع قوات الاحتلال الامريكي وابراز النصر السريع لمحاكاة وكانت فضيحة المجنده جيسكا دليل على زيف وكذب عدد من وسائل الاعلام الامريكيه
• وهناك الكثير من الاسرار والخفايا التي لم يعلن عنها لحد الان والتاريخ كفيل بكشفها
الاستعدادت النهائيه للمعركه
قوات الطرفين
7. القوات العراقيه المدافعه
القوات المسلحه العراقيه بالتاكيد لايوجداوجه مقارنه مع القوات الغازيه لحجم الاختلاف الكبير بين قدرات جيش تقليدي من دول العالم الثالث وقد اصابه ضرر وخسائر وايقاف نمو وتطوير من جراء حرب ثمان سنوات وحرب الخليج الثانيه بما يسمى عاصفة الصحراء الذي استنزفت ما يقارب60% من قدرته القتاليه خلال انسحابه من الكويت ( الانسحاب في التماس) وهو اصعب مرحله ضمن صفحة الانسحاب في الحرب اضافة الى الحملات الجويه المعاديه اعوام1992.1993.1996.1998وحرب التجريد المستمره وحرب الحصار على تسليحه وتطويره وتوفير ابسط مقومات الجيش ولا كنه بنفس الوقت جيش محترف مهني يمتلك ارادة القتال وفق عقيدته الوطنيه يمتلك خبره كبيره في الحروب التقليديه ضمن محيطه الاقليمي واستطاع الاشتراك بمعارك كبرى مع الجيش الامريكي وانتصر فيها رغم محدودية الاشتباك وتفوق القدره وكانت قطعات الفيلق الثالث الجيش العراقي (فرقة المشاه-51-18-11والفرقه المدرعه السادسه)اول من اشتبك مع العدو واستطاعو رغم مقومات التفوق الاستراتيجي من الصمود ومنازلة العدو من اربع محاور او مقتربات منذ اول يوم الهجوم وحتى يوم6/4/2003وهذا وسام فخر وعز للجيش العراقي الاصيل الذي فاق الحسابات والمعادلات الرقميه والتكنلوجيه واستطاع ان يؤدي واجبه الوطني بكل شرف وفخر واعتزاز



أ. الجيش العراقي
اولا.القدره البحريه
القوه البحريه-زوارق بحريه خفيفه-افواج مشاة بحري-منشآت وموانئ بحريه جرى ترميمها بعد الحرب ولايمكن وضعها من حسابات التوزان للقدره او قوات الطرفين لانها تعد غير موجوده
ثانيا. القدره الجويه
القوه الجويه فهي لاتدخل ضمن الحسابات العسكريه ضمن موازيين القوى او قوات الطرفين لكون غالبية الطائرات العراقيه استولت عليها ايران عندما اخليت في حرب1991اليها وكان عددها اكثر من139 طائره محتلفه ناهيك عن طائرات ذات الاستخدام المدني, وبقية الطائرات الموجوده وتتكون من بعض الاسراب من طائرات قديمه-23-25-29 لاتستطيع العمل كمتصديات جويه او اسناد ساحة المعركه لعامل التقادم الزمني والصلاحيه( نتهاء العمر الفني للطائره) ومنظوماتها الفنيه والتسليحيه والاستطلاعيه وكذلك تحديد فضاء الطيران(fly zoon)وعدم ممارسة الطيارين على المهام القتاليه والمهام التدريبيه التي تحسن من مستوى الاداء للمهام الجويه وهناك سلاح طيران الجيش الغزال-مي25- bo--مي8-مي17- pc7-pc9ثابتة الجناح وجميع هذه الطائرات لاتعد ضمن مقاييس الاسلحه المتطوره مثل الاباتشي او اي 10وبالتاكيد لايمكن استخدام سلاح الجو العراقي او طيران الجيش نظرا للسياده الجويه المطلقه لقوات الاحتلال منذ عام1991 وحتى شن الهجوم
ثالثا. الدفاع الجوي
يعتمد في عمله على المدافع 57-23 والصواريخ المحوله وعدد من الصواريخ التي حاول التصنيع العسكري العراقي من تطويرها ولاكنها غير مجديه ولم تحقق نتيجه ايجايه طيل فترة المهارشه الجويه الطويله ل13 عام وهذ فرق قدرات تكنلوجيه بعد ان فقد جزء مهم من عناصره هي قدرة المتصديات لاسقاط طائرة العدو وكانت الطائرات المعاديه تستهدف باستمرار مدافعه وتجهيزاته ومنظوماته الرادار ومحطات الاتصال والانذار المبكر والوحدات المتواجده ضمن خطوط حضر الطيران وجرى تجريد لها واسع قبيل شن الهجوم مما يستحق اطلاق مصطلح السياده الجويه للعدو

رابعا.القوات البريه العراقيه
هي القوات الوحيده التي تحملت عبئ القتال وتجيد المناوره وحنكة التماس ولاكنها تفتقد الى السلاح الحديث وقوة الاسناد الحديثه وهذ مقومات الصمود الرئيسيه او الاسناد الذي المفروض تامينه في ساحة المعركه وخصوصا القوه الجويه وطيران الجيش وادامة المعلومات في ساحة المعركه وفقا لاخر التطورات وهذه القوات لها صولات وجولات مع وقات الاحتلال بين كر وفر وتصدي ودفاع وهجوم ومناروه استطاعت ان ستنهض هممها وستحضر خبراتها ضمن الممكن والصمود لاكثر من عشرون يوما مقابل اكبر حشد عسكري متطور عرفه التاريخ بعد الحروب العالميه
(1)الفيلق الاول-الخامس-شمال العراق بمنحنى جغرافي وفق حدود المسؤوليه من حدو محافظة ديالى-كركوك –الموصل وتقدر قوة كل فيلق اربعة فرق عسكريه ثلاث منها مشاة وواحده مدرعه ولواء مغاوير الفيلق مع عدد من الصنوف السانده مخابره-مدفعيه-ه أ ك-الخ
(2)الفليلق الثاني ثلاث فرق مشاة +فرقه مدرعه+لواء مغاوير الفيلق وحدود مسؤوليته الحدود الشرقيه للعراق من محافظة ديالى وحتى محافظة الكوت عن منطقة بدره وجصان الحدوديه
(3)الفيلق الرابع ثلاث فرق مشاة وفرقة مدرعه ولواء مغاوير الفيلق ويتمتد مسؤوليته من انتهاء حدود الفيلق الثاني وحتى لسان عجيرده في محافظة ميسان وعلىالحدود الشرقيه للعراق
(4)الفيلق الثالث عنصر الصدمه الاولى في المعركه يتكون من ثلاث فرق مشاة وفرقه مدرعه ولواء مغاوير يمسك الحدو الشرقيه من لسان عجيرده وحتى البرجسيه بحدود مسؤليه هلاميه تكون الفو وام قصر ضمن حدودها
ومن خلال توزيع وحدات الجيش العراقي يبرز للمتابع بل والمراقب ان هذا التوزيع دفاعي بحت لايمكن التحول الى الهجوم وفق اسبقيات المسؤوليه وحالة الدفاع والغايه المطلوب تحقيقها في ظل الهيمنه المباشره والحملات العسكريه المتعاقبه لقوات الاحتلال علىلا العراق كما ذكرنا اعلاه ويعني هذا لن يكون للعراق اي نيه مبيته او خطر يهدد الامن والسلم الدوليين او يهدد جيرانه كما ادعى بوش بل عنصر توازن اقليمي يحد من الطموح والتوسعات الايرانيه تجاه العراق ولاكن هذه شريعة الغاب؟؟
ب.الحرس الجمهوري
نظام معركة الحرس الجمهوري فيلقين فيلق جنوبي وفيلق شمالي وهذا احتياط استراتيجي للتصدي لاي هجوم محتمل على العراق وكان الفيلق الاول الشمالي فيلق الله اكبر يتكون من ثلاث فرق-حمورابي-مدرعه-عدنان مشاة الي-نبوخذ نصرمشاة-لواء قوات خاصه والفيلق الثاني الجنوبي فيلق الفتح المبين وبثلاث فرق المدينه المنوره مدرعه-النداءمدرعه-بغداد مشاة لواء قوات خاصه
ج.التشكيلات الاخرى
الويه الحرس الخاص-فدائيو صدام-قطعات المقر العام الخدميه لوزارة الدفاع-قوات الحدود-جيش القدس- الاجهزه الامنيه الاخرى واسندت لهذه التشكيلات واجبات الامن الداخلي وحرب المدن القتال في المناطق المبنيه في حالة دخول قوات الاحتلال
8. قوات الاحتلال الامريكي والقوات المتحالفه معها
القوات المسلحه الامريكيه تعتبر قوه تمتلك قدرة الردع الاستراتيجي كدولة كبرىوباكمانها الرد على مجموعه دول متحالفه ضدها وهي اعدت لهذا الغرض وفقا لابجيدات الاستراتيجيه التوسعيه وهوس الهيمنه بالقوه واشباع رغبتهم بمسلسل الحروب الاستباقيه وفقا للاهداف والمشاريع الي تطلقها بين الحين والاخر,وقدراتها متنوعه-القدرات الفضائيه-منظومة الاقمار الصناعيه-مشروع حرب النجوم-القدره الجويه-اساطيل النقل الجوي( التعبوي –السوقي –الاستراتيجي)-الاستطلاع-الاستخبارات-الارتباط-القاصفات الاستراتيجيه-القاصفات التعبويه-القدره البحريهالحربيه والتجاريه و سبع اساطيل بحريه حربيه وحاملات الطائرات المختلفه منها المزود بمحركات نوويه وسفن مختلفه وزوارق ومشاة البحريه وتعد البحريه الامريكيه قوة بحذاتها والقدره البريه قوات الحرس الوطني اثنى عشر فرقه قتاليه ثلاث فرق محموله جوا,واربع فرق مدرعه, وثلاث فرق ميكانيكه اي اليه وفرقتين مشاة- ام قوات المشاة البحريه الامريكيه( المارينز) تعتبر هذه القوات قوات النخبه وهي مستقله ومحموله محموله بالسفن البحريه تتميز بتسليح وتجهيز متطور وادائها القتالي عالي وفقا لنوع التدريب الذي تتلقاه ومكتفيه ذاتيا اي مؤمن ضمن ناظم معركتها جميع الصنوف متجحفله معها بالامره اي ضمن ناظم معركتها وبمستوى فيلق متكامل الاسناد الناري والاداري والقدرات الجويه والبحريه والصاروخيه ويضاف الى تلك القدرات الفيلق المحمول جوا والذي يعتبر مع قوات المارينز الاحتياط الاستراتيجي للولايات المتحده( قوات الانتشار السريع)في معالجة الازمات التي تهدد المصالح الامريكيه أينما وجدت


9. القوات البريطانيه
يعتبر الجيش البريطاني من الجيوش المتقدمه وتمتلك الخبره في التعاطي وخصوصا مع العالم العربي اثناء امبراطوريتها الاستعماريه التي شملت المنطقه العربيه ايضا وتقلصت هذه القوات منذ عام1971 نظرا لانحسار المصالح القوميه البريطانيه ولايمكن وضع القوات البريطانيه في ميزان القوى امام القوات الامريكيه واستطاعت الاشتراك بالحرب بقوة فرقه زائد وعدد من قواتها الجويه وحاملات طائرات صغيره
10. حشدت الولايات المتحده في غزوها العراق
300الف مقاتل - الف دبابه وعجلة قتال مدرعه- ثلاثة الاف اليه عسكريه-1200 طائره قتال واسناد- المدمرات وحاملات الطائرات والبوارج الحربيه- عشرات السفن الحربيه الاخرى- مئات سفن الاسناد والنقل- شركات الخدمات العسكريه الخاصه( المرتزقه) مليشيات الاحزاب المشتركه بغزو العراق- قوات شبه رسميه اقليميه- قوات عربيه لتامين الاسناد اللوجستي
غالبية قدراتها العسكريه والقدرات العسكريه الحليفه الاخرى معها باستخدام الاراضي العربيه وقد وزعت قياداتها وقدراتها وقطعاتها بشكل ( نسيج العنكوبت) ليؤمن عنصر الصدمه والترويع الذي اعتمدته الاستراتيجيه االعسكريه الامريكيه في حربيها على العراق عام1991-2003 ولا تزال تستخدمها بالرغم ن وحشية الاداء وهول الخسائر البشريه في صفوف المدنيين الابرياء العزل بما يتنافى مع الاتفاقيات الدوليه وبنود التحريم في استخدام الاسلحه المحرمه وبنود تجنيب المدنيين الاستهداف من قبل الاسلحة للقوات المتحاربه, وكان توزيع القوات- المركز الرئيس لقيادة المنطقى الوسطى في قاعده السيليه بقطر - المركز الجنوبي في قاعدة السالم الجويه في الكويت- مركز القياده الجويه في السعوديه- مركز القياده البحريه في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين-وقاعدة انجرلك في تركيا-قاعدة في الاردن- - وتنفتح في الخليج اكثر من155قطعه بحريه امريكيه وغربيه في طور التعزيزالانسيابي 100قطعه منها امريكيه بضمنها حاملات طائرات خمس لكل منها طاقم حمايه متكامل القدرات ومنها(ترومان,روزفلت, لنكولن, كونستلاش كيتي هوك)مع حاملتي الطائرات البريطانيه(أوشن وأرك, رويال)تحملان الطائرات نوع هرير ذات الاقلاع العمودي, وهناك طردات تحمل اكثر من2030صاروخ جوال توما هوك واكثر من600صاروخ هاربون ضد الدفاعات الجويه ام الطائرات المقاتله مع الطائرات المحموله على حاملات الطائرات تبلغ اكثر من995طائره من احدث الطائرات وهذه تعتبراحتياط استراتيجي جاهز للمعركه ومنها بي1 , بي2,بي52, الشبح اف117,اف18-16-15-14التورنيدو, الهرير, اي 10وعدد كبير من طائرات الهليكوتر والابتاشي وطائرات النقل الشينوك وبلاك هوك واكستابل وسيكورسكي وطائرات التجسس بلاك بيرد اضافة الى طائرات الاوكس والتوسي والطائرات المسيرة بدون طيار حاملة الطائرات "USSJohn C. Stennis" وبرفقتها قطع بحرية إلى المنطقة في أواخر فبراير/شباط الماضي، اضافة إلى حاملة الطائرات "USS Dwight D. Eisenhower" ايزن الاسطول السادس والخامس البحريه الامريكيه فحسب تقرير "التوازن العسكري 2005-2006"، الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISSحول انتشار القوات الامريكيه يوجد في الكويت نحو 25 ألف عسكري أمريكي من فروع الأسلحة الأربعة (الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية "مار ينز")، وإن كان تقرير مجلة "جينز" الدفاعي" لعام 2006، يشير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين يقارب 18 ألفاً, وهؤلاء يتوزعون على "قاعدة علي السالم الجوية"، التي تتمركز فيها قوة جوية رئيسية، و"قاعدة عبد الله المبارك الجوية" قرب مطار الكويت الدولي، و"معسكر عرفجان" (الجنوب) الذي تتمركز فيه قوة برية رئيسية، ويضم قيادة قوات التحالف البرية التي انتقلت إليه من معسكر الدوحة، وجزيرة فيلكا، وميناء الأحمدي. في البحرين فيتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي ما بين قوات بحرية ومشاة بحرية وجيش، في "قاعدة الجفير العسكرية" القريبة من المنامة، والتي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس، وميناء سلمان، و"قاعدة الشيخ عيسى الجوية"، ومطار المحرق. علماً أن الأسطول الخامس يضم بالوضع العادي نحو 15 قطعة بحرية، تشمل حاملة طائرات, في دولة قطر يبلغ عدد العسكريين الأمريكيين نحو 6540 عسكري، ما بين جيش وقوات بحرية وجوية ومشاة بحرية، يتوزعون على "قاعدة العديد الجوية"، التي تضم مركز العمليات الجوية المشتركة، و"معسكر السيلية" الذي يعد مقر القيادة الوسطى الأمريكية,ولاشك في أن انتقال القوات الأمريكية من السعودية إلى قطر، عقب الحرب على العراق، قد عزز أهمية الدوحة في الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، كما يقول "تقرير جينز الدفاعي, في المملكة العربية السعودية يوجد حالياً ما بين 300 و500 عسكري أمريكي فقط، يقومون بمهام التدريب. وكان عدد القوات الأمريكية المنتشرة في السعودية حتى انتهاء العمليات الرئيسية للحرب على العراق نحو 8500 عسكري, وفي الإمارات العربية المتحدة، فيصل عدد الأفراد الأمريكيين إلى 1300 تابعين للقوات الجوية، ويتمركز هؤلاء الجنود وعدد من طائرات الاستطلاع الأمريكية في "قاعدة الظفرة الجوية" بأبوظبي. فضلاً عن استخدام القطع البحرية الأمريكية لميناء الفجيرة، وميناء جبل علي بدبي، الذي يعد أكثر الموانئ خارج الولايات المتحدة زيارة من طرف السفن الأمريكية، للتزود بالوقود والمؤن، واستجمام الجنود، وغيرها, بينما يصل العدد في سلطنة عُمان إلى أكثر من 270 جندياً ما بين قوات بحرية وجوية، وهؤلاء يتمركزون بشكل دائم في "قاعدة الثمريات الجوية"، و"قاعدة مصيرة الجوية"، ومطار السيب الدولي، بهدف تنسيق النشاطات وصيانة التسهيلات. وقد يرتفع في الأزمات عدد هذه القوات، إذ تعد عُمان إحدى أهم المحطات لاستقبال القوات والمعدات الأمريكية
11. توزيع الاحتياط الامريكي الاستراتيجي
أ.خريطة انتشار الجنود الأمريكيين
يستعرض تقرير بحثي صادر عن مركز "جلوبال ريسيرش "الكندي لأبحاث العولمة شبكة القواعد العسكرية الأمريكية العريضة في العالم من قواعد أرضية وبحرية وجوية أو حتي قواعد تجسسية ومخابراتية في كل بقاع الأرض تقدر بحوالي سبعمائة أو ثمانمائة قاعدة تكلف الولايات المتحدة سنويا مئات المليارات من الدولارات, وهي تستخدم في أغراض التدريب وتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في أي مكان. هذا بخلاف القواعد العسكرية داخل أمريكا نفسها والتي تصل الي ستة آلاف قاعدة حسب تقديرات في فبراير الماضي.
ومع زيادة شعور أمريكا بالخطر المحدق بها بعد هجمات سبتمبر أضيفت سبع دول جديدة الي قائمة الدول التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أمريكية علي أراضيها. وبعد أن كان هناك 255 ،065 ألف جندي أمريكي منتشر في دول أجنبية عام 2002 قبل أن تحدث اعتداءات سبتمبر آثارها, أصبح الآن عددهم 325 ألفا منتشرين في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية والشرق الأوسط ووسط آسيا واندونيسيا والفلبين واليابان.
ويشير التقرير الي أن العديد من القواعد الجديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة مؤخرا هي قواعد تجسسية ومخابراتيه متصلة بالأقمار الصناعية.
ب. انتشار الجنود الأمريكيون حول العالم:
116 ألفا في أوروبا منهم 75 ،603 ألفا في ألمانيا
97 ألفا في آسيا (ما عدا الشرق الأوسط ووسط آسيا)
40 ،258 ألفا في كوريا الجنوبية
40 ،045 ألفا في اليابان
ستة آلاف في الشرق الأوسط (بخلاف العراق) منهم 3 ،432 في قطر و 1 ،496 في البحرين
ألف في وسط آسيا و200 في أستراليا
800 في افريقيا
700 في جوانتانامو و 413 في هندوراس و 147 في كندا
491 في قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي
196 في سنغافورة و 100 في الفلبين و 113 في تايلاند
601 ،16 ألفا في البحار
لقد انتهت الاستحضارات والاستعدادات النهائيه للحرب فقد انفتحت مراكز القياده والسيطره الاساسيه للعدو لادارة الحرب , المركز الرئيسي في قاعدة السيليه بقطرللقياده العامه للعمليات بقيادة النرال تومي فرانكس والمركز الجنوبي في الكويت قرب قاعدة علي السالم الجويه ومركز القياده السيار انفتح قرب الروضتين شمالا ومركز القياده الجويهفي قاعدة العديد بقطر ومركز القياده البحري في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين وتتبعها154 قطعه بحريه اكملت انفتاحها القتالي منها100قطعه امريكيه وفيها خمس حاملات طائرات(ترومان-روزفلت-لنكولن-كونستلاش-كيتي هوك) مع حاملتي طائرات بريطانيتين(اوشن-ارك رويال)تحملان طائرات نوع هرير ذات الاقلاع العامودي, اضافة الى حاملة طائرات ايطاليه وطرادات تشير المعلومات انها تحمل2030صاروخا جوالا من نوع ( توما هوك) و620صاروخا (هاربون) دفاع جوي وعدد كبير من الطائرات المقاتله والمحموله على ظهر حاملات الطائرات ويبلغ عددها اكثر من995(بي1-بي2-بي52-اف117الشبح-اف14-اف15-اف16-اف18-تورنيدو-هارير-اي10-الابتاشي-بلاك هوك-شينوك-اوكستابل-سيكورسكس-بلاك بيرد-اواكس-ولان توسي) وفي الساعه05:45يوم عشرين اذارشنت طائرتا نوع اف117 الشبح غاره على احد المزارع جنوب غربي بغداد في منطقة الدوره بغداد للاعتقاد تواجد الرئيس الراحل صدام حسن فيها واعقبتها موجه من الصواريخ الامريكيه الجواله ضد عدد من الاهداف في بغداد وبعد اكثر من ساعتين وبعد ظهور الرئيس العراقي الراحل صدام حسن يلقي خطاب رقم الواحد ليعلن بدء الغزو الامريكي البريطاني على العراق وباشرت القطعات البريه قوة الواجب (TASKFORCES )على عكس التوقعات العراقيه بالهجوم البري ومن اربع محاور سنتطرق اليها لاحقا
الباحث اللواء الركن مهند العزاوي.... 19/3/2008

مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
نعتذر عن الاطاله ولكن من الضروري التعريج على المعطيات الحقيقه للصراع وخلفية التخطيط لاحتلال العراق وقد تناولنا الامور بحياديه تامه ومستقله بدون مجامله وفقا لاسبقيات الحدث وملابسات الموقف ولكي نترك بصمه عراقيه في اعنف تاريخ دموي شهده العراق على ايدي هولاكو العصر وبرابرته وسنتطرق إلى إحداث أخرى ونستمر بتغطية جريمة العصر( احتلال العراق) في ذكرى مرور خمس سنوات على احتلال العراق وما يزال.


ملاحظه الى جميع الساده والشبكات والصحف راجيا الاشاره الى مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه عند النشر او الاقتباس او النقل أو التعاطي الإعلامي بمعطيات المقال و حقوق النشر والطبع للمركز
نؤكد عدم استخدام مصطلح سقوط بغداد مهما كان نوع التعاطي الاعلامي لان بغداد لن تسقط
مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com

M. Alobidi
25/03/2008, 03:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





عشية الذكرى الخامسة لجريمة العصراحتلال العراق - الجزء الثاني - مهند العزاوي

2008-03-20
خاص لمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية

الذكرى الخامسه للمحرقه العراقيه في الالفيه الثالثه
كي لانترك التاريخ دون بصمة عراقيه ورؤيا عراقيه لخلفية الاستهداف للعراق والحدث المروع وعنصر التخطيط لاحتلاله وحجم المؤامره التي احيكت ضده
مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
الحرب لامفر منها

1. ليلة العدوان الامريكي على العراق وقد انهت القوات الغازيه استعداداتها النهائيه للمعركه وفق الدلائل النهائيه في مسرح العمليات وساحة المعركه واصبحت لدى العراقيين كافه قناعه ان الحرب المفروضه حتميه لامفر منها وساعاتها مقبله وان هذه الحرب بمثابة قدر قدره الله للعراقيين وفشلت جميع المحاولات والطرق والوسائل لتفادي هذه الحرب وبات الخيار الاخير هو الغالب دخول الحرب والدفاع عن العراق بما متيسر من قدرات وكان الجميع يستذكر ويلات الهجوم الوحشي الامريكي عام1991 والحملات المتعاقبه 1992.1993.1996.1998 واكثر هذه الامور ايلاما هي قصف ملجا العامريه عام 1991والذي ذهب ضحيته مئات الاطفال والنساء والعجزه وكان هذا الملجا مدني مخصص لاغراض حماية المدنيين من اضرار الحرب وكانت جريمة بشعه بكل المقاييس ونفذت عن عمد لغرض خلق حالة من الهيجان الشعبي واخلال الصف الوطني كما اشاروا المستشاريين النفسيين للحرب بذلك , والجميع ينتظر ما تؤل اليه هذ الحرب وخصوصا كانت الوقائع تشير الى عمق ووحشية الاستهداف الذي يشمل العراق كله ليس نظام او اشخاص او حزب او فئه او طائفه اورئيس كما يصورون والنتائج خير دليل, وينشغل اليوم الراي العام العالمي الامريكي والغربي برفضه احتلال العراق واعتباره جريمه كبرى وتخرج هذه الايام مظاهرات واسعه في الولايات المتحده وبريطانيا واستراليا وعدد من الدول الاخرى ترفض المحرقه العراقيه والتجاوز على الشرعيه الدوليه وايقاف التداعيات الاقتصاديه والسياسيه والشعبيه التي يعاني منها العالم من جراء الحرب وسط تدجين كامل للموقف العربي الرسمي والشعبي تجاه الحدث الجلل الذي اصاب العراق والامه العربيه والمآسي والضحايا وتفكيك العراق دولة وشعبا ومجتمعا ليصبح دويلات طائفيه وعرقيه متعددة الولاء والتمويل والاتجاه بعيدا عن المنظور الوطني او تحقيق ابسط مقومات بالامن الوطني والقومي ويرافقه نفوذ اقليمي ودولي متعدد لايخدم المصلحه العليا للعراق والعراقيين ليلقي بضلاله على العالم العربي ويجعله عرضة للانهيار وبات وشيكا حسب مرتكزات الاستراتيجيه الامريكيه ومن تحالف معها سرا وعلنا لتنفيذها منطلقا من العراق , استعرضنا في الجزء الاول الخلفيات التاريخيه للاستهداف والابعاد الحقيقه للاستراتيجيه الامريكيه وتحولها من الرد الناعم الى الرد القاسي وانتهاج الحروب الاستباقيه والتقسيم الناعم للدول وتغيير الخارطه السياسيه وفق ابعاد الصراع الحالي مع الاحتفاظ بمرتكزات الاستراتيجيه قيد التنفيذ وحسب الاسبقيه وحالة الصراع وتطوراته,لقد تناقل الاعلام قبيل الغزو باشهر الحرب المحتمله على العراق ومراحل التهيئه وقبل اشهر قليله من الغزو تغيرت صيغة الاعلام الى الحرب الوشيكه على العراق واتبعت الولايات المتحده الامريكيه نهجا معروفا في الاعداد ويشابه في مفاصله نهج الاعداد لحرب الخليج الثانيه واعتمد على عدة امور تكتيكيه ومحووريه شامله لتحقيق الغزو

(النفط دم الشيطان الاسود)
2. النفط المحور الاساسي والرئيس في الحرب اضافة الى امن اسرائيل لان السلطه والثروه عنصران مترادفان في النظام الراس مالي الامريكي والتحكم بمصادر الموارد امر ضروري لديمومه الجيوش والقواعد اللعسكريه الامريكيه المتواجدة في العالم ورغم تاكيد وزير الخارجيه الامريكي كولن باول ومسؤلين امريكان بارزين ان غزو العراق ليس هدفه النفط وانما كذبة اسلحة الدمار الشامل واسقاط النظام الا ان الكثير من المراقبين بما فيهم من الموالين للاداره الامريكيه ومروجين افكارها مثل ( توماس فريدمان) يرون عكس ذلك وفقا لمقالات فريدمان عام2003 نشرته "هيرالد تريبون" قال فيها ((ان النفط هو احد الاسباب الاعداد للحرب ضد العراق واذا حاول اي شخص ان يقنعنا بغير ذلك فانه قطعا لايحترم عقولنا وتشير الدراسات الى ان اخر نقطة نفط في العالم ستكون في العراق الذي يملك122مليار برميل كأحتياط نفطي يمثل 15%من احتياط نفط العالم فيما نشرت دراسات امريكيه اخرى صادرة عن ادارة معلومات الطاقه الامريكيه احتياط النفط العراقي اكثر من200مليار برميل وكمان الكثير من حقول النفط لم تستغل حتى الان وعدد الحقول المستغله بسيطه جدا وبالمقارنه مع الاحتياط النفطي للولايات المتحدة وكنداعن عشر سنوات معدوده وفي العراق يتجاوز100 عام علاوة على تكاليف استخراج برميل النفط في العراق ارخص بكثير عن بقية الدول النتجة للنفط في العالم وتصل كلفه الاستخراج في العراق الى 95سنت ويباع الان ب80$للبرميل اي مستوى الربح بالبرميل يصل في الوقت الحاضر79$ دون عددات تذكر او مراقبه دوليه وتشير الدراسات الى ان احتياط الولايات المتحدة يصل2%من احتياط العالم واستهلاك الفرد الامريكي للوقود لاتستطيع ان تسد كفايته من الاحتياط مالم تستورد ومن هنا نجزم انهذا يعني انهياراكبر دوله صناعيه في حالة قطع عنها النفط او توقف اتيرادها للنفط واصدرت ادارة معلومات الطاقة الامريكيه بالاشتراك مع شكرة بريتش بتروليومدراسه تفيد "الدراسات بخصوص الموارد مشتركه بين الحلفيين الامريكي والبريطاني"الانتاج النفطي العالمي عام1997بلغ75مليون برميل في اليوم وسيصل في عام2010الى94مليون برميل باليوم ويرتفع في عام2015يصل105مليون برميل باليوم وفي عام2020يصل الى 115مليون برميل وبهذا الموقف يكون العراق الاول في قدرته على تلبيةاحتياج الاسواق العالميخ(غير قادر على تلبية الحاجة المحليه الملحة لشعبه)ومن بعده السعوديه-الامارات-الكويت-اتيران –فنزويلا-واذا دققنا فنرى من الواضح جميع هذه الدول تخضع لقائمة الاهداف الامريكيه للسيطره والهيمنه واثارة الاضطرابات, وذكرت وكالة الانباء الفرنسيه في تقرير نشرته في9/2/2003نقلا عن نشرة (بترواستراتيجي) ان هناك صراع غنائم في الاداره الامريكيه بين البنتاغون والخارجيه حول من سيسيطر علىالنفط العراقي بعد الحرب حيث ترى البنتاغون ضروره سيطرتها على القطاع النفطي فبم ترى الخارجيه ضرورة استمرار ادارة قطاع النفط العراقي من خلال الشركة الوطنيه العراقيه وهذه حقائق ومعطيات لاتقبل الشك كركائز لحرب الموارد وتشير الخطط العسكريه كلها للسيطره على منابع النفط الغنيه في كركوك الموصل والجنوب الغني بالنفط ومن منظور الهيمنه الامريكيه لكونها القطب الاوحد كما ترى انها تحكم الامبراطوريه النفطيه التي تتحكم بالقوى الاخرى مثل اليابان-فرنسا-المانيا-الصين-الهند وكل القوى التي تحتاج النفط بشكل محوري النفط دم الشيطان الاسود
المناخ الداخلي
3. يتمثل المناخ الداخلي في مجموعة العناصر البشرية، المادية، المعنوية التي تتفاعل وتتساند في سبيل تحقيق الهدف او الاستراتيجيه او تكتيكاتها المختلفه لقد هيات الدوائر المخابراتيه والسياسيه ومن خلفها الدوائر الاعلاميه الموجه لخدمة الاستراتيجيه المناخ الداخلي الملائم لحشد الطاقات والإمكانيات الماديــة والبشرية والتقنيــة والأهداف والخطط والبرامج والموازنات لتامين التاييد والدعم السياسي والاقتصادي والشعبي والحربي لغزو العراق تحت ذرائع مختلفه واهمها مايسمى الحرب على الارهاب بيافطته الواسعه والفضفاضه التي تبيح المحضورات جميعها بما فيها القنون الدولي والاتفاقيات الدوليه كافه وتفعيل وسائل صنع الخوف في عقلية المواطن الامريكي من خلال احداث ايلول-حشد الراي العام الامريكي عبر منظومه الاعلام الجباره والتي تسخرها دوائر المخابرات الامريكيه لهيكلة العقل قبل تنفيذ الفعل وقد اشاعت تلك الوسائل مبررات الغزو الكاذبه وعبر خطابات رسميه ولقاءات متلفزه ومقالات ونشرات صحفيه خطورة العراق –اسلحة الدمار الشامل عن طريق تصريحات جورج تنت مدير المخابرات المركزيه السابق وكولن باول وزير الخارجيه الامريكيه وجون بولتن ونائب الرئيس ديك تشيني وغيرهم وكذلك مستشار الامن القومي كوندليزا رايس عندما صرحت بان العراق قد اشترى يورانيوم من النيجر وعلاقة الرئيس الراحل صدام حسين بالقاعده وربطها باحداث ايلول عندما ذكرها في خطاب ديك تشيني مع ابراز بعض شهود الزور من المجرمين واللصوص الذين غادرو العراق خوفا من التبعيات القانونيه وادعوا المعارضه السياسيه وامتلاكهم معلومات بشان الربنامج النووي واسلحة الدمار الشامل وطبعا هذه بروبكانده اعلاميه لحشد الراي العام الامريكي وتظليله في اكبر عملية تظليل شهدها العالم وشخوصها سياسيين رفيعي المستوى ومنهم الرئيس بوش الذين اجادوا صناعة الخوف في قلوب وعقول الشارع الامريكي ليذهبوا الى غزو العراق دون تفويض دولي اي خارج الشرعيه الدوليه وبهذا تعبتر الولايات المتحده وفقا للقانون الدولي دولة مارقه بل ومارست الاداره الامريكيه دكتاتوريه عالميه شموليه حين اعلن الرئيس بوش مقواته المشهوره" من لم يكن معنا فهو ضدنا وكان الفضائح التي لاحقت برئيس الوزراء البريطاني توني بلير هي الاخرى مرت دون حساب حيث اعترف مستشاره المقرب جدا منه " اليستر كامبل" الذي اجبر على الاستقاله في30/8/2003 بانه ارتكب خطأين الاول هو سرقة تقرير اعده طالب عراقي ونسبته لاجهزة الاستخبارات البريطانيه, والثاني هو الكذب وسوء الصياغه المتعمد للتقرير وكان قد وجهت اللجنه البرلمانيه البريطانيه لكامبل تهمة الخداع للبرلمان عندما نشر ملفا عن اسلحة الدمار الشامل العراقيه واعقبه انتحار المثير للجدل لخبير الاسلحه البريطاني الدكتور ديفيد كيلي وهذا التظليل المشترك الذي رعاه بوش وبلير سبب دمار للعراق وتداعيات كبرى وازمات في العالم

المناخ الخارجي
4. ويعبر عن كافة الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتقنية والعسكريه المحيطة بالعالم الخارجي, ويمثل المناخ الخارجي المصدر الأساسي الذي تحصل منه الاستراتيجيه على الموارد اللازمة لها، والمجال الأوحد لتمرير اهدافها. وتتبلور سمات وخصائص المناخ الخارجي من حيث تأثيرها في أمور- الفرص- المعوقات- المهـددات-الموارد الاضافيه ويعتمد على دراسة وتقويم الجوانب التالية:
الأوضاع والتطورات الاقتصادية المحلية، الإقليمية، العالمية- الاجتماعية والثقافية المحلية، الإقليمية، العالمية- والإمكانيات التقنية المحلية، الإقليمية، العالمية- النظم والتشريعات والقواعد الدوليه- الأوضاع والتطورات - حالة الصراع وتطوراتها وامكانية الحشد السلبي والايجابي- الادوات الموراد الاجنبيه والمكتسبه-التحالفات والمصالح وغيرها من الامور الثانويه التي تدخل في صلب صنع الحدث, واستطاعت وفق هذه المقومات ان تحقق الولايات المتحده بعض العناصر لشن هجومها على العراق وركز ت على محاور مهمه اساسيه واخرى بديله مع امكانية التحول الى خطط الطوارئ
لقد فشلت الاداره الامريكيه في تامين مناخ خارجي مثالي لشن الحرب اي فاقد المشروعيه والشرعيه بل ينسف الشرعيه الدوليه بالكامل ,بدأت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها المكثفة على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بغية استحصال قرار يخولها باستخدام القوة ضد العراق، واستمرت في محاولاتها خارج المجلس لإقناع كل من فرنسا وروسيا والصين بضرورة التصدي عسكريا للنظام العراقي، بدعوى محاولاته الاحتفاظ بأسلحته ذات الدمار الشامل، وسعيه الدائب لإخفائها عن رقابة أعين المفتشين الدوليين، على الرغم من تقرير رئيس المفتشين [هانس بليكس] الذي أكد فيه عدم العثور على أية أسلحة جديدة، بعد أن استمرت فرق التفتيش منذ عام 1991 تدمر تلك الأسلحة، وكافة مصانع هيئة التصنيع العسكري. استمرت الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولاتها لإقناع روسيا والصين وفرنسا لإصدار قرار جديد يبيح صراحة استخدام القوة ضد العراق بدعوى عدم التزام النظام العراقي بالقرار 1441.
لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، فقد رفضت كل من روسيا وفرنسا والصين إصدار قرار بالحرب، متحدين الإصرار الأمريكي، مما أدى إلى غضب الرئيس بوش من موقف هذه الدول، وبوجه خاص فرنسا الحليفة الأوربية التقليدية للولايات المتحدة، والتي أعلنت صراحة بأنها ستستخدم حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن إذا ما قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع القرار الذي جرى إعداده من قبلهما,
فقد أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك] في العاشر من آذار2003 في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي إن بلاده ستستخدم حق النقض[ الفيتو] ضد مشروع القرار الذي أرادت الولايات المتحدة تمريره في مجلس الأمن، والذي يخولها اللجوء إلى الحرب ضد العراق، وأضاف شيراك أن الحرب هي أسوأ الحلول للأزمة العراقية، رافضاً الحل العسكري ضد العراق إلا بعد أن يعلن المفتشون الدوليون أنهم لم يعودوا قادرين على العمل هناك.
كما أعلنت الحكومة الروسية في اليوم نفسه على لسان وزير خارجيتها [إيغور إيفانوف] أن بلاده ستستخدم حق النقض [الفيتو] كذلك ضد مشروع القرار الأمريكي البريطاني المعروض على مجلس الأمن بمنح مهلة للعراق حتى 17 مارس 2003 لنزع سلاحه غير التقليدي، وقال إيفانوف في تصريحات صحفية بموسكو إن مشروع القرار يعتبر إنذارا غير قابل للتطبيق.
ولاشك أن مواقف الدول الثلاث فرنسا وروسيا والصين في أساسها تخضع للمقومات الشرعيه الدوليه ومصالحها الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة إلى استلابها منها، وإحكام هيمنتها المطلقة على نفط الخليج، ومن هنا كان التناقض في المواقف بينهم في مجلس الأمن حيث سعت هذه الدول إلى حل الأزمة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، في حين انفردت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في قرارهما اللجوء إلى القوة العسكرية، بصرف النظر فيما إذا قبل الآخرون أم رفضوا ذلك وهذ سابقه خطيره انتهجها بوش وادارته لنسف الشرعيه الدوليه وقوانينها بالكامل.
5. العراق لن يكون تهديدا لاي دوله
لن يكون العراق تهديدا لاحد كما يصرح به الرئيس الامريكي بوش في خطاباته بعدان اصبح الهدف الرئيس للحرب ازالة النظام وليست اسلحة الدمار الشامل او العلاقه مع القاعده مبررات شن الحرب وقال ان العراق لم يعد مصدر تهديد لجيرانه واغفل ان العراق كان يتعرض للهجمات الامريكيه منذ عام1991 وحتى واحتلاله2003
• لن يكون العراق دولة جوار لامريكا او بريطانيا ولاتوجد حدود مشتركه بريه وبحريه وجويه بينهما مما يشكل تهديد لهذه الدول او الدول المتحالفه مع الولايات المتحده ضمن المرتكزات الاساسيه لشن الحرب.
• نفذ العراق جميع قرارات ومقررات الامم المتحده ونزع جميع اسلحة الردع الاستراتيجيه الصاروخيه
• العراق دوله من دول العالم الثالث وليست دولة ارتكاز ضمن مقومات الصراع الدولي
• العراق يخضع لحصار شامل لكل شيء منذ عام 1990 مما يجعله دولة فقيرة غير قادرة على تامين مقومات الحرب والصراع مع دوله كبرى
• استنزف العراق الكثير من قدراته العسكريه في حرب عام 1991 وفرضت عليه قرارات تخفض من حجم قوته العسكريه من 45 الى20 فرقه وخضع كما ذكرنا اعلاه الى تفكيك مصانعه العسكريه وقوته الصاروخيه بل لم يمتلك العراق اي سلاح ردع استراتيجي ليكون رقم ضمن معادلة الصراع ولايمتلك سوى صورايخ بمديات محليه لاتتعدى 100كم ضمن قدرات الدفاع المحدود وحتى لا ترتقي لمقومات الدفاع السوقي اي ان العراق لايشكل خطرا عسكريا كتهديد
• فرض خطوط الحضر(no fly zoon) شمال وجنوب العراق (32.33.36) مما يحدد حركته وكشف ومعالجة اي مناوره عسكريه ضمن الحدود الجغرافيه لدولة العراق
• الحرب على العراق لم تنهي عند عام1991 بل استمرت الحملات العسكريه الامريكيه خارج اطار الشرعيه الدوليه باستهداف العراق وقتل المدنين للاعوام1992.1993.1996.1998 وعمليات التجريد الجوي قبيل الغزو دون رد عسكري عراقي صاروخي او تصدي فلم يسقط العراق طائره واحده من الطائرات الامريكيه التي تخترق اجوائه مما يدل على نية العراق السلميه والتزامه بمقررات الامم المتحده وعدم خروجه عن الشرعيه الدوليه
• الحصار منع القدره العسكريه العراقيه من التطور او التحديث او التسليح لتمكنها من القيام باي عمل عسكري ولا حتى محدود اي ان العراق لايمثل تهديدا كما صوره الرئيس الامريكي بوش وادارته ورئيس الوزراء السابق توني بلير وحكومته للعالم ولن يمتلك اسلحة دمار شامل وكان رئيس الوزراء البريطاني قد افاد ان العراق قادر على استخدام اسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقه وهذ كذبه كبرى وتظليل الراي العام العالمي وكان وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد قد شكل وحدة مخابراتيه خاصه عملها الرئيس البحث عن ادله تثبت وجود علاقه بين العراق والقاعده وفشلت في تقديم اي دليل واثبت قبل ايام البنتاغون ذلك ايضا وهذه حملة الاكاذيب المنسقه التي برر فيها الرئيس الامريكي الحرب ولايزال يعتبر احتلال العراق نصر يستحق التضحيات ونسى ان يذكر المجازر والجرائم والاباده والتعذيب والاغتصاب وقتل الاطفال والنساء والشيوخ التي ارتكبتها قواته في العراق منذ الغزو ولحد الان كما صرح في خطابه في الذكرى الخامسه لغزو العراق في ولاية فرجينيا
6. الاستراتيجيه العسكريه في غزو العراق
اعتمدت الاستراتيجه العسكريه الامريكيه في غزو العراق على عدة عوامل ومنها:
• استخدام الصفحه العسكريه بكامل قدراتها وفق ابجديات الحرب الخاطفه منطلقا من اسلوب الصدمه والترويع التي تجعل من جميع اراضي العراق بمن عليها من منشات مدنيه او عسكريه وبشر مدني او عسكري اهداف حره للمعالجه ضمن ساحة الحركات ومسرح العمليات دون تمييز
• استخدام واسع لجميع الاسلحه والقدرات الامريكيه بمافيها الاسلحه الاستراتيجيه والمحرمه دوليا
• استخدام اسلوب التمويه المبعثروتشتيت الجهد العسكري عبر المحاور والمقتربات المحتمله مع التاكيد على نهج التخطي والتثبيت ضمن المحور الرئيسي للهجوم
• استخدام لمبدا التثبيت بشكل واسع عبر محاور ومقتربات وهميه او ثانويه
• استخدام الحرب النفسيه بوسائلها المعروفه والمتطوره
• باستخدام الطابور الخامس والسادس
• استخدام صفحة البعدالمخابراتي وهي صفحة رئيسيه ملازمه لجميع الحروب الامريكيه وكثير ما تستخدمه قبيل الحرب واثنائها لتعزيز العمل العسكري
• استخدام الاعلام صفحة رئيسيه لاسناد القوات في الحرب
• استخدام واسع للحرب الالكتروينه وبقدرات تكنلوجيه متطوره
• تسخير جميع مقومات القدره المكتسبه لتعزيز الحرب
• تسخير الدعم العسكري والمعلوماتي شبه الرسمي الاقليمي
• تسخير الدعم اللوجستي العربي
• تحريك الخلايا التجسسيه النائمه في العراق بتوقيتات محددة تتوافق مع مراحل الهجوم
• استخدام الادوات العراقيه العامله مع الاحتلال منذ فترة التخطيط وحتى اخر مراحل التنفيذ مع بيان الدور المقبل وكانت دوائر المخابرات الامريكيه ق تعاقدت مع68 شخص من اصول عراقيه ويحملون جنسيات اخرى للعب ادوار سياسيه وعسكريه وامنيه خلال وبعد الغزو
• فبركة الاخبار الاعلاميه عن الحرب وتقدمها من خلال المراسلين المجندين مع قوات الاحتلال الامريكي وابراز النصر السريع لمحاكاة وكانت فضيحة المجنده جيسكا دليل على زيف وكذب عدد من وسائل الاعلام الامريكيه
• وهناك الكثير من الاسرار والخفايا التي لم يعلن عنها لحد الان والتاريخ كفيل بكشفها
الاستعدادت النهائيه للمعركه
قوات الطرفين
7. القوات العراقيه المدافعه
القوات المسلحه العراقيه بالتاكيد لايوجداوجه مقارنه مع القوات الغازيه لحجم الاختلاف الكبير بين قدرات جيش تقليدي من دول العالم الثالث وقد اصابه ضرر وخسائر وايقاف نمو وتطوير من جراء حرب ثمان سنوات وحرب الخليج الثانيه بما يسمى عاصفة الصحراء الذي استنزفت ما يقارب60% من قدرته القتاليه خلال انسحابه من الكويت ( الانسحاب في التماس) وهو اصعب مرحله ضمن صفحة الانسحاب في الحرب اضافة الى الحملات الجويه المعاديه اعوام1992.1993.1996.1998وحرب التجريد المستمره وحرب الحصار على تسليحه وتطويره وتوفير ابسط مقومات الجيش ولا كنه بنفس الوقت جيش محترف مهني يمتلك ارادة القتال وفق عقيدته الوطنيه يمتلك خبره كبيره في الحروب التقليديه ضمن محيطه الاقليمي واستطاع الاشتراك بمعارك كبرى مع الجيش الامريكي وانتصر فيها رغم محدودية الاشتباك وتفوق القدره وكانت قطعات الفيلق الثالث الجيش العراقي (فرقة المشاه-51-18-11والفرقه المدرعه السادسه)اول من اشتبك مع العدو واستطاعو رغم مقومات التفوق الاستراتيجي من الصمود ومنازلة العدو من اربع محاور او مقتربات منذ اول يوم الهجوم وحتى يوم6/4/2003وهذا وسام فخر وعز للجيش العراقي الاصيل الذي فاق الحسابات والمعادلات الرقميه والتكنلوجيه واستطاع ان يؤدي واجبه الوطني بكل شرف وفخر واعتزاز



أ. الجيش العراقي
اولا.القدره البحريه
القوه البحريه-زوارق بحريه خفيفه-افواج مشاة بحري-منشآت وموانئ بحريه جرى ترميمها بعد الحرب ولايمكن وضعها من حسابات التوزان للقدره او قوات الطرفين لانها تعد غير موجوده
ثانيا. القدره الجويه
القوه الجويه فهي لاتدخل ضمن الحسابات العسكريه ضمن موازيين القوى او قوات الطرفين لكون غالبية الطائرات العراقيه استولت عليها ايران عندما اخليت في حرب1991اليها وكان عددها اكثر من139 طائره محتلفه ناهيك عن طائرات ذات الاستخدام المدني, وبقية الطائرات الموجوده وتتكون من بعض الاسراب من طائرات قديمه-23-25-29 لاتستطيع العمل كمتصديات جويه او اسناد ساحة المعركه لعامل التقادم الزمني والصلاحيه( نتهاء العمر الفني للطائره) ومنظوماتها الفنيه والتسليحيه والاستطلاعيه وكذلك تحديد فضاء الطيران(fly zoon)وعدم ممارسة الطيارين على المهام القتاليه والمهام التدريبيه التي تحسن من مستوى الاداء للمهام الجويه وهناك سلاح طيران الجيش الغزال-مي25- bo--مي8-مي17- pc7-pc9ثابتة الجناح وجميع هذه الطائرات لاتعد ضمن مقاييس الاسلحه المتطوره مثل الاباتشي او اي 10وبالتاكيد لايمكن استخدام سلاح الجو العراقي او طيران الجيش نظرا للسياده الجويه المطلقه لقوات الاحتلال منذ عام1991 وحتى شن الهجوم
ثالثا. الدفاع الجوي
يعتمد في عمله على المدافع 57-23 والصواريخ المحوله وعدد من الصواريخ التي حاول التصنيع العسكري العراقي من تطويرها ولاكنها غير مجديه ولم تحقق نتيجه ايجايه طيل فترة المهارشه الجويه الطويله ل13 عام وهذ فرق قدرات تكنلوجيه بعد ان فقد جزء مهم من عناصره هي قدرة المتصديات لاسقاط طائرة العدو وكانت الطائرات المعاديه تستهدف باستمرار مدافعه وتجهيزاته ومنظوماته الرادار ومحطات الاتصال والانذار المبكر والوحدات المتواجده ضمن خطوط حضر الطيران وجرى تجريد لها واسع قبيل شن الهجوم مما يستحق اطلاق مصطلح السياده الجويه للعدو

رابعا.القوات البريه العراقيه
هي القوات الوحيده التي تحملت عبئ القتال وتجيد المناوره وحنكة التماس ولاكنها تفتقد الى السلاح الحديث وقوة الاسناد الحديثه وهذ مقومات الصمود الرئيسيه او الاسناد الذي المفروض تامينه في ساحة المعركه وخصوصا القوه الجويه وطيران الجيش وادامة المعلومات في ساحة المعركه وفقا لاخر التطورات وهذه القوات لها صولات وجولات مع وقات الاحتلال بين كر وفر وتصدي ودفاع وهجوم ومناروه استطاعت ان ستنهض هممها وستحضر خبراتها ضمن الممكن والصمود لاكثر من عشرون يوما مقابل اكبر حشد عسكري متطور عرفه التاريخ بعد الحروب العالميه
(1)الفيلق الاول-الخامس-شمال العراق بمنحنى جغرافي وفق حدود المسؤوليه من حدو محافظة ديالى-كركوك –الموصل وتقدر قوة كل فيلق اربعة فرق عسكريه ثلاث منها مشاة وواحده مدرعه ولواء مغاوير الفيلق مع عدد من الصنوف السانده مخابره-مدفعيه-ه أ ك-الخ
(2)الفليلق الثاني ثلاث فرق مشاة +فرقه مدرعه+لواء مغاوير الفيلق وحدود مسؤوليته الحدود الشرقيه للعراق من محافظة ديالى وحتى محافظة الكوت عن منطقة بدره وجصان الحدوديه
(3)الفيلق الرابع ثلاث فرق مشاة وفرقة مدرعه ولواء مغاوير الفيلق ويتمتد مسؤوليته من انتهاء حدود الفيلق الثاني وحتى لسان عجيرده في محافظة ميسان وعلىالحدود الشرقيه للعراق
(4)الفيلق الثالث عنصر الصدمه الاولى في المعركه يتكون من ثلاث فرق مشاة وفرقه مدرعه ولواء مغاوير يمسك الحدو الشرقيه من لسان عجيرده وحتى البرجسيه بحدود مسؤليه هلاميه تكون الفو وام قصر ضمن حدودها
ومن خلال توزيع وحدات الجيش العراقي يبرز للمتابع بل والمراقب ان هذا التوزيع دفاعي بحت لايمكن التحول الى الهجوم وفق اسبقيات المسؤوليه وحالة الدفاع والغايه المطلوب تحقيقها في ظل الهيمنه المباشره والحملات العسكريه المتعاقبه لقوات الاحتلال علىلا العراق كما ذكرنا اعلاه ويعني هذا لن يكون للعراق اي نيه مبيته او خطر يهدد الامن والسلم الدوليين او يهدد جيرانه كما ادعى بوش بل عنصر توازن اقليمي يحد من الطموح والتوسعات الايرانيه تجاه العراق ولاكن هذه شريعة الغاب؟؟
ب.الحرس الجمهوري
نظام معركة الحرس الجمهوري فيلقين فيلق جنوبي وفيلق شمالي وهذا احتياط استراتيجي للتصدي لاي هجوم محتمل على العراق وكان الفيلق الاول الشمالي فيلق الله اكبر يتكون من ثلاث فرق-حمورابي-مدرعه-عدنان مشاة الي-نبوخذ نصرمشاة-لواء قوات خاصه والفيلق الثاني الجنوبي فيلق الفتح المبين وبثلاث فرق المدينه المنوره مدرعه-النداءمدرعه-بغداد مشاة لواء قوات خاصه
ج.التشكيلات الاخرى
الويه الحرس الخاص-فدائيو صدام-قطعات المقر العام الخدميه لوزارة الدفاع-قوات الحدود-جيش القدس- الاجهزه الامنيه الاخرى واسندت لهذه التشكيلات واجبات الامن الداخلي وحرب المدن القتال في المناطق المبنيه في حالة دخول قوات الاحتلال
8. قوات الاحتلال الامريكي والقوات المتحالفه معها
القوات المسلحه الامريكيه تعتبر قوه تمتلك قدرة الردع الاستراتيجي كدولة كبرىوباكمانها الرد على مجموعه دول متحالفه ضدها وهي اعدت لهذا الغرض وفقا لابجيدات الاستراتيجيه التوسعيه وهوس الهيمنه بالقوه واشباع رغبتهم بمسلسل الحروب الاستباقيه وفقا للاهداف والمشاريع الي تطلقها بين الحين والاخر,وقدراتها متنوعه-القدرات الفضائيه-منظومة الاقمار الصناعيه-مشروع حرب النجوم-القدره الجويه-اساطيل النقل الجوي( التعبوي –السوقي –الاستراتيجي)-الاستطلاع-الاستخبارات-الارتباط-القاصفات الاستراتيجيه-القاصفات التعبويه-القدره البحريهالحربيه والتجاريه و سبع اساطيل بحريه حربيه وحاملات الطائرات المختلفه منها المزود بمحركات نوويه وسفن مختلفه وزوارق ومشاة البحريه وتعد البحريه الامريكيه قوة بحذاتها والقدره البريه قوات الحرس الوطني اثنى عشر فرقه قتاليه ثلاث فرق محموله جوا,واربع فرق مدرعه, وثلاث فرق ميكانيكه اي اليه وفرقتين مشاة- ام قوات المشاة البحريه الامريكيه( المارينز) تعتبر هذه القوات قوات النخبه وهي مستقله ومحموله محموله بالسفن البحريه تتميز بتسليح وتجهيز متطور وادائها القتالي عالي وفقا لنوع التدريب الذي تتلقاه ومكتفيه ذاتيا اي مؤمن ضمن ناظم معركتها جميع الصنوف متجحفله معها بالامره اي ضمن ناظم معركتها وبمستوى فيلق متكامل الاسناد الناري والاداري والقدرات الجويه والبحريه والصاروخيه ويضاف الى تلك القدرات الفيلق المحمول جوا والذي يعتبر مع قوات المارينز الاحتياط الاستراتيجي للولايات المتحده( قوات الانتشار السريع)في معالجة الازمات التي تهدد المصالح الامريكيه أينما وجدت


9. القوات البريطانيه
يعتبر الجيش البريطاني من الجيوش المتقدمه وتمتلك الخبره في التعاطي وخصوصا مع العالم العربي اثناء امبراطوريتها الاستعماريه التي شملت المنطقه العربيه ايضا وتقلصت هذه القوات منذ عام1971 نظرا لانحسار المصالح القوميه البريطانيه ولايمكن وضع القوات البريطانيه في ميزان القوى امام القوات الامريكيه واستطاعت الاشتراك بالحرب بقوة فرقه زائد وعدد من قواتها الجويه وحاملات طائرات صغيره
10. حشدت الولايات المتحده في غزوها العراق
300الف مقاتل - الف دبابه وعجلة قتال مدرعه- ثلاثة الاف اليه عسكريه-1200 طائره قتال واسناد- المدمرات وحاملات الطائرات والبوارج الحربيه- عشرات السفن الحربيه الاخرى- مئات سفن الاسناد والنقل- شركات الخدمات العسكريه الخاصه( المرتزقه) مليشيات الاحزاب المشتركه بغزو العراق- قوات شبه رسميه اقليميه- قوات عربيه لتامين الاسناد اللوجستي
غالبية قدراتها العسكريه والقدرات العسكريه الحليفه الاخرى معها باستخدام الاراضي العربيه وقد وزعت قياداتها وقدراتها وقطعاتها بشكل ( نسيج العنكوبت) ليؤمن عنصر الصدمه والترويع الذي اعتمدته الاستراتيجيه االعسكريه الامريكيه في حربيها على العراق عام1991-2003 ولا تزال تستخدمها بالرغم ن وحشية الاداء وهول الخسائر البشريه في صفوف المدنيين الابرياء العزل بما يتنافى مع الاتفاقيات الدوليه وبنود التحريم في استخدام الاسلحه المحرمه وبنود تجنيب المدنيين الاستهداف من قبل الاسلحة للقوات المتحاربه, وكان توزيع القوات- المركز الرئيس لقيادة المنطقى الوسطى في قاعده السيليه بقطر - المركز الجنوبي في قاعدة السالم الجويه في الكويت- مركز القياده الجويه في السعوديه- مركز القياده البحريه في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين-وقاعدة انجرلك في تركيا-قاعدة في الاردن- - وتنفتح في الخليج اكثر من155قطعه بحريه امريكيه وغربيه في طور التعزيزالانسيابي 100قطعه منها امريكيه بضمنها حاملات طائرات خمس لكل منها طاقم حمايه متكامل القدرات ومنها(ترومان,روزفلت, لنكولن, كونستلاش كيتي هوك)مع حاملتي الطائرات البريطانيه(أوشن وأرك, رويال)تحملان الطائرات نوع هرير ذات الاقلاع العمودي, وهناك طردات تحمل اكثر من2030صاروخ جوال توما هوك واكثر من600صاروخ هاربون ضد الدفاعات الجويه ام الطائرات المقاتله مع الطائرات المحموله على حاملات الطائرات تبلغ اكثر من995طائره من احدث الطائرات وهذه تعتبراحتياط استراتيجي جاهز للمعركه ومنها بي1 , بي2,بي52, الشبح اف117,اف18-16-15-14التورنيدو, الهرير, اي 10وعدد كبير من طائرات الهليكوتر والابتاشي وطائرات النقل الشينوك وبلاك هوك واكستابل وسيكورسكي وطائرات التجسس بلاك بيرد اضافة الى طائرات الاوكس والتوسي والطائرات المسيرة بدون طيار حاملة الطائرات "USSJohn C. Stennis" وبرفقتها قطع بحرية إلى المنطقة في أواخر فبراير/شباط الماضي، اضافة إلى حاملة الطائرات "USS Dwight D. Eisenhower" ايزن الاسطول السادس والخامس البحريه الامريكيه فحسب تقرير "التوازن العسكري 2005-2006"، الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISSحول انتشار القوات الامريكيه يوجد في الكويت نحو 25 ألف عسكري أمريكي من فروع الأسلحة الأربعة (الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية "مار ينز")، وإن كان تقرير مجلة "جينز" الدفاعي" لعام 2006، يشير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين يقارب 18 ألفاً, وهؤلاء يتوزعون على "قاعدة علي السالم الجوية"، التي تتمركز فيها قوة جوية رئيسية، و"قاعدة عبد الله المبارك الجوية" قرب مطار الكويت الدولي، و"معسكر عرفجان" (الجنوب) الذي تتمركز فيه قوة برية رئيسية، ويضم قيادة قوات التحالف البرية التي انتقلت إليه من معسكر الدوحة، وجزيرة فيلكا، وميناء الأحمدي. في البحرين فيتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي ما بين قوات بحرية ومشاة بحرية وجيش، في "قاعدة الجفير العسكرية" القريبة من المنامة، والتي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس، وميناء سلمان، و"قاعدة الشيخ عيسى الجوية"، ومطار المحرق. علماً أن الأسطول الخامس يضم بالوضع العادي نحو 15 قطعة بحرية، تشمل حاملة طائرات, في دولة قطر يبلغ عدد العسكريين الأمريكيين نحو 6540 عسكري، ما بين جيش وقوات بحرية وجوية ومشاة بحرية، يتوزعون على "قاعدة العديد الجوية"، التي تضم مركز العمليات الجوية المشتركة، و"معسكر السيلية" الذي يعد مقر القيادة الوسطى الأمريكية,ولاشك في أن انتقال القوات الأمريكية من السعودية إلى قطر، عقب الحرب على العراق، قد عزز أهمية الدوحة في الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، كما يقول "تقرير جينز الدفاعي, في المملكة العربية السعودية يوجد حالياً ما بين 300 و500 عسكري أمريكي فقط، يقومون بمهام التدريب. وكان عدد القوات الأمريكية المنتشرة في السعودية حتى انتهاء العمليات الرئيسية للحرب على العراق نحو 8500 عسكري, وفي الإمارات العربية المتحدة، فيصل عدد الأفراد الأمريكيين إلى 1300 تابعين للقوات الجوية، ويتمركز هؤلاء الجنود وعدد من طائرات الاستطلاع الأمريكية في "قاعدة الظفرة الجوية" بأبوظبي. فضلاً عن استخدام القطع البحرية الأمريكية لميناء الفجيرة، وميناء جبل علي بدبي، الذي يعد أكثر الموانئ خارج الولايات المتحدة زيارة من طرف السفن الأمريكية، للتزود بالوقود والمؤن، واستجمام الجنود، وغيرها, بينما يصل العدد في سلطنة عُمان إلى أكثر من 270 جندياً ما بين قوات بحرية وجوية، وهؤلاء يتمركزون بشكل دائم في "قاعدة الثمريات الجوية"، و"قاعدة مصيرة الجوية"، ومطار السيب الدولي، بهدف تنسيق النشاطات وصيانة التسهيلات. وقد يرتفع في الأزمات عدد هذه القوات، إذ تعد عُمان إحدى أهم المحطات لاستقبال القوات والمعدات الأمريكية
11. توزيع الاحتياط الامريكي الاستراتيجي
أ.خريطة انتشار الجنود الأمريكيين
يستعرض تقرير بحثي صادر عن مركز "جلوبال ريسيرش "الكندي لأبحاث العولمة شبكة القواعد العسكرية الأمريكية العريضة في العالم من قواعد أرضية وبحرية وجوية أو حتي قواعد تجسسية ومخابراتية في كل بقاع الأرض تقدر بحوالي سبعمائة أو ثمانمائة قاعدة تكلف الولايات المتحدة سنويا مئات المليارات من الدولارات, وهي تستخدم في أغراض التدريب وتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في أي مكان. هذا بخلاف القواعد العسكرية داخل أمريكا نفسها والتي تصل الي ستة آلاف قاعدة حسب تقديرات في فبراير الماضي.
ومع زيادة شعور أمريكا بالخطر المحدق بها بعد هجمات سبتمبر أضيفت سبع دول جديدة الي قائمة الدول التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أمريكية علي أراضيها. وبعد أن كان هناك 255 ،065 ألف جندي أمريكي منتشر في دول أجنبية عام 2002 قبل أن تحدث اعتداءات سبتمبر آثارها, أصبح الآن عددهم 325 ألفا منتشرين في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية والشرق الأوسط ووسط آسيا واندونيسيا والفلبين واليابان.
ويشير التقرير الي أن العديد من القواعد الجديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة مؤخرا هي قواعد تجسسية ومخابراتيه متصلة بالأقمار الصناعية.
ب. انتشار الجنود الأمريكيون حول العالم:
116 ألفا في أوروبا منهم 75 ،603 ألفا في ألمانيا
97 ألفا في آسيا (ما عدا الشرق الأوسط ووسط آسيا)
40 ،258 ألفا في كوريا الجنوبية
40 ،045 ألفا في اليابان
ستة آلاف في الشرق الأوسط (بخلاف العراق) منهم 3 ،432 في قطر و 1 ،496 في البحرين
ألف في وسط آسيا و200 في أستراليا
800 في افريقيا
700 في جوانتانامو و 413 في هندوراس و 147 في كندا
491 في قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي
196 في سنغافورة و 100 في الفلبين و 113 في تايلاند
601 ،16 ألفا في البحار
لقد انتهت الاستحضارات والاستعدادات النهائيه للحرب فقد انفتحت مراكز القياده والسيطره الاساسيه للعدو لادارة الحرب , المركز الرئيسي في قاعدة السيليه بقطرللقياده العامه للعمليات بقيادة النرال تومي فرانكس والمركز الجنوبي في الكويت قرب قاعدة علي السالم الجويه ومركز القياده السيار انفتح قرب الروضتين شمالا ومركز القياده الجويهفي قاعدة العديد بقطر ومركز القياده البحري في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين وتتبعها154 قطعه بحريه اكملت انفتاحها القتالي منها100قطعه امريكيه وفيها خمس حاملات طائرات(ترومان-روزفلت-لنكولن-كونستلاش-كيتي هوك) مع حاملتي طائرات بريطانيتين(اوشن-ارك رويال)تحملان طائرات نوع هرير ذات الاقلاع العامودي, اضافة الى حاملة طائرات ايطاليه وطرادات تشير المعلومات انها تحمل2030صاروخا جوالا من نوع ( توما هوك) و620صاروخا (هاربون) دفاع جوي وعدد كبير من الطائرات المقاتله والمحموله على ظهر حاملات الطائرات ويبلغ عددها اكثر من995(بي1-بي2-بي52-اف117الشبح-اف14-اف15-اف16-اف18-تورنيدو-هارير-اي10-الابتاشي-بلاك هوك-شينوك-اوكستابل-سيكورسكس-بلاك بيرد-اواكس-ولان توسي) وفي الساعه05:45يوم عشرين اذارشنت طائرتا نوع اف117 الشبح غاره على احد المزارع جنوب غربي بغداد في منطقة الدوره بغداد للاعتقاد تواجد الرئيس الراحل صدام حسن فيها واعقبتها موجه من الصواريخ الامريكيه الجواله ضد عدد من الاهداف في بغداد وبعد اكثر من ساعتين وبعد ظهور الرئيس العراقي الراحل صدام حسن يلقي خطاب رقم الواحد ليعلن بدء الغزو الامريكي البريطاني على العراق وباشرت القطعات البريه قوة الواجب (TASKFORCES )على عكس التوقعات العراقيه بالهجوم البري ومن اربع محاور سنتطرق اليها لاحقا
الباحث اللواء الركن مهند العزاوي.... 19/3/2008

مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
نعتذر عن الاطاله ولكن من الضروري التعريج على المعطيات الحقيقه للصراع وخلفية التخطيط لاحتلال العراق وقد تناولنا الامور بحياديه تامه ومستقله بدون مجامله وفقا لاسبقيات الحدث وملابسات الموقف ولكي نترك بصمه عراقيه في اعنف تاريخ دموي شهده العراق على ايدي هولاكو العصر وبرابرته وسنتطرق إلى إحداث أخرى ونستمر بتغطية جريمة العصر( احتلال العراق) في ذكرى مرور خمس سنوات على احتلال العراق وما يزال.


ملاحظه الى جميع الساده والشبكات والصحف راجيا الاشاره الى مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه عند النشر او الاقتباس او النقل أو التعاطي الإعلامي بمعطيات المقال و حقوق النشر والطبع للمركز
نؤكد عدم استخدام مصطلح سقوط بغداد مهما كان نوع التعاطي الاعلامي لان بغداد لن تسقط
مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com

M. Alobidi
25/03/2008, 03:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



________________________________________
ثلاث عشرة قصة تجاهلها الإعلام الأمريكي منذ احتلال العراق

د. إبراهيم علوش

يعتمد الإعلام الناجح، خاصة في عصر الفضائيات والإنترنت والاتصالات الفورية، على المتابعة السريعة لأخر خبر في أقصى الكرة الأرضية. وهو ما قد يوحي لمستهلك وسائل الإعلام الغربية أحياناً بأنه يحيط بأخر التطورات، أو أنه يستطيع الإحاطة بها لو تابعها بدأب. وتزوغ هنا حقيقة تحيز وسائل الإعلام الأمريكية، بين إبرازها لهذا الخبر، وإغفالها لذاك، وتناولها المجتزأ عمداً لحدثٍ جلل كاحتلال العراق، وتغطيتها التفصيلية المملة على مدى أسابيع لموت شخصية تافهة مثل المليونيرة والممثلة الثانوية وراقصة التعري آنا نيكول سميث، ناهيك عن كل الأجندات الخفية لاحتكارات الإعلام الضخمة المرتبطة بالشركات متعدية الحدود واللوبي اليهودي المتغلغل في ثنايا وسائل الإعلام الغربية.

وفي محاولة لتأسيس نقد أكاديمي منهجي للتحيز الخفي وتشويه الوعي الذي تمارسه وسائل الإعلام الأمريكية بالتحديد، أنشأت مجموعة من المثقفين والأساتذة الجامعيين الأمريكيين من ذوي النزعة اليسارية مشروعاً شعبياً ضخماً لكشف أهم القصص التي لم يغطها الإعلام الأمريكي أو التي مر عليها مرور الكرام أو فرض رقابة ذاتية عليها.

وقد بدأ هذا المشروع عام 1976 في جامعة سونوما الرسمية Sonoma State University في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويصدر المشروع كتاباً سنوياً يتضمن أهم الأخبار والقصص التي عتم عليها الإعلام الأمريكي. ويسمى المشروع Project Censored، أي "مشروع روقب"، وكان حتى عام 2000 يصدر تقريراً بأهم عشر قصص مارس الإعلام الرقابة الذاتية عليها، ثم أصبحت منذ عام 2000 أهم 25 قصة، وهي تصدر تحت عنوان: الأخبار التي لم تصل الأخبار! وتوجد هذه التفاصيل وغيرها على موقع "المشروع" على الإنترنت:
www.projectcensored.org

وتنبع أهمية هذا المشروع من مشاركة أعداد كبيرة من الناس فيه، بالأخص من طلاب وأساتذة جامعة سونوما، ولكن أيضاً من الإعلاميين والمواطنين المعنيين. ويسهم هؤلاء عملياً عن طريق تقديم ما بين 700 إلى ألف قصة أو خبر أو تقرير تم التعتيم عليها سنوياً ليقوم مجلس خبراء بعدها باختيار أهم 25 قصة منها وبتصنيفها حسب أهميتها. ويغطي كل تقرير العام الذي سبقه أو أكثر، فالقصص المراقبة ذاتياً عام 2006 تظهر في تقرير عام 2007 مثلاً، وهكذا بالنسبة لبقية السنوات.

وقد تشكلت عضوية مجلس الخبراء السابق الذكر تاريخياً من أسماء لامعة في نقد الإعلام الأمريكي مثل نعوم تشومسكي ومايكل بارانته وفرانسيس مور لابيه وهوارد زن وغيرهم, وقد قدم هؤلاء مساهمات نظرية أساسية في تفسير علاقة رأس المال الاحتكاري ومصالح الشركات الكبرى بصياغة الأجندة الإعلامية في الغرب وعالمياً، وقد تعلمنا من تلك المساهمات الكثير في كشف آليات إنتاج رأي عام موالي للإمبريالية والنخبة الحاكمة وتوجهاتها من قبل وسائل إعلام "متعددة" وخاصة، لولا مشكلة "صغيرة"، يعاني منها كثيرٌ من اليساريين الغربيين، وهي الرقابة الذاتية التي يمارسونها بدورهم على معالجة دور اليهود والجماعات اليهودية في صياغة الأجندة والتوجه الإعلامي في الغرب!! وقد طرحت هذه القضية مباشرة على البرفسور نعوم تشومسكي في مراسلة خاصة منذ سنوات فأكد في رده أن أصدقاءه من نقاد الإعلام لا يتمنعون عن نقد أي شيء يستحق النقد (مما يوحي طبعاً بنفي التأثير اليهودي في الإعلام الغربي!).

وتظهر جردة سريعة لأهم خمس وعشرين قصة عتم عليها في تقارير عام 2000 حتى عام 2007 على موقع مشروع Project Censoredأن نقد التعتيم على القصص المتعلقة بالصهيونية وفلسطين لا يظهر إلا ثلاث مرات خلال سبع سنوات، وبشكل ليبرالي إنساني لا يمس حق "إسرائيل" بالوجود طبعاً، أو يؤيد "الإرهاب الفلسطيني"! مع العلم أن تغطية فلسطين من أضعف نقاط الإعلام الأمريكي...

ففي تقرير عام 2004، في المرتبة 24، أي قبل الأخيرة بواحدة، جاءت قصة تعتيم الإعلام الأمريكي على دور المساعدات الأمريكية في تمويل الإجراءات القمعية "الإسرائيلية" في الضفة وغزة، وفي تقرير عام 2006، في المرتبة 23، وردت قصة تعتيم الإعلام الأمريكي على 350 طفل فلسطيني في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، وفي تقرير عام 2007، في المرتبة التاسعة، أبرزت قصة تعتيم الإعلام الأمريكي على دور البنك الدولي في بناء الجدار العازل "ما بين فلسطين وإسرائيل" (لاحظ الصياغة... لا تعليق!)، مع العلم أن المستهدف أساساً هنا هو البنك الدولي لا "إسرائيل".

على كل حال، تستحق اللوائح السنوية لأهم خمس وعشرين قصة مراقبة ذاتياً في الإعلام الأمريكي أن نتابعها ونحللها، بالرغم مما تحتويه من ثغرات، لما تمثله من جهد نقدي وشعبي للإعلام والنظام الأمريكي، وخاصة للسياسة الخارجية الأمريكية، وبالتحديد في توظيف موضوع العراق ضد إدارة الرئيس بوش الصغير والجمهوريين – ولو في سياق أمريكي داخلي أساساً، يعني بالتأكيد ليس في سياق تأييد المقاومة العراقية مثلاً. وبالتالي، نجد الأخبار والقصص المتعلقة بقصور سياسة الإدارة الأمريكية منذ احتلال العراق، أكثر من مرة، وبشكل متزايد كل عام، ضمن أهم القصص التي تم التعتيم عليها. وتجدون أدناه لمحة سريعة عن أهمها:

تقرير عام 2007:

- المرتبة الثانية، التعتيم على قصة بيع شركة هاليبرتون التكنولوجيا النووية لإيران (كشفت لأول مرة في صيف عام 2005).

- المرتبة السابعة، التعتيم على قصة قيام ضباط أمريكيين بتعذيب المعتقلين حتى الموت في العراق وأفغانستان (كشفت لأول مرة في خريف عام 2005).

- المرتبة العاشرة، التعتيم على ازدياد الضحايا بين المدنيين العراقيين نتيجة الحملات الجوية الأمريكية الموسعة (كشفت لأول مرة في نهاية عام 2005).

- المرتبة السابعة عشرة، التعتيم على تقرير عن دور احتلال العراق في زيادة أرباح أوبك والشركات النفطية وروسيا (كشفت لأول مرة في خريف عام 2005). الرجاء الانتباه هنا أن اليساريين الأمريكيين والحزب الديموقراطي يركزون على النفط ويتجاهلون دور التأثير الصهيوني في سياسة أمريكا تجاه العراق.

- المرتبة الرابعة والعشرون، التعتيم على ازدياد قيمة أسهم نائب الرئيس ديك تشيني في شركة هاليبرتون من حوالي ربع مليون إلى أكثر من ثمانية ملايين دولار خلال عام واحد! (كشفت لأول مرة في خريف عام 2005).

تقرير عام 2006:

- المرتبة الثانية، تعتيم شامل للإعلام الأمريكي على القتلى المدنيين في الفلوجة وغيرها (كشفت لأول مرة في خريف عام 2004).

- المرتبة السادسة، التعتيم على دلائل تشير لدور الإدارة الأمريكية في فساد وتبديد أموال متصل ببرنامج النفط مقابل الغذاء، وتوجيه اللوم للأمم المتحدة بدلاً من ذلك (كشفت لأول مرة في خريف عام 2004).

- المرتبة السابعة، التعتيم على سياسة منهجية للحكومة المؤقتة في العراق، وقوات الاحتلال الأمريكي، باستهداف عشرات الإعلاميين في العراق ممن يحاولون تغطية الأحداث بشكل مستقل (كشفت لأول مرة في خريف 2004).

- المرتبة الثامنة، التعتيم على مئة قرار أصدرها بريمر حاكم العراق لبيع القطاع العام العراقي واستهداف المزارعين العراقيين لمصلحة الشركات الكبرى العالمية (كشفت لأول مرة في خريف عام 2004).

- المرتبة الثانية عشرة، التعتيم على قيام الحكومة الأمريكية باستقطاب المرتزقة وجنود الأنظمة الديكتاتورية حول العالم، غير الملزمين بالقانون العسكري الأمريكي، لانتهاك حقوق الإنسان في العراق (كشفت لأول مرة في ربيع 2004).

تقرير عام 2005:

- المرتبة الرابعة، التعتيم على اكتشاف مستويات عالية من اليورانيوم في أجساد أفراد القوات الأمريكية والمدنيين في العراق وأفغانستان (كشفت لأول مرة في خريف 2003، وتكرر الاكتشاف مراراً في شتاء 2004).

- المرتبة السابعة عشرة، التعتيم على سياسات الحكومة المؤقتة في العراق الهادفة لتسليم مقدرات البلاد للشركات الأجنبية والمؤدية لإفقار العراقيين (كشفت لأول مرة في خريف 2003).

- المرتبة الثانية والعشرون، التعتيم على القوانين المقيدة للحرية الإعلامية التي أصدرها بول بريمر في العراق (كشفت لأول مرة في ربيع 2003).

... وقبل ذلك، تعود التقارير لما قبل احتلال العراق في ربيع 2003.

وتمتلئ التقارير أعلاه بغمزٍ ولمزٍ من قناة القيادة العراقية والشهيد صدام حسين، ولا تذكر اللوبي الصهيوني والتأثير اليهودي في الإدارة الأمريكية من قريبٍ أو بعيد، وتركز نقدها على البعد الإنساني عادة، أو الاقتصادي، وتتجاهل المقاومة، ولا تخلو من تحيز بدورها، ليبرالي أو يهودي ضد الجمهوريين وحلفائهم، ولكن عندما يختلف اللصوص تظهر المسروقات، وهذا هو أهم ما فيها...

M. Alobidi
25/03/2008, 03:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


خطط بوش انهارت .. ماذا عن إستراتيجية بيكر- هاملتون .. مؤتمر بغداد بداية الغيث - 31/03/2007

لم يعد أمرا تنبؤيا، أو كلاما هلاميا، أو رؤية ذاتية متفائلة، القول بأن خطط بوش قد انهارت وبدأ يلتزم توصيات بيكر هاملتون بما هي رؤية إستراتيجية أمريكية جديدة فرضتها المؤسسة الحاكمة في أمريكا بعد انهيار مشروع القرن الأمريكي، وسقوط العدوان على أفغانستان والعراق والعرب، وفشل إستراتيجية الفوضى البناءة، وعجز الإدارة الأمريكية بأدواتها المختلفة في فرض التسلط الأمريكي الأوروبي في المنطقة وتأبيده عبر تقوية إسرائيل وتفويض عملاء أمريكا بادرة النظم العربية بعد إعادة هيكلتها، وإعطاء الأطلسي دور المدير العام للمنطقة بحماية وتفويض الكيان الصهيوني.
خطط بوش صارت في خبر كان- هذا كلام موثق ولنا الحق نحن من اتهمنا ظلما بأننا متفائلون، وواهمون أن نشدد على هذه الخلاصات-واضطرت إدارته بعد عجزها عن تفخيخ المنطقة بأزمة مذهبية تؤدي إلى احتراب أهلي معمم بين العرب أنفسهم والعرب والمسلمين، بل حفزت الأحداث والهجوم الأمريكي لإطلاق الفتنة على مصالحات وتنسيق نوعي بين إيران والسعودية على تماس مع تركيا وسورية، وروسيا والصين، كما انهارت خطة بوش لفرض سلطة أبو مازن وسحق حماس وسحب شرعيتها، وانهارت محاولات فرض الاحتلال وهيمنته في العراق بعد فشل خطة امن بغداد وتداعي أهدافها للسيطرة على المقاومة وشطب جيش المهدي وقتل مقتدى الصدر، كما صفعت الخطة وأدواتها في لبنان بعد أحداث الخميس الأسود، وتمرد الكتلة السنية الاجتماعية وانحسار نفوذ جنبلاط جعجع في إدارتها، وتقدم المعارضة بخيارات تصعيديه تلامس الأفعال الثورية التاريخية بآثارها إن اعتمدتها خاصة الدعوة للعصيان المدني ومقاطعة الحكومة ومؤسساتها.
اختصر السيناتور هاملتون الأمر بتعليق وجيز من شاشة الحرة الممولة من البنتاغون والكونغرس بالقول: أن بوش يلتزم خطة بيكر- هاملتون وسينفذها، وجاءت نتائج مؤتمر بغداد لدول الجوار وما ظهر فيه من استقتال "هرولة واستجداء" أمريكي ولهاث خلف علاقات مع سورية كمؤشر كبير على انهيار خطة بوش وتأزم إدارته التي يفترض أن تفقد قائمتها الثالثة ديك تشيني الذي يتعرض لحملة واسعة وتدب الخلافات مع بوش ورايس وتظهر إلى العلن.
خطة بيكر- هاملتون، ليست منزلة بدورها ولاهي قدر على العرب التعامل معها على هذه القيمة، وليست بأي حال خطة تعطي العرب حقوقهم التاريخية وتؤكد انتصارات مقاوماتهم، وتالي فليست إعلان الهزيمة الأمريكية والتسليم بنتائجها وآثارها في الشرق العربي وإعلان الانسحاب التام من المنطقة وتفكيك المصالح الغربية وتركها تتحرر وتحكم نفسها وتقرر خياراتها المستقبلية.
خطة بيكر- هاملتون في جوهرها إستراتيجية أمريكية جديدة قصدها وهدفها المركزي إعادة صياغة آليات الهيمنة الأمريكية والأوروبية على العرب والمسلمين ابتداء من معالجة آثار الهزائم العسكرية، وتأزم الأدوات المحلية والنظم العربية والإسلامية الموالية، إلى محاولة ترميم قوة إسرائيل وتوفير بيئات وأسباب تقويتها واستعادتها لقوة الردع والتفوق الساحق التي فقدتها على امتداد العقود الماضية انتهاء بهزيمتها واهتزاز ثقة الغرب فيها، وتفكيك دورها الوظيفي، وتحولها إلى عبء كامل المخاطر على المشروعات الغربية لاستعمار العرب والمسلمين.
خطة بيكر - هاملتون في حقيقتها عودة إلى ذات الوسائل والطرائق التي كانت قد اعتمدتها إدارة كلينتون الطويلة نسبيا، ساعة كانت السلطة للديمقراطيين وأمريكا في عز قوتها وفي ذروة سيطرتها وهيمنتها على العالم وإدارته كوريث لانهيار الاتحاد السوفيتي وكمنتصر في حرب طويلة باردة جاءت نتائجها تفكك الاتحاد السوفيتي وحل حلف وارسو، وانهيار منظومة عدم الانحياز، وتراجع حركات التحرر العالمية، وانشغال الصين بالنمو الاقتصادي على أي دور آخر أو عن تشكيل قطب جاذب موازن للهيمنة الأمريكية، كما حققت إدارة كلينتون نموا اقتصاديا وازدهارا ووفرة غير مسبوقة لقدرتها على التحكم بمسارات الاقتصاد العالمي وجذبها للاستثمارات والعقول والموارد التي انهارت عناصر التحكم بها على اثر انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظوماته الاجتماعية والاقتصادية ومحاورها.
العناصر الأساسية في خطة بيكر - هاملتون كاستراتيجيات أمريكية جديد تنتظم في:
-إعادة تنظيم الوجود وأدوات السيطرة الأمريكية في العراق، ووسط آسيا من خلال تغيير أشكال وحجم التدخل العسكري المباشر، لصالح التحول إلى إدارة سياسية عسكرية أمنية اقتصادية لتلك الساحات المتفجرة " الإعداد والتدريب والمساعدة اللوجستية، وتفويض الأطلسي بالتنسيق والدعم" بديلا عن تعرض الوجود الاحتلالي المباشر لعمليات استنزاف حادة.
-تأمين الاستقرار وإعادة البناء تحت الهيمنة الأمريكية وسيطرة الشركات من خلال تلطيف الأزمة مع دول الجوار، خاصة في الحالة العراقية، وذلك بمفاوضة سورية وإيران والبحث عن صفقات المصالح، وإغراق دورهما بدول الجوار المتحكم بها أمريكيا والعمل على تقزيم دور سورية وإيران من خلال حلف المعتدلين العرب، وحلف الدول الإسلامية السنية ، وبتفويض مديري أجهزة المخابرات المتحكم بها من الأجهزة الأمريكية ووزارتي الدفاع والخارجية وبالتنسيق مع الأطلسي وإسرائيل" اجتماع رايس مع مديري أجهزة المخابرات العربية والإسرائيلية وبحضور الأطلسي".
-فصل سورية عن إيران، وتقديم حزمة حوافز والتلويح بالعصا الغليظة لكل منهما على حدا" تكتيك الجزرة الكبيرة والعصا الغليظة، والمفاوضات الثنائية والخطوة خطوة".
-سحب الذريعة الوطنية والقومية من يد سورية بقصد فكها عن إيران، والعبث باستقرارها والطريق إلى ذلك يفترض إطلاق مفاوضات للتسوية السياسية للصراع العربي الصهيوني تقارب قواعدها حد الاستجابة للشروط السورية ووديعة رابين والشرعية الدولية، لمعالجة قضية الجولان وشبعا، وبذلك تفترض أمريكا أنها نزعت الذريعة الوطنية من يد الدولة السورية ليصار إلى استهدافها في الداخل وتسعير التناقضات الاجتماعية والاقتصادية واللعب على الوتر المذهبي والطائفي والاثني.
-تحريك مفاوضات الحلول السياسية للصراع العربي الصهيوني وإغراء سورية واللبنانيين والفلسطينيين بوهم تسوية تستجيب لبعض شروطهم، وإغرائهم بإغداق الوعود للدعم المادي والاستثمارات، والمساعدة في إصلاح وإعادة هيكلة نظمهما الاقتصادية والاجتماعية يوظف في تفعيل تباعد الشقة مع إيران بحسب المخطط الأمريكي بالتنسيق مع بعض العرب، ويتقاطع مع تفويض السعودية والسعي للعودة لتعويم مصر والأردن لتشكيل حاضنة خادعة لسورية بقصد إغوائها وإبعادها عن إيران، وتاليا تقليص المبررات الموضوعية للحضور الإيراني القوي في الساحات المفتاحية، وحالما يتسنى عزل إيران عن الصراع العربي الصهيوني تسهل خطط اخذ إيران من زاويا ثانية في أولها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ومشاريع الإصلاح وزيادة مناسيب الفتن الاثنية في قلب وعلى جنبات ايران، وتفعيل خطط واستراتيجيات الاحتواء المزدوج.
-العودة إلى تفعيل مشروع الشرق الأوسط الكبير على ذات نهج اعتمد في عقد التسعينات لتحقيق التطبيع الاقتصادي والثقافي وتلزيم إسرائيل كمجلس إدارة اقتصادية وأمنية وثقافية للمنقطة العربية والإسلامية.
-على خط مواز تجري عمليات اطلسة المنطقة العربية، بما هي إستراتيجية إعطاء الأطلسي مهمة إدارة المنطقة وحماية إسرائيل وتسويقها في إدارة المنقطة أمنيا وعسكريا وإخضاع العرب لهيمنتها بوسائل طرية وبقفزات حريرية كما هي الحال المحققة مع بعض بلدان المغرب العربي وبمشاركة مصرية أردنية.
-إعادة تفعيل خطة الاستثمار بالتناقضات الاثنية في المنطقة وتحويل الأقليات إلى عنصر حاكم في تأمين الهيمنة الغربية،والمقدمات قد أنجزت على نحو تأسيسي كما في العراق، ولبنان، ومصر والسودان والجزائر " حراك الأقليات الدينية والطائفية والاثنية".
-اعتماد الاقتصاد والثقافية كعناصر حاكم لتأمين تبعية العرب والمسلمين والمؤسسات جاهزة لهذا الاستثمار" منظمة التجارة العالمية، خطط إصلاح المنطقة ودمقرطتها، أسواق التجارة العربية الأمريكية الإسرائيلية الحرة- الكوينز- دور منظمات المجتمع المدني الممولة أمريكيا وأوروبيا، ودور وكالة التنمية الدولية الأمريكية".
-العودة إلى استراتيجيات الاحتواء المزدوج، والحصارات، والضغوط، واستخدام قاعدة الحوافز والعقوبات.
هذه هي حقيقة خطة بيكر - هاملتون، وهي بكل حال تؤكد أن أمريكا والغرب لن يتركوا المنطقة لحالها، ولن ينحسروا عنها بيسر وسهولة وستبقى مصانع الأفكار عندهم تولد أفكار واستراتيجيات لاستمرار إخضاع المنطقة وتأمين الهيمنة عليها ونهب ثرواتها والتحكم بجغرافيتها الحاكمة.
هل يكتب النجاح لهذه الخطة الجديدة؟
ما هي عناصر إسقاطها وما هي البيئة الجديدة وعناصرها واتجاهات فعلها؟
اغلب الظن أن خطة بيكر - هاملتون لن تنجح في إعادة هيكلة المشروع الغربي وإخراجه من أزماته ذلك للأسباب الموضوعية التالية:
-سبق أن اختبرت واسقطت ذات الخطط طيلة عقد التسعينات برغم أن الظروف الدولية والإقليمية والإمكانات كانت موفورة بصورة أفضل لصالح المخطط الأمريكي، ومع ذلك نجح عرب المقاومات والممانعة في إسقاطها ما اضطر المؤسسة الأمريكية الحاكمة إلى إنتاج إدارة بوش وصقورها وتفويضهم باعتماد القوة العسكرية والعودة إلى الاستعمار القديم المباشر وعندما تهزم القوة العسكرية تصبح القوة الناعمة اعجز عن تحقيق ذات الأهداف.
-الحال العالمية مختلفة مع المتغيرات التي تنتج تعدد قطبي وصعود موجة يسار اجتماعي في العالم، ومع نفاذ جعبة أمريكا من احتمال تحقيق انتصارات كبيرة كهزيمة الاتحاد السوفيتي واستخدام القوة لإسقاط العراق وأفغانستان والتهويل على العرب كما في النموذج الليبي.
-الحال الإقليمية متغيرة والنفوذ الأمريكي الغربي ينحسر حتى علن الدول التي كانت بمثابة قواعد وأدوات، كالحال التركية، والباكستانية، الدولتين المشغولتان بمشاكل خلقها لها الغرب، وتجنح للتحرر من الوظائف الوضيعة التي قررها لها الغرب، وقد استيقظت شعوبها على الجديد الإقليمي والعالمي.
-سورية وإيران المستهدفتان من الخطة الجدية هم في وضع أقوى وافعل، مما كانوا عليه مع الحقب الماضية، وعلاقاتهما في تقدم استراتيجي وإطلاق جديد بما يتناسب مع معطيات المرحلة الراهنة وعناصرها، وعلى تنسيق متقدم في دور يعي أهمية التحالف ودوره في إدارة المنطقة وتحولاتها كما شهدت عليه زيارة الأسد لطهران، والجهود الإيرانية لاحتواء السعودية وتركيا والإفادة من المتغير الروسي والصيني.
-المقاومات العربية في الساحات المتفجرة باتت قاب قوسين من تحقيق تقدم ملموس في توليد مشاريع وطنية لإدارة الأوطان وعلاقاتها بالجيران العرب والمسلمين، بعد أن أنجزت مهمتها في إلحاق الهزيمة بالقوات الغازية، فتلك اتفاقية مكة مؤشر، يقطر مؤشر في لبنان وفي العراق تتقدم ملامحه.
-المتغيرات النوعية في موازين القوى العربية والإقليمية، وتراجع قدرة حلف المعتدلين على إدارة الدفة بل ووقعت دوله في أزمات مفتوحة مع نهوض حركة الشارع تحت اثر الانتصارات وخاصة انتصار لبنان في حرب تموز بينما يتعمق ويتجذر الخيار السوري وثوابته كصانع مكين للأحداث والتطورات.
المنطقة العربية والإسلامية في مرحلة المخاض لتوليد مشروعات امن مستقرة ومتحررة من الهيمنة الغربية، يحفزها حالة الفراغ الناشئة عن تراجع الغرب وقدراته، وهزيمة قوته العسكرية وقاعدته إسرائيل، وتعثر مشاريع الإصلاح وإعادة الهيكلة ولبرلة اقتصاديات ومجتمعات العرب والمسلمين.
تفيد معطيات اللحظة ووقوع أمريكا في مرحلة انتقالية بين مشروعين وحتى بلوغ الانتخابات الرئاسية لإعادة مطابقة سياسات الإدارة مع مشروع المؤسسة الحاكمة، ويقع هذا والاتحاد الأوروبي نفسه في مرحلة انتقالية وتباينات بين المجتمع وقواه الحاسمة والإدارات التي ربطت مصيرها وسياساتها بسياسات وخطط الإدارة الأمريكية المتصدعة.
كل ذلك في سياق معطيات وحركيات المرحلة الانتقالية المتفجرة تفيد بأن حظوظ إستراتيجية المؤسسة الحاكمة المسماة بيكر – هاملتون لن تكون نتائجها بأفضل حال من استراتيجيات الصقور ومن قبلهم استراتيجيات الحزب الديمقراطية في ولاية كلينتون.
خلاصة القول:
أن العرب والمسلمين دخلوا مرحلة المخاض، وأنجزت مقاوماتهم وممانعتهم انتصارات تاريخية مؤسسة لحقبة جديدة.
النصر لا يكتمل بدون تجديد وعصرنة المشروع القومي التحرري وإطلاقه والسعي لإنفاذه بدءا من اللحظة الحرجة والانتقالية تأسيسا لفرض موازين قوى وسياقات موضوعية لتطور الأحداث ومساراتها.

بيروت 12-3-07

ميخائيل عوض

M. Alobidi
25/03/2008, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

صراع مقبل طويل الأمد بين (بدر) و(جيش المهدي) وواشنطن وطهران ستدعمان "الحليف" بقوة
باحثون أميركان كبار يتهمون المجلس الاعلى بإشعال الحرب الشيعية الداخلية و"توريط" أميركا بتصفية الصدريين
________________________________________

الجزء الثالث

بغداد-واشنطن-الملف برس

يتهم باحثون ومحللون سياسيون أميركان كبار ومنهم (روبرت درايفوس) أن المجلس الإسلامي الأعلى نجح في "توريط" الولايات المتحدة بحرب دائمة الى جانب قوات "بدر" وضد "جيش المهدي" والصدريين عموماً، وهي التي يسميها الباحثون "الحرب الشيعية الداخلية".
ويعتقد هؤلاء الباحثون أن الصراع الرئيسي المقبل في العراق والذي قد يدوم لفترة طويلة، سيكون بين تياري (الحكيم) و(الصدر)، وهم متأكدون من أن واشنطن وطهران ستستمران في السر وفي العلانية بدعم "الحليف" المشترك بهدف اجتثاث "جيش المهدي" في المقام الأول.

ويذهب هؤلاء الباحثون الى أن (مقتدى الصدر) –لهذا السبب- يحتفظ بقوة عسكرية دفاعية قوية لاستخدامها في اللحظات الحاسمة، فيما هو ومنذ أن أمضى 15 شهراً في إيران ومن ثم عودته الى العراق، يحاول أن يجد لنفسه ولميليشياته غطاء من عمليات تطويق وملاحقة واجتثاث شبيهة تماماً بعملية اجتثاث البعثيين السابقين.





(6)

أميركا ساندت الحكيم ضد الصدر

ويؤكد (روبرت درايفوس) المؤلف والباحث السياسي المعروف في دراسة نشرتها مجلة (The Nation) قوله: خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل خاص ، مارس المجلس الإسلامي الأعلى تعاملا مهلكا كبيرا على كتلة (مقتدى الصدر) وميليشياته القوية ، جيش المهدي . ومن ضواحي بغداد والى النجف وكربلاء والى الديوانية والعمارة والبصرة ، انشغل المجلس الاسلامي الأعلى في مواجهات دموية مع جيش المهدي، منافسه الرئيسي بين السكان الشيعة العراقيين . وفي القتال بين بدر و(الصدر)، فقد ساندت الولايات المتحدة بشكل صريح المجلس الاسلامي العراقي الأعلى.

ويقول (جوزيت هلترمان) من المجموعة الدولية للأزمات :" الصراع الحقيقي في الأمد الطويل هو بين المجلس الاسلامي الأعلى والصدريين ، وقد اختار الأميركيون في الحقيقة الوقوف مع جهة المجلس الاسلامي الاعلى في هذا الصراع ".

وفيما فعله الأميركيون –بحسب هلترمان- اختيارهم الوقوف مع الحزب الموالي لإيران ضد تيار -بالرغم من بعض صلاته مع إيران- هو اكثر استقلالية مقارنة بالمجلس الاسلامي ، ومن باب المغالطة فان هذا الموقف الأميركي ، يدفع (الصدر) للتعاون الوثيق مع إيران .

ويقول (درايفوس): لقد تعمق التنافس بين (الصدر) و(الحكيم) على حقيقة ان كلا منهما حفيد عائلة دينية عراقية . وحينما هرب (الحكيم) من العراق واقام في إيران أثناء حقبة (صدام حسين) ، فقد بقي (الصدر) في العراق ، ولأنه كان يقيم تحت رعاية طهران ، كان ينظر بارتياب الى مجلس (الحكيم) الاسلامي من قبل معظم العراقيين، في حين ان منظمة (الصدر) الأقل تنظيما – قامت ببناء الجامع تلو الجامع بشكل سري قبل وبعد الغزو الأميركي – ولها جذور اعمق في العراق . ودوائرهم الانتخابية مختلفة أيضا ، ومتوزعة بشكل واضح على الخطوط الطبقية.

فالحكيم –بنظر المحلل السياسي الأميركي درايفوس- يمثل النخبة الحضرية والطبقة التجارية ورجال الأعمال الشيعة العراقيين ، وقيادات حزبه عندها الكثير من التداول مع التجار ورجال البازار الذين يكونون العمود الفقري للنخبة الحاكمة في إيران . و(الصدر) من الجهة الأخرى يملك الولاء الدائم للطبقات الشيعية العراقية السفلى وفقراء المدن ، وكسب دعم الكثير من البعثيين الشيعة السابقين والقوميين العرب والذين شعروا بان لا طريق آخر لديهم بعد إسقاط (صدام حسين).

ويضيف قوله: بالرغم من تكتيك التحالف الأميركي مع المجلس الاسلامي الاعلى قد تم منذ سنة 2003 ، فان المعسكر الأميركي مع المجلس الاسلامي بدأ يتصاعد بالعمل ضد الصدر بشكل دراماتيكي فقط في السنة الماضية بعد اعلان الرئيس (بوش) بزيادة القوات .







(7)

الصدر يحتفظ بقوة عسكرية ضد الأميركان

وفي خطابه في كانون الثاني 2007 انذر (بوش) صراحة إيران بأنها الهدف. وقال:" سنعطل الهجمات على قواتنا وسوف نعيق ونقاطع تدفق العبوات من إيران ... وسوف نسعى خارجا لتدمير الشبكات التي تقدم الأسلحة والتدريب لأعدائنا في العراق ". ولكن حينما بدأت الولايات المتحدة الحديث عن " القوى التي تساندها " إيران في العراق ، لم تعن ِ المجلس الاسلامي الاعلى ، كانت تعني (الصدر) وجيش المهدي ولاسيما المجموعات الخاصة من جيش المهدي أو التي بدأت الولايات المتحدة بتسميتها " جيش المهدي السيء ".

واستنادا الى البنتاغون ، فان جيش المهدي آو عناصر فيه ، يهاجمون القوات الأميركية في العراق بأسلحة ومتفجرات مصنوعة في إيران التي تدرب أيضا رجال ميليشيات جيش المهدي لاستخدام قنابل المورتر والصواريخ لمهاجمة المنطقة الخضراء المحمية في مركز بغداد .

إن (الصدر) الوطني المرواغ –كما يقول روبرت درايفوس- حاول الاحتفاظ بقوة عسكرية أمام الولايات المتحدة وإيران في نفس الوقت في السنوات الأولى للاحتلال ، ولكن في الثمانية عشرة شهرا الماضية وأمام الضغط العسكري الهائل المشترك الأميركي والمجلس الاعلى ، فقد تركت لـ(لصدر) خيارا محدوداً أو هو في الحقيقة ليس سوى القيام بالسعي للحصول على المساعدة من إيران . وبالادراك بان زيادة القوات سوف تؤدي الى حملة قوية ضد قواته ، فقد أمر (الصدر) في شباط الماضي قواته بالتنحي جانبا واختفى هو أيضا .

واستنادا الى (ديفيد ساترفيلد) المستشار الأساسي لشؤون العراق في وزارة الخارجية الأميركية فقد قضى (الصدر) معظم الخمسة عشر شهرا الماضية في إيران، وصف تقرير المجموعة الدولية للأزمات في شهر شباط 2008 التحول المهم في خطاب (الصدر) تجاه إيران والذي كان مضادا لإيران الى فترة قصيرة .وجاء في التقرير المذكور :" استعمل (مقتدى الصدر) ان يكون على الخط الوطني ، والآن يستطيع أي واحد ان يصف خطابه بانه تقريبا موال لإيران " كما قال أحد القادة الصدريين للمجموعة الدولية للأزمات ، واضاف :" وحتى جيش المهدي غير نبرته . والمخاطبة المضادة لإيران في السنة الماضية قد أعطت الطريق لشيء يختلف تماما عن ذلك ".

(8)

المجلس الأعلى وراء اعتقال الصدريين

وعبر الجنوب العراقي وبالرغم من ان (الصدر) قرر البقاء جانب –يؤكد روبرت درايفوس- فقد اشتعلت الصدامات بين بدر و(الصدر) . وقوات بدر وهي غالبا بهيئة الجيش والشرطة العراقية قمعت بدون رحمة جيش المهدي . وقاتل الأميركيون وبدر جنبا الى جنب ضد ميليشيا (الصدر) الرثة الأقل تسليحا ، وقد تم كسر العشرات من خلايا جيش المهدي وقتل المئات من الأشخاص أو تم اعتقالهم . وفي بغداد والمحافظات الكبيرة مثل الديوانية – والتي شهدت سلسلة كبيرة من الهجمات على جيش المهدي ، وجدت القوات الأميركية غالبا نفسها تطرق على جيش المهدي وتقف الى جانب المجلس الاسلامي الاعلى .

ويقول (رايدر فيسر) من المعهد النرويجي للشؤون الدولية والذي كتب بشكل واسع عن الصراع السياسي في الجنوب العراقي :" حينما تم اعتقال الصدريين ، فقد قالوا بان عناصر المجلس الاسلامي الاعلى وراء الاعتقال ".

ومن جانب آخر يرى (بيتر هارلنك) من المجموعة الدولية للأزمات أيضا :" أن البدريين يستعملون الولايات المتحدة بشكل أساسي كوسيلة لاضعاف الصدريين ، وقد سمعنا تقارير عبر البدريين في الأحياء ينتقدون أيا كان من التيار الصدري أمام الولايات المتحدة ، والكثير من الأشخاص بما في ذلك بعض المعادين للصدريين يقولون بان البدريين في الميادين يقومون بالعمل الاستخباري ويشيرون للولايات المتحدة فيما يقولونه بالاتجاه الصحيح وذلك ضد التيار الصدري . والولايات المتحدة لا تجيد التمييز في تشخيص اعدائها ".

ويتفق (كينث كاتزمن) المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث الكونغرس :" بانه قد تم اللعب بالولايات المتحدة ، وقد تم اللعب بالجيش الأميركي من قبل الحكيم في صراعه الضروس ".
وفي تقرير لاحق تتابع الملف برس طبيعة التقييمات التي تجريها طهران دائماً بشأن خيارات عملها في الساحة الشيعية العراقية، وكذلك طبيعة قلقها المستقبلي حتى من هيمنة المجلس الأعلى حليفها الأول كما يعتقد الباحث الأميركي (درايفوس).


المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
________________________________________

M. Alobidi
25/03/2008, 03:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بين "آمال إيران" و"إحباطات العراق" قد تكشف المرحلة المقبلة عن "رفض شيعي" يفضح حقيقة "المهمة المستحيلة"
المحارب السري" القديم في"أرض العدو" يعود إليها لإتمام صفقات تباركها القوات الأميركية في "عراق بلاد حدود"
________________________________________


بغداد- طهران-الملف برس

ينظر العالم باستغراب كبير الى طبيعة الزيارة التي يقوم بها (أحمد نجاد) الى العراق على الرغم مما بين الولايات المتحدة التي تحتل العراق الآن وبين طهران ما "صنع الحداد". فهي برأي المراقبين الدوليين "مهمة مستحيلة" إلا إذا كانت واشنطن لها "رأي" يمكن أن يكون جزءاً مما فكر به تقرير بيكر-هاملتون لجعل العراق "قسمة هيمنات لدول المنطقة" بينها إيران وتركيا والسعودية وسوريا وربما الكويت والأردن، فالجميع لديه "مصالح" كما يزعم في "عراق بلا حدود".
وتثير زيارة الرئيس الإيراني الى بغداد "إحباطات عراقية" قد تكشف عن نفسها في وقت قريب، بإزاء "آمال إيرانية" لمخطط "تفريس العراق" بذرائع طائفية صفوية تراها طهران "دماً لتغييب عراقية الشيعة" وتراها أغلبية شيعة العراق المطلقة "مهمة مستحيلة"، ولا عبرة عند العديد من المحللين السياسيين ومنهم محللو الأخبار في الملف برس الكلام "المنمّق" عن الأخوة الإسلامية أو الروابط الطائفية.
وتشير تقارير صحفية إلى أن الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) يطرح الأمل في أن تكون زيارته "العلنية" الأولى الى العراق التي تبدأ الأحد علامة كبيرة على تقوية الروابط بين إيران وبين جاره الغربي الذي تمزقه النزاعات.
وتقول التقارير إنها الزيارة العلنية الأولى لـ(نجاد) غامزة بذلك الى أنه كان في منتصف الثمانينات وخلال الحرب العراقية-الإيرانية، يقوم بمهمات "حرب عصابات سرية" مع مجاميع من الحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي العراقية. وأنه كان يرأس مجموعات تفجير واختطاف وزرع "بؤر جاسوسية".
وكانت وكالة أنباء فارس قد قالت: "إن الرئيس الإيراني يتوقع أن تؤدي الزيارة الى تقوية الروابط الأخوية بين الشعبين العراقي والإيراني". وهذا ما أعلنه) نجاد) لصحفيين عراقيين حسب وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء.
ونقلت الوكالة عن (نجاد) قوله: "نحن نعتبر خلق الفـُرقة والتوتر المتزايدين جزءاً من مؤامرة ينفذها المحتلون في العراق"، رافضاً بذلك المزاعم الأميركية بشأن التدخل الإيراني في شؤون العراق.
وسخر الرئيس الإيراني من مسألة اتهام الولايات المتحدة لطهران بالتدخل في شؤون العراق، وقال: "إنه لشي مضحك أن تكون لواشنطن 160000 جندي في العراق وتتهمنا بالتدخل". وأضاف قوله: "إنها الممارسة الأميركية لإحضار الآخرين كمذنبين طالما هم مقهورون".
لكنّ محللي الأخبار في الملف برس يجدون في كلام الرئيس الإيراني "مسخرة أخرى" من طريقة الزعم بعدم تدخل إيران في الشأن العراقي، ذلك أن وقائع الحياة اليومية منذ خمس سنوات تؤكد –وبشكل خاص- تصاعد الرفض الشعبي الشيعي في محافظات متعددة وخاصة في البصرة والنجف وكربلاء والديوانية وميسان وواسط، لكل عمليات "التفريس" التي تحاول طهران إغراق العراق بها من خلال "الطقوس الدينية وترسيخ العادات والتقاليد الفارسية في المجتمع العراقي بضمنها إشاعة زواج المتعة والتحدث باللغة الفارسية للحصول على فرصة عمل والاشتغال بتهريب السلاح، فضلا عن الخضوع لإرادة أحزاب سياسية شيعية بعينها.
وعلى صعيد آخر فهمت وكالة الصحافة الفرنسية أن زيارة (نجاد) الى العراق يوم الأحد تشكل "حدثاً تاريخياً" في علاقات البلدين اللذين خاضا حرباً طويلة في الثمانينات. وفي الوقت نفسه قالت الوكالة إن زيارة الرئيس الإيراني "الشيعي" الى العراق ذي الأغلبية الشيعية الحاكمة الآن تؤكد حقيقة المخاوف الغربية والأميركية من توسع النفوذ الإيراني في العراق، كما تؤشر موقفاً آخر للولايات المتحدة في طريقة مواجهة الامتداد الإيراني (وتوسع مساعداتها العسكرية الخفية) لكل من شيعة العراق ولبنان بشكل خاص.
وينظر الى الزيارة التي خطط لها منذ وقت مبكر من السنة الحالية وتحظى بموافقة الأميركان و"مباركتهم" على أنها عملية دعم كبيرة من "إيران الشيعية" الى حكومة (نوري المالكي) التي "تهيمن عليها الأكثرية الشيعية الآن" بحسب تعبير الوكالة الفرنسية.
وتلوم إيران الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة، سبباً لعدم الاستقرار في العراق، وقد بنت –طبقاً للوكالة الفرنسية- علاقات قوية مع الحكومة الشيعية في بغداد مباشرة بعد سقوط نظام الرئيس السابق (صدام حسين) سنة 2003.
ويعتقد محللون سياسيون في بغداد رفضوا الكشف عن هوياتهم أن إيران تسعى منذ خمس سنوات وبشكل خاص وهي توظف فيه "أموالا طائلة من نفط العراق المسروق والمهرب" لفرض "الطقوس الصفوية" في العراق بما فيها تلك التي ترفضها المرجعية العليا في إيران لآية الله (خامنئي) كضرب الرؤوس بالقامات في مناسبة عاشوراء.
ويؤكد المحللون السياسيون أن الهدف الأساس والمباشر هو التمكن من "تسييس" الحالة الإيرانية في العراق أي "تحويل الشيعة العراقيين الى اعتناق طريقة التشيع الصفوي القديمة في العراق" بهدف تعميم "الرؤية" لدى الطائفة الشيعية في العراق التي تنتمي لوطنيتها وتهتم بطريقة فهمها العلوي في مسارها الديني.
وقال المحللون إن السبب وراء هذه "التحولات" التي تحرص إيران عليها "هو الخوف الأكيد من أن يتمرّد شيعة العراق بقوة ضد النفوذ الإيراني، ويوصلوا الأمور الى إعلان الحرب عليه وعلى النظام في طهران وحينئذ ستكون فضيحة سياسية للحكام الإيرانيين. وأكد المحللون أن هذا التفسير هو عبارة عن رؤية شيعية عراقية وليست لفئات أخرى من الشعب العراقي.
ومن جانب آخر يؤكد الرئيس الإيراني في حديثه لمناسبة زيارته العراق قائلاً: "نحن نعتقد أن الشعب العراقي قادر على تحقيق الأمن وإدارة بلاده" وأوضح قوله: "إن البلدان التي لم تقف الى جانب العراق في محنته ستأسف على ذلك"، وهي إشارة انتقاد و"وعيد" الى دول محيطة بالعراق وفي مقدمتها السعودية. وشدد الرئيس الإيراني في تصريحاته التي نقلتها الوكالة الفرنسية للأنباء على أن الروابط الاقتصادية مع العراق ستتوسع.


المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
________________________________________

M. Alobidi
25/03/2008, 03:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مستشار سابق في سلطة التحالف يجيب عن هذا السؤال:
كيف قادت أمريكا العراق إلى الهاوية ؟!
* إعداد اسلام السعدني

كيف أدت الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في العراق إلى ذاك الوضع الكارثي الذي تعاني منه البلاد؟ سؤال شكل محورا لمقال مطول نشرته دورية (فورين أفايرز) بقلم (لاري دياموند) الكاتب والباحث في معهد (هوفر) التابع لجامعة ستانفورد، والذي عمل أيضا في الفترة ما بين يناير إلى إبريل من هذا العام كمستشار رفيع المستوى لسلطة التحالف المؤقتة التي تم حلها بعد نقل السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة في يونيو الماضي.
يستهل الكاتب مقاله بالقول إن عملية نقل السلطة التي تمت في الثامن والعشرين من يونيو والتي مثلت نهاية مفاجئة للاحتلال الأمريكي للعراق من الوجهة الرسمية لم تؤد إلى علاج المشكلات المستعصية التي تعاني منها البلاد منذ وقوع الغزو مثل العنف المستشري والاقتصاد المدمر والمجتمع المحطم.
ويشير دياموند إلى أنه على الرغم من أن بعض هذه المشكلات تعد عواقب حتمية للحرب التي شنتها واشنطن للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلا أن ما حاق بالعراق من دمار فاق أسوأ توقعات الإدارة الأمريكية، موضحا أن هذا الوضع المأساوي ناجم عن سلسلة طويلة من الأخطاء التي وقعت فيها الولايات المتحدة مما أدى إلى استمرار نزيف الدم في الأراضي العراقية، وهي أخطاء أدت أيضا إلى إضعاف الفرص السانحة لإرساء دعائم الديمقراطية في العراق.
ويؤكد الكاتب في مقاله أن أحد أهم الأخطاء التي وقعت فيها أمريكا فيما يتعلق بالملف الأمني في العراق كان إحجامها عن توفير العناصر الضرورية لإرساء الأمن هناك وهو ما تبدى في عدم قيام وزارة الدفاع الأمريكية بنشر الحجم الكافي من القوات في العراق رغم تحذيرات الخبراء العسكريين من مغبة هذا الأمر.
ويلفت لاري دياموند النظر في هذا الصدد إلى أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ومساعديه لم يهتموا بالمطالبات الخاصة بزيادة حجم القوات الأمريكية في العراق.
ويطرح دياموند في المقال رؤيته في هذا الشأن، ومفادها بأنه كان يجدر بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق نشر 300 ألف جندي هناك، باعتبار أن هذا العدد كاف لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
وفضلا عن هذه الوحدات، كان من الضروري أن يقوم التحالف حسبما يقول دياموند ببذل جهود أكبر لضبط الحدود بين العراق وبين كل من سوريا وإيران لوقف عمليات تسلل المقاتلين والأموال والأسلحة وعناصر المخابرات إلى داخل الأراضي العراقية.
غطرسة البنتاجون
ويُرجع الكاتب هذا الفشل إلى تجاهل مسئولي (البنتاجون) للخطط الدقيقة الخاصة ب(عراق ما بعد الحرب) التي أعدها خبراء وزارة الخارجية نتيجة ازدرائهم لهؤلاء الخبراء، فبدلا من الاستعانة بهذه الخطط، افترض (البنتاجون) أن العراقيين سيرحبون بقوات التحالف كقوات تحرير، وأنه من الممكن للولايات المتحدة حينذاك تسليم مقاليد الأمور في البلاد إلى الساسة العراقيين الذين كانوا منفيين في عهد النظام السابق ك(أحمد الجلبي) على سبيل المثال، ذلك الرجل القادر بحسب ما رآه رجال وزارة الدفاع الأمريكية من إقامة دولة ديمقراطية بشكل سريع مما يسمح ليس فقط بالاعتماد على عدد أقل من الجنود الأمريكيين في البداية، بل وإمكانية تقليصهم في غضون عام من الغزو.
ويقول دياموند إنه كان من المنطقي أن تنهار هذه الافتراضات الساذجة سريعا بالتزامن مع انهيار الوضع الأمني في العراق، فيما وقفت القوات الأمريكية لا حول لها ولا قوة مما أتاح الفرصة لاندلاع موجة عارمة ومنظمة من السلب والنهب والتخريب طالت مختلف المؤسسات والبني التحتية العراقية.
وعلى الرغم من أن الأمر تطورت بعد ذلك إلى حركة مقاومة منظمة جيدة التمويل والتسليح، إلا أن الإدارة الأمريكية كما يرصد الكاتب في مقاله أصرت على أخطائها ورفضت إرسال مزيد من القوات إلى العراق، وضلل مسئولوها أنفسهم بتصورات من قبيل أن القضاء على هذه المقاومة ميسور وفي متناول اليد.
ويخلص الرجل للقول إن الأخطاء التي ارتكبت على صعيد الملف الأمني قوضت أي نقاط إيجابية قد تكون سلطة التحالف
المؤقتة قد حققتها خلال فترة توليها إدارة العراق من مايو 2003 وحتى يونيو 2004.
ثمن باهظ
وينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث في مقاله عن الأخطاء التي ارتكبت على صعيد تشكيل قوات الأمن العراقية الجديدة، إذ يشير إلى أن هذه القوات لم تتلق التدريب الكافي ولم تزود بالمعدات الضرورية مما جعلها في النهاية هدفا سهلا للمسلحين وللمجرمين باعتبارها رمزا للدولة العراقية الجديدة.
ويقول دياموند إن تلك الأخطاء ترجع إلى الخطط المتعجلة التي وضعتها سلطة التحالف في هذا الصدد، وهي أخطاء أدت إلى استمرار حالة انعدام الأمن وهو ما دفع ثمنه غاليا المسئولون والساسة العراقيون مثلهم مثل مسئولي التحالف ومساعديهم من العراقيين سواء بسواء.
وقد أدى هذا الوضع الأمني المتدهور حسبما يؤكد لاري دياموند إلى أن تنعزل سلطة التحالف فعليا ونفسيا عن العراقيين بعد أن باتت تحركات مسئوليها محصورة فيما يسمى بالمنطقة الخضراء في بغداد وهي منطقة شديدة الحراسة تبلغ مساحتها ثلاثة أميال مربعة وقلت زيارات هؤلاء المسئولين إلى باقي المناطق العراقية بمرور الوقت.
معضلة الصدر
غياب التصميم في مواجهة التهديدات السياسية، مشكلة أخرى يرى دياموند أن سلطة التحالف عانت منها خلال فترة إدارتها للعراق، ويضرب مثالا على ذلك من خلال الكيفية التي تعاملت بها مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
ويقول الكاتب في هذا الشأن إن الصدر نجح في حشد مجموعات من الشباب الساخط محدود التعليم الذي يعاني من البطالة في عدد من المدن العراقية وهو ما عرف في النهاية باسم (جيش المهدي) وذلك دون أن يواجه التحالف ذلك ببلورة استراتيجية تصدٍ مناسبة، وإنما سعى إلى تجنب المواجهة مع الصدر.
بل ويضيف دياموند أن رغبة الإدارة الأمريكية في تحاشي مثل هذه المواجهة بسبب ما يكتنفها من مخاطر كانت السبب في إرجاء الكشف عن أمر الاعتقال الذي أصدرته إحدى المحاكم العراقية بحق هذا الرجل في أغسطس 2003 للاشتباه في ضلوعه في عملية اغتيال المرجع الشيعي عبدالمجيد الخوئي في إبريل من نفس العام، حيث لم يتم الكشف عن هذا الأمر سوى بعد عدة أشهر.
ويستغرب دياموند هذا الإحجام الأمريكي عن التصدي لمقتدى الصدر خاصة في ضوء أن هذا الرجل كان يلقى معارضة واضحة من قِبَل العديد من الزعماء الشيعة أنفسهم، وكذلك في ظل توالي النذر باتساع نفوذه وسطوة المسلحين الموالين له.
ولكن عندما آن الأوان أخيرا للمواجهة في الربيع الماضي، جرت هذه المواجهة كما يقول الكاتب بشكل مرتجل وفوضوي، حيث انطلقت أولى شراراتها من قرار بول بريمر رئيس سلطة التحالف أواخر مارس 2004 بإغلاق صحيفة (الحوزة) الناطقة بلسان التيار الصدري، مما دفع مقتدى الصدر إلى دعوة أتباعه للثورة ضد الاحتلال، وتلا ذلك بعدة أيام اعتقال أحد كبار مساعدي الصدر فتمثل الرد في إشعال نيران انتفاضة عارمة ضد قوات التحالف في مختلف المدن الشيعية، حيث تولى أنصار الزعيم الشيعي السيطرة لبعض الوقت وأقاموا علاقات تعاون مع الميلشيات المسيطرة على مدينة الفلوجة، تلك الميلشيات التي اضطرت القوات الأمريكية لإبرام اتفاق معها لإنهاء المعارك الدائرة بينهما حتى يتسنى لواشنطن التفرغ لمحاربة أنصار الصدر.
مواجهة الميلشيات المسلحة
ويشير دياموند في مقاله إلى أن سلطة التحالف لم تفشل فقط في إنهاء التهديدالذي يمثله مقتدى الصدر، بل انها لم تبذل أيضا أي جهد للتصدي للمجموعات المسلحة الأخرى الموجودة في البلاد مثل ميلشيات البشمرجة الكردية، إلى جانب الميلشيات التابعة لحزبي الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعيين وهي ميليشيات لا تقل كفاءة أو تدريبا عن البشمرجة.
ويلقي الرجل الضوء على خطة وضعتها سلطة التحالف أوائل العام الجاري لنزع أسلحة هذه الميلشيات وتفكيكها وإدماج عناصرها في الشرطة والجيش العراقيين، قائلا إن هذه الخطوة اصطدمت بعقبات عدة من بينها رفض القادة الأكراد تفكيك البشمرجة تحسبا منهم لأية محاولات مستقبلية قد تقوم بها الحكومة المركزية في بغداد للسيطرة عليهم.
ومن بين هذه العقبات أيضا اندلاع المعارك على جبهتي النجف والفلوجة مما أدى إلى عرقلة الإعلان الرسمي عن الخطة والذي كان مقررا في الأول من مايو من ناحية، وكذلك اضطرار القوات الأمريكية لطلب الدعم من حزبي الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وذلك في إطار مساعيها لدحر جيش المهدي وهو الأمر الذي أضعف كثيرا نفوذ التحالف لدى هذين الحزبين من ناحية أخرى.
وعندما أعلنت الخطة أخيرا في يونيو كان الوقت ضيقا لتنفيذها قبل إتمام عملية نقل السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة التي لا يبدو أن لديها العزم أو القدرة على القضاء على الميلشيات المسلحة الموجودة في البلاد.
ويشير دياموند إلى أن بقاء هذه الميلشيات على وضعها الحالي يهدد الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق أوائل العام المقبل، إذ أن استمرار هذا الوضع من شأنه تحويل العملية الانتخابية إلى حمام دم مما يهدد نزاهتها ويجعلها في قبضة حاملي السلاح من الميلشيات الكردية في الشمال وتلك الشيعية المدعومة من إيران في الجنوب، وهو ما يعني أن الاحتلال الأمريكي للعراق ربما سيقود إلى ظهور نظام حكم ذي صلة وثيقة بطهران في بغداد.
غياب الاستراتيجية
نقطة أخرى يتحدث عنها لاري دياموند في مقاله ب(فورين أفايرز) ألا وهي أن حدوث تقدم ملموس على الصعيد السياسي أمر ضروري لإحراز تقدم مماثل فيما يتعلق بالوضع الأمني، ويدلل على صحة هذا الافتراض من خلال التأكيد على أن الكثير من العمليات المسلحة التي يشهدها العراق ينفذها المسلحون السنة الذين يعتقدون أنه سيتم استبعادهم من الساحة السياسية، مشيرا إلى أن هذه المسألة تؤكد أن احتواء العنف الراهن في البلاد يتطلب ما هو أكثر من استخدام القوة ألا وهو بذل جهود مستمرة لإقامة نظام سياسي يمثل مختلف القوى والتيارات الرئيسية.
إلا أن المعضلة التي حالت دون النجاح في إقامة هذا النظام كما يقول دياموند تمثلت في افتقار الولايات المتحدة لاستراتيجية سياسية فعالة للتعامل مع الوضع في عراق ما بعد الحرب.
ولذا فكما يشير لاري دياموند لم يدرك التحالف حقيقة أنه على الرغم من أن غالبية العراقيين كانوا يشعرون بالتقدير للإطاحة بنظام الحكم القمعي السابق في بغداد، إلا أن هؤلاء كانوا متشككين في الوقت نفسه من دوافع الولايات المتحدة ناهيك عن دوافع بريطانيا تلك القوة الاستعمارية التي احتلت البلاد خلال النصف الأول من القرن العشرين.
فشلت سلطة التحالف أيضا حسبما يؤكد دياموند في إدراك أنه لا تزال هناك شعبية لصدام حسين حتى بعد الإطاحة به من سدة السلطة، وذلك بين العرب السنة الذين عارض معظمهم إسقاطه إما لأنهم من بين مؤيديه أو نظرا لخشيتهم من أن تغيير نظام الحكم سيؤدي إلى أن يفقدوا هيمنتهم التاريخية على السلطة في البلاد على الرغم من أن عددهم لا يتجاوز 20% من السكان.
ويرصد الكاتب بعد ذلك خطأين استراتيجيين في التقدير وقع فيهما التحالف أولهما إطلاق حملة اجتثاث البعثيين التي شملت عددا كبيرا ممن لم يتورطوا بالفعل في الجرائم التي ارتكبت خلال عهد النظام السابق، أما الخطأ الثاني فتمثل في قرار بريمر بحل الجيش العراقي وذلك بدلا من فحص عناصره بدقة لاكتشاف من يصلح منها لخدمة الدولة العراقية الجديدة، وقد أدى قرار حل الجيش إلى أن يصبح عشرات الآلاف من الجنود والضباط لقمة سائغة لتنظيمات المقاومة التي سعت إلى تجنيدهم.
نقص المشروعية
وأشار دياموند في مقاله إلى أن شكوك العراقيين في دوافع أمريكا لغزو بلادهم مضافا إليها ذكرياتهم الأليمة عن حقبة الاستعمار الغربي إلى جانب الموقف الذي تتخذه واشنطن حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كل ذلك أدى إلى افتقار سلطة التحالف للمشروعية بشكل كبير، وهو ما دفع أمريكا للسعي للتعامل مع هذه المشكلة من خلال العمل على زيادة المشاركة الدولية في الإدارة السياسية لشئون العراق وهو ما كان عسيرا بالنظر إلى معارضة المجتمع الدولي للحرب من الأساس، بالإضافة إلى وضع القادة العراقيين في الواجهة بأسرع وقت ممكن، وكان أوضح سبيل للقيام بذلك يكمن في إجراء انتخابات وهو ما كان يريده آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق منذ البداية، وذلك على الرغم من أن التجارب السابقة لعمليات الانتقال السياسي في البلدان التي شهدت حروبا كانت تؤكد ضرورة عدم التسرع في اتخاذ خطوة إجراء انتخابات عامة خاصة في ظل عدم توافر مقوماتها الأساسية.
ولذا بدلا من إجراء انتخابات، اتبع التحالف كما يقول دياموند استراتيجيات مختلفة للتغلب على مشكلة الشرعية السياسية المفتقدة التي حققت درجات متفاوتة من النجاح من بينها إقامة مجالس محلية في العديد من المدن والبلدات الكبرى في العراق.
ولكن تلك المجالس المحلية عانت حسبما يوضح الرجل من انعدام السلطات الممنوحة إليها، وقلة الموارد المتاحة لها، وكل ذلك أدى إلى أن تهدر سلطة التحالف فرصة مهمة لزيادة شرعيتها، وهو ما جعلها تقرر في يوليو 2003 تشكيل مجلس الحكم الانتقالي الذي كانت له صلاحيات استشارية فحسب.
ويتحدث الكاتب عن تجربة مجلس الحكم الذي كان يضم شخصيات ممثلة لبعض القوى العراقية الرئيسية الشيعية والكردية، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من العشائر العراقية وبعض الأحزاب القديمة مثل الحزب الشيوعي وكذلك بعض المقربين من السيستاني.
وتناول لاري دياموند العيوب التي شابت هذه التجربة، مشيرا إلى أن من أبرزها الصورة التي أخذها العراقيون عن المجلس بسبب وجود عدد كبير من الزعماء المنفيين المثيرين للجدل فيه مثل أحمد الجلبي.
دور الأمم المتحدة
في الوقت نفسه أوضح الكاتب أن الولايات المتحدة فشلت في توسيع التحالف الذي تقوده في العراق ليضم دولا أخرى لتُكسبه مزيداً من الشرعية.
وحتى البعثة التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى العراق في الثاني من يونيو 2003 برئاسة سيرجيو فييرا دي ميللو لم تنجح كثيرا في إحداث تغييرات جذرية على خطط التحالف رغم أن دي ميللو كان أحد أقدر الخبراء الدوليين في مجال استعادة الأمن والسلام.
ويشير دياموند إلى أن هذا الفشل يرجع جزئيا إلى الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في بغداد خلال أغسطس 2003 مما أدى إلى مقتل دي ميللو ومعه عشرات من موظفي المنظمة الدولية وقاد في النهاية إلى خروج الأمم المتحدة من العراق.
إلا أن الكاتب يعود ليشير إلى أنه حتى قبل هذا الحادث لم يكن بريمر يرى أهمية حقيقية لدور بعثة المنظمة الدولية، ولم
يطرأ أي تغيير على هذا الموقف حسبما يقول دياموند سوى متأخرا للغاية في الخامس عشر من نوفمبر 2003 عندما تم الكشف عن الاتفاق الخاص بنقل السلطة في العراق، وما أعقب ذلك من لجوء أمريكا إلى الأمم المتحدة لمساعدتها على رسم المسار الخاص بهذه العملية.
ويوضح الكاتب أن بنود اتفاق 15 نوفمبر واجهت العديد من الانتقادات خاصة من قبل السيستاني الذي طالب بأن يكون البرلمان الانتقالي المنصوص عليه في الاتفاق ثمرة انتخابات مباشرة وليس نتيجة لانتخابات تجرى بأسلوب المجمعات الانتخابية كما كان منصوصا على ذلك في الأصل.
وبقول الرجل إن هذه الصعوبات دفعت الإدارة الأمريكية إلى الاستعانة بالأمم المتحدة وبالتحديد بمبعوثها المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي كانت له تجربة مماثلة في أفغانستان كللت بالنجاح، وبالفعل استطاع الإبراهيمي الذي بدأ مهمته في يناير من العام الجاري إقناع السيستاني بأنه من غير الممكن تنظيم انتخابات مباشرة ذات مصداقية قبل موعد نقل السلطة في الثلاثين من يونيو، وهكذا وافق المرجع الشيعي الكبير على أن تعقد الانتخابات أواخر هذا العام أو أوائل العام القادم بحد أقصى، وذلك مقابل إلغاء فكرة تطبيق نظام المجمعات الانتخابية وهو ما فتح الطريق أمام اختيار حكومة عراقية مؤقتة بالتشاور مع الأمم المتحدة تولت مهامها اعتبارا من 28 يونيو الماضي.
قانون إدارة الدولة
وينتقل لاري دياموند بعد ذلك للحديث عن قانون إدارة الدولة الانتقالي الذي كان جزءا من اتفاق 15 نوفمبر، واعتبرته إدارة بوش أحد أهم العناصر التي تسعى لإنجازها في العراق من منطلق أنه يشكل إطارا دستوريا انتقاليا يضمن قيام حكومة ديمقراطية ويحافظ على الحريات الفردية في البلاد.
وفي هذا الإطار عكف خبراء قانون أمريكيون وعراقيون إلى جانب مستشاري سلطة التحالف فيما بين ديسمبر 2003 وفبراير 2004 على وضع المسودة الأولى لمشروع هذا القانون، واتفقوا على ضرورة حماية حقوق الإنسان والحريات الفردية، ولكن الخلاف الحقيقي تمحور حول شكل نظام الحكم وكيفية تقسيم السلطات بين المركز والأطراف خاصة بين الحكومة المركزية في بغداد والحكومة الإقليمية في كردستان العراق، وكذلك بشأن دور الدين وطبيعة العملية التي سيتم إقرار الدستور النهائي من خلالها، وهي خلافات عبرت عن الانقسامات الناشبة في البلاد بين الطوائف الدينية والعرقية.
ولفت لاري دياموند النظر إلى أن البنود الخاصة بوضع الأكراد في الدولة العراقية الجديدة كانت محورا لجدل محتدم خاصة في ظل مطالب الأكراد بالاحتفاظ بحكومتهم الإقليمية التي كانت تتولى إدارة الأمور في منطقة الحكم الذاتي التي حصلوا عليها في شمال العراق بعد حرب الخليج الثانية، وأيضا مطالبهم بإقامة نظام لا مركزي في العراق أشبه بالنظام الكونفيدرالي.
ويوضح دياموند أنه تم الاستجابة لمطالب الأكراد عند وضع قانون إدارة الدولة، ولكن هذا لم يكن كافيا على ما يبدو للأكراد، حيث طالبوا في اللحظات الأخيرة بضرورة أن ينص القانون على أن يكون لأي ثلاث محافظات عراقية الحق في رفض الدستور النهائي من خلال استفتاء، والمعروف أن هؤلاء الأكراد يشكلون الأغلبية في ثلاث محافظات عراقية بالفعل.
ويضيف الكاتب أنه تمت الموافقة على هذا المطلب أيضا، وهو ما أثار حفيظة الشيعة ودفعهم للانسحاب في اللحظات الأخيرة من اجتماعات مجلس الحكم الخاصة ببحث هذا القانون وذلك لإجراء مشاورات مع السيستاني في النجف قبل أن يعودوا مرة أخرى ويوافقوا على مشروع القانون ولكن بعد أن تعهدوا بالعمل على تنقيح القانون فيما بعد خاصة المادة التي
أدخلها الأكراد بشأن حق المحافظات في الاعتراض على الدستور النهائي.
ويشير دياموند إلى أنه فيما سعت سلطة التحالف ومجلس الحكم إلى الإسراع بإقرار القانون دون الالتفات لتلك الخلافات العميقة الناشبة بشأن بعض بنوده، شعر الكثير من العراقيين بأن ذلك القانون يعطي الكثير من الحقوق للأقليات العرقية خاصة الأكراد، مما جعلهم يشعرون بالخوف من أن يكون القانون مقدمة لتفكك البلاد.
سؤال الديمقراطية
وينتقل الكاتب إلى النقطة الأخيرة في مقاله المطول والتي يحاول فيها الإجابة على سؤال مهم مفاده: ( هل يمكن أن يصبح العراق دولة ديمقراطية في يوم من الأيام؟).
ويجيب دياموند على هذا السؤال بقوله إنه على الرغم من الثغرات المتعددة التي شابت جهود سلطة التحالف لإرساء دعائم الديمقراطية في العراق، إلا أن هناك جوانب إيجابية تم تحقيقها في هذا الشأن من بينها المساعدات المالية والفنية التي تم تقديمها لمنظمات المجتمع المدني العراقية، مشيرا إلى أن ذلك الدعم كان مفيدا بشكل خاص بالنسبة للتنظيمات المهتمة بحقوق المرأة والتي تمكنت من خلاله من أن تحفظ لنفسها نسبة 25% من مقاعد البرلمان، كما كان مفيدا أيضا بالنسبة للأحزاب العراقية الوليدة حتى تتمكن من الظهور على الساحة السياسية.
ويختتم لاري دياموند مقاله في مجلة ( فورين أفايرز) بالقول إن مرحلة ما بعد نقل السلطة في العراق ستكون طويلة ودموية في مراحلها الأولى على الأرجح، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت البلاد ستستطيع تنظيم انتخابات ذات مصداقية في يناير القادم، مشيرا إلى أنه حتى لو أجريت هذه الانتخابات بشكل مرضي إلى حد ما فمن غير المتوقع أن يتم التطبيق الكامل للجدول الزمني الطموح الذي يحدد باقي خطوات العملية السياسية في الأراضي العراقية وهي تلك الخطوات المتعلقة بقيام البرلمان الانتقالي الذي ستتمخض عنه الانتخابات العامة بانتخاب حكومة انتقالية تتمتع بسلطة تشريعية، وذلك تمهيدا لوضع دستور جديد دائم يتم إجراء استفتاء عام بشأنه خريف العام القادم وذلك بهدف تنظيم انتخابات عامة شاملة نهاية 2005 تتولى بعدها حكومة عراقية منتخبة السلطة في البلاد أوائل 2006.
وفي النهاية وعلى الرغم من كل العقبات التي تواجه عملية التحول السياسي في العراق، إلا أن لاري دياموند يرى في ختام مقاله بمجلة (فورين أفايرز) أنه لا يوجد بديل أفضل لهذه العملية، وأن أي بديل آخر تكمن في طياته مخاطر من قبيل اندلاع حرب أهلية في العراق، مؤكدا أن عملية التحول هذه تحتاج إلى دعم هائل من قبل المجتمع الدولي على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية لمدة عام قادم على الأقل .

M. Alobidi
25/03/2008, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

- فضيحة تعاون القوات البريطانية مع جيش المهدي وإطلاق سراح مجرمين لقاء تأمين الانسحاب البريطاني دون خسائر

نقلاً عن موقع الرابطة العراقية
|
29/12/2007 م، 09:12 مساءً (السعودية) 06:12 مساءً (جرينتش)
كان عدد من أهالي البصرة وكربلاء قد اتصلوا بالرابطة العراقية منذ عامين للاحتجاج على احتجاز القوات البريطانية لأبناءهم دون توجيه تهمة محددة ودون السماح للمعتقلين بالتحدث مع المحامين العراقيين للدفاع عن أنفسهم.. ومن خلال هؤلاء الأشخاص كانت تعلم الرابطة ما كان يجري في معسكر الشعيبة، وهو الذي كانت تتخذه القوات البريطانية مقرا وسجنا للعراقيين قبل انسحابها منه قبل عدة شهور.. منها حادثة فرار عدد من المعتقلين بعد أن حل محلهم زورا من اقاربهم (وقد افرج عن الزورا بعد 3 أشهر فقط).. وحادثة العصيان والاضراب عن الطعام قبل عامبن.. لكننا في الرابطة العراقية فوجئنا في أحد ايام آب 2007 باتصال مباشر من موبايل من قبل أحد المعتقلين داخل سجن الشعيبة، وبعد أن عرفنا الشخص المعتقل بنفسه فقد أوضح لنا أنه يستعمل جهاز موبايل أعاره اياه أحد قادة جيش المهدي (واسمه أحمد الفرطوسي) المحتجز في سجن الشعيبة ليجري اتصاله، ثم علمنا أن القوات البريطانية قد أعطت هي بنفسها جهاز ثريا وموبايلين لهذا الشخص ودون اية قيود على الاتصالات.. لكي يوعز الى عناصر جيش المهدي بعدم استهداف القوات البريطانية أثناء انسحابها من الشعيبة والمقرات الأخرى الى المطار! وبالفعل كان هذا القائد يجري اتصالاته على الدوام بعناصر جيش المهدي بالتنسيق مع القوات البريطانية لتأمين انسحابهم، ولكن مقابل ماذا؟.. الثمن هو أن تقوم القوات البريطانية بالافراج دون اي قيد أو شرط عن أي شخص أو اشخاص يحددهم (الفرطوسي).. والاتفاق هو أن يكون الفرطوسي (ورقمه في المعتقل هو 878) آخر من سيفرج عنه، بل وعلمنا أن تاريخ الافراج عنه سيكون يوم 12 كانون الثاني 2008، أي قبيل انسحاب البريطانيين من المطار.. وقد لا تصدقون لو علمتم أن قوات الاحتلال البريطاني قد أعطت للفرطوسي هذا كومبيوتر (لابتوب) وأفلام يستمتع بها وهو داخل المعتقل، ويقدم كل أسبوع قائمة بعدد من المعتقلين الذين يطالب بالافراج عنهم.. ولم ترفض القوات البريطانية أي طلب من هذه الطلبات على حد علمنا..! وقد بدأت حتى وسائل الاعلام البريطانية بالحديث عن احتمال وجود سياسة (المقايضة).. لكننا في الرابطة متيقنون منها حق اليقين.. لأننا ما زلنا نتلقى مكالمات من أشخاص يستعملون هاتف الفرطوسي بالتفاصيل والمفاجئات..! لكن قصتنا معكم لم تنته بعد، فان عددا ممن أفرجت عنهم قوات الاحتلال البريطاني هم عناصر في فرق الموت التي كانت تعيث في البصرة الفساد، ومنهم من ألقي عليه القبض متلبسا بالجريمة! واليكم أسماء وتفاصيل من أفرج عنهم وهم الآن طلقاء في البصرة: 1. علي مجامع المحمداوي – اعتقل عام 2005 بتهمة جلب الأسلحة من ايران. 2. الرائد هاشم، النقيب أبو غزوان، النقيب أبو أحمد – أعضاء في فرق الموت وجهت لهم تهم القتل لأبرياء في البصرة. 3. سيد سجاد (نائب أحمد الفرطوسي). 4. سجاد ظاهر (تسلم قيادة جيش المهدي بعد الفرطوسي) – متهم بقتل مترجمين في البصرة. 5. راضي (قائد أحد مجاميع جيش المهدي). 6. أبو سحر – متهم بتجنيد مقاتلين من خارج العراق. 7. الشقيقين عباس وخليل – وجدت في منزلهم أسلحة وذخائر عديدة. 8. راضي وصمد - تم ضبطهم يستخدمون سيارة شرطة لنقل الاسلحة خارج الدوام الرسمي 9. سيد حيدر – اصر الفرطوسي على اطلاق سراحه رغم تردد البريطانيين في ذلك لما ثبت عليه من جرائم. 10. الأشقاء لفتة وعودة دبوس – المتاجرة بالأسلحة والعتاد. إن الجيش البريطاني ذو السمعة التاريخية المتميزة قد هبط الى أدنى مستويات الحضيض بعد أن أقحمه الأحمق (توني بلير) في حرب كارثية أتت على الأخضر واليابس. فالمحاكم البريطانية العليا لم تتوقف منذ 2004 عن الترافع في قضايا التعذيب والانتهاكات التي مارستها القوات البريطانية في جنوب العراق والتي تبنتها الرابطة العراقية.. وها هو اليوم يتواطأ بكل خسة ونذالة مع رؤوس الاجرام والرذيلة في مجتمع البصرة ويطلق سراحهم مقابل أن ينسحب هو دون خسائر!! هذه هي ديمقراطية الغرب وعدالته ومواثيقه التي أصم بها آذاننا والتي يطمحون لتسويقها بيننا رغم أنف الشعوب المقهورة.. ولكن التاريخ لن يرحم، وسيكتب عن الجيش البريطاني كل ما ارتكبه في العراق من جرائم، تتوجها هذه (الصفقة) مع قادة الشر والقتل ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من ابناء بصرتهم الفيحاء!

M. Alobidi
31/03/2008, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخيرا اعترفوا.. انه النفط

عبد الباري عطوان
07/07/2007


عندما كنا نؤكد ان ارسال الولايات المتحدة الامريكية لاكثر من نصف مليون جندي الي الجزيرة العربية قبل سبعة عشر عاما لم يكن من اجل تحرير الكويت وانما للسيطرة علي منابع النفط واحتياطاته، كان هناك من يتهمنا بتأييد النظام الديكتاتوري في العراق، واحتلاله لهذا البلد العربي الضعيف. وعندما عارضنا الغزو الامريكي للعراق قبل اربع سنوات وحذرنا من مخاطره علي المنطقة، واجهنا الاتهامات نفسها وزادوا عليها القول باننا ندافع عن المقابر الجماعية وانتهاكات حقوق الانسان العراقي.
كظمنا الغيظ، ولكننا لم نتخل عن قناعاتنا التي كوناها من خبرة ودراية واطلاع، فالموجة كانت عاتية، مدعومة باكثر من ملياري دولار امريكي ومحطات تلفزة، وصحف عملاقة جري توظيفها من اجل التضليل وليّ عنق الحقائق، وشيطنة النظام العراقي، لتسهيل الغزو والاحتلال.
بالامس اعترف وزير الدفاع الاسترالي برنيدان نيلسون، وفي اول اقرار من نوعه، بأن تأمين النفط يمثل عاملا اساسيا لغزو العراق، والوجود العسكري الاسترالي في هذا البلد. واضاف نيلسون ان الحفاظ علي امن المصادر النفطية في الشرق الاوسط يمثل اولوية للحكومة في كانبيرا كما ان كيفية استمرار الامدادات النفطية اثرت علي تخطيطنا الاستراتيجي .
الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وحليفه توني بلير وثالثهما جون هوارد رئيس وزراء استراليا ظلوا يؤكدون ليل نهار بان غزو العراق لم يكن من اجل النفط، وانما لتدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية ونشر الحريات وحقوق الانسان في المنطقة.
الدراسات النفطية العالمية اكدت بأن معظم مصادر الطاقة العالمية ستنضب في العقدين القادمين، وستظل منطقة الخليج التي يوجد فيها ثلثا احتياطات النفط في العالم هي المنطقة الوحيدة في العالم كمصدر للطاقة، ولذلك من يضع يده علي صنبور النفط فيها يتحكم في العالم وأمنه واقتصاده.
ففي عام 2020 سيرتفع استهلاك النفط من 75 مليون برميل يوميا مثلما هو عليه الوضع حاليا الي اكثر من 120 مليون برميل، الأمر الذي يعني حدوث ازمة عالمية ربما تتطور الي حروب، لان الطلب سيكون ضعف المعروض. والولايات المتحدة نفسها تستهلك 19% من مجموع امدادات الطاقة في العالم، ومن المتوقع ان يرتفع استهلاكها هذا اكثر من 55% في السنوات العشر المقبلة.
واللافت ان هناك ثلاث قوي عظمي ناشئة ستنافس الولايات المتحدة في المستقبل هي الصين والهند واوروبا، والقاسم المشترك بين هذه القوي الثلاث هو اعتمادها بشكل اساسي علي النفط المستورد من الخارج.
فالصين التي تتراوح فيها معدلات النمو الصناعي بين 17 ـ 20% يزيد استهلاكها من الطاقة بنسبة سبعة في المئة سنويا، والهند بنسبة خمسة في المئة.
الدراسات تشير الي ان احتياطات النفط العالمية (شركة بي بي البريطانية) تقدر حاليا بحوالي 1.2 تريليون برميل ومن المتوقع ان تنضب في فترة بين 40 ـ 80 عاما، ويقع 62% من هذه الاحتياطات في منطقة الشرق الاوسط. وستكون هذه المنطقة هي الوحيدة في العالم كمصدر اساسي للطاقة مع العام 2025.
احتياطات النفط العراقي المثبتة عالميا تقدر بحوالي 120 مليار برميل، وهناك من يقول بان الرقم الحقيقي هو 220 مليار برميل لان هناك مناطق شاسعة في العراق لم تشهد اي عمليات تنقيب بسبب القيود التي كان يفرضها النظام السابق، والحرب التي كانت تشنها الدول الغربية ضده بسبب قراره بتأميم النفط العراقي.
واذا تأملنا بنود قانون النفط الجديد الذي تعرضه حكومة السيد نوري المالكي علي البرلمان لإقراره هذا الاسبوع فان اول ما يصدم الانسان فيه هو انهاء سيطرة شركة النفط العراقية علي ثمانين بئرا نفطية، وحصر مسؤوليتها في 18 بئرا فقط، وتوزيع 62 بئرا باقية علي شركات النفط الاربع العملاقة وهي امريكية وبريطانية في الاساس.
الاخطر من ذلك ان هذا القانون الذي اعدته الادارة الامريكية وخبراؤها يعطي هذه الشركات سلطات واسعة للتنقيب عن النفط في مختلف انحاء العراق، وادارة اي حقول جديدة تكتشفها ودون ان يكون للشركة الحكومية العراقية النفطية اي نصيب او دور.
ولذلك لم يكن مستغربا ان تصدر هيئة علماء العراق فتوي رسمية بتحريم هذا القانون، أو المصادقة عليه من قبل النواب، لان هذا يعتبر تفريطا بالثروة الوطنية الأبرز في البلاد، ووضعها تحت سيطرة شركات النفط الاجنبية مثلما كان عليه الحال قبل التأميم.
القوات الامريكية لم تحتل العراق وتطيح بنظام البعث من اجل انصاف الشعب العراقي، وتحسين ظروفه المعيشية، وصيانة حقوقه الانسانية، وانما من اجل السيطرة علي النفط، ومنع وجود اي قوة عربية او اسلامية يمكن ان تهدد النفوذ والهيمنة الامريكيين علي منطقة الخليج العربي.
النفط العراقي يتعرض للنهب في وضح النهار، وآباره هي الوحيدة في العالم التي لا توجد عليها عدادات تحصي كميات الضخ والتصدير، واكدت الدراسات الامريكية ان حوالي 300 الف برميل تسرق يوميا وتذهب الي خزائن الميليشيات العراقية التابعة للائتلاف الحاكم في بغداد.
المصيبة ان الاحزاب والشخصيات العراقية التي تواطأت مع المخطط الامريكي لتشريع احتلال بلادها، وبعضها كان وما زال يرفع راية الاسلام للأسف، هي التي تسعي حاليا من اجل تمرير واعتماد قانون النفط العراقي الجديد في البرلمان واطلاق يد الشركات النفطية الاجنبية لتفعل ما تشاء بثروة البلد الوطنية ولعشرات السنوات المقبلة.
الشعب العراقي غارق في حربه الاهلية الطائفية التي اغرقه الاحتلال واعوانه في مستنقعها، ومعظمه يفكر بالهرب طلبا للنجاة، اما البعض الآخر فيقف ساعات امام محطات الوقود لملء خزان سيارته، ويعاني من انقطاع الكهرباء والماء، وينتظر اخبارا مفجعة يوميا حول وفاة قريب او عزيز.
النفط كان السبب الرئيسي لغزو العراق، والنفط ايضا سيكون السبب الرئيسي لأي عدوان امريكي جديد علي ايران، لان ايران حسب وجهة النظر الامريكية ترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه الرئيس العراقي صدام حسين عندما اراد تطوير اسلحة دمار شامل، يمكن ان تشكل تهديدا للهيمنة الامريكية علي المنطقة، وتفتح المجال امام النفوذ الصيني والهندي والروسي، وتعمل علي تأسيس تحالف يعزز القوة العربية في مواجهة اسرائيل.

M. Alobidi
31/03/2008, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ظاهرة المدارس الطينية خطر يهدد عملية التعليم بالديوانية
الديوانية - اصوات العراق 08 /03 /2008 الساعة 19:15:37



ذكر مدير إعلام مديرية تربية الديوانية، السبت، أن المحافظة تعاني من كثرة المدارس المبنية من الطين، مبينا أن هناك 81 مدرسة من هذا النوع في عموم المحافظة وهي تشكل خطرا على سلامة الطلبة، فيما حذر باحث اجتماعي من آثارها السلبية على عملية التعليم والتحصيل العلمي لدى طلبتها في قرى المحافظة.
وأوضح عبد الكاظم الاسدي، للوكالة المستقلة للأنباء( أصوات العراق) أن " سبب زيادة المدارس الطينية هو كثرة الطلبات المقدمة إلى مديرية التربية من أهالي المناطق التي لا توجد فيها مدرسة فيها أو قريبة منها."
وبين الاسدي آلية فتح مدرسة جديدة مبنية من الطين والأكواخ في بعض المناطق، لاسيما النائية منها قائلا أن "المديرية تطلب من الأهالي تقديم أسماء طلبة لا يقل عددهم عن 45 طالبا في المرحلة الواحدة والتنازل عن قطعة ارض لا تقل عن دونمين من احد الأهالي لكي يتم إنشاء مدرسة في قريتهم."
وأضاف "عندما تتوفر الشروط القانونية في إنشاء مدرسة فان مديرية التربية تطالب الأهالي ببناء أكواخ للإدارة وصفوف بعدد الطلبة ومراحلهم وتقوم مديرية التربية بتوفير الكادر التعليمي والأثاث ( رحلات ،سبورات ، أثاث الإدارة ) وفي السنة الثانية عندما تحقق النجاح هذه المدرسة تكون مديرة التربية ملزمة باعتماد هذه المدرسة وتثبت في هذا المكان."
وأشار إلى إن هناك بعض المدارس، التي تم استغلال أبنية حكومية أخرى لغرض إشغالها من قبل الطلبة واستخدامها كمدرسة ، وقال"مثلا في قضاء الشامية (25كم غرب الديوانية) قد تم استغلال مخزن للجمعيات الفلاحية كمدرسة وفي قضاء عفك استغلت بناية لمديرية الزراعة."
وحول عدد مدارس المحافظة والأبنية المدرسية، بين الاسدي أن " عدد البنايات في محافظة الديوانية 550 بناية مدرسية وان عدد المدارس هو 850 مدرسة ( رياض أطفال ، ابتدائية ، متوسطة ، إعدادية ، معاهد معلمين ) ."
وأضاف " لذا ترى في بعض البنايات ثلاث أو مدرستين بدوام ثلاثي أو ثنائي وهذا يتسبب بإرباك كبير ومؤثر على انتظام الدوام ومستوى التعليم في تلك المدارس."
وطالب وزارة التربية ومجلس المحافظة في حل مشكلة البنايات المدرسية وبأقرب وقت ممكن.
من جانبه، قال حاكم الخراعي رئيس لجنة الاعمار في مجلس محافظة الديوانية لـ (أصوات العراق) أن " على وزارة التربية الإسراع في بناء 99 مدرسة بحاجة إلى بنايات جديدة ( 74 مدرسة طينية ، و25 مدرسة ايلة للسقوط بما يقدر حوالي 25000 طالب وطالبة) ."
ولفت إلى إن "هذا الرقم قياسي بالنسبة إلى محافظات العراق الأخرى، وعلى وزارة التربية الإسراع في بناء واعمار هذه المدارس التي تشكل خطرا كبيرا على طلابها وكوادرها."
وحسب آخر إحصائية لوزارة التربية فان عدد المدارس المشيدة بمادة الطين في عموم العراق هو 1012 مدرسة، وان هذه المدارس تضم 113594 طالبا وطالبة و7079 من الملاكات التعليمية.
وجاء في الإحصائية التي أعلنت عنها الوزارة العام الماضي أن توزيع المدارس جاء بواقع 234 في ذي قار و190 مدرسة في صلاح الدين و128 في واسط و122 مدرسة في الموصل و68 مدرسة في كركوك و63 مدرسة في ميسان و62 مدرسة في الديوانية و45 مدرسة في بغداد و32 مدرسة في الرمادي و28 مدرسة في ديالى و19 مدرسة في البصرة و16 مدرسة في بابل فيما سجلت محافظة النجف اقل عدد من المدارس الطينية وفيها مدرسة واحدة.
ويبدو من الإحصائية أن عدد المدارس الطينية في الديوانية قد تزايد من 62 مدرسة العام الماضي إلى 81 مدرسة حاليا بحسب ما أعلن عنه مدير إعلام تربية المحافظة الاسدي ، رغم كشفه عن أنه " ضمن خطة العام 2008 أحيلت 12 مدرسة طينية للبناء وهي قيد التنفيذ."
وأقترح الخزاعي على وزارة التربية وعلى الحكومة اللجوء إلى البناء الجاهز من اجل ضمان سرعة التنفيذ ، فضلا عن كونها غير مكلفة، حسب قوله.
مواطنون من أهالي القرى التي يوجد فيها مدارس مبنية من الطين ابدوا معاناتهم من بعض النواقص في تلك المدارس على الرغم من استعدادهم لتبني بناء هذا النوع من المدارس.
المواطن حسن الفتلاوي من سكنة قضاء عفك ( 30 كم جنوب شرق الديوانية ) قال لـ (أصوات العراق) أن "مديرية التربية قد وافقت على إنشاء مدرسة طينية سميت بمدرسة (الخزرج المختلطة) عام 2006 وعدد طلابها 75 طالب موزعين على ثلاثة صفوف وكادر تعلمي من أربعة معلمين ومدير للمدرسة ."
ويشكو الفتلاوي وهو متبرع بقطعة ارض المدرسة من إن "مديرية التربية لم توفر سوى الرحلات، وان المدرسة تعاني من عدم وجود عمال خدمة أو حارس ليلي حيث يقوم أهالي المنطقة بحراستها ليلا."
فيما قال المواطن سعيد الجبوري من ناحية المهناوية (30كم شمال غرب الديوانية ) أن "أهالي منطقة الكوام ( منطقة نائية ) قد قدموا طلبا إلى مديرية تربية الديوانية للموافقة على إنشاء مدرسة."
وتبنى تلك المدارس عادة من مادة اللبن الطينية وأحيانا قليلة من البلوك، فضلا عن الأكواخ المبنية المعدة للهيئة الإدارية من القصب أو الخيام، وهي تفتقر إلى جوانب الحماية من الرياح أو الأمطار، لاسيما في فصل الشتاء.
وأضاف الجبوري إن "الأهالي مستعدين لبناء هذه المدرسة وقد تم توفير الشروط اللازمة لإنشاء المدرسة من ناحية عدد الطلاب وقطعة الأرض وان الأهالي يرجون من مديرية التربية في العام القادم الموافقة على إنشاء المدرسة."
وحول تأثير هذا النوع من المدارس على البيئة التعليمية والطالب يقول الباحث الاجتماعي محمد سلطان أن هناك "تأثيرات نفسية على كل من الكادر الطلابي والتعليمي في تلك المدارس، فضلا عن قلة الاهتمام بالجانب الصحي الذي تفتقر إلى خدماته المنطقة التي يقع فيها المدرسة."
وأضاف "في هذه المدارس لا يوجد ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا مراوح ولا مدافئ، حيث إن الصفوف تبقي في ظلام دامس عند بداية الدوام الثنائي أو عند تلبد السماء بالغيوم، إضافة إلي الخوف من العوامل الجوية المختلفة فحين تهب الرياح العالية والأمطار يعيش الطلبة في حالة هلع خوفا من سقوط سقوف أو سقوط الأمطار لأن السقوف من القصب، فكل هذه العوامل تسبب تأثيراً نفسيا سيئا لدي الطلبة."
وأشار إلى إن الظروف غير المناسبة هذه تعكس آثارها سلبيا على مستوى التحصيل الدراسي والعلمي لدى الطالب، وليس من المبالغة إذا قلنا إنها قد تخلق جيلا غير متعلما في ظل هذه الظروف إذا ما استمر الحال هكذا دون علاج."
وتقع مدينة الديوانية ، مركز محافظة الديوانية ، 180 كم جنوب العاصمة بغداد.

M. Alobidi
31/03/2008, 11:17 PM
العراق يخسر شط العرب لصالح إيران

د. عبدالوهاب حميد رشيد Tuesday 11-03 -2008
تتفق نخبة البصرة على أن زيارة الرئيس الإيراني محمود نجاد إلي بغداد تتطلب استغلالها لحل المسائل الحدودية المعلقة بين العراق وإيران. هذه الزيارة التي بدأت يوم السبت- أول زيارة لرئيس إيراني إلى العراق منذ الثورة الإسلامية الإيرانية العام 1979.
يشكل الممر المائي- شط العرب- معلمة جوهرية للاقتصاد العراقي باعتباره الممر البحري الوحيد لوصول السفن إلى موانئ البصرة، علاوة على أن شط العرب يوفر مياه الري لمزارع أشجار النخيل على سواحل الجانب العراقي.
يتوحد نهرا دجلة والفرات في مدينة القرنة (400 كم جنوب بغداد) ويشكلان الممر المائي شط العرب الذي يتدفق جزئياً داخل الأراضي العراقية، لكن الجزء الأعظم والأكثر أهمية مشاركة إيران والعراق لسواحله.
يخسر العراق سنوياً، حسب المصادر الحكومية- مائة دونم (1 دونم= 1000م2) لصالح الجانب الإيراني. إن الانحراف في الممر المائي الناجم عن التغيرات التي تحصل في هذا الممر المائي لشط العرب، تقود إلى تغيرات في موقع خط الحدود (خط منتصف شط العرب- خط ثالويغ Thalweg line.)
ذكر باسم الموسوي- عضو مجلس محافظة البصرة- لأصوات العراق VOI: "أهملت مجالس وزراء العراق منذ الغزو/ الاحتلال العام 2003 وحتى اليوم الاعتداءات الإيرانية على حدود العراق. ومن الناحية العملية لم تتخذ إجراءات متبادلة لمعالجة المشاكل الحدودية مع إيران." وأضاف "إن التأخير في تنفيذ اتفاقية مع إيران لتشخيص الحدود المائية لشط العرب، خلقت المشاكل الحدودية القائمة، بخاصة بعد تجميد اتفاقية الجزائر للعام 1975."
في 6 مارس العام 1975 ومن خلال وساطة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين بين العراق- ممثلاً بنائب الرئيس صدام حسين وبين إيران- ممثلاً بشاه إيران محمد رضا بهلوي، تم توقيع اتفاقية الجزائر بين الطرفين. تضمن الاتفاق على أن يصبح جزء من شط العرب تحت السيادة الإيرانية مع تحديده وفق خط ثالويغ (منتصف الممر المائي لشط العرب.)
أدى تجميد اتفاقية الجزائر إلى تجاوزات إيرانية بالعلاقة مع خط ثالويغ، وتغطية أعمال التهريب من إيران إلى العراق بإشراف سلطات الحدود الإيرانية. يُضاف إلى ذلك الممارسات العدوانية الإيرانية ضد قواتنا الحدودية والشرطة البحرية،" حسب الموسوي. أضاف الموسوي "يجب أن تكون الحدود المائية لشط العرب واحدة من أولويات الحكومة العراقية لأن هذه المسألة يمكن أن تحمل معها مشاكل مستقبلية للعراق إذا ما بقي الوضع القائم على حاله."
حاتم عبدالأمير- سياسي بصراوي مستقل- أخبر VOI بقوله "على الحكومة العراقية تفعيل المفاوضات مع إيران بالعلاقة مع القضايا الحدودية، بخاصة شط العرب أثناء زيارة أحمدي نجاد إلى بغداد لأن هذه القضية تتحدى مستقبل العلاقات العراقية الإيرانية. إن مناقشة مسألة الحدود على أعلى المستويات سوف تساعد كلاً من العراق وإيران على معالجة مشاكل واختلافات كثيرة في هذا المجال، وتسهل مهمة بلوغ نتائج مرضية لكلا الطرفين."
وأضاف عبدالأمير "تُركز الجهود الدبلوماسية الإيرانية العامة على استمرار التغيرات في ممر شط العرب، وتحاول تصوير الحدود المائية على أنها غير معروفة،" مؤكداً على "أن هناك محاولات إيرانية لوضع اسم جديد لشط العرب: Arvan Rud بالفارسية... وهذا التوجه يعكس نوايا إيران بالهيمنة على الممر المائي بكامله، ومن ثم السيطرة على الموانئ التجارية والموانئ النفطية العراقية."
وفي هذا السياق، يرى سعد الخالدي- ناشط بصراوي في NGO "هناك تحسن ملموس في العلاقات العراقية الإيرانية تمثلت في الوفود والعناصر الرسمية الإيرانية التي تزور العراق. وهذه الظاهرة ترجح رغبة إيران بالمبادرة لمعالجة قضية شط العرب."
ذكر الخالدي أن إبقاء مشاكل الحدود مجمدة دون الوصول إلى حدود جوهرية ستؤثر سلباً على كل من الجانب الاقتصادي والظروف الأمنية في البصرة والعراق عموماً. "إن زيارة الرئيس الإيراني تأتي بعد عقود طويلة من عدم التواصل، وتدعم العلاقات القوية الحالية بين العراق وإيران،" موضحاً بقوله "أتصور أن معالجة المسائل الحدودية في ظل هذه العلاقات ستبرهن على حسن نوايا إيران لإقامة علاقات متينة مع العراق على أساس احترام سيادة العراق."
كشف القائد البحري علي حسين "تآكل الساحل الأيمن (العراقي) لشط العرب على مسافة 6.5 كم وبمعدل 3.5 م. وهذا يولد خسارة للعراق بحدود 100 دونم سنوياً لصالح إيران طالما تقود عملية التآكل هذه إلى تحرك خط منتصف شط العرب باتجاه الأراضي العراقية،" مؤكداً "أن الممر المائي لشط العرب هو الممر المائي الوحيد الذي يقود السفن نحو الموانئ العراقية."
وأضاف "إذا ما استمرت الحالة على هذا الوضع فإن موانئ النفط العراقية (البصرة وخور العمية) سوف تصبح في يوم ما مع الجانب الإيراني وعندئذ لن يبقى للعراق مدخل مائي نحو البحر."
مممممممممممممممممممممممممـ

Iraq is losing Shatt Al-Arab to Iran,(Voices of Iraq),uruknet.info, Basra, Mar 2, 2008.
________________________________________
تم طباعة هذه المادة من موقع الركن الأخضر
http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=11589

|

M. Alobidi
31/03/2008, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أي «صبر استراتيجي» في العراق؟

كاظم الشبيب * - « صحيفة عكاظ » - 18/01/2008م - عدد القراءات « 182 »
عندما يتحدث بعض الخبراء الغربيين عن أزمات المنطقة، يصدمون أهلها بطريقة بحثهم، وكأنهم يتعاملون مع معامل ومختبرات حيوانية، لا مع بشر، وبلدان لها تاريخ طويل من الحضارات التي سادت العالم، أو كأنهم يتعاطون مع مصانع وخطوط إنتاج خاصة بهم، لا مع منطقة ينبغي مراعاتها وتنميتها لما فيها من مصالح إستراتيجية لهم. الأغرب قبول بعض أبناء وساسة هذه المنطقة بهذا السلوك من باب الواقعية السياسية والانبهار بساسة الغرب والتماشي مع متطلبات العولمة الاقتصادية.
من هؤلاء الخبير العسكري أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي كتب تقريرًا بعد جولة له في العراق، من 17 إلى 25 يوليو 2007، بعنوان" The tenuous case for strategic patience in Iraqـ الوضع الهش للصبر الإستراتيجي في العراق" في أغسطس2007، جاء فيه: «في ضوء عدم وجود خيارات جيدة للولايات المتحدة، وعدم واقعية الانسحاب السريع من العراق..
يبقى أن يحقق العراق تقدمًا يسمح للقوات الأمريكية النجاح في بعض المجالات، مما يمهد لـ(الصبر الإستراتيجي) للأمريكيين في حال أقدمت الحكومة العراقية على استغلال فرص التقدم التي تحققت مؤخرًا ـ التضييق على القاعدة في الأنبار واستعداد العشائر للتعاون مع الحكومة العراقية وتحرك الفريق الأمريكي في بغداد لمواكبة التقدم العسكري سياسيًا واقتصاديًا.
وأن الحظ والعشائر قد عوضا فشل الإستراتيجية العسكرية الأمريكية»... وبعد أن ذكر المخاطر التي تتطلب تحركًا أمريكيًا لمعالجتها، يقول: «لأن الفرصة سانحة وتشجِّع على الصبر الإستراتيجي، مع وجود ضرورة لتحرك الحكومة العراقية في الأشهر المقبلة لمواكبة إستراتيجية الصبر الإستراتيجي بجدية بعيدًا عن التشريعات التي لا تتبعها أفعال حقيقية.
وبخلاف ذلك ستخسر الحكومة العراقية شعبها والشعب الأمريكي والكونغرس»!! المستقبل العربي ع10/2007. ما لم يقله التقرير بصراحة، ولكن يستخلصه المتابع مجموعة من النقاط، منها: 1ـ خيار الانسحاب الأمريكي من العراق غير وارد في المرحلتين القصيرة والمتوسطة. 2ـ فشل الإستراتيجية العسكرية الأمريكية. 3ـ خسران العراقيين حكومة وشعبًا، ما لم يواكبوا استراتيجية الصبر الأمريكي الإستراتيجي في العراق. 4ـ الصبر الإستراتيجي يعني استمرار التواجد الأمريكي في العراق لأمد طويل جدًا.
أسئلة كثيرة تستثير المُطالع للتقرير، مثل: أين مصلحة العراق وشعبه في نظرية الصبر الإستراتيجي؟ من سيصبر على من؟ الصبر على ماذا؟ على حساب من سيكون الصبر؟ من الخاسر الأكبر؟ من المستفيد الأول والرابح الأكبر؟ وبقدر ما تكون الإجابات سهلة وبسيطة، إلا أن هكذا تقارير تبتعد عنها تعمدًا، لأن إجابات الخبراء الذين يكتبونها لن تكون مُرضية لشعوب المنطقة على الأغلب.
لا شك من أن الهدف من هكذا تقارير تعمل لتصبَّ في خدمة الأفكار العمومية لواشنطن وتعديل الخطوات اللاحقة لتواكب متطلبات تصحيح تحسين صورة أمريكا في المنطقة، خاصة في الفترة المتبقية من عمر حكومة الجمهوريين في البيت الأبيض.
وتكمن المشكلة في غياب المنطق والمنهج الموضوعييْن في التعاطي مع شؤون المنطقة. بل يدفع ذلك لاستمرار السياسة الأمريكية الخارجية باستخفاف مع مصالح المنطقة وسكانها. فالصبر الإستراتيجي المقصود هنا ذلك الصبر الذي يعزز سياسة ما يسمى بخط الاعتدال في المنطقة لمواجهة خط المواجهة والمقاومة وإضعافه.
من أجل ألا تكتوي المنطقة بنيران الأحداث المتسابقة في محيطها ـ العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين وباكستان ـ ينبغي لساستها ومفكريها والمعنيين فيها عدم الانجرار وراء كل ما يصدر من الآخرين من تقارير، مع الاهتمام بمطالعتها، ولكن من مشاكل منطقتنا الكبرى غياب التقارير والدراسات المتخصصة التي تنبع وتقوم على تبني مصالحها وتستهدف تنميتها، فتشخِّص وتصف أوضاعها وبالتالي تتجه لتفعيل الأدوار التنفيذية للمعنيين في كل بلد.
كاتب سعودي «أم الحمام»
فاكس الدمام 8330138-03
ص.ب 2421 الدمام 31451
________________________________________

M. Alobidi
31/03/2008, 11:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الأولى :

شهادة محامي الدفاع عن الأيام الأخيرة في حياة صدام حسين يرويها لـ « صحيفة الجزيرة » :
جنرال أمريكي التقى صدام وساومه على إخراجه من العراق بعد وقفه للمقاومة

بيروت - عبدالكريم العفنان:

أكدت السيدة بشرى الخليل عضو هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين ان محاكمة الرئيس كانت شكلية وفاقدة للشرعية الدولية، مشيرة إلى أن الجانب الأمريكي كان يتعجل في تنفيذ حكم الإعدام ليساهم في انفجار الحرب الأهلية على نطاق واسع في العراق، غير أنها رأت أن إعدام صدام حسين كان خطأ استراتيجيا أمريكيا يعادل خطأها في احتلال العراق، مشيرة إلى أن الرئيس كان سيلعب (دورا كبيرا في إعادة ترتيب وضع المنطقة) بحسب تعبيرها.
جاء ذلك في حوار أجرته (الجزيرة) مع بشرى الخليل عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.. فإلى نص الحوار :
* ما هي الدوافع التي وقفت وراء انضمامك لفريق الدفاع عن الراحل صدام حسين؟ وهل ثمة علاقة مع النظام السابق في العراق قبيل بدء رحلة الدفاع ؟
- دعني أؤكد أنه ليس لي أية معرفة سابقة بالرئيس الراحل قبل الاحتلال، كما أنني لست بعثية، ولكن من خلال وجودي كعضو في لجنة المتابعة الدولية لرفع الحصار عن العراق تعرفت إلى معظم القادة العراقيين ماعدا الرئيس، وما دفعني للتطوع للدفاع عنه هو: أولا لأنه رئيس عربي وثانيا لأنه رفض أن يتنحى عن منصبه عندما طلب منه الأمريكيون ذلك، وبرأيي لو قبل التنحي لكانت الأمة العربية قُدمت على طبق من ذهب للأمريكيين. والسبب الثالث هو أنه أطلق شرارة المقاومة.
أما كيفية حصول الأمر فهي كالتالي: عندما سمعت خبر إعلان اعتقال الرئيس صدام حسين، أرسلت رسالة إلى إحدى الفضائيات العربية أبين فيها أن لهذا الرجل جميلين في عنقي وهما: رفضه التنحي وإطلاقه شرارة المقاومة، بعدها اتصلت بابنته السيدة رغد، وعملت مع عدد من المحامين العرب على تأسيس هيئة للدفاع عن الرئيس بعد أن نظمت لنا عائلته وكالة بذلك.
وأعتقد أن موقفي هذا هو الموقف الطبيعي لكل عربي حر تجاه قائد عربي وقف ضد العدوان الأمريكي على الأمة، ومن لا يجيد المواجهة في ساحة المعركة يمكن أن يجيدها في ساحة المحكمة.
* لكن هناك من اتهم فريق الدفاع بالسعي وراء النجومية ؟
- أنا في الأساس نجمة ومعروفة من قبل المحكمة، كما أني أعتقد أنه ليس ثمة عاقل يعرض حياته للخطر من أجل القليل من الشهرة، أضف إلى ذلك أنني من عائلة شيعية عريقية تحوي عددا من القيادات والمراجع الدينية، ولك أن تتخيل حجم التحدي الذي واجهته عندما قررت الدفاع عن الرئيس صدام حسين، في ظل الحساسية الموجودة بين الشيعة والنظام العراقي بشكل عام، كما أنني كنت مرشحة لمنصب وزاري في لبنان عن الطائفة الشيعية، لكنني مع ذلك ضحيت بكل هذه الأمور عندما اخترت منهجا مغايرا لتوجهات الطائفة التي أنتمي إليها وقبلت الدفاع عن الرئيس الراحل.
* كيف تقيمين مسيرة الدفاع عن الرئيس الراحل منذ بدء محاكمته وحتى لحظة إعدامه؟.
- كان هناك اشتباك يومي مع الأمريكيين ورموز المحكمة لأنهم أرادوها محكمة شكلية، الغاية منها إعدام الرئيس صدام حسين وإضفاء بعض المشروعية على هذا الإعدام، على أن التهم الموجهة للرئيس تمحورت حول توقيعه بحكم صلاحياته الدستورية كرئيس للجمهورية على حكم إعدام جماعة الدجيل، وقد ظهر زيف هذه المحكمة جليا من خلال تشديد العقوبة على السيد طه ياسين رمضان ورفعها إلى الإعدام، رغم أنه لا علاقة له بتاتا بقضية الدجيل، حتى أن اسمه لم يرد في المستندات الخاصة بهذه القضية.
وكنت قدمت رؤيتي حول موضوع الدفاع عن الرئيس صدام، وتتضمن تشكيل هيئة للدفاع من مكتب أمريكي أو أوروبي على مستوى كبير من الأهمية، إضافة إلى عدد من المستشارين الكبار من جامعات العالم وبعض المحامين العرب المتمرسين في المحاكم الدولية، بحيث نكوّن نحن - كمحامين متطوعين - هيئة إسناد سياسي وإعلامي ومعنوي.
وأعتقد أن الأمور لو جرت على هذا النحو لما تم إعدام الرئيس صدام حسين، لأن هيئة الدفاع كانت ستدفع بالإدارة الأمريكية للتدخل لتعطيل المحكمة، بعد كشفها أمام الرأي العام الأمريكي للدور التي تقوم به القوات الأمريكية لتغيير أهداف المحكمة ومنهجها وجعلها ذات طابع ثأري للنيل من الرئيس صدام حسين.
وفي جميع الأحوال علينا أن نعترف أن مستوى هيئة الدفاع كان متواضعا جدا من حيث الخبرة القانونية والفهم السياسي للقضية ولا يرقى لمستوى هذه المحاكمة التاريخية، حتى أن البعض كان يرافع لأول مرة، ودليل ذلك أن فريق الدفاع لم يستفد من طرد المحامي سامي كلارك من جلسة إصدار الحكم لخلق مشكلة (مخاصمة قضاة) وفضح عدم التزام المحكمة بالأصول القانونية.
* لماذا لم تسيروا في اتجاه تشكيل هيئة دفاع أمريكية، إذا كان ذلك سيجنب الرئيس الراحل حكم الإعدام؟
- في الحقيقة كان الأمر يتطلب ميزانية كبيرة تتجاوز 5 ملايين دولار، والسيدة رغد لم تستطع تأمين هذا المبلغ، رغم أنها وفرت مكتبا لهيئة الدفاع في عمان، كما وفرت للمحامين العراقيين ملاذا آمنا بعد تعرض خمسة منهم للقتل.
* متى كان أول لقاء لك مع الرئيس الراحل؟ وما طبيعة الحديث الذي جمعك به؟
- اللقاء الأول كان في 11 آذار - مارس عام 2006، وأخبرته حينها أني أول من تطوع للدفاع عنه، وأن دافعي لذلك كان قراره بعدم التنحي عن السلطة وإطلاقه مشروع المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، وقبل خروجي اقتربت منه قائلة: (أريد أن أعرفك بنفسي أكثر، أنا شيعية وخالي هو العلامة محمد تقي الفقيه وجدي هو الزعيم الديني لشيعة لبنان لمدة 30 عاما، فبدا الارتياح الكبير على وجهه لأنه يعلم مدى تأثير هذا على إبعاد تهمة الطائفية عنه بعد أن حاول البعض إلصاقها به، رغم أنه كان يعتبر الطائفية عارا، بل كان يخجل من كلمة سني أو شيعي ).
* ما هي معلوماتك عن الحفرة التي عثر فيها على الراحل؟
- هذه الحفرة موجودة في أكثر من مزرعة، لكن الرئيس لحظة اعتقاله لم يكن فيها، بل كان يتهيأ لصلاة المغرب عندما داهموا المزرعة التي تقع في منطقة الدور، واستخدموا غازات تحدث شللا مؤقتا أفقدته القدرة على الحركة.
* من وشى بالرئيس ؟
- لست متأكدة من اسم الشخص، ولكنه فعل ذلك طمعا بالجائزة، وعلى الأغلب هو صاحب المزرعة الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة بعد أن استلم مبلغ 25 مليون دولار.
* خلال لقاءاتكم بالرئيس، هل حدثكم عن المقاومة ؟
- نعم، كان يوجه رسائل من خلالنا للمقاومين، وحتى في الجلسة الأخيرة التي لم يسمح له بالحديث بها شدد كثيرا على أهمية المقاومة، وحذر الشعب العراقي من الحرب الأهلية ودعاهم بالمقابل إلى محاربة الاحتلال الأمريكي في العراق، موجها تحياته إلى قادة المقاومة وخاصة عزت الدوري .
* ما الذي تحفظينه من أحاديث مع الرئيس الراحل؟
- حين التقيته لأول مرة أخبرته أنني وجدت خلال زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية بعد الجلسة الأولى للمحكمة، أن الصحافة الأمريكية مشغولة بجملة قالها الرئيس للقاضي وهي: (أنا لم آت إلى المحكمة لكي أزيح حكم الإعدام عني، لأن الإعدام عندي لا يساوي (كندرة) أي عراقي، فعلق قائلا: (قرار الإعدام هذا اتخذته في حياتي منذ محاولتي اغتيال عبد الكريم قاسم).
* ثمة روايات غير أكيدة تقول انه حاول الانتحار؟
- أشك بصحتها، لأن الرئيس كان مؤمنا وملتزما، ولا يمكن أن يفكر بالانتحار وهو يعلم أنه محرم شرعا.
* هل التقى الرئيس بمسؤولين أمريكيين ؟
- في إحدى زياراتنا له سألته عن صحة الأخبار التي أوردتها بعض الصحف العربية حول لقائه بالرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، لكنه نفى ذلك، قلت: (ولا رامسفيلد)، فأجاب: (ولا رامسفيلد، زارني فقط جنرال أمريكي ساومني على إخراجي من العراق لقاء توجيه دعوة للمقاومة بالتوقف).
* هل طلب مقايضة لقاء خروجه من المعتقل أو التخفيف من عقوبة الإعدام ؟
- أبداً، الرئيس صدام حسين من المستحيل أن يطلب ذلك، بدليل أنه وصف طلب الجنرال الأمريكي بالخسيس.
* كيف تفسرين مسألة استبدال القاضي رزكار أمين بالقاضي رؤوف رشيد؟ وما تقييمك لدور الادعاء العام؟
- لأن القاضي رزكار أمين متمرس ولديه مستوى عال من الأخلاق المهنية، كما أننا سمعنا مؤخرا أنه وصل إلى مرحلة بات فيها مقتنعا ببراءة الرئيس صدام في قضية الدجيل ولا يستطع إصدار حكم بالإدانة ضده. أما القاضي رؤوف رشيد فكان يحاول إثبات شخصيته القوية عن طريق تكرار طرده للرئيس والمحامين من قاعة المحكمة، وكذلك فعل القاضي خليفة في قضية الأنفال.
أما بالنسبة لدور الادعاء العام فهو بالأصل خصم قانوني، كما أن الأستاذ جعفر الموسوي تجاوز حدود (الخصومة القانونية) لأكثر من مرة، حيث استجوب الرئيس حول مستند يتعلق بتوقيعه على حكم الإعدام لجماعة الدجيل بعد يومين من صدوره، في محاولة منه لإيهام الناس بأن صدام حسين كان يتعجل في إعدامهم، وتناسى مرسوم تنفيذ الإعدام الذي صدر بعد مرور تسعة أشهر على صدور الحكم.
* لماذا أعدم الرئيس الراحل بهذه السرعة ؟
- أعتقد أن الجانب الأمريكي كان مستعجلا لتنفيذ حكم الإعدام لأن بوش كان وعد بتنفيذه قبل نهاية عام 2006، علما أنه كان من المفترض أن يؤجل التنفيذ مدة 30 يوما ليأخذ الحكم صفة الثبات بحسب نص القرار، غير أن الجانب الأمريكي والعراقي فسّرا القرار بوجوب تنفيذ الحكم خلال 30 يوما، وقد نشأ هذا الخطأ في التفسير لأن قانون المحكمة وضع أساسا باللغة الإنكليزية كان على المحكمة أن تلتزم بالترجمة العربية، كما أن الجانب الأمريكي كان يتعجل في تنفيذ حكم الإعدام ليساهم في انفجار الحرب الأهلية على نطاق واسع في العراق، وهذا ما يفسر تسريب الشريط والمشاكل التي حصلت بعد الإعدام، غير أني أعتقد أن إعدام الرئيس صدام حسين كان خطأ استراتيجيا أمريكيا يعادل خطأها في احتلال العراق، لأن الرئيس كان سيلعب دورا كبيرا في إعادة ترتيب وضع المنطقة.
* هل انتهى عمل هيئة الدفاع ؟
- حلّت السيدة رغد فريق هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل، لكنني شخصيا موكلة من قبل السيد طه ياسين رمضان والسيد طارق عزيز، وأعمل الآن على تحريك المنظمات الدولية من أجل إقناع الجانب الأمريكي بعدم تسليم رمضان للجانب العراقي الذي بدا للعالم أن حكم الإعدام الذي أصدره بحق الرئيس كان ذا طابع ثأري ومخالفاً للقانون.
* ما صحة تعرضك لمحاولة اغتيال ؟
- لقد تعرضت للتهديد في لبنان من قبل شخص مرتبط بجهات عراقية، لكن جهاز المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني المكلف بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ألقى القبض عليه وتمت محاكمته، كما وصلتني معلومات مؤخرا تؤكد هدر دمي من قبل شيخ عراقي يدعى جلال الدين الصغير تابع لإحدى الجهات المشاركة في الحكم.
* هل كان تسليم الرئيس صدام حسين إلى الحكومة العراقية قانونيا ؟
- أعتقد أن الجانب الأمريكي أخطأ في تسليم الرئيس إلى الجانب العراقي، لأن ذلك مخالف لاتفاقية جنيف الثالثة التي تمنع تسليم أسرى الحرب إلى دولة تحوي عقوبة إعدام، إلا إذا صدر حكم ضده من محكمة دولية مختصة وحيادية يؤكد ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، لكن المحكمة العراقية ليست حيادية كما أنها فاقدة للشرعية وبالتالي لا يمكن الاستناد إلى حكمها في تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الرئيس صدام حسين.
* طالما أن المحكمة غير قانونية.. لماذا واصلتم دفاعكم ؟
- كان لابد من التواجد في هذه المحكمة، على الأقل من أجل كشف انتهاكاتها وفضحها للرأي العام، وقد تم طردي من المحكمة بشكل تعسفي لأني كشفت التجاوزات التي حدثت فيها وخاصة التدخل الأمريكي في قراراتها، وبالمناسبة نظم الرئيس صدام حسين قصيدة تفاخر فيها بعروبتي بعد إبرازي للانتهاكات التي ارتكبها الأمريكيون في سجن أبو غريب.
* كيف انعكست تصريحات السياسيين العراقيين على أجواء المحكمة ؟
- هؤلاء لا يصرحون فقط، بل يعطون الأوامر للمحكمة، فمثلاً في إحدى جلسات محكمة الأنفال خاطب أحدهم الرئيس بكلمة (ديكتاتور) ما دفع القاضي العامري للقول بأن الرئيس ليس ديكتاتورا، وموقف القاضي كان قانونيا لأن الرئيس لا يحاكم بتهمة الديكتاتورية لعدم وجود حكم ضده في هذا الشأن، ولكن في اليوم التالي أدان رئيس الحكومة القاضي وتم استبداله بقاض آخر.
* ما حقيقة الرسائل التي نقلت حول موقف الراحل صدام حسين وطه ياسين رمضان من الانشقاق الذي أصاب البعث مؤخراً؟
- في الحقيقة، لقد كلفت بسؤال الرئيس عن حقيقة بعض الرسائل التي كانت تنقل باسمه إلى بعض القيادات العراقية، فأجاب بأنه لم يرسل سوى رسالة واحدة لعزت الدوري، لكنه ترك تقدير الأمور له لأنه أدرى بحقيقة الوضع منه.
أما ما جرى في المؤتمر القطري الذي عقد بعد اعدام الرئيس الذي قال منظموه انهم مباركون من الرئيس الراحل، مستندين إلى رسالة زعموا أن الرئيس طلب من طه ياسين رمضان أن يكتب رسالة بخط يده فيها تأييد صريح لهم، لكن رمضان وطارق عزيز أدانا الأمر واعتبرا الأمر انشقاقا مشينا للحزب، رغم أن رمضان أكد أن بعث رسالة بخط يده - بطلب من الرئيس - إلى محمد يونس الأحمد الذي دعا إلى المؤتمر، يطلب إليه فيها أن يسلم المسؤولية للرجل الأعلى منه (أي عزت الدوري) وأن يبقى على صلة معه، وأشار رمضان أن الرئيس برر طلبه بخشيته من انشقاق محمد يونس الأحمد لأن هذا الأمر سيسيء للحزب في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق.

M. Alobidi
31/03/2008, 11:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحلقة الثانية
رئيس هيئة الدفاع عن صدام حسين لـ(الجزيرة ) :
مسؤول إيراني قدم لفريق الدفاع 100 مليون دولار مقابل نسب (حلبجة) لمجاهدي خلق

* عمان - عبد الكريم العفنان :

كشف الأستاذ خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين عن الضغوط السياسية والأمنية والإقليمية التي واجهها عمل الدفاع طيلة فترة المحاكمة بدءا بالمغريات المادية التي قدمها مسؤول إيراني رفيع المستوى مرورا بالتدخلات السياسية لمسؤولين عراقيين بمجرى المحكمة وانتهاء باستهداف فريق الدفاع من قبل الميليشيات المسلحة في العراق. كما أوضح الدليمي في حديثه لـ ( الجزيرة ) حقيقة الحفرة التي عثر بداخلها على الرئيس الراحل وأكد على أن الرواية نسيج هوليودية بامتياز لأن صدام لحظة إلقاء القبض عليه لم يكن داخل الحفرة.
واتهم الدليمي الذي التقى الرئيس أكثر من 140 مرة الإدعاء العام بالطائفية وعدم النزاهة مؤكدا أن هيئة الدفاع أعطت ما بوسعها وقدمت الكثير من الأدلة والبراهين لإثبات براءة االراحل صدام حسين ورفاقه لكن ذلك لم يؤثر في قرار المحكمة لأنه سياسي بامتياز بدليل إجبار القاضي رزكار أمين على الاستقالة ليحل مكانه القاضي رؤوف رشيد الذي لا يمت للقضاء بصلة لاسيما وأنه محكوم بالإعدام لأكثر من مرة حسب الدليمي.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:


* شُكلت هيئة الدفاع برئاستكم كيف تم ذلك؟ وما الدوافع التي وقفت وراء تصديكم لهذه المهمة ؟
- بداية لا بد أن أوضح بأن هيئة الدفاع لم تكن وليدة الصدفة بل تم تأسيسها وفق المصالح الوطنية وليس وفق مصالح ذاتية هدفها الشهرة.
عندما يتعرض الوطن للاعتداء أو الخطر يجب أن يهب كل أبنائه لنجدته كل حسب اختصاصه وهيئة الدفاع تطوعية لم تقبل سنتاً واحداً من أحد كما تدعي حكومة بغداد مهمتها الدفاع عن حقوق العراقيين قيادة ومعتقلين آخرين بمهنية وإنسانية. وعندما انتخبت رئيساً لهيئة الدفاع قدمت أوراقي للحصول على الوكالة الجزائية ولم يسمح لي في وقتها اللقاء بالرئيس للبحث حول التفصيلات القانونية وهو أمر مخالف للنصوص القانونية العراقية إلا أنني أرفقت الوكالة الجزائية وأرسلتها عبر نقابة المحامين العراقية التي أعطتها إلى القوات الأمريكية ووصلتني الوكالة بذات الطريقة، وتم تحديد موعد اللقاء في 16-12-2004 والتقيت الرئيس الراحل كأول محام يلتقيه، وكان اللقاء ذا طابع خاص وحميم لأنني لم ألتقيه طيلة حياتي وتخلل هذا اللقاء أسرار وحكايات كثيرة والتزامات لا أزال أصونها وعرفت في هذا اللقاء كيف سقطت بغداد بيد الاحتلال وعرفت حينها هل كان يتوقع الرئيس الراحل سقوط بغداد؟ وهل كان يراهن على الموقف الدولي؟ وعرفت الطريقة التي اعتقل بها هل كانت وشاية وما علاقته بالمقاومة وأين كان يوم 9-4-2003.

* هذه التساؤلات التي طرحتها لا تقدم للقارئ ما ينتظره منك دون توضيح ؟
- أنا حريص على أن يطلع القارئ على كل التفاصيل والحقائق التي تم تشويه وتزوير معظمها، وسأعرض كل هذه الحقائق في مذكراتي التي سأنشرها في الوقت المناسب. ولعل التساؤل الكبير هل الصور التي عرضت على التلفزة العالمية تعود للرئيس أو شبيهه؟ وهل الذي قابلته أنا كما أثير في وسائل الإعلام هو الشبيه؟ وهل التقى الرئيس بمسؤولين أمريكيين كبار؟ وهل قدمت له عروض لمساومته؟ وهل طلب منه إيقاف المقاومة؟ في هذه المذكرات سأنشر قصة الحصان وقصة الدراجة النارية وقصة الزورق وقصة المزرعة وما علاقته بالمقاومة التي تعتبر الأسرع والأقوى في العالم ؟.

* ما هو تقييمك لرحلة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين؟ وهل كنت تتوقع نتائج أفضل من التي خرجت بها؟
- عندما يختار المرء القيام بعمل ما فعليه أن يكون بعيد المدى في حساباته وفي رحلة الدفاع عن الرئيس الراحل عرفنا مسبقا أن النتيجة خاسرة من الناحية المهنية والعملية. لكن من الشجاعة أن يستمر المحامي في إكمال المهمة الإنسانية التي ارتضاها لنفسه وكنت على ثقة من نجاح مهمتي في نواحي أخرى ليس من حيث النتيجة بل من حيث التأثير في المحيط العراقي والعربي والدولي وهذا ما جعل هيئة الدفاع تنجح في النتيجة المهنية على مدى ثلاث سنوات وأعطت كل ما بوسعها.

* هناك من يخالفكم الرأي على الأقل من الناحية المهنية؟
- لو أتي بأي محام مهما امتلك من قدرات مهنية لا يمكن له أن يأتي بغير هذه النتيجة لأن قرار الإعدام وضع سلفاً قبل غزو العراق. ومنذ أن خططت الولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق وارتكبت جريمة الاعتداء على مبدأ القانون واستخدمت قانون القوة وليس قوة القانون واعتدت على المنظومتين القانونية والدستورية للدولة العراقية في سابقة خطيرة في العرف الدولي لأن العدوان غير شرعي لذا أقول ان الرحلة مليئة بالمصاعب والآهات وأمتع ما في الرحلة أننا كنا نجلس إلى (القائد التاريخي) صدام حسين.

* إذاً متعة الرحلة كانت فقط الجلوس إلى الرئيس الراحل للاستماع إليه لاسيما أنكم وكما أسلفت تعرفون نتيجتها ؟
- متعة الرحلة كانت في الاطلاع على مكامن الراحل الكبير وعلى إنسانيته التي كانت تغيب عن أذهان الكثيرين لكن الصعوبة كانت عندما نواجه عدواً بسلاح غير الذي يواجهنا به، كنا نواجههم بقوة القانون ولكنهم كانوا يواجهوننا بقانون القوة وشريعة الغاب.

* البعض كان يرى أن فريق الدفاع ذهب بعيداً في تسييس المحكمة لأنه لم يوفر الحجج القانونية والأدلة الكافية في الدفاع عن الرئيس الراحل؟
- أحترم الرأي الآخر لكني أؤكد للمشككين في قدرات هيئة الدفاع أن القضية برمتها قضية سياسية والمحكمة لا تستند على أي مسوغ قانوني ولا العدوان على العراق يعتمد على مسوغ قانوني لكن الغزو الأمريكي للعراق جارٍ تحت ذرائع سياسية وما قامت به الولايات المتحدة بعد 9-4-2003 من احتلال لم يكن قانونيا، وتأسيس المحكمة العراقية جاء على أساس باطل، ولم نجد في هيئة الدفاع ما يمت للقانون في هذه المحكمة وحاولنا منذ اليوم الأول توجيه المحكمة إلى الجهة القانونية لكننا لم نستطع لأن هذه المحكمة مصممة شكلاً ومضموناً وفقا لإطار سياسي وليس قانوني، على سبيل المثال جاؤوا بشهود أسموهم شهود الإثبات كانوا صبية لا يعتد القانون بشهاداتهم حتى على مستوى الاستئناس، لكن هيئة الدفاع أتت بشهود فجروا أكثر من مفاجأة حيث أثبتوا أن هناك أكثر من 36 شخصاً على قيد الحياة ضمن الـ148 من ضحايا الدجيل وبينهم زميل ( محامي ) يعمل في محافظة صلاح الدين، وهناك مخالفة تضاف إلى حزمة المخالفات القانونية التي ارتكبتها المحكمة حين أودعت شهود الدفاع في السجن وكان يفترض على القاضي ألا يقدم على هذه الجريمة لأنه ليس من صلاحية هذه المحكمة أن تبت في طبيعة الشهادة التي يتقدم بها الشاهد سواء كانت في قائمة الزور أو خارجها، كان على القاضي رؤوف رشيد وفقاً لقانون أصول المحاكمات الجزائية ولقانون العقوبات العراقية إما أن يأخذ بهذه الشهادة كلاً أو جزءاً أو لا يأخذ بها وإذا ما وجد خرقاً فاضحاً فعليه أن يحيل هذا الشاهد أو ذاك إلى قاضي تحقيق خارج ولاية هذه المحكمة، إذاً المحكمة سياسية ولا بد أن نواجه هذه المحكمة بذات السلاح ولكننا لم ننس الجانب القانوني وقدمنا من الأدلة والبراهين ما يكفي لبراءة الرئيس ألف مرة، وهيئة الدفاع لم تقصر وقامت بالجانب القانوني لو كانت المحكمة قانونية والدليل أنه لم يعتد بمرافعاتنا ولم يتم استلامها إلا قبل دقائق من تلاوة حكم الإعدام الذي أتى به ( جون نيغروبونتي ) كذلك لم يعتد باللوائح التمييزية التي سلمت قبل تسعة أيام وتم طرحها جانبا.

* برأيكم ما هي الاعتبارات القانونية التي وقفت وراء استبدال قاض مكان آخر؟
- هذا ما يؤكد الطابع السياسي للمحكمة، لأن السلطة التنفيذية كانت تتدخل بشكل سافر غير منطقي أدى إلى إجبار القاضي رزكار محمد أمين على الاستقالة لأنه حي الضمير، كذلك أبعدت السلطة التنفيذية القاضي سعيد الهماشي وأتوا بالقاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن الذي لا يمت للقضاء بصلة ولا يمتلك مواصفات المحامي المثالي وهو مصاب بأمراض عقلية وصدرت بحقه أحكام عام 1969 وعام 1972 و1998 وهو من بلدة ( حلبجة ) التي ضربتها القوات الإيرانية بغاز ( السيانيت ) الذي لا يمتلكه العراق وهو لا يصلح لأن يكون قاضياً عادلاً ويمكث الآن في أحد فنادق إيران الفخمة!.

* إذاً التعجيل في الحكم يخفي وراءه صفقة سياسية؟.
-التعجيل في حكم الإعدام جاء ضمن صفقة إيرانية أمريكية مترافقة مع أجندة سياسية داخلية ولا علاقة لعملية ( الإعدام ) بها من الناحية القانونية. لقد خالفوا كل القوانين حتى التي وضعوها فيما يتعلق بقانون المحكمة ذاتها وكذلك المادة 266 من أصول المحاكمات الجزائية التي تراعي انتظار هيئة الدفاع بأن تتقدم بطلب لتصحيح القرار التمييزي ولذلك وقتوا التصديق على قرار الإعدام يوم الأربعاء حيث يليه يوم الخميس عطلة للمحاكم وأعدم الرئيس الراحل في صبيحة يوم الجمعة في أقدس أيام المسلمين حيث يجتمع أكثر من مليوني حاج في البيت الحرام وهنا تبرز العقدة الصفوية الفارسية بوضوح. كذلك اغتالوا حق الدفاع ولم يعطونا فرصة وفق المادة 270 من قانون أصول المحاكمات الجزائية وفق الفقرات (1، 2، 3، 4) لوجود أحياء ضمن الدعوة التي زعموها- ومن الأدلة والبراهين التي أكدت كيدهم وكذبهم إخفاؤهم اضبارة الدعوة وكان من الواجب عليهم وفق القاعدة 42 من قواعد إجراءات وجمع الأدلة على المدعي العام وجوباً أن يقدم أدلة الإثبات وأدلة التجريم- وما قدمه المدعي العام هو أدلة تجريم مزورة ولم يقدم أي دليل للبراءة.

* سربت معلومات عن محاولة بعض القوى استمالة فريق الدفاع لصالحها من خلال تقديمها مغريات لثنيها عن استكمال مهمتها؟ ما صحة ذلك؟.
- فيما يخص المغريات التي قدمت لفريق الدفاع فقد أوفدنا عام 2005 ثلاثة محامين عرب إلى فرنسا وأُخبرونا بأن أحد أركان السفارة الإيرانية في باريس عرض عليهم 20 مليون دولار مقابل عدم التحدث عن موضوع ( حلبجة ) وفي حالة الاضطرار ينسب استخدام الغازات السامة ( غاز السيانيت ) إلى منظمة مجاهدي خلق، وأن نقول إن حلبجة ضربت بغاز الخردل وهذا فيه أكثر من دس وعندما رفض محامو الدفاع هذا العرض رفع المبلغ إلى 100 مليون دولار وهذا الأمر رفضته هيئة الدفاع لأن القضية ليست للمساومة أو المتاجرة ولا بد من كشف الحقائق كاملة.

* هل تتوقعون تنفيذ أحكام جديدة تطال بقية رموز النظام العراقي السابق؟
- لدي يقين بأن جميع الموجودين من أعضاء القيادة في المعتقل سيتم تصفيتهم بطرق مختلفة. قبل يومين أخبرني أحد الأخوة من الدجيل بأن محمد عزاوي الشخص الذي تم زجه في هذه المحكمة من أجل إعطائها صبغة قانونية تم حقنه بإبرة سامة وهو الآن يصارع الموت.

* ما هي طبيعة العقبات التي واجهت عمل هيئة الدفاع؟
- الشهية الصفوية لاستهداف العراقيين مفتوحة من خلال عمليات التهجير اليومي التي تتعرض لها بغداد والبصرة والقتل على الهوية الذي تقوم به الميليشيات بإمرة الحكومة، والدليل دفعت هيئة الدفاع خمسة من أعضائها شهداء اغتالتهم ميليشيات الحكومة ( فيلق بدر وجيش المهدي ) والمخابرات الإيرانية. طلبنا من الجانب الأمريكي والأمم المتحدة الضغط للتحقيق ووعد الجعفري حينذاك شخصياً بالتحقيق ولم يحقق مطلقاً في هذه الجرائم، والذين يقومون بتخويف المحامين وقتلهم كانوا يجلسون في الطابق العلوي من المحكمة، وهم من أقطاب الحكومة، ويتم استهداف المحامين على أساس كفاءتهم وشجاعتهم. ومن الأمور التي اعترضتنا خلال ثلاث سنوات من عمل هيئة الدفاع تعرضت لـ13 محاولة اغتيال من قبل الميليشيات الحكومية.

* هل كان الرئيس حين ألقي القبض عليه في بزته العسكرية؟
- لم يكن الرئيس في لباسه العسكري حين ألقي القبض عليه لذا هو قانونياً مختطف وتم اعتقاله اعتقالا جزافيا نددت به المنظمات الدولية.

* ماذا عن قصة الحفرة التي ظهر فيها الرئيس الراحل وكأنه اتخذها مكانا آمنا يصعب الوصول إليه؟
- هناك فبركة أمريكية واضحة ويبدو أنهم استفادوا من القصص التي ينسجوها في مدارس هوليود لاسيما وأن الجيش الأمريكي أثبت في هذه العملية أنه مدرسة هوليود الأساسية بل تفوق عليها في نسج هذه الأفلام.

* كيف تصف لنا حال الرئيس الراحل في آخر لقاءاتك به؟
- الرئيس ومنذ اللقاء الأول معه كانت معنوياته عالية جداً ويحرص على رفع معنوياتنا داخل المحكمة وحين نكون في حالة توتر إزاء خروقات المحكمة كنا نستمد منه قوتنا لأنه كان متألقاً رابطاً للجأش ومؤمناً بقدره ومؤمناً بإرادة الله وأكثر ما كان يهمه أن يطلع العالم على الحقائق التي زورها الاحتلال ورموزه في العراق.

* ماذا عن أصعب المواقف التي مر بها الرئيس الراحل خلال فترة محاكمته؟
- فترات التحقيق كانت صعبة جداً لاسيما وأن جميع القضاة والمدعين العامين تم تعيينهم على أساس طائفي ومذهبي وكانوا يستفزون الرئيس كثيراً. هذه لحظات عسيرة لاسيما في مراحل التحقيق من عام 2005.

* كم مرة التقيت الرئيس؟
- التقيت الرئيس أكثر من 140 لقاء بينها لقاءات بمفردي مع الرئيس وأخرى بوجود زملائي أعضاء هيئة الدفاع ولكنني لم ألتقه في آخر لقاءين يومي 26-28-12-2006 قبيل إعدامه لأنني تلقيت طلباً من الجانب الأمريكي بعدم الذهاب إلى بغداد بحجة وجود مخاوف على حياتي.

* لوحظ وجود حساسية خلال التعاطي القانوي بين فريق الدفاع من جهة والمدعي العام ورئيس المحكمة من جهة أخرى، كيف تصف هذه العلاقة؟ وهل ثمة فارق بين القاضيين رزكار أمين ورؤوف رشيد؟
- القاضي رزكار محمد أمين كان يحترم الجميع ورجلاً مهنياً وهو من الأكراد المشهود لهم تاريخياً بدماثة الخلق وحب العراق وتربطنا به علاقة احترام ومهنية، ولكن القاضي رؤوف رشيد وضع نصب عينيه معاداتي لكسر إرادة هيئة الدفاع والتأثير سلباً على الرئيس الراحل ورفاقه. وكانوا يقصدون استفزازنا من خلال ارتكابهم للمخالفات القانونية داخل المحكمة، الادعاء العام لم يكن خصماً نزيهاً وكان ينظر إلى فريق الدفاع بطائفية ويتوعد بعض المحامين من خلال الحركات التي كنا نشعر بها وكان متحيزاً بشكل مبالغ فيه.

* أشرتم إلى أن الرئيس الراحل كان معتقلاً في المنطقة الخضراء؟
- كان الراحل يحتجز في أحد قصوره بضواحي بغداد وبعيداً عن معسكر ( كروبر ) وكان اللقاء الأول لي معه في قصره، أما اللقاءات الأخرى فكانت في معسكر كروبر أو في المحكمة أثناء انعقاد الجلسات.

* كيف كان الرئيس يتابع المجريات السياسية في العراق والمنطقة؟
- في المقابلة الأولى لم يكن الرئيس على علم بما يجري خارج حدود غرفته وفي الزيارات اللاحقة تم إدخال بعض الصحف التي لاحقها مقص الرقيب داخل المعتقل رغم أنها تابعة للحكومة انتهاكا لاتفاقية جنيف وقوانين حقوق الإنسان واستجابت القوات الأمريكية لطلبنا لكن بعد فترة من مطالبتنا وأدخلوا له صحيفتين ( الصباح والشرق الأوسط ) وهذه الصحف يلاحقها مقص الرقيب وهي داخل المعتقل وكان يقول لي: عندما أقرأ صحيفة الصباح أفهم ما يدور فيها بالعكس وحين تذكر الصحيفة ( إرهابيو الرمادي ) ضربوا القوات الأمريكية يعني أن هناك مقاومة، وفي المكان الذي كان يعتقل فيه يسمع الانفجارات وأزيز الرصاص، والجانب الإنساني كان غير متوفر كلياً في المعتقل، وتعرض لضغوط نفسية من قبل الجانبين الأمريكي والمحكمة لكنه بالرغم من ذلك كان صلباً ولم يتأثر بهذه الضغوط وطالبنا من اللحظات الأولى بـ( جهاز راديو ) وتم إيصال المذياع لكنه أيضاً تعرض للفلترة ولا يبث سوى إذاعة المؤتمر واعترضنا مرة أخرى وفلتروه على راديو سوا وفيما بعد فلتروه على وكالة الأنباء العراقية وتم سحب الجهاز قبل يومين من اغتياله لكي لا يسمع بنبأ إعدامه، وكنا ننقل له ما يدور على الساحة الإعلامية لأننا كنا نؤمن معه أن المعركة سياسية وإعلامية وكنا نقرأ له مقالات المعارض العراقي السابق الصحفي علي الصراف ( رسالة اعتذار إلى دكتاتور رائع ) وفرح بها كثيراً وكنا نزوده ببعض الكتب الدينية والمصاحف وبعض الكتب ذات الصلة بالتراث العربي واللغة العربية.

* هل تم استلام كل المتعلقات الشخصية التي تعود للرئيس الراحل؟
- تم استلام كل المتعلقات الشخصية من قبل المحامي المخول بذلك وتم تسليمها لعائلته دون نقص بما في ذلك المصحف والملابس التي كان يرتديها لحظة اغتياله.

* كيف كان ينظر إليك الرئيس الراحل؟
- نظرة الأب لابنه والأخ لأخيه لقد قال ذات يوم واصفا إياي: الحمد لله الذي أكرمني مكان عدي وقصي بك يا خليل إن مكانتك داخل نفسي عالية وكبيرة وثقتي بك ليس لها حدود.. لقد منحني ثقة عالية أقلها أن لا يمنح أي محام وكالة عنه مشترطا موافقتي أولا ناهيك عما قاله عني من أبيات شعر رائعة من تأليفه وثقته العالية بي في أمور كثيرة.

* بعيدا عن السياسة ما هي أبرز مخالفات المحكمة من الناحية القانونية؟
- مخالفة المادة 285 من قانون أصول المحاكمات الجزائية ( أ، ب ) المادة 286 والمادة 288 التي تنص على أن حكم الإعدام لا ينفذ إلا بمرسوم جمهوري وكان يتوجب عليهم إخبار المحامي لحضور عملية الإعدام. وقانون المحكمة الذي لا نعترف به اشترط أن يوقع مجلس الرئاسة ( رئيس الجمهورية ونوابه ) على مرسوم الإعدام لكن ذلك لم يحدث وحاول رئيس الوزراء تدارك الموقف بإرساله كتابا يحمل رقم 545 تاريخ 28-12-2006 إلى القاضي مدحت محمود وهو رئيس أعلى سلطة قضائية في العراق يطلب منه تخويله بتوقيع حكم الإعدام لكن هذا القاضي المهني رفض عملية الإعدام وطلب أن تصادق هيئة الرئاسة بالإجماع قبل تنفيذ الإعدام وإلا فإن تنفيذ الحكم سيكون غير قانوني وغير دستوري ولهذا أنا أسميها عملية اغتيال وفقاً للدستور العراقي.
ولا بد من الإشارة أيضا إلى مخالفة صريحة تتعلق بحبل المشنقة إذ إن النص القانوني يؤكد على صنع الحبل من مادة الحرير أو البريسم حتى لا يؤذي الجسم لأن المقصود من الإعدام قانونياً إفقاد الشخص لحقوقه في الحياة لكن عملية التمثيل والتشويه التي تم بها الإعدام عملية غير قانونية، وتم صنع الحبل في إيران من مادة الخيزران أو الليف الخشن بسمك لا يتناسب مع طول وقامة ووزن الرئيس الراحل لأنه يجب أن يكون هناك توافق بين سمك الحبل وقامة الشخص ووزنه أثناء الإعدام، كان طول الحبل 41 قدما وقام جندي أمريكي من أصل يهودي بقطع قدمين والمقصود بهذه العملية أن يكون بقدر عدد الصواريخ التي استهدف بها الرئيس الراحل إسرائيل، وحاولوا إرباكه في اللحظات الأخيرة لعدم تمكينه من النطق بالشهادة كما تم تسليم جثة الرئيس إلى الميليشيات وتعريضها للركل الذي فسره لاحقاً مستشار الأمن القومي ( كريم شهبور ) موفق الربيعي حين قال : ( ان الرقص على الجثة هي من عادة العراقيين ) لكني أؤكد له أن الرقص على الجثة عادة فارسية وليست من عادة العراقيين وتذكرنا بمقتل العباس حين علقوا رأسه بالسهام. فضلا عن المخالفات التي لا تعد ولا تحصى لهذه المحكمة.

* طالما كنتم غير مؤمنين بالمحكمة لماذا واصلتم دفاعكم حتى اللحظة الأخيرة؟
- بما أن المحكمة سياسية والنتيجة معروفة سلفاً كان علينا أن نثبت للعالم أجمع حقيقة هذه المحكمة وهذا متفق عليه بيننا وبين الرئيس الراحل ولذلك فإن المحامين المتطوعين تجشموا الصبر والمخاطر للدفاع عن الحق مهما كانت طبيعة المحكمة والأهم كيف يمكننا أن نتعرف على أخطاء المحكمة ونحن بعيدون عنها، ولولا وجودنا داخل المحكمة لما تعرف العالم على هذه المغالطات القانونية ووجودنا داخل المحكمة لا يعني شرعيتها، وإجراءات المحكمة لا يمكن لأي شخص أن يوقفها من الناحية القانونية لأنها سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالقانون.
كلمة أخيرة.. تحية إلى الشعب السعودي وقيادته الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي نذكر بإجلال مواقفه العربية ولا أنسى الزملاء المحامين السعوديين الذين آزرونا طيلة فترة المحكمة، كما نوجه التحية لكل الشعوب العربية التي قدمت الكثير لخدمة القضايا المصيرية ولكل الخيرين في الإنسانية وألف تحية لزملائي فرسان هيئة الدفاع.

M. Alobidi
31/03/2008, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثالثة

نقيب المحامين الأردنيين وعضو هيئة الدفاع لــ ( الجزيرة ) :
صدام رفض أن تزوره ابنته رغد خوفاً من تحرش الجنود الأمريكيين بها

* عمان - عبدالكريم العفنان :
شدد صالح العرموطي نقيب المحامين الأردنيين وعضو هيئة الدفاع عن صدام على أن محاكمة الرئيس العراقي الراحل كانت سياسية وليست قانونية.
وقال إن الدفاع ضُيق عليه كثيراً ولم يسمح بتمثيل صدام ومنعنا نحن من المرافعة والحديث بقرار من رئيس المحكمة (الجزيرة) زارته في مكتبه بعمان وأجرت معه الحوار الآتي :
* ما هي الدوافع التي وقفت وراء تنطحك لمهمة الدفاع عن الرئيس صدام؟
- أولاً : كلمة تنطح لي تحفظ عليها، ثانياً : نحن لسنا مراهقين سياسيين، كما أن موقفنا للدفاع عن الرئيس الشرعي للبلاد هو موقف وطني وعروبي وإسلامي، لأنني أعتقد أنه واجب علينا لكبرياء الأمة العربية والإسلامية أن نقف في مواجهة الاحتلال الأمريكي والمشروع الصهيوني.. وبالتالي لو أردنا شهرة لما تعرضنا للاغتيال والتهديد أكثر من مرة.. ويشرفني أنه ( صدام ) وقّع لي وكالة خاصة باسمي وأنا أفخر بذلك، وبالتالي نحن نقف في مواجهة الاحتلال وعنصرية بوش الذي ضرب شعبنا بأسلحة محرمة دولياً واغتصب الأعراض في سجن أبوغريب في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي.
* كيف تقيّم أداء الدفاع خلال المراحل التي مرت بها عملية الدفاع عن الرئيس الراحل؟
- الدفاع ضُيق عليه كثيرا ولم يسمح بتمثيل الرئيس صدام حسين، كما اغتيل خمسة من زملائنا كان آخرهم الزميل خميس العبيدي الذي شوهت صورته بطريقة مشينة، ومنعنا نحن أيضا من المرافعة والحديث بقرار من رئيس المحكمة الذي أشك بصحته العقلية، كما منع المحامون العرب من ذلك وهذا يتعارض مع قانون نقابة المحامين العراقيين وقانون اتحاد المحامين العرب، وبالتالي ضيق على هيئة الدفاع التي حُرمت من الحصول على الملفات الموجودة وقرار الإحالة ومحاضر الجلسات، كما حرموا من استخدام الأدلة التي يمتلكونها، وبذلك لم يكن هناك محكمة ولا قانون بدليل أن محكمة العدل الدولية في لاهاي قالت (إن أي تشريعات أو انتخابات أو محاكم تنشر في ظل الاحتلال فهي باطلة) ، لذلك لا يمكن أن نعتبر هذه المحكمة شرعية، وأود الإشارة إلى أن المحامين بذلوا كل ما يستطيعون للدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين.
* هناك من يقول إن فريق الدفاع حاول تسييس القضية لأنه لم يتوفر لديه السند القانوني الكافي للدفاع عن الرئيس الراحل؟
- هذا الكلام غير صحيح لأن القضية بالأساس سياسية وليس لها أي بعد قانوني ولو اتبع الجانب القانوني لما تم الإعدام، لأن هناك حكم إعدام بحق 148 شخصا صادر عن المحكمة القضائية وصادق على الحكم رئيس أعلى سلطة قضائية ثم قام الرئيس بالتصديق على هذه الأحكام، وبالتالي ليس لها أي بعد قانوني لأنه ثبت عدم وجود قضية وكان يتوجب عدم النظر فيها لوجود حكم قضائي، وما استنكار الناس للحكم المخالف للأعراف والمواثيق الدولية إلا دليل على وجود محكمة غير عادلة فقدت الحيادية، كما أن رئيس المحكمة كان أحد شروط تعيينه أن يكون كارهاً لحزب البعث فكيف سيكون حكما وخصما في نفس الوقت، أضف إلى ذلك أن بوش صادق في ولاية تكساس الأمريكية على 153 حكم إعدام، ما معنى أن يصادق بوش على 153 حكم إعدام بينما يحظر على الرئيس صدام الذي ثبت تعرضه للاغتيال بتقارير وشهود أن يقوم بذلك.
* ما تفسيرك للحساسية التي تمت بين فريق الدفاع من جهة وفريق الادعاء العام والقاضي رؤوف رشيد من جهة أخرى؟
- الحساسية بين الطرفين تعود لكون المحكمة غير شرعية، كما أن المحكمة كان يديرها المدعي العام وكانت المخابرات الأمريكية تحدد متى تكون المحكمة سرية أو علنية ولم تكن تبث بشكل مباشر، وبالتالي لم تكن هناك حساسية بقدر ما كان هناك هيمنة من قبل الادعاء العام على المحكمة وعلى هيئة القضاء أيضاً.
* ما الفرق بين القاضي رؤوف رشيد والقاضي رزكار محمد أمين؟
- رؤوف رشيد لا يصلح أن يكون قاضياً والقوات الأمريكية هي التي كانت تدير المحكمة بدليل أن المخابرات الأمريكية وأعضاء السفارة كانوا يتابعون الجلسات، كما أن القاضي رؤوف تم تفتيشه وهو رئيس محكمة من قبل القوات الأمريكية وبالتالي لا استقلالية لوجوده، أضف إلى ذلك أن رؤوف كان محكوما عليه بمؤبد مرتين لكن الرئيس صدام عفا عنه، وكان في الأصل رئيس لجنة التعويضات في منطقة الأنفال، أما رئيس المحكمة السابق رزكار فيسجل له انسحابه عندما شعر بالضغوط عليه وكان الرئيس صدام ممتنا له على ذلك.
* ما هي مآخذكم على المدعي العام؟
- لم يكن محايدا أبدا، ويجب أن يحال إلى نقابة المحامين لمحاكمته لأنه خرق القانون والأعراف، وبالتالي لا يمكن أن يمثل الوجه الحقيقي للقضاء العراقي، وأعتقد أن ما جرى هو وصمة عار في تاريخ القضاء العراقي.
* ما هي أبرز الضغوط التي واجهت فريق الدفاع خلال رحلة الدفاع عن الرئيس صدام حسين؟
- كنا نذهب إلى المطار ولا نستطيع السفر بسبب الإجراءات الأمنية، ثم نتعرض في المطار أيضاً إلى ضغوط وقنص، وتم حصارنا في الأماكن التي نقيم بها من قبل القوات الأمريكية ولم نستطع التحرك أو الدخول على الرئيس صدام إلا بموافقتهم، لكن بالنسبة لي لم يعرض عليّ أي رشاوى، بالعكس فإن وجودي أزعجهم كنقيب للمحامين الأردنيين وأصبح صدام بيني وبين رئيس المحكمة في الجلسة الأولى وتم اتخاذ قرار بعدم مشاركتي في حضور الجلسات.
* كم مرة التقيت بالرئيس الراحل؟ وما هي الموضوعات التي تحدثتم بها؟
- التقينا أكثر من خمسة لقاءات، وكان الرئيس يتحدث في أمور الأمة والمقاومة ونبض الشارع العراقي وما يجري على الساحة العربية والإسلامية، لكنه ترفع عن تناول الجوانب الشخصية في حياته لأنه كان يملك عزيمة، كما كان يكتب الشعر والرواية ويقرأ القرآن، ومنعت عنه جميع وسائل الإعلام حتى الرسائل التي كان يرسلها الصليب الأحمر تظل فترة طويلة حتى تصله، وكان متأكداً من صدور حكم الإعدام ضده.
* هل تتذكر شيئاً من أشعار الرئيس؟
- لا لأني لا أحفظ الشعر.
* هل أخذتم أغراضه الشخصية بعد وفاته؟
- كنا موعودين باستلامها لكن للأسف وضعت القوات الأمريكية يدها عليها حتى كتاب الله مزقوه.
* ما مدى صحة الحفرة التي اعتقلوا فيها الرئيس؟
- الحفرة ليس هي الأساس الذي تم بموجبه الاعتقال، لأن الرئيس الراحل كان يقود المقاومة ويتنقل بين البيوت فداهموه في أحد البيوت في بغداد، وبالتالي الصورة التي ظهر بها قديمة جدا ولا تمثل الحقيقة.
* بما أن الحفرة كانت مسألة وهمية، من وشى به؟
- لا أملك أي معلومات حول ذلك.
* كيف كانت معنويات الرئيس خلال فترة اعتقاله؟
- معنوياته وإرادته وإيمانه بالله كان قويا جدا، وكان يشد من عزيمتنا لأن أحد المحامين السودانيين بكى عندما رآه، ولم يتحدث بأمور شخصية حتى عندما طلبت منه أن تزوره رغد ( ابنته ) رفض خوفاً من أن يتحرش بها الجنود الأمريكيون.
* هل كان لديه أي وصية قبل وفاته؟
- المعلومات التي لدي بأنه لم يوصِ بأحد وإنما كان همه الأمة، وقال حرفياً : ( لقد قدمت لأمتي الكثير الكثير فليعذرني شعبي وأمتي إذا قصرت بحقهم ) ، وعندما قلت له ما رأيك بالزعماء العرب قال: ( الزعماء العرب كالأم عندما تكبر هل يملك ابنها إلا مناداتها بالصفات الجميلة والمحببة إلى القلب والعقل ).
* هل انتابك الخوف على حياتك؟
- أنا قلت من اليوم الأول الأعمار بيد الله وهذا واجب على كل محام عربي أن ينتصر لقضاياه في ظل الغطرسة الأمريكية على الأمة العربية والإسلامية، وأعتبر ذلك واجبا دينيا ووطنيا وإسلاميا، وأعتقد أننا استطعنا أن نصل إلى قلوب الناس بفضل ما قدمناه.

M. Alobidi
31/03/2008, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الرابــعة :

عضو هيئة الدفاع عن صدام.. المحامي التونسي أحمد الصديق لــ ( الجزيرة ) :
غرض المحكمة التشفي والانتقام وإنهاء خصم سياسي للاحتلال


* عمان - عبد الكريم العفنان :

أبرز الضغوط التي واجهناها انعدام الأمن والبحث عن الأدلة والتعرف على هوية الشهود أوضح المحامي التونسي الدكتور أحمد الصديق عضو هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين أن فريق هيئة الدفاع واجه ضغوطا سياسية وأمنية داخل وخارج المحكمة عرقلت عمله وقال في حديث لـ (الجزيرة) : وجدنا صعوبات في الاستماع والتعرف على هوية الشهود حتى نعرف إذا كانوا محل طعن أم لا، ولم نتمكن من الانتقال إلى المحكمة أو دخولها والتعاطي مع كتابتها... وهذا كله كان مستحيل لأن الوصول إلى مقر المحكمة كان مخاطرة أقلها المغامرة بالحياة..كما أشار الصديق إلى الأثر السلبي الذي عكسته تصريحات السياسيين العراقيين على أجواء المحاكمة لاسيما تصريحات رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم ورئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري ورأى أن حكم الإعدام بحق صدام حسين هو قرار سياسي ويصنف قانونيا على أنه اغتيال..
وفيما يلي نص الحوار:
* كثيراً ما شككتم في شرعية المحكمة الجنائية العراقية العليا.. ما الحجج والأدلة على عدم شرعيتها طالما أن كادرها عراقي صرف؟
- الطابع السياسي للمحاكمة لا يتوقف على هوية وآلية اختيار كادرها لكن إنشاء المحكمة هو غير شرعي, وعندما لا يكون المنبت شرعيا يعني أن السبب وراء إحداثها لا علاقة له بالواقع. عادة تنشأ المحاكم لإقامة العدل وإنصاف الضحايا والقصاص من المجرمين أو لفضّ النزاعات التي يمكن أن تنشأ بين الفرقاء في أي مجتمع بشري منظم. والطرف الوحيد المخول لإقامة هذه المحاكم ووضع أنظمتها وآلية اختيار قضاتها هو ( المشرّع ) أي الطرف المخوّل حسب النظام الدستوري للدولة أن ينشئ هذه المحاكم. وما يثير التساؤل هو: هل أنشئت المحكمة الجنائية العراقية العليا التي حُدّدت لها مهمة وحيدة وهي محاكمة ما يسمى برموز النظام السابق في العراق لإقامة العدل؟ بالتأكيد لا لعدة أسباب: أبرزها أن هذه المحكمة أنشئت بقرار من المحتل الأمريكي بتاريخ 14-12- 2004 بنص صادر عن سلطة الاحتلال بزعامة ( بول بريمر ) وهنا أسأل: ما علاقة بول بريمر بإنشاء المحاكم في العراق؟.. اتفاقية جنيف خولت للسلطة المحتلة أن تقيم محاكمات في إطار محدود جداً يتحدد بثلاثة عناصر: أولاً: أن يكون إنشاء تلك المحاكم ضرورة قصوى لحفظ النظام. ثانياً: أن تنشأ تلك المحاكم من أجل محاكمة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم في النزاع المسلح الذي أدى إلى وقوع الإقليم تحت الاحتلال. ثالثاً : أن تكون القوة المحتلَّة مضطرّة لإنشاء تلك المحكمة حتى تقاضي جنودها إذا ارتكبوا جرائم.
غير هذه الحالات الثلاثة فإن القوة المحتلة غير مخولة قانونياً لإنشاء المحاكم في أي اتفاقات دولية وللتذكير فإن بريمر حل كيان الدولة العراقية بأمر من ثلاث صفحات وهو ما تسبب في تفكيك بنى الدولة العراقية بدءً من حل الجيش وعزل آلاف القضاة والتحريف والتفجير والنهب الذي وقع تحت عيون الاحتلال فأصبح العراق إقليم بلا أجهزة بلا دولة.. ومن ضمن هذه الإجراءات الجهاز القضائي العراقي ثم يأتي ( بريمر ) ليقيم على أنقاضه محكمتين الأولى: المحكمة الجنائية المركزية والثانية : المحكمة الجنائية العراقية العليا.
وقد جوبه تشكيل المحكمة الجنائية العليا بالاستنكار والتنديد من المنظمات الدولية ذات الصلة لأنه كان هناك شك كبير حول شرعية هذه المحكمة من حيث السلطة التي أنشأتها وكان لا بد من تدارك هذا الأمر من خلال العملية السياسية في العراق التي رأس جوقتها ( بريمر ) انتهت إلى مجلس وطني عراقي أصدر القانون رقم (10) لعام 2005 على أنه قانون صادر من سلطة عراقية شرعية وحرة!... إذاً كل النصوص التي شرّعت المحكمة أو أنشأتها أو وضعت نظامها القانوني هي نصوص باطلة أساساً. وحتى هذا القانون اللاشرعي الذي وضعوه لم يحترموه... نحن لم نعترف بشرعية المحكمة وحضرنا جلسات المحكمة لنبين للعالم أن المحكمة غير شرعية ولكننا فوجئنا بخروقات لا توصف من طرد للمحامين وتهديد للشهود وحجب الوثائق ومنع المتهمين من التحدث إلى محاميهم وضرب للمتهمين أمام أعين القضاة كما حصل مع الراحل ( برزان إبراهيم الحسن ) وكل ما كان مطلوبا من هذه المحكمة أن تكون غطاءاً مسرحياً لقرار اتخذ سلفاً بتشويه صورة النظام العراقي من خلال سماع الشهادات التي تشبه العروض المسرحية التي لم يتوفر فيها الشروط القانونية في الأنفال والدجيل، والغرض الثاني من المحكمة اتخاذ قرار بإنهاء المتهمين جسدياً وقتلهم لأنه لا يمكن لنا أن نسمي قرار الإعدام الصادر بالحكم. هذه هي المحكمة الجنائية العراقية وهذه هي الحالات التي وقعت والتي ستقع مستقبلاً ولا علاقة لها بالقانون وغرضها الوحيد الانتقام والتشفي وإنهاء خصم سياسي للاحتلال وقد تكفل عملاء الاحتلال في العراق بإنجاز هذه المهمة.

* أبرز الضغوط التي واجهتموها خلال مسيرة الدفاع؟
- أبرز العقبات انعدام الأمن في العراق... والبحث عن الأدلة أو محاورة موكلينا لنعرف أين تقع الحقيقة. وجدنا صعوبات في الاستماع والتعرف على هوية الشهود حتى نعرف إذا كانوا محل طعن أم لا، ولم نتمكن من الانتقال إلى المحكمة أو دخولها والتعاطي مع كتابتها... وهذا كله كان مستحيل لأن الوصول إلى مقر المحكمة كان مخاطرة أقلها المغامرة بالحياة.. ولقد خسرنا في فريق الدفاع خمسة آخرهم كان الزميل خميس العبيدي؛ فقط لأن وجوههم ظهرت بالتلفزة وقبلوا بالدفاع عن المتهمين.. كان الدفاع عرضة للقتل وعلقت بوسترات كبيرة في مدينة الثورة وفي النجف تبرز عليها صورنا وأسماؤنا محامون عراقيون وعرب وأجانب وعليها عنوان عريض اقتلوا هؤلاء المجرمين؟.
كان هناك انعدام لأي فرصة يمارس الدفاع من خلالها دوره الحقيقي. وبعد تدخلات كثيرة وفر الأمريكان لنا حماية حيث كانوا يأخذوننا من مدرج المطار إلى المحكمة ويتبجحون أمام المنظمات الدولية بأنهم يبذلون عشرة آلاف دولار في كل مرة نأتي فيها إلى المحكمة.
كذلك كان الادعاء العام يعرض علينا من الوثائق ما يشاء ويخفي ما يشاء.. والمفروض عندما يكون هناك خلاف مع الادعاء العام بحكم تقابل المهام والوظائف فإن القاضي هو الذي يفصل لكن ما شهده العالم من وقائع المحكمة يثبت العكس.. بداية عندما كان القاضي هادئاً ومنصفاً وغير متعجل أُقيل وعينوا بدلاً عنه قاضيا أشبه بجلاد وجزار يصرخ ويسب ويشتم، تتوفر فيه كل الصفات إلا صفة (القاضي) ، إذاً أي دور يمكن أن يقوم به الدفاع عندما يكون الحَكَم هو الخصم... هذا القاضي ( رؤوف رشيد عبد الرحمن ) صرح قبل شهر ونصف من توليه المحكمة في برنامج على القناة الثانية الفرنسية شاهده الملايين يقول بالحرف ( نحن لا نحاكم شخصاً أو زعيماً أو رئيساً نحن نحاكم فكراً ونهجاً وعقيدة ) .
إذاً لهذا القاضي موقف مسبق من نهج صدام حسين وفكره وعقيدته وبرأيي فإن هذا القاضي أتى ليحاكم تاريخ العراق ممثلاً في شخص الرئيس الراحل صدام حسين ... وحين تعرض برزان الحسن للضرب أمامه أنكر وطرد المحامية بشرى الخليل وصالح العرموطي ولهذا السبب انسحبنا من المحكمة.

* البعض اتهمكم أنكم تحاولون تسييس الأدلة لعدم توفر الأدلة لديكم ؟
- هذا الاعتقاد لا معنى له ونذكّر الجميع بأن صدام حسين ليس صاحب ( بسطة ) هذا رئيس العراق أي أن صفته السياسية تعطي مسحة سياسية لهذه المحاكمة وقد حرصنا في هيئة الدفاع أن ننأى بدفاعنا ودفوعنا ولوائحنا عن كل ما هو سياسي... لكن التصريحات الكثيرة والمتلاحقة بدءاً من رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم مروراً بالدكتور الجعفري وليث كبة وصولاً إلى أصغر مسؤول سياسي أو حزبي في العراق هي التي سيّست المحاكمة.عندما نقول إن حياتنا مهددة ولا يمكننا الوصول إلى محاكمة نتيجة للفوضى والقتل اليومي يقول القاضي رؤوف رشيد أنتم تهينون الشعب العراقي؟. برأيي هذه مهزلة.. بالعكس حتى مداخلات الرئيس صدام حسين قانونية عدا تدخل واحد سياسي وأعتقد كان ذلك التدخل من حقه عندما وجه نداء للشعب العراقي بعد تفجيرات مراقد الأئمة في سامرّاء حتى لا ينغمس العراقيون في الفتنة... نحن وموكلونا كنا أكثر الناس تمسكاً بالقانون وهم كانوا أكثر الناس بعداً عن القانون.

* ما طبيعة الحديث الذي كان يدور بينكم وبين الرئيس الراحل؟
- دعني أبدأ بالحديث عن جانب ربما لا يعرفه الآخرون عن الرئيس الراحل.. كان الراحل يتعامل مع المسألة بهدوء بالغ وثقة بالنفس وإيمان شديد ولديه يقين أن هذه المحاكمة كان مفترضاً أن تنصب للخونة الذين باعوا العراق وحولوه إلى مسرح للاقتتال والتشفي والانتقام ولم يكن مهموماً بنفسه على الإطلاق وكان همه وانشغاله الحال التي وصل إليها العراق بعد أن أصبح القتل على الهوية، وكان متواضعاً جداً في تعامله معنا ومستمعا جيدا ومطيلا للنقاش بشكل هادئ كريم النفس ولديه ثقافة قانونية أبهرنا بها.

* آخر مرة التقيت بها الرئيس الراحل؟
- في الـ 26-12-2006 قابلنا الرئيس ودام اللقاء حوالي ثلاث ساعات ونصف.. وكان هادئاً مكثراً للنكات واستمع إلينا حوالي ساعة ونصف في عرض قانوني عن آخر التطورات وقد كنا بصدد انتظار صدور قرار الهيئة التمييزية والرئيس في ذلك اللقاء لم يكن متفائلاً أو متشائماً وقال سلمت أمري إلى الله وهؤلاء حتى وإن اخذوا قراراً بنقض الحكم الذي صدر عن القاضي رؤوف فإن هذا القرار سياسي وإذا أيدوا القرار يبقى الأمر سياسياً... يعني أن العامل الذي يتحكم في قرار المحكمة لا علاقة له بالعدل والقانون بل سياسي بامتياز .

* هل ألمحتم للراحل من خلال أحاديثكم معه إلى تدخل دول إقليمية في الشؤون العراقية؟
- كان على دراية بالتدخل الإيراني لاسيما أنه في الفترة الأخيرة يسمع محطات الراديو ويقرأ بعض الصحف بشكل متأخر نسبياً ويطلع من خلالها على العصابات والمليشيات التي تحمل بصمة إيرانية.

* كيف تصف لنا شعوركم عند اللقاء بالرئيس الراحل؟
- في كل لقاء مع الرئيس يكون الموقف كبيرا هذا صدام حسين وبغض النظر عن موقفنا من سياسته وتاريخه كان له مكانة خاصة في نفوسنا كان مستمعا جيدا خلافا لما يقولون ودائماً كان يتحلى بالهدوء.وبعض الأحيان يحتد النقاش بيننا في فريق الدفاع أمامه ويحاول كل طرف منا أن تسير الأمور وفق رغبته، فيتدخل الراحل ويقول: لا يجب أن تتعبوا من الجدل والنقاش لأنه لا يمكننا الوصول إلى القرار الصائب إلا من خلال النقاش, ولم نلاحظ عليه مسحة حزن إلا بلقاء 17-7 إثر تفجير المرقدين وكان عنده خوف كبير من اشتعال حريق لا يستطيع أحد إطفاؤه ولهذا السبب أصر في المحكمة أن يوجه خطاب للشعب العراقي.

* هل حدثكم الراحل عن كيفية تلقيه خبر مقتل أولاده؟
- حدثنا الراحل أنه كان في مكان ناءٍ لا وجود فيه لراديو أو تلفزيون خلال فترة الاختفاء وجاء إليه شيخ العشيرة الذي يعرف بمكان تواجده وقال له لدي خبر مهم فأجاب الراحل ما هو الخبر؟ فقال : (عدي قتل) فأجابه : (عفية) ، ثم قال: (قصي قتل) فقال له بالعامية العراقية: (هم عفية) ، وأضاف : ( ومصطفى قتل) حينها قال الراحل: الحمد لله أن أعطى الله صدام حسين ذرية يقاتلون ولا يستسلمون وأولادي ليسوا بأفضل من آلاف العراقيين الذين يستشهدون دفاعاً عن العراق.

* البعض يقول إن الرئيس كان ميالاً لسماع الطرائف السياسية ؟
- كان يحب أن يسمع النكات السياسية لاسيما عن المتخاذلين في جو من المزاح لا التشفي وكان يفرح كثيراً حين يسمع أن معارضيه وبعض المُلاحَقين في عهده يقفون ضد الاحتلال.

M. Alobidi
31/03/2008, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



ها انا اقدّم نفسي فداء.. ولا تحقدوا ولا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا
صدام في وصيته الاخيرة مخاطبا الشعب العراقي
20/10/2007

القدس العربي :حصلت القدس العربي علي نسخة من وصية كتبها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وسلمت مع مقتنيات اخري الي ابنة الرئيس العراقي الكبري رغد صدام وفق مصدر مخول من عشيرة الرئيس الراحل.وتناولت الوصية التي كتبت بتاريخ 26 كانون الاول (ديسمبر) اي قبل ثلاثة ايام من اعدامة والتي خاطب بها الشـــعب العـــراقي دعوته للشعب بعدم حمل الاحقاد والضغائن ومعرفة العدو الحقيقي الذي اضر بالشعب العراقي مذكرا اياه (الشــعب) قائلا
وعلي هذا الاساس كنتم ترفلون بالعز والامن في الوانكم الزاهية في ظل راية الوطن في الماضي القريب، بلون العراق العظيم الواحد.. اخوة متحابين، ان في خنادق القتال او في سفوح البناء.. وقد وجد اعداء بلدكم من غُزاة وفرس، ان وشائج وموجبات صفاة وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان يستعبدوكم.. فزرعوا ودقوا اسفينهم الكريه، القديم الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او ملأها الحاقدون في ايران بحقد، وفي ظنهم خسئوا، ان ينالوا منكم بالفرقة
وفيما ياتي النص الكامل للوصية


بسم الله الرحمن الرحيم
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لناصدق الله العظيم
ايها الشعب العراقي العظيم.. ايها النشامي في قواتنا المسلحة المجاهدة.. ايتها العراقيات الماجدات.. يا ابناء امتنا المجيدة.. ايها الشجعان المؤمنون، في المقاومة الباسلة.كنتُ كما تعرفوني في الايام السالفات، واراد الله سبحانه ان اكون مرّة اخري في ساحة الجهاد والنضال علي لون وروح ما كنا به قبل الثورة مع محنة اشد واقسي.ايها الاحبة ان هذا الحال القاسي الذي نحن جميعاً فيه وابتُلي به العراق العظيم، درس جديد وبلوي جديدة ليعرف به الناس كلٌ علي وصف مسعاه فيصير له عنواناً امام الله وامام الناس في الحاضر وعندما يغدو الحال الذي نحن فيه تاريخاً مجيداً، وهو قبل غيره اساس ما يُبني النجاح عليه لمراحل تاريخية قادمة، والموقف فيه وليس غيره الامين الاصيل حيثما يصحُ، وغيره زائفاً حيثما كان نقيض... وكل عمل ومسعي فيه وفي غيره، لا يضيّع المرء الله وسط ضميره وبين عيونه معيوب وزائف، وان استقوي التافهون بالاجنبي علي ابناء جلدتهم تافه وحقير مثل اهله، وليس يصح في نتيجة ما هو في بلادنا الا الصحيح، امّا الزبدُ فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض، صدق الله العظيم.ايها الشعب العظيم.. ايها الناس في امتنا والانسانية.. لقد عرف كثير منكم صاحب هذا الخطاب في الصدق والنزاهة ونظافة اليد والحرص علي الشعب والحكمة والرؤية والعدالة والحزم في معالجة الامور، والحرص علي اموال الناس واموال الدولة، وان يعيش كل شيء في ضميره وعقله وان يتوجّع قلبه ولا يهدأ له بال حتي يرفع من شان الفقراء ويلبي حاجة المعوزين وان يتسع قلبه لكل شعبه وامته وان يكون مؤمناً اميناً.. من غير ان يفرّق بين ابناء شعبه الا بصدق الجهد المبذول والكفاءة الوطنية.. وها اقول اليوم باسمكم ومن اجل عيونكم وعيون امتنا وعيون المنصفين اهل الحق حيث رفت رايته.ايها العراقيون.. يا شعبنا واهلنا، واهل كل شريف ماجد وماجدة في امتنا... لقد عرفتم اخوكم وقائدكم مثلما عرفه اُهيله، لم يحن هامته للعُتاة الظالمين، وبقي سيفاً وعلما علي ما يحبُ الخُلّص ويغيظ الظالمين.اليس هكذا تريدون موقف اخوكم وابنكم وقائدكم..؟! بلي هكذا.. يجب ان يكون صدام حسين وعلي هكذا وصف ينبغي ان تكون مواقفه، ولو لم تكن مواقفه علي هذا الوصف لا سمح الله، لرفضته نفسه وعلي هذا ينبغي ان تكون مواقف من يتولّي قيادتكم ومن يكون علماً في الامة، ومثلها بعد الله العزيز القدير.. ها انا اقدّم نفسي فداء فاذا اراد الرحمن هذا صعد بها الي حيث يامر سبحانه مع الصدّيقين والشهداء. وان اجّل قراره علي وفق ما يري فهو الرحمن الرحيم وهو الذي انشانا ونحن اليه راجعون، فصبراً جميلاً وبه المستعان علي القوم الظالمين.ايها الاخوة.. ايها الشعب العظيم.. ادعوكم ان تحافظوا علي المعاني التي جعلتكم تحملون الايمان بجدارة وان تكونوا القنديل المشع في الحضارة، وان تكون ارضكم مهد ابي الانبياء، ابراهيم الخليل وانبياء آخرين، علي المعاني التي جعلتكم تحملون معاني صفة العظمة بصورة موثقة ورسمية، فداء للوطن والشعب بل رهن كل حياته وحياة عائلته صغاراً وكباراً منذ خط البداية للامة والشعب العظيم الوفي الكريم واستمر عليها ولم ينثن.. ورغم كل الصعوبات والعواصف التي مرت بنا وبالعراق قبل الثورة وبعد الثورة لم يشأ الله سبحانه ان يُميت صدام حسين، فاذا ارادها في هذه المرة فهي زرعه.. وهو الذي انشاها وحماها حتي الآن.. وبذلك يعزّ باستشهادها نفسُ مؤمنة اذ ذهبت علي هذا الدرب بنفس راضية مطمئنة من هو اصغر عمراً من صدام حسين. فان ارادها شهيدة فاننا نحمده ونشكره قبلاً وبعداً.. فصبراً جميلاً، وبه نستعين علي القوم الظالمين.. في ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم.. ومنها ان تتذكروا ان الله يسر لكم الوان خصوصياتكم لتكونوا فيها نموذجاً يُحتذي بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الاخوي فيما بينكم.. والبناء الشامخ العظيم في ظل اتاحه الرحمن من قدرة وامكانات، ولم يشأ ان يجعل سبحانه هذه الالوان عبثاً عليكم، وارادها اختباراً لصقل النفوس لصار من هو من بين صفوفكم ومن هو من حلف الاطلسي ومن هم من الفرس الحاقدين بفعل حكامهم الذين ورثوا ارث كسري بديلاً للشيطان، فوسوس في صدور من طاوعه علي ابناء جلدته او علي جاره او سدّل لاطماع واحقاد الصهيونية ان تحرّك ممثلها في البيت الابيض الامريكي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست من الانسانية والايمان في شيء.. وعلي اساس معاني الايمان والمحبّة والسلام الذي يعزّ ما هو عزيز وليس الضغينة بنيتم واعليتم البناء من غير تناحر وضغينة وعلي هذا الاساس كنتم ترفلون بالعز والامن في الوانكم الزاهية في ظل راية الوطن في الماضي القريب، وبخاصة بعد ثورتكم الغراء ثورة تموز المجيدة عام 1968، وانتصرتم، وانتم تحملونها بلون العراق العظيم الواحد.. اخوة متحابين، ان في خنادق القتال او في سفوح البناء.. وقد وجد اعداء بلدكم من غُزاة وفرس، ان وشائج وموجبات صفاة وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان يستعبدوكم.. فزرعوا ودقوا اسفينهم الكريه، القديم الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او ملأها الحاقدون في ايران بحقد، وفي ظنهم خسئوا، ان ينالوا منكم بالفرقة مع الاصلاء في شعبنا بما يضعف الهمّة ويوغر صدور ابناء الوطن الواحد علي بعضهم بدل ان توغر صدورهم، علي اعدائه الحقيقيين بما يستنفر الهمم باتجاه واحد وان تلوّنت بيارقها وتحت راية الله اكبر، الراية العظيمة للشعب والوطن... ايّها الاخوة ايها المجاهدون والمناضلون الي هذا ادعوكم الآن وادعوكم الي عدم الحقد، ذلك لان الحقد لا يترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل، ولانه يعمي البصر والبصيرة، ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه عن التفكير المتوازن واختيار الاصح وتجنّب المنحرف ويسدّ امامه رؤية المتغيرات في ذهن من يتصور عدواً، بما في ذلك الشخوص المنحرفة عندما تعود عن انحرافها الي الطريق الصحيح، طريق الشعب الاصيل والامة المجيدة.. وكذلك ادعوكم ايها الاخوة والاخوات يا ابنائي وابناء العراق.. وايها الرفاق المجاهدون.. ادعوكم.. ان لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا، وفرّقوا بين اهل القرار والشعوب، واكرهوا العمل فحسب، بل وحتي الذي يستحق عمله ان تحاربوه وتجالدوه لا تكرهونه كانسان.. وشخوص فاعلي الشر، بل اكرهوا فعل الشر بذاته وادفعوا شرّه باستحقاقه.. ومن يرعوي ويُصلح ان في داخل العراق او خارجه فاعفوا عنه، وافتحوا له صفحة جديدة في التعامل، لان الله عفو ويحب من يعفو عن اقتدار، وان الحزم واجب حيثما اقتضاه الحال، وانه لكي يُقبل من الشعب والامة ينبغي ان يكون علي اساس القانون وان يكون عادلاً ومنصفاً وليس عدوانياً علي اساس ضغائن او اطماع غير مشروعة.. واعلموا ايها الاخوة ان بين شعوب الدول المعتدية اناسا يؤيدون نضالكم ضد الغزاة، وبعضهم قد تطوع محامياً للدفاع عن المعتقلين ومنهم صدام حسين، وآخرون كشفوا فضائح الغزاة او شجبوها، وبعضهم كان يبكي بحرقة وصدق نبيل، وهو يفارقنا عندما ينتهي واجبه.. الي هذا ادعوكم شعباً واحداً اميناً ودوداً لنفسه وامته والانسانية.. صادقاً مع غيره ومع نفسه
صدّام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة
الثلاثاء 6 ذو الحجة 1427/26 كانون الاول -ديسمبر

M. Alobidi
31/03/2008, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



العراق والانتصار السريع
التاريخ: 18-3-1429 هـ
الموضوع: [05] الأزمــة الـعــراقـيــة
اليا كارمنيك

في 20 مارس 2003 شنت القوات الأميركية عملية حرية العراق بدعم الحلفاء. وكان الهجوم هو نموذج الحرب الخاطفة الكاسحة.حيث تم الاستيلاء على بغداد في 9 ابريل وانتهت المرحلة العسكرية من العملية بالاستيلاء على مدينة تكريت موضع رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 15 ابريل.لكن الحرب لم تنته عند ذلك.بل انه وكما اظهرت الاحداث التالية فان تسريح القوات المسلحة العراقية والاطاحة بالنظام كانت مجرد البداية لصراع طويل.


تعد مقولة صن تزو-"عندما تدخل معركة اسع الى انتصار سريع"-هي افضل نصيحة للقوات الأميركية في العراق غير ان هذا الانتصار تاخر كثيرا.
يمكن تقييم الاحداث في العراق من زوايا مختلفة.فعلى الصعيد التكتيكي تغوص واشنطن في مستنقع حرب عصابات ممتدة والتي كبدت التحالف حتى الآن اكثر من 4 آلاف قتيل (في البيانات الرسمية) وفي تقديرات مختلفة من الف الى 3 الاف قتيل من العاملين في شركات عسكرية خاصة او المرتزقة بشكل واضح.
كما انه من الصعب ايضا تقييم الضحايا المدنيين العراقيين.فاقل التقديرات تقترب من 90 الفأ وان كان من 200 الف الى 220 الفا هو رقم اكثر واقعية(وهو ما يمثل نحو 0.8% من اجمالي عدد سكان العراق البالغ 26 مليون نسمة في 2006.)
تستحق الناحية المالية للحرب اشارة خاصة.يعتقد جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل وكبير الاقتصاديين في البنك الدولي سابقا بشكل عام ان الولايات ستكون قد انفقت 3 تريليونات دولار على هذه الحرب؛ وسوف يخسر العالم نفس المبلغ.غير ان خسائر البعض تعني مكاسب لغيرهم،حيث في الوقت الذي تنفق فيه الحكومة الأميركية اموالا على الحرب،فان بعض الشركات تحقق ارباحا من هذه الاموال كما هو الحال بالنسبة لارتفاع اسعار النفط.
نهاية هذا الصراع لا تلوح في الافق.حيث يتم شن حرب الغام مكثفة في شوارع العراق.ولا تمر قافلة حلفاء واحدة دون انفجار.واصبحت الالغام الارضية مشكلة كبيرة لدرجة ان القوات الجوية الأميركية تستخدم قاذفاتها الاستراتيجية بي-1بي في كسح الالغام النائية.وتتدفق الاسلحة والذخيرة بحرية عبر حدود العراق الطويلة والصعب السيطرة عليها،في الوقت يزيد فيه الاحتلال المستمر مقومات التعبئة لحركة المقاومة.
حققت الولايات المتحدة بعض اهدافها-الاطاحة بنظام صدام حسين وسيطرة الشركات الأميركية على المستودعات النفطية.ومرة اخرى فان ارتفاع اسعار النفط تحقق لها ارباحا ضخمة،ويزكيها بشكل كبير عدم الاستقرار الاقليمي.
ولفهم النتائج الاستراتيجية لهذه الحرب التي مضى عليها 5 سنوات علينا ان نستحضر للذاكرة ما هي الاهداف التي كانت منشودة من ورائها من قبل اولئك الذين شنوها(بغض النظر عن تقديم الديمقراطية والبحث عن اسلحة الدمار الشامل).وفي هذا الصدد فان ذلك سيكون عمل تخميني جراء نقص المعلومات.
ثمة اسباب للافتراض ان الولايات المتحدة كانت تريد بسط سيطرة سياسية وعسكرية على المنطقة،الامر الذي من شأنه ان يسمح لها بالقيام باي عملية هناك. ويمكن ان تكون سوريا او ايران الهدف الاكثر احتمالا.ولا يتضح في اي وضع يمكن للواشنطن ان تستخدم القوة ضد ذلك البلدين،غير انها حققت حاليا تحصينات ملائمة كبيرة بجوار البلدين. فمع الاخذ في الاعتبار لقواعد القوات الجوية الأميركية في المنطقة والانتقال الحر للمجموعات الهجومية المتمركزة على حاملات الطائرات الأميركية في منطقة الخليج والبحر المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب كما سوف يسمح المسرح العراقي للولايات المتحدة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في فترة زمنية محدودة.
من الصعب توقع ماذا سيكون عليه مستقبل العراق،غير انه من الممكن رصد عدد من السيناريوهات المحتملة.من غير المحتمل في الغالب ان تحاول واشنطن تحقيق مصالحة عسيرة عن طريق قمع حركة المقاومة.أولا،ان عناصر المقاومة لا يمكن هزيمتها إلا عن طريق ساسة وعسكريين يكون لديهم ارادة كافية(ان لم تكن شدة) لهذا الغرض.وهناك قليل جدا من هؤلاء باقين في البلدان والذين يصنفون في العادة على انهم "أعداء الديمقراطية."ثانيا،ان الولايات المتحدة لا تريد بشكل واضح احلال الاستقرار في العراق وسوف تحتفظ بصراع مستدام فيه.
من المحتمل بشكل كبير القيام بالحرب بايدي عراقية،على غرار ما فعلت في فيتنام الجنوبية.حيث بغية التقليل من خسائرها والتخفيف على قواتها لصالح مهام اكثر اهمية،فانها يمكن ان تنقل التبعة الرئيسية للحرب الى القوات العراقية التي تم تشكيلها مؤخرا.
في السبعينات ادت الحرب بيد الفيتنامين الى سقوط سريع لسايجون وانتصار هانوي.وبالاخذ بعين الاعتبار لحرب اهلية قائمة في الواقع في العراق،فان ذلك يمكن ان يدفع فقط الى مزيد من الفوضى ويسفر ضم كلي او جزئي من قبل ايران. والولايات المتحدة على وعي بهذا الخطر غير ان عدم شعبية الحرب يمكن ان تفرض على الرئيس المقبل او خليفته سحب القوات من العراق.
بغية تجنب هذه العواقب،يمكن ان تقرر واشنطن ان تتبع السيناريو الثالث وهو شن حرب على ايران.ومن غير المحتمل ان يكون احتلال ايران هو الهدف،بل لان ذلك يمكن ان يضعف حرب العصابات في العراق وتصبح غير ذات اهمية مقارنة بما يمكن ان يحدث في ايران.مع ذلك فانه اذا دمرت واشنطن أو الحقت اضرارا بالغة بالقوات المسلحة الايرانية والبنية التحتية والصناعة في هجوم جوي مكثف،فان ذلك يمكن ان يجعل ادعاءات ايران بالزعامة الاقليمية غير واقعية لفترة طويلة قادمة من الزمن.
من غير الممكن توقع المدى الذي يمكن ان تستغرقه حرب العراق،غير انه من الواضح حتى الان انه لا توجد أي دواعي للامل بان الاطاحة بصدام حسين سوف تجعل المنطقة أكثر امنا.حيث لم يعزز انهيار عالم القطبية الثنائية في مطلع التسعينات الامن العالمي.

اليا كارمنيك
معلق عسكري في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص بـ(الوطن).





أتى هذا المقال من ICAWS
http://www.icaws.org/site

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.icaws.org/site/modules.php?name=News&file=article&sid=12141

M. Alobidi
31/03/2008, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سنة الغزو السادسة: انقلاب السحر علي الساحر - صبحي حديدي
2008-03-21 القدس العربي


السويدي هانس بليكس، الرئيس السابق (والأخير، كما يتوجّب القول) للجنة الأمم المتحدة التي كُلّفت بمراقبة وتدقيق وتفتيش الأسلحة العراقية قبيل الغزو الأمريكي للبلد واحتلاله، في مثل هذه الأيام من العام 2003، لا يفوّت سانحة تخصّ هذا الغزو دون الغمز من قناة البيت الأبيض، وأحياناً هجاء الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه. وبالأمس، في الذكري الخامسة، نشر الرجل تعليقاً وجيزاً في صحيفة الـ غارديان البريطانية، كان عنوانه بمثابة اختصار بليغ لما يظنّ الرجل أنه بدء ومآل ذلك الغزو: حرب الحماقة المطلقة !
وهو يبدأ بالقول إنّ غزو العراق كان مأساة، للعراق، وللولايات المتحدة، وللعالم، وللحقيقة، وللكرامة الإنسانية ؛ ثمّ يردف علي الفور، لأنه يعلم مثل الجميع مضمون الذريعة المكرورة التي لم يتوقف بوش عن اقتباسها في تجميل حصيلة الحرب، أيّ التخلّص من نظام صدّام حسين: لو لم تُجْهز عليه الحرب، فإنه أغلب الظنّ كان سيصبح نسخة من القذافي أو كاسترو؛ يواصل قهر شعبه، ولكنه لا يشكّل تهديداً للعالم . أمّا الملفّ الذي يعني بليكس مباشرة، بقدر ما يعني العالم بأسره في الواقع، والشارع الأمريكي في طليعة المعنيين، فهو أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة الحرب الأولي. وفي هذا الصدد يقول بليكس: لم يكن وارداً أن تفلح حكومات التحالف في بيع الحرب إلي برلماناتها علي أساس أية ذريعة أخري (...) ولهذا فإنّ المسؤولية عن الحرب تقع علي عاتق الذين شنّوها وهم يعرفون ما يعرفونه في آذار (مارس) 2003 .
المقصود، بالطبع، هو أنهم كانوا يعرفون العكس تماماً: أنّ العراق كان خالياً من هذه الأسلحة، نووية كانت أم كيماوية؛ وأنّ 700 عملية تفتيش، في أكثر من 500 موقع، لم تسفر عن ايّ دليل يثبت وجود تلك الاسلحة؛ وأنّ عقود شراء أوكسيد اليورانيوم، التي قال بوش أمام الكونغرس إنّ العراق أبرمها مع النيجر، كانت زائفة ومفبركة، كما برهنت السنوات القصيرة اللاحقة... ومع ذلك، يتابع بليكس، فضّلت قوي التحالف استبدال إشارات الاستفهام بإشارات التعجّب ؛ أي، في صياغة أخري من عندنا: وضعت جانباً خيار المزيد من البحث وطرح الأسئلة، واختارت التلفيق والتزييف والتضخيم، بقصد التهويل والترهيب والتبرير.
ولأنّ هذا السيناريو يمكن أن يتكرّر اليوم ضدّ إيران، ولكن مع محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة هذه المرّة، فإنّ استذكار بعض تفاصيل السيناريو قد تكون ذات مغزي في هذه الأيام بالذات، حين تستأثر بالمغزي تلك الأرقام الرهيبة المفزعة التي استولدتها هذه الحرب: بين 600 ألف ومليون قتيل عراقي، غالبيتهم الساحقة من المدنيين، و3990 قتيلاً في صفوف جنود الإحتلال الأمريكي، و175 في صفوف البريطانيين، وعشرات الآلاف من الجرحي، وكلفة مالية تقارب الـ 600 مليار دولار (5000 مليار، حسب تقديرات جوزيف ستيغلتز). وفي أواسط كانون الأول (ديسمبر) 1999، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1284، جري استبدال هيئة التفتيش الخاصة المعروفة باسم الـ UNSCOM، والتي ترأسها ريشارد بتلر وقبله رولف إكيوس، بهيئة أخري تتضمن الإشراف والتحقق والتفتيش، سُمّيت الـ UNMOVIC، ترأسها هانس بليكس. وكان الاسم الأول أيسر نطقاً من الاسم الثاني، وكانت وظائف الهيئة السابقة أوضح... أو هكذا خُيّل للعالم طيلة عقد كامل من الزمن تقريباً. وأمّا حين طوي النسيان صورة المفتّش الأوّل بتلر، مثلما طوي من قبل صفحة سلفه المفتش المؤسس إكيوس، فإنّ العالم اكتشف سريعاً أنّ المهمّة لم تكن يسيرة في الأساس، ولكنها لم تكن عسيرة أيضاً! لا هذه ولا تلك، والحكمة الذهبية الوحيدة كانت مواصلة اللعب في الوقت الضائع، ومواصلة الحصار من أجل الحصار وحده.
وكان بليكس قد شغل موقع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طيلة الأعوام 1981 ـ 1997، وفي عهده المديد ذاك وقعت حرب الخليج الثانية، واكتشف العالم الحرّ أنّ العراق كان موشكاً علي إنتاج قنبلة ذرية من النوع الذي لا يُبقي ولا يذر. آنذاك تحوّلت الوكالة، بل تحوّل بليكس نفسه، إلي كبش فداء: كيف تغافلت الوكالة إلي هذا الحدّ عن البرنامج العراقي السرّي؟ أين كانت أطقم الوكالة؟ ماذا كان السيد بليكس يفعل؟ وماذا نفعل في المستقبل لتفادي تكرار حالة العراق؟
ويُسجّل للرجل أنه صمد كما تصمد الجبال الرواسي، بل واستغلّ الحكاية لكي ينتزع من العالم الحرّ اعترافاً صريحاً بأهمية دور الوكالة، الأمر الذي عزّز موقعها وميزانياتها وطرائق عملها. وهكذا صالت الوكالة وجالت ضدّ كوريا الشمالية، ثم انتزعت من مجلس الأمن الدولي تفويضاً بالحقّ في اعتماد تقنيات أكثر تطوراً وتعقيداً (التفتيش المفاجيء، الحصول علي عيّنات من التربة والمياه والنبات) أنّي ومتي شاءت، في طول العالم وعرضه... باستثناء الدولة العبرية بطبيعة الحال. فهذه الدولة ليست بعدُ ضمن صلاحيات الوكالة، لأنها في الواقع ما تزال فوق عشرات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي بصدد هذه أو تلك من أنماط خرق الشرعة الدولية.
كذلك يُسجّل للرجل أنه تعرّض علي الدوام لحملات انتقاد شديدة، إذْ كان مناصراً لمبدأ تعميم واستخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية، الأمر الذي جعله يغضّ الطرف عن طموح الدول العالمثالثية (إيران، العراق، الهند، الباكستان) إلي إطلاق برامج علمية لتوفير تلك الطاقة. والطريف أنّ تلك الحملات جاءت من الدوائر الأمريكية (وهو أمر مفهوم)، ومن الدوائر الصهيونية (وهو الأمر العجيب لأنّ نووية الدولة العبرية ليست البتة سلمية)، وأخيراً إكيوس والطلائع الأولي من الـ أونسكوم ، ثمّ بتلر والطلائع الثانية.
وقبيل عملية ثعلب الصحراء ، عام 1998، حين قصفت واشنطن بغداد ردّاً علي ما قيل إنه محاولة عراقية لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، لاحظ المراقبون للسياسة الأمريكية بروز مؤشرات تقول إن الإدارة بدأت تدرك حدود المضيّ إلي أبد الآبدين في اجترار خطاب سياسي ـ قانوني مستوحي من الإتكاء علي نظام الـ أونسكوم ، خصوصاً حين يتوجّب تحويل ذلك الخطاب إلي مبرّر للإبقاء علي الحصار، بل وتوجيه ضربات عسكرية للعراق. وتناقل هؤلاء، ومعهم خبراء البيت الأبيض أيضاً، تقديرات تقول إن منظمة بتلر ضُخّمت أكثر مما ينبغي، أو نُفخت حتي المدي الأقصي الذي ليس بعده من مآل آخر سوي الإنفجار. المتفائلون منهم قالوا إنّ المنظمة تآكلت، إذا لم تكن قد نُفخت بإفراط، ولم تعد أمثولتها قادرة علي إنتاج واستهلاك وإعادة إنتاج الماضي. والنتيجة، تالياً، سيّان: لا مآل سوي الإنفجار.
كذلك أقرّ هؤلاء الخبراء ـ بل وردد معهم رؤساء من أمثال بيل كلينتون ـ أنّ هذه المنظمة أنتجت الكثير بالفعل، وحقّقت بالوسائل السلمية ما عجزت الجيوش والقاذفات وحاملات الطائرات عن تحقيقه في غمار الحرب الضروس. وإذا وضعنا جانباً آلاف، أو عشرات آلاف، الصواريخ التي كانت ستعبر الخطوط الحمراء المقدسة المرسومة بين الدولة العبرية والعالم الخارجي بأسره، فإننا سنتذكّر تلك المحرّمات الكبري التي ظلّت كفيلة بإشعال الفانتازيا القيامية في الغرب: 21 منشأة معدّة لأغراض نووية (سلمية أو عسكرية)، 400 ألف لتر من العوامل الكيماوية القابلة للاستخدام في إنتاج مختلف الأسلحة الكيماوية، نحو مليوني لتر من المواد الأخري المكمّلة للعوامل الكيماوية.
أكثر من ذلك، تذكّر هؤلاء الخبراء أنّ منظمة الـ أونسكوم ما كانت ستفلح في تدمير هذه المحرّمات لولا تعاون السلطات العراقية وموافقتها علي قيادة المفتشين إلي العرائن ذات التمويه الممتاز، الذي أعمي بصر طائرات الـ أواكس والتكنولوجيا الإلكترونية المعقدة التي يتباهي البنتاغون بفضائلها. وحدث هذا التعاون قبل وقت طويل من التعاون الآخر الذي انخرط فيه العراقيون الأقربون، من أصهار ومستشارين ومرافقين شخصيين. وفي جميع الأحوال، من الثابت اليوم أنه لم تسجّل سابقة واحدة تدلّ علي نجاح الـ أونسكوم في تفكيك لغز لم يكن العراقيون راغبين في تفكيكه... هكذا ببساطة! وكان استبدال الـ أونسكوم بالـ الأنموفيك هو الحلّ السحري لمواجهة هذا كلّه، وكذلك لتقديم المزيد من البراهين علي فشل المجتمع الدولي في تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية، سلمياً ومن غير حرب. وفي الحقبة إياها، وبعد استقالته المدوية رغم أنه كان أشهر مفتّشي الـ أونسكوم ، أصدر سكوت ريتر كتابه الثاني، الحرب علي العراق ، مفنداً الذرائع التي أخذ جورج بوش الابن يحشدها في تبرير شنّ الحرب علي العراق:
ـ لا توجد رابطة بين صدام حسين و القاعدة ؛
ـ إمكانيات العراق الكيميائية والبيولوجية والنووية دُمّرت في السنوات التي أعقبت حرب الخليج؛
ـ المراقبة عن طريق الأقمار الصناعية كانت، وما تزال، قادرة علي كشف أيّ مراكز جديدة لإنتاج الأسلحة في العراق؛
ـ الحصار منع العراق من الحصول علي المواد المكوّنة لصنع الأسلحة؛
ـ فرض تغيير النظام بالقوّة لن يجلب الديمقراطية للعراق؛
ـ عواقب حرب أمريكا علي العراق خطيرة للغاية علي الشرق الأوسط، وقد تشعل حرباً نووية.
وباستثناء إشعال حرب نووية، ما الذي تبيّن اليوم أنه كان مغلوطاً في تقديرات ريتر؟
هل تصلح هذه السوابق، من فشل الـ أونسكوم إلي تعطيل الـ أنموفيك وصولاً إلي تأثيم البرادعي، في الحيلولة دون تلفيق ذرائع مماثلة قبيل غزو إيران، مثلاً، إذا اتخذ بوش قراراً كهذا؟ الأيام كفيلة بالإجابة، غير الإدارة كانت عازمة علي غزو العراق، عاد المفتشون أم لم يعودوا، وجري تجريد البلد من السلاح أم لا. وكان بوش بحاجة إلي هذه المغامرة العسكرية (التي يقول، اليوم أيضاً، إنها كانت نبيلة وضرورية وعادلة ) لأسباب ذاتية تخصّ إنقاذ رئاسته الأولي ومنحها المضمون الذي شرعت تبحث عنه بعد مهزلة إعادة عدّ الأصوات في فلوريدا، والتالي صناعة ـ وليس فقط تقوية ـ حظوظه للفوز بولاية ثانية. وكان بحاجة إلي هذه الحرب لأنّ مصالح الولايات المتحدة تقتضي شنّها، لثلاثة أسباب ستراتيجية علي الأقلّ: 1) تحويل العراق إلي قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة وحيوية، تخلّص أمريكا من مخاطر بقاء قوّاتها في دول الخليج، وما يشكّله هذا الوجود من ذريعة قوية يستخدمها الأصوليون لتحريض الشارع الشعبي ضدّ الولايات المتحدة، وتشجيع ولادة نماذج جديدة من القاعدة وأسامة بن لادن؛ و2) السيطرة علي النفط العراقي، التي تشير كلّ التقديرات إلي أنه الآن يعدّ الإحتياطي الأوّل في العالم، أي بما يتفوّق علي المملكة العربية السعودية ذاتها؛ و3) توطيد درس أفغانستان علي صعيد العلاقات الدولية، بحيث تصبح الهيمنة الأمريكية علي الشرق الأوسط، ومعظم أجزاء العالم في الواقع، مطلقة أحادية لا تُردّ ولا تُقاوم.
ولقد كُتب الكثير في وصف انقلاب السحر علي الساحر الأمريكي، ولعلّ من الدالّ أن يقتبس المرء توصيف باراك أوباما: هذه الحرب، الأطول من الحربين العالميتين الأولي والثانية، والأطول من الحرب الأهلية الأمريكية، جعلت أمريكا أقلّ أماناً، وأضعفت نفوذها في العالم، وزادت من قوّة إيران، وعزّزت حركة طالبان وكوريا الشمالية وتنظيم القاعدة ... ما لم يقله أوباما هو أنّ هذه هي الحال الكلاسيكية التي أخذت تنتهي إليها جميع حروب الإمبراطورية الأمريكية المعاصرة، بوصفها أسوأ مَن يستخدم الجبروت العسكري، وبالتالي أردأ مَن يتعلّم دروس التاريخ.

ہ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس


أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية تسبب ملاحقة قانونية

M. Alobidi
01/04/2008, 12:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أبعاد المخطط الصهيوني - الأمريكي لتصفية العلماء العراقيينمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية
صحيفة أخبار الخليج البحرينية 28/4/2004

لم يكن خافياً الدعم الواضح الذي تلقته الولايات المتحدة من "إسرائيل" في الحرب التي شنتها ضد العراق، سواء كان ذلك من خلال التقارير التي أمدها بها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) حول القدرات المزعومة للنظام العراقي السابق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل والتي ثبت خطؤها وزيفها، أو من خلال المساعدة الفعلية بجنود ومعدات حربية إسرائيلية، فضلاً عن تدريب الجنود الأمريكيين على أساليب ووسائل قمع المقاومة العراقية بنفس الطريقة التي تستخدمها تل أبيب مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وقد نالت "إسرائيل" العديد من المكافآت نظير هذا الدعم بدءاً من تخلصها من التهديد المزعوم لنظام صدام، وحصولها على نصيب وافر من الكعكة العراقية في شكل عقود إعادة الإعمار، كما استطاعت أن تعيد الحديث عن إمكانية إحياء خط أنابيب «حيفا- كركوك» للحصول على النفط، وربما المياه العراقية، ناهيك عن تمكنها من إبعـاد أنظـار العالم عن الجـرائم الـتي تـقـوم بـها في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل وهدم وتشريد. وفيما يبدو فإن المصالح الأمريكية - الإسرائيلية تقابلت في نقطة التقاء أخرى، وهي تفريغ العراق من العلماء والخبراء في مجال الأسلحة الكيماوية والجرثومية، ومن المثقفين والفنيين وفقًا لخطة منهجية منظمة عن طريق إغرائهم للعمل في أمريكا وذلك لتحقيق عدد من الأهداف:

أولها: منع العراق الجديد من إعادة بناء قدراته في مجال الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية بعد أن وصل إلى درجة كبيرة من التقدم في هذين المجالين.

وثانيها: منع وصول هؤلاء العلماء إلى أي من الأقطار العربية أو الإسلامية التي قد توظفهم لإنتاج أسلحة دمار شامل في برامج سرية جديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تكرار تهديد العراق لجيرانه ولإسرائيل.

وثالثها: معرفة المصادر التي استقى منها هؤلاء العلماء خبراتهم لتجفيفها ولإشاعة الذعر في نفوس العلماء العرب الآخرين بألا يفكروا في الاقتراب من مجالات البحث التي ترى واشنطن أنها محظورة عليهم.

ويقوم هذا المخطط على عدد من المحاور الأساسية، وهي:

المحور الأول: تدمير البنية التحتية العراقية المتطورة التي سعى العراق لبنائها منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي مستفيداً بقدراته المالية التي وفرت له التكاليف الباهظة لامتلاك الأسلحة المتطورة، والدعم الأمريكي والغربي له في ضوء علاقات التحالف التي كانت قائمة بينهما آنذاك، بيد أنه مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة وتحول العراق كما قيل إلى مصدر تهديد للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، بدأ التفكير من جانب كل من تل أبيب وواشنطن في البحث عن الكيفية التي يمكن من خلالها وأد هذا المشروع وتدميره نهائياً قبل أن يتطور، ففي يونيو 1981 نجحت تل أبيب في إجهاض البرنامج النووي العراقي عندما قامت بقصفه وتدميره ثم تمكنت واشنطن من استصدار مجموعة من القرارات غير المسبوقة من مجلس الأمن لتدمير هذه البنية ونزع أسلحة العراق عقب حرب الخليج الثانية، ومع تولي إدارة بوش الابن مقاليد الحكم في 2001، استغلت هذه القضية كمبرر لإعلان الحرب ضد العراق، وبعد سقوط بغداد في التاسع من أبريل عام 2003 أكدت مصادر علمية عراقية عديدة أن الحرب وعمليات النهب والسلب التي أعقبتها دمرت أكثر من 70% من المعامل والأجهزة داخل الجامعات العراقية ومراكز البحث العلمي، التي خسرت حتى الآن جهود أكثر من 1300 شخص من حملة الماجستير والدكتوراه أي نحو 8% من إجمالي عدد الأكاديميين البالغ 15500 شخص.

المحور الثاني: ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين والعرب العاملين في برامج التسليح العراقية، فمنذ بدء البرنامج النووي العراقي عملت "إسرائيل" على تعقب العلماء العرب الذين كانت لهم صلة بتطوير هذا البرنامج، وهو ما حدث مع عالم الذرة المصري «أمين يحيى المشد» الذي استعين به كحلقة وصل مع مؤسسة الطاقة الذرية في فرنسا ولكن عناصر من الموساد الإسرائيلي استطاعت اغتياله في باريس أثناء مهمة له هناك في صيف عام 1980. وقبيل الحرب ضد العراق أكد المراقبون أنه رغم كون النفط هو العامل الأساسي الذي يحرك هذه الحرب فإن استهداف العلماء العراقيين كان عاملاً مهماً أيضاً، وهو ما عبر عنه البريجادير جنرال «فينسنت بروكس» من مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر قبل شهرين من الحرب عندما تحدث عن أهمية العلماء العراقيين بالنسبة للولايات المتحدة قائلاً: «إن واشنطن لها أهداف أخرى غير الإطاحة بصدام، على الأخص مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية ضمن برنامج القضاء على أسلحة الدمار الشامل»، كما عبر عن ذلك بوضوح «جاك بوت» رئيس بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق قبل الحرب حين قال: «يجب أن نحدد ما إذا كانت توجد قدرات نووية في العراق أم لا؟ وبالنسبة لي فإن ذلك يشمل العقول والأسلحة». كما تحدث العديد من الدوائر داخل أمريكا عن ذلك أيضاً، فقد دعا «جون بي ولفثال» - عضو برنامج حظر انتشار الأسلحة النووية بمؤسسة «كارينجي» ومستشار سابق لسياسات منع الانتشار النووي في وزارة الطاقة الأمريكية - إلى استقطاب علماء العراق، مذكراً بما حدث بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث تعاونت الولايات المتحدة وأوروبا واليابان على إغراء علماء الأسلحة السوفييت لضمان عدم قيامهم ببيع خبراتهم أو أي مواد تحت تصرفهم كسباً للرزق، وأوضح أنه يمكن تبني نفس الحل في العراق فبدلاً من تعقب الخبراء يجب منح غالبيتهم عفواً عاماً رسمياً مقابل تعاونهم، وفي أكتوبر 2002 كتب «مارك كلايتون» في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» يحذر من العقول المفكرة التي تقف وراء المخزون العراقي من الأسلحة، وقدم لائحة بأسماء علماء العراق الذين تدربوا في الولايات المتحدة وقال: «إن هؤلاء العلماء والفنيين أخطر من أسلحة العراق الحربية؛ لأنهم هم الذين ينتجون هذه الأسلحة»، ودعا المفتشين الدوليين إلى ضرورة إيجاد هؤلاء الأشخاص إلى جانب مهمتهم في البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.

وقد اتخذت واشنطن العديد من الإجراءات لتحقيق هدفها في تفريغ العراق من علمائه قبل إعلان الحرب عليه، فقد أصرت على تضمين قرار مجلس الأمن رقم (1441) الذي صدر عام 2002 فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنييه حتى لو تطلب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلح العراقية، وفي مطلع عام 2003 أقر الكونجرس الأمريكي قانون «هجرة العلماء العراقيين» والذي ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات «ذات مصداقية» بشأن برامج التسلح العراقية تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة.

وبعد نجاحها في احتلال العراق وإسقاط نظامه وضعت القوات الأمريكية العلماء العراقيين في بؤرة اهتمامها، فسارعت بالحصول على قوائم بأسمائهم، خاصة الذين ساهموا في برنامج التسلح العراقي، من لجان التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تعاقبت على العراق قبيل الحرب، وقد وجه العلماء العراقيون بعد سقوط بغداد رسالة استغاثة عبر الإنترنت حملت عنوان «علماء الأمة المهددة» طلبوا فيها من كل الجهات العربية المعنية العمل على إنقاذهم من عمليات المداهمة والتحقيق والاعتقال التي تنفذها ضدهم قوات الاحتلال، كما أكدوا أن القوات الأمريكية تطالب علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات بشكل خاص بتسليم ما لديهم من وثائق وأبحاث علمية وأنها تضغط عليهم بوسائل عديدة سواء من خلال تحديد إقامة بعضهم في بيته ووضع حراسة على منازلهم، ومنع آخرين من الذهاب إلى أعمالهم.

وفيما يبدو فإن الخطة الأمريكية عملت على إجبار العلماء العراقيين على الاختيار من بين عدة بدائل هي إما العمل داخل بلادهم شريطة التزامهم بعدم تقديم خبراتهم إلى دول معينة تحددها واشنطن، وقد أعدت الخارجية الأمريكية في هذا الصدد خطة حملت اسم «مبادرة رعاية العلوم والتكنولوجيا والهندسة في العراق» فاقت ميزانيتها 20 مليون دولار من أجل توظيف العلماء العراقيين في أبحاث سلمية داخل العراق، وإما إغراء هؤلاء العلماء بالعمل في الولايات المتحدة نفسها مع منحهم حق الإقامة فيها، وقد أكدت مصادر علمية رفيعة المستوى في العراق أن ثمة مفاوضات تدور مع الكثير منهم لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية، كما عرض على العديد منهم السفر إلى "إسرائيل"، والعمل في جامعاتها ومعاملها التي تتسم بدرجة عالية من التطور والتقدم التكنولوجي والعلمي، والحصول منها على درجات علمية، وقد استجاب بعضهم بالفعل لمثل هذه الدعوات وعلى رأس هؤلاء الدكتور كنعان مكية رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بوسطن الأمريكية والمحاضر في العديد من الجامعات الأوروبية، وطاهر لبيب أستاذ علم الفيزياء النووية، ومحمود أبو صالح المتخصص في التكنولوجيا.

وقد اتضحت خطة "إسرائيل" بشأن التطبيع مع العراق في المجال العلمي بشكل كبير بعد سقوط بغداد، فمنذ ذلك التاريخ وحتى يوليو الماضي فقط عقدت في "إسرائيل" 25 ندوة وحلقة نقاشية حول العراق، وقد حظيت هذه الندوات باهتمام كبير من المسئولين الذين حرصوا على حضور بعضها مثل «إيهود أولمرت» وزير التجارة والصناعة وسليمور لفنتز وزيرة التعليم، و«تومي لبيد» وزير العدل، و«يوسف برتيسكي» وزير البنية التحتية و«يهودديت تأوت» وزيرة البيئة وغيرهم من المسؤولين السياسيين وحتى العسكريين الذين دعموا هذا التوجه، كما دعمها مفكرون إسرائيليون عديدون فعلى سبيل المثال أكد «يهودا بن دافيد» أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية أن «مسألة التطبيع مع العراق يجب أن توضع في أولى مهام الحكومة»، كما أشار «كوهين أولمرت» أستاذ الأدب العربي في ذات الجامعة إلى «ضرورة منح أكبر عدد من العلماء والمفكرين العراقيين المناصب المهمة حتى يصبحوا مدينين لإسرائيل بالجميل والعرفان». ولعل هذا ما يفسر الترحيب الشديد الذي يقابل به أي أستاذ أو عالم عراقي يزور "إسرائيل"، فقد استقبل أكثر من 4000 طالب و150 أستاذاً جامعياً «كنعان مكية» لدى وصوله مطار بن جورويون في تل أبيب، كما تم منحه درجة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة تل أبيب، كما منح إياها طاهر لبيب ولكن في مجال تخصصه، بينما منح محمود أبو صالح درجة الماجستير في العلوم التكنولوجية من معهد وايزمان للعلوم. أما من يرفض من العلماء العراقيين التعامل مع هذه الخيارات السابقة فإن المصير غامض، وكانت مصادر عديدة قد حذرت من مخططات تهدف إلى اغتيال النخبة العراقية من أصحاب «الياقات البيضاء» على حد تعبير الناطق باسم قوات الاحتلال في العراق الجنرال «مراك كيميت» الذي كشف مؤخراً عن حملة واسعة من الاغتيالات جرت في العراق واستهدفت الطبقة المتعلمة، مشيراً إلى أن عددهم بلغ منذ مايو الماضي ما يقرب من 1000 مواطن عراقي. وكانت رئيسة مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد «هدى النعيمي» قد اتهمت جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يوم 28/3/2004 بالوقوف خلف سلسلة الاغتيالات وعمليات التصفية التي تستهدف علماء ومدرسين في جامعات العراق المختلفة، مشيرة إلى أنه قام بالفعل باغتيال ما يقرب من 100 عالم وخبير عراقي حتى الآن، وأضافت أن ثمة عروضاً إسرائيلية ربما قدمتها تل أبيب إلى هذه الطائفة، والتي تمثل النخبة العراقية، بعد احتلال البلاد بمساعدة أطراف خارجية للعمل في جامعاتها أو التعرض للاغتيال، بهدف تفريغ هذا البلد من العلماء وأصحاب الكفاءات العلمية.

وفي فبراير الماضي أكدت أوساط علمية عراقية أن ما يقرب من 2400 من عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية قد اتخذت من العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى مقراً لها لتنفيذ سلسلة من عمليات الخطف والاغتيال والتفجيرات، وهو نفسه ما حذر منه جنرال فرنسي متقاعد في 8 أبريل 2003 عندما أكد أن عناصر من وحدات الكوماندوز الإسرائيلي دخلوا الأراضي العراقية بعد سقوط نظام صدام مباشرة في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا وراء برامج التسلح العراقية التي أرعبت "إسرائيل" لفترات طويلة، وعددهم ما يقرب من 3500 عالم عراقي من بينهم 500 اشتغلوا في تطوير مختلف الأسلحة. وقد وصل عدد العلماء الذين تمت تصفيتهم جسدياً منذ سقوط بغداد وحتى الآن 10 علماء، آخرهم الدكتور «غائب الهيتي» الأستاذ في الهندسة الكيماوية في جامعة بغداد الذي اغتيل يوم 16/3/2004 أثناء عودته من عمله، وذلك بعدما تلقى رسائل تهديد بالقتل إذا لم يترك عمله في الجامعة، ومن قبله الدكتور «مجيد حسين علي» الأستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد والمتخصص في مجال بحوث الفيزياء النووية وخاصة مجال الطرد الذري، الذي يعتبر أساس علم الذرة.

ولم تقتصر التصفيات الجسدية على علماء الكيمياء والفيزياء والرياضيات وحدهم بل توسعت لتضم مجالات أخرى، فالدكتور «عبداللطيف المياحي» مساعد مركز دراسات الوطن العربي في بغداد اغتيل يوم 19/1/2004 بعد يوم واحد من ظهوره في إحدى القنوات الفضائية العربية مدافعاً عن أهمية إجراء انتخابات مبكرة في العراق، وقد أشار «هاني إلياس» الأمين العام للرابطة الوطنية لأكاديميي ومثقفي العراق، إلى «أن معظم حوادث الاغتيال التي تمت في العراق تأتي في إطار الانتقام الثأري أو تصفية الحسابات، ذلك أن القتلى هم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين ممن يشهد لهم بالخلق والسمعة، كما أنهم يشتهرون بإقبالهم على خدمة أبناء مجتمعهم».

على أية حال فإن مخطط استهداف النخبة العراقية بوجه عام وعلماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات بشكل خاص له تداعيات خطيرة منها:

1 - أن السعي الأمريكي - الإسرائيلي إلى تصفية العراق من علمائه هو سلسلة تستهدف تفريغ العراق من علمائه وعقوله التي هي أساس تقدمه وتطوره، وهو أمر ليس بجديد فقد اغتال الموساد الإسرائيلي من قبل العالمة المصرية في مجال الأبحاث النووية «سميرة موسى»، والخبير النووي الدكتور «يحيى المشد»، والآن فإن علماء العراق بين خيارين إما الانضمام إلى الجامعات والمعامل الأمريكية أو الإسرائيلية وإطلاق الوعود بعدم تقديم المساعدة لدول أخرى وإما التعرض للحبس أو عمليات التصفية.

2 - أن محاصرة العلماء العراقيين واستقطابهم، سيمنع الدول العربية الأخرى من الاستفادة من خبراتهم الكبيرة كل في مجال تخصصه، كما أنه سيمنعهم من إفادة العراق ومن المعروف أن النظام السابق اهتم بهذه النخبة وأنفق عليها؛ إذ أن تكلفة تأهيل كل شخص من حملة شهادة الدكتوراه في الخارج هي 240 ألف دولار كما أشارت التقديرات، ولهذا وبمجرد سقوط بغداد هرب عدد من هؤلاء العلماء إلى الدول المجاورة وخاصة سوريا خوفاً من الاستهداف الأمريكي لهم، وقد نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» في عددها الصادر يوم 6/5/2003 نقلاً عن أحد المسؤولين بالحكومة الأمريكية أنه يعتقد أن عدداً من علماء الأسلحة البيولوجية العراقيين فروا إلى سوريا من بينهم «رحاب طه» المتخصصة في «الحرب الجرثومية»، وحذرت الإدارة الأمريكية دمشق بعد ذلك، وقد نجحت القوات الأمريكية في اعتقال بعض العلماء منهم «هدى صالح مهدي عماش» خبيرة «بكتيريا الجمرة الخبيثة»، بينما سلم بعضهم نفسه طواعية إلى القوات الأمريكية خشية القتل كما حدث مع المستشار العلمي للرئيس المخلوع الفريق عامر السعدي، وقد تبعه الدكتور «جعفر ضياء الدين» الذي يعتبر الأب الروحي للبرنامج النووي العراقي.

3 - يكرس المخطط السابق التفوق الاستراتيجي لإسرائيل على الدول العربية المحيطة بها، ويساعدها في ذلك ازدواجية المعايير التي تتميز بها الإدارة الأمريكية، وخاصة في التعامل مع ملف أسلحة الدمار الشامل؛ ففي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بوش بكل الطرق والوسائل بدءاً من المفاوضات مروراً بالضغوط والتهديد بفرض عقوبات وانتهاءً بشن حرب ضد الدول التي ترفض التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها أو تسعى لامتلاكها، فإنها تغض الطرف عما تمتلكه "إسرائيل" من ترسانة نووية تعدت 250 رأساً نووياً، فضلاً عن أسلحتها الكيماوية والجرثومية.

4 - أن تجريد العراق ومن ورائه بقية العالم العربي، من إمكانياته العلمية والمعرفية من شأنه أن يؤدي إلى مصادرة مستقبل التنمية في المنطقة بعد تصفية رأس المال «البشري والمعرفي» لبلدانها، ووفقاً لتقرير منظمة العمل العربية الصادر في شهر نوفمبر 2003، فإن العالم العربي يسهم بـ30% من الكفاءات المهاجرة بين البلدان النامية، فيما تستحوذ كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا على 75% من الكفاءات العربية المهاجرة.

إن مخططات استهداف العلماء العرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص يعد أمراً بالغ الخطورة، لكونه عاملاً آخر من العوامل التي تسهم في ترسيخ الضعف والوهن العربي مقابل التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي في كافة المجالات، وهذا يحدث تحت مرأى ومسمع الدول العربية ومؤسساتها الثقافية والعلمية دون محاولة الوقوف في وجه هذه التحديات، وردع الدول التي تقف خلف هذه المخططات.

M. Alobidi
01/04/2008, 12:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هل ظلم الرئيس جورج بوش حين كنوه بالأحمق؟ ـ

بقلم العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم ـ دمشق

Wednesday, 26 September 2007
أخبار العرب/ كندا
وقد يتبادر إلى ذهن البعض,ألم تتجنى الجماهير على الرئيس جورج بوش حين نعتوه بالحمق, وكنوه بالأحمق؟
ولكي نترك لهذا البعض أن يحكم بنفسه دون تأثير من أحد. لابد أن نذكرهم بما هم يعرفونه جيدا عن صفات ومواصفات وطبيعة الأحمق.فقد عرف الحكماء الأحمق , فقالوا عنه: الأحمق من نظر في عيوب الناس فأنكرها عليهم , وأحتكرها لنفسه لتكون أهم صفاته . فقلب الحمق وراء لسانه, ورأس ماله الكذب والمكر والخديعة. صحبته شؤم. من مزاياه العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والخيانة والظلم والتجبر,وانعدام الضمير, وقلة الوجدان. إذا احتل مكانا رفيعا, يصير كأنه في قمة جبل, فيرى الأشياء صغيرة من حوله, والآخرون يرونه أصغر وأصغر. وقد وردت في اللغة العربية أكثر من 45 مرادفة لكلمة الحمق, منها: رقيع,مائق, خطل,أخرق,هجهاجة, هلباجة,خرف, مأفون, مأفوك, أعفك,داعك, فقاقة,خوعم, رطيء, هجرع, هجأة ,هبنك, هبنق, أهوج, هبنقع, باحر, ذهول, جعبس, معضل. وقد قال الحكماء في الأحمق:
1. الأحمق: ضال مضل,سريع الغضب بدون معنى أو سبب, يرغي ويزبد وينذر ويتهم بدون حجة, ويهدد ويتوعد, ويكاد من غيظه أن ينفجر كما ينفجر المرجل,يعطي في غير محل العطاء, ويبخل في محل العطاء, يتكلم في غير نفع ومنفعة,وحتى بدون تفكير وبكل ما هب ودب, يتبع كلامه قسما وحلفا, ويثق بكل من لا يعرف أو يجرب أو غير أهل للثقة, لا يميز صديقه من عدوه , يضع السر عند من لأهل له, ويفشي السر بدون سبب, ومتوهم انه أعقل الناس, وربما توهم انه نبي. إذا تكلم عجل,وإذا حدث وهل, وإذا أستنزل عن رأيه نزل, إذا استغنى بطر,وإن افتقر قنط,وإن مزح فحش,وإن سئل بخل,وإن سأل ألح, وإن ضحك بكى وخار,لا يفقه قولا ولا يحسن القول ,إن أونس تكبر, وإن أوحش تكدر,وإن أستنطق تخلف, وإن ترك تكلف,مجالسته مهينة, ومعاتبته محنة,ومحاورته تغر, وموالاته تضر, ومقاربته عمى, ومقارنته شقا. إذا قربته تكبر, وإذا أقبلت عليه اغتر, وإذا أحسنت إليه أساء إليك ,وإذا أبعدته تكدر, وإذا أعرضت عنه اغتم, وكلما رفعت من قدره درجة انحط من قدرك عنده درجة. وإذا ظلمته أنتصف منك, وإذا أنصفته ظلمك, وهذا منتهى الحمق.
1. وقد ورد في الأمثال الكثير عن الأحمق. منها:
1. قول الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:أربعة الحذر والابتعاد عنهم واجب, وهم: الأحمق يريد أن ينفعك فيضرك. والبخيل يبعد عنك أحوج ما تكون إليه. والكاذب كالسراب يقرب عليك البعيد, ويبعد عليك القريب.والفاجر يبيعك بالتافه, والفاجر إذا أتمنته خانك,وإذا صحبته شانك.
2. تجنبوا المزاح ,فإن حمقه تورث ضغينة. (عمر بن عبد العزيز)
3. من الحمقى أهل السلاطة والوقاحة, الذين يذمون في المغيب والمشهد. وكذلك العيابون الذين يمسكون في المشهد عن المدح , ويذمون في المغيب.
4. من الحمق أن تبخل على نفسك,إن كنت تجهل لمن تدخر. ( مثل لاتيني)
5. من الحمق مصادقة العاقل للأحمق. لأن العاقل سيصبح خادم الأحمق. لأنه إذا كان فوقه لم يجد من مداراته بدا ,وإن كان دونه لن يجد من احتماله بدا.
6. حين تكون الجهالة نعيما , من الحماقة أن تكون حكيما. (مثل إنكليزي)
7. الأحمق كطائر الوقواق ليس لديه سوى أغنية واحدة هي الحمق. (مثل إنكليزي)
8. من الحمق مناقشة أو جدال الأحمق أو مسامرته,لأن عليك تحمل إجاباته. (مثل ألماني)
9. من الحمق أعطاء الأحمق خنجرا,لأنك سوف تصبح قاتلا. (مثل روسي)
10. الحكمة طبع فطري, والحمق طبع مكتسب. (مثل روسي)
11. من الحمق مرافقة الأحمق في السفر,لأن السفر يجعل من الأحمق أشد سوءا. (مثل صيني)
12. إذا بلغك أن الأحمق استفاد من عقله فلا تصدق. (أبن إسحاق)
13. من الحمق الرهان, لأنك ستجد في كل رهان أحمق ولص أيضا. (مثل بلجيكي)
14. من أكبر الأخطاء ممازحة الأحمق.
15. من الحمق مصاحبة الأحمق,لأنه يزين لك فعله, ويود أن تكون مثله. (مثل عربي)
16. تجنب الغضب وأحذره وابتعد عنه.لأنه الباب الذي تدخل منه الحماقة. (مثل عربي قديم)
17. من الحمق ,إراقة ماء وجهك عند من لا ماء في وجهه.
18. الأحمق يعطش وهو في الماء. (مثل تنزاني)
19. أحمق الرجال هو ذاك الذي يخلط بين عمله ونزواته.
20. وشاعر قال: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعييت من يداويها
21. حتى الأحمق عندما يصمت يعد حكيما. (سقراط)
22. المال ستار العيوب. والأحمق يخفي حماقته وراء الذهب. (جاك جان روسو)
23. من الحمق إضاعة الوقت مع أناس لا يعرفون كيف يبددون أوقاتهم الخاصة , فيعمدون إلى وقت سواهم لكي يبددوه على غير جدوى. ( برنارد شو)
24. الحماقة أن تقنع سواك بكل ما تؤمن به أنت. (أورليوس)
25. المزعج هو من يصر على أن يعطى الانتباه,وهو يتحدث عن شيء سخيف.
26. العاقل يفدي صحته بماله, بينما الأحمق يفدي ماله بصحته.
27. قالوا: ليت المؤذي يظل كسولا, ويبقى الأحمق صامتا.
28. وقالوا: من زادته التجارب عمى على عماه, وسوءا على سوئه, فهو من الحمقى المختومين. لأن التجارب تنمي المواهب, وتمحو المعايب, وتزيد من حدة البصر والبصيرة, وتجعل الحليم حليما, والجاهل متعلما , والمتعلم عالما, والعاقل حكيما, والحكيم فيلسوفا, وقد تشجع الجبان, وتسخي البخيل, وقد تقسي قلب الرحيم , وتلن قلب قاسي القلب.
29. ويقول جورج سيراك عن الحماقة: الحماقة هي الاعتقاد بأنه ليس في وسع الناس الاستغناء عنا, بينما الحكمة هي معرفة الاستغناء عن الناس.
• طرق التعامل مع الأحمق: أختلف الناس في الطرق والأساليب الواجب أتباعها مع الحمق. فقالوا:
1. الابتعاد عن الأحمق وتجنبه.وصى لقمان أبنه قائلا: يا بني لا تعاشر الأحمق وإن كان ذا جمال, وانظر إلى السيف ما أحسن منظره وأقبح أثره.

ـــ والشاعر يقول:
تجنب الأحمق ذا الفضيحة وإن بدت منه لك النصيحة
قرة عين الأحمق الحماقة كل فتى ملائم أخلاقــــــه

2. معاداة الأحمق. وعبر عنها أبو العلاء المعري بقوله:

عداوة الحمق أجدى من صداقتهم فأبعد من الناس تأمن شرة الناس.

3. عدم معاتبة الأحمق. وعبر عنه الشاعر بقوله:

وليس عتاب الناس للمرء نافعـــا إن لم يكن للمرء لب يعاتبــــــه.

4. الحذر من الأحمق. وقال صالح عبد القدوس:

المرء يجمع والزمــــــــان يفرق ويظل يرقع والخطـــــوب تمزق
ولأن يعادي عاقل خير لــــــــه من أن يكون لـــــه صديق أحمق
فأربأ بنفسك أن تصادق أحمقـا إن الصديق على الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنمــــا يبدي عقـــول ذوي العقل المنطق
ومن الرجال إذا استوت أخلاقهم من يستشار إذا أستشـــــير فيطرق
أحــــــــذر الأحمق أن تصحبه إنمـــــا الأحـمق كالثوب الخـرق
كلمــــا رقعته من جـــــــــانب حركته الريــــــح وهنا فأنخرق
كحمــــار السوق إن أقضمته رمح النــــاس وإن جـــاع نهق
وإذا جالســــته فــي مجـلس أفســد المجــلس منه بالخــرق
وإذا عــاتبته كي يرعــــوي زاد شـرا وتمادى في الحـمق
عجبــا للنــاس في أرزاقهم ذاك عطشان وهذا قد غـرق

5. التحامق مع الأحمق: وواصل بن عطاء يقول:

ألا رب قول قد جرى من ممازح فساق إليه الموت في طرف الحبل
وإن مزاح المـرء في غير حينه دليل على فرط الحـماقة والجــهل
تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم ولا تلقهم بالعقل إن كنت ذا عقـل
فإن الفتى ذا العقل يشقى بعقله كمــا كان قبل اليوم ذوو الجـهل

• والبعض يرى في الأحمق مدعاة للعجب. عبر عنه بعض الشعر بهذه الأبيات:

1. قول بشار بن برد: ما ضر أهل الحمق ضعف الكد أدرك حظا من سعى بجهد.
2. وآخر يقول: مولاي إني رأيت الدهر ذا عجب لا يستقيم لذي فضل على سنن
يقصي الذكي ويدني كل ذي حمق أو فاسد صالح للجل والرسن
مازال طبعا يعــادي كل ذي فطن كأنه حقا عليه بغضة الفطن.

والحماقة دائما عواقبها الندامة , لأن سفه وطيش الأحمق , وتطاوله على من هم أعظم شأنا منه, وظنه بنفسه على أنه عالم وهو جاهل,يصعب عليه العلم والتعلم والتعليم, ويفخر بفضله وأفضاله,وهو لم ولن يكن بذي فضل, ويريد من الناس أن يفخروا فيه ويشيدوا به ويمدحوه, وهو أسوأ الناس على الإطلاق. وما حصد أحمقا في حياته سوى الهزيمة والخزي والعار. وهو من يشوهه تاريخه و شخصه , ويشوه صورة بلاده إن تسلل إلى سدة المسئولية والقرار. وعندها الويل لبلاده من سؤ ما جنته يداه, وما أقترف من أفعال, وما سخر من إمكانياتها في طريق العدوان والإجرام والضلال والجور والفساد والإرهاب. ومن يزن ويقيس أفعال وتصرفات الرئيس بوش على ما ذكر أعلاه, منذ تسلمه زمام الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سبعة أعوام,ولولايتين وحتى الآن, ويتذكر قراراته وتصرفاته وسلوكه وممارسته.سيصل إلى قناعة مفادها:, إن الرئيس جورج بوش ونائبه ومن يؤيدهم من الحزب الجمهوري.وإدارته وصقوره ومحافظيه الجدد المتصهينيين, ما هم سوى حمقى متخمين بكل صنوف الحماقات.والجماهير والشعوب في كل مكان تسأل وتلح في السؤال. كيف تمكن هؤلاء الحمقى من التسلل والسطو على إدارتها, وعلى مراكز القرار؟ وآما آن الأوان للولايات المتحدة الأمريكية, أن تتخلص من هؤلاء الحمقى,الذين يبددون أموالها ومواردها وميزانياتها, ويهدرون دماء بنيها وأرواح الأبرياء في كل مكان, ويعيثون فسادا في الأرض.ويشوهون تاريخها وسمعتها ويمرمطونها في الهزيمة والذل والعار, ويعفرون وجها في التراب, ويسخرون قواتها المسلحة, وأجهزتها الأمنية لتكون أشبه بعصابات تفعل ما تفعله أسوأ العصابات من جرائم وإرهاب وممارسات يندى لها خجلا جبين الإنسانية,و ومحرما من كل الأديان؟.
وأشد ما يحزن الشعوب والجماهير في كل مكان.وجود أنظمة ورؤساء, وشخصيات,وزعماء بعض فصائل المعارضات, الذين مازالوا يتحالفون مع هؤلاء الحمقى, ويفاخرون بصداقاتهم لهم, ويطنبون في مدحهم, ويشكرونهم على أفعالهم النكراء, ويتناسون أن هؤلاء هم من يقودون حملة الإساءة على الرسل والأنبياء, وهم من أصدروا الأوامر بتدنيس القرآن الكريم , وإجبار السجناء والجنود والحراس على التبول والبراز عليه. وهذا مما يغضب الله العلي العظيم.وأنهم هم من هتك قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان,حين حددوا لوائح بطرق تعذيب المعتقلين واغتصابهم والتي ليس لها مثيل عبر التاريخ. وهم سبب كل ما حل ويحل بالعالم من متاعب وبلاء وويلات.وأن حلفائهم وأحبابهم والمعجبون بهم من الخونة والعملاء في العراق وفلسطين وكل مكان مهزومين مثلهم,وليسوا بأحسن حالا منهم في أي حال من الأحوال,فقد انتهجوا جميعا أفعال سلوكا, واقترفوا أفعالا, وأدلوا بتصريحات, وألقوا بالمواعظ والخطب, والتي تثبت بالدليل القاطع أنهم حمقى ومجرمين وقتلة ولصوص وإرهابيين وفاسدين وخونة وعملاء زرعتهم الصهيونية و حزب الليكود في إسرائيل لتدمير بلادهم والولايات المتحدة الأمريكية. ودليل ذلك سيطرة اليهود الإسرائيليين على مكاتب ديك تشيني بمعرفة ودراية ورضا وموافقة وتخطيط منه.وكأنه يعتبر نفسه صهيوني إسرائيلي قبل أن يكون أمريكي, وربما يرى في صهيونيته وإسرائيليته ما تشرفه وتشرف أسرته بأكثر من جنسيتهم أمريكية. وترك ديك تشيني الحبل على الغارب وبكامل الحرية لهؤلاء الإسرائيليين التحكم بالقرار الأمريكي. وأساليب تنفيذه, وفق ما يرضي نتنياهو وأولمرت واليمين المتطرف والأحزاب الدينية الإسرائيلية. ولكل مازال يرى في الإدارة الأمريكية خيرا , ويثق فيها, ويتيه في حبها, ويعشقها, ويخلص لها, ويتحالف معها, وينضوي معها في حروبها العبثية على ما يسمى بالحرب على الإرهاب. أو كل من يتكل عليها,ويعتمد عليها لتنصره وتدعمه في تحقيق حلمه وحلم معارضته في القفز إلى السلطة, أو حلم موالاته في البقاء والتشبث بالسلطة التي سطا عليها بغفلة من الجماهير أثر حادث أليم. أو من يعتمد عليها لتعيد حقوق شعبه, أو أن تضغط على إسرائيل, أو من يظن أنها ستبوح له بقتلة والده وغيرهم ممن اغتالتهم يد الغدر, أومن يظن أنه بذلك يضمن حكمه, وكل ما يصبوا إليه, بتذلله لبوش أو تشيني أو للحيزبون رايس أثناء لقاءاتهم, أو الحج لزياراتهم وعقد الاجتماعات معهم. وهم يتجاهلون م!
ا يعانيه
العراقيين والفلسطينيين والأفغان, على أيدي قوات العدوان والاحتلال الأمريكي وجيش إسرائيل الصهيوني, من أعمال قتل واغتيال وتعذيب وخطف واغتصاب وتهجير وتدمير وإرهاب. وما عاناه لبنان وشعبه, من إرهاب ومجازر وتدمير للمنازل والملاجئ على رؤؤس من فيها خلال عدوان إسرائيل أعوام 1987و 1982و 2006م. ويتجاهلون مجازر مدارس بحر البقر وصبر وشاتيلا وجنين والعامرية والرمادي والفلوجة والموصل والنجف وقانا 1ـ2, وغيرها من المجازر التي فاقت وحشية النازية والفاشية بآلاف المرات. ويتناسون المعتقلين والمخطوفين في السجون الأمريكية والإسرائيلية,والذين يساموا من قبل جلاديهم سؤ العذاب. ويتعاموا ويصموا عن الإساءات التي ينتهجها جورج بوش وصقوره ومحافظيه الجدد المتصهينيين ضد الأديان والأنبياء والرسل وخاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين,حين يدعي أنه نبي, وأن ما يفعله هو تنفيذ لأمر الله . ونذكرهم بقول الله تعالى في محكم آياته بالآيتين من سورة الأنعام:( ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن فال سأنزل مثل مآأنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ــ الآية93) والآية( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ـــ الآية 129). ونقول لهم بالفم المليان:هنيئا للحمق والحماقة والحمقى بالأحمق الرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته ومحافظيه الجدد المتصهينيين وصقوره وعشاقهم ومحبيهم وخلانهم وحلفائهم وأصحابهم ومريديهم أجمعين.
الخميس 27/9/2007م
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني:
burhank45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com

M. Alobidi
02/04/2008, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تصريح الناطق الإعلامي لدائرة التوجيه المعنوي الميداني
للمقاومة الوطنية العراقية المسلحة.. بمناسبة انعقاد القمة العربية في دمشق العروبة
شبكة البصرة
بسم الله الرحمن الرحيم
(انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
صدق الله العظيم
يا أبناء امتنا العربية
يا ابنا العراق النشامى
انقل لكم تحية القيادة العليا للجهاد والتحرير وبجميع فصائلها المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية وهم يحيونكم بتحية الجهاد والتحرير من أرض العراق والأمة أرض الجهاد المُقدس بوجه المحتلين الأميركان والبريطانيين والصهاينة مدعومين بالتغلغل والنفوذ الايراني الذي قدمَ التسهيلات للاحتلال الأميركي وكان عاملاً أساسياً من عوامل إدامته عبر مشاركة أجندته وأهدافه الخبيثة في السعي المحموم لتقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية وتأجيج الاقتتال الطائفي والعرقي.. بل وأعتمدوا على عميلهم المُزدوّج المالكي لتأجيج الصراع حتى بين أبناء الطائفة الواحدة فراحَ هذا الصغير القزم يذهب الى الموصل مرة والى البصرة مرة أخرى لكي يكون طرفاً أساسياً في تسعير الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد بل والطائفة الواحدة.. وبذلك فأن مجازر الموصل وبغداد وديالى والبصرة وكربلاء والديوانية.. وغيرها من محافظات العراق هي من تنفيذ حكومة المالكي العميلة لأسيادهم الأميركان والإيرانيين.

أيها الأخوة الأعزاء
لقد نهضت المقاومة العراقية المُجاهدة بواجبها المقدس في مجابهة الاحتلال الأميركي ووقف إجتياحه للأمة العربية وأقطارها الواحد تلو الأخر عبر مشروعهم المقبور سيء الصيت (الشرق الأوسط الكبير) الذي قبّرهَ إخوتكم المجاهدون في العراق الى غير رجعة.. وحموا بقية أقطار الأمة من الاجتياح.. ولا غرابة في القول ان المقاومة العراقية بروح العرب والمسلمين أجمعين هي التي أفشلت المشروع الأميركي الذي كان يستهدف الأقطار العربية كلها.

إخوتي الأكارم
كنا نتأمل في قمة العام الماضي وقبله من القمم الى مساندتكم المادية والمعنوية لأخوتكم مجاهدي العراق الذين رفعوا رؤوسكم عالياً ولكن ومع شديد الأسف وبالرغم من قولة الحق التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر قمة الرياض في العام الماضي عندما قال (ان العراق يتعرض لاحتلال أجنبي غير مشروع). ومع هذا فأنكم استقبلتم العميل (جلال الطالباني) الذي عمل جاهدا لطمس هوية العراق العربية والاسلامية والذي سمى الاحتلال تحريراً وتبارك وتسبح بحمد المجرم بوش بكرةً وأصيلاً.. ونذُكركم هذه المرة،، بأنكم ستستقبلون ممثل الاحتلال الأميركي - الايراني الأخر العميل المالكي أو من ينوب عنه وقد أوضحنا لكم دورهم المُشين في ذبحَ العراقيين وتشجيع الاقتتال الطائفي فيما بينهم وإتفاقه المُعلن مع المجرم بوش لرهن إرادة العراق وثروته واستباحه أرضه من قبل القوات الأميركية الغازية لآجال زمنية طويلة تتجاوز العقود من السنين.. والأحرى بكم والأجدى بكم طرد هذا الخائن العميل المجرم.. فهو لا يستحق الجلوس على كرسي العراق الذي هو ملك الشعب العراقي واستحقاق مقاومته الباسلة الممثل الشرعي الوحيد له.. هذه المقاومة الباسلة التي تدخل عام مجابهتها السادس للاحتلال والمُحتلين تذود عن حمى الأمة العربية وحياض الوطن العربي الكبير وتحمي الذمار والديار وكل مقومات وجود الأمة ونهضتها الجديدة.. وقدمت مليون و 300 ألف شهيد في معاركها المقدسة بوجه العدوان الأميركي - الأطلسي - الصهيوني الايراني وبوجه قوات الاحتلال الغازية من كل حدَب وصوب.. فراحَ المجرم بوش وفي ذكرى عدوانه الخامس على العراق وبعد إبلاغه ببلوغ عدد قتلاه الـ 4000 قتيل و 30000 ألف جريح بأرقامهم الأميركية الرسمية الكاذبة، يُبرر عُدوانه وإحتلاله بذات الأكاذيب والذرائع الواهية التي أطلقها عشية العدوان وراحَ يحث الأميركان وعملائهم على مواصلة الاحتلال.. لأنه بات يُدرك ان مأزقه الخانق يطبق على إدارته المجرمة وعلى جنوده ومرتزقته في العراق، وان نصر المقاومة المجاهدة آت لا ريب فيه.. ولقد أستثمر منافسو حزبه في المهرجانات التحضيرية للانتخابات الأميركية هزيمته في العراق، لإسقاطه وإسقاط حزبه الجمهوري، بل راحوا يعلنون صراحة وجهاراً بان تردي الوضع الاقتصادي الأميركي هو بسبب نصر المقاومة العراقية وخذلان وهزيمة الجيش الأميركي الغازي.

يا أبناء العراق
ويا أبناء امتنا العربية
لقد راحت أميركا جراء هزيمتها المُنكرة تظهر الحرص كذباً على العرب وراحت تحاول جَرهم الى ميادين صراعها وما جولات المجرمين بوش وديك تشيني ورايس في الأقطار العربية إلا سعياً لخدمة مخططات أميركا في دعم الكيان الصهيوني واستثمار نتائج مؤتمر (أنا بوليس) والإعلان عن الانحياز السافر للكيان الصهيوني وتهديد الفلسطينيين بان يكفوا عن مقاومتهم وإلا خسروا (حلم الدولة الفلسطينية) كما عَبر بوش وديك تشيني.. كما انهم أخذوا يتدخلون حتى في مؤتمرات قمتكم العربية ويهاجمون سوريا العربية ومارسوا ضغوطاتهم الواضحة لإضعاف التمثيل العربي في القمة والذي وصَل ادنى مستوياته الرسمية في تاريخ القمم العربية فهم غير مرتاحين لعقد القمة العربية في دمشق الحضارة والعروبة والإسلام، لان سوريا ترفض الخضوع للمخططات الأميركية واملاءاتها.. ولن ترهبها بوارجهم في البحر الأبيض المتوسط وقصف المواقع السورية بغية إضعاف مقاومة سوريا ولبنان وفلسطين للكيان الصهيوني.
أخوتي الأعزاء
أعُيد تذكيركم بجهاد إخوتكم في العراق وبضرورة طردكم للعميل المالكي ممثل أميركا وإيران في المؤتمر أو من يمثله وان تدعو ممثلي المقاومة العراقية المجاهدة لحضوره..
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)
وبارك الله جهد الخيرين مُنكم الذين رفدوا المقاومة المجاهدة ولو بكلمة طيبةٍ والذين آووا اللاجئين والمهاجرين والمهجرين من أبناء شعبكم العراقي فلهم في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ولهم من أخوتهم المجاهدين.. خير الدعاء وأن يجزيهم الله خير جزاء.. فقد قال الجليل تعالى في محكم كتابه العزيز
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)
وسيمضي المجاهدون في العراق كنز الإيمان وجمجمة العرب وقاعدة الحضارة منذ سومر وأكد وبابل وأشور ومعارك الفتح العربي والإسلامي وحتى يومنا هذا.. وحتى يقضي الله بنصره المُبين وفوز المجاهدين العظيم ولينصرن الله من نصره وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

الناطق الإعلامي
لدائرة التوجيه المعنوي الميداني
للمقاومة الوطنية العراقية المسلحة
21 ربيع الاول 1429
28اذار2008
شبكة البصرة
الاحد 23 ربيع الاول 1429 / 30 آذار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
02/04/2008, 01:09 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حرب باردة في أروقة القمة وأخرى ساخنة على الارض
شبكة البصرة
محسن خليل
قبل يوم من انعقاد القمة العربية في دمشق أعلن عن تغَّيب 8 زعماء عرب، ولم تحسم ثلاث دول مستوى تمثيلها، في محاولة للادعاء بفشل قمة دمشق قبل ان تنعقد... هذا الاسلوب في التعامل مع قمة دمشق يعيد الى الاذهان كما حصل في مرات كثيرة سابقة أجواء حرب باردة تخوضها أنظمة معينة ضد أخرى، ضاربة بعرض الحائط قرارات مؤتمراتها الداعية الى تغليب المصلحة القومية العليا وتعزيز العمل العربي المشترك بين الدول العربية، ودافعة بخلافاتها السياسية والاختراق الخارجي لسياسات بعضها الى الواجهة.. في كل المنظمات الاقليمية تنعقد القمم وبين اعضائها من الخلافات والاختلافات الكثير، ومع ذلك، لا ينزلق أعضاؤها في دائرة العمل الكيدي، بل يجتمعون حسب المواعيد المقررة ويتفقون على ما يتوافقوا عليه ويؤجلوا ما اختلفوا عليه،ألا القمة العربية فهي الوحيدة من بين المنظمات الاقليمية الدولية التي تتحول أجتماعاتها الى حرب باردة وجبهات متصارعة تصل الى حد تعطيلها اوأرجاء عقدها أو أفشالها..
هناك وهم كبير يهيمن على عقلية معظم الانظمة العربية، ويعتبر أحد العوامل الاساسية المسؤولة عن شلل القمة العربية، الا وهو الفصل الكامل بين أمن الانظمة والامن الوطني (القطري) والامن القومي العربي (الامن الجماعي)،والاعتقاد بأمكانية تحقيق أمن النظام بمعزل عن الامنَّين الآخرين والاستعاضة عن الامن العربي الجماعي بعلاقات تحالف أو صداقة أو تبعية مع دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانية وحتى (أسرائيل) بالنسبة للبعض،وثمن هذه العلاقة معروف ونتائجها معروفة.. تخسر هذه الانظمة أمنها وتفرط بالامن الجماعي العربي،وتنعزل عن شعوبها وتصبح أكثر هشاشة ازاء الضغوط الخارجية فتسقط في الحلقة المفرغة.. مزيد من التبعية يؤدي الى مزيد من خلخلة أمن الانظمة، وهذه الاخيرة تدفع الى مزيد من التبعية..
في الخمسينات والستينات عندما كانت بنية النظام العربي تميل لصالح قوى التحرروالثورة العربية كانت الجامعة أقرب الى نبض الشارع العربي وأكثر تمسكاً بالحقوق العربية ولم تكن انظمة التبعية آنذاك تتجرأ على ممارسة تصرفات مشبوهة أو اتخاذ مواقف يشم منها رائحة النفوذ الاجنبي، أما اليوم فقد تغيرت بنية النظام العربي لصالح انظمة مرتبطة بقوى اجنبية تمكنت أن تفرض سياساتها ومواقفها على العمل العربي المشترك في ظل غياب مركز عربي قوي ومؤثر اقليميا ودوليا، مثلته مصر في الخمسينات والستينات، والعراق في الثمانينات.
ان قمة دمشق هي قمة الحرب الباردة بين تيارين سائدين في المنطقة.. تيار المقاومة والاستقلالية والمشروع القومي العربي، وتيار الاعتدال كما يسمى.. تيار الاعتدال يريد افشال القمة العربية لتعميق عزلة سوريا عن النظام العربي الرسمي وتفعيل القرارات الامريكية المتخذة ضد ها مثل قانون محاسبة سوريا، وتمكين سلطة محمود عباس في رام الله وقوى 14 آذار في لبنان من الامساك بمقاليد السلطة فيهما تمهيداً لفرض تسويات يريد الكيان الصهيوني لها ان تنهي المقاومة بصورة نهائية لكي ينفتح الطريق أمامه لتصفية القضية الفلسطينية والجولان السوري المحتل كليا.
الموقف السوري المعلن ليس ضد التسوية وهو مؤيد لمبادرة السلام العربية، ويسعى لأستئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني بشأن الجولان،ولكنه يتمسك بتسوية تعيد ارضه المحتلة وتقيم دولة فلسطينية في الضفة والقطاع،ويحرص على تفعيل دور الجامعة العربية لحل الازمة اللبنانية، غير أن مسار المواقف السياسية لتيار الاعتدال حمل سوريا مسؤولية تعثر الحل في لبنان واشترط عليها أن تحسم مسألة أنتخاب رئيس لبنان كشرط لمشاركة فاعلة في قمة دمشق،وبخلافه سوف تنعقد قمة ينقصها الوفاق ويغيب عنها الاتفاق وتفشل في إخراج لبنان من أزمته وقد تفجر الخلافات العربية ـ العربية بعد القمة...
موقف تيار الاعتدال من قمة دمشق تحكمه اعتبارات الحرب الباردة ضد سوريا، وهي حرب تحرض عليها الولايات المتحدة و(أسرائيل)،رغم أن سوريا لم تشذ عن الاجماع العربي في قمة الرياض2007 سواء أزاء قضية (السلام) والمبادرة العربية للسلام أو ازاء القضايا الفلسطينية والعراقية والسودانية، وكانت مع التوافق في قراراتها. ومن المتوقع
جداً ان قمة دمشق لن تخرج بأكثر مما خرجت به قمة الرياض أو القمم التي سبقتهما بشأن جدول الاعمال، كما ان قراراتها سيكون شأنها شأن قرارات القمم السابقة، قرارات ورقية لن تجد سبيلها الى التنفيذ... هكذا هي آلية العمل العربي المشترك تحت هيمنة تيار (الاعتدال).. واي متابع للقمم العربية يستغرب لماذا كل هذا التهويل والاهتمام بالقمم العربية والجميع يعرف أنها تؤخر ولا تقدم في أي ملف أو قضية تتناولها. مبادرة السلام العربية، مبادرة صنعاء لحل الازمة بين فتح وحماس، مبادرة الجامعة العربية لحل الازمة اللبنانية، اللامبادرة لمعالجة الاحتلال الامريكي للعراق، صورية قرارات القمة أزاء قضايا السودان والصومال.. هذه ملفات أساسية يتم تداولها في السياسة العربية الرسمية بوصفها ملفات مفجرة للتناقضات والخلافات بين تياري الدول العربية (تيار الاعتدال) و(تيارالاستقلال)،ولكنها في القمم السابقة حظيت بتوافق الجميع عليها ولم ينفذ منها شيء، حتى مبادرة صنعاء لحل أزمة حماس وسلطة عباس والتي تعول قيادة اليمن على تبنيها من قمة دمشق،ثمة من يعمل خارج القمة على قبرها ومصمم على تصفية حماس ونزع سلاحها بأي ثمن،والاتفاقيات الاخرى مثل أتفاق مكة تستخدم لكسب الوقت للأنقضاض على حماس متى حانت الفرصة.. الحل العربي غير مسموح به لا بالنسبة لحماس ولا بالنسبة للبنان وسبق أن اعتمدت هذه الصيغة أو الشعار في معالجة دخول العراق الى الكويت عام 1990 وانتهت بفضل القمة العربية الى تأييد وتوفير اغطية العدوان الامريكي على العراق في 1991 و 2003 مع ان فرصة الحل العربي والتسوية السياسية آنذاك كانت كبيرة جدا ورحب بها العراق.
حماس يجب أن تضرب هذه هي المبادرة الوحيدة المسموح بها في غزة والضفة.. وكل ما سيصدر عن قمة دمشق حتى لو تمت صياغته بيد خالد مشعل نفسه،سيبقى حبيس الورق الذي كتب عليه أما على الارض فالمطلوب رأس حماس؟
أذن لماذا كل هذا الاهتمام من الدول العربية بقمة دمشق والقمم التي سبقتها؟؟ قد يكون الاعتبار المعنوي هو ما تفكر فيه القيادة السورية وكذلك تيار الاعتدال...حرب باردة في أروقة القمة، وتناقضات وتوافقات على الورق، ومواقف معبر عنها في قرارات قمة لا تلامس الارض بصرف النظر عن قوتها وضعفها.. كل هذا يجري والجميع يعرف أن الحرب الباردة الحقيقية والحرب الساخنة تخاض على الارض.وأن نتائج الارض هي التي تقرر من الذي سيفوز ومن الذي سيخسر.. والفوز والخسارة معيارهما الاقتراب أو الابتعاد من جماهير الامة العربية وقواها الحية الفاعلة والفوز بثقتها..
القمة العربية الحقيقية ستكون في الميدان.. وهي ليست في حل الازمة اللبنانية وتتويج السنيورة زعيما مطلقا للبنان أوفي تتويج حزب الله زعيما مطلقا للبنان،فسواءً مرر هذا الخيار أو ذاك لن تتغير بنية الوضع الجيبوليتيكي في المنطقة،ولن يتهشم الكيان الصهيوني والهيمنة الامريكية على المنطقة العربية. أن ما يحسم الملفات ويهيء لقمة عربية حقيقية هو صمود ونجاح المقاومة الفلسطينية في كل فلسطين، وما يحسم الملفات هو نجاح المقاومة العراقية في أستنزاف قوات الاحتلال الامريكية والحكومة التي أنشأتها في العراق.. الحرب الباردة في قمة دمشق هي حرب بالوكالة نيابة عن اطراف معروفة وهي لا تحسم شيء، لأن الحسم يجب أن يكون في ميادين المعارك الساخنة في العراق وفلسطين.. ومن المستحيل أن يجد الملف اللبناني حله بأي أتجاه قبل حل الملف العراقي، وكل المؤشرات تقول أن المقاومة العراقية أنهكت أمريكا في العراق، وأوصلت الحالة المعنوية لقواتها الى حافة الانهيار،أما حكومة الاحتلال وعمليتها السياسية فقد انهارت اصلا ولم يبق منها الا ظلال لا تلبث أن تذوي هي الاخرى عاجلا أو آجلا.. الحسم في العراق قادم على أيدي المقاومة العراقية، وعندها فقط يمكن حسم الملفات الاخرى المطروحة على القمم العربية..
شبكة البصرة
الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
02/04/2008, 01:12 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الإعتراف.. هو الحقيقة الناصعة التي تفرض نفسها كمحصله!شبكة البصرة
حكمت ناظم
• الأعتراف بالمقاومة الوطنية العراقية.. ضرورة موضوعية.
• الأقطار العربية جميعها.. محكومة بهذه الضرورة.
• المقاومة الوطنية.. أسقطت كل الإطروحات والذرائع المشبوهه.
• الأقطار العربية جميعها.. عليها أن تعيد النظر بحساباتها.

بعد خمس سنوات من القهر والقتل والتشريد والتدمير، تعلن المقاومة الوطنية العراقية بالملموس إنتصارها على أبشع إستعمار عرفته البشرية في تاريخها الأسود، بالرغم من التعتيم والتقييد والتآمر وأساليب التفتيت والتقزيم، التي برع فيها المحتلون الأمريكيون والبريطانيون والإسرائيليون والإيرانيون، على حدٍ سواء، وفي كل مراحل الصراع القاسي على أرض العراق الطاهرة. تعلن المقاومة الوطنية إنتصارها بالإرقام والحقائق على الأرض، وليس بالتوهيمات والفبركات والتضخيمات، التي تؤشر عمق الواقع المزري للإحتلال سياسياً وعسكرياً وتعبوياً ومعنوياً، وعمق الواقع المأساوي الذي أوجده الإحتلال في العراق.
خمس سنوات أفرزت حقائق مرعبة لا يستطيع أحد أن يغمض عينيه، لأن الصورة باتت مجسمه أمام العالم، كل العالم شرقه وغربه، وما يخصنا على وجه التحديد الأقطار العربية التي ظلت تنظر الى المقاومة الوطنية العراقية بعين واحدة يشوبها الرمد، كما تنظر الى شعب العراق المقاوم وكأنه فئات متشرذمة تتقاتل في ما بينها مذهبياً ولا يهما أوضاع الوطن، وإنها تسكت على الإحتلال وتقبل ببرلمانه الأعرج ودستوره الأفلج الذي يخالف حقائق التاريخ وحقائق وحدة العراق أرضاً وشعباً وحضارة عربية إسلامية شامخة.. والإحتلال نراه يختفي خلف تلك الإطروحات ويدفع بشكل فاضح من يستطيع أن يعاونه في رسم تلك الصورة المشوشة من خلال العين العربية المأزومة بالرمد والصديد المقرف.
لا أحد يستطيع أن يتغاضى، بعد خمس سنوات من الموت والقهر والتشريد، عن جرائم الإحتلال وعمق المأساة التي حلت بالعراق وشعب العراق.. لا أحد من الأنظمة العربية في النظام العربي الرسمي يستطيع أن يلوي الحقائق ويقول كما يقول المحتلون – أن شعب العراق قد تحرر.. وإن شعب العراق لم يسبح بالدم جراء الإحتلال وأعوانه.. وإن شعب العراق لم يشرد في الخارج والداخل.. وإن دولة العراق لم تدمر عمداً وبسبق الإصرار.. وإن دولة العراق لم تسرق وتنهب بوضح النهار.. وإن لصوص النفط، ولصوص الآثار، ولصوص المخطوطات والمكتبات، ولصوص المصانع المدنية والعسكرية لم يشاركوا في جرائم اللصوصية عبر الشمال ومنها الى ايران.. ولا أحد يستطيع أن يقول أن ايران لم تتدخل بالعراق، وإنها عاثت به وبشعبه قتلاً وتدميراً وتشريداً على الهوية، وإن نفوذها بات يتهدد في تفجير الداخل البحريني، والداخل الكويتي، والداخل السعودي، والداخل الإماراتي واليماني واللبناني والسوري والمصري حتى المغرب الذي تمكن من تفكيك خلية مهدوية زرعها مراسل (المنار) في سلا- الرباط.
العالم بات يدرك أن أمريكا سفينة غارقة لا محاله، سياسياً قبل كل شيء، ومالياً، وعسكرياً وأخلاقياً، وإن إطروحاتها كلها قد تهاوت، وذرائعها قد تساقطت، وإدعاءاتها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان قد إفتضحت، وذراعها القوية في العراق قد لويت بفعل المقاومة الوطنية العراقية البطلة.
العالم كله بات يدرك، أن أمريكا قد أفرغت شحنتها في القتل والتدمير في أفغانستان والعراق وفشلت، وهي الآن، تتوسل تركيا على إرسال المزيد من الدعم العسكري الى أفغانستان، وتتوسل الدول العربية على إرسال سفرائها الى بغداد لإنقاذ حكومتها العميله من مصيرها المحتوم، وتتوسل من تراه صاغراً لعقد مؤتمرات " المصالحة " البائسة علٌها تستطيع أن تخدع العالم بأن الصراع بين فئات الشعب العراقي سياسياً ومذهبياً، ولا علاقة للإحتلال بهذا الصراع، وهي فاعل خير يدعو للمصالحة وما على الدول العربية وجامعتهم العتيدة سوى التجاوب في هذا المرمى الذي يصب في خانة المحتل الغازي.
قبل خمس سنوات، والإحتلال في بدايات زخمه الدموي، وإطروحاته الفاشية (أنت معي أو ضدي)، ربما كان العالم مرعوباً من بطش رعاة البقر وهراواتهم الثقيلة التي يلوحون بها في كل وسائلهم القذرة، ومن هذا العالم أقطارنا العربية، التي قبلت، خلافاً لميثاق الجامعة العربية، وخلافاً للثوابت القومية، أن يحتل مقعد العراق الشرعي، لصوص المنطقة الخضراء، وهم لا يمثلون شعب العراق، وإن صفتهم التمثيلية هي إحتلالية مقيتة وسافرة.. كان يفترض أن يظل المقعد الشرعي للعراق شاغرا حتى التحرير، لا بل تشغله المقاومة الوطنية العراقية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي بكل فصائله وأطيافه الوطنية.. كان ينبغي أن لا ترسل الأقطار العربية، وهي دول مستقلة وذات سيادة، ممثلين عنها الى العراق المحتل فاقد السيادة، والعراق عربي مسلم، وهو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.
الأقطار العربية أخطأت حين قبلت أن تؤسس تمثيلاً سياسياً في دولة عربية تحت الإحتلال، كما أخطأت في أن تستقبل ممثلي الإحتلال في عواصمها، لأنهم لا يمثلون الشعب العراقي.. كما أن الجامعة العربية أخطأت حين قبلت أن يحتل الإحتلال مقعد العراق الشاغر، وأخطأت حين فتحت لها مكتباً في بغداد، وأخطأت حين تبنت دعوات الإحتلال العقيمة الى " المصالحة " وهي تدرك أن المصالحة تتم بين فريقين وطنيين، وليس بين فريق وطني وآخر عميل جاء مع الإحتلال ويعمل في إطار أجندته الإستعمارية. الأقطار العربية وجامعتهم، بعد فشل المشروع الأمريكي الأستعماري في العراق، عليها أن تستدرك قبل فوات الأوآن، وتعيد النظر في مواقفها وتعاملاتها التي تتجاهل من خلالها مشروع المقاومة الوطنية العراقية الجاهز للتطبيق بعد زوال الإحتلال، وتمد وسائل التجسير والدعم بمختلف أوجهه، ويقع في مقدمة هذا الدعم فتح قنوات إتصالات إعلامية رسمية، والإمتناع عن أي صيغة تمثيلية دبلوماسية أو سياسية متبادلة في ظل الإحتلال، وسحب الإعتراف بالموقع التمثيلي في الجامعة العربية، لعدم قدرة الحكومة المنشأة من الإحتلال على تمثيل الشعب العراقي، فضلاً عن عدم شرعية من يحتل مقعد العراق الدائم في الجامعة العربية هو في الأساس فاقد للشرعية التي يتأسس عليها التمثيل المتبادل.
الدول ورؤساؤها لا يقبلون أوراق إعتماد تمثيلية لحكومات تحت الإحتلال فاقدة السيادة، والذين تقبلوها قد أخطأوا في موقعين، الأول : أن قبول أوراق الإعتماد لا يتم إلا في إطار سيادي وليس في إطار إحتلالي، وهو الأمر الذي يظهر إشكالية التعارض الفاضح بين التشريع الداخلي للدولة المضيفة ودستورها، وبين الفعل الذي إنتهت اليه حالة القبول بالتمثيل المتبادل. والثاني: أن قبول أوراق الإعتماد التمثيلية تأتي نتيجة لحالة الإلتفاف على القوانين والتشريعات الدستورية والفبركات القانونية من جهة، والرضوخ للضغوط السياسية الأجنبية بإقامة العلاقات الثنائية التمثيلية غيرالمتكافئة وغيرالمتطابقةلا في الإستقلال الوطني ولا في السيادة الوطنية، وتحت ظروف الإحتلال القسرية التي يتعرض لها شعب العراق من جهة أخرى.. وتلك حالة مخزية تماماً وشاذه واقعياً ومنطقياً، يتعذر تبريرها أبداً.
ومن أجل إحترام الدولة لسيادتها، وإحترامها لأستقلالها، وإحترامها لشعبها، وهي المعايير الأساس التي عليها يبنى قرار بناء العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، تقتضي الحالة الواقعية مع شعب العراق المقاوم الآتي :
أولاً- الإسراع في مد جسور التواصل السياسي والإعلامي مع المقاومة الوطنية العراقية بإعتبارها الممثل الشرعي للشعب العراقي بكل أطيافه وشرائحه وقومياته ومذاهبه وفصائله المقاومة المسلحة.. لأن مشروع الإحتلال بمجمله قد فشل ولن تقوم له قائمه، فيما تفرض المقاومة الوطنية العراقية مشروعها المتكامل في بناء الدولة العراقية وإحلال الأمن الأجتماعي فيها على وفق القوانين والأعراف وبصيغ إحقاق العدل والإنصاف والمساواة، ووضع حدٍ للتجاوزات والإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب العراقي، وقدرة هذا المشروع على إدارة دفة الدولة العراقية بما يتلائم مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة، وأحكام ميثاق جامعة الدول العربية.
ثانياً - الأمتناع عن إرسال أو فتح سفارات في بغداد أو إستقبال سفراء الإحتلال في عواصم بلدانها، لتعارض ذلك مع الحالة القانونية والدستورية التي لا تجيزالتعامل بالمثل، في ظل ظروف الإحتلال.
ثالثاً – سحب أو تجميد الإعتراف بالحالة التمثيلية للعراق المحتل في الجامعة العربية، حتى زوال الإحتلال وظهور حكم وطني يتولى مهامه التمثيلية والأعتبارية ليصار الى تثبيت الأعتراف الواقعي والأعتراف القانوني.
رابعاً – تنشيط منظمات المجتمع المدني والإتحادات الجماهيرية العربية على التواصل مع نظيراتها من تنظيمات وطنية عراقية مناهضة للإحتلال، من أجل تجسير المسافات والعلاقات مع شعب العراق الذي هو بأمس الحاجة للعون والدعم والإسناد.
خامساً – تذليل العقبات الأجرائية على دخول المواطنين العراقيين والمقيمين منهم ضيوفاً لدى البلدان العربية، وتقديم العون لهم وعدم مضايقتهم، لأن شعب العراق لن ينس وقفة الشعب العربي، كما لن ينس مواقف الحكومات العربية.. لأن الأحتلال زائل حتماً، وما هي إلا مسألة وقت لن يطول كثيراً.
المشروع الأمريكي قد سقط، وسقوطه بات مدوياً على كل الصعد سواء كانت سياسية وإقتصادية وستراتيجية وأخلاقية أو مكانة وهيبة دولية، ولا عذر لمن يضع رأسه في رمال الحقائق الدامغة، أو من يصرعلى رؤية الحقائق بعين واحدة مملوءة بالقيح.. الواقع الحقيقي الراهن في العراق، ليس حركة اللصوص والخارجين على القانون من الجهلاء والدهماء والرعاع، هؤلاء دائما موجودون في كل زمان ومكان حيث يحدث فراغ الأمن. ولا شراذم أحزاب ايران المتهالكه ومليشياتها الدمويه.. الواقع الحقيقي الراهن يتمثل بالوجود المقاوم، وبحركة المقاومة الضاربة، وبمنهجيتها وستراتيجيتها السياسية والعسكرية والتعبوية والإعلامية.. هذا الواقع ليس مجموعة الغوغاء في برلمان الطائفية، ولا مجموعة المرتزقة الذين يدورون حول دكاكين الأحزاب الطائفية التي لا تعترف بالوطن.. الواقع الراهن هو القوة الحقيقية التي أجبرت الأحتلال وحكومته العميلة على الإختباء خلف أسوار المنطقة الخضراء.. منذ خمس سنوات، يختبئون خلف كتل السمنت المسلح خوفاً ورعباً من الشعب العراقي وقيادته المقاومه.. ما يظهر على السطح في المنطقة الخضراء ليس سوى فقاعات ستنفجر قريباً بزوال الأحتلال، ولن يبقى سوى الشعب العراقي العظيم وقيادته الوطنية البطلة المؤمنة بالله والشعب والوطن!!
30/3/2008
شبكة البصرة
الاثنين 24 ربيع الاول 1429 / 31 آذار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
02/04/2008, 01:16 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قواعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
شبكة البصرة
حكمت ناظم
• المصالح هي التي تحتكم المواقف.. علينا أن ندرك ذلك دائماً.
• قواعد اللعبة الإيرانية- الأمريكية.. لم تعد رجماً بالغيب.
• مأزق اللاعبان الإقليمي والدولي.. بارز للعيان.
• وما هو على السطح.. لا يمثل الغاطس.

على مسرح الصراع والتنافس، وما بينهما، تتحرك القوى السياسية وتتعامل وتتقاطع أو تتناحر ربما بطريقة تحكمها قوانين الصراع، وقوانين الحركة وطريقة التعاطي مع الأحداث في ضوء رؤيتها السياسية، وثمة حيزاً مع ذلك للمقاربة وللمناورة، وإستخدامات أوراق الضغط بالقدر الذي يؤمن حركتها في التقدم والتراجع المحسوب. وأحياناً يكون الصراع دون تداخل، وأحياناً أخرى تتداخل الخنادق، وكل طرف يحاول أن يثير الغبار في وجه الآخر، فيمسي الجو مغبراً فيزيد من عتمة الموقف. ومن المحتمل أن تكون إحدى القوى ورقة ضاغطة بالكامل لجهة أجنبية دون شروط لخطواتها، ولم يكن ذلك من باب الغرابه.
قلت في مقالات سابقة نشرتها البصرة المناضلة على التولي (1/2 و 24/5 و 2/12/2007) أن الصدر وتياره وجيشه غير النظامي قد إستُغلوا أبشع إستغلال من لدن الحكيم ومجلسه الأعلى وفيلقه (بدر)، كما إستغله المالكي وحزب (الدعوة) الذي نكث بتعهداته ونكلَ بالصدر وتياره العائم في فضاءات ليس فيها من قرار، وهو الآن يضع رقبة الصدر تحت المقصله، بمباركة المرجعية السيستانية، والمرجعية الحائرية التي تنصلت هي الأخرى عن فتاوى الصدر السياسية العبثية وغير المتوازنة، ثم يتم التنصل والتراجع والحوار، ولفلفة الموقف وعفى الله عما سلف.!!
أستُغلَ الصدر وتياره الهلامي ببشاعة في تنفيذ أجندة المجلس والدعوة، وهي أجندة إيرانية في القتل والتصفيات الجسدية على الهوية وإثارة موجة من العنف الطائفي والتشريد والفرز المذهبي الجائر.. وكان الحكيم (بدر) والمالكي (الدعوة) يختفون خلف مشهد القتل الدامي ويلعبون بأداتهم المهيئة أساساً للقتل والسلب والنهب. وكل ذلك يحدث في إطار ما يسميه أحمد الجلبي بـ (البيت الشيعي)،والحقيقة إنه ليس بيتاً إنما (الفندق الشيعي)، والفرق واضح بين البيت وبين الفندق،الذي سيرحل الغرباء عنه مرغمين الى حيث جاءوا!
إندفع الصدر وتياره وجيشه تحت تأييد الحكيم ومن خلفه الأحتلال وبمباركة من ايران لخلق واقع دموي عسير رسمته الأستخبارات الأيرانية. والهدف من ذلك ضرب عصفورين بحجر.. فقد إستخدمت ايران الصدر أولاً كرأس حربة طائفية في القتل والتدمير، وكأداة فرز طائفية للتشريد على طريق التقسيم لإبتلاع جنوب العراق في النهاية. كما إستنزفت ايران الصدر وجيشه ثانياً، وتلاعبت به ووضعته تحت رحمة تصفيات حكومة الأحتلال وتصفيات قوات الأحتلال في آن واحد.. وقائد التيار يقبع في طهران وتحت وصايتها.!!
المعروف أن حكومة الأحتلال هي(المجلس الأعلى والدعوة) وهما جهتان ايرانيتان وجوداً وهويه.. إيران هي من يستخدم الصدر وجيشه رغم كونه في الأئتلاف، ورغم كونه من الشيعه، لسببين، الأول : يتعلق بالمرجعية والصراع من أجل السيطرة عليها، ولأن الصدر وأتباعه لا يعترفون بمرجعية ولاية الفقيه، ويتقاطعون حول الأحقية المرجعية العربية في العراق بالضد من المرجعية السيستانية و(الحائرية) الفارسيتين. والسبب الثاني : هو أن ايران الدولة القومية الفارسية، وليس الملالي، من يقرر المصالح الإيرانية ويسعى من أجل بلوغها حيثما وجدت، ولا يهمها الجهة التي تستخدمها.. ايران تتعاون مع امريكا في العراق وحكومة الأحتلال هي منها واليها، ومع ذلك فأن هنالك أجندة ايرانية ترى في الضغط الدموي الذي تستخدمه في العراق، يحقق لها إنفراجاً حيال ملفها النووي، ويُيسر لها حركتها، ويوفر لها الزمن، ويخفف لها تنفيذ أهدافها.
الصدر، يفتقر الى المرجعية وتعوزه المعرفة السياسية. وتياره هامشي يتحرك بهوجائية وهمجية. وجيشه يعوزه الضبط والربط. التشكيل هذا هلامي يجمع عناصر متحلله في معظمها متحدرة من أوساط معدمة ورثه- وليس ذلك عيباً-، يتعذر وصفها بالجيش، لأن الجيش نظام وإنضباط وعقيدة وقييم وإطار وطني جامع.. والإشكالية في هذا الأمر، ليس لدى هذا التيار مشروع سياسي يستند الى فكر وطني محدد، وليس لديه أساس عقيدي ورؤية موضوعية وطنية مستقبلية.. فهو جاهل في السياسة، وجاهل في معرفة طبيعة العلاقات الوطنية التي يتطلبها واقع العمل الوطني، ويعوزه عنصر الثبات على المواقف، وتلك إشكالية كبرى في ساحة العراق على وجه الخصوص.. مرة يصطدم بقوات الإحتلال ثم يتراجع ويسلم أتباعه سلاحهم أو يبيعونه.. ومرة يدخل في اللعبة السياسية ويداهن الإحتلال بتجميد فعاليات جيشه حيال قوات الإحتلال، والحقيقة أن إيران هي التي تقول له (جمد) فعاليات جيشك، في الوقت الذي يعمل الحكيم (بدر) والمالكي(الدعوة) على خرق تيار الصدر وشرذمته الى مجاميع تبعاً للدراسة الأمريكية التي أقرت (إحتواء) الشيعه العرب المناهضين للإحتلال وتفكيكهم الى مجاميع ثم شرذمتهم. هذا التكتيك الأستراتيجي للدراسة لم ينفذه الإحتلال لوحده إنما بالتعاون مع إيران، والسبب الرئيس، هو أن كليهما يريدان تطبيق ما إتفقا عليه حول (تهدئة ألوضع الأمني في العراق) لكي ينجح المشروع الأمريكي، وتنجح أهداف الدولة الإيرانية في العراق وفي المنطقة.. تستخدم ايران الصدر وتياره في التصعيد والإستنزاف، وتمده بمختلف الأسلحة ومنها الصواريخ والراجمات الصغيرة والعبوات الناسفه الخ. لا تضحي إيران بورقة ضاغطة مهمة في ساحة مهمة ومعقدة تبني لها آمالاً جيو- ستراتيجية لمشروعها التوسعي، إلا إذا ضمنت أهدافاً جرى الإتفاق بشأنها.
يقول مستشار المالكي " كلما شعرت ايران بضغوط أمريكية شديدة عليها، فأنها تجعل من العراق ساحة للرد، الأمر الذي يعني أن شعب العراق يدفع دماء نتيجة لهذا الرد "!!، وهذا الرأي يمثل إزدواجية السياسة التي تتبعها ايران على ساحة العراق. لقد أشارت مجلة (The Nation) في تقريرها الأخير" أن إيران إستغلت الفراغ السياسي في العراق وأكدت وجودها السري والعلني فيه.. وإن لعبة الشطرنج بالوكالة بين أمريكا وإيران تدور في العراق، إذ أن نتيجة الأحتلال لم تؤد لولادة حكومة مواليه لواشنطن ولكن مرتبطة بطهران " وأضافت " الغريب أن أمريكا تعرف أن الحكيم و(بدر) له علاقة وثيقة ومعروفة مع ايران ".

الهدنة.. والتصعيد.. وتصفية الحسابات
اصطدم الصدر بأمريكا في جنوب العراق، ثم تراجع ليستقر على رأي معارضة سلمية في (البرلمان) وفي (الشارع).. ولم يستطع أن يحسم أمره بين الأثنين. (البرلمان) معناه الأمريكان، و(الشارع) معناه مع الجماهير الرافضة للأحتلال، أما بقاءه هنا وهناك، فتلك حالة ضياع وإطالة أمد الإحتلال. لماذا الهدنة مع المحتل؟ من يرسم أهداف الهدنة، الصدر أم ايران؟ سيما وإن من يدعم الصدر هي ايران التي تدفع به الى التصعيد، وهي التي تضغط عليه في هدنة مع المحتل الغازي تبعاً لمقياس علاقاتها مع هذا المحتل.. المصالح الأيرانية دائماً هي في المقدمة، وهي دائماً على حساب العراق وشعب العراق.
قلت، أن ايران تدعم الحكيم (بدر)، وتزود الصدر (جيش المهدي) بمختلف أنواع الأسلحة، صواريخ، وراجمات صغيرة، وقاذفات، وهاونات، وعبوات ناسفة. مليشيات المهدي في البصرة تقاتل جيش وشرطة الإحتلال بقيادة المالكي مدعوم من الجيش الأمريكي وطيرانه العسكري، ولم تتمكن هذه القوة من كسر(جيش المهدي) المدعوم بعناصر(فيلق القدس) الإيرانية التي تدفقت من عدد من منافذ الحدود الجنوبية المتاخمة لأيران، من أجل الإسناد وفرض ((الأمر الواقع)) على الأرض وإملاء الشروط لأقتسام النفوذ والمصالح.. بيد أن الحالة الشعبية العامة المناهضة للآحتلال قد إستُنفِرَت للمواجهة وإنهاء حالة الإحتلال بصيغة، عود ثقاب قد يشعل السهل كله.. وهذا ما يحدث في جنوب ووسطه على وجه التحديد.
من أين جاء تسليح (جيش المهدي)؟ قيل إنه مسروقات مخازن جيش العراق الوطني، وهذا صحيح، ولكن الكثير من الأسلحة سُلِمتْ والكثير منها بيعت، إلا أن الحديث من هذه الأسلحة كان قد تسرب من عنابر إيران الى مقابر الجنوب لأغراض الدولة الفارسية.
كان الإيرانيون وعلى طاولة المفاوضات في بغداد قد عرضوا إمكانية إيران معاونة الأمريكيين في ما أسموه (تهدئة الوضع الأمني في العراق).. ثم باشروا بتقوية حكومة المنطقة الخضراء التابعة لهم بسلسلة من وسائل الدعم شملت (إنشاء بنك، تقديم قرض، عقد صفقات تجارية، إنشاء سكك حديد تربط الجنوب بإيران، إنشاء مطار في النجف ألخ) حتى بات النفوذ الأيراني في كل زاوية من زوايا العراق، فضلاً عن دعم المليشيات بالسلاح والتدريب وبالعسكريين والأستخباريين.. وهذا تأسيس أيضاً على الأرض!!
ومن هنا، فقد كان العرض الأيراني بتهدئة الوضع الأمني في العراق مدعوم بإجراءات وتأسيسات معروفة ومعلنة.. فهل أن الأمريكيين لم يدركوا ذلك؟ المؤكد إنهم يتابعون عن كثب كل خطوة.. فهم يدعمون حكومة المالكي، والأيرانيون يدعمونها أيضاً، ومن هذا المدخل يأتي التوظيف المشترك للمصلحة المشتركة، ولكن المهم ماذا بعد ذلك؟، فوزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس)، يعرف طبيعة الهدنة وحيثيات خرقها ولماذا؟ كما يعرف (مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، فضلاً عن (كروكر) و (حسن كاظمي قمي) السفيران الأمريكي والأيراني في بغداد، نقاط الألتقاء ونقاط التقاطع التكتيكي وأدوات الضغط.
يعرض الأيرانيون عدم إعتراضهم على ما يسمى بالأتفاقية العراقية- الأمريكية طويلة الأمد، ويعربون عن دعمها وإنجاحها.. والهدف إنهم يريدون إنجاح حكومة المالكي الموالية لهم. والعرض الأيراني هذا يكشف أولاً: تناقض إطروحات إيران وأتباعها وسياساتها الإعلامية ومن يطبل ويزمر ورائها، برحيل قوات الإحتلال والإنسحاب من العراق والمنطقة.. لأن الأتفاقية تؤسس وجوداً عسكرياً أمريكياً في العراق لأمدٍ بعيد.. كما يكشف ثانياً: الرغبة الأيرانية الفارسية المستميتة في السيطرة واقعياً على جنوب العراق الغني بالنفط لأعتبارات جيو- ستراتيجية إيرانية تحدد من خلالها النظرة الشاملة الى المنطقة بمجملها.. والمهم في هذه الأستراتيجية الأيرانية هذه ((التأسيس على الأرض، لأن الأمريكيين راحلون في النهاية، والإيرانيين باقون في الجوار)).!!
لا أدخل في مفردات الخروقات والتشرذم الذي لحق بمليشيات (جيش المهدي)، وتلك التحركات العشوائية الهمجية التي تحكم سلوكه، والتجميد والتمديد والتراجع وفتوى عدم التعرض لقوات الإحتلال ثم فتوى الدفاع عن النفس.. إنما التساؤل المهم، لماذا التصعيد في جنوب العراق في هذا الظرف؟ ولماذا رد حكومة المنطقة الخضراء العنيف على هذا التصعيد، ودعم الأمريكيين لهذا الرد؟ هل بات ولاء حكومة المالكي للأمريكان، وهل باتت على النقيض من النفوذ الأيراني في العراق؟ وهل النفوذ الأيراني يقتصر على (الصدر) وجيشه الذي يفتقر الى أبسط مقومات الجيش؟!
في خضم التصعيد والتمترس خلف مواقع قتالية، تأتي دعوة (الصدر) الى الحوار مع الحكومة التي تعتبرهم خارجين على القانون و (التغاضي عن ذكر الصفة الطائفية لهذا الجيش أو التيار).. إنهم خارجون عن القانون فحسب.!! ماذا يخفي المالكي من هذا الطرح.. هل يريد أن يقول للأمريكين إنه عازم على إرساء دولة القانون إستجابة لضغوطهم وتنفيذاً لمخطط (تقليم) أظافر من يعرقل المشروع الأمريكي من عناصر ما يسمى بالإئتلاف، وضرب من يناهض الإحتلال ويضر بمشروعه البائس؟
ما الذي يريده الصدر، هل يريد مقاتلة الأمريكيين، فأذا كان ذلك صحيحاً فليحسم أمره ويقترب من مقاومة الشعب الوطنية؟ وهل يريد أن يناور، فهو ورقة غير مضمونة بيد إيران تدفع به متى شاءت الى (البرلمان) تارة والى (الشارع) تارة أخرى؟
الكثير من هذه الأسئلة يعرفها (غيتس، ومايك مولن، وكروكر، وحسن كاظمي قمي)، كما أن هنالك ملفات كثيرةعرضها الإيرانيون على الأمريكيين وبسخاء تؤكد إلتزام طهران بالتعاون الكامل مع الوجود العسكري الإستخباري الأمريكي في العراق وفي المنطقة على جميع الصعد، مقابل أن تمنح واشنطن طهران هامشاً من الحركة والمناورة على الصعيد الأقليمي والدولي.
وهنا.. علينا أن نفسر معنى الحركة والمناورة، هل هي النفوذ الذي تريده طهران في العراق والمنطقة، ليس أكثر، لأن الساحة الدولية لا تسمح لمن هب ودب بالحركة عليها وعلى تخومها بحرية، سوى للحيتان وأسماك القرش، أما الأسماك فهي منزويه في مجاميع بعيدة، ومع ذلك لا تسلم من الفك القاتل. إذاً، أن إيران تريد الإعتراف بنفوذ في العراق والمنطقة.. العراق بركة نفط، والمنطقة تعوم على النفط مع شبكة مصالح دولية يصعب التلاعب بها بستراتيجيات إقليمية.. والأمريكيون في سياساتهم الخليجية محكومون بمبدأ كارتر الذي يحتكر نفط الخليج العربي، كما يحتكر النفوذ، ولا مجال للإنابة بعد أن دخلوا مرحلة التصادم المباشر.. فهل يستجيب الأمريكيون لمطلب إيران في الحركة والمناورة؟
الإغراء الأيراني المصاحب لعرض التعاون الكامل مع الأمريكيين على الأمد البعيد، هو التعهد بتأجيل تخصيب اليورانيوم لفترة عامين، مع موافقة طهران على مراقبة برنامج إيران النووي من فرق التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية (IAEA)، فضلاً عن إلتزام طهران الكامل بضمان تمرير قوانين عدة في (البرلمان) العراقي تصب في صالح واشنطن عبر كتلتي الأئتلاف الشيعي والتحالف (الكردستاني)!!
والذي يسيل له لعاب الإحتلال، ضمان((قانون النفط والغاز)) وضمان((الوجود العسكري الأمريكي في العراق لأمد بعيد)). أما ما يسيل له لعاب إيران هو((قانون المحافظات والأقاليم))،الذي يؤسس حالة التقسيم التي تنتهي بإبتلاع إيران لجنوب العراق!!، وما عدا ذلك من قوانين تتعلق بإسقاط الديون الإيرانية المترتبة على العراق، وإيقاف طهران وحرسها الثوري وإمداداتها العسكرية واللوجستية للمليشيات الموالية لها.. هذا يعد إعتراف إيراني بدعمها للمليشيات الموالية لها عسكرياً ولوجستياً، وما نتج عن ذلك من إنتهاكات وقتل وتدمير وتخريب وتشريد، تتحمل إيران المسؤولية الكاملة قانونياً وإعتبارياً وتاريخياً.
الموضوع الإيراني هو أكبر وأبعد من تصورات آنية وعابرة لعلاقات يشوبها التوتر.. كل ذلك على السطح، التوتر والتنافس والتصعيد ما بين أمريكا وإيران.. أما الغاطس فهو المهم، الأمريكيون يدركون هذا الغاطس، والأيرانيون يعملون بـ (تقيه) معروفة ومكشوفة للعراقيين قبل غيرهم.. بيد أن الأمريكيين تهمهم مصالحهم، وإن الأيرانيين تهمهم مصالحهم الفارسية قبل كل شيء أيضاً، إلا أن حدود المصالح ليست مثل حدود (الفتاوى) التي يطلقها المعممون بتقية، فطن اليها الأمريكيون متأخرين. وإذا كان الأيرانيون يريدون أن يقولوا للأمريكيين ها أنتم أمام ((الأمر الواقع))، ومحمود أحمدي نجاد جاء الى بغداد ليؤكد هذا الأمر(بهدوء) الحالة الأمنية، وهو يحمل ملفات تضم سخاء المانح وإغراءات من يريد أن (يُقَشْمر) الآخر- أي يضحك على ذقن الآخر- في لعبة قواعدها مكشوفة إلا على السذج.
الأيرانيون يعانون في الظروف الراهنة : من فعاليات المقاومة الوطنية الإيرانية المسلحة التي تصاعدت في كل مكان على أرض ايران. وهي فعاليات معارضه مسلحة تتقدمها المقاومة العربية المتصاعدة في الأحواز العربية، فضلاً عن منظمة (بيجاك) الكردية الأيرانية المسلحة، ومنظمة مجاهدي خلق وجناحها العسكري للمجلس الوطني للمقاومة الأيرانية، ومعارضات ساخنة من الآذريين والتركمان وغيرهم من القوميات.. هنالك تحرك سياسي واسع النطاق بين أوساط الطلاب وشرائح الشعب الأيراني تعارض حكومة الملالي قد إتخذت مستوى حاداً في تحديها لسلطة القمع الإيرانية، بلغت حد تمزيق وحرق صور محمود أحمدي نجاد وصور على خامنئي علانية في الشوارع. التذمر صاخب في كل مكان في ايران، وعديد الكفاءات الفكرية والعلمية قد غادرت ايران الى الخارج، و(البازار) يعاني من أوضاع مزرية والكساد والركود الأقتصادي والبطالة مستشرية، رغم إرتفاع أسعار النفط.. وتداخل رجال (الدين) في هذه الأسواق التجارية على أساس (البزنز) وعلى رأسهم رفسنجاني. نعم.. رجال الدين معظمهم لديهم شركات ومساهمات تجارية في البازار، إنهم دجالون بإمتياز ومغلفون بالتقيه.. والطلاب والجامعات تعاني من إضطهاد إطلاعات الإستخبارية، والشعب العربي في الأحواز يواجه بصلابة وشجاعة حالات الفصل العنصري والقمع الوحشي وحملة الإعدامات في الساحات العامة وعلى أعمدة النور وسلاسل الرافعات.. والأكراد الأيرانيون يحملون السلاح ويقاتلون في مناطق وجودهم، وعند تخوم السليمانية وقراها الحدودية، التي تعرضت حتى الآن الى قصف الجيش الإيراني وطيرانه الحربي، دون أن يحرك العميلان الكرديان جلال الطلباني ومسعود البرزاني ساكناً، فيما يلوذ الأمريكيون دعاة حقوق الأنسان بصمت القبور.!!
الحالة الداخلية في إيران مزرية ومتهتكة على مستوى علاقة الملالي مع القوميات الأخرى، وعلى مستوى علاقة الملالي مع الديانات الأخرى- حتى اليهود الإيرانيون بدؤا يتسربون الى خارج إيران- كما أن هذه الأوضاع قد وضعت القيادة الإيرانية في دائرة الإحراج، ووضعت مؤسسة الملالي الطائفية في (قم) أيضاً في دائرة الإحراج، لكونها تدعي الأسلام وتمارس الفصل العنصري مع القوميات الأخرى المتعايشة مع الفرس المتسلطون.. وتدعي الأسلام وتقمع من يطالب بالمساواة والحرية بين أوساط العرب والأكراد والآذريين والتركمان وغيرهم.. وتدعي الأسلام وتزود مليشيات القتل الطائفية في العراق بالأسلحة للعبث بأمن الشعب العراقي العربي المسلم.. وتدعي الأسلام وتمارس إسلوب تفتيت الأسلام من خلال الدعاة الى التشيع- السياسي في المنطقة لشق وحدة المسلمين، في ظروف الهجمة الصهيونية والإمبريالية على العرب المسلمين.!!
القيادة الأيرانية تمارس إزدواجية مقيتة في الفقه الطائفي، والفقه السياسي في آن، فهي بهذا السلوك قد وضعت نفسها في دائرة المشاكل والإحراجات والمعارضات والثورات المسلحة على أرض فارس، من الأحواز الى الشمال، ومن الغرب الإيراني الى شرقه. هذا الواقع الراهن الذي يحيط بالقيادة الإيرانية الطائفية التي لم تنسجم مع جيرانها، ولم تستطع أن تحقق بيئة مستقرة تحتاجها المنطقة، بات مصدراً خطيراً من مصادر التوتر والإحتقان فيها.. فهي مأزومة من الداخل، ومأزومة في الخارج لسلوكها السياسي- الطائفي ولإزدواجيتها الباطنية في التعامل، فهي حيال هذا الواقع، كما هو حال الإحتلال الذي يعيش التأزم في الداخل وفي الخارج ايضاً.. وهذا يعني أن الإحتلالان الأمريكي والأيراني للعراق مأزومان، رغم توافقهما في جوانب وتقاطعهما في جوانب أخرى تكتيكية.. فبدلاً من أن تكف ايران عن التدخل الخارجي لتنصرف الى وضعها الداخلي، نراها تغوص بوحل الداخل والخارج، كما هو حال أمريكا.. وكل ذلك يحصل على حساب العراق وشعب العراق!!
والتساؤل في هذا المعنى، لماذا تريد طهران إسقاط مضامين النصوص الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483/2003 وخاصة مضامين الفقرتين 39 و 41 من القرار المذكور؟! والإجابة ليست حكراً على (روبرت غيتس) وزير الدفاع الأمريكي و(مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، و(كروكر) السفير الأمريكي في بغداد ونظيره الإطلاعاتي(حسن كاظمي قمي)، إنما للمقاومة الوطنية العراقية عيون تراقب، وعقول تدرك وتفسر اللعبة في ضوء قواعدها، كما تعرف الى أين يصل الغاطس!!
30/3/2008
شبكة البصرة
الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
02/04/2008, 01:23 AM
التاريخ :3/1/1429 هـ آراء ومقالات
محمد جمال عرفة

الفرار من العراق.. هل يكون عنوان 2008؟

لأن عام 2006 انتهى بقناعة أمريكية بضرورة الانسحاب من العراق، ولكن عبر طرح خطة لجلب مزيد من القوات الأمريكية لضرب معاقل المقاومة العراقية وتنظيم القاعدة، ثم البدء في سحب غالبية القوات، فقد شهد عام 2007 ظهورًا واضحًا لمعالم خطة أمريكية للانسحاب بشقيها العسكري والإستراتيجي في صورة إعادة ترتيب للتحالفات والخطط الأمريكية الداخلية سياسيًّا وعسكريًّا، وكذا أنماط التعامل مع دول الجوار.
مؤشرات سياسية وعسكرية
ولأن العقبة الكبرى كانت هي المقاومة العراقية ومعها تنظيم القاعدة، فقد سعت الخطة الإستراتيجية الأمريكية خلال هذا العام –بالتعاون مع حكومة المالكي- لتفتيت الصوت السني في البلاد عبر ابتداع فكرة "مجالس الصحوة" التي تتألف من مجالس من أفراد عشائر سنية في عدد من المناطق العراقية، وتتعاون مع القوات الأمريكية في قتال عناصر القاعدة، خصوصًا في محافظتي الأنبار وديالي (شمال شرق بغداد)، وذلك بالتوازي مع محاولات لتحجيم دور القوى الشيعية المناهضة، خصوصًا مجموعة "الصدر" وإفساح المجال لمشاركة سنية أكبر في الحكومة.
أيضًا لأن المشكلة الأمريكية الأخرى كانت ضمان عدم قفز قوى خارجية على العراق والتأثير فيه بما يضر النفوذ الأمريكي، فقد شهد ذات العام 2007 محاولات دبلوماسية أمريكية مكثفة لضمان تحييد هذه القوى -خصوصًا إيران– حسبما ظهر في مؤتمري دول الجوار في تركيا ثم العراق، وكان هذا تنفيذًا اضطراريًّا لتوصيات لجنة بيكر/ هاميلتون بشأن الحوار الأمريكي مع طهران ودمشق لضمان استقرار نسبي في العراق يسمح بسحب القوات الأمريكية التي تقترب خسائرها من 3 آلاف قتيل.
أما المستقبل السياسي فيبدو من وجهة النظر الأمريكية يتراوح ما بين فيدرالية عراقية تضم الأقاليم ذات الكثافة الشيعية والسنية والكردية مع مساحة حرية إقليمية لكل إقليم، أو تقسيم هذه الأقاليم في حالة صعوبة العيش سويًّا وتصاعد المخاوف من حرب أهلية تمتد آثارها المدمرة لدول الجوار، خصوصًا دول الخليج ذات الوجود الشيعي، وهو ما تخشاه واشنطن لحاجتها لاستقرار مناطق نفوذها في الخليج لضمان تدفق النفط، خصوصًا أن أي اضطراب في الأجواء السياسية يزيد من رفع أسعار النفط العالمية بصورة خيالية بعدما فاق السعر 100 دولار للبرميل.
وما يزيد من الضغوط على إدارة بوش لتنفيذ هذه الإستراتيجية الخاصة بسحب القوات الأمريكية، ووضع ترتيبات لضرب المقاومة وتحجيمها عبر تنشيط الصدام بين المقاومة الداخلية وتنظيم القاعدة لضرب السنة بعضهم ببعض، هو قيام الكونجرس عقب سيطرة الديمقراطيين عليه باتباع إستراتيجية جديدة تقوم على مبدأ "الاستنزاف البطيء" لإدارة بوش ولوزارة الدفاع "البنتاجون" من أجل إنهاء الحرب في العراق، عن طريق رفض تخصيص الأموال المطلوبة من كليهما لدعم العمليات في كل من العراق وأفغانستان.
من ذلك مثلاً إعلان رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في 6 نوفمبر الماضي أمام اجتماع المؤتمر الحزبي الديمقراطي إستراتيجية جديدة تقوم على إجراءات تنهي الحرب في العراق بحلول ديسمبر عام 2008، مع ترك العدد الكافي من الجنود وقوات المارينز لمواجهة الإرهابيين وتدريب قوات الأمن العراقية وحماية القواعد الأمريكية، ومنها موافقة النواب الديمقراطيين يوم 7 نوفمبر على مشروع قانون للإنفاق العسكري بدون تخصيص أي أموال إضافية لحرب العراق!.
أما المخصصات الإضافية التي يطلبها البنتاجون لحربي العراق وأفغانستان والتي تبلغ 196 مليار دولار حتى 30 سبتمبر 2008، فإن الديمقراطيين رفضوا تمريرها لحين ظهور معالم خطة أمريكية واضحة لإدارة بوش للانسحاب من العراق؛ ولهذا طرح الكونجرس خططًا بديلة لتمويل جزئي للحرب بـ50 مليار دولار للعمليات العسكرية في العراق، يرتبط بأهداف محددة وفترة زمنية معينة تبلغ أربعة أشهر فقط، قال إنها ستستخدم لتمويل "بداية إعادة انتشار فوري للقوات خارج العراق سيحصل خلال عام، وحماية الجنود والدبلوماسيين والتصدي لتنظيم القاعدة وتقديم دعم محدود لقوات الأمن العراقية".
وجاء الإلحاح على سحب القوات وسط تزايد أعداد الجنود القتلى، حيث بلغت حصيلة قتلى جيش الاحتلال الأمريكي خلال العام الراحل 898 جنديًّا؛ لتفوق بذلك حصيلة خسائر عام 2004 عندما فقد جيش الاحتلال الأمريكي 849 جنديًّا وفق التقديرات العراقية والأمريكية.
حيث شهد النصف الأول من العام 2007، ارتفاعًا في حصيلة القتلى الأمريكيين، سقط منهم: 83 قتيلاً في يناير، و81 في فبراير، و81 في مارس، و104 في إبريل، و122 في مايو، و101 في يونيو، وفي شهر يوليو، حيث بلغت محصلة خسائر جيش الاحتلال الأمريكي البشرية 79 جنديًّا، ثم 84 في أغسطس، و65 في سبتمبر، و40 في أكتوبر، و36 في نوفمبر.
مجالس الصحوة وضرب المقاومة
جاء ظهور دور مجالس الصحوة العراقية (السنية) المساند لقوات الاحتلال الأمريكية ضد عمليات تنظيم القاعدة بصورة جلية في أعقاب لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش مع عبد الستار أبو ريشة الذي شكّل أول هذه المجالس (اغتالته القاعدة في هجوم بسيارة مفخخة بعدها بأيام)؛ ليكشف عن أن تجربة مجالس الصحوة باتت هي أهم إنجاز عسكري للقوات الأمريكية في العراق بعد أن فشلت كل الخطط الأمريكية في احتواء المقاومة.
وليس صحيحًا أن مجالس الصحوة التي شكلت في عدة محافظات سنية فقط وبدعم أمريكي مباشر تمثل قوة كبيرة، كما أنها تلقى معارضة ليس فقط من قبل تنظيم القاعدة (الذين يمثل العراقيون 95% منه)، وإنما تعارضها أعلى هيئة سنية عراقية، وهي "هيئة علماء المسلمين" التي وصفتها بأنها "مشروع أمريكي لتقويض المقاومة"، وقالت: إن هدفها هو تفتيت الصوت السني والمقاومة العراقية، فضلاً عن أنها تتعاون مع القوات الأمريكية في قتال عناصر القاعدة والمقاومة معًا، خصوصًا في محافظتي الأنبار وديالي.
وقد قلّل الشيخ حارث الضاري رئيس الهيئة -في حوار أخير مع قناة الجزيرة الفضائية– من قوتها، وقال: إن "ما يسمى بالمجالس وجودها بسيط، ولو ذهبت لوجدت أن العملية مكبرة ومفبركة إعلاميًّا، وما ذُكر من أمن أنّ سببه هو قلة العمليات القتالية ضد الاحتلال في بعض المناطق ومنها الأنبار، فقلّة هذه العمليات اعتُبرت أمنًا، وسبب قلة العمليات ذلك يعود إلى بعض الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت من قبل تنظيم القاعدة ضد أبناء الشعب في منطقة الأنبار وفي غيرها، فغضب عليها البعض واستُغلّ هذا الأمر من قبل الولايات المتحدة ومن يعاونها، فاجتمع الناقمون مع من يريدون أن يعملوا بأجر أو بآخر فتجمعوا، ورجال القاعدة انسحبوا إلى أماكن معينة!".
وقد سعت القوات الأمريكية لاستخدام هذه المجالس لضرب المقاومة العراقية، سواء تلك الفصائل التي تعمل بشكل منفصل أم تلك التي تنخرط ضمن تنظيم القاعدة، ودعمها والسعي لضمها ضمن قوات الجيش والشرطة العراقية التي يمثل الشيعة أغلبها، حيث طرحت فكرة تخصيص 6% من هذه القوات لمجالس الصحوة مع تسليحها، ثم 20%، بيد أن القوى الشيعية تتحفظ على أي دور لهذه المجالس برغم اعترافها أنها حجّمت عمليات المقاومة بنسبة النصف في الأنبار وديالي؛ لأنها تخشى أن يتضخم دورها مستقبلاً وتشكّل جيشًا سنيًّا يعارض النفوذ الشيعي المسيطر على شئون البلاد.
ويزيد من قلق القوى الشيعية أن هذه المجالس وصل عدد مسلّحيها -وفق الجيش الأمريكي- إلى 72 ألف مقاتل؛ ولهذا قلّصت الحكومة نسبة ضمّ عناصرها إلى قوات الأمن إلى 20% فقط، وطالب زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم بوضعها تحت سلطة الحكومة.
تسارع خطط الانسحاب
ومن الواضح أن تحويل واشنطن اهتمامها المكثف تجاه الكتلة الشيعية في الحكم إلى الكتلة السنية، والسعي للتعاون مع قبائل سنية في بعض المدن ومدها بالسلاح، وفي الوقت نفسه تضييق الخناق على زعيم التيار الصدري (الشيعي) وقواته الذين يشكو السنة من مجازرها ضدهم، فضلاً عن توقيع اتفاقيات طويلة الأمد مع الحكومة العراقية الحالية لضمان وجود عسكري (قواعد دائمة) وإمدادات نفطية على مدى بعيد، من المؤشرات على قرب تسريع الانسحاب والفرار من العراق.
فالمؤشرات تظهر أن هناك خططًا أمريكية متسارعة تجري في العراق ليس من أجل تحقيق نصر عسكري كما يزعم الرئيس بوش، وإنما من أجل تحقيق "تحول سياسي" في العراق، استعدادًا لإعلان جدول زمني للانسحاب النهائي -مع بقاء قواعد خصوصًا في شمال العراق–، وأنه من أجل هذه الخطوة المقبلة بدأت خطط تكثيف الضغط على رئيس الوزراء المالكي؛ كي يفتح المجال أمام تلبية بعض مطالب العشائر السنية كمحاولة لإقناع المقاومة السنية بوقف القتال.
والمؤشرات تؤكد أيضًا أن هذه الخطة الأمريكية التي ركزت على تمشيط مدن عراقية سنية في محاولة أخيرة لإضعاف "الجيش الإسلامي" و"القاعدة"، وكذا ضرب بعض مصادر قوة التيار الصدري، استهدفت بصورة أكبر السعي لإقرار سلسلة قوانين وتعديلات سياسية ترضي السنة بصورة ما، وبما يسهل الانسحاب الأمريكي في ضوء ضغوط الكونجرس ذي الأغلبية الديمقراطية لوضع جدول زمني للانسحاب في العام الجديد 2008.
ويبدو أن تصاعد هذه الضغوط الداخلية في أمريكا ضد إدارة بوش والمطالبة بالانسحاب أدى لإنعاش الخطط القديمة التي طرحها خبراء لتقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية.
انظر: الخطة الأمريكية الجديدة للفرار من العراق!
الانسحاب بات هو الحل بالتالي، والجدال يدور حول التوقيت وتهيئة الظروف المناسبة له، فإدارة بوش تحرص على أن يكون الانسحاب "منظمًا"، لا يهدر كرامة الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يضمن الحدّ الأدنى من العملية السياسية في العراق، وبالمقابل يصرّ الكونجرس والسياسيون على الانسحاب الآن؛ لأن كل شهر يمرّ على القوات الأمريكية هناك يكلف أمريكا 100 جندي قتيل على الأقل، ويكلف الخزانة مليارات الدولارات، فعلى حد قول هاري ريد زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "زيادة عدد القوات لا ينفع بشيء و6 أشهر فقط تعني 600 قتيل و60 مليار دولار"، كما أفادت دراسة للكونجرس أن الكلفة الإجمالية لما يسمى "الحرب على الإرهاب" -أي الغزو- قد تصل إلى 1400 مليار دولار بحلول العام 2017!!.فهل يكون عام 2008 هو عام الفرار الأمريكي من العراق؟

M. Alobidi
02/04/2008, 01:30 AM
"الورقة العراقية " تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز
في الانتخابات البرلمانية الفنلندية الأخيرة ، التي أعلنت نتائجها في العاصمة هلسنكي ، يوم 16 آذار من هذا العام ، والتي تجري في البلاد كل أربع سنوات ، وتنافس فيها 19 حزبا وقائمة انتخابية ، لأشغال اكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان البالغة 200 مقعدا ، ظل التنافس قائما ما بين الأحزاب السياسية التقليدية ، والتي تعرف بالأحزاب الكبيرة أو أحزاب الحكومة. وأمام ملل الناخب الفنلندي من حصول تغيير جدي في سياسة البلاد وتشابه برامج الأحزاب السياسية على صعيد السياسة الداخلية ، فجميعها كانت تنادي بالمزيد من فرص العمل والاستقرار الاجتماعي ، وصيانة الأسرة ومراجعة السياسة الضريبية ، وجد حزب الوسط (المزارعين سابقا ) ، في الأزمة العراقية ، حيث تصاعد حينها تهديد الولايات المتحدة بغزو العراق ، ورقة رابحة ، لعبها بمهارة وقادته إلى النصر، إذ تقدم بشكل ملحوظ على بقية الأحزاب بنيله على نسبة 24,7% ( +2,4) من الأصوات التي أهلته للحصول على 55 مقعدا ، بزيادة 7 مقاعد مقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت عام 1999 . أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، والذي ظل ولدورتين انتخابيتين سابقتين يقود الحكومة ، ونجح في تشكيل حكومات ائتلاف وطني، سميت بحكومات ( قوس قزح ) لانها ضمت غالبية الأحزاب الفنلندية الأساسية من اليمين واليسار، فنال 24,5% (+1,6) والتي أهلته للحصول على 53 مقعد ، متقدما بثلاث مقاعد فقط قياسا بانتخابات 1999. اما الخسارة والتراجع فكان من نصيب بقية أحزاب حكومة قوس قزح، خصوصا حزب الائتلاف الوطني (يمين) ، وهو أهم حليف للديمقراطي الاجتماعي في الحكومات السابقة وخصوصا في دعمه لسياساته الأوربية ، إذ حصل على نسبة 18,5 (- 2,5) وأهلته للحصول على 40 مقعد وبخسارة 8 مقاعد قياسا بانتخابات عام 1999. اما النصر الذي حققه حزب الوسط في الانتخابات الأخيرة ، وهو حزب يعمل من مواقع يمين الوسط ، والذي أهله لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة ، فقد جاءه أساسا من اللعب بما سمي في وسائل الإعلام الفنلندية بـ "الورقة العراقية " ، ففي مناظرة تلفزيونية ، وعلى الهواء مباشرة ، خلال الحملات الانتخابية ، فاجأت زعيمة حزب الوسط ، السيدة "أنيلي ياتينماكي " ، رئيس الوزراء السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، السيد " بافو ليبونين " ، والمعروف كسياسي ذي خبرة ، بأنها تعرف الكثير عن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي " جورج ديبليو بوش " ، والذي عقد في واشنطن ، في 9 /12/ 2002 . وتحدثت زعيمة حزب الوسط عن ما سمته وعود بافو ليبونين للرئيس الأمريكي بضمان مساندة فنلندا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأيضا حملتهم العسكرية على العراق . واتهمت أنيلي ياتينماكي ، زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي السيد بافو ليبونين بتوريط فنلندا بالموافقة على سياسة الحرب الأمريكية ، وبشكل مخالف لسياسة فنلندا الخارجية السلمية ، وموقفها الذي يجب ان ينسجم مع سياسات الاتحاد الأوربي ، والداعي إلى حل الأزمة العراقية من خلال الأمم المتحدة وبالطرق السلمية. وفي الأيام التالية تسربت معلومات إلى الصحافة المحلية عن وثيقة رسمية سرية حول اجتماع رئيس الوزراء بافو ليبونين مع الرئيس الأمريكي جورج ديبليو بوش الذي كان يعقد لقاءات واجتماعات مع قادة العديد من الدول الأوربية في سعي من الولايات المتحدة الأمريكية لكسب اكبر عدد ممكن من الحلفاء لحربه المنتظرة ضد العراق ، وذكرت التقارير الصحفية وطبقا للوثيقة السرية ان الرئيس الأمريكي مدح فنلندا كشريك جيد للولايات المتحدة في مواقفه من الحرب ضد العراق . وفي الوقت الذي كانت فيه شوارع العواصم والمدن الأوربية تلتهب تحت أقدام المتظاهرين ضد الحرب ، ومن ذلك المدن الفنلندية الأساسية ، دفعت هذه المعلومات بالعديد من الأحزاب الفنلندية لمهاجمة السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي الاجتماعي ، وبالتالي أدى كل ذلك إلى انفضاض الناخبين عن تأييده ، مما ترك أثره على نتائج الانتخابات ، وحقق حزب الوسط فوزا مشهودا . ووفق القوانين البرلمانية الفنلندية شكل حزب الوسط الحكومة الجديدة ، والتي دخل فيها الحزب الديمقراطي الاجتماعي شريكا ، وتولت السيدة أنيلي ياتينماكي منصب رئيس الوزراء الفنلندي ، لتكون بذلك أول سيدة فنلندية تتولى هذا المنصب ، وبالمناسبة فان فنلندا هي من البلاد الأوربية التي تشغل النساء فيها نصف المقاعد الوزارية هذا ناهيك عن كون رئيسية الجمهورية هي امرأة ، هذا من غير العدد المتميز من النساء عضوات في البرلمان الفنلندي . وتبعا للأسس الديمقراطية والشفافية في المعلومات وحرية الصحافة التي تضمنها قوانين البلاد ، لم تُترك زعيمة حزب الوسط أنيلي ياتينماكي تهنأ بمقعد رئاسة الوزراء طويلا ، إذ راحت وسائل الإعلام تتابع قضية حصولها على الوثائق السرية ، وتسريبها الى الصحافة وتوظيفها في التلاعب بمشاعر الناخبين ، واعتماد أساليب غير قانونية للحصول على المعلومات واستخدامها في العملية الانتخابية. وراح الحزب الديمقراطي الاجتماعي يواصل الدعاية والحديث عن التزام قادته بقوانين الدولة والسياسة الفنلندية الخارجية المحايدة . وسرعان ما كشفت الصحافة الفنلندية ان الوثائق الرسمية السرية تم تسريبها من ديوان رئاسة الجمهورية ووصلت إلى رئيسة حزب الوسط التي وظفتها في حملتها الانتخابية . وفور نشر هذه المعلومات تبنى حزب الائتلاف الوطني ، والذي كان اكبر المتضررين في الانتخابيات البرلمانية الأخيرة ، عملية دعوة البرلمان لمسائلة رئيسة الوزراء وأجراء التحقيقات الرسمية اللازمة من قبل الجهات المختصة. واستطاعت الجهات الرسمية بعد سلسلة من التحقيقات ان تحدد مصدر تسرب المعلومات ، وتبين انه مستشار رئيسة الجمهورية القانوني ، الذي اعترف للشرطة السياسية بفعلته ، ولكنه أنكر ما تردد من كونه عضوا في حزب الوسط ، فأقيل فورا من منصبه لعدم أمانته. واستمر البرلمان في طلب مسائلة رئيسة الوزراء أنيلي ياتينماكي التي راحت في بداية الأمر تحاول التخفيف من الأمر والتصريح بأنها قدّمت وجهة نظر المعارضة في ذلك الوقت ، وان من حق المواطن ان يعرف كل المعلومات ، وبأنّها شعرت أن خطر نشوب الحرب في العراق كان قد ترك تأثيره على مشاعر كل الفنلنديين ، وان تصرفها كان للمحافظة على موقف الحياد الذي عرفت به فنلندا. لكنها وأمام ثبوت الأدلة بحصولها على الوثائق بشكل غير شرعي، وأمام البرلمان الفنلندي الذي عقد جلسة خاصة للاستماع لافادتها اعترفت بحصولها عليها واستخدامها مثلما كان ، وقدمت اعتذارها لرئيسة الجمهورية ، ولكنها مع ذلك حاولت المناورة وأشارت إلى ان الوثائق وصلتها عن طريق الفاكس وانها لم تطلبها أو تسعى أليها. ولم يكن جوابها مقنعا للكتل البرلمانية ولا للشارع الفنلندي الذي تابع القضية وراح في استطلاعات الرأي يعبر عن غضبه ويتهمها بالكذب المباشر. وفي تعليق مباشر لرئيسة الجمهورية السيدة تاريا هالونين (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) أشارت إلى حق كل مرشح أثناء حملة الانتخابات في استخدام المعلومات المناسبة ولكن وفقا للطرق القانونية والشرعية ، وبينت ان سلوك رئيسة الوزراء كان مخالفة قانونية وسياسية واضحة ، وكان هذا إشارة صريحة إلى موقف رئاسة الجمهورية المؤيد للأصوات المتصاعدة والتي تطالب باستقالة رئيسة الوزراء ، بسبب خرقها للقوانين الفنلندية ، وحصولها على وثائق رسمية سرية بشكل غير قانوني وظفتها بشكل اضر بموقف منافسيها ونتائج الانتخابات . وفي ساعة متأخرة من مساء 18 حزيران ، بعد شهرين من تشكيلها للحكومة ، قدمت أنيلي ياتينماكي ، رئيسة حزب الوسط ، استقالتها لرئيسة الجمهورية ، التي أعلنت ذات المساء عن قبولها ، وكلفتها بالاستمرار بممارسة مهامها حتى اختيار حكومة جديدة. ولتفادي نشوب أزمة سياسية جرت حالا مفاوضات طاحنة خلف الكواليس مارس فيها حزب الائتلاف الوطني ضغوطا متعددة لكن حزب الوسط استطاع ان يحافظ على تشكيلة الوزارة ذاتها وتم الاكتفاء بمجيء "ماتي فانهانينين " وهو واحد من ابرز قادة حزب الوسط ليشغل موقع رئيس الوزراء ، وحضي بموافقة رئيسة الجمهورية . ولم تنتهي مصاعب السيدة أنيلي ياتينماكي من جراء استخدامها "الورقة العراقية " ، إذ تصاعدت الأصوات داخل حزبها تنتقدها لما سببته من أزمة سياسية في البلاد وانحسار في شعبية الحزب ، وصارت مادة مفضلة لرسوم الكاريكاتير والبرامج الساخرة لحد يمكن القول صار يرثى لها ، ولحد توقع بعض المحللين انها ستبادر للاعتزال السياسي ، ولكنها بدلا من ذلك قامت بجولة في المدن الفنلندية للمساهمة المباشرة في تلميع صورتها أمام أعضاء حزبها ، الذي وبطلب من قاعدته هيأ لعقد مؤتمر جديد . وفي الخامس من تشرين الأول 2003 ، عقد المؤتمر وسط ترقب شديد من الشارع الفنلندي ، ورغم خطابها اللين الذي حاولت فيه استرضاء مندوبي الموتمر تم التصويت بالإجماع بعزلها عن قيادة الحزب وبنفس الوقت تم انتخاب وأيضا بالاجماع ماتي فانهانينين زعيما للحزب ، وفي خطاب الوداع الذي بدت فيه منكسرة على عكس ما عرف عنها من الظهور بمظهر المرأة الحديدية ، اتهمت أنيلي ياتينماكي الحزب الديمقراطي الاجتماعي بانه كان وراء عزلها وان قادة هذا الحزب وبرسالتهم المكتوبة التي طالبوا باستقالتها هددوا حزبها بالانسحاب من الحكومة الائتلافية إذا لم تقدم على ذلك ، وبانها في الوقت الذي نجحت في ايصال حزبها إلى النصر لكنها صارت كبش الفداء وتركت وحيدة تتلقى مصيرها . وهكذا لم تكن نتيحة اللعب بالنار العراقية الاطاحة بها فقط من رئاسة الوزارة التي لم تهنأ بها طويلا ، بل واجهزت على مستقبلها السياسي .
يا ترى هل يتعظ البعض من ذلك ؟!

M. Alobidi
02/04/2008, 01:33 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الديمقراطية الأمريكية.. أين هي؟!
شبكة البصرة
بقلم: السيد زهره

• 935 كذبة.. لكنها لا تكفي لمحاسبة بوش وزمرته
• لهذا.. ليس من حقهم إعطاؤنا دروسا عن الديمقراطية والحرية
• هكذا كان الاعلام الامريكي شريكا كاملا لبوش في كل جرائمه
• الحرية عندهم هي للنخبة وجماعات المصالح وليست للراي العام
• كاتب امريكي : لن نستعيد كرامتنا وديمقراطيتنا مالم يحاكم هؤلاء

كما نعلم، فان الادارة الامريكية واركانها، وكذلك الزمرة التابعة لها من الكتاب والباحثين في مراكز الابحاث الامريكية، دأبوا طوال السنين الماضية على ان يلقوا علينا المحاضرات عن الديمقراطية الامريكية، وكيف ان القيم الديمقراطية هي قيم امريكية عظيمة، وكيف يجب علينا نحن في الدول العربية والاسلامية ان نتعلم منهم وان نحذو حذوهم على هذا الطريق.
لن نتحدث هنا عن الوجه الاجرامي البشع لـ «الحرية والديمقراطية« الامريكيتين في بلد مثل العراق.. لن نتحدث عن القتل والابادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبت جميعها تحت دعاوى الحرية.. لن نتحدث عن جرائم التنكيل بأبسط حقوق الانسان بل كرامته في ابوغريب وجوانتنامو وغيرهما.
لن نتحدث عن هذا الوجه البشع للديمقراطية الامريكية. سنتحدث عن الديمقراطية في داخل امريكا نفسها من زاوية محددة.
من اكبر الدروس التي يلقونها على اسماعنا ان اكبر فضائل الديمقراطية وقيمها وخصوصا في امريكا، انها كفيلة بأن تكشف اخطاء الحاكم او المسئول، وتضمن حسابه على هذه الاخطاء.
بالطبع، هذه قيمة عظمى للديمقراطية بالفعل. ان يحاسب الحاكم او المسئول عن اخطائه او خطاياه. لكن لنتأمل هذا الذي سنعرض له. ومن حقنا بعد ذلك ان نتساءل: واين اذن هي الديمقراطية الامريكية؟
***

الكذابون
معروفة هذه الدراسة التي اجريت مؤخرا ورصدت اكاذيب الرئيس بوش واركان ادارته في الفترة التي سبقت غزو واحتلال العراق. هذه الدراسة اعدها الاستاذان تشارلز لويس ومارك سميث من مركز «بابليك انتجريتي«.
الدراسة رصدت ووثقت كل التصريحات والبيانات الكاذبة التي ادلى بها الاركان الكبار لادارة بوش في فترة ما قبل الغزو. النتيجة التي توصلت اليها الدراسة ان اركان ادارة بوش وعلى رأسهم بوش نفسه ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية رايس التي كانت مستشارة للأمن القومي ورامسفيلد وزير الدفاع ووزير الخارجية باول.. هؤلاء ادلوا بـ 935 تصريحا وبيانا كاذبا عن العراق.
هذه الاكاذيب تعلقت بصفة خاصة بموضوعين اساسيين هما، امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل، وعلاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة. وهما كما نعلم المبرران الاساسيان اللذان تم تقديمهما تبريرا لشن العدوان على العراق. طبعا معروف اليوم ان كل ما كانوا يقولونه عن امتلاك العراق لاسلحة دمار وعن علاقته بالقاعدة كان اكاذيب فاضحة. الدراسة وثقت كما قلنا كل هذه الاكاذيب بالتاريخ والمناسبة.
تشير الدراسة الى ان بوش مثلا ادلى بـ 232 تصريحا وبيانا كاذبا عن اسلحة الدمار العراقية، و28 تصريحا كاذبا عن علاقته بالقاعدة. وباول كان نصيبه 244 تصريحا كاذبا عن اسلحة الدمار و10 عن العلاقة مع القاعدة. ورايس كان نصيبها 56 تصريحا كاذبا وتشيني.48 وعلى هذا النحو تسجل الدراسة نصيب باقي اركان الادارة من الاكاذيب.
والدراسة لا تكتفي بإيراد احصاءات بعدد الاكاذيب وحسب، وانما توثق نصوص الكثير من هذه الاكاذيب. وعلى سبيل المثال فقط في 26 اغسطس 2002، اعلن ديك تشيني: «الامر ببساطة انه لا يوجد ادنى شك في أن صدام حسين الان يمتلك اسلحة دمار شامل. ولا يوجد ادنى شك في انه يكدس هذه الاسلحة كي يستخدمها ضد اصدقائنا وضد حلفائنا وضدنا«.
وفي أواخر سبتمبر 2002، قال بوش في خطابه الاذاعي للأمة: «ان النظام العراقي يمتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية وهو يعيد بناء منشآته كي يمتلك المزيد منها. وهو بحسب الحكومة البريطانية بمقدوره ان يشن هجوما بيولوجيا او كيماويا في خلال 45 دقيقة فقط من اعطاء الاوامر.. هذا النظام يسعى لامتلاك قنبلة نووية وهو بمقدوره ان يصنع قنبلة في خلال عام«.
وهناك طبعا العرض المهزلة الذي قدمه كولن باول في 5 فبراير عام 2003 في مجلس الامن عن «الادلة« المزعومة لامتلاك العراق اسلحة الدمار.
وعلى هذا المنوال، تسجل الدراسة باقي اكاذيب اركان الادارة الامريكية.
***

.. وأي ثمن؟
هذا الذي سجلته الدراسة الامريكية من اكاذيب فاضحة لجأ اليها اركان الإدارة الامريكية لتبرير غزو واحتلال العراق هو امر اصبح معروفا للعالم كله بعد كل الحقائق التي تكشفت بعد الغزو. كل ما في الامر ان الدراسة وثقت هذه الاكاذيب. لنلاحظ في شأن هذه الاكاذيب الجوانب الخطيرة التالية:
أولا: انهم حين رددوا هذه الاكاذيب وروجوا لها على هذا النطاق الواسع جدا، لم يفعلوا ذلك على سبيل السهو او الخطأ غير المقصود، او لأنهم كانوا لا يعلمون الحقيقة. هم كانوا يكذبون ويعرفون جميعا انهم يكذبون. ليس هذا فحسب، بل انهم كما اتضح بعد ذلك لم يترددوا في فبركة الادلة والوقائع المزعومة كي يبرروا اكاذيبهم. لنتذكر انه في ذلك الوقت، قبل الغزو، كانت كل تقارير بعثات التفتيش الدولية في العراق عن اسلحة الدمار المزعومة تؤكد في تقاريرها انها لم تعثر على أي ادلة تؤكد امتلاك مثل هذه الاسلحة. وقد تكشف بعد ذلك كما نشر على نطاق واسع انه حتى اجهزة المخابرات الامريكية نفسها كانت تؤكد ان العراق لا يمتلك اسلحة دمار، وانه لا علاقة له بتنظيم القاعدة. لكن الادارة الامريكية ببساطة تكتمت على كل المعلومات المتاحة لديها بهذا الخصوص ومضت في اكاذيبها، بل اخرست كل الاصوات التي كانت تريد كشف هذه الاكاذيب.
باختصار، فان اكاذيب الادارة الامريكية هذه هي من النوع الذي ينطبق عليه مقولة اكاذيب «مع سبق الاصرار والترصد« بالتعبير القانوني.
ثانيا: معنى هذا انهم بهذه الاكاذيب على هذا النطاق ارتكبوا جريمة بحق الرأي العام الامريكي. فهم بهذا تعمدوا تضليل الرأي العام الامريكي وخداعه حول خطر غير موجود، وحول «حقائق« لا وجود لها. فعلوا هذا بالطبع كي يضمنوا تأييد او تعاطف الرأي العام الامريكي مع خططهم العدوانية تجاه العراق.
ثالثا: والاخطر من كل هذا هو النتائج التي ترتبت على هذه الاكاذيب وعلى شن العدوان على العراق بناء عليه. واي نتائج؟.. أي كوارث مروعة ترتبت على ذلك؟.. أي ثمن فادح؟ لقد ترتب على ذلك تدمير بلد عربي بالكامل وتشريد اهله وقتل اكثر مليون ونصف مليون من ابنائه واغراقه في الفوضى الطائفية. ولسنا بحاجة الى اي تفصيل هنا. بل ترتب على ذلك نتائج كارثية لأمريكا والامريكيين انفسهم باعتراف الامريكيين. ليس فقط الاكثر من اربعة الاف قتيل ولا الاموال الرهيبة التي اهدرت، ولكن دفعت امريكا كلها ثمنا من سمعتها ومصداقيتها في العالم التي اصبحت في التراب
***

أين الديمقراطية؟
السؤال المهم بالطبع الذي لا بد ان يثيره كل ما ذكرناه هو: واين اذن الديمقراطية الامريكية وآلياتها من كل هذا؟
لماذا فشلت آليات الديمقراطية الامريكية بداية في فضح هذه الاكاذيب في حينها، ومن ثم الحيلولة دون وقوع جريمة غزو واحتلال العراق بكل ما ترتب عليها من كوارث؟
وهناك تساؤل اهم: واخطر من هذا؟ أين هي آليات الديمقراطية الامريكية بعد كل ما تكشف من اكاذيب ومن حقائق ومن خداع وتضليل للرأي العام الامريكي وسوق امريكا كلها الى هذه الكارثة؟
لقد اتضحت ابعاد هذه الاكاذيب تماما بما لا يقبل أي مجال للشك. وفي نفس الوقت، اصبحت النتائج الكارثية لها حديث الامريكيين والعالم كله. إذن، اين آليات المحاسبة الديمقراطية هنا؟ لماذا لا تضمن هذه الآليات محاسبة جورج بوش واركان ادارته عن هذه الاكاذيب، وعن الجرائم التي ارتكبوها بناء على ذلك؟
هذا التساؤل يصبح اكثر الحاحا خصوصا اذا لاحظنا انه منذ ما قبل الغزو، وبعد الغزو خصوصا، وحتى اليوم، فان قوى كثيرة في امريكا لم تكف في يوم من الايام عن المطالبة بمحاسبة ومحاكمة جورج بوش واركان ادارته على ما ارتكبوه من جرائم بحق امريكا والشعب الامريكي. وهناك مثلا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم حملات نشطة تطالب بتنحية وعزل بوش ونائبه تشيني خصوصا بسبب هذه الجرائم.
ويبقى التساؤل مطروحا: اين آليات المحاسبة التي تضمنها الديمقراطية؟ لماذا لم نر لها وجودا في امريكا؟
لسنا هنا بصدد الاجابة تفصيلا عن هذا التساؤل، ولكن نشير فقط بسرعة إلى ما يلي: كان مفترضا ان يكون الكونجرس الامريكي بداهة، وباعتبار انه يعبر نظريا عن ارادة الشعب الامريكي، هو ساحة الحساب والعقاب لبوش واركان ادارته على اكاذيبهم وما ارتكبوه بحق الشعب. لكن الامر هنا كما نعلم انه بالنسبة للحزبين المهيمنين على الكونجرس، الجمهوري والديمقراطي، فانه في نهاية المطاف الفوارق بينهما فيما يتعلق بالنوازع والاطماع الاستعمارية في الخارج هي فوارق ضئيلة جدا لا تكاد ترى. بعبارة اخرى، فان هذه النوازع والاطماع هي في نهاية المطاف في الكونجرس اكبر بكثير واقوى بكثير من الديمقراطية ومن آليات المحاسبة والعقاب التي من المفروض انها تكفلها.
هذا جانب. الجانب الآخر الذي يعلمه الجميع انه في الحياة السياسية الامريكية عموما، فان مصالح القوى والجماعات النافذة، او ما يسمى بـ «اللوبيات« هي ايضا اقوى واكبر واكثر نفوذا من الديمقراطية ومقتضياتها. ينطبق هذا على جماعات المصالح الاقتصادية العسكرية او ما يسمى بالمجمع العسكري الاقتصادي وايضا ينطبق على جماعات المصالح السياسية كنفوذ اللوبي الاسرائيلي في امريكا مثلا.
هذا بالنسبة لحساب ومعاقبة هؤلاء رسميا. لكن ماذا عن محاسبتهم على مستوى الرأي العام؟ ينقلنا هذا مباشرة الى جانب آخر في الديمقراطية الامريكية. وايضا نبحث عنه ولا نجده. أعني جانب حرية الاعلام ومسئوليته.
***

الاعلام.. مجرم أيضا
دور الاعلام الامريكي في كل عملية غزو واحتلال العراق منذ ما قبل الغزو حتى يومنا هذا هو موضع جدل واسع جدا في امريكا. وفي خلال السنوات الماضية صدرت كتب كثيرة وعشرات الدراسات والابحاث التي تتناول هذه القضية من كل زواياها. واستطيع ان الخص لك عزيزي القارئ هذا الجدل في فقرات قصيرة.
هناك اجماع اليوم على الاقل في اوساط الخبراء والمختصين المحترمين على ان الاعلام الامريكي كان شريكا كاملا لادارة بوش في كل اكاذيبها وفي كل الجرائم التي ارتكبتها بناء على ذلك. اجهزة الاعلام الامريكية الكبرى المؤثرة، وبالاخص الصحف ومحطات التليفزيون الكبرى، هي التي روجت لكل هذه الاكاذيب، وهي التي مكنت ادارة بوش من خداع وتضليل الرأي العام، وهي التي اعدته لتقبل جريمة الغزو والاحتلال. اجهزة الاعلام الامريكي هذه، وعن عمد تام، تجنبت أي محاولة للتحقق من كل هذه الاكاذيب، ولاطلاع الرأي العام على الحقيقة.
ولا يتعلق الامر هنا بصعيد الاخبار والتحقيقات الصحفية فقط، وانما بمستوى الرأي والتحليل ايضا. حجبت اجهزة الاعلام الامريكية عن عمد كل الاراء والمواقف الناقدة لمواقف الادارة الامريكية وافسحت المجال واسعا جدا لكل المؤيدين لهذه الهجمة الاستعمارية.
أشير هنا، على سبيل المثال فقط، الى دراسة ممتازة اعدها الدكتور ديبا كومار، استاذ الصحافة والاعلام الامريكي. الدراسة عنوانها «الاعلام والحرب والدعاية: استراتيجيات ادارة المعلومات خلال حرب العراق«. في هذه الدراسة يحلل بالتفصيل هذا الدور الذي لعبته اجهزة الاعلام الامريكية الكبرى في خدمة المشروع الاستعماري لادارة بوش وفي خداع وتضليل الرأي العام الامريكي. يعرض تفصيلا مثلا كيف تعمدت الصحف ومحطات التليفزيون الكبرى حجبت الآراء المعارضة للحرب ولمواقف ادارة بوش، وكيف انها بالتالي حرمت الرأي العام من معرفة الحقائق.
وهو يشرح تفصيلا مثلا كيف تبنت اجهزة الاعلام، مع استثناءات قليلة جدا، كامل وجهة نظر ادارة بوش. وكيف ان الاستراتيجية الاساسية التي اتبعتها هي استراتيجية، الحذف والتجاهل، أي حذف وتجاهل أي اخبار او قصص اخبارية، او آراء ومواقف تتعارض او لا تتماشى مع ما تريد ادارة بوش الترويج له.
لماذا فعل الاعلام الامريكي هذا؟ لماذا كان على هذا النحو كما قلنا شريكا كاملا لادارة بوش في كل اكاذيبها وكل جرائمها؟
كل خبراء الاعلام في امريكا لديهم تفسير رئيسي واحد هو، ان اجهزة الاعلام الامريكية الكبرى هذه هي في النهاية مملوكة لعدد محدود من الملاك والنخب الاقتصادية والسياسية، وهي تعبر عنهم وعن مصالحهم لا عن مصالح الرأي العام الامريكي.
والذي يعنيه هذا ببساطة ان حرية الاعلام الامريكي، على الاقل في قضايا حاسمة كهذه، هي في نهاية المطاف اكذوبة اخرى من اكاذيب الديمقراطية والحرية في امريكا.
***

أود ان انهي هذا الحديث بمقتطفات قصيرة للكاتب الامريكي ديفيد كريجر، في مقال كتبه ونشره منذ ايام، تتعلق بهذه القضية بالذات، قضية المحاسبة الغائبة لهؤلاء المجرمين التي تعجز الديمقراطية الامريكية عن تأمينها.
يقول: لقد تم الزج بنا في حرب غير مشروعة على العراق لخمس سنوات.. ومع هذا لا محاسبة. لم يعد هناك ادنى مجال للشك في ان قادتنا كذبوا علينا.. ومع هذا، لا محاسبة. أكثر من اربعة آلاف من الجنود الامريكيين قتلوا.. ومع هذا لا محاسبة. أكثر من مليون عراقي، اغلبيتهم الساحقة من المدنيين قتلوا في الحرب.. ومع هذا لا محاسبة. اكثر من 4 ملايين عراقي تم تشريدهم.. ومع هذا لا محاسبة.
والكاتب يمضي على هذا النحو معددا جرائم ادارة بوش بحق الشعب الامريكي، الى ان يقول:
«المحاسبة تعني ان يحاسب ويعاقب هؤلاء المسئولون عن هذه الحرب غير القانونية التي تنتهك القانون الدولي. المحاسبة تعني ان يحاكم الذين ارتكبوا هذه الجرائم.. ان يحاكم بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس وباول والاخرون. المحاسبة لا تعني الاكتفاء بفضحهم وانما تقديمهم للعدالة. هذه قضية اساسية اذا كان لنا ان نستعيد كرامتنا وديمقراطيتنا«.
هذا بالنسبة اليهم في امريكا. أما بالنسبة الينا، فاننا نقول لهم باختصار: هذه هي ديمقراطيتكم نبحث عنها ولا نعثر لها على اثر. هذه هي حرية الاعلام عندكم وقد تحولت الى عبودية لأبشع القوى ولأفظع النزعات العنصرية الاستعمارية. فأبسط شيء اذن، عليكم ان تكفوا نهائيا عن اعطائنا دروسا وحكما ومواعظ عن الديمقراطية والحرية.
شبكة البصرة
الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
02/04/2008, 01:39 AM
ثقبوا رجلي بالدرل وحطموا اسناني ومحقق ايراني سالني عن دوري في الحرب العراقية –الايرانية.. والمعتقلين الذين توفوا القوا بهم في نهر دجلة بعد ان ثبتوا جثثهم بـ(البلوك)
- ضابط عراقي يروي مأساته بسجون الداخلية

2007-07-26 ::

معتقل في سجون مغاوير الداخلية العراقية يروي تفاصيل مروعة عن انتهاكات يندى لها جبين الانسانية..!؟
حصل الملف نت على شهادة ضابط عراقي من الجيش السابق اعتقلته القوات الامريكية اولا قبل ان تسلمه لمغاوير الداخلية على اساس ان تطلق سراحه.. ليبدأ من لحظة التسليم ووضع كيس قمامة اسود على راسه رحلة العذاب الحقيقي في احد المعتقلات التي تبين فيما بعد انه معتقل الجادرية.

نص الشهادة الذي نملك نسخة منه بخط يد المعتقل، ننشره كاملا كما هو، ليفضح الممارسات والانتهاكات التي يندى لها جبين الانسانية التي كانت تجري في ذلك المعتقل الحكومي وتجري حاليا في معتقلات اخرى.. ما تزال مجهولة .
تاليا نص الشهادة مع ملاحظة اننا اخفينا التاريخ وبعض المعلومات التي قد تفضي للوصول الى صاحب الشهادة:

1- بتاريخ ../../2004 واثناء مراجعتي الى احد المطارات وذلك لغرض العودة الى الجيش العراقي وبعد اكمالي لمعاملة رجوعي الى الجيش واثناء خروجي من المطار وقع انفجار في منطقة العلاوي، فقامت القوات الامريكية المتواجدة في تلك المنطقة باعتقالي وارسالي الى معتقل في مطار بغداد، حيث بقيت في المعتقل لمدة ستة ايام بعد ان تم التحقيق معي من قبل لجان تحقيقية متعددة، وبعد ذلك تم احالتي الى سجن ابو غريب وبتاريخ ../../2004 ثم تحويلي لسجن بوكا وبقيت فيه من تاريخ ../../2004 لغاية ../../2004 حيث تم التحقيق معنا في المعتقل واود ان اذكر ان الضباط الذين خرجوا من المطار وعددهم 18 كلهم اعتقلوا معي ورافقوني خلال هذه الفترة كلها، وكان جميعهم من اهالي محافظة نينوى.
وفي ../../2004 تم اطلاق سراحي مع الضباط ال 18 وابلغتنا القوات الامريكية بانه سوف يتم تسليمنا الى القوات العراقية وسوف يقوموا بدورهم باخلاء سبيلكم وتم منحنا مبلغ وقدره 50 دولار امريكي.

2- بتاريخ .. /../2004 تم تسليمنا الى القوات العراقية في منطقة العلاوي (الكراج) صعدت في باص مع الضباط ال 18 وبحضور القوات الامريكية حيث تم التسليم، وقام رجال يرتدون زي مغاوير الداخلية بتقييدي ووضع كيس اسود في رأسي (كيس زبالة) على مرأى ومسمع القوات الامريكية، وتمّ اقتيادنا الى جهة مجهولة.

عند دخولنا الى مكان اجهله حيث بقى الكيس الاسود في رأسي من الساعة 8 صباحا لغاية الساعة 3 بعد منتصف الليل، وبعد ان قاموا بفك وثاقي وجدت نفسي في غرفة مظلمة، لا يوجد فيها شباك تهوية وباب حديد فيه فتحة صغيرة ويوجد فيها حوالي ال 27 معتقلا ونحن كان عددنا 18 ، وتمت اخافتهم ليفسحوا مجالا لنا ،علما ان مساحة الغرفة 3x3 م ولم اجد أي سرير، ولا بطانية وكان الجو باردا جدا. وعند دخولي الى الغرفة وجدت المعتقلين جالسين (متربعين) ووجوهم نحو الحائط.

وبعدها تم اقتيادي الى غرفة وانا موثوق اليدين وكان الكيس الاسود في رأسي فسألني احدهم ما اسمك؟ فقلت له اسمي (...) "وذكرت اسمي كاملا" فقام بركلي وضربي وسبني حيث قال (ابن الكلب انا قلت لك اعطني اسمك ام اسم ابوك) . ثم قال لهم ارجعوه الى الغرفة (المعتقل) ووجدت عن دخولي الى الغرفة في مكاني صمونة كانت يابسة وقطعة جبن (مثلثات)، وكانت هذه الوجبة الوحيدة التي يعطوها لنا في المعتقل. وعلى طول الايام التي بقيت فيها هناك.

اما فيما يتعلق بالتحقيق معنا فكان يتم ضربنا وتعذيبنا عن طريق استخدام قضيب حديدي اضافة الى اسلاك الكهرباء الغليظة يتم ضربنا بها واستخدام ( الدريل ) لثقب اجسادنا به. ولاحظت ان احد الاشخاص قد توفى امامي وكان اسمه (احمد مرعي كامل) ولم يقم احد بدفنه وبقي في التوقيف ميتا من صلاة الفجر ولحين صلاة المغرب. عندما دخل الى الغرفة اثنان من الجنسية السودانية احدهم كان اسمه (ادم) والاخر (عثمان) وقاما باخذ المتوفي (احمد) الى مكان نجهله. وبعد مرور فترة تبين لنا ان هذين الشخصين (السوداني الجنسية) كانا معتقلين وان مهنتهم هي وضع المعتقل الذي يتوفى في التحقيق ، في كيس اسود ويتم القاءه في نهر دجلة كون الشط قريب منا بعد ان يتم تثبيته بـ "البلوك" حتى يغرق في اسفل النهر.

كان التركيز اثناء الحقيق كوننا كنا ضباط سابقين في الجيش العراقي عن: هل كنتم مشاركين في الحرب العراقية – الايرانية وما هو دوركم فيها؟ وما هو سبب عودتكم الى الجيش الجديد؟ ونحن نعتقد ان سبب عودتكم هو لغرض قلب او التآمر على النظام الديمقراطي الجديد وانكم قد شاركتم بعمليات ارهابية ضد الجيش الامريكي وقوات الامن العراقية ومشاركين بعمليات خطف وتسليب السيارات والشاحنات على الطريق السريع المؤدي الى محافظة الانبار؟.

وكانت نتيجة هذا التحقيق كله هو اصابتي بكدمات في القدم اليمنى حيث تم استخدام الدريل في تثقيب قدمي لكي اعترف واسقاط اسناني في الفك الاعلى . وقمت بعد خروجي من المعتقل باضافة طقم اسنان لفكي الاعلى. كما تعرضت لكسر ضلعين من الجانب الايسر علما ان الشخص الذي كان يحقق معي كان ايراني وعرفت ذلك كوني اجيد 7 لغات وهي انكليزي – الماني – فرنسي – عبري – كردي – تركي – فارسي) وكنت اعمل في الجيش في صنف الاستطلاع العميق وكان يجب علي الم باللغة الفارسية.

3- بتاريخ ../../2005 قامت القوات الامريكية بمداهمة المعتقل الذي كنت فيه ليلا، وسألونا من انتم؟ فاخبارناهم بقصتنا. وبعدها نقلوا المعتقلين الذين كانوا بصحة مزرية الى مستشفى ابن سبنا في المنطقة الخضراء وبقية المعتقلين الى دائرة الاصلاح العراقية / الرصافة 3 حيث بقيت في المستشفى مدة 15 يوما وبعد شفائي تم نقلي الى قسم الرصافة 3 مع بقية المعتقلين الذين تم اخراجنا من (معتقل الجادرية).

4- بتاريخ ../../2005 تقريبا قامت لجنة من وزارة حقوق الانسان بتفتيش دائرة الاصلاح العراقية، و قاموا بتصويري حيث كنت ممددا على السرير، وسألني احد اعضاء لجنة التفتيش عن سبب رقودي في السرير؟ فأجبته بانني تعرضت الى التعذيب بواسطة الدريل اثناء وجودي في معتقل الجادرية وقام بتدوين اسمي في سجل كان يحمله وسألني متى تم توقيفك؟ ومتى تم اخراجك؟ وهل تم ترحيلك الى محكمة او مقابلة قاضي؟ واجبته اني لم اواجه أي قاضي ولا محكمة علما اني لم اتعرض لاي تعذب اثناء وجودي في دائرة الإصلاح الرصافة 3 وبعد ان غادرت اللجنة التفتيشية دائرة الاصلاح تم نقلي من قسم الرصافة 3 الى قسم الرصافة 2 بدون ان اعرف السبب. وكان المشرفين على قسم الرصافة 2 يقومون باستخدام ضغوطات نفسية علينا منها عدم الاهتمام بقضايانا اوعدم ارسالنا الى المحاكم المختصة. وعندما كان الامريكان يحضرون الى المعتقل وكوني اجيد اللغة الانكليزية كنت اتكلم معهم، وكان هذا يثير غضب المشرفين المراقبين على المعتقل وبالاخص قسم الشؤون الامنية، ومن ضمنهم "محمد كشيش" معقب دعاوى المحكمة المركزية (الشيخ اسعد ابو زهراء) ضابط وجبة قسم الشؤون الامنية وكانا بالخصوص يقومون بايذائي وحدي شخصيا ، وكانا على على سبيل المثال يحاسبوني على ابسط شي اقوم به ، وعندما يحين موعد احالتي الى المحكمة كانا لا يقومون بارسالي اليها، وكانا يتحججان بكون الطريق مسدود، وان الوضع الامني لا يساعد على ذلك وتم تأجيل النظر في قضيتي امام المحكمة لاكثر من مرة.

5- بتاريخ ../../2005 تمت احالتي لاول مرة الى المحكمة الجنائية المركزية بتهمة تمويل الارهاب والقصد الجنائي حيث افرج عني قاضي محكمة الجنايات المركزية. وبعد إرجاعي الى دائرة الإصلاح لم يقم المشرفين على الدائرة باطلاق سراحي كون ان هناك تهمة اخرى موجهة لي هي تسليب الطرق الخارجية بقصد تمويل الارهاب. حيث كان يقوم محمد كشيش معقب دعاوى المحكمة بعرقلة موعد احالتي الى المحكمة فكان عندما يحين موعد احالتي الى المحكمة كان يقوم باخفاء كتاب الاحالة وعدم تسليمه الى المحكمة المركزية وبعد ان يقوم القاضي بالنظر بالدعاوي لا يتم استدعائي، بسبب تصرف محمد كشيش وكان يتملص كثيرا بحجج كثيرة، من اجل عدم احالتي وارسالي الى المحكمة.

وفي احدى المرات حضرت لجنة من وزارة حقوق الانسان للتفتيش قابلت السيد رائد العفوفي عضو اللجنة وعرضت عليه مظلمتي بعدم احالتي او ارسالي الى المحكمة الجنائية المركزية، اكد لي انه سوف يقوم بمتابعة قضيتي وتوالت اللجان التفتيشية علينا ولم نقوم بحل لقضيتي وقام المدعو محمد كشيش بطلب مبلغ من المال وقدره 450.000 اربعمائة وخمسون الف دينار عراقي عن طريق المحامي الذي كان يتابع قضيتي وذلك لغرض احالتي الى المحكمة المختصة.

6- بتاريخ ../../2006 تم ارسالي الى المحكمة المختصة من اجل النظر في التهمة الموجهة لي واصدر القاضي قرار بالافراج عني واطلاق سراحه فورا واغلاق الدعوى بحقي وبعد ارجاعي الى دائرة الاصلاح قسم الرصافة 2 تم تأخير لغاية ../../2007 بعد ان قمت بدفع مبلغ قدره 500.000 خمسمائة الف دينار عراقي من اجل اطلاق سراحي وتم بالفعل اطلاق سراحي بموجب كتاب دائرة الاصلاح العراقية / السجون العدد (..) بتاريخ ../../2007.

7- بتاريخ ../../2007 قمت بمراجعة دائرة المحاربين لغرض استلام منح الطواريء التي كانت تدفع للضباط ومراتب الجيش العراقي السابق، حيث لم استلم المنح لمدة سنتين ونصف، وقالوا لي بان الكتاب الذي صدر من دائرة الاصلاح العراقية الواردة ذكره اعلاه هو غير معمول به لدينا ولابد من جلب كتاب من وزارة حقوق الانسان يثبت انك معتقل ومسجل لديهم.

8- وبعد مراجعتي الى وزارة حقوق الانسان وبشكل متكرر علما انني من سكان محافظة نينوى، وكنت اعاني كثيرا من اجل الوصول الى مقر الوزارة ، فوجئت بعدم تسجيل اسمي لدى قسم السجون والمعتقلات رغم كثرة اللجان التفتيشية التي كانت تتوالى علينا اثناء وجودي في المعتقل.

--------------------------------------------------------------------------------

M. Alobidi
02/04/2008, 01:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مفاجأة بوش القادمة: استعمار دائــم للعراق!
Author: محمد ماضي - واشنطن
Date: 2/11/2008

مفاجأة بوش القادمة: استعمار دائــم للعراق!

محمد ماضي – واشنطن

بينما ركّـز الرئيس بوش في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد الأمريكي على ما وصفه بالنجاح الذي حققته إستراتيجيته الجديدة في العراق، تعمّـد إغفال حقيقة تحدّث عنها المتحدث باسم البيت الأبيض مؤخرا، وهى اعتزام توقيع الرئيس بوش على "اتفاقية دائمة للتعاون الأمني مع العراق" قبل أن يسلم مفاتيح البيت الأبيض للرئيس القادم.
فما الذي تنطوي عليه تلك الاتفاقية وهل تكرّس الاحتلال وتحوّله إلى استعمار أمريكي طويل الأمد لأرض الرافدين وعاصمة الخلافة الإسلامية السابقة؟

ينص إعلان المبادئ الذي أصدره البيت الأبيض حول اتفاق طويل الأمد للتعاون الأمني مع العراق، على أن الزعماء العراقيين أكّـدوا في بيان وقّـعوه في 26 أغسطس 2007 وسانده الرئيس بوش، على أن حكومتي العراق والولايات المتحدة ملتزمتان بتطوير "علاقة تعاون وصداقة طويلة الأمد كدولتين مستقلتين وكاملتي السيادة، تجمعهما مصالح مشتركة وستخدم هذه العلاقة مصالح الأجيال القادمة، استنادا إلى التضحيات البطولية التي قدّمها الشعب العراقي والشعب الأمريكي من أجل الحرية والديمقراطية والتعددية والفدرالية ومن أجل عراق موحد"..

وبحسب نص إعلان المبادئ، يغطي التعاون الطويل الأمد الجوانب السياسية والدبلوماسية التالية:

أولا، مساندة العراق في الدّفاع عن نظامه الديمقراطي ضد التهديدات الداخلية والخارجية.

ثانيا، احترام الدستور كأداة تعبير عن إرادة الشعب العراقي والوقوف أمام أي محاولة لعرقلة العمل به أو تعليقه أو انتهاكه.

ثالثا، مساندة جهود الجمهورية العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية.

رابعا، مساندة جهود الجمهورية العراقية لتعزيز وضعها في المنظمات الإقليمية والدولية، بحيث يقوم العراق بدور بنّـاء في المنطقة وفي العالم.

خامسا، التعاون المشترك مع دول المنطقة على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض استخدام العنف لحل النزاعات وتبنّـي الحوار البنّـاء، كوسيلة لتسوية المشاكل العالقة بين دول المنطقة المختلفة.

سادسا، تعزيز الجهود السياسية لإقامة علاقات إيجابية بين دول المنطقة والعالم، لخدمة الأهداف المشتركة للأطراف المعنية وبشكل يُـعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ورخاء شعوبها.

سابعا، تشجيع التبادل الثقافي والتعليمي والعلمي بين البلدين.

الجوانب الاقتصادية والأمنية

وأسهب إعلان المبادئ الأمريكي العراقي في وصف المساندة الأمريكية للعراق ليتحوّل إلى اقتصاد السوق وبناء المؤسسات الاقتصادية العراقية وانضمام العراق للمنظمات المالية والاقتصادية الإقليمية والدولية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وخاصة الأمريكية، لإعادة إعمار العراق ومساعدته على استعادة الأموال والممتلكات التي هرّبتها أسرة الرئيس صدّام حسين ورفاقه في الحكم، ومساعدة العراق في إسقاط الديون والتعويضات المستحقة على العراق بسبب الحروب التي شنّـها النظام السابق، ومساندة العراق في الحصول على شروط الدولة الأولى بالرعاية في التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، وكذلك على عضوية منظمة التجارة العالمية.

لكن أخطر ما جاء في إعلان المبادئ، الذي صيغ تحت نير الاحتلال، هو الجزء الثالث المتعلق بالجانب الأمني الذي يشمل:

أولا، توفير ضمانات أمنية وتعهّـدات أمريكية للجمهورية العراقية، لردع العدوان الخارجي على العراق الذي يهدّد سيادته ووحدة وسلامة أراضيه ومياهه الإقليمية أو مجاله الجوي.

ثانيا، مساندة الجمهورية العراقية في جهودها لمكافحة الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، والجماعات الصدّامية والجماعات الأخرى الخارجة على القانون، بغض النظر عن انتماءاتها وتدمير شبكاتها اللوجستية ومصادر تمويلها وإلحاق الهزيمة بها واجتثاث جذورها من العراق، وفق آليات وترتيبات يتم التوصّـل إليها من خلال اتفاقيات التعاون الثنائي.

ثالثا، مساندة الجمهورية العراقية في جهود التدريب والتجهيز بالمعدّات والأسلحة لأفراد قوات الأمن العراقية لتمكينها من حماية العراق وكافة سكانه.

وأورد إعلان المبادئ، الذي وقع عليه الرئيس بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فقرة ختامية تشير إلى ضرورة البدء على وجه السرعة في التفاوض حول بنود اتفاقيات التعاون الطويل المدى، بحيث يتم التوقيع عليها وإقرارها قبل 31 يوليو 2008، وهو موعِـد انتهاء التفويض الممنوح من الأمم المتحدة لِـما يُـسمى بالقوات المتعدّدة الجنسيات، وبذلك تَـحل الاتفاقية محل تفويض الأمم المتحدة، الذي يُـخوِّل قيام القوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بعمليات عسكرية في العراق.

استعمار أمريكي بغطاء عراقي

وتوفر اتفاقية التعاون الطويل الأمد وِفق تلك البنود، وضعا مستداما للهيمنة الأمريكية على كل الشؤون العراقية، بما في ذلك التدخل الأمريكي ضد أي تغيير من الداخل يُـهدد النظام الذي نصبه الأمريكيون في بغداد على أسنة الرماح، والتدخل لحماية الدستور (الذي صاغه أستاذ قانون أمريكي) إذا جَـرُؤ أحد يوما ما على المطالبة بتعليقه أو إعادة النظر في بنوده التي تنتقص من السيادة العراقية وإطلاق يد الولايات المتحدة في التحرك العسكري ضد أي دولة في المنطقة بحجّـة تهديدها لأمن العراق، كما يوحى نص إعلان المبادئ برغبة أمريكية في الإشراف على أي جهود قد تقوم بها الحكومة العراقية للمصالحة الوطنية، لتضمن الوجهة النهائية لتلك المصالحة.

كما تشير الصياغة بشكل ضمني، إلى الزج بالعراق في جهود لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار ما يُـسمى بتعزيز الجهود السياسية لإقامة علاقات إيجابية بين دول المنطقة، لتعزيز الأمن والاستقرار فيها.

وبطبيعة الحال، سيعني توفير المساندة الأمريكية لحكومة العراق في مجابهة الجماعات الإرهابية، عمليات أمريكية متواصلة داخل الأراضي العراقية بحجّـة الحرب الأمريكية على الإرهاب، كما أن الالتزام الأمريكي بالدفاع عن العراق ضدّ أي عدوان يَـطال أرضه ومِـياهه ومجاله الجوي، ينطوي على ضرورة تواجد قواعد بحرية وجوية وأرضية لانطلاق المساندة الدفاعية الأمريكية منها، ربما ضد إيران في لحظة مناسبة يتوفّـر فيها مبرّر يمكن استخدامه كذريعة لشنّ الحرب بحجّـة تهديد إيران لأمن العراق أو مساعدة المقاومة أو حتى ممارسة النفوذ الإيراني في الداخل العراقي.

ورغم التأكيدات العلنية لوزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس عن عدم اعتزام الولايات المتحدة إقامة قواعد عسكرية دائمة لها في العراق، إلا أن ضباطا عراقيين صرّحوا بأن الولايات المتحدة ستحتفظ لنفسها بوجود عسكري طويل الأمد في العراق قِـوامه خمسون ألف جندي أمريكي، أما الليوتينانت جنرال دوغلاس لوت، نائب مستشار الرئيس بوش للأمن القومي، فأعلن أن حجم وتكوين أي وجود عسكري أمريكي طويل الأمد في العراق، سيتم الاتفاق عليه خلال المفاوضات بين البلدين حول اتفاقيات التعاون الثنائي، وأكد المسؤول الأمريكي أن تلك الاتفاقيات لن تتضمّـن جداول زمنية لسحب القوات الأمريكية من العراق، وقال إن من الأهمية بمكان أن تدرك دول الجوار المتاخمة للعراق أن الولايات المتحدة تعتبر العراق عاملا رئيسيا فيما يتعلق باستقرار منطقة الشرق الأوسط.

معارضة ديمقراطية عديمة الجدوى

ولقد سارع الزعماء الديمقراطيون في الكونغرس بشنّ حملة انتقاد ومعارضة لخطة الرئيس بوش التي تستهدف التوصل إلى اتفاقية أمنية طويلة المدى مع الحكومة العراقية، على غرار الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية الذي أعقب الحرب الكورية واستمر حتى يومنا هذا، فقالت السناتور هيلاري كلينتون إن الرئيس بوش يسعى من خلال تلك الاتفاقية إلى ربط الولايات المتحدة ومَـن يخلفه في البيت الأبيض بسياسته الفاشلة في العراق، كما تساءل السناتور جوزيف بايدن، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن كيفية الالتزام بوجود عسكري أمريكي في العراق في وقت لا يستطيع فيه أحد التكهّـن بقدرة الحكومة العراقية على القيام بمهامها في إدارة شؤون البلاد، ووصف بايدن الاتفاقية بأنها ستُـورط الولايات المتحدة في حرب أهلية لا نهاية لها.

أما نانسي بيلوسي، زعيمة مجلس النواب الأمريكي فقالت، إن الاتفاقية التي يحاول الرئيس بوش التفاوض عليها مع الحكومة العراقية تؤكِّـد رغبته في أن يترك القوات الأمريكية في العراق بعد أن يرحل من البيت الأبيض، وبذلك يصدر للشعب الأمريكي وللرئيس الذي سيخلفه عواقب أخطائه القاتلة في العراق، ولكن مع كل هذا الطنين والتصريحات الرنانة للزعماء الديمقراطيين، فلن يتمكّـنوا من توفير أغلبية كافية للحيلولة دون تمرير اتِّـفاق سيتم تصويره على أنه من ضرورات الأمن القومي الأمريكي والحرب على الإرهاب، والأهم من ذلك السيطرة على أكبر احتياطي مخزون من البترول في العراق، هذا إذا اضطَـر الرئيس بوش أصلا لطرح الاتفاق على الكونغرس.

الاستعمار لن يُـفيد

في سياق متصل، تؤكِّـد دراسة لمعهد الدراسات الإستراتيجية التابع لكلية الحرب الأمريكية، أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 قد أحدثت تغييرات دراماتيكية في الديناميكيات السياسية في المنطقة، حيث فرضت على أنظمة الحكم وعلاقات الحكام الوثيقة بالولايات المتحدة ضغوطا من نوع جديد، بهدف ضمان الاستقرار الإقليمي البالغ الحيوية للمصالح الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة والعالم.

وتلخص الدراسة الارتباط الجديد بين التهديدات الإقليمية وإستراتيجية الحفاظ على الأمن في عالم الشرق الأوسط الحافل بالاضطرابات، فتؤكد أن الغزو الأمريكي للعراق قد أضاف إلى ذلك العالم المضطرب مستوى جديدا من التعقيدات غير المرغوب فيها وأصبح يتعيّـن على الولايات المتحدة أن تُـعيد تقييم استراتيجياتها لحماية مصالحها في المنطقة بشكل يسمح لها بتطوير قدرات عسكرية تستطيع خوض معارك في بيئات عمليات متنوعة، منها حروب ضد أطراف لا تنتمي لدول أو جيوش نظامية، وكذلك مجابهة هجمات كارثية، قد تنطوي على استخدام أطراف معادية لأسلحة دمار شامل، بل والقدرة على مواجهة هجمات تشيع الفوضى والارتباك في وسائل الاتصال عبر الإنترنت والوسائل التكنولوجية المتقدمة الأخرى.

وتنادي دراسة كُـليّـة الحرب الأمريكية بالربط بين إستراتيجية الأمن القومي الأمريكية والتخطيط الدفاعي، وبين بيئات التهديدات الإقليمية في الشرق الأوسط، بما في ذلك سعي بعض الأطراف لحيازة السلاح النووي أو شيوع تهديدات تهدّد تدفق البترول من منطقة الخليج أو خطر الجماعات الإرهابية.

ولكن الدراسة انتقدت أسلوبا تواصل الولايات المتحدة إتباعه، حتى بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو الاحتفاظ بقدرات عسكرية لها في دول تستضيف قوات أمريكية أو تقدّم تسهيلات في قواعد على أراضيها بحجّـة الضمانات الأمنية - كما تحاول إدارة الرئيس بوش في العراق - واقترحت الدراسة بدلا من ذلك:

أولا، مراجعة دور الضمانات الأمنية في تعزيز الأمن الإقليمي والإقرار بطبيعة التناقض بين التهديدات الداخلية التي يتعرض لها نظام الحكم في دولة صديقة للولايات المتحدة، وبين التهديدات والأخطار الإقليمية على السلَّـم والاستقرار الإقليمي.

ثانيا، تقييم الولع الأمريكي بمدّ شبكة القواعد والتسهيلات عبر دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وأثره السلبي على قُـدرة الدبلوماسية الأمريكية على القيام بمهامِّـها في دول المنطقة المستضيفة لتلك القواعد والمقدمة لتلك التسهيلات العسكرية، حيث أصبح يتعيّـن على الدبلوماسيين الأمريكيين في تلك الدول، القيام طوال الوقت بجس نبض الشارع العربي الغاضب، وهو أمر يحُـول في نهاية المطاف، دون قدرة الولايات المتحدة على تطبيق إستراتيجية أمن أكثر ديناميكية في المنطقة.

M. Alobidi
03/04/2008, 11:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا العظمى غدا على هامش التاريخ والمستنقع العراقي هو البداية



فاضل بشناق / فلسطين

الأنظمة والحكام والسلطات والقوانين العربية كلها قضايا اشبعت غسلاً وتشطيفاً لكن الدرن كالجبال والأنوف لم تعد تشعر بالزكام فقد طغت رائحة الخيانة ولم يعد يجدي عطر ولا بارفان ولهذا قررنا أن نحيى بلا أنوف نحن الشعب العربي .ان حديثنا يتركز على المصيبة التي حلت بالأمة المنكوبة أصلاً والمزدحمة أرصفتها بالمصائب والكوارث والنكبات لآن الخيال باع الخيل وباع الدرع وباع السيف وكذلك الرسن ولم يبق السياج وأطفأ النور عن الحدود وتلكم هي مسألة إحتلال العراق والتي بدأت منذ أكثر من عشرين سنة وتأججت نارها منذ أكثر من عشر سنوات وبلغت ذروتها اليوم باحتلالها بشكل رسمي وبمصادقة دولية .صحيح إن احتلال العراق هدف أمريكي قديم عملت أمريكيا على تهيئة الظروف الداخلية والدولية له وقد حققت ما ارادت لعدة أسباب تجسد بمجملها رغبة الولايات المتحدة في الهيمنة على المنطقة وتحريك سياسات الدول فيها من الداخل وليس عبر القنوات الدبلوماسية والسفارات .
وان المدقق في كتابات الغرب يجد أن احتلال العراق لم تكن في العقلية الأمريكية سوى مسألة وقت ففي كتابه \"التنكيل بالعراق : العقوبات والقانون والعدالة\" للمؤلف إنجليزى هو جيف سيمونز…ومن خلال العبارة التالية يوضح أن العراق ومنذ التسعينات مقدم على مرحلة خطيرة تقوم أمريكيا بالترتيب لها فهو يقول في مقدمة كتابه وبالتحديد في الإهداء :
: \" إلى المليون طفل عراقى الذين قتلتهم الحرب البيولوجية الأمريكية في عقد التسعينيات، وإلى مئات الآلاف الآخرين الذين سيلحقون بهم في الأشهر والسنوات القادمة \" …وهذه اشارة على أن العراق كما قلنا مقدم على حلقات مظلمة وخطيرة من القمع الإرهاب والتكيل الأمريكي بغطاء دولي وشواهدة ظاهرة للعيان فمن منا لم يشاهد الجنود الأمريكيين وهم يدوسون باحذيتهم على رقاب الأسرى العراقيين ومن منا لم يشعر بالعار عندما بثت وسائل الإعلام مشهدأ للجندي الأمريكي وهو يقوم بتفتيش إمرأة عراقية بكل وقاحة .ولكن الصمت العربي المخزي جعل هذه الصور المخجلة تتكرر لآن المعتصم لم يولد بعد .لقد أدرك المفكرون والأكاديميون الأجانب خطور هذه المرحلة وانبروا يعلقون عليها بالوصف والتشخيص فهذا النائب البريطانى تونى بن يعتبر أن الجرائم الأمريكية في العراق تمثل سجلاً متّقداً بالغضب ، و أكاديمياً موثّقاً في آن معا\"..
ويقول رامسى كلارك : \"…إن مبادئ القانون والعدالة تدين بقوة هذه العقوبات وتعتبرها إجرامية\"..
ويقول هوك ستيفنز : \" ان هذه الجرائم أكثر جرائم الإبادة الجماعية وحشية في القرن العشرين ..\"
أن حصار العراق وفرض العقوبات عليها لأكثر من اثنتي عشرة سنة كان يشكل استنزافاً واضعافاً لقدرات العراق على مواجهة القوات الأمريكية الإستعمارية وان الشهادات الحية من رموز العمل الأممي في العراق تؤكد هذا الحقيقة وللنظر الى ما يقوله ديتر هانوش الموظف بالأمم المتحدة : \" إن شحة الغذاء المخيفة تسبب أضرارا لا يمكن معالجتها لجيل كامل من الأطفال العراقيين … بعد 24 عاما من العمل في الميدان، ولا سيما في أفريقيا ابتداء من بيافرا لم أكن أعتقد أن أي شئ يمكن أن يصعقنى، غير أن هذا لا يمكن مقارنته بأسوأ السيناريوهات التي شاهدتها …\"وعن الوان الجرائم البشعة التي ارتكيتها امريكيا في العراق في حرب الخليج الأولى في التسعينيات فقد قال جريج لاموت صحفى بريطانى:\" إن أبشع شئ رأته عيناى في حياتى، الجثث في كل مكان، وأشلاء الجثث في كل مكان.\"وفي اشارة الى استخدام امريكيا للأسلحة الكيماوية كما استخدمتها في معركة المطار الأخيرة يقول مراسل مجلة نيوزويك الأمريكية \"مررنا بجنود موتى راقدين، وكانوا بلا علامة عليهم، ووجدنا آخرين بتروا بترا شديدا، ساقان في سروالهما على بعد 50 ياردة من نصف الجسم الأعلى..\"
وصحفى بريطانى آخر علق ساخرا: \" كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة، جرى تزويد جنود البحرية والأسطول الأمريكي بأسلحة نووية تكتيكية، والأسلحة المطورة أحدثت دمارا يشبه الدمار نووى، استخدمت أمريكا متفجرات الوقود الهواء المسماة Blu-82 وهو سلاح زنته 15000 رطل وقادر على إحداث انفجارات ذات دمار نووى حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات الأبشع قنابل اليورانيوم المستنزف التي جرى استخدامها لأول مرة، وهى أرخص و أحط طريقة للتخلص من نفايات المفاعلات والمحطات النووية، الدبابات الأمريكية أطلقت ستة آلاف قذيفة يورانيوم، والطائرات أطلقت عشرات الآلاف، وتقرير سرى لهيئة الطاقة الذرية البريطانية يقدر ما خلفته قوات التحالف في ميادين الحرب بما لا يقل عن أربعين طنا من اليورانيوم الناضب، أضف ما جرى من تدمير المفاعل النووى العراقى ومحطات الطاقة ومصانع الكيماويات، وهكذا توالت كوارث الحرب الأكثر تسميما في التاريخ، وتقدر مصادر غربية أن هناك 800 طن من غبار وذرات اليورانيوم الناضب سوف تستمر في الهبوب على شبه الجزيرة العربية لمدى طويل جدا، فقد تم تلويث الهواء والتربة والأنهار بكميات مفزعة من الإشعاع المسبب !
للسرطان، والكارثة مستمرة لآلاف السنوات القادمة، الأطفال يلعبون ببراءة بدمى مصنوعة من قذائف اليورانيوم، والنتيجة موت بطئ ومؤكد، مكتب السكان الأمريكي يقول أن عمر العراقيين هبط 20 سنة للرجال و 11 سنة للنساء، ونصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعى في العاجل والآجل، سبقت حرب الإبادة المحرقة وتلتها واستمرت حتى الآن في حصار غير مسبوق ولا ملحوق في وحشيته..\"لم يكن ذلك أبدا موجها إلى صدام ولا حتى إلى شعب العراق كشعب فالجبابرة الكفرة لم يفعلوا مثله في أي شعب من شعوب العالم و أن العراق مستهدف لأنه جزء من الأمة العربية والإسلامية وأن الإسلام هو المستهدف بالحصار والإذلال والتخريب والدمار…
وكدليل على تواطؤ الأمم المتحدة وتآمرها على العراق بدائرته الضيقة وعلى العالم العربي والإسلامي بدائرته الأوسع يقول النائب العمالى تام دالييل: إن عقوبات الأمم المتحدة تقتل أكثر من ألفى شخص كل أسبوع،، وان الناظر الى قائمة المواد الممنوعة على العراق يدرك حجم المؤامرة فقد كان من بين الممنوعات كتب مدرسية، ودفاتر، والورق وأقلام الرصاص، وحليب الأطفال ومعجون الأسنان، وفرش الأسنان، ومواد تعقيم المياه، والشاش الطبى، والمحاقن الطبية وأدوية القلب والصرع والسرطان، وأفلام الأشعة، والضمادات والقفازات الجراحية، وماسكات واسطوانات الأكسيجين وسيارات الإسعاف ومناخل تنقية الدقيق، وجميع مواد البناء والصفائح الفولاذية، وجميع معدات معامل النسيج، وأسباب المنع مضحكة مبكية،
إن النهج الإجرامي للساسة الأمريكيين قديم ويمتد بجذوره الى بدايات قيام أمريكيا على انقاض المجازر والمذابح الجماعية واصبح هذا النهج مفردة من مفردات الحضارة الأمريكية الدموية وما حدث في فيتنام من جرائم ومجازر يؤكد أن أمريكيا كيان إجرامي واستعماري وارهابي وقد ذكر الراهب البوذي الفيتنامي ثيتش ثين هاو أنه بحلول منتصف عام 1963 سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، ودمر ألف معبد ، وهوجمت 46 قربة بالمواد الكيماوية السامة . . الخ . وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد وعام 972 1 إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم . ان أمريكيا غزت العراق فعلاً وقتلت شعبه وحاربته في كل مفردات حياته منذ زمن وان الشواهد كثيرة وان
تقارير للأمم المتحدة تسجل مثلا : \" . . . انه عندما كانت السفينة الفيتنامية KWNG MYONG متوجهة إلى العراق ومحملة بأربعة آلاف طن من مساحيق الغسيل المستوردة من فيتنام بموجب مذكرة التفاهم بين العراق والأمم المتحدة، تعرضت هذه السفينة عند مشارف المياه الإقليمية العراقية إلى تفتيش من قبل البحرية الأمريكية واستجواب لطاقمها استمر ثلاثة أَيَّام بلياليها، ومن ثم أمرتها هذه القوات بالعودة وعدم التوجه إلى العراق أو رمي بعض اَلْأَجْهِزَة الكهربائية (ثلاجة، تلفزيون ، فيديو، بيانو) الخاصة بطاقم السفينة في البحر. \"كما قامت القوات البحرية الأمريكية بالتعرض للباخرة الكمبودية . . . داخل المياه الإقليمية العراقية والتي كانت محملة بمادة مساحيق التنظيف المكيسة المستوردة للعراق بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين العراق والأمم المتحدة. . حيث تم تفتيش الباخرة من قبل تلك القوات بشكل تعسفي وإخراج قسم من حمولتها إلى ممرات ومقصورات وسطح الباخرة، مما أدى إلى تلف كمية كبيرة من الحمولة نتيجة المناقلة وتعرضها إلى الرطوبة وماء البحر. .
ان أمريكيا تعتبر متمرسة في الإجرام والإرهاب حتى إن الأمريكيين أنفسهم اعتبروا امريكيا مجرمة بكل المقاييس والقوانين فالنائب العام الأمريكي السايق رامي كلارك وفر عام 1991يرفع شكوى جنائية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين لجرائم ضد شعب العراق بالتسبب بوفاة أكثر من مليون وخمسمائة ألف شخص ، بينهم سبعمائة وخمسون ألف طفل تحت الخامسة من العمر، وإلحاق الأذى بكل السكان بعقوبات مبيدة جماعيا أخذت اسم الحصار الإقتصادي الخانق للعراق وقد أوضح في الشكوى المؤلفة من ستة عشر بنداً طبيعة الأعمال الجرمية التي قامت به حكومته وحرمت العراقيين من ابسط المواد الأساسية للحياة وصولاً الة التلويث الكيماوي والإشعاعي .
والتهم الجنائية الرسمية يمكن إجمالها بما يلي :
بتاريخ 6 آب / اغسطس1990 فرضت عقوبات اقتصادية قصوى وحصار عسكري شديد على شعب العراق بغية إلحاق الأذى بجميع السكان ، قاتلة أضعف الأعضاء ، الأطفال والأولاد وكبار السن والمرضى بحرمانهم من الأدوية ومياه الشرب والغذاء وحاجات أساسية أخرى، وذلك من أجل الحفاظ على وجود عسكري أمريكي كبير في المنطقة والهيمنة والسيطرة على شعبها ومواردها بما فيها النفط وانتهاج سياسة التجويع والمرض عن طريق استخدام العقوبات كسلاح تدمير شامل وانتهاك المادة 54 الخاصة بحماية الأغراض التي لا غنى عنها للسكان المدنيين الواردة في البروتوكول رقم 1 المضاف إلى ميثاق جنيف 1977 كما عطلت سير العدالة ، وأفسدت أعمال الأمم المتحدة ، وبالأخص مجلس الأمن بالإكراه السياسي والاقتصادي وغيرهما من الأساليب القسرية واستخدام تهديدات ومناورات وتضليل إعلامى لإسكات الاحتجاجات ومنع التصويت أو أعمال أخرى لإنهاء العقوبات ضد العراق بالإضافة الى مخالفة المادة 56الخاصة بحماية الأشغال والمنشات المحتوية قوى خطرة، معرضين بذلك السكان المدنيين في العراق للإشعاع والتلوث الكيماوي الخطر الذي يستمر بالنسبة إلى شعب العراق مسببا الوفيات والمرض والإصابات ا!
لدائمة بما في ذلك التسمم الكيميائي والإشعاعي والسرطان واللوكيميا والأورام وأعضاء الجسم المريضة .ولا ننسى الأسلحة غير الشرعية والمتعددة الأنواع بما فيها القذائف والصواريخ المحتوية على يورانيوم مستنزف الذي تشبعت به التربة والمياه الجوفية وعناصر أخرى في العراق والتي نمثل وجودا مستمرأ، يشمل مناطق كبيرة لا تزال غير محددة، لإشعاع مميت يسبب الوفاة والمرض والإصابة والذي سيستمر بإلحاق الأذى بالسكان بآثار غير منظورة لآلاف السنين .وقد طالبت المحكمة في اسبانيا التي نظرت بهذه الشكوى بعد ان اعتبرت الولايات المتحدة مسؤولة عن التهم الواردة في الشكوى بما يلي
1 - بالرفع الفوري للجزاءات المفروضة على الشعب العراقي .
2 - بالانسحاب الفوري لجميع القوات المسلحة والأسلحة التي ثم تكديسها منذ الحرب لإبادة العراق .
3 - بتعويض الشعب العراقي عن كافة الخسائر التي تكبدها.
صدر في مدريد بإسبانيا في 17 تشرين الثاني /نوفمبر 996 1 .
ولكن البلطجة الأمريكية وتمنكنها من شل عمل الأمم المتحدة وجعلها مطية بيدها تحركها كيفما شاءت كان له دوره في عدم تنفيذ القرار للمحكمة الإسبانية وكما هو اليوم فانه من المؤكد التطتم على حجم المجازر والجرائم والفظائع التي ارتكبتها وترتكبها في العراق الآن وهي قوة محتلة وبيدها مفاتيح الصوت والصورة والقرار .
ان الوجه القبيح لأمريكيا في العالم يلخص في قبحه كل طغاة التاريخ الذين انتهوا في النهاية الى مزبلة ومحرقة التاريخ والدروس والعبر كثيرة فهل استوعب الشعب الأمريكي هذا الدرس وأدرك خطورة الحماقة التي ينتهجها زعماؤهم حيال الشعوب الأخرى وهل ادركوا مثلاً أن التطور التكنولوجى المتسارع، سوف يجعل تركيب قنبلة نووية صغيرة أمرا متاحا أمام جماعات صغيرة في غضون أعوام قليلة، أما أدوات الحرب الكيماوية والجرثومية فهي متاحة من الآن، وإن الشعب الأمريكي هو الذي سيدفع ثمن حماقة إدارته وعربدتها على مستوى العالم، ستدفعها نيويورك وشيكاجو ولوس أنجلوس….
أن الحماقة الكبرى التي ترتكبها الإدارة الأمريكية في العراق سوف تكون تكرارا فاجعا لحماقة بريطانيا في حرب السويس، والتى هبطت بها من دولة عظمى إلى دولة من الدرجة الثانية وذيل حقير تابع وقد يقول قائل وهل هذا ممكن في ظل هذه القوة العظيمة والتفرد بمؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي فنقول نعم لأن أمريكيا وان حققت على المدى القريب والملموس نجاحات ميدانية ذات طابع عسكري لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق التناغم المطلوب بين النجاح العسكري والسياسي فهي في العراق الآن تعيش حالة من التخبط وتحاول من خلال الإستنجاد بالمجتمع الدولي تخفيف الضغط المتشعب الرؤوس والمتفاقم يوماً بعد يوم .
وان المقاومة العراقية وحدها عملت على خلخلة كل الأحلام والمخططات الأمريكية في العراق أولاً وفي المنطقة العربية ثانياً وجعلت المحتل الأمريكي يشعر بأنه قد استدرج الى مستنقع مظلم ومصير أظلم ليس من السهولة الخروج منه دونما خسائر كبيرة وكبيرة جداً تكون هي بحد ذاتها مقدمة للإنهيار الشامل والدمار الماحق .
والأدارة الأمريكية الحالية لا تختلف عن سابقاتها في الإجرام بل تفوقت عنها جميعاً لأنها استعدت بعدوانها على العراق كل العرب والمسلمين وبالتالي تكون قد فتحت على نفسها جبهات طويلة لا أظنها ستنتصر في النهاية وان لعبت الظروف السياسية والوضع العام الذي يعيشه العرب والمسلمين بسبب طبيعة الأنظمة والحكام المتآمرين ضد مصالح أمتهم لأن ذلك لن يدوم وسيثور الشعب بإذنه تعالى على حكامه الظلمة والخونة والمتآمرين وإن غداً لناظره لقريب .
وانني أرى النصر قاب قوسين أو أدنى وان هزيمة أمريكيا وانهيارها مسألة حتمية لأن الحالة التي يعيشها الشعب الأمريكي معاكسة للحالة التي تحاول ادارته الظهور بها أمام العالم وان الدراسات والإحصاءات العلمية تشير الى أن المجتمع الأمريكي مثقل بالهموم والمشاكل والإخفاقات والمفاسد المدمرة التي عجزت ادارته على حلها فعمل على تصدير ذلك الى الخارج لعله يجد منقذاً ومخرجاً ولكن عبثاً يسعى لأن الورم السرطاني قد أتى على كل الجسد ولم يبق إلا الهيكل وعلى مستوى حربه على العراق فإن التقارير تشير الى أن الميزانية الأمريكية باتت تشعر بالقلق لضخامة التكاليف الحربية والتي قاربت على الثمانين مليار دولار أو يزيد وهذه التكاليف تستنزف الخزانة الأمريكية دون جدوى خاصةً أن أمريكيا حتى الآن لم تسطع تبرير حربها في الكشف عن اسلحة الدمار الشامل وهذا بحد ذاته إن لم يتحقق فانه سوف يولد حقاً للعراقيين في المستقبل القريب يطالبون فيه بالتعويض عن الخسائر والضحايا جراء هذه الحرب العدوانية غير المبررة والتي سبقتها انتي عشرة سنة من الحصار أفقد العراق أكثر من مليون ونصف المليون شخص بين طفل وشيخ وامرأة وأكثر من عشرة آلاف ضحية في هذه الحرب الإحتلالية
.
انه كما يبدو فإن الإدارة الأمريكية لم تختلف كثيراً عن الإدارات العربية في تكبيد الشعب ثمن حماقاتها ونزواتها السياسية الفاشلة والتي تصل الى حد التضحية بكل المقدرات والخيرات للبلاد وها هو الشعب الأمريكي يدفع ثمن فاتورة حماقة بوش الأب والإين ويدخله في مستنقع العداء للعرب والمسلمين ارضاءً لإسرائيل وتنفيذاً لتحريضها وتحقيقاً لمصالحها في المنطقة وكأن أمريكيا ما وجدت الا لخدمة هذا الكيان

M. Alobidi
04/04/2008, 04:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



هناك مهام عاجلة امام المقاومة العراقية البطلة،
وهي تقترب يوما بعد آخر للنصر وهزيمة الأحتلال

شبكة البصرة

صباح ديبس

يتذكر العالم جدا والمحتل الأمريكي بالخصوص، يوم قالوا له العملاء، ان العراقيين سيستقبلوكم بالأحضان والورود،، ووصدقت وستحسنت الأمر هذه الأمبراطورية المستهترة الغبية، ومعها ذيولها الأوربيين وزعانفها خونة العرب الرسميين وغيرهم، ودخلت بعد ان تصدى لها جيشنا العراقي الأبي والشعب، في اماكن متعددة من العراق ودفعهما الثمن الغالي في بعضها، وخاصة في ام قصر والناصرية والمطار وكربلاء وغيرهما من مناطق العراق،، ولكن المهم، هو في الذي اعدته وهيئته لهم القيادة العراقية وجيش العراق منذ عام 1997، من حفر ووحل دخلته عساكر الأحتلال مغمضة اعينها، وهي منشغلة منتشية متغطرسة (بنصرها)!، فيما سمى النصر على العراقيين وأحتلال العراق، وبعضهم من الخونة من سموه بالتحرير!،، وفعلا ما خططت له القيادة العراقية واعتمدت عليه للمواجهة والتحرير طريقا لاغيره، بعد ان تأكدت من عدم فاعلية المواجهة المباشرة لهذه القوة الكونية التي جائت لأحتلال البلاد وتدميرها وسرقتها، لذلك اعتمدت وباشرت اسلوب ((الحرب الشعبية والمقاومة))، وفعلا وكما خططت له، القيادة،، صادتهم سمارة هذه المقاومة، ومسكت بهم تدق ضربا مبرحا موجعا، منذ ان بدأت هذه المقاومة وكما اكدت الأخبار والمعلومات ان المقاومة بدات بعد يومان فقط،،
بعد ان التقى القائد الشهيد رفاقه في الدولة والقوات المسلحة والحزب في احد البيوت العراقية، حينها قال لهم،، هذا قدرنا ومن الآن ومنذ هذه اللحظة بدأت المقاومة العراقية وعلى بركة الله والشعب، وفعلا بدأت والله وكفت،، بعد هذا التحم الشعب العراقي مع جيشه وحرسه الجمهوري والكثير من اجهزة الدولة العراقية، واسسوا فصائل عراقية وطنية واسلامية وقومية ويسارية،، وبدئوا على بركة الله يوجهون الضربات تلوا الضربات، واصبح كل يوم يمر يزداد اذى المحتلون وعملائهم ومرتزقتهم بشريا وماديا وماليا، وكل يوم بات ايضا يقربهم من النصر وهزيمة الأحتلال، رغم قوة المحتل الكونية ومعهم وقف الكثير من خونة الدول العربية الرسميين وايران المسلمة! واسرائيل الصهيونية والكويت بشكل خاص وكل أدواتهما في العراق، والكثير من المرتزقة! والكثير من بعض اخساء العراقيين وخونتهم، الذين اسسوا هذه المليشيات الأجرامية المذهبية التي تفتك اليوم بالعراقيين وعملت على الفتنة الطائفية بين اهله،،* ومعهم عصابات القتلة واللصوص من بيشمركة الحزبين العميلين التاريخيين للصهيونية وامريكا وايران،،
ومع كل هذه الهلمة الكبيرة جدا والقوة الكونية وهذه القدرات والمال و الأمكانيات المتعددة والتقنية والتكنلوجيا والأسلحة المرعبة، وهذه الدول الكثيرة وهذه العصابات والمليشيات والمرتزقة الكثر،،
،، كل هذا، لكن المقاومة بقت ولازالت مستمرة بتحديها وأذاها لهؤلاء المجرمون المحتلون وفي مقدمتهم الأمبراطورية الأمريكية،،
وبعد ان ادرك العالم اجمع وبالخصوص امريكا وبالذات عقلائها وحتى همجييها وادراتها وجنرالاتها وبوشها،، اقروا صعوبة الأنتصار على هذه المقاومة، من شدة وخطورة الوضع الذي باتوا يعيشونه في العراق وحجم خسائهم البشرية بالذات،، لذلك اخذوا يتوسلون الدول وحتى عبيدهم من عملائهم الصغار، من ان يجدوا لهم منفذا وحلا للخلاص من وحل العراقيين وجيشهم ومقاومتهم،،
مشكلة المحتلون ومن خلال غرورهم الغبي وغطرستهم، انهم دقوا كثير من الأبواب التي لاتنفعهم في حل المشكلة وانقاذهم،، لذلك نرشدهم وننصحهم ان ارادوا الخلاص واستغفار الرب وطلب الرحمة،، ان يدقوا باب القيادة والدولة العراقية الشرعية وباب رجال المقاومة العراقية وقادتها الكرام،،
- هذا هو الحل ولاغيره ابدا -
بعد ان قرب النصر وقربت بعون الله تعالى وبهمة المقاومين العراقيين واخوة ورفاق القائد الشهيد، وأخذت حتى العيون الابسة المناظر الطبية التي عندها سكماتزم تراه ايضا وبسهولة،، لم يبقى شئ لأ مريكا ان تتحجج به لتنكر هذا الواقع ((المر)) الذي تعيشه ومعها كل هلمتها المجرمة،، لم يبقى الا الاستسلام او دق باب المقاومة والدولة العراقية، للأتفاق معهما ووفق شروطهما وتحقيق مطالبيهما العادلة لاغير،، ثم الخروج من العراق وهو في ايادي اهله وبقيادة رجال المقاومة والدولة العراقية الشرعية، بعد ان تسدد كامل الحساب والحقوق والتعويضات،،* لما اصاب العراق والعراقيين ومنذ عام 1990،،
ومن هنا نذكر ان على كل من ((شارك)) بهذا الأحتلال وما نتج عنه من ويلات وكوارث ومآسي يخضع لقانون الله والأرض والعدل، ونشير بهذا بالذات الى ايران وكل دول الخليج العربية! ومصر والأردن وخاصة ما يسمى بدولة الكويت لدورها الكبير في الأحتلال وأذى العراق وسرقته المستمران،،
وقبل هذا كله، هناك مهام عاجلة ضرورة ان تبدء بتنفيذها فصائل المقاومة، لكي تهئ نفسها للحدث الكبير واستلام السلطة والدولة والبدء بتحقيق نتائج النصر، واهمهما مايلي، كما اراه كمواطن عراقي :-
1- اعلان وحدة المقاومة وبرنامجها المرحلي،، والتاكيد هنا على برنامج ((التحرير والأستقلال)) الذي نشرته مقاومة البعث والدولة العراقية في 22/10/ 2006،، وليس بمشكلة ان يخضع البرنامج من جديد لنقاش واخذ ورد من بقية الأخوة في فصائل المقاومة والقوى الوطنية العراقية، التي لم تشترك بوضعه واعلانه، هذا مهم واول المهمات التي يجب ان تنجز بسرعة انشالله انهما ((الوحدة والبرنامج لهذه المقاومة)) –
2- التنسيق والترشيد والتوجيه والتصويب بين قوات كل فصائل المقاومة للعمل المقاوم اي (لعمليات المقاومة) بما يفيد ويخدم انجاز مهمة النصر والتحرير، واهمية انتخاب قيادة لهذه المقاومة،، آخذين بنظر الأعتبار حجم واهمية و قدرات وخبرات قيادة الدولة الشرعية قبل 9/4/2003 وجيشها ومؤسساتها، في المقاومة والخبرات والقدرات والبناء والدولة –
3- الأهتمام بالجانب الأعلامي وأعطاء رأي وموقف المقاومة الأستتراتيجي بالأحداث الجارية والطارئة ايضا والرد السريع عليها، آخذين بنظر الأعتبار الدور الأعلامي الكبير لدولة الأحتلال ومن والاها من دول واحزاب وجماعات ووجود مرتزقة اعلاميين! وصحفيين! وكتاب ومثقفين جنطة! كثر مع الأسف لخدمة هذه الدولة المحتلة وهذا العدوان وهذه الجرائم الهمجية التي تحدث للعراق وللعراقيين بشكل لن يعرف مثيلها العالم من قبل،،
4- تشكيل لجان متعددة لمتابعة، شؤون المقاومة وحاجاتها وادارة شؤون الدولة العراقية، التي سيتم استلامها من قبلكم بعد زوال الأحتلال، الذي انتم من تسهلون اليوم وتحققون هزيمته القريبة جدا انشالله،،
كعراقيين متأكدين وكلنا ثقة كبيرة بكم ايها المقاومون وقادة ورجال الدولة العراقية الشرعية، بعطائكم وتضحياتكم وبطولاتكم وبقدراتكم، من ان تكملوا المشوار حتى نهايته، اكمال هدف ومهمة النصر والتحرير والأستقلال والسيادة الوطنية العراقية، واعادة العراق عربيا واحدا موحدا معافا قويا –
30/3/2007

M. Alobidi
04/04/2008, 05:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


جريدة الرياض اليومية
الاثنين 16ربيع الأول 1429هـ - 24مارس 2008م - العدد 14518

________________________________________

خمسة أعوام على غزو العراق.. اعتذار لحلم العراق الحر!!

عبدالله القفاري

خمسة أعوام مرت على غزو العراق، والأحداث لا تقاس بعامل الزمن وحده، إنما تقاس بآثارها، والحدود الفاصلة بين العصور التي تخلفها، والمراحل التي تعلن الدخول إليها.
اعتذر للقارئ في البدء عن تلك الأماني التي كنا نقرؤها حلماً بين عصرين. لم تكن المسألة حينها تهويناً من فعل الغزو الأمريكي للعراق، إنما كانت مراهنة على قدرة العراق على التحول الإيجابي من عصر الإلغاء والدولة الشمولية التي احتبست على حالة توقف وحصار وعذابات الى عصر دولة قانون وتوافق وحريات ودستور. لم تكن المسألة حينها مفاضلة بين حالة نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، وحالة غزو فاجع تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تحت يافطات التسويق الاستخباراتي وتحت شتى الذرائع، وهي تخفي أجندة الغزو في مكان آخر، وتسوّق له تحت عناوين أخرى. كانت المسألة بالتحديد المراهنة على قدرة العراق للخروج من كارثة الغزو إلى دولة أكثر احتراماً لحق الإنسان بالحياة، إلا أن الحلم أحياناً يتجاوز تحت ضغط التوقف والاستبداد والاحتباس، حقائق الواقع وقوى الصراع وخلفيات المشهد.
بعد هذا الاعتذار، ماذا تعني تلك الأحداث الجسام بعد خمسة أعوام من الغزو. لقد أكدت تلك الأحداث ومسلسل التراجع في الحالة العراقية، وحالة العطب السياسي في المنطقة العربية.. ما يلي:
- أكدت أن المنطقة ستظل المجال المفتوح لصراع القوى الكبرى، ولم تكن الحالة العراقية سوى المشهد الطافي على سطح الأحداث. إنها المختبر الكبير الذي تتم فيه هذه المواجهة اليوم. وهي تنقل آثارها إلى بلدان أخرى كنوع من تداعيات الضغط على مشروعات متضاربة، ولا يمكن لأي منها أن يسلم للآخر بسهولة.
قدر هذه المنطقة من العالم أن تعيش عقوداً وهي ميدان صراع. كان في الماضي يبدو صراعاً غير مباشر. النظام الدولي الذي خلفه تفكك الاتحاد السوفيتي السابق، والأخطاء الجسام التي ارتكبها النظام العراقي بغزو الكويت، وظهور منظمة القاعدة التي تخفي ما هو أبعد وأكبر من حجم القاعدة أو رموزها الظاهرة - وهي أداة لا يمكن لها أن تعيش بعيداً عن أجندة الصراع، إلا أنها تتوهم أنها فعل الصراع الأول - والحرب على الإرهاب، وهو العنوان الذي يسوّق لجمهور لا يقرأ سوى عناوين الفعل اليومي دون ادراك تركيبات المشهد المعقدة. كل هذا غطى على مشهد بالغ التعقيد لا تفسره سوى أجندة أكبر وأكثر تعقيداً، والأخطر أن تكون المنطقة بقواها المحلية، هي مادة الصراع ووقوده مهما دفعت تلك القوى الغازية أو المشاركة من تكاليف مادية أو بشرية. انها في المستوى الأخير تدفع ثمناً لكنه أقل بكثير من مكاسبها، واهون بكثير من العطب الذي أصاب المنطقة.
هناك عاملان، هما عناوين الصراع مهما اخفت الحالة من ملامح الحرب على الإرهاب. الأول النفط، والآخر أمن إسرائيل. في العامل الثاني تتفق القوى الكبرى على حماية الكيان الإسرائيلي إلى درجة التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والقوى الغربية الفاعلة على مستوى التأثير، مع اختلاف درجات الفعل ودرجات التأثير ومستوى المعالجة. في العامل الأول تبدو تحت السطح حالة صراع بين القوى الكبرى على قدرتها على السيطرة بشكل أو بآخر على ثروة المنطقة النفطية، التي لا يمكن لها عملياً - حتى اليوم - أن توفر بدائل مناسبة تحل محل هذه الطاقة الرخيصة والفعالة، ناهيك عن عوائدها الضخمة.
على من يقرأ حالة الصراع في المنطقة أن يربطها بالمصالح الاقتصادية وهي الإبقاء على قدرة التأثير والاستحواذ على مصادر وعوائد الطاقة دون أي نوع من التهديد. والأمر الآخر أمن إسرائيل كهدف استراتيجي، حيث ربطت تلك القوى نفسها في إطاره حتى لا ترى لها مصلحة كبرى سوى من خلال دعم هذا الكيان وضمان تفوقه والتأثير من خلاله، بغض النظر عن معادلة الاختلال في موازين قوى الصراع المحلية أو الإقليمية.
كل تحليل سياسي لا يأخذ هذين العاملين بعين الاعتبار، ويسرف في بحث التفاصيل، ويتعلق بالظواهر اليومية ومشاهد الحدث، لن يكون قادراً على فهم حالة صراع ما زالت في أوجها، ولم تعلن، ولا يتوقع أن تعلن قريباً حالة انتصار أي طرف فيها.
في الحالة العراقية تبرز مشاهد الدم اليومي والتفجير والتدمير والرفض والمواجهة، لكن تخفي تلك الحالة أطراف الصراع الحقيقي ووقوده ومدده وعلاقاته وأهدافه.
- أكدت الحالة العراقية والعربية عموماً بعد خمس سنوات من الغزو، أن الواقع الثقافي والسياسي العربي يحمل داخله هشاشة كبرى في مواجهة الأزمات، ويحمل بذور التفتيت أكثر من عوامل البقاء على لحمة الدولة والكيان. أي أن المحيط العربي الداخلي عند أي حالة اختبار لقدرته على التماسك يؤكد فاجعة اكتشاف حجم تشرذمه وقدرته الفائقة على تفتيت نفسه من الداخل إذا تعرض لضغوط الخارج. انبعاث الحالة الطائفية في العراق وفي لبنان حمل هذا المضمون لواجهة الأحداث. لم تقو الدولة العربية خلال عقود على بناء لحمة داخلية عبر واجهات التحديث، كانت أولويتها قسر الواقع لصالح قمع التناقضات الداخلية بالقوة، ولم تفعل الكثير من أجل مصالحة التناقضات لوجه الدولة والوطن. هاهي الحالة العراقية عنوان كبير لهذا المختبر، واليوم الحالة اللبنانية تتحرك في ذات المسار. يتحول الصراع الدولي في المنطقة والتي تشارك فيه القوى الإقليمية إلى استيلاد التكوينات الطائفية في مواجهة حالة صراع، لا مراكمة فعل وطني تلتقي فيه القوى الاجتماعية والسياسية والدينية على حالة دفاع عن مشروع وطن يتسع للجميع.
- كشفت أيضاً سنوات الغزو وتداعياتها، القراءة الهشة في أجندة الكثير من المثقفين العرب، وغياب المفاهيم الكبرى التي تعبر عن الإطار الأوسع في مهمة المثقف الحر. فالتسويق إما أن يكون لأجندة الغزو على طريقة رفض قوى الممانعة والمقاومة بالكلية والتبشير بالمشروع الأمريكي، أو على طريقة تمجيد وتنزيه أي قوى تعلن عن نفسها قوى مقاومة دون فرز أو استقصاء ودون فهم الإطار الذي تتحرك فيه، فهذه القوى في الحالة العراقية تحديداً والتي تستهدف الشارع العراقي البائس لا تبشر بمشروع إنساني أو قيمي أو قادر على الحياة. المقاومة لحالة الغزو فعل طبيعي ومشروع لكن في غياب الأفق السياسي والتركيز فقط على بقاء تلك المقاومة موجعة فقط وقادرة على الانهاك حتى لو طالت المفاصل الرخوة في المجتمع المتشرذم أصلاً والمفكك واقعاً، يضع الأسئلة الكبرى أمام عقل غير قابل للاستلاب وغير مهيأ لتسرقة مشاهد التفجير الذي يطال بسطاء الناس لا سواهم، دون أن يكون خلف كل هذا معادلة صراع، وقد تتحول المقاومة التي لا نعرف الكثير عنها إلى حالة جهاد عن الغير ولصالح الغير، مهما كانت النوايا حسنة والشعارات جميلة. انها تلبيسات تطال وعي المواطن العربي، فلا تعرف هل هو سعيد بمشاهد الخلل في تداعيات حالة عربية منهكة للجميع، أم هو رافض لها وباق على حلمه الذي انهار أمام أزمات أخرى تطال يومياته لا سواها.
القراءة في الحالة العراقية بعد خمسة أعوام من الغزو الأمريكي تستحق أن يتحرر القارئ، من سطوة المشهد اليومي للبحث في جذور الأزمات لا في ابتعاثاتها اليومية. الحالة تستدعي من القارئ أن يتجاوز حالة الهتاف بمع أو ضد، لفهم من يقف وراء تلك الحالة التي لا تعلن عن نفسها سوى بدوي التفجير والقتل لكنها تخفي أجندة خاصة، ولن تستقر الحالة العراقية على مشهد يمكن قراءته بسهولة إلا في حالتين: اتفاق بين قوى الصراع الكبرى على تقاسم غنائم الغزو، أو تضعضع إحدى تلك القوى لصالح الأخرى إلى درجة التسليم.
________________________________________
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2008/03/24/article328394.html
________________________________________
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
________________________________________

M. Alobidi
04/04/2008, 05:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مواجهة أمريكا للعالم بالأرقام
إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: تؤكد الأرقام والاحصاءات أن أمريكا والعالم بات أقل أمنا".على عكس ماوعد به الرئيس بوش بأن تكون أمريكا أكثر أمنا، ويعتبر تحقيق الأمن أبرز وظائف الرئيس الأمريكي، لكن حتى الآن بهذه النتيجة يخلص الكاتبان شارون بيرك وهارلان جير المحللان الإستراتيجيان في مركز Third Way: A Strategy Center for Progressives في دراسة لهما تحت عنوان "المحافظون الجدد.. سجل بوش الدفاعي بالأرقام".
ويمثل هذا المركز ملتقى لمجموعة من الناشطين والفاعلين السياسيين من الديمقراطيين، شغل الكثير منهم مناصب بالكونجرس أو مناصب حساسة في إدارتي الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون.
ويعمل المركز على تقديم رؤية جديدة للأمن القومي الأمريكي تبتعد عن توجهات إدارة المحافظين الجدد الحاكمة الآن، والتي أوصلت أمريكا والعالم إلى حافة الهاوية وجعلت العالم أكثر خطرا وأقل أمنا.
وترتكز مصادر هذه الدراسة على بيانات نشرتها العديد من الوزارات الأمريكية وعلى رأسها وزارتي الخارجية والدفاع، إضافة إلى بعض المراكز البحثية الأمريكية مثل المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.
وتبدأ الدراسة بأنه قد تزايدت مخاطر الإرهاب وتكلفة مواجهته في العراق وأفغانستان على عكس ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته مرارا؛ فقد أكد بوش في خطابه عن مستقبل العراق في 26 فبراير 2003 أنه يوجد في العراق ديكتاتور يخفي أسلحة قد تساعده في السيطرة على الشرق الأوسط وتهديد العالم المتحضر، وقال إنه لن يسمح له بذلك، مشيرا إلى أن الرئيس العراق المخلوع صدام حسين له علاقات وثيقة مع المنظمات الإرهابية وبإمكانه أن يمدهم بأسلحة خطيرة لضرب الولايات المتحدة، وأوضح أن خلق نظام جديد في العراق سيكون بمثابة نموذج مثالي للتغيير صوب الديمقراطية في الشرق الأوسط، وأن النجاح في العراق سيؤدي إلى بدء مرحلة جديدة من عملية السلام في الشرق الأوسط، كما أن القضاء على نظام صدام حسين سيمنع المنظمات الإرهابية من التمويل والتدريب، وأن أي دولة أخرى ترعى الإرهاب ستجد تحذيرا قويا من أنه لن يتم التسامح مع دعمها ورعايتها للإرهاب.
ولكن في الواقع هناك شكوك عما إذا كان صدام حسين مثّل تهديدات لأمريكا منذ 2003، إلا أن الوضع في العراق في تلك الأيام يمثل تهديدات خطيرة وجديدة جدا حيث أصبح للقاعدة فرع في العراق الذي بات يمثل أرض تدريب مشتركة للإرهابيين خلافا لما كان عليه الحال في الماضي، كما بات العراق على شفا حرب أهلية شاملة، وظهرت مخاوف من أن ترحل غالبية الدول الأعضاء في التحالف الدولي في العراق. وبعد آلاف القتلى من الجنود الأمريكيين وعشرات الآلاف من الجرحى وإنفاق مليارات الدولارات، لا يزال هناك أكثر من 100 ألف جندي موجودين في العراق دون بصيص قريب برحيلهم.
وهنا بعض الجداول التي توضح مدى المفارقات في هذه المعلومات والبيانات بين ما قاله بوش وما يحدث على أرض الواقع في الوقت الحالي وقبل أحداث 11 سبتمبر 2001.
اولا: العراق
فيما يتعلق بالمسائل الأمنية:
قبل عام 2003 حاليا
الروابط والعلاقات بين صدام حسين والقاعدة .. "صفر" عدد المقاتلين الأجانب بالعراق في يوليو 2006 يتراوح بين 800 – 2000 مقاتل.
عدد المتمردين في العراق في 2003 يقدر بـ 5 آلاف مسلح عدد المتمردين في العراق في يوليو 2006 أكثر من 20 ألف مسلح.
قدرت إدارة بوش وجود 18 معملا لإنتاج الأسلحة البيولوجية، وإنتاج 2500 لتر من مادة الإنثراكس، و55 طنا من المواد المستخدمة في صناعة الأسلحة الكيماوية، و6500 قنبلة من مخلفات الحرب مع إيران، و36 صاروخ "سكود" بمدى 600- 900 كلم، وتطوير صواريخ يصل مداها إلى 1200 كلم. عدد أسلحة الدمار الشامل التي عثر عليها في العراق "صفر".
وحول عدد الهجمات التي يشنها المتمردون أسبوعيا، نجد أن هناك تزايدا ملحوظا مع مرور الوقت منذ بدء الحرب حتى الآن؛ ففي حين كانت هذه الهجمات أقل من 200 هجوم أسبوعيا في الفترة من يناير إلى 4 مارس 2004، تزايدت الهجمات قبل فترة الحكومة الانتقالية من بداية إبريل حتى 28 يونيو 2004 إلى نحو 420 هجوما أسبوعيا، وزاد المعدل ليصل إلى 550 هجوما أسبوعيا في الفترة من 29 يونيو حتى 26 نوفمبر من نفس العام، وتراجع المعدل قليلا خلال فترة الانتخابات البرلمانية الأولى من 27 نوفمبر 2004 إلى 11 فبراير 2005 ليصل إلى 520 هجوما، ثم شهدت تراجعا ملحوظا خلال الفترة ما قبل صياغة الدستور من 12 فبراير إلى 28 أغسطس 2005 لتصل إلى 380 هجوما أسبوعيا، إلى أن تزايدت مجددا في مرحلة ما قبل إجراء الانتخابات البرلمانية من 29 أغسطس 2005 إلى 20 يناير 2006 إلى 560 هجوما أسبوعيا، ثم وصلت إلى 620 هجوما أسبوعيا في عهد الحكومة الانتقالية الحالية في الفترة ما بين 11 فبراير إلى 12 مايو 2006.
وبشأن المقارنة بين تكلفة حرب العراق الأولى "عاصفة الصحراء" والحرب الحالية نجد أن هناك فجوة كبيرة بين الحربين، وذلك على الرغم من أن الحرب الأخيرة في العراق لم تنته بعد وقد تتزايد خسائرها المادية والبشرية بشكل غير مسبوق في ظل تصاعد الهجمات التي يشنها المتمردون، كما يوضحه الجدول التالي:
التكلفة الفعلية لعاصفة الصحراء 61.1 بليون دولار، من بينها 48.4 بليون تكبدتها دول التحالف غير أمريكا بمعدل 79.9% تكلفة الحرب الدائرة حاليا في العراق 290 بليون دولار.
تكلفة احتواء صدام منذ 1991 -2003، بلغت 30 بليون دولار
التكلفة التي قدرتها الإدارة الأمريكية لعاصفة الصحراء تتراوح ما بين 50 إلى 60 بليون دولار التكلفة المقدرة للحرب الحالية على العراق حتى نهايتها تتراوح بين 549 بليون دولار إلى 1.27 ترليون دولار
ويوضح الجدول التالي مساهمات بعض دول التحالف من حيث عدد القوات مع القوات الأمريكية خلال عاصفة الصحراء والحرب الحالية في العراق:
عاصفة الصحراء الحرب الحالية
مساهمات دول البحرين وبنجلاديش ومصر وفرنسا والمغرب وعمان وباكستان والسعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة 217900 جندي. مساهمات دول البحرين وبنجلاديش ومصر وفرنسا والمغرب وعمان وباكستان والمملكة السعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة "صفر".
مساهمات مقدونيا وأستونيا وفيجي وكازاخستان ونيكاراجوا وسلوفاكيا ولاتفيا ولتوانيا وجورجيا وأذربيجان وألبانيا "صفر". مساهمات مقدونيا وأستونيا وفيجي وكازاخستان ونيكاراجوا وسلوفاكيا ولاتفيا ولتوانيا وجورجيا وأذربيجان وألبانيا 1697 جنديا.
أما من حيث نسبة المشاركة الأمريكية بالنسبة لإجمالي قوات التحالف في حرب عاصفة الصحراء وغزو العراق فيوضحها الجدول التالي:
عدد القوات الأمريكية بلغ 500 ألف في عاصفة الصحراء فيما بلغ عدد القوات الأخرى 280 ألفا. بلغ عدد القوات الأمريكية نحو 150 ألفا في غزو العراق، مقارنة بنحو 30 ألفا للقوات المتعددة الجنسيات. يصل تعدد القوات الأمريكية المتبقية في العراق حاليا نحو 130 ألف جندي مقابل نحو 20 ألفا للقوات المتعددة الجنسيات.
خسائر العراقيين:
تكبد العراقيون خسائر فادحة في تلك الحرب من حيث عدد القتلى والجرحى وتردي الخدمات الاجتماعية والطاقة ومستوى المعيشة بشكل عام؛ الأمر الذي تكشف عنه الدراسة من خلال الجدول التالي:
عدد العراقيين الذين قتلوا في العام الأول للحرب 6331 شخصا. عدد العراقيين الذين قتلوا في النصف الأول من عام 2006 بلغ 14338 شخصا.
مقدار الطاقة الكهربائية في العراق قبيل الغزو في مارس 2004 نحو 4500 ميجاوات. مقدار الطاقة الكهربائية في العراق في مارس 2006، تقدر بـ 4 آلاف ميجاوات.
عدد العراقيين الذين استفادوا من خدمات الصرف الصحي قبيل الغزو 6.2 ملايين نسمة. عدد العراقيين الذين استفادوا من خدمات الصرف الصحي في مارس 2006 بلغ 5.6 ملايين نسمة.
عدد العراقيين الذين يستخدمون مياه شرب صالحة قبيل الغزو 12.9 مليون نسمة عدد العراقيين الذين يستخدمون مياه شرب صالحة في مارس 2006 بلغ 9.7 ملايين نسمة.
حجم إنتاج العراق من البترول قبيل الغزو 2.5 مليون برميل يوميا. حجم إنتاج العراق من البترول خلال الفترة من 3- 9 يوليو 2006 بلغ 2.27 مليون برميل يوميا.
ثانيا: الإرهاب
أوضح الرئيس الأمريكي في خطابه عن مستقبل العراق في 26 فبراير 2003 أن الولايات المتحدة وقوات التحالف قد اعتقلت أو قتلت العديد من القيادات الكبيرة لتنظيم القاعدة في أنحاء العالم، وقال: "نحن نتصيد القتلة واحدا تلو الآخر، وإننا نكسب الحرب لنعرفهم مفهوم العدالة الأمريكية"، إلا أن الواقع عكس ذلك، فبعد هجمات 11 سبتمبر يعرف كل الأمريكيين أن الحرب على الإرهاب ستكون طويلة المدى ويتفق خبراء الإرهاب على أن التقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة في هزيمة الإرهاب لم يوقف جهود القاعدة في استقطاب وتدريب المزيد من الأعضاء الجدد. وفي أحد استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا أكد 86% من الأمريكيين معظمهم من خبراء الإرهاب والعسكريين أن الولايات المتحدة باتت أقل أمنا مما كانت عليه منذ 11 سبتمبر 2001، وهو ما يوضحه الجدول التالي:
قدر عدد أعضاء تنظيم القاعدة في العالم في 2001، بنحو 20 ألف فرد. العدد التقديري لأعضاء تنظيم القاعدة عبر أنحاء العالم في 2006 بلغ 50 ألف شخص.
عدد الهجمات الإرهابية للقاعدة في السنوات الخمس قبل 11-9 بلغ 3 هجمات فقط. عدد الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة في السنوات الخمس بعد 11- 9 بلغ 30 هجوما.
عدد الشرائط التسجيلية التي أطلقها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن منذ هجمات سبتمبر بلغ 24 شريطا.
عدد الهجمات الإرهابية التي أحصتها الخارجية الأمريكية في 2003، بلغ 175 هجوما. عدد الهجمات الإرهابية التي أحصاها المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب في 2004 بلغ 3194 هجوما.
إجمالي الهجمات الإرهابية التي أحصاها المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب في 2005، بلغ 11111 هجوما.
وتختلف وجهات نظر الأمريكيين حول إذا ما كانوا يعتقدون أن بلادهم أصبحت أكثر أمنا حاليا عما كانت عليه منذ هجمات سبتمبر كما يلي حسب استطلاع للرأي أجراه خبراء الأمن القومي الأمريكي في يونيو العام الحالي 2006:
نسبة الأمريكيين درجة الأمان
86% أقل أمنا
10% أكثر أمنا
4% نفس درجة الأمان
كما رأى غالبية الأمريكيين أن بلادهم لم تكسب الحرب على الإرهاب؛ فـأكد 83% من الأمريكيين أنهم لا يوافقون على أن بلادهم كسبت الحرب على الإرهاب، مقابل 13% وافقوا على ذلك، في حين لم تدلِ النسبة المتبقية وهي 4% بآرائهم في الاستطلاع الذي أجري في يونيو العام الحالي.
ثالثا: أفغانستان
أكد الرئيس الأمريكي في خطابه حول إستراتيجية الأمن القومي في 16 مارس 2006 أن بلاده وقوات التحالف تعاونت مع الشعب الأفغاني للقضاء على نظام طالبان الذي قدم الحماية والأرض لتدريب "القاعدة"، وأننا ساعدنا الحكومة الديمقراطية على أن تنشأ في موطنها بأفغانستان.
لكن في الواقع وعلى الرغم من نجاح التحالف في الإطاحة بنظام طالبان، فإن الوضع الذي تواجهه الحكومة الأفغانية محفوف بالمخاطر، حيث تنزلق أفغانستان حاليا صوب حالة من الفوضى والاضطراب وباتت مرة أخرى بمثابة الأرض الموعودة للإرهابيين والمتطرفين وجنرالات تجارة وزراعة المخدرات.
وتتضح حالة الفوضى هذه في الجدول التالي قبل هجمات 11 سبتمبر وفي الوقت الحالي:
عدد هجمات "طالبان" في الفترة من 2001 – 2003 بلغ 22 هجوما. عدد هجمات "طالبان" في الفترة من 2004 إلى 2006 بلغ 284 هجوما.
عدد الهجمات الانتحارية من 2001 – 2004 بلغ 9 هجمات. عدد الهجمات الانتحارية من 2005 إلى 2006 بلغ 64 هجوما.
خطة قوات التحالف و"الناتو" استهدفت تدريب 70 ألف في الجيش الأفغاني. عدد الجنود الذين تلقوا تدريبا في الجيش الأفغاني حوالي 26900 جندي.
المساحة المزروعة بنبات الخشخاش في 1999 بلغ 51500 هكتار. المساحة المزروعة بنبات الخشخاش في 2005 بلغ 107000 هكتار.
يقدر حجم الأفيون المنتج في أفغانستان بـ 4475 طنا متريا.
يبلغ نسبة إنتاج الأفيون الأفغاني بحوالي 90% من الإنتاج العالمي.
رابعا: إيران
على نقيض ما أكده الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن الولايات المتحدة لن تنتظر الأحداث حتى تأتي الأخطار وتتجمع على أمريكا وأن بلاده لن تسمح لأكثر الأنظمة خطورة في العالم بتهديد أمريكا بأكثر وسائل التكنولوجيا تقدما، جاء ذلك في خطابه عن حال الاتحاد في 29 يناير 2002، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فبينما وضع بوش إيران ضمن ثلاثي "محور الشر" الذي يضم إلى جانبها كوريا الشمالية والعراق، إلا أن إيران حاليا يحكمها عدد من رجال الدين الأكثر تشددا وحرصا على مصالحها ودفاعا عن أمنها القومي مؤكدين حق بلادهم في امتلاك التكنولوجيا النووية، وباتوا على مقربة من إنتاج السلاح النووي، واتبعوا سياسات ضد مصالح الغرب بصفة عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة، وكفلت الولايات المتحدة مهمة احتواء البرنامج النووي الإيراني إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ونجحوا بالفعل في تضييق الخناق على إيران، وعلى أحسن الفروض للغرب تسعى إيران إلى استخدام حقها في التكنولوجيا النووية مقابل الحوافز الاقتصادية الغربية والنفوذ السياسي، وعلى أسوأ الفروض بالنسبة للغرب، فإيران تسعى لامتلاك السلاح النووي لتفرض نفسها كقائد للعالم الإسلامي، كما أن الولايات المتحدة تخشى من النفوذ الإيراني نتيجة الفراغ الأمني القائم في العراق بعد الحرب.
ويوضح الجدول التالي تطور قدرات إيران النووية ومخاطرها على الأمن القومي الأمريكي:
عدد المفاعلات النووية الإيرانية المعروفة حتى 2000 "صفر". عدد أجهزة الطرد المركزي المخصصة لتخصيب اليورانيوم التي أعلنت إيران امتلاكها في إبريل 2006 بلغ 164 جهازا.
عدد أجهزة الطرد المركزي التي تخطط إيران لامتلاكها بنهاية 2006 تبلغ نحو 3 آلاف جهاز.
كمية غاز اليورانيوم التي أعلنت إيران إنتاجها في إبريل 2006 بلغت 110 أطنان.
عدد الرؤوس النووية التي يمكن لإيران إنتاجها في 2000، "صفر". عدد الرؤوس النووية التي يمكن إنتاجها من الـ 110 أطنان يورانيوم 10 رؤوس.
المدى المقدر لصواريخ "شهاب 3" الإيرانية التي تم اختبارها في 2004، بلغ 1500 كيلومتر.
المدى المقدر لصواريخ شهاب 3 تحت التطوير يقدر عددها بـ 3 آلاف يصل مداها إلى 5 آلاف كيلومتر.
إضافة إلى ذلك هنا بعض البيانات عن القدرات النووية الإيرانية حيث توجد وحدات معالجة اليورانيوم في أصفهان وناتانز التي يوجد بها مفاعل كبير لتخصيب اليورانيوم، كما توجد مناجم اليورانيوم في مدينة "سافند" الشرقية، بينما تتمركز منشآت إنتاج الماء الثقيل في "آراك"، وتتمركز منشآت إنتاج الماء الخفيف في "بوشهر"، كما توجد في العاصمة طهران مراكز للأبحاث والمنشآت النووية.
خامسا: كوريا الشمالية
أكد الرئيس الأمريكي في خطابه حول إستراتيجية الأمن القومي في سبتمبر 2002 أن الولايات المتحدة ستتعاون مع الدول الأخرى لاحتواء والقضاء على جهود الأعداء لامتلاك التكنولوجيا الخطرة. ومن أجل الدفاع عن الولايات المتحدة وأمنها القومي، ستعمل أمريكا على مواجهة التهديدات المتنامية، وأكد أهمية استعداد بلاده للقضاء على نوايا وخطط الأعداء من خلال أفضل وسائل الاستخبارات.
إلا أنه منذ بداية حكم بوش تحولت كوريا الشمالية من كونها مشكلة يمكن احتواؤها إلى تهديد قوي للأمن القومي الأمريكي حيث تنتج حاليا بالفعل أسلحة نووية كانت جمدت إنتاجها من قبل، وقامت بتطوير الصواريخ طويلة المدى بما فيها أحد الصواريخ الذي يمكنه حمل رؤوس نووية يستطيع ضرب الأراضي الأمريكية في يوم ما. وفي حين أصبحت كوريا الشمالية أكثر قوة، فإن الولايات المتحدة باتت غير قادرة على رسم إستراتيجية بإمكان الدول الأخرى القوية اتباعها لمواجهة طموحات ومخاطر بيونج يانج، وهو ما يوضحه الجدول التالي:
قبل 11-9 بعد 11-9
عدد الصواريخ المصممة لحمل رؤوس نووية قبل 2001 يتراوح بين "صفر"- 2. عدد الصواريخ النووية في كوريا الشمالية يتراوح حاليا من 3 – 9.
عدد الصواريخ التي ستتمكن كوريا الشمالية من إنتاجها سنويا والمفاعلات الموجودة بالفعل وتحت التأسيس حوالي 30.
عدد صواريخ "يابودونج" متوسطة وطويلة المدى التي تم اختبارها قبل 2001، بلغ صاروخا واحدا. عدد صواريخ "يابودونج" متوسطة وطويلة المدى التي تم اختبارها في 4 يوليو 2006 يتراوح من 4- 10، بما فيها أحد الصواريخ القادرة على ضرب الأراضي الأمريكية.
عدد القوات الأمريكية التي تقع تحت مرمى تهديد الصواريخ الكورية 30619 جنديا.
عدد القوات الأمريكية التي يحتمل أن تتعرض لتهديدات الصواريخ الكورية الشمالية التي اختبرت مؤخرا، يبلغ 72868 جنديا.
سادسا: الصين
أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الرئيس السابق بيل كلينتون طالب بعلاقات إستراتيجية مع الصين وأنه كان يؤمن أن علاقات البلدين لا بد أن تبنى على التنافس وأن البلدين بإمكانهما التوصل إلى حلول وسط واتفاق بشأن المسائل الخلافية، وأوضح بوش أننا يجب أن نوضح للصينيين أننا لا نرحب بأية محاولات لنشر أسلحة الدمار الشامل في مختلف أنحاء العالم، وأننا لا نقبل أية تهديدات لحلفائنا وأصدقائنا في الشرق الأقصى. جاء ذلك خلال حملة الرئاسة الأمريكية لبوش في مايو 2000.
إلا أنه في الواقع، تحولت سياسة الصين خلال عهد بوش، وأوشكنا على أن نفقد شريكا محتملا بل نواجه منافسا خطيرا. فالصين اليوم من أكثر الدول الدائنة لأمريكا وأكثر الدول التي تقدم استثمارات على الأراضي الأمريكية، كما أنها قادرة على مضاعفة إنفاقها العسكري من فائض الميزان التجاري مع أمريكا لصالحها، وأصبحت قوة إقليمية يعتد بها وتنتهج غالبا سياسات ضد المصالح الأمريكية فيما يتعلق بكوريا الشمالية وإيران، كما أنها ساندت الحكومات الاستبدادية والفاسدة في إفريقيا والتي تدعم وترعى الإرهاب وترتكب إبادات جماعية.
ومن أبسط الأمثلة التي توضح هذا الفارق أن ميزانية الدفاع الصينية في عام 1999 قدرت بنحو 40 مليار دولار، في حين قفزت تلك الميزانية لتصل إلى نحو 80 مليار دولار في عام 2005.
سابعاً: القدرات العسكرية الأمريكية
"الولايات المتحدة سوف تغير مهام مؤسسات الأمن القومي لمواجهة التحديات واغتنام الفرص في القرن الحادي والعشرين". هذا ما أكده الرئيس الأمريكي في خطابه عن إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة في 2002.
ولكن القدرات الأمريكية العسكرية على الرغم من كونها لا تزال القوة الأولى في العالم، فإنها تواجه تحديات كثيرة وتثار بشأنها العديد من التساؤلات بعد مشاركة وانتشار القوات الأمريكية بأعداد كبيرة في العراق وأفغانستان، مع طول فترة انتشارها، حيث تعاني من النقص العددي للقوات المدربة وقلة الراغبين في الالتحاق بالجيش الأمريكي وعدم وفرة الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة والمطلوبة لمواجهة تلك التحديات والقيام بالمهام المنوطة، في ظل دور الشرطي العالمي الذي تلعبه الولايات المتحدة والذي يتطلب المزيد من القوات الجاهزة والمدربة للتدخل في الأزمات الصاعدة في أنحاء العالم.
والجدول التالي يبين أوجه الخلل وعدم جاهزية القوات الأمريكية لمواجهة الأزمات العالمية:
قال بوش في خطابه عن القوات المسلحة عام 2003:
لقد لاحظنا تآكلا ملحوظا في القوة الأمريكية وعدم ثبات مستويات الجاهزية والتدريب لبسط النفوذ الأمريكي؛ فقواتنا العسكرية تعاني نقصا في مجالات المقابل المادي والجوانب الأخلاقية، كما أن بعض قيادات الوحدات العسكرية ليسوا في حالة استعداد للمشاركة في المهام الأمنية. عدد وحدات الجيش التي لم تكن مستعدة للمشاركة في القتال في أحداث كوريا وأماكن أخرى في نهاية 2003 بلغ 5 وحدات.
أكد جويل هيلفي رئيس اللجنة الفرعية عن جاهزية القوات الأمريكية في الكونجرس أن العديد من الوحدات العسكرية المنتشرة في العراق وأفغانستان أقل من حجمها المطلوب عما كان في السابق، وتؤكد البيانات أن درجة الاستعداد العام في وحدات الجيش في انخفاض مستمر.
وحدات الحرس الجمهوري التي تعتبر جاهزة للقتال اليوم أقل من الثلث.
أكد "ستيفن هادلي" مستشار الأمن القومي الأمريكي في سبتمبر 2000 أنه إذا كان علينا إرسال وحدات أمريكية عسكرية في الخارج فيجب أن تكون لدينا الرغبة في إنفاق المزيد من الأموال لتوفير الدعم لتلك القوات. تكلفة إعادة تأهيل المعدات المفقودة في حرب العراق 12.8 مليار دولار.
الأموال التي خصصت لمشاة البحرية الأمريكية لإعادة تجهيزها في العراق 5.1 مليارات دولار.
تكلفة إعادة تأهيل معدات الجيش المستخدمة في العراق وأفغانستان للسنة المالية 2007 تقدر بـ 17.1 مليار دولار.
التكلفة المقدرة لإعادة تأهيل المعدات المستخدمة في العراق وأفغانستان تتراوح بين 12- 13 مليار دولار سنويا.
أكدت مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليزا رايس في نوفمبر 2002 أننا ننشر الحرس الوطني وقوات الاحتياطي لفترات أطول، في حين أن القوات المؤقتة والاحتياطي تؤكد أهمية الحاجة إلى تمويل وتدريب وتسليح أفضل. نسبة قوات الجيش والحرس الوطني المقاتلة ووحدات المهام الخاصة التي تم تعبئتها منذ 11-9، بلغت 95% من إجمالي القوات الأمريكية.
منذ 11- 9 بلغت نسبة قوات الحرس الوطني التي تم تعبئتها لفترة انتشار تصل إلى 18 شهرا 60%.
تكلفة إصلاح النقص التسليحي لقوات الحرس الوطني اليوم تبلغ 21 مليار دولار.
نسبة الأسلحة القتالية الضرورية المتاحة لقوات الحرس الوطني المنتشرة في الخارج 34%.
*مصدر المعلومات:

دراسة تحت عنوان: المحافظون الجدد: سجل بوش الدفاعي بالأرقام" على موقع Third Way: A Strategy Center for Progressives.

M. Alobidi
04/04/2008, 05:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق



21 مايو 2007 -

الحلقة الثانية عشرة من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ " سي.آي. إيه "

المؤلف: جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية

يتهم تينيت في هذا الجزء من كتابه كبار مسئولي إدارة الرئيس بوش بأنهم كانوا يبيتون النية لغزو العراق حتى من قبل تولي بوش السلطة ، رغم حقيقة أن المعلومات الاستخبارية - حينئذ - لم تكشف عن أي دليل يشير إلي تورط صدام في هجمات 11 سبتمبر.. وفي مقدمة لائحة اتهامه يأتي نائب الرئيس ديك تشيني ومنظر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل ونائب وزير الدفاع بول وولفويتز, الذين ربطوا بخبث قرار حرب العراق بهجمات 11 سبتمبر لتبريرها , مشيرا الى أن التحقيقات التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية لم تثبت حيازة نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل , ولكن خطة الإطاحة بصدام كانت جاهزة حتي من قبل هجمات 11 سبتمبر

ترجمة الأستاذ / مجدي كامل

في اليوم التالي لهجمات 11سبتمبر, التقيت بالمسؤول السابق في وزارة الدفاع وأحد أبرز مفكري المحافظين الجدد ريتشارد بيرل , بينما كان خارجًا من البيت الأبيض. وقد فوجئت ببيرل , الذي لم يكن يشغل منصبًا رسميًا في الإدارة الأميركية , يقول : على العراق أن يدفع ثمن ما حدث بالأمس. إنه يتحمل المسؤولية. وقد صدمني ما سمعت , فالتفت إلى الخلف سائلاً نفسي: " ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل بحق الجحيم ". كما رحت أتساءل عن سبب وجود بيرل في البيت الأبيض في أولى ساعات صباح ذاك اليوم تحديدًاً ؟!.
بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق !!
و استغلوا أجواء سبتمبرلغسل مخ الأمريكيين وكسب تأييدهم للحرب !!
سيظل الموعد المحدد ، الذي أصبح فيه غزو العراق أمراً حتمياً ، أحد أكبر الألغاز بالنسبة لي. فقد كنت في الفترة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، والشهور أيضاً التي سبقتها ، مشغولاً إلى حد الهوس بالحرب على الإرهاب.
و لم تكن الليالي الطويلة التي جافاني فيها النوم في تلك المرحلة لها أي صلة بصدام حسين ، وإنما كانت القاعدة هي التي تسيطر علي الكوابيس التي كانت تداهمني في نومي ، ولم يكن السؤال هو : ماذا لو ضربت ؟ ".. وإنما كان حول الشكل الذي ستتخذه ضربتها المقبلة بمعنى : كيف ستضرب ؟.
وكنت أقدح زناد تفكيري حول ما يمكننا عمله لتعطيل وعرقلة ومنع مثل هذا الهجوم. وعندما أعود بذاكرتي للوراء ، فإنني أتمنى لو كان بمقدوري أن أعطي مجهوداً واهتماماً مماثلاً للعراق. ففي ضوء جميع الأخطاء الفادحة التي قدر للإدارة الأميركية الوقوع فيها ، كان العراق يستحق مساحة أكثر من وقتي. ولكن عذري هو أن ما كان لدينا في تلكم الفترة من حقائق مجردة ، لم يكن ليجعلني أتصور أن هناك أي داع أو ضرورة لتحرك قطار الغزو وبمثل هذه السرعة.
فكثير من أفراد إدارة بوش كان العراق يمثل شغلهم الشاغل حتي من قبل وصولهم معه للسلطة ، ولدى وصولهم كان العراق يسيطر علي تفكيرهم. فبعد إعلان بوش رئيساً ، وقبل توليه الفعلي للسلطة بوقت قصير ، كان ديك تشيني قد طلب من ويليام كوهين وزير الدفاع الذي كان يغادر منصبه تقديم تقرير شامل وكامل عن العراق ، والخيارات المتاحة فيما يتعلق بهذا البلد. وبالنسبة لي كان الأمر يبدو طبيعياً أن يتم إحاطة الرئيس الجديد وبسرعة بكل ما يتعلق بالقضايا محل اهتمام الولايات المتحدة.
فقد كانت أطقم مقاتلاتنا الجوية تحرس المنطقة المحظور الطيران فوقها شمال العراق وسط مخاطر كبيرة ، في الوقت الذي كانت فيه العقوبات المفروضة ضد صدام تتآكل بخطى منتظمة.

رجال بوش ومنظروهم حاولوا مداراة فشلهم في سبتمبر
بفبركة علاقة وهمية بين العراق والقاعدة وأسلحة الدمار !!

وكان هناك ومنذ البداية ثمة دليل علي أن نائب الرئيس ديك تشيني لديه نية مبيتة للتدخل في توجيه مسار عمل وكالة المخابرات المركزية وما تقوم به من جمع معلومات وإعداد تقارير.
وقد تركت قضية لويس ليبي ( مدير مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الذي أدانته المحكمة بتهمة تسريب اسم فاليري بليم ويلسون العميلة السرية بوكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.ايه " الى الصحافة ) تركت هذه القضية وما أثير خلال المحاكمة من أن اعتراف ليبي بأن تشيني هو الذي أمره بأن يكشف للصحفيين اسم فاليري ، انطباعاً بأن هناك شكل ما من أشكال الحرب تدور بين " سي. آي. إيه " ومكتب نائب الرئيس. ولو كانت هناك حرب فهي من جانب واحد ( مكتب تشيني ) فنحن بهذا المعنى لسنا بمقاتلين.
وحتى هذه اللحظة ، رأيت تشيني مهتماً بأحوال الوكالة ، ومستمراً في طرح الأسئلة الصعبة ، وكنت أرحب بأسئلته ، ما دمت أجيب بما لدي من حقائق ومعلومات ، وليس ما يود الطرف الآخر سماعه.
ولكن حدث ما أثار حفيظة العاملين بوكالتي.. فقد بات مسئولو إدارة بوش لا هم لهم سوي العراق وبالتحديد علاقة العراق بتنظيم القاعدة ، وكلما أكدنا لهم أن معلوماتنا لا تظهر أي صلة بين الطرفين ، لا يستسيغوا الرد. وقد جاءت إلي في أحد أيام عام 2002 جامي ميسيك التي تشغل منصب كبير محللينا في الوكالة تشكو من أن عدداً من صانعي السياسات بإدارة بوش حددت منهم سكوتر ليبي وبول وولفويتز يظهرون الامتعاض وعدم الرضا عن ردودنا علي أسئلتهم المتكررة فيما يتعلق بتورط العراق في علاقات مع تنظيم القاعدة. وما كان مني إلا أن قلت لها قولي لمحللينك أن يردوا عليهم في المرة القادمة بعبارة مقتضبة هي : ردنا هو نفسه كما المرة السابقة.
والحقيقة أن التركيز علي العراق بواسطة كبار المسئولين في إدارة بوش كان هو شغلهم الشاغل ومنذ البداية. ولم لا وقد كان بول وولفويتز وريتشارد بيرل ودوجلاس فيث من بين ثمانية عشرة شخصاً وقعوا علي رسالة علانية صادرة عن جماعة أطلقوا عليها اسم " مشروع القرن الأمريكي الجديد " ويطالبون فيها بإسقاط صدام حسين.
و غالباً ما يُنسى أيضاً أن تغيير النظام في العراق كان سياسة رسمية معلنة أيضا ً لإدارة الرئيس بيل كلينتون ، وكان الهدف من قانون تحرير العراق الذي أعلنه الكونجرس في عام 1998. وقد تم تخصيص 100 مليون دولار لوزارة الخارجية لاستخدامها في عملية السعي لوضع نهاية لنظام صدام.
وفي بداية عمل إدارة بوش اقترح وزير الخارجية كولين باول تخفيف العقوبات الدولية علي العراق ، واستبدالها بما اصطلح علي تسصميته بـ " العقوبات الذكية ".. وفي أوائل عام 2001 ، تحدث عن أن أمريكا يتم اغتيالها سياسياً أمام محكمة الرأي العام العالمي لوجود انطباع في العالم بأن أطفال العراق يموتون جوعاً بسبب هذه العقوبات.
و اقترح باول من أجل تحسين صورتنا في العالم أن يتم استبدال العقوبات القائمة بأخري " ذكية " تتركز أكثر علي المشتروات العسكرية. ولكن باقي أفراد الإدارة رفضوا قائلين بأن هذا سيسمح لصدام بالمراوغة واستعادة برامج أسلحته ولكن مع تمسك باول باقتراحه ، وافقوا علي " العقوبات الذكية " ، ولكن أيضاً اطاحوا بها بسرعة كأن لم تكن !
وفي يوم 7 فبراير عام 2001 ، وبعد أقل من اسبوعين علي تولي الإدارة الجديدة ، ترأست كوندوليزا رايس ( كوندي ) اجتماعاً للجنة كبار المسئولين الأمنيين في البيت الأبيض وتركز حول العراق. وكان معي في ذلك الجتماع نائب جون ماجلوغين. وكما جرت العادة في العديد من الاجتماعات التي تمت في بداية عهد إدارة بوش ، فقد بدا أن الهدف منه هو جمع المعلومات ، وتحديد المهام البيروقراطية ، حتي تتمكن الحكومة فيما بعد من رسم سياستها العامة في هذا الصدد.
وكان موضوع العراق قد انزوى بعيداً عن بؤرة الاهتمام في ربيع وصيف ذلك العام – علي الأقل بالنسبة لي – حيث استرعت الكثير من القضايا الملحة اهتمامي ، ومن هذه القضايا أو الأحداث التي تم نسيانها الآن - تماماً - إجبار الصين مقاتلة البحرية الأمريكية إي بي -3 علي الهبوط في إبريل ، مما تسبب في توترات رهيبة عشناها على مدى 11 يوماً. وتمضيتي جزءاً كبيراً من شهر يونيو في الشرق الأوسط اتنقل ما بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية للمساعدة في استقرار الموقف الأمني هناك. ولكن ذلك لا يعني أننا تجاهلنا صدام.
فقد كانت في إدارة عمليات " سي. آي. إيه " مجموعة عملياتية خاصة بالعراق تخطط لجميع العمليات السرية التي قد يطلب منها تنفيذها داخل العراق ، أو عند حدوده. وفي شهر أغسطس 2001 ، قمنا بتعيين رئيس جديد لهذه المجموعة ليس باستطاعتي الافصاح عن اسمه ، لأن الكشف عنه لا يزال قيد الحظر ، وكان هذا الضابط الذكي والمنظم الفكر أمريكي من أصل كوبي ، وكان دائماً يقول في الاجتماعات أنه لولا الإخفاق الأمريكي في عملية " خليج الخنازير " التي قامت بها الولايات المتحدة ضد كوبا ، لما قد رحل عن بلاده كوبا وجاء للإقامة في أمريكا. ويقول إن أهم الدروس المستفادة من هذه العملية ، ومن تاريخ عملياتنا غير السعيد ضد العراق منذ نهاية حرب الخليج عام 1991 أو الرسالة التي يجب أخذها في الاعتبار هي أنه لا يمكن إزاحة صدام بعمليات سرية فقط.
و قد توصل عدد من كبار مسئولي إدارة بوش أتفهم دوافعهم ، ومعهم مجموعة من منظريهم في وسائل الإعلام في أوائل عام 2002 إلي أن سي آي إيه غير مستعدة للقيام بمهمة إسقاط صدام الصعبة. ولكن القضية لم تكن كذلك على الإطلاق ، فبغض النظر عن تحليلاتنا التي تؤكد وجود عدة مستويات أمنية لحماية صدام والتي لا يمكن اختراقها بسهولة للوصول إليه ، كانت القضية بالنسبة لنا هي أننا حتى لو استطعنا الإطاحة بصدام ، يظل هناك احتمال قائم بتولي جنرال سني مكانه ، وبذل نستبدل صدام بآخر. ولكن استنتاجاتنا هذه لم تحظ برضا الإدارة التي كان هدفها أن تجعل من العراق نموذجاً للديمقراطية يُحتذى به في الشرق الأوسط.

إدارة بوش لم تجر أية نقاشات جادة حول قرار الحرب ولم تبحث احتواء العراق
و وولفويتز أصر من البداية علي إدراج صدام ضمن من يشملهم الانتقام الأمريكي!!

ولأن كل شيء تغير بعد 11 سبتمبر فقد حاول معظم مسئولي بوش إخفاء ومداراة فشلهم في التعامل مع تحذيرات سي. آي. إيه " من القاعدة باختلاق صلة تربط العراق واسلحة دماره الشامل بهذا التنظيم الإرهابي. واستغلوا تأثر الأمريكيين عاطفياً بالهجمات للتأسيس لهذه الصلة نفسياً من خلال رسالة ركزوا عليها مفادها : " نحن لن نسمح أبداً بأن يفاجئنا أحد كما حدث في 11 سبتمبر. وأننا في حالة العراق وإذا ما تآكلت العقوبات واستمر صبر المجتمع الدولي علي صدام فسوف نستيقظ ذات يوم لنجد بحوزته سلاحا نوويا ولن نكون في وضع يسمح لنا باحتواء تهديداته ".
والحقيقة أن إدارة بوش لم تجر أبداً أية نقاشات جادة حول قرارها بغزو العراق. ولم تركز إلا علي الغزو باعتباره أمراً واقعاً ، ولم تبحث ما إذا كان صدام يمثل تهديداً عاجلاً لأمن الولايات المتحدة ، وإنما كانت تعتبره كذلك ، حتي في ضوء حقيقة عدم وجود ما يدل علي ذلك. وعلي عكس ما جرت عليه العادة في هذه الأحوال لم يكلف رجال الرئيس وفي مقدمتهم نائبه تشيني نفسه حتي بإثارة احتمالات احتواء العراق.
ضابط عسكري كبير قال لـ " فيث " يوم 12 سبتمبر 2001 : لا بد من مهاجمة
القاعدة في أفغانستان.. فرد عليه : يجب أن نتوجه بحملتنا العسكرية فورا لبغداد ً !!

وبغض النظر عما ذكرته آنفاً في بداية الكتاب من أنني التقيت صدفة ريتشارد بيرل في ساعة مبكرة من يوم 12 سبتمبر ، أي بعد الهجمات بيوم واحد خارجاً من البيت الأبيض ، وصدمتي لسماعه يقول لي : علي العراق أن يدفع ثمن ما فعله بالأمس .. بغض النظر عن بيرل وما قاله ، هناك حادث آخر يبين كيف أن النية كانت مبيتة لحرب العراق. فقد أبلغني مؤخراً ضابط عسكري كبير حدث أن كان برفقة دوجلاس فيث في أوربا وقت وقوع هجمات 11 سبتمبر، وأثناء عودته معه علي متن طائرة عسكرية اليوم التالي للهجمات ، قال هذا الضابط الكبير لفيث إن القاعدة هي المسئولة عن هجمات اليوم السابق ، وأنه لا بد من القيام بحملة عسكيرة كبري ضد معاقلها في أفغانستان. وكم كانت صدمة هذا الضابط – كما روى لي – لدي سماعه فيث يرد عليه قائلاً الحملة يجب أن تتجه على الفور إلي بغداد.
رامسفيلد لم يكن متحمساً للحرب كنائبيه " فيث " و" وولفويتز "
و رايس أبلغت هاس في يوليو 2002 أن قرار الحرب اتخذ بالفعل !!

وفي اجتماعاتنا مع الرئيس في كامب ديفيد فور وقوع هجمات سبتمبر كان لدى بول وولفويتز إصرار غريب علي أن يتم إدراج صدام علي لائحة من تشملهم عملية الرد الأمريكي علي هذه الهجمات.
وفي هذه الاجتماعات لم يظهر علي رامسفيلد وزير الدفاع تأييده لهذا الربط بين صدام والهجمات ، علي عكس نائبيه المتحمسين بصورة غريبة.
و بالنسبة لكوندوليزا رايس فقد كانت تشارك هؤلاء تحمسهم للحرب. وقد أبلغني ريتشارد هاس مدير التخطيط السابق في وزارة الخارجية ( رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في الوقت الراهن ).. أبلغني أن رايس قالت له في يوليو عام 2002 إن القرار تم اتخاذه بالفعل ، وما لم يخضع العراق لكل شروطنا وطلباتنا فإن الحرب ستقع لا محالة.
فوجئت بتشيني يقفز علي عمل سي. آي. إيه يمهد في خطاب للحرب متهماً
صدام بحيازته سلاحاً نووياً في القريب العاجل سيضرب به أمريكا وحلفاءها !!

لم يقف الأمر عند هذا الحد ، فكم شعرت بالغرابة أيضاً عندما فوجئت بخطاب ألقاه نائب الرئيس تشيني في 26 اغسطس 2002 أمام حشد من المحاربين القدامى قال فيه : «ليس هناك أدنى شك في أن صدام حسين لديه الآن أسلحة دمار شامل ، وهو يحشدها الآن لكي يستخدمها ضد أصدقائنا وحلفائنا وضدنا ". كما قال تشيني في نهاية خطابه : " هناك كثيرون منا علي قناعة بأن صدام سيمتلك سلاحاً نووياً في أقرب وقت ".
وهكذا اقتحم تشيني مجال عملنا ، وجافى الحقيقة ، وتحدث دون الرجوع لنا لكي ننفي ما وصل إليه من خلال تحليله الاستخباراتي الخاص ، حيث تجاوز فيما وصل إليه ما يمكن لتحليلات الوكالة أن تدعمه وقد كان ينبغي علي أن أبلغ تشيني بذلك ، ولو في لقاء يقتصر علينا نحن الاثنين ولكنني لم أفعل. وفي مساء يوم الجمعة 6 سبتمبر عام 2002 ، اجتمع فريق عمل الرئيس للأمن القومي وبمشاركة سي آي إيه في اجتماعات لبحث ما سنفعله مع العراق ، وقدم فريق رايس تقارير كثيرة تؤسس للحرب وتضع تصورات لما يمكن أن تجري عليه.
حذرتهم كتابياً من كل ما يجري الآن في العراق ولكنهم لم يستمعوا لي
و أكدت لهم أن الفوضى ستعم والإرهاب سيتصاعد ضد الأمريكيين !

وكنت قد قدمت في اجتماع سابق في 13 أغسطس 2002 ، ورقة بالغة الأهمية بتاريخ بعنوان " العاصفة الكاملة ـ الاستعداد للنتائج السلبية لغزو العراق ".
وتطرح هذه الورقة السيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تقابلنا أثناء محاولتنا تغيير النظام في العراق. وينص ملخص الورقة على أنه في أعقاب غزو تقوده أميركا للعراق ، فإنها ستواجه نتائج سلبية فيما يتعلق بالعراق نفسه ، وبالمنطقة ، وما يتجاوزها ، وهذه النتائج تشمل مايلي:
• الفوضى وتمزق وحدة أراضي العراق
• فقدان للاستقرار يهدد الأنظمة في الدول العربية الرئيسية.
• اتساع هائل في نطاق الإرهاب العالمي ضد المصالح الأميركية يغذيه العداء الديني المتزايد للولايات المتحدة.
• انقطاعات كبرى في الإمداد بالنفط وتوترات شديدة في التحالف الأطلسي.. هكذا كان تحذيري لهم من العديد من المصاعب التي برزت فيما بعد غزو العراق.

M. Alobidi
04/04/2008, 05:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






...ثقب أمريكا الأسود في العراق

بقلم: جاسم الرصيف *
المصدر : اخبار الخليج البحرينية

لن تنتهي فضيحة سجن أبوغريب قبل مرور عقود كثيرة، تسقط خلالها آخر (أوراق التوت) عمّن ارتكبوها وعمّن امروا بها ثم عن المسئولين الحقيقيين عنها، واكثرهم ملأوا افواههم بألفاظ فارغة من معانيها عن (أسلحة تدمير شامل عراقية) لا وجود لها، وعن (حرية) و(إنسانية) زائفة، سوّغت لهم حربا ليست (مقدسة) في كل المقاييس، لأن جرائم الحروب ضد شعوب الأرض ليست (سحابة صيف) تمر على مضمار التأريخ فلا تترك اثرا كما يظن حمقى هذا الزمان ومجرموه،

بل هي مثابات تغيير تفجّر كوامن الفكر الإنساني، وكوامن ردود الأفعال، نحو الخندق المضاد لخندق استنباط الفضائح الانسانية في حروب فاقدة لمسوغاتها الانسانية والأخلاقية. (سانشيز)، القائد العسكري الأمريكي الذي لمع نجمه في أوائل ايام الاحتلال، ثم (سطع)، وغاب او غيّب بعد فضيحة سجن (أبوغريب)، كان يدافع بحماسة ــ لا يحسد عليها ــ عن (القيم) التي جاء محلّقا على جناحها، مدعوما بصواريخ اكاذيب عابرة للقارات وقاذفات غباء وحماقة وصفت بانها (ذكية) التدمير العسكري والاخلاقي للعراقيين، ثم دارت به فضيحة سجن (أبوغريب) فوجد نفسه (ضحية)، كما يصف نفسه الآن، للقيم ذاتها التي نصبته قائدا لامعا ثم نفاية لاحقة في سلّة مهملات من استمات في الدفاع عن اكاذيبهم، وتبين للعالم انهم مجرد اغبياء مغرورين موثّقين تأريخيا. ليست هي المرّة الأولى، ولا (سانشيز) المفيد الأول، في التصريح عن حقيقة اعترف بها قادة قبله، ان يذكر الرجل: (ان الحرب ــ وفق المفردات الأمريكية والاحتلال وفق مفرداتنا ــ لا يمكن كسبها بالقوة وحدها). بعد اكثر من اربع سنوات ونصف من تجارب الأكاذيب (الذكية) والغبيّة المدعومة بقوة السلاح المتطور والمتهور ضد الشعب العراقي. ما عاد يدهشنا ان يفطن (مخطط) امريكي احمق متأخر جدا باعترافات من هذا القبيل تؤكّد ان (غرور القوة) وحده، وغباء القادة ونفاقاتهم، المدفوعة الثمن، صارت من (الأخطاء) التي يمكن او لا يمكن تصحيحها. في حقل المتفجرات ثمة قاعدة تقول: (ان الخطأ لا يصحح). بمعنى: ان من يخطئ في هذا الحقل يدفع حياته ثمنا قبل اي ثمن آخر. وعندما سئل (سانشيز) عن استراتيجية رفع عديد قوات الاحتلال في العراق اجاب بانها: (محاولة يائسة) بعد (سنوات من السياسات المضللة في العراق)، والتي كان هو نفسه واحدا من صامولاتها ومفاتيحها ونجومها اللامعين اي انه كان واحدا من اسباب ومسببات (الخطأ)، وفق الفهم الأمريكي والخطيئة بحسب مفهومنا، في اخطر ممارسة عسكرية وانسانية ضد شعب كامل: احتلال العراق من دون مسوّغ مقبول. وإذا كانت (السياسات المضللة) للشعب الأمريكي، ولشعوب الأرض في آن، قد انحدرت بأقوى واعظم دولة في العالم الى السقوط في فم (ثقب اسود) ــ صغير في حجمه ووزنه قادر على ابتلاع حجم ووزن اكبر منه بكثير ــ جعل (سانشيز) وغيره من الناجين من جحيم العراق يعولون بين فترة واخرى عمّا شاهدوه هناك، فاوجز آخرهم: (سانشيز)، الوصف في قوله: (كابوس لا نهاية له في الأفق)، فإن السؤال الذي يطرح نفسه فورا وبكل قوة: وعلام حب العيش في (كابوس)؟ ثقب أمريكا الأسود صار حقيقة من حقائق التأريخ، تؤثر في مسارات التاريخ الأمريكي القادمة، ومسارات التأريخ في الشرق الأوسط، بشكل خاص والعالم بشكل عام. حقيقة كان من شبه المستحيل على (سانشيز) ان يعلنها بهذا الوضوح عندما كان في خدمة (القيم الربانية) لاحتلال العراق، كما هو من شبه المستحيل على العرب ــ الذين يسّروا مرور القوات الأمريكية الغازية نحو بغداد ــ ان يقرّوا بها ليس للعالم العربي، بل حتى لأنفسهم التي مرّت عليها الأكاذيب الأمريكية وتركتها تعيش كابوس الثقب الأسود (العراقي) الخاص بها ايضا. وكما هو حال معظم الأمريكان، كان حال (سانشيز)، ومازال حال آخرين يتعاطون (السياحة)، في الثقوب السود للشرق الأوسط، بعضهم والى ما قبل ايام يظن ان افغانستان دولة عربية حاربت روسيا، ولا يعرف عديد العرب، ولا عدد دولهم، ولكنه فكك عن (عجرفة وغرور)، لا يخلوان من حقد، اجهزة دولة عربية متكاملة، وحل جيشها، وانحاز لأصحاب (مظلوميات) تبين بالوثائق بطلانها، حارب (الفارس) الأمريكي طائفة منتخبة من العراقيين رفضت الاحتلال، معنى ومبنى، قبل وبعد حصوله، وصارت بتقادم الاحتلال: (الكابوس)، والثقب الأسود، المسبب لكارثة آجلة لأعظم قوة في العالم. (خطوط العرض)، العراقية، التي فرضوا من خلالها حماية غير مشروعة لمستوطنتين في شمال وجنوب العراق، قبل الغزو الحالي باثنتي عشرة سنة، وجايلها حصار دولي لا يقل بشاعة عن جرائم الحرب الكبرى، واحتلال العراق بعد ذلك مرورا من بين دول عربية، هيأت لقاصري الفهم من هؤلاء (السياح) ان (حق القوة) سيمنحهم احتلالا (مريحا) لبلد عربي عانى من آثار الأكاذيب التي روّجوها ضده على اكثر من عقد، ومسحوا من وعيهم التأريخي، القاصر بكل تأكيد، عن القيم العربية وجود قوة اكبر من (حق القوة) تسميها الشعوب المحتلة: (قوة الحق) في الدفاع عن نفسها. ومع ذلك نرى، حتى خاتمة مقولات (سانشيز)، التي مازالت تثير زوبعة بين المسئولين الأمريكان، ان لا (سانشيز)، ولا هؤلاء المسئولون المتجهبذون في (فهم) حركات التأريخ، ومثابات الشعوب، قد تطرق الى القوة التي كافأت، وربما بزّت في التكافؤ، اعظم قوة حربية في العالم وجعلتها تعيش (كابوسا) تتسع ظلماته كلما مضى الوقت، رغم استحداث واستنباط استراتيجيات (جديدة) ومجالس (صحوة) و(نخوة) لمساعدة الاحتلال على البقاء خارج الثقب الأسود، ورغم ملء جيوب المتاجرين بسوق (الوطنية) السوداء في العراق. تراهم مازالوا، وبعد كل هذه (السنوات الأمريكية المضللة)، مؤمنين ايمانا (ربّانيا) عجيبا، يدفعون ثمنه في خمّارة الكابوس العراقي التي بنوها بأنفسهم لأنفسهم، وهم يتعاطون كؤوس (حق القوة) على امل انها ستمنحهم (حقا) في البقاء قوة احتلال في العراق، وعلى دلالة حلم يقظة اعجب من ذاك الايمان في بناء اثمن سفارة أمريكية في العالم، وبناء اكبر عدد ممكن من فرق الموت المحلية، مازالت كلها تغوص في عمق الثقب الأسود الذي نال القدمين صعودا، ومازال الرأس (يغني) مخمورا اناشيد (نصر) لا وجود له. خاتمة (حق القوة) هي: ان ترث قوى وقوة الحق كل مابناه الغزاة، وان يمسح التحريرعن جبين التأريخ العربي العراقي كل الثآليل القبيحة التي زرعها حمقى عميد تجار الحروب. وخاتمة (قوّة الحق) الكابوسية ان المرء يرى (سانشيز) ومن هم على شاكلته لا يعرفون الاجابة عن السؤال الذي يفرض نفسه بعد كل هذا العويل المعلن من الناجين من السقوط في بطن الثقب الأسود في العراق: وعلام الإقامة في (كابوس لانهاية له)؟ لا جواب. ولله في خلقه الحمقى شئون وعبر.

* كاتب عراقي مقيم في أمريكا
تمت إضافة المقال بتاريخ 22-10-2007

M. Alobidi
04/04/2008, 05:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا.. أمة تستحق الإشفاق

طارق حسن السقا

تاريخ الإضافة: 07/01/2008 ميلادي - 28/12/1428 هجري

________________________________________
منذ أيام قلائل نشرت جريدةُ الأهالي المصرية خبرًا صغيرًا مفاده أن طلاب جامعة المنصورة (شمال مصر) نجحوا في طرد السفير الأمريكي (ريتشارد دوني) من الجامعة، حيث قوبل موكبُ السفير الأمريكي لدى اقترابه من بوابة الجامعة بهتافات الطلاب المناوئة للسياسة الأمريكية في المنطقة، والتي نددت بالاحتلال الأمريكي للعراق، والتدخل السافر في الشأن المصري، ومحاباة أمريكا لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني. وذلك أجبر السفير الأمريكي على الانصراف فورًا من الجامعة، في انتصار حقيقي لإرادة جيل جديد من الأجيال التي نشأت على كُرهِ وبغضِ كل ما هو أمريكي، ولكن السؤال الكبير: "لماذا"؟

لقد سرحت بخاطري متسائلاً: ما الذي جعل الولاياتِ المتحدة تصلُ إلي هذه الدرجة من الكره والبغض في كل مكان في العالم؟ ما الذي جعل العلَمَ الأمريكي يُداس بالأقدام هنا وهناك؟ ما الذي جعل المصالحَ الأمريكية مهددةً في كل بقاع الأرض؟ ما الذي جعل شعارَ (الموت لأمريكا) يترددُ في كل شارع وفي كل حارة؟ ما الذي جعل الكره والبغض حليف الولايات المتحدة على مر الأزمان جيلا بعد جيل، وكان آخرهم شباب جامعة المنصورة؟

من الثابت تاريخيًا أن الولايات المتحدة كان لها منذ نشأتها سمعة طيبة في العالم الإسلامي، فالتاريخ يخبرنا أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي ميل للاستعمارية في ابتداء نشأتها، حيث كانت معزولة جغرافيًا بسبب بعدها عن المنطقة، وكانت تتبع في بداية نشأتها سياسةً معتدلة تجاه منطقتنا، ظهرت ملامحُ هذه السياسة في "مبدأ مونرو" الذي تمر ذكرى خروجه للنور في مثل هذه الأيام من شهر ديسمبر من كل عام. وهنا يطيب لي أن أذكر بهذا المبدأ وبنوده كحَلْقة من الحَلَقات التي بها تتضح معالمُ الصورة. فما بنود "مبدأ مونرو" ؟، ومن "مونرو"؟

"جيمس مونرو" هو الرئيس الأمريكي الخامس، وهو الذي حكم الولايات المتحدة ما بين عامي (1758 و1831)، ويتمثل مبدؤه الشهير –الذي عرف باسمه– في رسالته الشهيرة التي أرسلها إلى الكونجرس الأمريكي في شهر ديسمبر سنة 1823م، ويتلخص مبدأ مونرو في: أن تظل الولايات المتحدة في قارتها بعيدة عن صراعات العالم القديم، وألا تتدخل أبداً في مشاكله، مقابل عدم تدخل أي من الدول الأوروبية في شؤون القارة الأمريكية، وأعلنت الولايات المتحدة يومها أنها لن تتردد في إعلان الحرب على أي دولة تحاول التدخل في شئون القارة الأمريكية.

ظلت الولايات المتحدة متمسكة –ومنذ نشأتها واستقلالها سنة 1783م– بهذه السياسة وحتى إلى قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى. ركزت الولايات المتحدة كل اهتماماتها طول هذه المدة لصالح التنمية والبناء، عاد مردودُ هذه السياسة بفوائد جمة على الشعب الأمريكي، وصار لأمريكا اقتصاد قوي، ونظام ديمقراطي أقوى، وشعر المواطنُ الأمريكي العادي بهذا المردود، وعاش في قمة الرفاهية، في الوقت الذي كانت فيه شعوبُ العالم تعاني مرارة الفكر الاستعماري الذي سيطر على عقول وألباب قادة العالم آنذاك.

غير أن اليهودَ عزَّ عليهم أن تظل الولاياتُ المتحدة تنعمُ بما هي فيه، عز عليهم أن تظل أمريكا بمنأى عن صراعات العالم، فلعبت الرأس اليهودية لعبتها، ونجحت في استدراج الولايات المتحدة إلى أتون الحروب والصراعات في كل بؤر العالم الملتهبة. فمن الحقائق التاريخية أن اليهود هم الذين حولوا أمريكا إلى دولة استعمارية، حولوها إلى دولة إرهابية تضرب، وتدمر، وتحرق، وتقتل، وتقاطع من أجل المصالح اليهودية. وأصبحت الولاياتُ المتحدة تستنفدُ كل مواردها، وتخسر العديد من خيرة أبنائها في كثير من بقاع العالم لصالح اليهود، ولصالح تحقيق أوهام حكماء صهيون المعروفة بالبروتوكولات.

فانطلاقًا من نفوذ اليهود داخل الولايات المتحدة، وانطلاقًا من سيطرتهم على كثير من مجريات الأمور داخل الولايات المتحدة، وبالتعاون مع بريطانيا، نجح اليهودُ في إخراج أمريكا من عزلتها في أثناء الحرب العالمية الأولى، والزج بها لتحارب في صف بريطانيا، وفعلا حاربت أمريكا إلى جانب بريطانيا. وقبض السمسار اليهودي من بريطانيا الثمن –ثمن توريطهم للولايات المتحدة في وحل الحروب والصراعات- ولكن ترى أي ثمن حصل عليه اليهود مقابل هذه الصفقة؟!!!!

كان من بين أهم هذه المكاسب التي حصل عليها اليهود ما وعدهم به وزير الخارجية البريطاني "آرثر بلفور" بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وحَمَل الدولَ الكبرى على الاعتراف بهذا الوعد المشؤوم في مؤتمر الصلح 1919م في باريس. وكان العمل على تنفيذه تحت حماية بريطانيا بعد انتزاع فلسطين –قلب العالم الإسلامي– من جسد الخلافة الإسلامية ووضعها تحت الانتداب، فلولا اليهود لما أمكن بريطانيا إخراجُ أمريكا من عزلتها التقليدية. كما يؤكد هذا البعد الأستاذ "محمد خليفة التونسي" في مقدمة ترجمته "بروتوكولات حكماء صهيون".

لقد عارض الشعبُ الأمريكي هذا التحولَ في السياسة الخارجية لأمريكا أيما معارضة، كما عارض الكونجرس هذه السياسة رسميًا في العشرين من أبريل سنة 1920م. وطالب بأن يظل مبدأ مونرو هو حجر الأساس في السياسة الخارجية الأمريكية. ولكن ذهب كل ذلك هباءً. وانتصرت إرادة الشرذمة اليهودية. وأصبحت الولايات المتحدة من يومها وإلى الآن –وبدافع خبيث– وراء كل الأزمات والمشكلات والجرائم التي ترتكب في كل بقاع العالم.

إن الولايات المتحدة أمة تستحق الإشفاقَ، فكل قرارات هذه الدولة العظمى وتوجهاتها وسياساتها تصنع في المطبخ اليهودي وعلى يد الطباخين اليهود، ولا يعرف غالبية الشعب الأمريكي ما يسمى بالمشاركة في صنع القرار وهذه حقيقة، فاليهود يعيشون في أمريكا؛ ينعمون بخيرها، ويستغلون ديمقراطيتها، ويؤدي كل يهودي في أمريكا العمل الذي به يساعد في علو شأن بني جلدته، والتمكين لحكومة بلاده في إسرائيل. إنهم لا يعترفون بغير إسرائيل حكومة لهم، ولا يضعون حدًّا لطموحهم، ولا نهاية لأحلامهم بأن تكون إسرائيل فوق الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

إننا نهمس في أذن السفير الأمريكي -أو في آذان أصدقائه في بلادنا لعلَّ أحدهم يخبره- بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل في هذه المهانة دائمًا وأبدًا ما لم تتحرر من هذا القيد اليهودي، ستظل في هذا الوحل ما لم يُعِد قادتُها التفكير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة تُِجاهَ عالمنا الإسلامي وقضاياه، وعلى رأسها قضية فلسطين، وما لم يوازن المواطنُ الأمريكي: كيف كانت الولايات المتحدة في ظل مبدأ مونرو، وكيف أصبحت في ظل هذا القيد اليهودي المهين؟

M. Alobidi
04/04/2008, 05:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





________________________________________
محللون: الصين المستفيد الأكبر من حرب العراق




عواصم : أكد محللون أمريكيون اليوم الاربعاء أن الصين هي أكثر الدول استفادًة من الحرب الامريكية على العراق, مشيرةً الى أنه خلال نصف قرن مضى تحولت بكين من مجرد قوى إقليمية ناشئه ـ مشتاقة للأعمال الأمريكية المشتركة وتأييد واشنطن لدخولها منظمة التجارة العالمية ـ إلى قوى عظمى اقتصاديه لها تأثيرها المالي الكبير على الاقتصاد العالمي.
وفي تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية الامريكية، بمناسبة حلول الذكرى الخامسة لحرب العراق يرى المحرر الإقتصادى مايكل موران أن السؤال الدائر الآن داخل المجتمع الأمريكي وخاصة بين رجال الاقتصاد والخبراء العسكريين والمرشحون للرئاسة وحتى الناخبون الأمريكيون حول جدوى الحرب في العراق وكم من السنوات ستبقى القوات في العراق؟, خاصةً مع صدور تقارير تقدر الخسائر الامريكية في الحرب بأكثر من 3 تريليون دولار.
كما حذر المحللون من التكاليف غير المباشرة لحرب العراق والتى تمثلت في النفوذ الكبير لأعداء واشنطن الذين يعيشون العصر الذهبي لهم فإيران اندفعت للأمام بعد أن أسقاط صدام حسين بالعراق واستبداله بحكومة شيعيه مواليه لها, وكوريا الشمالية وجدت الوقت الكافي لتثبيت نفسها داخل النادي النووي, وروسيا أصبحت تصور أى تحرك أمريكى على أنه تهديد مباشر لمصالحها, فضلاً عن أن تنظيم القاعدة استفاد هو الاخر من الحرب وأصبحت لديه القدرة لضرب القوات الامريكيه في الخارج.
وأشار المحللون الى أن الصين هى الاخرى استفادت من الخسائر الامريكية حيث استطاعت من خلال صندوق الاستثمار الحكومي الصينيِ أن تنقض على الاقتصاد الامريكى من خلال شراء السندات الحكومية الامريكيه وسندات الأصول وأوراق الرهن ومجموعات التأمين AIG وأعاده بيعها مره أخرى في ظرف أيام معدودة من خلال فوائض التصدير مما يحدث انقلابا كبيرا في الاقتصاد الامريكى.
كما تعمل بكين الآن على تسويق نفسها بشدة كنموذج بديل وأصيل للسوق الحرة (الليبرالية – الديمقراطية) فالصين وروسيا الآن تمثل عوده الرأسمالية الاستبدادية الناجحة اقتصاديا التي كانت غائبة منذ هزيمة ألمانيا واليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام ,وفى هذا الإطار قال العالم السياسي الاسرائيلى عازر جات:" بينما تضيق الصين الفجوة الاقتصادية بسرعة مع العالم المتقدم إلا أن الوضع يشير بأنها ستصبح اكبر قوة عظمى استبداديه حقيقية في العالم ".
وأكد الخبراء أن كل هذه العوامل جعلت الصين تتمنى أن تستمر الحرب في العراق 100 سنه أو على الأقل 20 سنه أخرى, وهذه ما لاحظه البنتاجون في تقريره السنوي في فبراير الماضي عن تنامي القوى العسكرية الصينية حيث وصف القادة الصينيون الربع الأول من القرن الواحد والعشرين بأنه فرصه سانحة من خلال الظروف الإقليمية والدولية لان تجعل من الصين قوى عظمى ذات نفوذ عالمي.
أما من الناحية العسكرية فالقوات المسلحة الصينية تبقى من الفئة الثانية من حيث الجودة, فتقرير البنتاجون يرى أن القوه العسكرية الصينية في موقف دفاعي في المقام الأول. فالإنفاق العسكري ما زال منخفضا نسبيا حتى لو وصل في أعلى التقديرات الأمريكية إلى 137 مليار دولار عام 2007 وهو حد مقبول بالمقارنة فان الولايات المتحدة أنفقت 450 مليار دولار على الدفاع في نفس السنة المالي ولا يشمل ذلك مبلغ أخر قدره 120 مليار دولار الذي ينفق على العراق وأفغانستان.
________________________________________

شبكة الاخبار العربية
الاربعاء 25 ربيع الأول 1429 - 2 ابريل 2008

M. Alobidi
04/04/2008, 05:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



________________________________________
العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية!!_______________________________________ _
الإثنين 01 ذو القعدة 1425هـ - 13 ديسمبر2004م



ياسر سعد

لأن الاعلام يشكل جزء كبيرا وحيزا لا يستهان فيه في الحرب الدائرة رحاها على ارض العراق, فإن الحصول على المعلومة الدقيقة يصبح أمرا عسيرا وشأنا صعبا في غالب الاحيان. وبين ما يظن انه مبالغات لما ينشر في مواقع متعددة متعاطفة مع المقاومة على الشبكة العنكبوتية والتي تصف وتعدد الخسائر الجسيمة التي تنزل بقوات الاحتلال الامريكية في العراق وبين خسائر محدودة للغاية تعلنها القوات الامريكية يبقى المتابع للشأن العراقي في حيرة من امره في تتبع المعلومات وتمحيصها في عصر الانترنت والاتصالات السريعة والفضائيات المتنافسة.
ومع ميلي الى أن الخسائر الامريكية اكبر من المصرح بها خصوصا بعد اعتراف الجيش الامريكي مؤخرا بالتعتيم على خسائره في المواجهات الاخيرة حتى لا يستفيد العدو من المعلومات المعلنة حسب المصدر العسكري الامريكي. غير ان تقريرا نشرته الاوبزرفر منذ ايام وخبر أذاعته هئية الاذاعة البريطانية اثناء احتدام المعارك في الفلوجة يعزز ما يشير اليه بعض المراقبين من عدم الاعلان عن الخسائر الامريكية الحقيقية بدقة كافية. أما صحيفة الاوبزرفر فقد نشرت تقريرا جاء فيه ان ما يقرب من 3000 جندي بريطاني قد تم إخلاؤهم من العراق لاسباب طبية, فإذا تذكرنا ان حجم القوات البريطانية اقل من 10% من عدد القوات الامريكية وانها منتشرة في مناطق هادئة نسبيا ادركنا حجم الخسائر الامريكية وفداحتها. من جهة اخرى قال مراسل هئية الاذاعة البريطانية في تقريراذاعي له في الايام الاولى لاجتياح الفلوجة ان 18 من اصل 35 جندي من الوحدة العسكرية الامريكية التي كان يرافقها أُصيبوا بجراح خلال المعارك التي دارت رحاها هناك مكملا تقريره بالعبارة الشهيرة ان مادته الاخبارية تعرض على المراقب العسكري الامريكي قبل بثها. اشارات كثيرة ومتعددة وتصريحات امريكية متضاربة وتقارير اخبارية تتسرب بين الحين والاخر تظهر ان القوات الامريكية تواجه اوقات عصيبة عراقيا وان الحالة المعنوية العامة للجيش ليست على ما يرام, ولعل اشارات واضحة يمكن رصدها في العديد من التقارير الاخبارية التي وردت عن وحول الجيش الامريكي في الايام الاخيرة تشير الى ذلك منها على سبيل المثال: جيرمي هينزمان 26 عاما جندي أمريكي هارب من الخدمة وقف امام هئية اللجوء الكندية للنظر في طلبه المقدم للجوء الى كندا فرارا من الخدمة العسكرية والتي ينتج عنها قتل الكثير من الابرياء حسب قوله وقد روى بشهادته ان وحدته قتلت اكثر من ثلاثين مدنيا خلال يومين في العراق المحتل. اكدت شبكة سي بي سي الاخبارية يوم الخميس التاسع من ديسمبر الجاري أن وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون اعترفت بأنه منذ ان بدأت حرب العراق حتى الان بلغت اعداد الجنود الامريكيين الذين هربوا من الخدمة 5500 جندي بعضهم يسعى للحصول على اللجوء فى كندا. نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن الكولونيل باميلا هارت المتحدثة باسم البنتاغون ان سلاح البر ارسل اوامر تعبوية في 20 نوفمبر 2004 الى 4024 جندي احتياط, الا ان 1855 منهم طلبوا إعفاءهم او تأجيل التحاقهم بالجيش. وأضحت ان القيادة وافقت على 1044 طلبا وما زالت تدرس 750 طلبا. رفع ثمانية من الجنود الامريكيين دعوى قضائية على البنتاغون لتمديده خدماتهم العسكرية في العراق بعد انتهائها. وفي وقت سابق رفضت وحدة امريكية تعدادها 17 مجندا الاوامر العسكرية بالخروج في مهمة نقل نظرا لضعف اجراءات السلامة في مواجهة عمليات المقاومة وكمائنها المتزايدة كما وكيفا. الموقف المحرج والاسئلة الملتهبة التي واجهها رامسفيلد من جنوده المتمركزين في الكويت حول نقص المعدات وحول البرامج التي تمنع المجندين من مغادرة مواقعهم بعد انتهاء فترة تكليفهم, تلك الاسئلة التي قوبلت من طرف جموع من المجندين بعبارت الاستحسان والثناء والتي توحي ان تلك التطلعات والمشاعر ليست فردية او محدودة. وفي رده على سؤال الجندي حول عدم توفر العربات المصفحة قال رامسفيلد " إن المسألة لا تتعلق بالاعتمادات المالية " والمسألة برمتها هي أن هذه المركبات يتم استقدامها الى العراق من مناطق ليست فيها معارك". واردف رامسفيلد " انه يتفهم ان 400 مركبة يتم تجهيزها بالاسلحة كل شهر". قراءة بسيطة لعدم قدرة الجيش الامريكي على تزويد الجنود باحتياجاتهم من المركبات على الرغم من استقدامها من اماكن اخرى وتجهيز ما يصل الى 400 مركبة حسب وزير الدفاع الامريكي , يعطي دلالة واضحة عن حجم الخسائر الامريكية والتي قد تكون واحدة من الاسباب التي أدت الى تراجع الروح القتالية والمعنوية لدى قطاع من الجنود الامريكيين في العراق. عدم قدرة الجيش الامريكي على حسم معركة الفلوجة بعد اسابيع من اندلاعها على الرغم من القصف العنيف واستخدام القوة المفرطة والتي استهلكت وما تزال الكثير من الرصيد السياسي والاخلاقي للسياسة الامريكية والحديث من قبل عسكريين امريكيين كبارعن احتمالية عودة المسلحين للمدينة من جديد مع عودة سكانها المهجرين اليها وجه ضربة عنيفة للاستراتيجية الامريكية في العراق تجلت بتسريبات وتصريحات لمسؤولين عراقيين كبار عن احتمالية تأجيل الانتخابات العراقية, كما سمعنا من واشنطن احاديث وتصريحات وعلى مستويات عالية عن تدخل ايراني في عملية الانتخابات العراقية بحجم يصل الى مليون صوت مما ينسف أي مصداقية لتلك الانتخابات وربما يمهد الطريق للاعلان عن تأجيلها. الايام القادمة ستكون حاسمة وفاصلة فيما يخص الشأن العراقي ولا استبعد في حال استمرت مظاهر التأفف وربما التمرد في صفوف القوات المسلحة الامريكية الى ان تعمد الولايات المتحدة الى فتح قنوات للحوار مع المقاومة العراقية عبر وسطاء من عرب الجوار العراقي.

M. Alobidi
04/04/2008, 05:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحقائق التي ليس لها إلا أن تكشف أوتكتشف

شبكة البصرة

الصارم العراقي
لم يكن لدينا شك يوما إن إعلانات المقاومة عن خسائر الاحتلال البشرية(القتلى والجرحى) بأنها كانت غير واقعية ,لكننا كنا نبحث دائما عن التأكيد والبرهان عليها ونتمنى على المحتل أن يعترف بها مرغما ,لنفتح بها عيون المشككين والمترددين,وكنت قد نشرت موضوعا عن الخسائر الأمريكية,بدراسة إحصائية واستقرائية,واستنتجت منها التالي:إن العدد ألأجمالي للإصابات المتوقعة تبلغ (39536 إصابة) بين قتيل وجريح لغاية 17 آب 2006.وجازفت بتحديد إن عدد القتلى قد يبلغ (5475 قتيل) وان عدد الجرحى ألأجمالي قد يبلغ (34061 جريحا) منهم (21363 جريحا) أعيد للخدمة ,و(18273 جريحا) مصابا بإصابات شديدة لم يتم إعادتهم للخدمة(عوق دائم).كنت متخوفا من هذه الأرقام التي قد تبدومبالغا فيها.غير إن احد المواقع الأمريكية نزع الشك عني عندما نشر إن لديه وثائق عن اذونات شحن (12000 قتيل) من الجيش الأمريكي و(25000 جريح) مصابا بإصابات مميتة.
منذ بداية الغزوفي آذار 2003 ولغاية اليوم كان الموقع(http://icasualties.org/oif/ ) يشير بجداول الكترونية وبتفصيل لتأكيد مصداقية المعلومة التي ينشرها لتبدوواقعية وصحيحة وان ماينشره الطرف الأخر لا تمت للواقع بصلة, إن عدد القتلى المنشور (2757 جندي قتيل) وعدد الجرحى (20687 جندي جريح) كانت تثير سخرية واستهزاء (مطبلي الاحتلال) عن جدوى المقاومة أمام جبروت القوة الأمريكية والتها العسكرية الجبارة والمخيفة وأمام الخسائر المتدنية لقوات الاحتلال,ويبدوإن حبل الكذب قصير ولا بد أن يكشف!!!.
إن حجم وقوة المقاومة الوطنية في العراق واتساعها وتنظيمها ودقتها في التخطيط والتنفيذ حيث وصل عدد الهجمات على قوات الاحتلال أكثر من (800 هجوما أسبوعيا) التي أحصيت رسميا من دوائر الاحتلال, لا تتناسب مع (حجم الخسائر) المعلنة,ويبدوا الآن وبسبب الضغوط للأعلام المستقل والمنحاز واقتراب الانتخابات النصفية بدأت تتكشف بعض وليس كل الحقائق.
عضوا في الكون كرس الأمريكي يعلن من على منبر الكون كرس إن ما يعادل كتيبة أمريكية واحدة تصنف شهريا (تخرج من الخدمة) بسبب تعرضها لهجمات مباشرة للمقاومة العراقية.شبكة أخبار (سي بي اس نيوز ) الأمريكية في إحدى نشراتها تعلن إن عدد المعاقين من الجنود الأمريكان يبلغ(200%) أكثر من أي حرب خاضتها الولايات المتحدة.جمعية المحاربين القدماء تعلن إن (جندي واحد من كل خمس جنود) في العراق يصاب بعوق أي (20% ) من عدد الجنود الكلي في العراق.
لهذه الأسباب ولأسباب أخرى ربما سيتم كشف حقائق أكثر ,سيجعلون المواطن الأمريكي يتجرع السم قطرة قطرة حتى يتم استيعاب الحجم الكبير من الخسائر البشرية الأمريكية على يد رجال المقاومة الوطنية العراقية, لقد أعيد ترتيب إعلان الضحايا الأمريكان من الجرحى فقط في موقع (إحصاء الضحايا الأمريكية) , لتكشف جزءا من الحقائق (المخفية وغير المعلنة سابقا) التي أعلنتها المقاومة عن الحجم الحقيقي للخسائر الأمريكية ,إن الأرقام التي نشرت هذه اليوم تشير إلى سقوط (44779 جريحا) هوالعدد الكلي من الجنود المصابين بإصابات غير مميتة(غير خطرة) وكما اسماها الموقع (الإصابات غير المميتة والتي تشمل على إخلاء المصابين من المرضى) ,تفاصيلها كالتالي : (14414 جريحا) لا يحتاج نقله جوا للعلاج, (6273 جريحا) يحتاج نقله جوا للعلاج, (6430 جريحا) بإعمال غير قتالية ويحتاج إلى النقل جوا للعلاج,(17662 جنديا مريضا) يحتاج نقلهم جوا للعلاج.إي إن (30365 مصابا) تم نقلهم جوا للعلاج خارج العراق .
المفارقة هنا طبيعة تصنيف الجرحى أوالذين يتم إخلائهم إلى المستشفيات الأوربية أوالأمريكية.فهناك (39%مصابا) من العدد ألأجمالي للإصابات الأمريكية لم يصنفوا على أنهم جرحى معارك تم نقلهم جوا للعلاج خارج العراق ,ياترى ماهي طبيعة الإصابات التي استوجبت الأخلاء جوا وصنفت على إنها (حالات مرضية استوجبت الأخلاء),وبنفس الوقت هناك (14% جنديا مصابا) من إجمالي عدد الإصابات بأعمال غير قتالية استوجب نقلهم جوا للعلاج خارج العراق, والفضيحة الأكبر إن (100%) من هذه الإصابات صنفت على إنها إصابات غير مميتة ....ياترى كم هوعدد الإصابات المميتة والتي لم تعلن بهذا الإحصاء؟.
هذه الأرقام تعلن للملأ لأول مرة منذ بداية العدوان على العراق, واعتقد إنها تمهيدا (لإعلان اكبر), لكنها مع ذلك فإنها أرقاما أثارت الشك أكثر عن العدد الحقيقي للقتلى من الجيش الأمريكي ,إحصائيا إن هناك ثلاث جرحى يقابله قتيل واحد في العمليات الحربية على مدى تأريخ الحروب في العالم, ويبدوإن حرب العراق استثناءا يثير الشك لهذه القاعدة, (قتيل لكل 8 جرحى) تقريبا لقتلى وجرحى المعارك,و(قتيل لكل 16 جريحا) من إجمالي عدد الجرحى والمصابين الكلي.
الدراسة التي أعدها كورد سمان عن(تطور التمرد في العراق) للفترة من أيلول 2003 ولغاية تشرين أول 2004 أشارت إلى إن الجيش الأمريكي تكبد (506 قتيلا) و(1034 جريحا) من خلال (3227 عملية) نفذتها المقاومة العراقية, وهذا يعني سقوط (قتيل واحد مقابل جنديان جريحان) وقد أشار كورد سمان إن الأعلام يميل إلى تضخيم الخسائر بشكل دراماتيكي فيستغلها (المتمردون) لاستعراض قوتهم لهذا يجب أن لا نمنحهم هذه الفرصة ,إن حقيقة عدد الجرحى قد ظهرت جزئيا(وما خفي كان أعظم) وكشفت زيف الأمريكي عن خسائرهم المتدنية وعن انتصارهم الوهمي وعن مقاومة وطنية سوف تتلاشى .
بوركت تلك السواعد التي قادت وخططت والتي ضغطت على الزناد أوالتي فجرت أوالتي سهرت ,بوركت الرجال التي أرجعت للأمة هيبتها وسمعتها ومرغت وتمرغ انف المستكبرين والأفاقين في الأوحال وجعلتهم يلتمسون حتى ضلال الأشجار كي تحميهم من نيران الغضب العراقي.
بغداد في 13 تشرين اول 2006

M. Alobidi
04/04/2008, 05:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



________________________________________
كتاب جديد يثير جدلا بأمريكا حول المستفيد من غزو العراق________________________________________


د.حسان شفيق بالي

تمخض الجمل فولد فأرا .. إذ لم يحصد تقرير بتراوس وكروكر أمام الكونغرس بالدرجة الأولى سوى الانتقادات وخيبة الأمل، لامن جانب الديمقراطيين وحسب بل حتى من جانب المرشح الجمهوري للرئاسة ماك كين الذي اعتبره اثباتا على فشل سياسة بوش في العراق.
وبذلك ظل السؤال الكبير المطروح اليوم في الولايات المتحدة على أوسع نطاق، لافي أروقة السياسة ودهاليز مراكز القوة وحسب بل في الشارع الأمريكي وفي الأوساط الشعبية التي جلدها سوط ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور مستوى الضمان الصحي والاجتماعي واتساع رقعةالبطالة والفقر هو: من يتحمل مسؤولية الحرب الكارثية التي شنتها واشنطن على العراق وعواقبها الخطيرة سياسيا واقتصاديا؟. وللإجابة على هذا السؤال الكبير ألف باحثان أميريكيان جامعيان كتابا جديدا مزودا بعدد كبير من الدلائل والقرائن العلمية تثبت أن عددا من الساسة المحافظين الجدد الذين احتلوا مناصب رفيعة في إدارة الرئيس بوش وضعوا بكل استخفاف مصالح إسرائيل فوق مستوى المصالح القومية الأمريكية وحرضوا بفعالية من أجل إشعال نيران الحرب على العراق لأغراض ليست لصالح الشعب الأمريكي كما يقتضيه واجبهم. وجاء هذا الكتاب الذي يحمل اسم "Die Israel-Lobby" في أول خطوة من نوعها في العقود الأخيرة ليسمي الأشياء باسمها ويضع بشجاعة النقاط على الحروف وعلى نحو انتهك فيه "محرمات" سياسية في الولايات المتحدة، مما أشعل بدوره زوبعة قوية من تضارب الآراء على الساحة السياسية في البلاد. ظل الأمريكيون يعالجون مسألة الحرب الفيتنامية عقب الهزيمة المهينة هناك في منتصف السبعينيات و"العقدة" التي خلفتها سنوات طويلة واتفقت كافة الأطياف الأيديولوجية الأمريكية بعد ذلك على أنه لم يكن هناك أي مبرر لذهاب الجنود الأمريكيين إلى الهند الصينية وتكبد الخسائر المادية والبشرية والسياسية الباهظة وزرع الخراب والدمار في بقع تبعد آلاف الكيلومترات عن الوطن. واتفق الجميع على أن اصطناع أي مبرر للحرب الفيتنامية التي انتهت بكارثة كبيرة هو أمر بمثابة انتحار سياسي. إلا أن بوش الذي يحذر على الدوام من مغبة أي انسحاب شامل من العراق ما فتئ في معظم خطبه يصر على تغطية فشل السياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط بالتذرع أن الولايات المتحدة مازالت أكبر قوة عرفها التاريخ تعمل على تحرير البشرية في العالم, ويسوق المبرر الذي تكرر مؤخرا بصورة مملة والذي يزعم أنه لا أمن للولايات المتحدة دون إحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أنه لا استقرار في هذه المنطقة دون ديمقراطية، فالطريق إلى القدس يجب أن يمر عبر بغداد. وللتذكير فإن الرئيس بوش أعلن مهللا في بدء ولايته الثانية عام 2005 في حفل كبير أمام الكونغرس بقوله إن سياسة الولايات المتحدة تتركز في البحث عن إمكانية إقامة الحركات والمؤسسات الديمقراطية في كل بلد وكل ثقافة ودعم تطورها في جميع أنحاء العالم من أجل الهدف النهائي ألا وهو إزالة الطغيان من العالم باسره. إلا أن بوش عندما نطق بهذه الكلمات قبل أكثر من سنتين كان مشروع العراق ودمقرطته على الطريقة التي أعدها المحافظون الجدد قد باء بالفشل الذريع في واقعه، ولم يعد الجنود الأمريكيون بمثابة محررين للعراق وإنما باتوا طرفا يمارس العنف الدموي ضد مقاومة متعددة الأطياف وأخذت الخسائر الأمريكية تتصاعد بصورة خطيرة ناهيك عن مئات ألوف العراقيين الذين فقدوا حياتهم دون ذنب ولامبرر. كما بدأ الرأي العام الأمريكي يطرح السؤال الكبير وبإلحاح شديد: من ضيّع العراق؟ وهكذا بات الديمقر اطيون يأملون باسترجاع السلطة في البيت الأبيض في الوقت الذي غرق فيه مشروع بوش في رمال الصحراء العراقية. ومع مرور ذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول بالتحديد وتقديم قائد القوات الأمريكية وسفير واشنطن في العراق تقريرهما عن العراق صدر كتاب في الولايات المتحدة يحمل بتأثيره مادة تفجيرية. وفي الواقع فإن هذه التهمة ليست بالجديدة تماما. فالأمر يتعلق هنا بشخصيات مثيرة للشكوك مثل باول وولفوفيتز النائب السابق لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وانتهى إلى مزبلة التاريخ مؤخرا في فضيحة فساد مدوية، ومثل وكيل وزارته دوغلاس فيث وخبير الشؤون الدفاعية ريتشارد بيرل إضافة الى عدد من المحافظين الجدد الذين عملوا بمثابرة وثبات على ليّ ذراع الحقائق وتطويعها قسرا من أجل تسويغ المبررات لغزوالعراق والإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. وهذه الحقيقة تعتبر منذ سنوات حقيقة مؤكدة في أروقة البيت الأبيض وبالتحديد على خط التقاطع بين نظرية المؤامرة والحقائق الواقعية ولكن تم بعناد حجبها عن الرأي العام وعدم الاعتراف بها بأي شكل من الأشكال. إلا أن مؤلفي الكتاب الجديد الذي يقدم رؤية جديدة وهما استاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو جون ميرشهايمر والبروفسور ستيفان وولت من جامعة هارفرد وكلاهما ينتمي إلى "جون اف كنيدي سكول اوف غوفورمنت" المرموقة يسعيان إلى أكثر من ذلك. فقد رغبا في البرهنة العلمية في كتابهما على أن شبكة فعالة من أعضاء اللوبي الإسرائيلي والمثقفين المحافظين الجدد إضافة الى عدد من المسيحيين الأصوليين تمكنوا من التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية إلى حد كبير بصورة جعلت المصالح القومية الأمريكية تتراجع إلى الدرجة الثانية وتصبح ثانوية أمام هدف خدمة إسرائيل ومصالحها وعلى نحو يضر بأمن الولايات المتحدة الأمريكية. وعندما نشر المؤلفان مقولتهما الأساسية هذه في دورية "لندن ريفيو اوف بووكس" العام الماضي انطلقت زوبعة من الانتقادات الحادة لهذه المقولة التي لم تهدأ حتى الآن. ووصف ممثلو مجموعات يهودية في الولايات المتحدة الباحثين الذين يتحركان في الواقع ضمن الخط الأساسي لبيئتهم العلمية لا أكثر ولا أقل، بأنهما معاديان للسامية. إلا أن الأمر المميز هذه المرة هو نشوب معركة حامية الوطيس في الجامعات الأمريكية بين مؤيد ومعاد لمقولة الكاتبين، وتبادل العديد من العلماء والبحاثة التهم والنعوت المختلفة طبقا لمواقفهم من هذه المسألة. وقد صدرت تساؤلات واتهامات آنذاك كما هو اليوم عما إذا كانت مجموعة من المثقفين يفكرون بأوهام تآمرية كما هو الحال في بروتوكولات حكماء صهيون التي يصفها البعض بالعنصرية. بينما وعلى العكس من ذلك فقد قالت صحيفة "فورن أفيرز" المرموقة عالميا والمختصة بدراسات الشؤون والعلاقات الخارجية أن مقولات الأستاذين هي أمر معقول ومشجع لتبادل مفيد في الآراء والأمثلة في مضمار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط .. ولكن الأمر تأزم إلى حد كبير فقد ألغيت كافة مواعيد الندوات واللقاءات الأكاديمية للبروفسورين المذكورين. كما أن جامعة نيويوركر سيتي يونيفرسيتي ومعهد كونسيل اون غلوبال أفيرز المختص بالشؤون الخارجية ألغيا دعوة كانت موجهة اليهما لإلقاء محاضرات علمية في هذا المضمار.. كما أن العديد من إدارات الجامعات تجنبت وتتجنب اجراء ندوات أو عقد مناقشات حول موضوع الكتاب الجديد خشية خسارة مبالغ دعم أو تبرعات مالية تتلقاهاعادة. من جهة أخرى يشكو المؤلفان من حقيقة عدم توفر إمكانية إجراء نقاش موضوعي لأن تلك القوى التي ذكرت في كتابهما تعتبر الهجوم عليها هو هجوم على إسرائيل وهي تسعى لكم الأفواه التي تتفوه بأي انتقاد من هذا النوع بأي وسيلة ممكنة. ولكن لابد من الإشارة إلى أن البروفسورين ميشهايمر ووالت لم يعودا يقفان وحدهما في مقولاتهما الخاصة بدوراللوبي الإسرائيلي وتعاونه مع المحافظين الجدد في اشعال نار حرب العراق. ولم يعد أحد يشك في أن حرب العراق قادت الى تكثيف الجهود مؤخرا لحل النزاع الأساسي في الشرق الأوسط وغض الطرف أو تجنب المرور عبر عملية نشر الديقراطية في المنطقة كحل أمثل كما أرادت الإدارة الأمريكية من خلال الحرب على العراق. ولاشك كذلك في مقولة الأستاذين الأمريكيين في أن محبذي الحرب على العراق كانوا يأملون في أن إسقاط صدام حسين سيحسن من الوضع الإستراتيجي لإسرائيل. كما أن أعضاء حكومة الرئيس بوش اعترفوا في خاتمة المطاف وإن بصورة غير علنية تماما بحقيقة أن صدام لم يكن يشكل أي خطر على الولايات المتحدة ولكنه خطر على إسرائيل. لذا فإن الحرب على العراق مثلت تغيرا في ثوابت السياسة الأمريكية في الشرق الأ وسط الأمر الذي أعرب عنه أيضا ساسة مخضرمون كالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وحتى رئيس الوزراء البريطاني المستقيل توني بلير. وبالطبع فإن الثوابت نفسها تتغير، فالمحافظون الجدد الذين عدلوا عن جانب مهم من آرائهم السابقة مثل فرانسيس فوكوياما (مؤلف نهاية التاريخ) اعترفوا مؤخرا بأن المشروع التبشيري الكبير للمحافظين الجدد قد باء بالفشل فعلا. ومع التغييرات الكبيرة التي طرأت فإن الكثير من المحافظين الجدد يعتقدون أن السبب في انطفاء جذوة أفكارهم وخبو لمعانها يعود الى افتقاد حكومات بوش الى الكفاءة وكذلك إلى التطبيق السيئ وبصورة خرقاء لهذه الأفكار . وهي تضاف كخطيئة فادحة لحساب المحافظين الجدد وسياساتهم في تعليم الآخرين الأساليب الديمقراطية كما يفهمونها. ويؤكد المؤلفان هنا أن إسرائيل تسعى لتجيير السياسة الخارجية الأمريكية بمثابة "ضمان استراتيجي" لها. ولاشك أن العزلة الشديدة التي تعاني منها الولايات المتحدة في العالم الإسلامي ماهي بالنسبة للمؤلفين إلانتيجة لدعمها المطلق وغير المشروط لإسرائيل. ولاشك أن ذلك يمثل حقل ألغام. وهما يؤكدان أن نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن يفاقم الخطر الناجم عن العمليات الإرهابية. وهما يريان أن االولايات المتحدة تعاني من مشكلة الإرهاب لأنها متحالفة بصورة وثيقة مع إسرائيل. ولاشك مطلقا أن خوف بعض الأوساط اليهودية الشديد من أن يستفيق الرأي العام الأمريكي ويحمّل إسرائيل وممثلي المصالح الإسرائيلية من اليهود الأمريكيين مسؤولية الإرهاب الإسلامي يفسر الحملة الشعواء التي تشن حاليا على الكتاب الجديد ومؤلفيه. ففي اليوم الذي جهز فيه المؤلفان كما هائلا من الدلائل والبراهين على تأثير اللوبي اليهودي فيما يتعلق بشأن الحرب على العراق لطرحه على الرأي العام نشر رئيس رابطة مناهضة العنصرية ضد اليهود "انتي ديفاميشن ليج" أبرهام فوكسمان مقالا في صحيفة يو اس ماركت تحت عنوان "الأكاذيب القاتلة: اللوبي الإسرائيلي وأسطورة السيطرة اليهودية ". ومهد للمقال وزير خارجية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج شولتز الذي وصف كتاب المؤلفين بأنه مجرد ضرب من ضروب نظرية المؤامرة لا أكثر ولا أقل. وأشار إلى أنه يجب على بحاثة الجامعات الكبرى أن يخجلوا من نشر مثل هذه المقولات. إلا انه ومن المؤكد أن الكاتبين لن يلتزما بنصيحة شولتز وليس من المتعين عليهما أن يفعلا ذلك.. فكتابهما هو بالدرجة الأولى دليل واضح على أن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط تخضع حاليا لعملية فحص واعادة نظر. وإذا كان هذا الكتاب لن يدفع بوش إلى تغيير سياساته جذريا خلال الأشهر القليلة المتبقية أو أن أي خلف له سوف يغير علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل، لا أنه يمكن التصور أن الرئيس الأمريكي المقبل الذي سيحمل على كاهليه بالتأكيد إرث بوش الثقيل، سوف لن يمنح بالضرورة رئيس حكومة إسرائيلي كأرييل شارون التأييد المطلق الأعمى كما فعل بوش، كما أنه من المعقول أن لا تتمكن في المستقبل أي مجموعة كالمحافظين الجدد من خطف السياسة الخارجية الأمريكية مجدد أو التصرف بها كما يحلو لها بعيدا عن المصالح القومية العليا للولايات المتحدة أو في تناقض صارخ معها .

________________________________________
قناة العربية
الخميس 01 رمضان 1428هـ - 13 سبتمبر2007م

M. Alobidi
04/04/2008, 05:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اقدم هذا الفيديو لقيادة الجهاد والتحرير وفصائل المقاومة العراقية المسلحة البطلة ولكل الشرفاء لاخذ العبرة من العدو الوحشي الامريكي المستعمر لامريكا الشمالية

شبكة البصرة
بصراوي

اقدم هذا الفيديو لقيادة الجهاد والتحرير وفضائل المقاومة العراقية المسلحة البطلة و لكل الشرفاء لاخذ العبرة من العدو الوحشي الامريكي المستوطن او بالحقيقة المستعمر لامريكا الشمالية......واقدم هذا الفديو للخونة الانذال بائعوا الشرف والضمير من حكام عرب وافرادا وجماعات محسوبين على هذه الامة.. واقدمه ايضا للمأجورين من الذين قدم العراق لهم الخبز والماء والعلم والشهادات بكل اصنافها ومجالاتها العلمية والفنية، والذين اليوم يقومون بتدميره والتفاخر بنحره وتقطيع اوصاله لربما يتعضوا ويندموا على جرائمهم بحق العراق وشعبه المذبوح.......اسمعوا جميعا ما يقوله هذا الناشط الهندي الاحمر من قبيلة لوكوتا الهندية التي دمرها المستوطن الامريكي وحكومته التي فرضها بالقوه على شعب الهنود الحمر واهانته لحقوق الانسان الهندي الاحمر وهو في ارضه وانكار حقه وعيشه الكريم في وطنه الاصلي
.. فلقد انقضت حكومة ما يسمى بالولايات المتحدة الامريكية عشرات من المعاهدات بينها وبين قبائل الهنود الحمر الممتدة على طول وعرض الولايات الامريكية وسرقت اكثر من 78 بالمائة من اراضيهم حيث اصبح شعب الهنود الحمر غريب ومهاجر وهو في ارضه وانتشار الامراض القديمة والمزمنة من شلل الاطفال و السكري والقلب والسرطانيات والى ما نهاية من الامراض التي زرعتها حكومة الولايات الفدرالية. لقد خسر شعب الهنود الحمر اكثر من خمسين مليون ايكرز (400 متر مربع كل ايكر) من الاراضي الهندية في خمسين عاما!! نتيجة السطو من قبل الحكومة الفدرالية الامريكية تحت ضوء الشمس، وان خسائر قبيلة لوكوتا من اراضيها نتيجة سرقات الحكومات الفدرالية بلغ اكثر من 73 بالمائة من اراضيها التي كانوا يملكونها افراد هذه القبيلة المنتشره في وطنهم الارض الامريكية اب عن جد!!! لقد خسرت هذه القبيلة فقط من اطفالها واحد لكل اربع اطفال نتيجة السمسرة وسرقة الاطفال عن طريق جمعيات التبني الامريكية وتجارة الاطفال....تحت اسم المسيحية و الجمعيات الخيرية التي تربح ملايين الدولارات نتيجة السمسرة بتجارة الاطفال... سرقت 2 بليون دولار من الاموال الخاصة لهذه القبيلة تحت حجة مصروفات جانبية للمؤسسات الحكومة الفدرالية التي تهيمن على 30 بليون دولار تابعة لهذه القبيلة المفجوعة.... سرقات في وضوح الشمس وعينك عينك (هل تتذكرون مقالة لي نشرت تحت عنوان " ايها الامريكيون انتم كذابين ودجالين حتى لو صدقتم") وذكرت فيها (ان اطفال العالم يذهبون الى روضات الاطفال والمدارس لتعلم القراءة والكتابة والاخلاق والثقافة، بينما اطفال امريكا يذهبون الى روضاتهم ومدارسهم لكي يتعلموا الكذب والحتيال والجنس والسرقة) نعم لم نكذب في كل ما كتبناه ولم نبالغ في كل حرف او كلمة لا والله يشهد ونقسم بذالك اننا نكتب الحق. 70 بالمائة من شعب قبيلة لوكوتا مشردين اليوم في انحاء الاراضي الامريكية وهم غرباء في بلدهم نتيجة سياسة الحكومات الفدرالية لتفتيت القبائل الهندية الحمراء تحت اسماء كامبات مفردة كامب او ريزيرفيشن Indian Land Reservations
وهي عبارة عن حجز لتجمعات الهنود الحمر في اماكن متفرقة ومحصورة وبعيدة عن مساكن المستوطنين الغازين من انحاء الدنيا لاراضي الهنود الحمر.!!؟؟؟
يقول هذا المسؤول الهندي من قبيلة لوكوتا السيد روسسيل ان ما نطق به هتلر من ان (عزلة الناس الغير مرغوب بهم في تجمعات بعيدة عن المدنية هو النموذج الامريكي الذي يجب ان يقتدى به وهذا ما يتم في فلسطين والعراق اليوم).
ويضيف قائلا (ان شعبي اليوم يعيش الضياع والتشرد والقهروالعبودية تحت مصطلحات امريكيةتطلق بكذب ودجل وتزييف) ويضيف (انهم يقرضوننا رويدا رويدا..انهم يفرضون علينا نسيان لغتنا الام...انهم يريدون تغيير لون اجسادنا ويمنعوننا من الالتصاق بالارض الام..انهم يمنعون ان نتنفس هواء طبيعتنا ونرة غيوم سمائنا)، تماما ما يفعله اليوم الامريكان الغازين لبلدنا العراق..انهم يهجرون الناس بالقوة بحجة الطائفية، ويحصرون الاحياء بجدران الاسمنت العالية بحجة الارهاب، ويفصلون النواحي والمدن بحجة المسلحين ويغلقون المناطق المأهولة بالسكان بحجة الامن، ويجلبون اناس من ايران وتركيا وافغانستان ومن بقاع العالم لتغير المناطق العراقية بعد تفريغها من اهلها الاصليين....... ويكمل هذا المسؤول الهندي حديثه بالمطالبة بدعم شعبه ودعم فكرة تكوين حكومة باسم جمهورية لوكوتا لتغيير الاوضاع التي فرضها المستوطن الابيض الاوروبي على قارة امريكا الشمالية. حديث يستحق التمعن من قبل قيادة الجهاد والتحرير وفضائل المقاومة العراقية المسلحة البطلة.....انني اعلم ويعلم الجميع معي ان رافدان المجاهدة تتطرق في اغلب بياناتها وايضاحاتها الى نقطة واضحة في هذا النص او الحديث وهي ان (لا ثقة مع العدو الامريكي، واية محادثات يجب ان تكون في خيمة صفوان التي نصبت عام 1991) وهنا يجب ان اضيف (ان اية معاهدة تكتب مع العدو الامريكي عند هزيمته بالانسحاب، يجب ان تكون خالية من فقرات تعطي معاني مزدوجة حتى لو كتبت بموافقة الطرفان طرف المقاومة وطرف العدو الامريكي،لان العدو المخادع الغدار يأتي بتفسيرات بعد التوقيع لتلك الفقرات تتفق مع خططه ومزاجه وحيله وبالتالي الالتفاف والتملص من الشروط او على الاقل تلك الفقرات او الجمل).
ان ما عمله هذا العدو الوحشي في العراق وشعبه وقادته ويستمر بفعله اليوم وغدا حتى اندحاره مهزوما ذليلا ومهاننأ، كان قد فعله بشعب الهنود الحمر الاصليين ولا يزال يفعله اليوم بهم...وهو ما فعله ببقية شعوب الارض التي غزاها وقصفها ودمرها..ان عقلية الساسة الامريكان بمختلف اتجاهاتهم الديمقراطية والجمهورية والدينية والعنصرية هي واحده موحدة وهي بالتالي تمثل عقلية الكاوبويز الشريرة والخارجة على القنون البشري والدولي..يجب ان نتعلم الدروس نحن العراقيين من تعاملنا مع امريكا والامريكان مهما كانوا ويجب ان نتعلم الدروس ايضا من التعامل مع عملائهم وحلفائهم لان التلميذ الذي يتتلمذ على يد الامريكان يصبح مثلهم وربما يكون مزاودا لهم، وما مراوغات حكام الفرس الصفويين المعممين وتلاعبهم بالمصطلحات اللفظيه هو نتيجة تقارب الاهداف الامريكية والفارسية وبالتالي الوصول لغاياتهم الاستعمارية الهمجية الاستبدادية والرغبة في الهيمنة والسيطرة على ثروات الشعوب...ويجب هنا ان نستذكر التأريخ ان اول المستوطنيين الاستعماريين منذ القدم هم اليهود من اتباع سيدنا ابراهيم عليه السلام حين ارادوا استملاك اراضي الكنعانيين والحثيين واليبوسيين وهم جميعا قبائل فلسطينية تسكن الصفة الغربية من نهر الاردن في ذلك الزمن. اولائك هم اليوم الارث التأريخي و الذهني والسايكولوجي لكل يهود الدنيا تقريبا في حب السيطرة والاستغلال، وبالتالي اصبح هؤلاء اليوم اي الاحفاد ملقنين واساتذة للفرس المجوس والاوروبيين والامريكان الصليبيين الذين فاقوا كل عصور الهمجية والوحشية في حروبهم الغير عادلة.
ان المقاومة العراقية المسلحة الباسلة يجب ان تكون في اشد الحذر من كتابة اية نص او جملة في اية معاهدة مع العدو الامريكي ومرة اخرى يجب ان تكون الجمل واضحة الوضوح غير مبهمة او تفسر بتفسيرين او اكثر، وتعطي كل جملة او نص التفسير العادي والواضح في كل فقرة يتضمنها النص.
ان ما فغله الامريكان بالهنود الحمر هو كتابة نصوص غامضة ومبهمة وتعطي اكثر من تفسير وبما ان الهنود الحمر هم عاشوا في طبيعة وحضارة بعيدة عن المكر والخداع عكس الغزاة المستوطنين الاوروبيين الذين يحملون الهمجية وعقلية التزييف القرصانية، فلقد وقعوا ضحية هذه المعاهدات التي كان يراد منها غير غاية كتابتها وتنفيذه ومع ذلك هناك نصوص وفقرات لا يمكن نفسيرها بغير ما كتبت فيه الا ان الحكومات الفدرالية الامريكية نقضتها بكل بساطة ووضوح...
هذا هو نص حديث المسؤول الهندي من قبيلة لوكوتا

http://www.truthring.org/


الاثنين 25 صفر 1429 / 3 آذار 2008

M. Alobidi
19/04/2008, 11:39 PM
التاريخ: 22-12-1428 هـ
طموحات امريكية محدودة في العراق

جاكسون ديل


على مدى الخمس سنوات الماضية، كان المسؤولون والخبراء في واشنطن يرتكبون دوماً خطأ التنبؤ بأن الستة أو الاثني عشر شهراً القادمة في العراق ستكون حاسمة. لذلك السبب حظر كل من الجنرال "ديفيد بيترايوس" والسفير "رايان كروكر" المعروفين بعنادهما تلك التنبؤات كما كان واضحاً من التصريح الذي أدلى به الجنرال "بيترايوس" مؤخراً وقال فيه:"يجب على الجميع عدم الحديث عن أشياء مثل المنعطف الذي يتعين اجتيازه، أو الأضواء التي تلوح في نهاية النفق، أو أي عبارة من تلك العبارات".

مع ذلك فإن القول بأن فترة الستة شهور إلى الاثني عشر شهرا القادمة ستكون هي الفترة التي يمكن لأميركا أن تكسب فيها الحرب أو تخسرها قد يكون قولاً صائباً.

لا أقول هذا لأن العراقيين نجحوا فجأة في تطوير قدرتهم على الالتزام بالجداول الزمنية غير الواقعية، التي تم رسمها في واشنطن منذ عام 2003، عندما كان البنتاجون يخطط لتقليص عدد القوات بحيث يصل إلى قوة هيكلية صغيرة لا يزيد عدد أفرادها عن 30 ألف جندي خلال 6 شهور فقط من الاستيلاء على بغداد. لم يكن ذلك ما دفعني إلى هذا القول، لأن ما حدث كان هو العكس تماماً، حيث رأينا "بيترايوس" و"كروكر" يمضيان العام الماضي في محاولة توصيل فكرة للأذهان، مؤداها أن هدف الولايات المتحدة، هو تدشين عراق مستقر ومتحول ديمقراطياً، وأن هذا الهدف- إذا ما كان ممكنا تحقيقه في الأساس- سيتطلب التزاماً أميركياً طويل الأمد، يتجاوز بكثير جميع الجداول الزمنية التي تمت مناقشتها في واشنطن على الرغم من النجاح الملحوظ الذي تحقق من وراء سياسة زيادة عدد القوات في العراق.

لذلك، فإن الفترة المنحصرة بين الستة إلى الاثني عشر شهراً القادمة لن تكون فترة حيوية بالنسبة لحسم الأمور في العراق، لأن أقصى ما يمكن أن يحدث هناك خلال تلك الفترة هو الاستمرار في انخفاض مستوى العنف في الوقت الذي يقوم فيه السُنة والشيعة والأكراد بتحقيق تقدم بطيء ومؤلم باتجاه التسويات السياسية. الاختبار الحقيقي سيكون في الولايات المتحدة الأميركية عندما يقرر البنتاجون أولاً، ومن بعده البيت الأبيض، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستثمر من الموارد في العراق ما يكفي للاحتفاظ بأمل النجاح النهائي حياً.


أقصى ما يمكن حدوثه في العراق خلال الاثني عشر شهراً المقبلة هو الاستمرار في انخفاض مستوى العنف وتحقيق تقدم بطيء ومؤلم باتجاه التسويات السياسية.


ويذكر أن عدد الجنود الأميركيين في العراق، قد بدأ في التناقص الشهر الماضي بحيث يصل– كما هو مقرر- بحلول شهر يوليو القادم إلى 130 ألف جندي (15 لواء تقريباً)، بعد أن كان قد وصل إلى 180 ألف جندي لفترة قصيرة في شهر نوفمبر الماضي، (أقصى عدد للقوات الأميركية في العراق منذ الغزو). ويُشار هنا إلى أن رقم 130 ألف جندي كان يمثل عدد القوات الموجودة في العراق قبل تنفيذ سياسة زيادة عدد القوات.

وأمام البنتاجون فترة تمتد إلى مارس المقبل يمكن أن يتنبأ خلالها بالكيفية التي سيكون عليها رد فعل العراقيين بشأن الانسحابات الأولية، وما إذا كان العنف في الأماكن المتقلبة مثل محافظة الأنبار سيظل منخفضاً كما هو عليه الآن، أم أنه سيتزايد مرة ثانية عند مغادرة القوات الأميركية. بعد ذلك سيتعين على الولايات المتحدة اتخاذ قرار آخر يتعلق بما إذا كانت ستقوم بتقليص القوة بمقدار خمسة ألوية أخرى بحيث يصل عددها الإجمالي إلى 100 ألف جندي بنهاية عام 2008.

وهنا قد نجد أنفسنا أمام سؤال مؤداه: ماذا سيحدث إذا لم يكن مستوى 100 ألف جندي كافياً للمحافظة على الهدوء الهش السائد حالياً بين السُنة والشيعة، أو للعودة للحياة شبه الطبيعية في بغداد؟ الإجابة هي أن الرئيس بوش سيكون مضطراً للاختيار بين الأوليات المتنافسة لكل من "بيترايوس" والبنتاجون.

وإذا ما انتقلنا إلى السباق الحالي لاختيار مرشحين عن الحزبين لخوض انتخابات الرئاسة، فسنجد أن الشخصيات "الديمقراطية" التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى، لا تزال تصف ما حدث في العراق بأنه فشل لا يمكن إصلاحه، على الرغم من التحسن الذي طرأ العام الماضي. ورغم أن هؤلاء المرشحين قد رفضوا التعهد بسحب القوات الأميركية من العراق بحلول عام 2013، فإنهم جميعاً اتفقوا على أن كلا منهم سيعمل في حالة ما إذا فاز بالانتخابات على سحب القوات المقاتلة – على الأقل- بسرعة من العراق. ومثل هذا الموقف- إذا ما استثنينا حدوث تقدم يقرب من المعجزة في العراق خلال الشهور الثلاثة عشر القادمة، سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى اندلاع حرب أهلية خلال تلك الفترة، وهي حرب حذر جميع المراقبين الجادين تقريباً بدءاً من "كروكر" وحتى الـ"سي.آي.إيه" من أنها ستكون نتيجة محتملة للانسحاب السريع. في محادثة تليفونية مع صحفيين في واشنطن الأسبوع الماضي، قال "كروكر" إن العراقيين الذين تحدث معهم لم يكونوا يشعرون بقلق شديد جراء ما يٌقال عن تقليص عدد القوات الأميركية، ومعظمهم يعتقدون أن الأمور من حيث الجوهر تمضي في الاتجاه الصحيح، والأمن يتحسن، وسياسة زيادة عدد القوات قد نجحت، وأن القوات العراقية قد ازدادت عدداً وقدرة على العمل، وأنه ليس هناك بالتالي ما يدعو أميركا للتخلي عن الفرضية القائلة بأنها ستكسب في النهاية في العراق.

حقاً ما الذي يدعوها إلى ذلك؟ قبل الإجابة، علينا معرفة أن العراقيين يحكمون على العملية السياسية في واشنطن من مسافة بعيدة، وهو ما يدفعهم لافتراض أن الأميركيين سيتصرفون بشكل عقلاني، وأن ذلك يجب أن يحثنا على تذكر أن الأميركيين في واشنطن كانوا يتبنون دوماً افتراضات بعينها بشأن العراقيين، وأن التجربة العملية كثيراً ما كانت تثبت أن تلك الافتراضات خاطئة.



جاكسون ديل


كاتب ومحلل سياسي أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"

M. Alobidi
19/04/2008, 11:45 PM
اقتصاد الحرب في العراق

بقلم آرتير لوبيك *

في الأول، كشف احتلال العراق عن حرب نهب كلاسيكية. لكن اليوم، يستحيل استخراج الموارد البترولية بشكل مريح. مع أن الولايات الأمريكية قررت البقاء، و دفع الثمن. و هو الهدف الاستراتيجي طويل المدى، و الذي يوجد مصلحة اقتصادية غير مباشرة للانتشار العسكري. استعراض القوة يبدو ضروريا لحماية الوضع الخاص للدولار، القادر الوحيد على ضبط اللاتوازنات في الاقتصاد الأمريكي المنهك.
________________________________________



الأسباب الاقتصادية التي حملت الولايات الأمريكية و بعض الدول التابعة إلى اجتياح العراق كانت محل العديد من التحاليل، أو غير مكتملة،وأغلب الوقت خاطئة. كانت للمحافظين الجدد متعة التسلية برفض الاتهامات التي ذكرت أن الحرب لم يكن لها أي هدف إلا نهب البترول العراقي. ادّعوا أنهم يثمنون السوق الدولية في إطار قوانين المنافسة. علاوة على ذلك، كل واحد يلاحظ بأن الحلفاء لا يستطيعون استخراج البترول كما يرغبون، و أنهم على الرغم من ذلك يصرون على التعنت و التورط في احتلال مكلف. الحقيقة أعمق من هذا و التحليل الدقيق لسياق اقتصادي تكاملي يفرض نفسه.
عبر بعض المظاهر فإن احتلال العراق عبارة عن حرب نهب كلاسيكية. فالإدارة و من خلال سلطة مؤقتة خاصة بالبلد المحتل، وعلى طراز جماعة الهنود، لايعدو أن يكون وجها من أوجه الكلونيالية الأنجلوسكسونية التقليدية [1]،و صلاحيات العقود الخاصة بإعادة إعمار البلاد عادت إلى مؤسسات مثل "هاليبورتون"، التي حظيت بالمكافأة من خلال المكاسب المأخوذة من تصدير البترول العراقي، مما يسمح بإعادة إدراج منشأة ذات قيمة حقيقية، و ليس مجرد مكسب نظري، في منظومة اقتصادية أمريكية منهكة.
الديون الخارجية الأمريكية وصلت إلى درجة عميقة: قبل عشرين سنة، كانت مديونية الإدارات الأمريكية تعادل نصف اقتصاد البلاد. اليوم، وصلت معدل 85% إلى درجة أن الخزينة عليها أن تضمن 2.6 مليار سيولة يوميا ، ويتم هذا بفضل منظومة إعادة التأهيل للبترودولار [2] . نفهم من ذلك جيدا أن الولايات الأمريكية مثل العراق، إيران و كورية الشمالية، فكرت في نقل احتياطياتهم المالية من الدولار إلى اليورو بما جعل الرئيس بوش يصيغ " محور الشر" [3] . و الحال أن المقاومة أعاقت هذا النهب، و على كل حال، الثروات القابلة للنهب لا يمكنها أن تفي التعادل في اختلال التوازنات للاقتصاد الأمريكي. على إدارة بوش أيضا أن تبقي على التدفق الرأسمال الأجنبي على أراضيها لجعل الاستثمار مغر.
و ليتم ذلك، فقد خفضت أولا تكلفة العمل، موسعة منسوبا قويا من الربح . لأجل هذا، يجب تحديد طبقة الأُجراء و التكاليف الاجتماعية. هو بالضبط ما تعكسه ميزانية إدارة بوش الأولى : عدد العاطلين عن العمل قاد مجموع المواطنين إلى الاعتراف بضياع جانب من غطائهم الاجتماعي، مما أحدث نقصا واضحا في تكلفة العمل. لهذا، كبار الصناعيين ساندوا ترشح السيد بوش. على العكس، كان الإعلان المسبق يوم 2 نوفمبر 2004 عن إمكانية فوز كيري، ملائما لإنعاش الضمان الاجتماعي للناخبين الأكثر فقرا، ترجمت بانخفاض عام في بورصة "وال ستريت"..
المرشح الديمقراطي كان مدعوما من كبار المضاربين مثل " وارن بوفي: أو" جورج سوروس" اللذان يستخلصان ايرادتهما من تكاثر اللامساواة في العالم و لا يأبهان لا بالصحة و لا بالاقتصاد الداخلي للولايات الأمريكية. ثانيا، للإبقاء على ثقة المستثمرين الأجانب، نشرت إدارة بوش قوتها العسكرية [4] .. الرأسمال لا يحب المخاطرة، و ليس ثمة أهم ملاذ إلا الدولة التي تدّعي أنها تقود العالم بالقوة. الحرب المستمرة تعطي صورة القوة المطلقة التي تتحرك كممغنط ينجذب نحو الرأسمال. لكن عكس حرب الخليج، حيث كانت التكاليف مسددة بإسهام مالي من أعضاء التحالف، بقية العالم دفعوا الثمن بطرق غير مباشرة: ثمن احتلال العراق. بانجذاب من قبل القوة الأمريكية، وضع المستثمرين الأجانب فائض الدولارات في الخزينة الأمريكية، محولة هكذا عدد من تكاليف الحرب إلى الدول الأجنبية، بمن فيها تلك المعارضة للحرب!
أغلبية " الليبراليين" في العالم ساندوا هذا الاحتلال لأنه كان معللا بأزمة على المستوى الدولي. لقد اكتشفوا قبل سنوات أن اقتصاد "« point com » " لم يعط إلا المكاسب السطحية، و أن نقص إنتاج الطاقة الشاملة في آفاق 2010 ( بداية محتملة لانحطاط أو زوال إنتاج البترول الدولي) كتبعية تقود إلى تقلص غير مسبوق للاقتصاد الدولي [5] . من حيث الحساب المفرط في التبسيط: إن كان بالإمكان رفع الثروات الشاملة، يجب إنقاص من عدد الناس الذين يستفيدون منها. انه نفس التفكير الذي قاد مفكري " التضاؤل"، و قبلهم " معارضي التوسع الاقتصادي الجدد" "« néo-malthusiens » " لاقتراح الحلول المختلفة، إنسانية أو بالضرورة جماعية. لكن الشيء المؤكد أن مفكرة " التطور الدائم" فشلت، قبل سنوات، بالضبط عندما تضاعف عدد السكان في العالم متجاوزا الموارد الموجودة، أي في بداية سنوات 80.

لتفادي انهيار اقتصادها، لم يكن للولايات الأمريكية خيارا آخر إلا التحضير لقمع مظاهرات عامة ضد المصالح الرأسمالية لأقلية محدودة. هي مسألة توقعها "صامويل هانتينغتون" منذ 1957، في كتابه" جندي الدولة". حيث ذكرأن للجيش الأمريكي نزعة ليس لحماية الشعب أو التراب الأمريكي، و لا لحماية المصالح الاقتصادية متعددة الجنسيات.
و كما كانت عسكرة النظام الهتلري، الذي سمح لألمانيا بالنهوض بقوة من أزمة اقتصادية عميقة بجذب الرأسمال لا سيما الأمريكي، بنفس الشكل مارست الولايات الأمريكية عسكرة تضمن من خلالها للرأسماليين الأجانب بأنهم سيكونون في مأمن طالما يبقون على التراب الأمريكي. بشكل مواز، فان ابقاءالجيش في خدمة الرأسمال يفتح أسواق كانت في السابق مؤممة، ثم عرضيا،يسمح بضمان بقاء البلبلة و الرعب للقبول بنظام ما.
إن أخذنا مثلا سنوات 1930، ألمانيا الهتلرية جذبت إليها رؤوس المال الأمريكية مقابل الوعد بالرد العسكري على خطر البلشفيين. نفس الشيء سنة 1999، المجموعة الصناعية الكبيرة استثمرت في حرب كوسوفو بأمل أن ينجح الحلف الأطلسي في إخضاع و فتح الاقتصاد الاشتراكي الأوروبي. و هذا وفق نظرية الخوصصة في قطاعه العام الذي استثمر فيه أرباب العمل الانجلوسكسونيين في غزو العراق عام 2003.
خصوصية تغنى بها بول بريمر III، الذي استفاد من إعانة الخبراء من أوروبا الشرقية الذين شاركوا في إبادة الاقتصاد الاشتراكي، مثل الرئيس البلغاري الأسبق "بيتر ستويانوف"، أو الوزير الأول الروسي الأسبق يغور غايدار [6] . المسألة التي أرقت مالكي " غرف الحرب" (war rooms ) في واشنطن هي اليوم معروفة بأي طريقة يمكنهم السيطرة بفعالية على سكان المستوطنات الاستراتيجية الجديدة.
المحافظون الجدد يعتبرون احتلال أفغانستان كنصر نحو تطلع لعودتها بخصوص الاستثمار: السيطرة على البلد تم بثمن بخص، بتفويض القتال إلى مقاتلين محليين لا يتقاضون رواتب جيدة، أحرى من نشر قوات الجيش الأمريكي برواتب كبيرة و مكافآت تنقـــّل. على العكس، في العراق صدام حسين اعـدّ بلده إلى حرب شوارع، واضعا مسبقا تركيبة انتفاضة و تمرد، ومشكلا حسب اللغة الاصطلاحية للجيش الأمريكي نفسه، " مضاد الدولة" (counterstate) [7] . لتجنب الخطأ المرتكب في الفيتنام، أين خاض مكتب الاستعلامات المركزية عمليات حقيقية مضادة للتمرد و الثورة، إلى درجة متقدمة من الحرب، قرر البنتاجون إذن، قبالة خطورة المهمة، أن يمنح مهمة قمع التمرد إلى الجيش النظامي [8] . وفق منطق عسكري و بيروقراطي، كل الوسائل يجب أن تكون في خدمة الهدف الواضح. إذا، العديد من الإخفاقات جعلت البنتاجون يفكر في الحال التالي: أولا، ذلك الجانب الخاص بمصلحة الاستعلامات لتحييد الإطارات السياسية. بمعنى تفعيل عملية الكشف عن إطارات البعث الذين تم جمعهم من قـِبل أحمد الجلبي،الا أن ملفات هؤلاء لم يكن لها أدنى قيمة لأن حزب البعث ضاعف من بنيته تطلعا للتمرد.كما حاولوا جمع معلومات أكثر بعد السقوط السياسي للجلبي و بعد تفتيش بيته من قبل قوات التحالف الذين كانوا يشكون في نيته السليمة!. المخططون شهدوا بعد ذلك نصرا استراتيجيا مضادا للتمرد في مرحلته الأولى [9] : المهم في التركيبة السياسية و العسكرية للمقاومة باعتبارها مقاومة مشروعة بعد الغزو، استطاعت أن تحقق عمليات التسلل والاختراق لقوات الأمن العراقية المتعاونة ،و تجميع العراقيين للم في عمليات قاتلة من قوات التحالف. اليوم، بعد " غرنيكا" الخاصة بالفلوجة، ليس هنالك أدنى اعتقاد بأن يقبل الشعب العراقي بالاحتلال أو بنظام يقيمه المحتل.
هي إذن المبادرة المشبعة بالتناقضات التي صادق عليها البنتاجون من وراء الجدران: منح كتب إلى قوات العسكرية الاصطلاحية تساعدهم على الوقوف في وجه المقاومين العراقيين [10] . استـُرجعت العديد من العناصر النظرية المتراكمة في غضون الصراعات للعشريات السابقة، و بالخصوص تلك المتعلقة بالفيتنام، في محاولة مطابقتهم مع النصوص العراقية. هذا التحديد المجدد لدور الجيش الأمريكي، الذي عليه أن يغطي غياب قوة تعاون عراقية، هو في ذاته تناقض لأن الجنود الذين يقصفون المدن من الصعب عليهم أن يحظوا بثقة السكان. والحال انه باعتبار ضخامة و تنظيم المقاومة، فيتعلق الأمر قبل كل شيء بالحد من الخسائر الذي تسببت فيها
المراقبة العسكرية للسكان. ليس بالشيء السهل، لأن المقاومة العراقية نشيطة في كل البلاد، لكننا نجدها في مراحل ـ وفق المناطق و سكانهاـ تقوم بحرب مواقع ( المرحلة III) في الفلوجة أو الموصل و أن ثمة دفاع استراتيجي ( مرحلة I و هو ما يستثني العمليات المتفرقة، بالخصوص ضد قوات التحالف ) في بغداد. نظرية أصلية ل"ماو تسي تونغ"، تقول أن حرب الشوارع تتطور من مرحلة إلى أخرى بطريقة معينة، و أكثر حيوية في مختلف المراحل دفعة واحدة، وإن فعالية المقاومة المتزامنة، في مختلف لمراحل تشير إلى تطور في الصراع لصالحها.
عمل فعال لجمع المعلومات السياسية، مدعوما بعمليات تستهدف القوات الخاصة كوسيلة للعصيان المنتصر، القول أخيرا أن الحرب خاسرة بالنسبة للولايات الأمريكية.
علينا أن نستخلص نتائج قاتمة من هذه المسألة ، بالنظر إلى أن البنتاجون اختار إرهاب العراقيين بالقوة العسكرية للسيطرة بأي ثمن على ثاني احتياطي البترول في العالم، و على اقتصادها الوفير. حسرة كل الناخبين الأمريكيين لا تغير شيئا: نحن نعيش عملية إبادة حقيقية ضد شعب و بلد باسم الرأسمال و الثروات الباطنية .

M. Alobidi
19/04/2008, 11:55 PM
صورة (أمريكية) وتعليق!

.
.

صورة:
80% من الأمريكيات يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاما هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الراهن --- 75% يشعرن بالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي --- 80% يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه الزوج والأولاد --- 87% لو عادت عجلة التاريخ للوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة وقاومنا اللواتي يرفعن شعاراتها (البيان ربيع الآخر 142)
تعليق:
هذا وتطالب الحكومة الأمريكية بتعديل وضع المرأة الأفغانية في افغانستان ومشاركتها للرجال في صنع القرار ، ومشاركتها في العمل السياسي وفي إعادة إعمار البلاد !!!

صورة:
1,528,930 حالة إجهاض في الولايات المتحدة خلال سنة واحدة (البيان صفر 1420)
تعليق:
ولهذا لا يرى الأمريكان أية غضاضة بما فعلوا في العراق في العشر سنوات الأخيرة (قتل مليون ونصف المليون طفل عراقي) ، وبما يخططون لفعله في أفغانستان في السنوات القادمة ، فهم يقتلون من أبنائهم في كل سنة أكثر من مليون ونصف!!



صورة:
دراسة أمريكية عام 1417هـ أشارت إلى أن 79% من الرجال يقومون بضرب زوجاتهم (الأسرة صفر 1420) --- و تقرير للوكالة الأمريكية المركزية للفحص والتحقيق : هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أمريكيا (الأسرة صفر 1420)
تعليق:
وتقاتل الجيوش الأمريكية في أفغانستان والعراق ضد المسلمين المتزمتين لرفع الظلم عن المرأة المسلمة !!

صورة:
18% (17.7مليون) من نساء أمريكا تعرضن للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب ، أكثر من النصف تحت سن 17 سنة لأول مرة --- (جمعية مناهضة اغتصاب النساء) تقدر أن 35 حالة تلتزم الصمت مقابل حالة يبلغ عنها.
تعليق:
يعني إذا كان عندك خمسة بنات واحدة منهن تتعرض( للإغتصاب (طبعاً الخطاب موجه للذين يأخذون أسرهم ويذهبون للعيش في أمريكا من أجل حياة أفضل!!

صورة:
70% من الطالبات تعرضن لمضايقات جنسية مختلفة خلال فترة الدراسة في الجامعة مع ان 90% من اللاتي تعرضن لمضايقة لم يبلغن الشرطة --- هيلين ستاتسيري كاتبة أمريكية تعمل في صحيفة متجولة وتراسل أكثر من 250 صحيفة زارت بلاد العالم والبلاد الإسلامية ذكرت : "أن الإباحية تهدد المجتمع الأوربي والأمريكي . وتنصح المجتمعات الإسلامية أن تتمسك بتقاليدها".
تعليق:
ويطالب دعاة التقدم والتحرر في البلاد الإسلامية بضرورة الدراسة المختلطة على النمط الأمريكي ، واتهموا هيلين ستاتسيري بالتعاون مع تنظيم القاعدة !!

صورة:
في أمريكا : مليون طفل يولدون سنويا من السفاح --- 12 مليون طفل مشرد في ظروف غير صحية (الأسرة رجب 1420)
تعليق:
والطائرات الأمريكية الذكية تلقي بالكعكة الشهية على بيوت أفغانستان الطينية !!!

صورة:
87% من العاملات من 85 مليون امرأة يفضلن البقاء في المنزل من نساء أوربا وأمريكا واليابان وكندا --- 12 مليون حالة طلاق بسبب عمل المرأة 85% منها في الغرب.
تعليق:
معادلة سهلة: من عنده زوجة قبيحة أو سليطة ويريد أن يطلقها يرسلها تعمل خارج البيت !!

صورة:
42% من الأمريكيات يتعرضن لتحرشات جنسية في أماكن العمل والدراسة والمنتديات والشوارع.
تعليق:
وتتهم الحكومة الأمريكية الجماعات الإسلامية المتشددة بحقدها ومحاربتها لقيم الحضارة الغربية !!

صورة:
في الولايات المتحدة في عام واحد: 5600 طفل دخلوا المستشفى بسبب ضرب أمهاتهم العاملات لهم غالبهم تعرض لعاهات بسب الضرب (البيان محرم 1421)
تعليق:
الأم مدرسة إذا أفسدتها ..... حصدْتَ شعباً مُشوّهاً ومُعاقِ!

صورة:
85% من الزيجات في الدول الغربية تنتهي بالطلاق --- 75% من النساء الغربيات يتعاطين المخدرات وارتفع التدخين بين النساء بنسبة 95% (المجتمع 16 ربيع الآخر 1421)
تعليق:
سبحان الله ، امرأة مدخنة ومتعاطية : كيف تزوجت أصلاً !!

صورة:
16% (في أمريكا) من الفتيات بين 12-17 سنة يعانين من مشاكل ذات علاقة بالمخدرات --- 16.7 % من الفتيان بين 12-17 سنة يعانون من مشاكل ذات علاقة بالمخدرات حسب المسح القومي الأمريكي في 1999 (الاقتصادية 30/4/2000 .. ص6)
تعليق:
واحتجت وزيرة الصحة الأفغانية على هذه التفرقة المبنية على الجنس وطالبت الفتيات بزيادة استخدام المخدرات حتى تتساوى النسب !!

صورة:
من (جانيس مور ) منسقة منظمة التحالف الوطني المنزلي في أمريكا : 6 ملايين امرأة تضرب في بيوتهن دون أن يبلغن الشرطة أو يذهبن إلى المستشفى --- عشرات الآلاف دخلن المستشفيات للعلاج من إصابات تتراوح بين كدمات سوداء حول العين وكسور في العظام وحروق وجروح وطعن بالسكين وجروح الطلقات النارية وبين ضربات أخرى بالكراسي والقضبان المحماة .
تعليق:
سبحان الله ، هذه بيوت أمريكية أم سجون صدام حسين!!

صورة:
تقرير قام بإعداده فريق بحث مقره جامعة : Johns Hopkins بـ Maryland بالولايات المتحدة نشرته محطة CNN الإخبارية الأمريكية عن انتشار ظاهرة تجارة الرقيق من النساء : 2 مليون امرأة وطفلة يتم بيعهن كعبيد سنويا --- 120ألف امرأة من أوروبا الشرقية (روسيا والدول الفقيرة التي حولها) يتم تهجيرهن إلى أوروبا الغربية لهذا الغرض الدنيء --- 15 ألف امرأة أو أكثر يتم ارسالهن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأغلبهن من المكسيك --- 16 ألف دولار سعر المرأة القادمة من دول شرق آسيا بأمريكا ليتم استخدامها بعد ذلك في دور الفواحش والحانات.
تعليق:
ياقوم: العولمة فكرة أمريكية - أوروبية "أفلا تعقلون" !!!

صورة:
13 مليونا يتعاطون الماريونا يوميا --- 8 ملايين أمريكي يتعاطون أقراصا مخدرة --- 4 ملايين يستخدمون أقراص الكوكايين .
تعليق:
وجاء دور الحشيش !!

صورة:
1 من كل 7 أمريكان (أي 39.4 مليون شخص) تعرض لهجوم مباشر أو سوء معاملة لأغراض جنسية --- 1 من كل 7 أمريكان تعرضوا لسوء معاملة جسدية في طفولتهم --- 1 من كل 5 من الأمريكيين رجالا ونساء لديهم تصورات وتخيلات ذات علاقة بالشذوذ الجنسي --- 20% من النساء اللاتي شملتهن الدراسة اعترفن أنهن اغتصبن من قبل أصدقائهن --- 42% من الأمريكيين اعترفوا بأنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية شرسة وقاسية --- نسبة مروعة من الفتيات الأمريكيات يفقدن بكارتهن قبل سن الثالثة عشرة وبطرق متنوعة أيضا .
تعليق:
وسوف تقوم الحكومة الأمريكية ببناء المدارس في أفغانستان وتعليم الأفغان الجهلة قيم الحضارة والتقدمية !!!

صورة:
50% من الأمريكان يفهمون أن العلاقة الزوجية على أنها فقط العيش سويا بين الرجل والمرأة --- 50% يرون أنه ليس هناك داع للزواج أصلا--- 54% من المطلقات اعترفن أن لأزواجهن علاقات جنسية مع غيرهن --- 46% من الرجال "المطلقين" يقولون أن زوجاتهم متهمات بالتورط في علاقات جنسية غير شرعية كانت السبب في طلاقهن--- 31% من الأمريكيين المتزوجين كانت لهم ولا يزالون مرتبطين بعلاقات غير شرعية مستمرة --- 62% من الأمريكيين اليوم يرون أن العلاقة الجنسية مع شخص آخر غير الزوج أو الزوجة جائزة ومباحة وليس هناك مخالفة لأعراف المجتمع أو أخلاقه في ممارستها --- غالبية النساء قلن أنهن يحببن عشاقهن أكثر من أزواجهن بعكس الرجال فقالوا أنهم يحبون زوجاتهم أكثر من عشيقاتهم . --- ثلثي الرجال لهم أكثر من علاقة جنسية واحدة مقابل 40% من النساء
تعليق:
هذا وتعتزم الجمعيات الأمريكية المعنية بالأسرة بإلقاء الدروس والندوات والمحاضرات على النساء المسلمات لمساعدتهن في بناء حياة أسرية أفضل !!

صورة:
في أمريكا: 52% لا يعلمون أن ممارسة الجنس قبل الزواج صح أو خطأ --- 43% لا يعلمون أن الشذوذ صح أم خطأ --- 33% لا يعلمون أن الإفراط في الكحول صح أم خطأ --- 27% لا يعلمون أن المخدرات صح أم خطأ.
تعليق:
سؤال للفقهاء: هل الجاهل في هذه الأمور معذور حتى تقام عليه الحجة .. أقصد لما تنتقل هذه المفاهيم إلى البلاد الإسلامية في عصر العولمة الثقافية والسوق الحرة والقرية الواحدة والسلام العالمي والوئام وتربية الحمام !!! (ولأوّل مرّة أكتشف أن العرب مثقفين!!)

صورة:
نسب أسباب العلاقات الجنسية غير الشرعية بين المتزوجين في أمريكا : 24% صداقة --- 23% زمالة في مكان العمل --- 7% علاقة مع المدير في مكان العمل --- 21% حب قديم --- 20% شخص غريب .
تعليق:
وارتفعت نسبة العلاقة مع المدير في مكان العمل في عهد الرئيس كلنتون !!!

صورة:
61% فقدوا عذريتهم (من الأولاد والبنات) قبل بلوغ سن السادسة عشرة --- 20% فقدوا عذريتهم قبل سن الثالثة عشرة .
تعليق:
وفي خبر ليس له علاقة بهذا الأمر بتاتاً: تحارب الإدارة الأمريكية المدارس القرآنية في الدول الإسلامية لأنها لا تدرس العلوم العصرية !!!

صورة:
من دراسة اجتماعية قامت بها جامعة ماساتشوستس للتعليم الجامعي المختلط : 3% من ضحايا الاغتصاب قد أبلغوا الجهات الرسمية.
تعليق:
وباقي الـ 97% سكتوا حياءً وخجلاً من الفضيحة التي قد تلحق قبائلهم البدويّة !!!

صورة:
1.5 تريليون دولار سوق البغاء في أمريكا تقوم عليه المافيا .
تعليق:
دخل الدول الإسلامية مجتمعة تساوي 1.339 تريليون في السنة .. أي أن سوق البغاء في أمريكا يفوق دخل الدول الإسلامية السنوي مجتمعة بـ 161 مليار دولار .. اللهم اخفي هذه الأرقام عن حكامنا !!!

صورة:
دراسة في أمريكا : 90 % وافق على أن العائلة هي المؤسسة الأكثر أهمية في المجتمع الأمريكي --- 20% من الرجال لديه استعداد لإقامة أسرة --- 13% من النساء لديهن استعداد لإقامة أسرة (البيان شعبان 1421)
تعليق:
وماذا عن الـ 87% من النساء الباقيات !! ماذا يفعلن إذا لم يكوِّنَّ أسرة !!! (انظر الصورة أعلاه) اللهم احفظ نسائنا وأبعد عنهن القيم الحضارية والتمدنية والتحررية !!

صورة:
13 ألف طفل تتراوح أعماهم بين 6 – 17 كانوا عينة دراسة ووجد أن الأطفال الأمريكيين هم الأكثر عدوانية وانحرافا في سلوكهم يليهم أطفال إسرائيل (البيان صفر 1420)
تعليق:
إلى دعاة السلام: ..................... ، والسلام !!!

صورة:
انتقدت منظمة العفو الدولية النظام القضائي الأمريكي وقالت أنه يتسم بالعنصرية مشيرة إلى أن احتمالات الإعدام للسود أكبر منها للبيض وذكر التقرير في يومنا هذا حياتك أو موتك في الولايات المتحدة استنادا إلى الجرائم التي ترتكبها مرهون بلون بشرتك والعرق الذي ينتمي إليه ضحيتك ) . ويقول أيضا (هناك أدلة إحصائية على أن النظام القضائي الأمريكي يرى حياة البيض أغلى من حياة السود) (الاقتصادية 5/2/1420)
تعليق:
واحتار القضاء الأمريكي في أسرى طالبان: فوجوههم بيضاء ولحاهم سوداء ، وقلوبهم بيضاء وعمائمهم سود !!!

صورة:
58% من الأمريكيين يرون أن أطفالهم كسالى وأنهم غير مهذبين --- 75 % من الأمريكيين يرون أن أطفالهم لا يشعرون بأي مسؤولية ولا يمكن السيطرة عليهم (البيان ربيع أول 1420(
تعليق:
والدراسة لا تعد دقيقة تماماً من الناحية العلمية لأنها لم تبين ما إذا كان هؤلاء من أولاد السفاح أم من الأولاد الشرعيين !!

صورة:
230 مليون سلاح ناري يملكه الأفراد في أمريكا .. 35 ألف قتيل أمريكي سنويا رميا بالرصاص (البيان بيع أول 1420) --- 7 مليون سلاح ناري يباع سنويا في أمريكا (البيان ربيع الآخر 1420)
تعليق:يعني نسبة السلاح لعدد السكان يفوق الـ 82% .. ولذلك فكر الرئيس الأمريكي الخطير بوش ، وفكر ، ثم فكر ، وفكر ، ثم قرر بعد أن فكر ، وفكر: أن أفضل حل لهذه المشكلة: نزع السلاح عن الفلسطينيين الإرهابيين !

صورة:
في أمريكا: 4 جرائم كل ثانية ما بين خطف وسرقة.
تعليق:
وشكر الشعب الامريكي الحكومة الأمريكية للعمل على استتباب الأمن في الولايات العراقية !!!

صورة:
6 ملايين حالة ضرب شديد من قبل الوالدين في أمريكا --- 3 آلاف منهم يؤدي بهم الضرب إلى الموت (الإصلاح عدد104)
تعليق:
أين جمعيات الرفق بالحيوان !!!

صورة:
8 بلايين دولار قيمة السيارات المسروقة في أمريكا --- 1.4 مليون سيارة تمت سرقتها في 1997 .. 200 ألف تم تهريبها إلى خارج أمريكا (الأسرة ذو القعدة 1420)
تعليق:
ولماذا هذا الإستغراب ! وهل تنتظرون من أولاد الحرام أن يعملوا أئمة مساجد !!!

صورة:
16 قتيل و20 جريح نتيجة عنف طالبين في دنفر بأمريكا في 20 أبريل 99 --- طالبان 11 و 13 عاما يقتلان معلمة وأربع تلميذات في مارس 1998 (الاقتصادية 6/1/1420)
تعليق:
وصرح رامسفيلد بأن الخبر الأول غير صحيح لأن الجناة كانوا من تنظيم القاعدة ، أما الخبر الثاني فهو فعلاً مما جنته يد الطالبان !!!

صورة:
دراسة باسم (جهنم شخصية ) في مجلة تايم الأمريكية : بالنسبة للطفل أو المرأة يعتبر البيت أشد خطرا من الشارع والعنف المنزلي يسبب في سقوط ضحايا أكثر مما تسببه الأمراض أو حوادث الطريق (المعرفة صفر 1421)
تعليق:
هذا وتنصح القوات الأمريكية الأطفال والنساء في أفغانستان والعراق بعدم مغادرة البيوت أثناء القصف!!!

صورة:
حسب الإحصائيات الأمريكية : 80% من جرائم القتل هي جرائم عائلية .. 24,500 جريمة عائلية في عام 1993 --- 48 % من الجرائم مسرحها البيت. (المعرفة صفر 1421)
تعليق:
هذا وتتهم أمريكا القنوات الفضائيّة الإسلاميّة بمحاولة زعزعة أمن واستقرار البيت الأمريكي السعيد !!

صورة:
67% من الأمريكيين لا يعتقدون أن في الولايات المتحدة الأمريكية كلها شخص واحد أو شخصية أسطورية تستحق الثناء والتقدير . (يوم أن اعترفت أمريكا(
تعليق:
سهله: امنحوا محمّد حسان الجنسيّة الأمريكيّة!!

** هذا وتمّ التحفّظ على الإحصائيات الصادرة عن باقي الدول الأوروبيّة
حفاظا على شهيّة المسلمين في الجري وراء المفاهيم الغربية الكالحة!!!

M. Alobidi
20/04/2008, 12:11 AM
هل يمكن الوثوق بإيران؟

By Michael Rubin

Posted: Wednesday, September 20, 2006

MIDDLE EASTERN OUTLOOK
AEI Online
Publication Date: September 1, 2006


هذا الإصدار هو الأول من سلسلة من النصوص التحليلية التي تتناول استحقاقات شرق أوسطية رئيسة. يفتتح ماكيل روبن، الباحث في المعهد الأمريكي للأبحاث السياسية، هذه السلسلة التي سوف تتوفر نصوصها في اللغة العربية والإنكليزية.
لم يعد السجال حول البرنامج النووي الإيراني في الصدارة من جدول اهتمامات البيت الأبيض فقط، بل في الصدارة أيضاً من اهتمامات المجتمع الدولي قاطبة. وإذ ترك البيت الأبيض، بداية، لكل من برلين ولندن وباريس، مهمة التفاوض مع طهران، فلقد كان، في الحادي والثلاثين من أيار/مايو الماضي، أن بادرت وزيرة الخارجية الأميركية إلى اقتراح تدخل أميركي أكثر مباشرة، وإلى اقتراح محفظة من الحوافز في حال وافقت طهران على تعليق تخصيب اليورانيوم. ولكن، إذ يدعو صناع القرار إلى تقديم الدبلوماسية في العلاقة مع طهران فقلة قليلة فقط تُسائل المقاربةَ والمفهومَ الإيرانيين للدبلوماسية وتضعهما تحت المجهر.
على غير هدى من خطة واضحة المعالم، تمضي الجهود الدبلوماسية قدماً في محاولاتها تبديد المخاوف التي يثيرها برنامج إيران النووي. أهل الحل والعقد من الرسميين يسعون، في معظمهم، إلى تفادي المواجهة العسكرية. كذلك، فبعد إعلان إيران رفضها وقف التخصيب، سارعت كل من باريس وموسكو إلى حث واشنطن على الإمساك عن التصعيد [1]. هذا في حين يتفق رأي الثقات من المحللين الأميركيين على أن كلفة أي عمل عسكري يستهدف إيران سوف ستكون باهظة؛ فالنظام الإيراني آيل إلى مضاعفة رعايته الإرهاب، والقوات الأميركية العاملة في العراق يمكن أن تصبح هدفاً لهجمات الميليشيات الموالية لطهران، أما على مستوى عامة الإيرانيين فمن شأن أي عمل عسكري يستهدف بلدهم أن يرص صفوفهم تحت عناوين وطنية، وأخيراً لا آخراً فإن استهداف المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يؤخر جهود الجمهورية الإسلامية النووية لا أن يضع حداً نهائياً لها.

هو كذلك ولكن هل يمكن الجهود الدبلوماسية أن تحول بين الجمهورية الإسلامية وبين امتلاك السلاح النووي؟ تقوم الدبلوماسية على الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية بأن كل طرف سوف يحترم تعهداته؛ وفي هذا المجال فإن أقل ما يقال عن سجل إيران الدبلوماسي أنه لا يوحي بالثقة. فمن سنوات الثورة الأولى إلى يومنا هذا، مروراً بأوج الفترة الإصلاحية، أبدت القيادة الإيرانية، على الدوام، عن نفور سافر من الالتزام بالقواعد الدبلوماسية ولم تتورع عن الاستهانة بالاتفاقات وخرقها.

احتلال السفارة الأميركية في طهران

لقد بات مستسهلاً في أيامنا هذه مؤاخذة الولايات المتحدة الأميركية على وهن علاقاتها بإيران، ولكن الكثيرين ممن يرددون هذا الاتهام يتناسون أن الولايات المتحدة كانت مزمعة خلال الأشهر الأولى التي تلت الثورة على إعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران. ففي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1979 عقد في الجزائر لقاء بين إبراهيم يزدي، وزير الخارجية الإيراني، وبين زبيغنيو بريزنسكي، مستشار الرئيس جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي، خصص للبحث في استئناف العلاقات بين البلدين. ولكن ما هي إلا ثلاثة أيام على هذا اللقاء، وفي رد فعل عليه، حتى قام طلاب إيرانيون "سائرون على خط الإمام (آية الله روح الله خميني)" بمهاجمة السفارة الأميركية في طهران وباحتجاز 52 دبلوماسياً رهائن. في اليوم التالي على عملية الاحتجاز هذه باركها آية الله خميني ومحضها تأييداً رناناً. حتى وارن كريستوفر، نائب وزير الخارجية إذاك والمعدود بين الحمائم في الموقف من إيران، اعتبر عملية الاحتجاز انتهاكاً فاضحاً لمعاهدة فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية (1961) ومعاهدة فيينا الخاصة بالعلاقات القنصلية (1963) [2].

حاول الرسميون الأميركيون معالجة الأمر بهدوء وروية. وفي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 1979 سرب مسؤولون في مجلس الأمن القومي إلى صحيفة الواشنطن بوست ما مفاده أن "لا تغيير في الوضع القائم ــ لا عمل عسكرياً، لا تحريك لقوات، لا لجوء إلى خطط الطوارئ" [3]. لسوء الحظ، لم تفلح الجهود الرامية إلى منح الدبلوماسية حظها في تسوية الأزمة الناشبة. فبعد أيام قليلة على عملية الاحتجاز قام نجل خميني، بمعية علي خامنئي، مرشد الثورة الحالي، بزيارة السفارة مؤكدين بذلك على الاستهانة الرسمية بالمعاهدات الدولية[4.

من هنا السؤال: هل يستقيم اليوم، بعد ربع قرن من الزمن، الاستمرار في اعتماد دبلوماسية الرفق وما تستتبعه من سياسات في حين تقيم الدبلوماسية الإيرانية على حالها؟ في أية حال لا بأس من التذكير بأنه في حين لا تكف القيادة الإيرانية عن المطالبة باعتذارات عن اعتداءات، منها الحقيقي ومنها الوهمي[5]، لحقت بإيران وبالشعب الإيراني، فهي تستمر، في الوقت نفسه، في المرافعة عن صوابية عملية احتجاز الرهائن، مؤكدة بذلك موقف طهران المستهين بالأعراف الدبلوماسية. ولا يقف الأمر بطهران عند هذا الحد... فالمقر السابق للسفارة الأميركية في طهران، بشهادة صور التقطت مطلع هذا العام، مأهول اليوم بدمىً ذات هيئات بشرية ألبست أزياء عسكرية أميركية تظللها يافطات خطت عليها عبارات لمرشد الثورة خامنئي تحيي إحباط مؤامرات الاستكبار، في حين رفعت على بعض أشجار مقر السفارة السابق يافطات أخرى تحض على "الموت لأميركا".
وعود في خبر كان...

غداة عملية احتجاز الرهائن تبنت إدارة الرئيس ريغان مقاربة براغماتية في العلاقة مع إيران. وإذ يستعاد في أيامنا هذه ملف الصفقة الأميركية/الإيرانية التي حاولت إدارة ريغان، من خلالها، الالتفاف على قرار الكونغرس بعدم دعم المقاومة النيكارغوية وتخليص الرهائن الأميركيين، ــ إذ يستعاد هذا الملف فإن التأكيد، من وجهة نظر دبلوماسية على ازدواجية الساسة الإيرانيين، والكثير منهم ما يزال في السلطة، لا يقل أهمية عن لاقانونية المحاولة التي قامت بها إدارة ريغان. فبعد أسبوع على الزيارة السرية التي قام بها في العام 1986 مستشار الأمن القومي روبرت ماكفارلين إلى إيران، عمد مهدي هاشمي، صهر خليفة الخميني المسمى حسين علي منتظري، بتسريب معلوماتٍ عن الاتفاق في منشوراتٍ وزعت في جامعة طهران. وبعد ستة أشهر قام منتظري، أو لربما بعض مساعديه المقربين، ـ تتضارب الأقوال في هذا الشأن ـ بتسريب معلومات أخرى عن اجتماعات ماكفارلين في أسبوعية الشراع[6] اللبنانية الموالية (آنذاك) لسوريا. وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1986، في الذكرى السنوية السابعة على عملية السفارة، حرص الرئيس الإيراني السابق، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، على التأكيد، أمام ملأ من الصحافة الدولية[7]، حصول تلك الاجتماعات. بصرف النظر عن الحكمة، أو عدمها، من وراء قرار إدارة ريغان السعي إلى مبادلة الرهائن بالأسلحة فإن هذه العملية مثلت محاولةً جديةً وخطيرةً وسريةً في آن معاً للتواصل مع الحكومة الإيرانية. لقد وثقت السلطات الأميركية بوعد الإيرانيين لزوم الصمت ولكن المسؤولين الإيرانيين، مهما تكن الأسباب التي دعتهم إلى ذلك، لم يلتزموا بالوعد الذي قطعوه.

القواعد "الرشدية"

فصل آخر يبين بوضوح مدى استهتار النظام الإيراني بالوعود التي يقطعها. ففي الرابع من شباط/ فبراير 1989 أفتى خميني بإهدار دم سلمان رشدي. ثم كان قبل أربعة أشهر من وفاة خميني أن دعا علي خامنئي، رئيس الجمهورية آنذاك، سلمان رشدي إلى الاعتذار لقاء إبطال الفتوى القاضية بإهدار دمه. اعتذر سلمان رشدي ولكن الحكومة الإيرانية، على الرغم من ذلك، لم تبطل الفتوى[8] لا بل إن غلاة الملالي رأوا في اعتذار سلمان رشدي اعترافاً صريحاً بذنبه.
لا مفاجأة قط في الإخلاف الإيراني الصريح؛ كل المفاجأة، أو ما يفترض به أن يفاجئ، هو تخلية الحكومات الغربية بينها وبين السقوط في شراك الكذب وإخلاف الوعود الإيرانيين. في الرابع والعشرين من أيلول/سبتمبر 1978 أعلنت الحكومة الإيرانية بأنها لن تبادر إلى إيذاء رشدي استجابة للشرط الذي وضعه وزير الخارجية البريطاني لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين[9]، ولكن في الرابع عشر من شباط/فبراير 1979 عاد بعض المسؤولين الأمنيين الإيرانيين إلى التأكيد على نيتهم إنزال عقوبة الموت بسلمان رشدي[10]، وفي التاسع عشر من أيار/مايو 1999، بعد يوم واحد على الاتفاق بين لندن وطهران على استئناف تبادل السفراء، بثت إذاعة الجمهورية الإسلامية تعليقاً نعتت فيه رشدي بالمرتد، واصفة إيقاع حد القتل فيه بالشرعي. وحتى يومنا هذا ما يزال ملف رشدي حاضراً على جدول الأعمال الإيراني... ففي الثاني عشر من شباط/فبراير 2005 أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً توعد فيه بأن "إنزال العقاب بسلمان رشدي على ما أساءه إلى القرآن وإلى الرسول آتٍ يوماً ما لا محالة"11]].
تجارة الغش

هذا غير أن الإخلاف بالوعود الدبلوماسية والنكث بها يبلغ أشده عندما يتعلق الأمر بوعود قطعت في سياق صفقات يرتجى تحقيق أرباح ومكاسب تجارية من ورائها. ففي الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1996 وعد محمود فائزي، نائب رئيس الحكومة الإيراني، بالمساعدة على كشف مصير رون أراد، الطيار الإسرائيلي الذي فقد في لبنان في العام 1982 والذي يشتبه بأن احتجازه كان على يد إحدى المجموعات الموالية لإيران. يومذاك صرح أحد أعضاء الوفد المرافق لفائزي بأن مصير رون أراد "مسألة إنسانية لا مسألة سياسية"[12] ولكن، ما إن توصل الجانبان الإيراني والفرنسي إلى اتفاق تشتري إيران بموجبه عشر طائرات ايرباص وتستثمر خمسمئة مليون دولار في قطاع الاتصالات الفضائية، وأن تقوم شركة توتال بتطوير بعض حقول النفط في إيران، حتى انقلب وزير الخارجية الإيراني على ما سبق أن جرى الإعلان عنه من نية المساعدة على جلاء مصير أراد[13]. كذلك يبدو واضحاً أن تصريحات فائزي لم تهدف إلا إلى تعبيد الطريق أمام الصفقة تلك. هذه الحادثة تبين أن تقديم الحوافز إلى الإيرانيين لا يساهم في الدفع بهم على طريق حل الأزمات المزمنة وإنما يأتي بنتائج عكسية.

لقد بين النظام الإيراني أيضاً أنه لا يتردد عن استرهان التزاماته وتعهداته للإيديولوجيا الرسمية التي ينادي بها. ففي الثامن من أيار/مايو 2004 عمد حرس الثورة الإيرانيون إلى نشر مدرعاتهم على مدرجات مطار الإمام خميني الدولي الجديد للحيلولة دون استعمال الكونسورتيوم التركي النمساوي TAV لهذه المدرجات[14]. لم يفلح تذكير إيران بالتزاماتها الدبلوماسية والتجارية في تغيير الوضع، واستمر المطار شبه مغلق حتى أواخر العام التالي. أخيراً، في الثالث من آذار/مارس 2005 صرح وزير النقل الإيراني محمد رحمتي بأن "مصير المطار ومصير الـ TAV باتا منفصلين"[15]. ما معناه أن حرس الثورة ربح الجولة. ومما كان أيضاً في أواخر ذلك العام أن نجحت وزارة المخابرات الإيرانية، بمؤازرة فريق من البرلمانيين المحافظين، في تعطيل عقد بقيمة 3 مليارات دولار مع شركة الاتصالات الخلوية التركية توركسيل لأن سلوك هذه الشركة، بحسب هؤلاء، لا ينم عن معاداة كافية لإسرائيل[16].
مقول القول من وراء هذه الأمثلة هو أن هذه الأجهزة العسكرية والأمنية هي من يتحكم بملفات التسلح الإيراني وبالملف النووي، لا الدبلوماسيون الإيرانيون. وعلى افتراض أن الدبلوماسيين الايرانيين صادقون، فليس بالضرورة أنهم مطلعون كل الاطلاع على ما يفعله زملاؤهم في الحرس الثوري، ولا أنهم يملكون التفاوض باسم هؤلاء ونيابة عنهم.
أفغانستان والعراق... الطلاق بين القول والفعل

قد يعمد الدبلوماسيون، كل الدبلوماسيين، إلى شيء من التضليل والمخادعة تحسيناً لصورة البلد الذي يفترض بهم تمثيله والدفاع عن مصالحه؛ ولكن الفارق بين عامة الدبلوماسيين وبين زملائهم الإيرانيين هو أن هؤلاء لا يترددون عن اختلاق الوقائع وتزويرها. وخير مصداق على ذلك أفغانستان والعراق. فرغم الوعود المتكررة بالتعاون وبعدم التدخل، فإن المسؤولين الإيرانيين لم يألوا جهداً في زعزعة الاستقرار في كلٍ من هذين البلدين.

غالباً ما يشار الى أفغانستان على أنها نموذجٌ ناجح للتعاون بين الولايات المتحدة وإيران. ورغم إطراء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على "الدعم الكبير"[17] الذي تقدمه إيران لأفغانستان، ورغم أن مسؤولاً سابقاً في مجلس الأمن القومي أفاض في مديح التعاون الإيراني/الأميركي حول الملف الأفغاني[18]، فإن واقع الحال ليس كذلك تماماً... فرئيس مجلس النواب السابق، علي أكبر ناطق نوري، وممثل خامنئي للشؤون الأفغانية، حسين إبراهيمي، لم يترددا عن دعوة رجال الدين الأفغان إلى التصدي لخطط الولايات المتحدة في أفغانستان وعلى إحباط أهدافها ومشاريعها هناك[19]. وفي الثامن من آذار/مارس 2002 اعترضت السلطات الأفغانية 12 عميلاً وناشطاً إيرانياً كانوا يعملون على تشجيع بعض القيادات الأفغانية على تنظيم مقاومة مسلحة[20]. كذلك، فأقل ما يمكن أن يقال هو أن التأكيدات الإيرانية بعدم التدخل باطلة.

على الرغم من ذلك سعى المسؤولون الأميركيون والبريطانيون، عشية عملية تحرير العراق، إلى الحصول على تعهد إيراني بعدم التدخل في العراق وهذا ما حصل عليه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من نظيره الإيراني كمال خرازي. والوعد الذي قطعه هذا الأخير بعدم التدخل عاد وكرره محمد جواد ظريف، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، لزلماي خليل زاده، موفد الرئيس بوش الشخصي إلى العراقيين الأحرار آنذاك. ولكن كلام الليل يمحوه النهار، وهذه الوعود الدبلوماسية لم تكن، في واقع الحال، سوى باب من أبواب التمويه. فما إن أطيح بنظام صدام حسين، حتى عمد حرس الثورة، بمباركةٍ من مرشد الجمهورية، إلى إدخال ألفي مقاتل وعدد من أفراد فيلق القدس، مجهزين بالعتاد ووسائل الاتصال والأموال وأدوات الدعاية[21]. وسيان أكان خرازي وظريف على بينة أم على غير بينة من رياء الوعود التي قطعوها. فإن كانا على بينة، فمعنى ذلك أنهما كذبا؛ وإن لم يكونا على بينة فالوعود التي قطعاها هي حجة على أنهما ليسا جزءاً من دائرة صناعة القرار، وأنهما، بالتالي، ليسا بمفاوضين يمكن الاطمئنان إلى تعهداتهما. وإن ثبت أنهما كانا شريكين في الكذب، ففي ذلك أبلغ برهان على مدى التهور الذي ينطوي عليه الركون إلى الاتفاقات الدبلوماسية مع طهران. ولم يمض وقت طويل حتى أقر البيت الأبيض بما تثيره من قلق لديه عمليات تسلل عناصر إيرانية إلى العراق[22] وهو ما أكدته الوقائع حيث إن قوات التحالف كانت قد قبضت، بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2003 على ما يزيد على مئة إيراني في العراق[23]).

مرة جديدة، كرر وزير الخارجية الإيراني الوعد إياه. ففي [23] تشرين الثاني/نوفمبر 2003 نقلت وكالة الأنباء الإيرانية أن خرازي وعد جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني والرئيس الحالي، بأن إيران لن تتدخل في الشؤون العراقية. على علم وبينة من النشاطات الإيرانية في العراق، لقد كذب خرازي، هذه المرة على الأقل، صراحة... بعد فترة وجيزة على تصريحات خرازي هذه نقل علي نوري زاده، المحلل الإيراني المقيم في لندن، القريب، على ما يُشتهر عنه، من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ومن جماعة "الإصلاحيين" ــ نقل معلوماتٍ عن النشاط المتزايد للمخابرات الإيرانية ولفيلق القدس على امتداد العراق[24]. وبعدها بأسبوع نقل علي نوري زاده معلوماتٍ عن قيام حرس الثورة بدعم ميليشيات مقتدى الصدر[25]، هذا في حين كان كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في بغداد، المنتمي هو نفسه إلى فيلق القدس، يؤكد على أن إيران لن تقبل بأي عملٍ من شأنه زعزعة الاستقرار في العراق26]. بعد أربعة أشهر على ذلك قامت قوات الأمن العراقية بإلقاء القبض على ثلاثين إيرانياً كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات الصدر[27]. أما أحمد جنتي أمين عام مجلس الحرس، فلم يتأخر عن كيل المديح لمقاومة مقتدى الصدر: "عليّ أن أشكر، وأن أثمن عالياً، أولئك الذين يقاومون الذئاب المتعطشة للدم". هذا ما قاله جنتي خلال إحدى خطب الجمعة([28]. وعلى ذمة المسؤولين الأميركيين في العراق، فإن الازدواجية في السلوك الإيراني، حتى يومنا هذا، ماضية على قدم وساق[29).
ماذا إن امتلكت إيران السلاح النووي؟

ما كان للمرء أن يتوقف عند سجل الخداع والمكر الإيرانيين لولا أنه اليوم يتعلق بالأمن القومي الأميركي. فامتلاك إيران للسلاح النووي يمثل تبديلاً جذرياً في ميزان القوى الاستراتيجي. كثيراً ما يردد المسؤولون الإيرانيون بأن مشروعهم النووي هو لأغراض سلمية. ولكن كيف يسع المرء أن يجمع بين سلمية المشروع المزعومة وبين تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين؟ في السابع والعشرين من آب/أغسطس 2006 صرح كاظم جلالي مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: "لا أحد في إيران يدافع عن فكرة إنتاج قنابل ذرية أو استعمال التكنولوجيا النووية لأغراض غير سلمية"[30]. أقل ما يقال أن هذا التصريح يفتقد إلى المصداقية بشهادة التصريحات المضادة المنسوبة إلى عدد من منظري النظام والمطلعين على دخائله.

ففي 14 كانون الأول/ديسمبر 2001 صرح رفسنجاني، الرجل الثاني في إيران بلا منازع: "إن إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل يدمرها بالكامل في حين أن إلقاء قنبلة نووية على العالم الإسلامي لن يزيد على أن يلحق به أضراراً فقط. إن هذا السيناريو ليس بالمستبعد"[31]، أما صحيفة إيران امروز فنقلت عن آية الله محمد باقر خرازي، أمين عام حزب الله إيران، قوله، في خطابٍ ألقاه في 14 شباط/ فبراير 2005: "إننا قادرون على إنتاج قنابل ذرية ولسوف نفعل. علينا ألا نخشى أحداً. إن الولايات المتحدة ليست أكثر من كلب عوّاء"[32].

وفي 29 أيار/مايو 2005 أعلن حجة الإسلام غلام رضا حسني الممثل الشخصي لمرشد الثورة في إقليم غرب أذربيجان أن امتلاك السلاح النووي هو إحدى أولوليات إيران "علينا أن ننتج القنبلة الذرية إنفاذاً للأمر الإلهي المنصوص عنه في القرآن بأن "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوکم"[33]. أما قلة شعبية حسني في العديد من الأوساط الإيرانية فلا تغير من الأمر شيئاً. فبوصفه من أقرب المقربين إلى القائد مرشد الثورة، يمكن القول باطمئنان إن ما يقوله هو يعكس إلى حد بعيد ما يجول في خاطر القائد. في شباط/فبراير 2006 نقل موقع روز الإلكتروني القريب من تيار الإصلاحيين حديثاً منسوباً إلى الفقيه القمي محسن شرفيان القريب من آية الله محمد تقي مصباح يزدي، أحد أعتى عتاة منظري الجمهورية الإسلامية، مفاده أنه "من الطبيعي" أن تمتلك الجمهورية الإسلامية السلاح النووي[34].

إن عدم الوثوق بالنيات الإيرانية لا يستند فقط إلى تصريحات المسؤولين والقادة الإيرانيين، ولكن أيضاً إلى السلوكات والأفعال الإيرانية. ففي كانون الأول/ديسمبر 2002 أثبتت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن إيران تعمل على بناء منشأة تخصيب، لم تصرح عنها، في ناتنز على نحو 130 ميلاً جنوب طهران ومصنعاً للمياه الثقيلة في خنداب على نحو 32 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من أراك[35].

وفي شباط/فبراير 2003 أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريقاً من المفتشين للتوثق من التصريحات الإيرانية الزاعمة بأن "النشاطات النووية للجمهورية الإسلامية شفافة وصريحة وسلمية"[36]. لم يأت حساب الحقل الإيراني مطابقاً لحساب البيدر الدولي. فالتقرير الذي أعده فريق المفتشين بين بوضوح حجم التلاعب الإيراني: فعلى ذمة التقرير المذكور كانت إيران، حتى إذاك، قد أنجزت بناء 164 محولاً وكانت تعمل على بناء 1000 إضافي، وقد خططت لبناء منشآت تؤوي 50 ألفاً. إلى ذلك بينت جولة التفتيش تلك أن إيران لم تبلغ عن استيراد نحو طن من اليورانيوم من الصين وعاد المفتشون بلا أجوبة مقنعة من طرف وكالة الطاقة الإيرانية عن اختفاء كمية من اليورانيوم المخصب[37].

وإذ أثبت التقرير من شيء فبطلان الادعاءات الإيرانية القائلة بأن البرنامج النووي الإيراني محلي محض وذو أغراض سلمية. فمما جاء في تقرير الوكالة الدولية:"إن دور اليورانيوم المعدني في المشروع الإيراني المصرح عنه والرامي إلى إنتاج الطاقة النووية ما يزال غير واضح المعالم، باعتبار أن لا مفاعلات المياه الخفيفة التي تمتلكها إيران ولا مفاعلات المياه الثقيلة التي تنوي بناءها تتطلب لتشغيلها اليورانيوم المعدني"[38].

بعد أن دهم مفتشو الوكالة الدولية إيران بالجرم المشهود، أخذ المسؤولون الإيرانيون يغيرون من وصفهم لبرنامجهم النووي وكانت الخطوة الأولى في هذا السياق تخليهم عن الزعم بأن البرنامج محلي بالكامل ذلك أنهم ألقوا بلائمة ما عثر عليه مفتشو الوكالة من آثار يورانيوم مخصب على بلدان المنشأ التي استوردوا منها تجهيزاتهم النووية[39]ــ على الأرجح باكستان. من ثم ملاحظة باتريك كلاوسون، الضليع في الشأن النووي الإيراني وأحد مؤلفي كتاب "وقوفاً على طموحات إيران النووية": إن كان هذا صحيحاً فمفاده أن إيران تتمتع بدعم خارجي لا يستهان به وأنها قد نجحت في مواراة هذا الدعم"[40].

فيما بعد، اعترف العلماء الإيرانيون بما يختبرونه من عمليات فصل كيميائي للبلوتونيوم. وكما هو معروف فإن البلوتونيوم ـ 210 يستعمل لإطلاق سلسلة التفاعلات التي تؤدي إلى تفجير القنبلة النووية[41]. وعلى الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا لمسؤولي وكالة الطاقة الدولية بأنهم لن يلبثوا أن يتوقفوا عن تخصيب اليورانيوم فهم لم يلتزموا بذلك[42]. مرة أخرى كذبت إيران لتربح فترة سماح دبلوماسية جديدة. في العاشر من آب/أغسطس 2004 صرح خرازي بأن إيران لن تستأنف تخصيب اليورانيوم إلا في حال اقتضت المصالح الإيرانية العليا ذلك[43]. ورغم أن شيئاً ذا بال على هذا المستوى لم يطرأ، فإن فترة التوقف عن التخصيب لم تدم إلا سبعة أسابيع فقط ــ اللهم إلا إن اعتبرنا أن تورط القوات الأميركية المنتشرة في العراق في حربها الدامية على المتمردين، وتحطيم أسعار النفط أرقاماً قياسية، وفرا لطهران وضعاً جيوسياسياً آمن من الذي كان سائداً إذ وعدت بوقف التخصيب. هنا أيضاً، ومن وجهة نظر غربية، سيان أكان خرازي قد وعد على بينة أم على غير بينة. في نيسان/أبريل 2004 عثر مفتشو وكالة الطاقة الذرية مجدداً على آثار يورانيوم ذي استعمالات عسكرية في منشآت نووية أخرى[44]. مقول القول أن إيران كذبت مجدداً. وفي 24 أيلول/سبتمبر 2004 انعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وبعد أن ذكّر بسلسلة الأكاذيب الإيرانية خلص إلى أن عدم التزام إيران بعددٍ من تعهداتها الخاصة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية يشكل خروجاً على هذه المعاهدة[45]).

وحتى عندما لا تكذب طهران صراحة فهي تستمر في خرق روح معاهدة الحد بعدم إبرامها البروتوكول الإضافي، رغم توقيعها عليها. فمكان إيران بين بين من هذا البروتوكول يجعلها تستفيد مما يتيحه من تبادل تكنولوجي دون أن يلزمها الانصياع لقواعد التفتيش والتحقق الصارمة التي ينص عليها[46]. فضلاً عن ذلك فإن السلطات الإيرانية تنكث بوعدها الالتزام بمندرجات هذا البروتوكول الإضافي خلال الفترة الفاصلة بين التوقيع عليه وإبرامه[47]، وهذا ما كان مطلع هذا العام عندما نقلت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات الإيرانية رفضت السماح لمفتشي الوكالة بتفقد منشأة ناتنز النووية مما يشكل خرقاً لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية[48].

خاتمة

في السادس والعشرين من آب/أغسطس 1987 وقف الرئيس رونالد ريغان، خلال لقاء في مركز بلدي بكاليفورنيا، مرافعاً عن دبلوماسيته النووية وعن الاتفاق مع السوفيات. مما قاله يوم ذاك: "إننا على وشك توقيع اتفاقٍ تاريخي يمكن أن ينتهي إلى إزالة جميع أنواع الصواريخ. إن توصلنا الى توقيع هذه المعاهدة فواجبنا ألا نتوكل على الثقة فقط ولكن أن نتحقق بأنفسنا من أن هذا الاتفاق يوضع موضع التنفيذ؛ وعلى ما يقول الروس أنفسهم: "ثق ولكن تحقق". هذا ما يجب علينا أن نفعله"[49].

لقد نجحت دبلوماسية الرئيس ريغان، علماً أن الاتحاد السوفييتي يوم ذاك كان أعتى قوةً مما هي عليه إيران اليوم. وإذ نجحت تلك العملية الدبلوماسية فلأن البيت الأبيض لم يكتف باعتماد الدبلوماسية في سبيل الدبلوماسية، بل لأنه حرص على وضع جملة من الآليات تتيح التحقق من أن موسكو تلتزم بوعودها. في ما يخص البرنامج النووي الإيراني يبدو أن العكس هو ما يجري: طهران تقطع الوعود بالجملة ولكن ليس من يتحقق من التزامها بهذه الوعود.

وإذ تفترض الدبلوماسية أن يفاوض طرف ما خصومه، فمن الخطورة بمكان أن يفترض المرء أن واشنطن وطهران تتبعان قواعد اللعبة نفسها. فمن أول أمرها، استهانت الجمهورية الإسلامية بأعراف العلاقات الدولية وبالدبلوماسية. لقد هدف خميني إلى إنشاء تيوقراطية مبناها على مبادئ العقيدة الشيعية؛ وبهذا المعنى فما خلفه من أدبيات يضيء على سياسة الجمهورية التي أرسى أسسها. في عددٍ من المؤلفات التي وضعها يتحدث خميني مطولاً عن التقية، وفي سلسلة من المحاضرات ألقاها في النجف في 1970 مفصلاً فيها ما يسميه مؤامرات الغرب، يؤكد خميني مراراً على ضرورة التوسل بالتقية[50]. ورغم أن العديد من المحللين لا يلقون بالاً إلى مبدأ التقية هذا، ورغم أن العديد من الأكاديميين يرذلون الحديث عنه وعن تطبيقاته من خشية اتهامهم بإعطاء فكرة سلبية عن إيران، فإن مبدأ التقية، شئنا أم أبينا، يلقي بظلاله على الدبلوماسية الإيرانية. فعندما يحدق خطر ما بالجمهورية الإسلامية(51)، فإن قادتها لا يستشعرون ضرورة التوسل بالكذب فقط ولكنهم يجدون أنفسهم معذورين في ذلك. من وجهة نظر دينية وسياسية، الغايات تبرر الوسائل. كذلك فخميني لم يتلعثم ولا رأى من ضير إذ صرح عشية الثورة لصحيفة الغارديان: "لست في وارد الإمساك بزمام الحكومة... آخر همي أن أصل إلى السلطة"(52). لعل طهران أن تستمر باعتماد الدبلوماسية طمعاً بالمزيد من الحوافز والجوائز، ولعلها أن تطالب بالمزيد من الاعتذارات وأن تلوذ ببلاغة الاستضعاف لنيل المزيد من التنازلات ولتحسين مواقعها ولكن، في النهاية النهاية، الدبلوماسية الإيرانية منافقة منافقة والقيادة الإيرانية لن ترعوي عن شيء، من قول أو فعل، كسباً لما تحتاجه من وقت لامتلاك القدرة النووية.
(1) ستيفن لي مايرز، "روسيا تعتبر أن فرض عقوبات على إيران سابق لأوانه"، نيو يورك تايمز، 25 آب/أغسطس 2006؛ ماغي فارلي، "الولايات المتحدة تسعى إلى وقف إيران عند حدها"، لوس انجلوس تايمز، 26 آب/أغسطس 2006.
(2) Warren Christopher, ed., American Hostages in Iran (New Haven: Yale University Press, 1985), 11.
وارن كريستوفر، إعداد، الرهائن الأميركيون في إيران.
(3) جون م. كوشكو وج. ب. سميث، "حكومة بازركان تستقيل؛ مساعدو كارتر الأمنيون يجتمعون مرتين". لاحقاً نشر أحد أعضاء مجلس الأمن القومي آنذاك، جاري سيك، وصفاً للاجتماع في مقالته "الخيارات العسكرية والضوابط" المنشورة في: الرهائن الأميركيون في إيران، ص. 144 ــ 147.
(4) Massoumeh Ebtekar, Takeover in Tehran: The Inside Story of the 1979 U.S. Embassy Capture (Vancouver: Talon Books, 2000), 86.
معصومة ابتكار، غزوة طهران ــ رواية من الداخل عن احتلال السفارة الأميركية 1979.
(5) ذات حين طلب المسؤولون الإيرانيون من الرئيس جيمي كارتر الاعتذار لإيران لضمان إطلاق الرهائن.
أنظر:
)Scott Armstrong, “Top-Secret ‘Iran Papers’ Outline Role of U.S. There,” Washington Post, September 19, 1980
سكوت آرمسترونغ، "وثائق سرية عن إيران تبين مدى التدخل الأميركي في شؤون هذا البلد، الواشنطن بوست، 19 أيلول/سبتمبر 1980)
في العام 1999 طالبت الحكومة الإيرانية الرئيس بيل كلينتون بالاعتذار عن قيام قوات أميركية بإسقاط طائرة ركاب إيرانية في العام 1988. يذكر أن الرئيس رونالد ريغان كان قد أبدى أسفه لهذا الحادث قبل نحو عقد من الطلب الإيراني. في 17 آذار/مارس 2000 اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية بالمسؤولية عن عدد من الأعمال من مثل قيام الولايات المتحدة بدعم انقلاب عام 1953 على رئيس الوزراء محمد مصدق، وعن دعم الولايات المتحدة طوال ربع قرن نظام الشاه، وعن دعم الولايات المتحدة للعراق خلال الحرب العراقية الإيرانية (أنظر ملاحظات وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت أمام المجلس الأميركي الإيراني، 17 آذار/ مارس 2000، واشنطن، مكتب الناطق الإعلامي، وزارة الخارجية). يذكر أيضاً أنه بعد عامين على ذلك كرر الرئيس الإيراني محمد خاتمي مطالبة الولايات المتحدة بالاعتذار عن أخطاء الماضي (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 14 تموز/ يوليو 2002).
(6) نورا بستاني، "مجلة لبنانية تزعم ان ماكفارلين زار طهران سراً"، الواشنطن بوست، 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1986؛ ستانلي ريد، "خرقة بيروت: مجلة الشراع"، ذي نايشون، 20 كانون الأول/ديسمبر 1986.
(7) John Tower, The Tower Commission Report (New York: Bantam, 1987), 51.
جون تاور، تقرير لجنة تاور.
(8) جوناثان راندال، "روائي يعتذر إلى المسلمين"، الواشنطن بوست، 18 شباط/فبراير 1989. يذكر أن العديد من الكتاب العرب والإيرانيين أبدوا استهجانهم لموقف القيادة الإيرانية من سلمان رشدي. أنظر:
Pour Rushdie: Cent Intellectuels Arabes et Musulmans pour la Liberté d'Expression (Paris: La Découverte, 1993).
دفاعاً عن رشدي: مائة مثقف عربي ومسلم يرافعون عن حرية التعبير.
(9) يان بلاك، "رشدي يخترق الحواجز"، الغارديان البريطانية، 25 أيلول/سبتمبر 1998.

(10) "رشدي رهن الوعيد مجدداً"، الفاينانشل تايمز، 15 شباط/فبراير 1999.

(11) "غلاة إيران يعتبرون أن رشدي ما يزال عرضة للقتل"، وكالة الصحافة الفرنسية، 13 شباط/ فبراير 2005.
(12) "إيران توافق على المساعدة على الكشف عن مصير الطيار رون أراد" (وكالة الصحافة الفرنسية، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1995).
(13) إيران تنفي المساعدة في الكشف عن مصير الطيار الإسرائيلي (وكالة الصحافة الفرنسية 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1996).
(14) صحيفة آفتاب يزد الإيرانية، 8 أيار/مايو 2004؛ "إغلاق مطار طهران الجديد مستمر"، وكالة أنباء فارس، 11 أيار/مايو 2004؛ كارل فيك، "صدام سياسي على مدرجات مطار طهران"، الواشنطن بوست، 10 آب/أغسطس 2004.
(15) "إيران تستعد لإعادة افتتاح مطارها الجديد"، صحيفة غلف ديلي نيوز البحرينية، 3 آذار/مارس 2004.
(16) "الحكومة الإيرانية تواجه اعتراضات بشأن استثمارات تركية"، توركيش دايلي نيوز، 28 تموز/يوليو 2004. محسن أصغري وغاريت سميث، "المحافظون يستعرضون عضلاتهم في البرلمان الإيراني الجديد"، فاينانشل تايمز، 24 أيلول/سبتمبر 2004؛ "توركسيل تنشر تيويماً لتطور استثمارها في إيران"، وايرلس نيوز (Wireless News)، 25 أيلول/سبتمبر 2004. "إيرانسل تستعيض عن شركة توركسيل بشركة أم تي أن الجنوب إفريقية"، وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 11 أيلول/سبتمبر 2005.
(17) مكتب أمين عام الأمم المتحدة، "وقائع المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية كمال خرازي" (مؤتمر صحافي، طهران، إيران، 26 كانون الثاني/يناير 2002).
(18) CFR.org, “Flynt Leverett: Bush Administration ‘Not Serious’ about Dealing with Iran,” Council on Foreign Relations interview, March 31, 2006.
"فلينت ليفيريت: إدارة بوش ليست جادة في التفاوض مع إيران"، 31 آذار/مارس 2006.
(19) Bill Samii, “Tehran Continues Afghan ‘Psyops,’” Radio Free Europe/Radio Liberty Iran Report, January 28, 2002.
بيل سامي، "إيران تواصل حربها النفسية في أفغانستان"، راديو أوروبا الحرة/تقرير إذاعة إيران الحرة، 28 كانون الثاني/يناير 2002.
(20) دوغلاس جيل، "أمة أمام التحدي: المؤثرات الخارجية"، نيو يورك تايمز، 9 آذار/مارس 2002.
(21) علي نوري زاده، "الحرس الثوري يرافق مقاتلي «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» وحزب الدعوة في عبور الحدود إلى العراق"، "، الشرق الأوسط، 25 نيسان/أبريل 2003.
(22) آري فلايشر، الإيجاز الصحافي للبيت الأبيض، 23 نيسان/أبريل 2003.
(23) "طهران تعترض رسمياً لدى الولايات المتحدة على توقيف إيرانيين في العراق"، وكالة الصحافة الفرنسية، 23 تشرين الأول/أكتوبر 2003.
(24) علي نوري زاده، "مسؤول إيراني فار: استخباراتنا أنشأت 18 مكتباً سرياً في العراق"، الشرق الأوسط، 3 نيسان/أبريل 2004.
(25) علي نوري زاده، "مصدر إيراني: الحرس الثوري درب 1000 من أنصار مقتدى الصدر على حرب العصابات والتفجيرات"، الشرق الأوسط، 3 نيسان/أبريل 2004.
(26) همبستگی (طهران)، 18 نيسان/أبريل 2004.
(27) مايكل هوارد، "الأزمة العراقية: الانقسام يتعمق فيما القبض يلقى على إيرانيين يقاتلون في صفوف الصدر"، صحيفة الغارديان، 13 آب/أغسطس 2004. في السياق نفسه نقل نوري زاده "أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني اضطر للإقرار بأن طهران تقدم تسهيلات للأصولي الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي المتهم بتدبير معظم الهجمات والعمليات الانتحارية في العراق" (علي نوري زاده، " قائد عسكري إيراني يقر بتقديم تسهيلات للزرقاوي"، الشرق الأوسط، 11 آب/أغسطس 2004).
(28) إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران، 13 آب/ أغسطس 2004.
(29) جوناثان فينر وإللين كنيكماير، "موفد يتهم إيران بالازدواجية بشأن العراق"، الواشنطن بوست، 24 آذار/مارس 2004.
(30) الاستعمال السلمي للطاقة الذرية في الإستراتيجية الإيرانية"، وكالة أنباء فارس، 28 آب/أغسطس 2006.
(31) وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 14 كانون الأول/ديسمبر 2001.
(32) "غلاة المسؤولين الإيرانيين يقولون إن طهران سوف تنتج السلاح الذري"، IranMania.com، 14 شباط/فبراير 2005.
(33) وكالة أنباء بازتاب، 29 أيار/مايو 2005.
(34) كولين فريمن وفيليب شيرويل، "فتوى إيرانية تؤيد استخدام السلاح النووي"، ديلي تيليغراف، 19 شباط/براير 2006. لاحقاً تراجع شرفيان عن تعليقاته (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 21 شباط/فبراير 2006).
(35) غلين كسلر، "المنشآت النووية الإيرانية تقلق المسؤولين الأميركيين"، الواشنطن بوست، 14 كانون الأول/ديسمبر 2002. في مبادرة تحد للأمم المتحدة، بدأت الحكومة الإيرانية تشغيل منشأة خنداب في 26 آب/أغسطس 2006. (علي أكبر داريني، "تحدياً للأمم المتحدة، إيران تفتتح مفاعلاً نووياً"، وكالة أسوشيتد برس، 26 آب/أغسطس 2006).
(36) تصريح لكمال خرازي نقلته البي بي سي، "إيران تتحدى بشأن مشاريعها النووية"، 4 كانون الأول/ديسمبر 2002.
(37) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجلس الحكام، "في تطبيق الجمهورية الإسلامية في إيران لقواعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".
GOV/2003/40, June 6, 2003.
(38) المصدر نفسه.
(39) المصدر نفسه، GOV/2003/63, August 26, 2003.
(40) Patrick Glawson, “Gaining Support for Action on Iran’s Nuclear Program,” Policy Watch 784 (Washington Institute for Near East Policy, Washington, D.C., August 27, 2003).
باتريك غلاوسون، "مزيد من التأييد للتحرك ضد برنامج إيران النووي".
(41) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجلس الحكام، "في تطبيق الجمهورية الإسلامية في إيران لقواعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".
GOV/2004/11, March 13, 2004
(42) المصدر نفسه، GOV/2004/60, September 1, 2004
في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 وافقت السلطات الإيرانية مجدداً على التوقف عن التخصيب؛ في 15 آب/أغسطس 2005 أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استئناف التخصيب استئنافاً "لا رجعة عنه" (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 15 آب/أغسطس 2005).
(43) "الخارجية تعلن وقف برنامج تخصيب اليورانيوم"، وكالة دويتش برس أجنتور الألمانية في 10 آب/أغسطس 2004 نقلاً عن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية.
(44) لويس شاربونو، "العثور على المزيد من اليورانيوم ذي الاستعمال العسكري في إيران"، وكالة رويترز، 2 نيسان/أبريل 2004.
(45) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجلس الحكام، "في تطبيق الجمهورية الإسلامية في إيران لقواعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".
GOV/2005/77, September 24, 2005.

(46) Chen Zak, Iran’s Nuclear Policy and the IAEA: An Evaluation of Program 93+2 (Washington: Washington Institute for Near East Policy, 2002), 10-18;
شين زيك، "سياسة إيران النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية: تقييم لبرنامج 93 + 2"
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "إيران توقع على بروتوكول حظر الانتشار النووي"، 18 كانون الأول/ديسمبر 2003.
(47) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "إيران توقع على بروتوكول حظر الانتشار النووي"، 18 كانون الأول/ديسمبر 2003.
(48) مايكل سلاكمان، "مع اقتراب الاستحقاقات الزمنية، إيران على تعنتها بشأن برنامجها النووي"، نيو يورك تايمز، 22 آب/أغسطس 2006.
(49) "مقتطفات من خطاب الرئيس في كاليفورنيا حول العلاقات الأميركية/السوفييتية"، نيو يورك تايمز، 27 آب/أغسطس 1987.
(50) روح الله الخميني، الحكومة الإسلامية، منشورات الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ب.ت.
(51) لا سبيل إلى تحاشي الضغط الذي تشعر به الجمهورية الإسلامية أو إلى الحد منه. هذا الضغط لا شأن له بالتدخل الأميركي في أفغانستان أو العراق؛ فالبرنامج النووي الإيراني سابق على التدخل ذاك هنا وهناك. بيت القصيد، في أول الأمر ونهايته، هو في أن الجمهورية الإسلامية ليست قوة مكتفية بما هي عليه. الجمهورية الإسلامية لا تني عن محاولاتها تصدير إيديولوجيتها وترى في أي محاولة لصدها عن ذلك عملاً عدوانياً موجهاً إليها.
(52) صحيفة الغارديان (المؤتمر الصحافي لآية الله خميني في 16 تشرين الثاني/نوفمبر1978) نقلاً عن:
Jalal Matini, “The Most Truthful Individual in Recent History,” Iranshenasi 14, no. 4 (Winter 2003).

M. Alobidi
20/04/2008, 12:15 AM
هل تعلم ان النشيد الوطني الامريكي هو الوحيد في العالم الذي يتغنى بالأسلحة الفتاكة والحرب والقتال ؟؟!!

السيد أحمد الراوي Tuesday 12-06 -2007

ان المتابع لسياسات الولايات المتحدة الامريكية قد يستغرب هذا الاسلوب العدائي للعالم والاستعلاء على كل شعوبه والانفراد بالقرارات !!! ولكننا لو دخلنا الى أعماق تفكير الانسان الامريكي البسيط لوجدنا فيه كل تلك السلوكيات المغرورة والمتعالية على باقي البشر في العالم ( ليس جميعهم بالطبع فهناك القلة من الواعين ) !! ليس المقصود هنا الاقليات التي هاجرت الى أمريكا وأصبحت تحمل الجنسية الامريكية ، لا ، بل المقصود بهذا ، الاجناس التي أستوطنت هناك منذ بدء الهجرة والاستيطان في شمال أمريكا وهم الذين يعتبرون انفسهم أهل البلاد !!! وكذلك فهم ايضا يتعالون على سكان امريكا الاصليين ويهينوهم !!! ( ولسنا هنا بمعرض التطرق لهذا الموضوع المهم الذي قد نرجع له مستقبلاً فهذه أول جريمة أبادة لشعب مسالم وهي من الجرائم ضد الانسانية ولكنها منسية !! )

كل هذا العداء مترسخ في قلوب واذهان هؤلاء ، لان سياسييهم طالما عملوا ومازالوا يعملون على تنمية حبهم الاعمى لتاريخهم الاسود المليء بالعار والجرائم بحق الشعوب ، الجرائم المبنية على مبدأ نهب ثروات الاخرين وتبريرها ، كما انهم يرسخون لدى ابنائهم كراهية لا مثيل لها تجاه باقي الشعوب ، وبذلك فهم يقومون على تنمية كل هذا وباستمرار ، كما انهم يرفضون مبدأ المجتمع متعدد الثقافات ، بل انهم يؤكدون على مجتمع بوتقة الانصهار ، وذلك لصهر الجميع في قالبهم المتعالي !!.

ونجد هذا بوضوح في كلمات نشيدهم الوطني الذي لو قرأناه بأمعان لوجدناه يتضمن معاني القتل والدمار والحروب وكل وسائل الابادة من الصواريخ القنابل !! وكل ذلك من أجل اعلاء رايتهم الموشحة بالنجوم ( وهذا هو عنوان نشيدهم الوطني )!!! ومن خلال ذلك النشيد نستنتج بانهم يتلذذون بسماعهم للانفجارات ورؤيتهم لتوهج الصواريخ ليتأكدوا من ان علمهم مازال يرفرف فوق ارض وطنهم أمريكا !! اي ان الامريكان ان لم يقوموا بحرب فذلك يعني ان علمهم لم يعد موجودا ولم تعد أمريكا ذات نفوذ في العالم !!!!

ملاحظة مهمة : ان أمريكا هي البلد الوحيد في العالم الذي يتم عزف سلامها الوطني في المسارح ودور العرض السينمائي وعند كل مباراة محلية وفي صباح كل يوم في المدارس وحتى في النوادي الليلية وفي كل مناسبة يمكن ان تخطر على البال ، وذلك يفرضه القانون ويحاسب عليه !!! ، لماذا ؟؟؟ ليتشبع المواطن الامريكي بتلك الكلمات المتلذذة بالقتل والحروب والدمار !!!

وهنا سأحاول ان اعطي صورة مترجمة حرفياً وبدون تصرف لكلمات النص الذي يتغنى به الامريكان في كل مناسبة عندما يعزف السلام الوطني !! ( وكما هو معروف فان الجزء الذي يتم ترديده في مثل هذه المناسبات هو جزء من النشيد الوطني وليس كل النشيد ، وهذا هو الذي سنركز عليه ليطلع كل انسان على مايقومون ببنائه في داخل المواطن الامريكي وشخصيته )!!!

وهذا رابط لموقع امريكي يحتوي على النص الكامل لنشيدهم الوطني ومنه يمكن الاستماع الى موسقى النشيد أيضاً !!
http://bangkok.usembassy.gov/embassy/anthem.htm

يقول نص النشيد الوطني الامريكي :
الراية المرصعة بالنجوم
THE STAR-SPANGLED BANNER

قُلْ : هل ترى من خلال ضوء الفجر الباكر
الشيء الذي افتخرنا به منذ زمن بعيد موغل بالقدم
صاحب الخطوط العريضة والنجوم البراقة ، خلال فترات القتال الشرس ؟؟
كنا نشاهده فوق الحصون يعلو ويرفرف بشجاعة
أن وهج الصواريخ الاحمر وأنفجار القنابل في الهواء
يعطي برهاناً خلال الليل بأن علمنا مايزال خفاقاً هناك
قُلْ : هل ان الراية الموشحة بالنجوم ماتزال ترفرف
فوق ارض الحرية ووطن الشجاعة ؟ ahmadalrawi45@yahoo.ca
________________________________________
تم طباعة هذه المادة من موقع الركن الأخضر
http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=7415

|

M. Alobidi
20/04/2008, 12:19 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مراجعات في ذكرى العدوان الأمريكي (2)
شبكة البصرة
بقلم : أبو ذر
(2) ومن أجل إسرائيل..
منذ قرن من الزمان تقريبا تقوم في فلسطين العربية عملية منظمة للاستيلاء على أرضها خالية من أهلها..، عملية بدأت ترغيبا فمكرا، وتوالت ترهيبا فحربا، ولم تزل مستمرة بأبشع صور القهر واعتى أساليب العدوان حتى يومنا هذا. هدف هذه العملية هو((أنشاء)) وطن للصهاينة على أرضنا العربية.
والصهيونية كفكرة تقوم على زعم أسطوري مفاده إن الله تعالى قد وعد نبيه يعقوب عليه الصلاة والسلام بأن يعطي لنسله من بعده الأرض الممتدة من مصر وحتى العراق، وان بني إسرائيل قد توارثوا هذا الوعد الإلهي حتى استقر لليهود منهم جيلا بعد جيل..، مع أن بني إسرائيل حين أقاموا في مصر لبضعة قرون من الزمان لم يكونوا أسيادا على أرضها، بل على العكس تماما من ذلك، فلقد أذاقهم فرعون وملئه شتى صنوف العذاب والذل والمهانة..، هذا ما اخبرنا به رب العزة في محكم التنزيل فقال :((وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ))(الأعراف/141)..، كما أنهم حين دخلوا ارض العراق لم يدخلوها فاتحين، وإنما دخلوها أسرى أذلاء عبر ثلاث موجات متعاقبة، كانت أولاها عام 721 ق. م. على يد الملك الآشوري سرجون الثاني، ثم جاءت الأخريين عامي 597 ق. م. و 586 ق. م. على يد الملك البابلي نبوخذ نصر، الذي دمر في أخر معاركه ضدهم جميع مدن مملكتهم القائمة حينها على ارض أورشليم، وحطم هيكلهم، وقتل ملكهم يهودياكيم، وبطش بمحاربيهم، ثم ساق من بقي منهم (تقدرهم بعض المصادر التاريخية بأربعين إلفا) مكبلين بالأصفاد إلى بابل عاصمة ملكه..، فمكثوا فيها مستعبدين لنصف قرن من الزمان تقريبا حتى فك أسرهم، وأعادهم إلى ديارهم، ملك الفرس قورش الثاني عقب احتلاله لمملكة بابل عام 539 ق. م..
استنادا لهذه الفكرة الأسطورية صاغ الصهاينة نظريتهم في القومية، والتي انفردت دون سائر النظريات الأخرى في القومية باعتماد الانتماء الديني كمميز للأمة. فالأمة كتكوين اجتماعي لا تقوم عند الصهاينة على وحدة اللغة والجنس كما قال الفيلسوف الألماني يوهان غوتليب فيخته (1762-1814)، ولا على وحدة الشعور والعادات والأصل كما قال الزعيم الايطالي جيوسيبي مازيني (1805-1872)، ولا على وحدة الإرادة والحياة المشتركة كما قال المفكر الفرنسي أرنست رينان (1823-1892)، ولا على الاختصاص بالأرض والتفاعل الحضاري معها كما قال أستاذنا الجليل فيلسوف القومية العربية الدكتور عصمت سيف الدولة رحمه الله تعالى (1923-1996)..، وإنما تقوم عندهم على ما توفره وحدة الانتماء إلى الدين من روابط الانسجام الروحي فيما بين المتدينين به. وترتيبا على ذلك فاليهود عندهم أمة واحدة، وان تباينت اللغات التي يتحدثون بها أو الأجناس التي ينتمون إليها، وان اختلفت عاداتهم التي تطبعوا عليها أو الأصول التي ينحدرون منها، وان تقاطعت أراداتهم أو رؤاهم لغدهم، وان تشتت مجاميعهم بين أصقاع المعمورة أو انعدمت فرص تفاعلهم الخلاق مع ما يدعون من ((وطن)).
ولكي يقيم الصهاينة دولتهم على ((أرضهم الموعودة)) كان لابد لأداتهم الناشطة (المنظمة الصهيونية العالمية) من حشد كافة إمكانياتها وحث خطاها عبر ثلاثة مسالك متوازية. المسلك الأول هو انتزاع التزام دائم من إحدى الدول العظمى المهيمنة على العالم مضمونه تبني تلك الدولة لما يستهدفه الصهاينة من إنشاء وطن لهم ولو على جزء من ((أرضهم الموعودة))، ومساندتها لهم بما يحتاجون إليه من الوسائل والإمكانيات لتمكينهم من تحقيق هدفهم هذا، وتعهدها بضمان أمنهم وحماية وجودهم عليه. وضمن هذا المسلك تحرك رواد الصهيونية الأوائل على عدة محاور حتى تحقق لهم مطلبهم عبر وعد بلفور سيء الصيت عام 1917، الذي ادخل المستعمرين الانكليز طرفا أصيلا راعيا لإقامة ((وطن قومي)) للصهاينة على ارض فلسطين العربية، وهو ما سيشكل فيما بعد اللبنة الأساسية للتوسع الصهيوني على أرضنا العربية. والمسلك الثاني هو التحرك داخل الأرض العربية في فلسطين لتأمين مواطئ إقدام لهم تشكل بؤرا لاستيطانهم، ومنطلقا لتوسعهم الاستيطاني على ارض فلسطين العربية. وقد مكنهم المستعمرون الانكليز وعبر العديد من صفقات المكر من الاستيلاء على مساحات من أرضنا، لتتوالى بعدها عمليات استيلائهم على أراضٍ أخرى عبر حملات العدوان المسلح والمنظم وخصوصا بعد الإعلان عن دولتهم منتصف أيار من عام 1948. إما المسلك الثالث فكان التحرك عالميا لدفع اليهود ومن شتى بقاع الأرض على ترك مواطنهم والهجرة إلى فلسطين العربية، مستخدمين في ذلك كل فنون الإغراء والإغواء لحملهم حملا على هجر أوطانهم، وموظفين كل ما أتيح لهم من وسائل الضغط والترغيب على حكومات العديد من الدول لفتح مغاليق أبواب الهجرة الموصدة بوجه رعاياها.
وإذا كانت ظروف الحرب العالمية الثانية ونتائجها قد فرضت على قوى الاستعمار التقليدي وفي المقدمة منها بريطانيا المنهكة التراجع خطوة إلى الوراء لتترك للولايات المتحدة الأمريكية التربع على عرش الهيمنة الاستعمارية في عالم ما بعد تلك الحرب..، فان حظوة الصهاينة بتبني الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها لمشروعهم العدواني ضد امتنا العربية، قد تأكدت أكثر عبر مطامع الأمريكان ومصالحهم في المنطقة العربية. فقيام دولة للصهاينة على ارض فلسطين إذ يمنحها موقعا حيويا للسيطرة على عموم المنطقة العربية، فانه سيجعل منها قوة متحكمة على أهم طرق المواصلات البحرية التي تربط غرب العالم بشرقه، كما انه سيحول دون قيام أية دولة وحدوية عربية تجسد العروبة وجودا متحررا وإرادة مستقلة ومصيرا قوميا، وان في هذا ما يعزز من قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على تأمين تدفق النفط العربي إليها، ويقوي من فرص تدخلها لدعم الأنظمة السياسية الموالية لها في المنطقة. وهكذا نشأت علاقة تحالف ممتازة بين ((دولة)) إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. نقول علاقة تحالف لننفي بذلك ما يتوهمه البعض عن تبعية أيا من تلك القوتين للأخرى، فلا إسرائيل ((الدولة)) تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ولا الولايات المتحدة الأمريكية تابعة للصهيونية العالمية، فالصهيونية منظمة عالمية تنشط في شتى إرجاء المعمورة بأجهزة ومؤسسات مختلفة المسميات والمهام تحقيقا لهدفها المتمثل بإقامة دولتها من الفرات إلى النيل، فهدفها أذن هو الاستيلاء على الأرض العربية خالية من البشر ولو اضطروا في ذلك إلى إبادتهم إن عز عليهم طردهم منها..، وما إسرائيل إلا واحدة من المؤسسات التابعة لتلك المنظمة، المؤتمرة بأمرها المحدودة بمهمتها المتمثلة بتجسيد الوجود الصهيوني في ((دولة)) معترف بها في عالم الدول ولو انحصر وجودها على جزء محدودة من حلم الصهاينة بإسرائيل الكبرى. بينما يتمثل هدف الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على الثروة النفطية المختزنة في باطن الأرض العربية وما يقتضيه هذا الهدف من هيمنة سياسية واقتصادية وأمنية على المنطقة..، فليس من أهداف الأمريكان إبادة العرب إلا حين يقاومون مسعاهم، ولا من أهدافهم الاستيلاء على الأرض العربية إلا بالقدر الذي يكفيهم لتامين حماية مطامعهم من نفطها. ونقول علاقة ممتازة، ولم نكتفي بوصفها علاقة مميزة، لنؤكد أنها كعلاقة تحالف تفوق في أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على السواء أهمية أية علاقة تحالف أخرى لأي منهما مع أي من دول المنطقة، بل وأيا من دول العالم الأخرى، لان هذه العلاقة بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تكتسب أهميتها من أهمية النفط بالنسبة لها، والنفط بالنسبة لأمريكا هو شريان حياتها الذي بدونه تتوقف أو تضمحل سائر أنشطها وفعالياتها كقوة عظمى وكدولة وكمجتمع..، ولان هذه العلاقة بالنسبة إلى إسرائيل هي الضامن لوجودها وأمنها واستمرارها. لهذا رأينا، ويرون هم أيضا، أنها علاقة تفوق في أهميتها وأسبقيتها وأولويتها بالنسبة لكليهما أي علاقة تحالف أخرى. ألم تلزم هذه العلاقة الممتازة الولايات المتحدة الأمريكية بنصرة الجيش الإسرائيلي الذي باغتته الهزيمة المرة مع انطلاقة حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، لتفتح له أبواب مخازن سلاحها وتشحن له من أكداسها بلا حساب، ثم لترسله جهارا نهارا عبر جسر جوي مفتوح حطت اغلب طائراته في مطارات ميدانية هي الأقرب إلى ساحات الاشتباك، لتؤمن بأقصى ما تستطيعه من سرعة احتياجات ذلك الجيش المهزوم من السلاح والعتاد؟.. بلى.. فالولايات المتحدة الأمريكية لم تنقطع لحظة واحدة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه حليفتها إسرائيل وفي شتى المجالات. وهي لن تنقطع عن ذلك إلا مكرهة مرغمة. وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية توظف علاقتها الممتازة مع إسرائيل لابتزاز الأنظمة العربية المتهالكة وحملها حملا على الاستجابة لما تريد..، فان إسرائيل أيضا لم تنفك عن استثمار هذه العلاقة بكل ما من شأنه تدعيم وجودها وحماية أمنها..، فقد جاء في وثيقة بعنوان ((إستراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات)) نشرتها عام 1982 مجلة ((كيفونيم)) الصادرة عن المنظمة الصهيونية العالمية :((إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا. إن في قوة العراق خطورة على دولة (إسرائيل) في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى... وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث في سوريا في العهد العثماني. وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات (أو أكثر) حول المدن العراقية))*... هكذا أعتمد الصهاينة ضرورة تدمير بنية الدولة العراقية، وتفتيتها اجزاءا متصارعة، كضمانة تمنع عن إسرائيل ما يمثله العراق العربي من خطورة قائمة ومستمرة على وجودها.. وكان فيما اعتمدوه نقطة التقاء جديدة لهم مع حلفائهم الأمريكان اللاهثين برعونة محمومة للسيطرة على ثروة العراق النفطية..، لتدخل إسرائيل سببا مضافا يدفع الأمريكان لغزو العراق العربي واحتلاله كمقدمة لازمة لتحقيق ما التقوا عليه من خطة لتدمير العراق وتقسيمه، وبما يضمن لإسرائيل ((الدولة)) سلامة وجودها وديمومة أمنها، وبما يحقق للمحتلين الأمريكان سيطرتهم على المنطقة برمتها...
العراق المحتل في 1/4/2008

* الوثيقة بنصيها العبري والعربي ملحقة بدفاع الدكتور عصمت سيف الدولة عن ثورة مصر العربية ص 289 وما بعدها دار المستقبل العربي الطبعة الأولى 1990.
http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/1107/sayfdola_041107.htm

شبكة البصرة
الاربعاء 26 ربيع الاول 1429 / 2 نيسان 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
20/04/2008, 12:24 AM
بعد أن اعترف بوش بالهزيمة : ماذا سيحدث في العراق؟
شبكة البصرة

صلاح المختار

سيسجل التاريخ بأن يوم 20/ 12/2006هو يوم التحول التاريخي الحاسم في الوضع الامبراطوري الامريكي، لان جورج بوش الرئيس الامريكي عقد فيه مؤتمراً صحفياً اعترف فيه بعد اكثر من 3 سنوات من حماقة الانكار، بان امريكا خسرت الحرب ضد العراق وشعبه وان غزوه كان (أم الكوارث) بالنسبة
للطموحات التوسعية الامريكية! لقد قال بوش بلا تردد رغم ان وجهه كانت تكتسحه تعابير الألم: (ان قلبي يقطر دماً على خسائرنا في العراق) . لقد حاول انكار ان الهزيمة الحاسمة قد وقعت، لكنه صرخ متألماً من فداحة خسائر امريكا بالمال، وهو الاهم بالنسبة للنظام الرأسمالي الامريكي، والبشر، وحينما يصرخ احد طرفي حرب غير كلاسيكية تقوم على حرب العصابات فان المعنى الوحيد لذلك هي انه خسر الحرب نهائياً بعد ان كشف عن وضعه الحقيقي الذي حاول اخفاءه طويلاً.

إتفاق على الهزيمة
اعتراف بوش لم يكن عزفاً منفرداً بل كان لحناً حزيناً في مقطوعة سمفونية طويلة شملت اعترافات عديدة، اتخذت شكل دراسات اعدتها فرق متخصصة اهمها (تقرير بيكر- هاملتون) الذي اعترف رسمياً بفشل استعمار امريكا للعراق، وهذا الاعتراف هو الاهم، لان من صدر عنهم يمثلون النخبة الاهم في التأثير على مجرى السياسة الامريكية تجاه العراق، او اتخذت شكل اعترافات كما فعل كولن باول وزير الخارجية الامريكية المستقيل حينما قال بان حرب امريكا ضد العراق ماهي الا محض فشل! واخيراً وليس آخر اعتراف ذي الوجه الشمعي دونالد رامزفيلد وزير الدفاع المستقيل الذي اعترف بأن امريكا لم تكسب الحرب بعد ثلاثة اعوام ونصف العام.
حينما نجمع هذه النتف المتفرقة من الاعترافات سنرى انها تشكل صورة واحدة متكاملة صورت بكاميرا رقمية فائقة الدقة نرى فيها امريكا وهي ترفع يديها مستسلمة وبنطال كبير جنرالاتها في العراق مبلل من وسط اعلاه ! ولولا هذه الصورة (الديجيتال) لما اضطر بوش ورامزفيلد للاعتراف بالهزيمة. اذن نحن بازاء وضع جديد في العراق المحتل وهو ان الاحتلال قد وصل الى طريق مسدود وان كل ما تملكه أمريكا من ديناميت قد استخدم لفتحه لكنه بقي مسدوداً، بل ان خراب التفجيرات قد زاد من الركام الذي يسده!.

أسئلة منطق ديكتاتوري

هزيمة امريكا لها منطق ديكتاتوري ساحق يبلور أسئلة حتمية ابرزها مايلي: مامعنى اعتراف بوش وبقية الاعترافات؟ ماهي نتائجها العملية في العراق؟ وما السر في نجاح المقاومة العراقية في تدمير روح المشروع الامبراطوري الكوني الامريكي؟ ولماذا انحنت روسيا والصين واتحاد اوروبا وغيرها لامريكا خلال السنوات العجاف الخمسة عشر الماضية في حين ان عراق المقاومة المسلحة قد اجبرها على البكاء والتراجع امام ضربات القوات المسلحة العراقية المجاهدة؟. واخيراً وليس اخراً ما تأثير انتصار المقاومة العراقية الباهر على الصورة النمطية للانسان العربي في العالم ؟

المعنى الأبعد والأخطر

لامفر من القول بان اعتراف بوش كان بداية لنهج أمريكي جديد في العراق فرض فرضاً، فرضاً قريباً، خصوصاً بعد ان تحسم المقاومة مسألة تجريب امريكا لخيارات الوقت الضائع التي تلجأ اليها الآن كمحاولات شق المقاومة او تجفيف منابع دعم الشعب لها او اشعال فتنة طائفية او اللجوء لخيار ابادة المدنيين بأعداد كبيرة لاجبار الشعب على التخلي عن المقاومة... الخ. وفي هذا الصدد يجب ان نشير الى ان اللعب بالوقت الضائع يستبطن نشاطاً امريكياً محموماً جوهره تكثيف الاتصالات السرية او شبه السرية بالمقاومة لاقناعها بالتفاوض دون شروطها المسبقة، من اجل الوصول الى وصفة تضمن لامريكا تحقيق نصر بالوسائل السياسية بعد ان فشلت في تحقيقه بالوسائل العسكرية!.
لكن من نجح خلال اكثر من 3 سنوات في تدمير ليس الخطط العسكرية الأمريكية فقط، بل ايضاً تدمير اذكى خطط الاختراق الاستخباري والسياسي، قادر الآن على تمييز الخط الابيض عن الخط الاسود بلا صعوبة. ان التقابل القتالي النهائي الذي نراه الآن يؤشر بلا غموض لحقيقة ان المقاومة تفرض سيطرتها على ساحة العراق، بغالبيتها، وان الجزر الخارجة عن سيطرتها حتى الآن ماهي الا جزر تستمد وجودها من بقاء الاحتلال، لذلك فان هزيمة الاحتلال او انسحابه وفق اتفاق تفاوضي، يعني ان هذه الجزر ستهرب معه فوراً وبلا ابطاء.
ونتيجة لهذه الحقيقة الميدانية التي يعرفها كل من يزور العراق او يعيش فيه نرى ان امريكا وايران تلجآن لنشر ضباب كثيف للتعتيم على انتصار المقاومة الساحق، عبر تصعيد عمليات القتل على الهوية الطائفية لتحقيق هدفين: الانتقام من شعب العراق نتيجة تمسكه بكرامته وعروبته ووحدته ودعمه للمقاومة، وتجربة الحط مجدداً فلعل فتنة طائفية تندلع نتيجة كثافة القتل.

معارك بغداد

وفي اطار هذه الصورة المأساوية نرى الآن ان امريكا وحليفتها الرئيسية ايران تتعاونان بقوة اكبر مما مضى، رغم اطلاق الرصاص الخلب بينهما، من اجل اعادة تشكيل القوى في بغداد عسكرياً وسكانياً. ان الحملات العسكرية التي شنت على احياء بغداد المحررة في الشهور الماضية، ماهي الا جزء من خطة عسكرية وامنية امريكية- ايرانية هدفها تجريد المقاومة من ثقلها في بغداد، والذي أعد ونظم لاعلان السيطرة عليها فور انهيار الاحتلال او انسحابه، وخروج الدولة العراقية الوطنية، بقواتها المسلحة ومؤسساتها، من تحت الارض وفرض السيطرة على كل العراق انطلاقاً من العاصمة بغداد.
لذلك فان ماكان يجري في بغداد يتوقع له ان يتسع بعد اعلان بوش بأنه يفكر بطلب قادته العسكريين زيادة عدد القوات الامريكية في العراق، وهو أيضاً طلب رامزفيلد الاخير ومقترح فرق بحثية اخرى، اضافة الى طلب عسكري آخر وهو سحب القوات الامريكية من محافظات العراق الاخرى كالانبار، وتركيزها في بغداد لقمع ثم ردع المقاومة والجيش الوطني العراقي الان وليس في لحظتي الانهيار او الانسحاب . اننا نتوقع ان تحشد امريكا وايران قواتهما في الاسابيع القادمة في بغداد وان تشن هجمات ضخمة ضد احياء بغداد المحررة، لتغطية الفشل من جهة والحاق ضربات موجعة بالمقاومة قد تقلل من تمسكها بشروطها من جهة ثانية. لكن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل سلفاً لان المقاومة العراقية خصوصاً قوتها الضاربة جيش العراق الوطني، يعرفان هذه الخطط واستعدا لها حتى التفاصيل، وتجري الآن عمليات المناورة بالقوات تقوم بها المقاومة لضمان ان تكون لها اليد العليا في أية معركة في بغداد او في مقترباتها الاستراتيجية، واهمها ديالى شرقاً وبلد وسامراء شمالاً وابو غريب غرباً، والمحمودية واليوسفية جنوباً.
ولا اكشف سراً حينما اقول بان امريكا وايران ليسا وحدهما من يركز على توفير قوات ضاربة في وحول بغداد، فالمقاومة ايضاً وضعت خططاً مدروسة بدقة لنقل قواتها من المحافظات الى النقاط الساخنة، وأكدت معارك ديالى بان المقاومة المسلحة اقدر بكثير من اعدائها على المناورة بالقوات، وعلى الاحتفاظ بتدفق الماء الذي يحفظ حياة اسماك المقاومة وهو الدعم الشعبي الذي ازداد الآن لها وشمل عشائر الجنوب التي التحقت بالثورة المسلحة بكثافة اكثر من السابق.

انبعاث روح الصحابة

من يريد ان يعرف سر هذه المعجزة العراقية المذهلة معجزة تحمل تضحيات لم يسبق لاي قطر عربي او غير عربي ان تعرض لمثلها، ومعجزة المحافظة على روح النصر واتساعها وعدم تراجعها ابداً، عليه ان يتذكر روح الصحابة رضوان الله عليهم عند ظهور الاسلام، وكيف كانوا رغم قلة عددهم وبساطة اسلحتهم اقوى بإيمانهم ليس من كفار قريش فقط بل اقوى من اعتى امبراطوريتين سادتا آنذاك: امبراطورية الروم وامبراطورية الساسانيين الفرس، لقد تغلبت النزعة الاستشهادية للصحابة على التفوق المادي المطلق للروم والفرس وحطمت امبراطوريتهما بسهولة تامة.
والآن نرى في العراق (صحابيون) جدد يسعون للشهادة بصفتها هوية ولادة، ويختارون مغادرة العالم الفاني الى عالم الخلود من أجل وطن عظيم عمره ثمانية آلاف عام وهوية اسلامية عززت عروبة الوطن وأوصلتها الى ثلاثة قارات آسيا وافريقيا وأوروبا (الاندلس). الآن نشهد عصر الصحابيين الجدد ينشأ في العراق
وهو يحمل في أحشائه نهضة قومية عربية روحها الاسلام . وابرز مظاهر النهضة هي هزيمة تحالف مكعب الصاد (الصفويون والصليبيون والصهاينة) امام كتائب المقاومة العراقية . وبتقدم مشروع الصحابيين الجدد القومي الانبعاثي تنهض الامة كلها مسقطة قرون الهزيمة والتخلف والذل، فلا يبقى امام تحالف مكعب الصاد سوى التراجع عن مشاريعه الاستعمارية في وطننا العربي الكبير.
لقد انحنت القوى الكبرى والعظمى امام امريكا ولم ينحن عراق الصحابة الجدد لأن رومان العصر وساسانيوا العصر لا يملكون الا متاع الدنيا الزائل والمزيل لعظمة الانسان الحقيقية، وهو الثراء المادي، فذابت في إنسان تلك القوى الكبرى روح الاستشهاد من اجل قضية، وبما ان النصر هو لمن يتقدم في معارك الحسم طالباً الشهادة فان عراق الصحابة الجدد انتصر وسينتصر حتماً على تحالف مكعب الصاد.

العربي الحقيقي

يجب ألاَّ نقول ان الصحابي المقاتل الآن في العراق هو انسان جديد وغريب عن صورة العرب فتلك هي إطروحة التضليل، لانه الابن البار للصحابة الكرام الذين نشروا الاسلام، وهذا الابن غيب لقرون لكنه استيقظ ليستأنف حمل رسالة اجداده، رسالة العروبة والهوية الروحية للامة، ان العالم يرى الآن صورتين للعربي والمسلم: صورة نمطية رسمها الاعلام التابع لتحالف مكعب الصاد وهي انه انسان أناني متخلف لا يتقن الا فن الجنس والبطنة ، لذلك هزم واعدم، وصورة اخرى مناقضة تماماً رسمها الصحابي العراقي الجديد والمتجدد وهي ان العربي عبقري في الحياة الدنيا يصنع الحياة، كما صنعها 40 الف عالم ومهندس عراقي بعد عدوان عام 1991م، وكما تصنعها المقاومة الآن بجعل الاستشهاد وثيقة ميلاد . العربي الآن هو الذي نراه في ارض الكرامات والشهداء العراق، لا يمثل نفسه فقط، بل هو يقدم صورة صادقة للانسان العربي، من موريتانيا حتى عمان وبينهما اليمن ومصر وتونس وبقية اقطار الوطن العربي، وهو يصنع غد العرب المشرق.
شبكة البصرة
الجمعة 9 ذو الحجة 1427 / 29 كانون الاول 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

M. Alobidi
20/04/2008, 12:30 AM
الإدارة الأمريكية تكشر عن أنيابها/((مابين السطور))/


بقلم \\\\\ سعيد موسى
05 January 2008 03:26 am

في عهد إدارات آل بوش للسياسة الخارجية الأمريكية, فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط تحديدا, تسخينا لبعض القضايا الصراعية الملتهبة سواء في آسيا أو إفريقيا, وكان منطلقات التحرك الأمريكي هي منطلقات مصلحة أمريكية صرفة, حتى كاد بعض المراقبين أن يصبغ عليها صفة المنطلقات الشخصية لتلك الأسرة الحاكمة كأي نظام ملكي في العالم, ولم تكن المنطلقات منبعثة من أخطار حقيقية تهدد الأمن القومي الأمريكي, كما تم تزوير الحقيقة في أفغانستان والعراق تحديدا, بل كانت تلك المنطلقات لخدمة مصالح اقتصادية إستراتيجية على مستوى تلك الأسرة الحاكمة, وما لها من علاقات بشركات النفط >>> العملاقة, وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشبوهة, مسوغا لتلك المنطلقات, فكان التدخل في أفغانستان باسم محاربة الإرهاب في منابعه, ارتكازا على النسيج الأفغاني المتهتك والصراع الدائر بين طالبان وتحالف الشمال, وكذلك العراق وإلقاء كرة الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والإرهاب, حتى ثبت زيف كل تلك الادعاءات, وخداع العالم بتلك المسوغات والمنطلقات, لكن تلك التدخلات الخارجية صمدت بعض تحالفاتها العدوانية, انطلاقا من مصالح سياسية واقتصادية نفوذية صرفة, وقد سقطت أول إدارة دموية لبوش الأب, حتى وصلت إلى كلينتون , والذي سار على نفس النهج محاولا تجميل الصورة الأمريكية, وادعاءات السلام الشرق أوسطي, لكن تأثير اللوبي اليهودي وفضائحه الجنسية في الوقت المناسب, جعلته أداة طيعة في خدمة المصالح الصهيونية , وانتهاج خطا منحازا بالمطلق للكيان الإسرائيلي, دون أن يملك الجرأة وأدوات الضغط بسبب مستقبله السياسي ومستقبل زوجته التي كانت تطمح بدعم ذلك اللوبي لتصل إلى كرسي الكونجرس, وقد وقفت إلى جانبه كي يدعمها, والمحصلة وصولها إلى مطمحها بدعم يهودي, ووصول كلينتون إلى نهاية حياته السياسية, وبالتالي فان بوش الأب وكلينتون حملا بتاريخي إدارتهما الفشل التاريخي مقارنة بتاريخ جيمي كارتر والعديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية, الذين اقتحموا بصمات التاريخ في الموسوعة الأمريكية والعالمية.

وحدثت المواجهة بين خليفة كلينتون (آل جور) وخليفة بوش الأب الديمقراطي( بوش الابن) الذي أراد أن يسترد ارث والده الفاشل فيرد الاعتبار للعائلة الحاكمة, وتمكن من الفوز رغم أن تلك الفترة الانتخابية شهدت الفضائح الديمقراطية والطعن بالتزوير والرشاوى وإعادة انتخابات بعض المناطق(فلوريدا) لكن بوش الابن الذي فاز بفارق تلك الألاعيب استمات في الوصول إلى (البيت الأسود) وتمكن أخيرا من آل جور.

وقد سار على نهج أبيه, وأول بداياته الثار من النظام العراقي والاستماتة لإسقاطه انطلاقا من نفس منطلقات ومسوغات الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل الكاذبة, وتحالف مع كل شياطين العالم عربا وعجما وأشباه مسلمين من اجل إسقاط نظام تسبب في سقوط أبيه, واستكمال حلم أبيه في الهيمنة على ثروة العراق النفطية, والتي قدرت بأكبر ثاني احتياط في العالم, وتقاطعت هذه المصلحة مع تحالف دولي ضعيف من حيث الشرعية والعدالة والقانون الدولي, وقوي من حيث الشرور والنزعة الاستعمارية الامبريالية الهمجية, حتى انه هرب من اختبار منطلقات مشاريع مجلس الأمن كمظلة شرعية لعدوانه, خشية الفيتو الروسي أو الفرنسي أو الصيني, وانطلق بقرار دكتاتوري عالمي(هو قانون الغاب) ليغزو العراق بمطية المجزرة والمؤامرة الداخلية العراقية, والتعاون الإقليمي لإسقاط ذلك الحصن القومي البعثي الاشتراكي.

ورغم أن دور اللوبي اليهودي الأمريكي في دعم بوش الابن منذ معركته الانتخابية, عرف بأنه ضعيفا ولم يعتمد على ذلك الدعم كأمر حاسم من اجل انتزاع أدوات الحكم باسم الحزب الديمقراطي من كلينتون, لذلك كان فوزه بالكاد لامتلاك نسبة تمثيل وفوز ضعيفة, وهذا ربما يجعله في سياسته تجاه الصراع الفلسطيني_الصهيوني يملك بعض عوامل قوة الضغط, في مواجهة جحيم ضغط اللوبي اليهودي الأمريكي والصهيوني العالمي, واستطاع باصرارة العدواني وبعد التمكن من إسقاط النظام البعثي العربي القوى في العراق, من استعادة التحالف مع كثير من الدول التي كانت ترفض في العلن الحرب على العراق مثل فرنسا وغيرها, فقد تلاقت مصالحهم النفطية بالدرجة الأولى وتم تنشيط شهوة نزعتهم للإرث الاستعماري القديم, حتى وصفه البعض بالمجنون والغبي, لكنه بالمقابل انطلاقا من مقاييس الرأي العام العالمي والأمريكي فاشل بامتياز, وبالتالي اعتبر اللوبي والكيان الإسرائيلي سقوط نظام بغداد القومي مصلحة إستراتيجية كبيرة, وبدء بمغازلة ودعم نظام الغباء الأمريكي.

ونتيجة وصول بوش الابن إلى نهاية محطته الثانية في عمر(آل بوش) السياسي , ونتيجة المجازر الدامية وجرائم الإبادة الجماعية, وتسعير الحرب الأهلية والطائفية في العراق, ووصوله إلى قناعة المستنقع, وان الأزمة والمأزق باتت في كيفية الهروب من العراق, وليس إمكانية استمرار حكمه, ورغم انه حقق حلم أبيه في سرقة ثروة العراق لصالح شركات النفط العملاقة والعابرة للقارات التي تعمل بشراكتهم, إلا أن الحلم الذي سقط من بين أيدي والده, بتسجيل الشخصية العظيمة في التاريخ والتي لم يتمكن منها والده, ضلت تراوده وفي الوقت المستقطع من حكمه الأقل من عام, تيقن بان تلك البصمة التاريخية لن تأتي إلا من خلال ملعب الخداع العالمي, حيث الصراع العربي_ الإسرائيلي, والذي اختزله جيمي كارتر في كامب ديفيد1, بصراع فلسطيني صهيوني, فنجد بوش الابن يتجه بكل أحماله وأثقاله, كل تكون ساحة الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي, خير منقذ له من المستنقع العراقي أولا كي لايخرج مطأطأ الرأس يجر خلفه كله ذيول الهزيمة العسكرية, ويتصدر بجدارة لائحة الجريمة السوداء الإنسانية, وكي يظهر بمظهر رجل السلام وكي لايدفن اسم العائلة في لوائح الحرب والجريمة والسلب والنهب, وتلطيخ سمعة الولايات المتحدة التاريخية والشعبية في العار وانتهاك حقوق الإنسان, وإسقاط أكذوبة العدالة الأمريكية والديمقراطية على يديه ويد سلفه بوش الأب.

لذلك نجد بوش الابن يتجه بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط عامة, والى ميدان القضية الفلسطينية خاصة, ذلك الصراع الذي أدمى الشرعية والعدالة الدولية, والذي يعتبر مفتاح الحرب والسلام لافي منطقة الشرق الأوسط فقط, بلا هو صراع رافد إلى التوتر والصدام العالمي, مما يهدد بقاء ذلك الصراع معلقا على شماعة دعم الاحتلال الصهيوني والانحياز إلى ذلك الكيان النازي, هو ضمانة حقيقية لتهديد الأمن والسلم العالميين.

وتنفيذا لرؤية بوش الابن ومخطط رسم وإخراج النهاية السياسية لآل بوش, كان التوجه وبقوة إلى بؤرة الصراع الشرق الأوسطي في فلسطين, وقام الرئيس بوش بحشد تحالف دولي وتأييد ودعم سياسي واقتصادي ضخم لهذا الغرض الاستراتيجي, الرباعية تقف على قدم وساق متحفزة بخارطة الطريق ومرجعيات القرارات الدولية بشكلها ومضمونها البرجماتي الحديث, وقد تم إنشاء رباعية عربية كذلك للمتابعة وضع التسوية في المنطقة(مصر,الأردن,السعودية,الإمارات) بل وتم موائمة خط الرباعية الدولية, ورؤيا الرئيس بوش بحل الدولتين مع المبادرة العربية, والتي تنطلق من منطلقات إستراتيجية خلاصتها الأرض مقابل السلام, وقد ارتبط بالسلوك الأمريكي لمخطط تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني, كثيرا من العلاقات الخارجية, ولعل الجميع لامس التغير بالتهدئة في العلاقات الإيرانية الأمريكية, والعلاقات الأمريكية السورية, والسورية الأردنية, والمصرية السورية, والقطرية السعودية, والإيرانية المصرية, بل تم إعطاء حيز لروسيا للسير في نفس الموكب السياسي, وتبني مؤتمر دولي خاص بتسوية قضية مرتفعات الجولان المحتلة, على غرار تسوية سيناء والأغوار الأردنية في كامب ديفيد ووادي عربه.

ولامس الجميع على غير المألوف السياسي في السياسة الخارجية الأمريكية, صوب الصراع الفلسطيني _الإسرائيلي, وبقوة نكاد نلامس بعض الجدية وإمكانية أن يكشر الرئيس بوش الابن عن أنيابه, للضغط على طرفي الصراع, ولكن هذه المرة ربما يحتاج بوش إلى كسر حاجز الخوف والرعب من اللوبي الصهيوني, كي يستخدم ضغطا حقيقيا على الكيان الإسرائيلي للتزحزح عن الثوابت الصهيونية, فيما يتعلق بمسالة القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات, وهذا هو الطريق الوحيد أمامه كي يستطيع تحقيق انجاز سياسي ,قياسا بالفترة القصيرة المتبقية له في البيت الأسود,وهو يعلم جيدا أن الطرف الفلسطيني ليس لديه الكثير ليقدمه في مسالة تلك الثوابت, خاصة قضية القدس والحدود والمستوطنات, وقضية اللاجئين لايختلف اثنان رغم قدسيتها وثباتها لدى الشعب الفلسطيني, بان المخطط لها إغراءات للتوطين تفوق الوصف من الناحية المادية, وتذليل العقبات على الساحة الدولية لاستيعاب ودمج قرابة الخمسة ملايين فلسطيني, وهذا مايسمى بإيجاد حل عادل وإنساني لقضية اللاجئين, استنادا للقرار 194 وليس تطبيقا له أو ترجمته.

وعليه بدء هجوم بوش الأمريكي, بإيصال أطراف الصراع الرئيسية والثانوية حسب خارطة السلام الأمريكية,إلى مؤتمر((انا بوليس)) وتذليل كثيرا من العقبات كي يعقد المؤتمر, والضغط على الساحة الإقليمية الخارجية والتلويح بالعصا والجزرة من اجل وقف وإلغاء أي تجمعات أو مؤتمرات مناهضة له,وعقد المؤتمر وأعلنت الخطوط العريضة لانطلاقة عملية السلام بعد سبعة سنوات من الانغلاق والتجميد, بسبب الغطرسة والمماطلة والعدوان الإسرائيلي الذي يرى في عملية سلام حقيقية وجادة خطر داهم على الرؤيا الصهيونية للدولة العبرية(اليهودية) ورغم سعة هوة الخلافات الفلسطينية الإسرائيلية لتلك الخطوط العريضة في الثوابت, إلا أن إدارة بوش حرصت على حجبها, وقد تجلت مابين سطور بيان المؤتمر, والذي لم يرقى إلى وثيقة مشتركة(أمريكية_فلسطينية_إسرائيلية) كي تترجم جدية وإمكانية نجاح التسوية على يد بوش الابن, بل اقتصرت على ثلاث بيانات رغم أن بوش اسما بيانه انه وثيقة مشتركة وتحدث فيها عن الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية, ولكن عندما تلا الرئيس الفلسطيني\ محمود عباس كلمته والتي تعتبر بيان الطرف الفلسطيني, والتي بدت واضحة الابتعاد عن خط البيان الأمريكي والذي سمي على غير حقيقته بالوثيقة المشتركة, كي يظهر للعالم أن ماجاء به نتيجة ومحصلة اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين, لكن بيان أبو مازن اسقط ورقة التوت حين أوضح حقيقة الدولتين من وجهة نظر إستراتيجية فلسطينية, وقال سلام من اجل قيام دولتين, دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية وركز على حق العودة لتأكيد رفض الدولة اليهودية, وكان المؤتمر عبارة عن إطلاق لعملية المفاوضات الشبه مستحيلة, في حال تمسكت إسرائيل بشروطها لاملاءات السلام.( وبهذا الخصوص لمن أراد الاستزادة, فقد سبق وان كتبت مقالة بعنوان" بيان وليس وثيقة مشتركة" ).


من اجل ذلك وفي نفس الاتجاه تم عقد مؤتمر باريس الاقتصادي وقد دُعيت إليه أكثر من تسعون دولة, وهذا بحد ذاته يظهر مدى الإقدام الأمريكي والحشد الدولي لدعم وتنفيذ مخطط إدارة بوش, ورؤيا الدولتين, ورغم أن طلب الجانب الفلسطيني اقتصاديا, وحسب خطة الحكومة المعدة للتنمية والالتزامات لثلاث سنوات, وكان المطلوب مبلغ(5,4 ) مليار دولار فتم الاستعداد بما يفوق تصور الآخرين للدلالة على جدية التوجه الأمريكي والدعم الدولي, فكانت حصيلة التبرعات الممنوحة للطرف الفلسطيني مبلغ وقدره(7,4) مليار دولار أي بفارق يزيد على ملياري دولار, وتتويج الجدية المرسلة كإشارة لم يتوقعها البعض أن مؤتمر باريس, تعامل بخطابه ومستنداته المانحة مع دولة فلسطينية وليس مع أراضي فلسطينية, كما ورد في اتفاقيات أوسلو.(وهنا كتبت مقالة تحليلية طويلة بعنوان"خطر الأمننة والأقصدة").


وعليه تم تنشيط الفعل السياسي في منطقة الشرق الأوسط بالكامل لخدمة ذلك التوجه(حل الدولتين) وحدثت العديد من ا لقاءات على مستوى القمة عربيا وإقليميا ودوليا, وترك للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عملية إحياء المفاوضات وبشكل مكثف حسب جدية السياسة الخارجية الأمريكية بهذا الصدد, وتم الاتفاق على لقاء قمة كل أسبوعين بين الرئيس الفلسطيني \ أبو مازن, ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي\ يهود ولمرت , كي يذللوا أي عقبات تعترض المفاوضات, ولكن من اللحظة الأولى كان واضحا أن الجانب الإسرائيلي يبحث في الشأن الداخلي الفلسطيني عن المبررات التي تمنع التزامه باستحقاقات المرحلة وإبداء حسن النية لإثبات جدية الإقبال على عملية سلام حقيقية, فزادت الأعمال العدوانية من اجتياحات واغتيالات واعتقالات تحد العديد من المسميات وبأعذار أقبح من ذنب, بل زاد مؤخرا باجتياز خطوط بوش الحمراء, حيث طالب الجانب الإسرائيلي بوقف بناء وتطوير المستوطنات, وإعلان النية على إنشاء مئات من الوحدات السكنية الاستيطانية في مناطق تقع في حدود الرابع من حزيران 67 وخاصة القدس الشرقية, مما أثار غضب الإدارة الأمريكية, وقد أرسلت العديد من الإشارات الأمريكية لوقف تلك الأعمال, والشروع بمفاوضات مكثفة وجادة مع الجانب الفلسطيني, إلا أن البدايات أثبتت أن انطلاقة (انا بوليس) وئدت في ختام المؤتمر, وقد كثفت إسرائيل من عدوانها ومحاولة إضعاف الرئيس \ أبو مازن , بل والتدخل أحيانا بالسلب في الأزمة الداخلية الفلسطينية_ الفلسطينية, واستخدام تلك الأزمة كمطية للتهرب من أي مفاوضات جدية.

لذا أعلن الرئيس الأمريكي بنيته لزيارة المنطقة ومحيطها السياسي, في إشارة واضحة لجدية تنفيذ الإرادة الأمريكية وبضغط على مستوى عالي, ولعل تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية, حول تردد وجبن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, لها دلالات بان الضغط الأمريكي هذه المرة ربما يتجاوز نظرية الانحياز التقليدية الإستراتيجية العلنية, ليس من اجل الإيمان بعدالة التسوية, بل لان عرقلة المفاوضات والمماطلة إنما هي موجهة للإضرار برؤية وإصرار الرئيس الأمريكي ومصلحته في إخراج تلك الرؤيا بتسوية تاريخية, وعليه بدئنا نسمع بعض الأصوات السياسية العالية والخافتة, والتي تتحدث بضرورة وقف الاستيطان بل والاستعداد الجاد من اجل تفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية قبل وصول الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب.

من هنا فإنني وفق تلك المعطيات, ومن منطلق حسابات خاصة تنطلق من أهمية التسوية بالنسبة للرئيس الأمريكي وبشكل شخصي ربما, وانطلاقا من بدايات لم تخضع للابتزاز اليهودي في انتخاب الرئيس بوش, ونهايات تمكنه من إمكانية الضغط الغير مسبوق, على اعتبار أن تاريخ آل بوش متعلقة بنجاح فارسهم في دك حصون التاريخ لدخوله من أوسع أبوابه( تسوية صراع دام مائة عام مع الصهيونية وستون عاما مع الاحتلال الإسرائيلي المباشر) وليس له أي طموح سياسي بسبب انتهاء ولايته الثانية, لذلك فإننا إذا ما تعاطينا مع جدية في توجه بوش, فلن نعتبر قدومه للمنطقة, زيارة عادية تحمل المودة, بل ربما تحمل بين طياتها تهديد وضغط جدي, وإدارة الأمور ميدانيا وإحداث اختراق في كسر حواجز الثوابت لدى الطرفين.

ولعلنا نقرأ بعض ما يدعم هذا التصور, من خلال التصريحات السياسية حول أجندة تلك الزيارة, وتوجيه رسائل للطرفين بان قدومه ليس كزائر بل كآمر , كان أولى تلك الإشارات من الأجندة( إلغاء عشاء الشرف لدى الجانبين) ليخرج تلك الزيارة من حيز المجاملات والتقيد بالبرتوكولات الدبلوماسية التقليدية الزائفة وعدم مضيعة الوقت, لان مشروعه التاريخي في سباق بل صراع مع الزمن, كذلك نلمس إشارة أخرى مفادها ( إلغاء الاجتماع الثلاثي) والذي من المقرر أن يجمعه بالرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, بل ستكون اللقاءات ثنائية وهذا مفاده إعطاء تعليمات وسماع حقيقة عوائق كل طرف على حدة, بعيدا عن التقيد بالأرضية الجغرافية لموقع الاجتماع الثلاثي, وذلك حرصا على عدم إسقاط أي مؤشرات انحياز يشعر بها الطرف العربي, وكذلك عدم إظهار ذلك الانحياز كي يوصل الرسالة بالضغط على الطرف الإسرائيلي, وربما الإشارة التي أثارت غضب الجانب الفلسطيني وهي ما أشيع بعدم نية الرئيس الأمريكي كالعرف البرتوكولي السياسي,( وضع إكليل الزهور على ضريح الزعيم الشهيد الخالد\ ياسر عرفات) , وبالتالي فهو مطالب بالمقابل من خلال مستشاريه بعدم زيارة أضرحة لقيادات الكيان الإسرائيلي, هذا من منطلق الحرص على إطفاء طابع الجدية وزيارة الضغط على الطرفين, ولكن نعتقد أن مالا يمكن تجنبه لدى الرئيس الأمريكي هو لبس القبعة اليهودية وزيارة ساحة البراق( المسمى حائط المبكى) لذلك فمن المتوقع أن يكون لقاءه مع الرئيس \ أبو مازن في بيت لحم لزيارة الأماكن المقدسة الفلسطينية.

ورغم كل المعيقات الإستراتيجية, نجد أن الرئيس الأمريكي\ بوش الابن يستبق قدومه إلى المنطقة, بتصريح الواثق الجازم, بان هذا العام سيشهد نهاية الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي, وبات واضحا لبوش الابن وحسب الخبرات والتجارب السابقة عند الاقتراب من بؤرة هذا الصراع الملتهب والمعقد, أن لا إمكانية لإحراز أي تقدم إلا بالإفلات من مقصلة اللوبي اليهودي الأمريكي أولا, وممارسة الضغط تحديدا على قيادة الكيان الإسرائيلي, كي يشرع في مفاوضات جادة لتسوية في إطار حدود الرابع من حزيران 1967, مع إمكانية تجاوز بعض خطوط تلك الحدود بما يسمى بتبادل الأراضي, لكسر معضلة الأحياء اليهودية, والانفجار السكاني بقطاع غزة, وبالتالي تصبح مفاوضات التسوية استنادا لمرجعية القرارات الدولية(_242, 338) والأرض مقابل السلام, وليس تطبيقا حرفيا لها, وهنا يكمن الضغط على الجانب الإسرائيلي عندما نعلم أن قضية اللاجئين لن تحل كترجمة حرفية بناء على القرار التاريخي الدولي(194) لان تنفيذ العودة حسب القرار يعني لديهم نهاية الكيان الإسرائيلي, وهنا يكمن الضغط في تجاوز الإقرار الفلسطيني أو الدولي بيهودية الدولة, والاكتفاء باعتبار إسرائيل وطنا قوميا لليهود كما ورد في الوعد المشئوم (بلفور) 1917 , لان المفهوم السياسي ليهودية الدولة, إطفاء الصبغة القانونية الدينية على مواطنيها, مما سيجعل مليون ومائتي ألف عربي مسلم ومسيحي مصيرهم في مهب الريح, وإقامتهم مؤقتة غير شرعية لدى تلك الدولة اليهودية, وهنا لن يتنازل الإسرائيليون عن يهودية الدولة, إلا إذا ضمنوا تصفية قضية اللاجئين اقتصاديا وإعطاء الضمانات الأمريكية الدولية بتوطينهم, مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إقرار القيادة الفلسطينية بالموافقة الرسمية على التوطين, فتلك المهمة سوف يتم تسويتها مع الدول المضيفة للجاليات والمخيمات الفلسطينية, مع إمكانية نقل العديد من التجمعات الفلسطينية من دول لأخرى, واعتبار أن السواد الأعظم من النازحين الفلسطينيين لن يصمدوا أمام الإغراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, في ظل استحالة عودة تلك الأجيال من منطلق أيدلوجيات سياسية غربية.

لذلك فان رحلة بوش الابن للمنطقة, اعتبرها البعض المقرب من القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية أنها برسترويكا جديدة , وشبح امني وسياسي قادم في الأفق, وكل طرف سيقدم حججه بان الطرف الآخر ليس جادا في عملية السلام, ويقدم براهينه حسب رؤيته وقوته جماهيريا بالقوة أو الضعف, لإمكانية تخويله وتفويضه جماهيريا بصناعة السلام, لذا فان قدوم الرئيس الأمريكي سوف نلمس على إثره وبشكل سريع, تغيرات كبيرة ميدانيا وعسكريا وسياسيا, وبتوجيهات أمريكية لا تقبل التأجيل ولا التأويل, اعتقد أن كثير من المعطيات على الأرض ستتغير, هذا من منطلق القراءة لجدية بوش المتعلقة بمصيره السياسي التاريخي, ونجاح ذلك مرتبط أولا بفرض التماسك في التجمع السياسي الإسرائيلي والائتلاف الحاكم, أو حتى بإسقاط اولمرت وتولي براك رئاسة الوزراء, دون الحاجة لانتخابات مبكرة, وكذلك على مستوى الكيان السياسي الفلسطيني, من المؤكد أن الأسابيع أو الأشهر القليلة القادة ستشهد تغيرات تخدم ذلك التوجه والاستعداد للدولة الفلسطينية بثوبها السياسي الجديد, بل وكثيرا من الإحداثيات السياسية الميدانية, ستخضع للبرسترويكا الأمريكية ورياح التغيير القادمة مع الرئيس الأمريكي الذي سيبدو غاضبا ومكشرا عن أنيابه ليحدث اختراقا استراتيجيا يكسر جمود الثوابت لدى الطرفين, وبالتأكيد سنسمع يوميا وخلال الأيام القليلة المتبقية قبل قدوم رياح بوش الابن, بالعديد من الخطوات إما صوب التعقيد أو الانفراج, وذلك من اجل كبح جماح تفاؤل بوش وتعقيد مهمته, أو بالعكس حدوث انفراجات ملموسة, كل هذا يحدده أدوات الضغط والجدية القادم بها بوش إلى بؤرة الصراع الملتهبة.
فهل سيكون مصير بوش كمصير( الكونت برنادوت أم كمصير جيمي
كارتر ؟؟)

M. Alobidi
20/04/2008, 12:35 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قدر أمريكا وقدر المقاومة العراقية المعجزة
شبكة البصرة
عبدالجبار سعد

ستظل المقاومة العراقية معجزة كل العصور ويظل قدر أمريكا المنحوس الذي قادها إلى العراق عبرة لكل معتبر في دنيا الاستكبار العالمي..
أمريكا قدرت تقديرات كثيرة بدت للوهلة الأولى صائبة.. ثم تبددت..
فالعراق بلد مكشوف من الناحية الجغرافية لا توجد فيه أدغال ولا جبال ولا كهوف تمكن المقاومة الشعبية من الاختباء بها لو قدر للمقاومة الشعبية أن توجد بعد عشر أو خمسة عشر سنة كماحدث في فيتنام.. وهذا عامل إغراء كبير للسير في احتلاله باطمئنان وبدون خوف مقاومة ولو بعد حين.
والعراق نظام حكم لا يدعمه أي نظام حكم في العالم وكل القوى الشرقية والغربية وما بينهما معادية أو غير صديقة لهذا النظام باستثناء بضعة أنظمة في أمريكا اللاتينية وفي بلاد العرب لا تملك من الأمر شيئا..
والعراق محل تآمر عليه من الجميع ومستعدون لدعم أي احتلال له.. بالمال و الرجال والتسهيلات المختلفة..
والعراق جيش وشعب أنهكهما طول الحصار وطول الحروب وطول المعاناة.. وفقدا كل نصرة من القريب والبعيد فما أسهله غنيمة.. وما أيسره هدفا..
والعراق مجموعة من الأطياف المذهبية تقف أغلبها ضد النظام ومتذمرة منه فالأكراد في الشمال في شبه استقلال وعداء كامل للنظام.. والشيعة في الجنوب تحت الحماية بخطوط العرض والطول التي مكنت قوات أمريكا وحليفاتها من مراقبة طلعات القوات الجوية العراقية لأكثر من عشر سنوات قبل الاحتلال.. ولم يبق إلا القليل مما يسمونهم السنة العرب الذين يمثلون في نظرهم نسبة بسيطة مصيرها الزوال.. ولا يمكنها أن تقف أمام مجمل الأطياف والتيارات المعادية لها..
والعراق يسهل تفتيته وجعل جزء منه لإيران وجزء لبعض العرب.. وجزء آخر لتركيا.. إن أحسنت التفاهم مع سيد العراق الجديد (الولا يات المتحدة الأمريكية)..
والعراق لن يجد له من ينصر مقاومته إن وجدت أو متمرديه على الوضع الاستعماري الجديد لا من العرب ولا من غيرهم.. فكل الأنظمة قد ضمن ولاؤها للغرب والمتحالفين ضد العراق.. وإن بقي أحد لم يتم التفاهم معه فهو في الصف المعادي لكل من يحتمل أن يقاوم الاحتلال..

بناء على كل هذه الافتراضات أقدمت سيدة الفجور والاستكبار العالمي على غزو العراق..
وشدما كانت دهشتها حين رأت كل الافتراضات تسقط واحدا بعد الآخر..
فالعراق الذي افترضت أنه لن يجد من يعينه على مقاومته حتى بعد عشر وخمسة عشر عاما كما حدث في فيتنام مثلا قد بدأ المقاومة من أو ل أيام الاحتلال ولم يمهل الاحتلال يوما واحدا لكي يهنأ بالغنيمة.. وكانت المعجزة التي لا تماثلها معجزة في التاريخ حتى المقاومة الشعبية الفيتنامية وهي معجزة مقاومات القرن العشر ين يغير منازع.. كانت كل قوى الشرق معها وامتلكت كل مقومات المواجهة من صواريخ مضادة للطيران ومن دبابات.. ومدافع وغيرها.. ومع ذلك لم تبدأ المقاومة فيها إلا بعد خمسة عشر عاما من الاحتلال.. وكذلك المقاومة الفلسطينية.. بعد خمسة عشر عاما بدأت أو ل طلقة ضد الاحتلال.
والعراق الذي نظام حكمه لا يدعمه أي نظام في العالم.. هذا النظام بدا متماسكا بقياداته وقواعده كما لم يشهد تاريخ كل الأنظمة مثله تماسكا وثباتا واستقتالا في سبيل المبادئ.. استطاع أن يوجد من جيشه وأمنه ونظام حكمة وسائل مقاومة وتصنيع سلاح واتصالات وتشكيلات وتنظيمات وإعلام لا يعلم سرها أحد حتى الآن ولا يعلم أحد كيف تسير أمورها وكلما يستطيع أن يفسره البنتاجون من العمليات التي يقوم بها المقاومون لا يتجاوز 3% من العمليات التي تزيد عن ثمانين عملية يوميا باعترافاتهم ومن بين هذه الثمانين عملية لا يعلم أحد من الناس أكثر من عشرة في المائة مما يتم الإعلان عنها ونسبتها إلى بعض الفصائل وتظل بقية العمليات مقيدة ضد مجهول إعلاميا.. وأمريكيا..
والعراق الذي تآمر عليه كل جيرانه من صفويين وأعراب وأتراك لم يحتج إلى أحد وكلهم محتاجون لخطب وده.. وود مقاومته وكل الأطياف القريبة منها.. لم تتسول المقاومة في باب أحد من الحكام العرب والعجم ولم تطلب رفد أحد ولم تحتج إلى أحد لكنها تظل تنبهههم جميعا أن فجر العراق آت وأن كل مشارك في المؤامرة سيدفع الثمن المناسب في الوقت المناسب وتأمل من الجميع أن يقفوا عند حد في التآمر وعفا الله عما سلف.. ولا ندري إن كان أحد من الجميع.. يسمع أو يعي ما يقوله المقاومون وقياداتهم المنصورة.
والعراق الجيش والشعب اللذان أنهكهما الحصار والحرب وكل التآمر الذي انتهى بدمار كل شيء وإذلال الجميع شعبا وجيشا وآثارا وتاريخا وبنى ومنافع.. هذا العراق العظيم صبر وتجمل وصبر كما لم يصبر ولم يعاني أي شعب قبله في التاريخ ويظل يقدم التضحيات وينزف لكنه لم يستسلم ولم يهن ولم يطلب من أحد أن يعينه غير الله بعد أن استيأس من أن يكون من حوله من إخوانه العرب والمسلمين من يمكن أن يكونوا كما حسبهم أو زعمهم إخوانا..
والعراق الذي ظن أعداؤه أنه مجموعة من الأطياف المتصارعة وبرغم ما فعله به الصفو يون من تمزيق الأواصر والوشائج ووحدة المصير والدم والدين.. وبما يفعله الأمريكان من تمزيق وتحر يض البعض على البعض الآخر بعون أعداء الله وأعداء العراق صفويين وأعراب إلا أنه ظل ذلك الشعب الذي يتوق إلى أصله ويتبرأ من أولئك الأدعياء الخونة الذين استجلبهم الغزو.. ولا يزال يُريَ أعداءه وأصدقاءه أن نسيج الوحدة العربية الإسلامية الإيمانية لم تتفتت رغم كل ما أحدثه أعداء العروبة والإسلام من أعداء العراق العظيم الذي دمر أحلامهم وأطاح بكل مشاريعهم التوسعية.. المقيتة. واستطاع أن يري الجميع أنه هو نفسه العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه له نفس الهم والشعور واليقين والإيمان بوحدته وحريته واستقلاله ومقاومته تتناوب إنزال الضربات في كل أجزاء العراق.. بغير استثناء
والعراق الذي أريد تفتيته وتقسيمه غنائم للدولة الفارسية وغيرها.. استعصى على التفتيت ووقفت قواه الفاعلة ولا تزال تقف ضد التقسيم رغم الرغبة الجامحة التي تدفع حكام العراق الذين نصبهم المحتل لتجزئته تحت مشاريع الفيدرالية وغيرها..
والعراق الذي ظنوا أنه لن يجد له نصيرا من الأنظمة المجاورة لنصرة مقاومته لم يحتج إلى النصرة بل احتاجت هذه الأنظمة نفسها لمن ينصرها ضد أمريكا وضد شعوبها المقاومة وضد القوى المقاومة لأمريكا والغرب فكل نظام محيط بالعراق يعيش همه المستقل ويطلب العون من غيره وتظل المقاومة هي معجزة العصور كلها.. بغير استثناء..

المقاومة العراقية أريد لها أن تكون مقبرة أمريكا وسلطانها وإمبراطوريتها وأريد لها أن تكون مطهرة للأرض العربية المقدسة من دنس الاحتلال الإسرائيلي ولأجل علمهم بهذا فقد قام أعداء العراق بما قاموا به وفعلوا بالعراق ودولته ونظام حكمه وجيشه وقواته وقادته العظام.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون.. ولوكره المشركون.. ولوكره المنافقون..
ستنهزم أمريكا عاجلا غير آجل وستسقط إسرائيل عاجلا غير آجل..
وستسقط عروش لم تعرف العز يوما من أيام دهرها.. وستسقط إمبراطورية الشر التي أرادت أن تنتقم لهزيمتها النكراء من شعب وجيش والعراق بأبشع وسائل الفتك والذبح والعنصرية البغيضة..
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وإننا بهذا لموقنون..
suhailyamany@yahoo. com

شبكة البصرة
الاثنين 28 شعبان 1428 / 10 أيلول 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس