المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرض خطير ينتشر بين الشباب ويكاد يفتك بهم!!



د. محمد اسحق الريفي
19/03/2008, 11:58 AM
أنقذوا الشباب من مرض خطير يكاد يفتك بهم!!
سأبدأ من حيث القضية التي أثارت في خاطري هذا الموضوع ودفعتني للكتابة عنه، وهي قضية خطيرة جداً تفتك بصاحبها قبل أن تضر غيره ممن يحاورهم ويناقشهم، واقصد بذلك الشباب والفتيات الذين يرتادون المنتديات الحوارية السياسية خاصة، فقد بدأ يسري بينهم مرض يمكن أن نسميه مرض "العنف الفكري".

كتب كثير من الناس حول لجوء الأعضاء في حوارهم إلى السب والشتم والهمز واللمز والتجريح والاستهزاء وغير ذلك من الممارسات السيئة... وهذه ليست قضية موضوعنا هذا، وإنما هناك مرض أخطر بكثير له أعراض يمكن ذكر أخطرها فيما يلي.

أعراض المرض:

1- التعصب الأعمى الذي يؤدي إلى رفض اتباع الحق، وعدم العدل، والجور، وعدم تقبل أي نقد للرأي أو الفكرة أو المنهاج، والاعتقاد بالعصمة.
2- الانغلاق الفكري وعدم تقبل آراء الغير وأفكارهم حتى وإن كانت صحيحة وتبين صحتها.
3- إساءة التفسير، واعتماد الظن والهوى أساسا لتفسير مواقف الغير وآرائهم وسلوكهم، رغم ضعف الحجة وعدم وجود الدليل ومخالفة المنطق والعقل، ورغم أن تفسير بعض هذه المواقف والآراء والسلوك يتعلق بالنوايا والضمائر وأشياء أخرى لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
4- ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة وحصرياً، ورفض مبدأ مناقشة الرأي والفكر والمنهج والسلوك، أو حتى رفض مناقشة كيفية الوصول لما يظنه من حقائق، وكأن الأمر سري لا يعرفه إلا من ارتبط بهذا التنظيم أو ذاك.
5- قيام بعض الأعضاء بتقمص بعض الشخصيات المجاهدة، التي تحظى بتاريخ أبيض ناصع وباع طويل في الجهاد والتضحيات، واستغلالها من أجل فرض وجهة نظر المتقمص والاستعلاء على الآخرين والمزاودة عليهم وقمعهم فكريا.
6- تبني مواقف محددة بناء على أوهام وظنون ومغالطات فكرية وفقه مريض وتفسير خطأ للأحاديث الشريفة أو الآيات القرآنية الكريمة، كمن يقول "كل ما هو حسن عند المجاهدين هو حسن عند الله"!!!
7- تبرير الأخطاء ورفض الاعتراف بالخطأ أو التقصير أو الوقوع في الزلات، وكأن من يفعل ذلك حاز عصمة الأنبياء ووصل إلى مرتبة الملائكة.
8- اختزال القضايا وتقزيمها وحشرها في زوايا ضيقة، والتخصيص، والتعميم، والهروب إلى الأمام، وذر الرماد في العيون، والتغني بأمجاد الماضي، والعيش في أوهام المستقبل،...
9- التدليس بمعنى فبركة أدلة للوصول إلى خلاصة ما تناقض الحقيقة.
10- الإرهاب الفكري وحشد المناصرين للعضو لشن هجوم واسع وانتقاد لاذع ضد من يخالفه الرأي والموقف والمنهج والسلوك، واستخدام تعبيرات لاسعة ولاذعة وجارحة لإجبار المحاور على التوقف عن الحوار والنقاش.
11- التقليل من شأن الغير والشعور بالوصول إلى قمة المعرفة والثقافة والتفوق على الغير معرفياً وثقافياً وفكرياً.
12- التلذذ بتخطيء الناس والانتصار عليهم والانتقام منهم حتى لو تم كل ذلك على أساس باطل وبحجج داحضة وذرائع باطلة.

نتائج هذا المرض:

1- هلاك العقل، الذي هو نعمة أنعم الله بها على الإنسان.
2- الكبر، لأن الكبر كما جاء في الحديث الشريف هو بطر الحق وغمط الناس، أي رفض الحق وظلم الناس، ونحن نعلم أنه لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- انتشار التنازع المنهي عنه والذي ينهك الأمة ويفشل جهود العاملين للإسلام ويشتت مواقفهم، ويمكن الأعداء من رقاب شعوبنا العربية والمسلمة، ويذهب ريح أمتنا، كما جاء في القرآن الكريم: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".
4- ضياع الحقيقة، وشيوع التشكيك، وانتشار الشائعات، وعدم الاستفادة من طاقات الأمة، وعدم القدرة على الاستفادة من الخلافات المعبرة عن اختلاف الطاقات والمعارف والقدرات والخبرات والتجارب.
5- إفساح المجال لممارسي الإشاعة والدعاية الرمادية والدعاية السوداء ومن يقلبون الحقائق ويزيفون الوقائع ويسيئون تفسير الأحداث للعمل في أوساط الشباب من كلا الجنسين وإفساد البيئة الافتراضية التي ينشطون فيها.

نسأل الله العفو العافية، وسلامة الصدر، والإخلاص في القول والعمل، والبصيرة.

تحية بالألوان

د. محمد اسحق الريفي
19/03/2008, 11:58 AM
أنقذوا الشباب من مرض خطير يكاد يفتك بهم!!
سأبدأ من حيث القضية التي أثارت في خاطري هذا الموضوع ودفعتني للكتابة عنه، وهي قضية خطيرة جداً تفتك بصاحبها قبل أن تضر غيره ممن يحاورهم ويناقشهم، واقصد بذلك الشباب والفتيات الذين يرتادون المنتديات الحوارية السياسية خاصة، فقد بدأ يسري بينهم مرض يمكن أن نسميه مرض "العنف الفكري".

كتب كثير من الناس حول لجوء الأعضاء في حوارهم إلى السب والشتم والهمز واللمز والتجريح والاستهزاء وغير ذلك من الممارسات السيئة... وهذه ليست قضية موضوعنا هذا، وإنما هناك مرض أخطر بكثير له أعراض يمكن ذكر أخطرها فيما يلي.

أعراض المرض:

1- التعصب الأعمى الذي يؤدي إلى رفض اتباع الحق، وعدم العدل، والجور، وعدم تقبل أي نقد للرأي أو الفكرة أو المنهاج، والاعتقاد بالعصمة.
2- الانغلاق الفكري وعدم تقبل آراء الغير وأفكارهم حتى وإن كانت صحيحة وتبين صحتها.
3- إساءة التفسير، واعتماد الظن والهوى أساسا لتفسير مواقف الغير وآرائهم وسلوكهم، رغم ضعف الحجة وعدم وجود الدليل ومخالفة المنطق والعقل، ورغم أن تفسير بعض هذه المواقف والآراء والسلوك يتعلق بالنوايا والضمائر وأشياء أخرى لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
4- ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة وحصرياً، ورفض مبدأ مناقشة الرأي والفكر والمنهج والسلوك، أو حتى رفض مناقشة كيفية الوصول لما يظنه من حقائق، وكأن الأمر سري لا يعرفه إلا من ارتبط بهذا التنظيم أو ذاك.
5- قيام بعض الأعضاء بتقمص بعض الشخصيات المجاهدة، التي تحظى بتاريخ أبيض ناصع وباع طويل في الجهاد والتضحيات، واستغلالها من أجل فرض وجهة نظر المتقمص والاستعلاء على الآخرين والمزاودة عليهم وقمعهم فكريا.
6- تبني مواقف محددة بناء على أوهام وظنون ومغالطات فكرية وفقه مريض وتفسير خطأ للأحاديث الشريفة أو الآيات القرآنية الكريمة، كمن يقول "كل ما هو حسن عند المجاهدين هو حسن عند الله"!!!
7- تبرير الأخطاء ورفض الاعتراف بالخطأ أو التقصير أو الوقوع في الزلات، وكأن من يفعل ذلك حاز عصمة الأنبياء ووصل إلى مرتبة الملائكة.
8- اختزال القضايا وتقزيمها وحشرها في زوايا ضيقة، والتخصيص، والتعميم، والهروب إلى الأمام، وذر الرماد في العيون، والتغني بأمجاد الماضي، والعيش في أوهام المستقبل،...
9- التدليس بمعنى فبركة أدلة للوصول إلى خلاصة ما تناقض الحقيقة.
10- الإرهاب الفكري وحشد المناصرين للعضو لشن هجوم واسع وانتقاد لاذع ضد من يخالفه الرأي والموقف والمنهج والسلوك، واستخدام تعبيرات لاسعة ولاذعة وجارحة لإجبار المحاور على التوقف عن الحوار والنقاش.
11- التقليل من شأن الغير والشعور بالوصول إلى قمة المعرفة والثقافة والتفوق على الغير معرفياً وثقافياً وفكرياً.
12- التلذذ بتخطيء الناس والانتصار عليهم والانتقام منهم حتى لو تم كل ذلك على أساس باطل وبحجج داحضة وذرائع باطلة.

نتائج هذا المرض:

1- هلاك العقل، الذي هو نعمة أنعم الله بها على الإنسان.
2- الكبر، لأن الكبر كما جاء في الحديث الشريف هو بطر الحق وغمط الناس، أي رفض الحق وظلم الناس، ونحن نعلم أنه لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- انتشار التنازع المنهي عنه والذي ينهك الأمة ويفشل جهود العاملين للإسلام ويشتت مواقفهم، ويمكن الأعداء من رقاب شعوبنا العربية والمسلمة، ويذهب ريح أمتنا، كما جاء في القرآن الكريم: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".
4- ضياع الحقيقة، وشيوع التشكيك، وانتشار الشائعات، وعدم الاستفادة من طاقات الأمة، وعدم القدرة على الاستفادة من الخلافات المعبرة عن اختلاف الطاقات والمعارف والقدرات والخبرات والتجارب.
5- إفساح المجال لممارسي الإشاعة والدعاية الرمادية والدعاية السوداء ومن يقلبون الحقائق ويزيفون الوقائع ويسيئون تفسير الأحداث للعمل في أوساط الشباب من كلا الجنسين وإفساد البيئة الافتراضية التي ينشطون فيها.

نسأل الله العفو العافية، وسلامة الصدر، والإخلاص في القول والعمل، والبصيرة.

تحية بالألوان

جيفار التميمي
19/03/2008, 10:03 PM
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه
اللهم سخر أقلامنا للدفاع عن دينك ، ونبيك ، وقرآنك ، وعرض نبيك ، وصحابة نبيك .

جيفار التميمي
19/03/2008, 10:03 PM
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه
اللهم سخر أقلامنا للدفاع عن دينك ، ونبيك ، وقرآنك ، وعرض نبيك ، وصحابة نبيك .

د. محمد اسحق الريفي
19/03/2008, 10:12 PM
أخي الكريم جيفار التميمي،

إذا لم يهتم المثقفون بالشارع العربي ويتصدوا للظواهر السلبية التي تسود فيه فمن سيقوم بهذا الواجب؟!

أترك الإجابة للمثقفين.

د. محمد اسحق الريفي
19/03/2008, 10:12 PM
أخي الكريم جيفار التميمي،

إذا لم يهتم المثقفون بالشارع العربي ويتصدوا للظواهر السلبية التي تسود فيه فمن سيقوم بهذا الواجب؟!

أترك الإجابة للمثقفين.

شيزر منيب علوان
19/03/2008, 11:17 PM
الأخ الكريم أ.د. محمد اسحق الريفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يُسمى هذا المرض - فيما أعلم - بـ(المراهقة الفكرية) التي تعكس غياب النضج الفكري, وهي مرحلة يمر بها معظم الشباب, وتتحدد مدتها بالظروف المحيطة بكل شاب وشابة, فتقصر مدتها إذا وُجد من أهل الشاب أو أقاربه أو أرحامه أو أصدقاءه من يوجهه بحكمة, وتطول إذا تُرك الشاب على هواه دون نُصح.

وسبب ظهور هذا المرض جلياً في النقاشات على الانترنت هو السماح للناس من كافة الأعمار بالنقاش دون وجود ضوابط عمرية أو فكرية أو تنظيمية محددة.


والله أعلم

شيزر منيب علوان
19/03/2008, 11:17 PM
الأخ الكريم أ.د. محمد اسحق الريفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يُسمى هذا المرض - فيما أعلم - بـ(المراهقة الفكرية) التي تعكس غياب النضج الفكري, وهي مرحلة يمر بها معظم الشباب, وتتحدد مدتها بالظروف المحيطة بكل شاب وشابة, فتقصر مدتها إذا وُجد من أهل الشاب أو أقاربه أو أرحامه أو أصدقاءه من يوجهه بحكمة, وتطول إذا تُرك الشاب على هواه دون نُصح.

وسبب ظهور هذا المرض جلياً في النقاشات على الانترنت هو السماح للناس من كافة الأعمار بالنقاش دون وجود ضوابط عمرية أو فكرية أو تنظيمية محددة.


والله أعلم

أبويزيدأحمدالعزام
19/03/2008, 11:26 PM
استاذي البروفيسور الريفي:تحية طيبة لك دراسة كاملة شاملة مفيدة,هذه مشاكل سن المراهقة والمراهقة الفكرية وانت ادرى الناس بما انك استاذ جامعي, تمتد المراهقة الفكرية في بعض الاحيان الى سن الثلاثين السبب الرئيسي هو عدم التوعية الجيدة في المنزل وحب الظهور لدى الشباب والشابات, وهذا هو هدف البرامج الهابطة على التلفزة المدعومة من جهات صهيونية لوضع هذا الميول والعنف الفكري لدى الشباب والشابات,
8- اختزال القضايا وتقزيمها وحشرها في زوايا ضيقة، والتخصيص، والتعميم، والهروب إلى الأمام، وذر الرماد في العيون، والتغني بأمجاد الماضي، والعيش في أوهام المستقبل،...
اعجبتني هذه النقطة التغني بأمجاد الماضي وعدم صنع شيء للمستقبل أي عدم وجود هدف محدد والعيش على الأوهام.
تحية طيبة لك وشكرا على هذه الدراسة القيمة.

أبويزيدأحمدالعزام
19/03/2008, 11:26 PM
استاذي البروفيسور الريفي:تحية طيبة لك دراسة كاملة شاملة مفيدة,هذه مشاكل سن المراهقة والمراهقة الفكرية وانت ادرى الناس بما انك استاذ جامعي, تمتد المراهقة الفكرية في بعض الاحيان الى سن الثلاثين السبب الرئيسي هو عدم التوعية الجيدة في المنزل وحب الظهور لدى الشباب والشابات, وهذا هو هدف البرامج الهابطة على التلفزة المدعومة من جهات صهيونية لوضع هذا الميول والعنف الفكري لدى الشباب والشابات,
8- اختزال القضايا وتقزيمها وحشرها في زوايا ضيقة، والتخصيص، والتعميم، والهروب إلى الأمام، وذر الرماد في العيون، والتغني بأمجاد الماضي، والعيش في أوهام المستقبل،...
اعجبتني هذه النقطة التغني بأمجاد الماضي وعدم صنع شيء للمستقبل أي عدم وجود هدف محدد والعيش على الأوهام.
تحية طيبة لك وشكرا على هذه الدراسة القيمة.

معين الكلدي
19/03/2008, 11:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الدكتور القدير

محمد إسحاق الريفي

أشكرك على الطرح المتزن القليل الأسطر المتشعب الشجون والمكثف جداً جداً .
دعني أضيف من خلال خبرتي التي لا بأس بها في الكثير من المنتديات الثقافية والدينية والأدبية ولعلّي أوسع دائرة الضوء أكثر وأكثر فالأمر لم يعد يقتصر على الشباب وللأسف الشديد بل من جاوز الخمسين والستين ومن حصل على الماجستير والدكتوراة هم الغالبية العظمى اليوم .. أليس هذا أمراً مستغرباً ؟!!

ظهر في الساحة الإسلامية والعربية تيار يريد أن يكسر الحواجز في النقاشات الدينية خاصةً وبعض النقاشات السياسية والتاريخية فرأيه مقدم على الدليل (( الصريح !! )) من القرآن الكريم والسنة والنبوية المطهرة وبدا وكأن الأمة قد بلغ فيها الإستهزاء بالنصوص مبلغاً فاحشاً ما سبقها به أحد من العالمين وهذا كله في إطار (( حرية الرأي والتعبير )) التي تشدق بها الغرب فأصبحت ديدن المثقفين العرب اليوم بل عقيدتهم الغراء .. أحسبها كذلك ولي العذر ..

إن الحضارة والتطور العقلي والتقني لا تعني بأي حالٍ من الأحوال هدم أسلوب الطرح المتزن ومن ثم هدم النقاش المبني على دليلٍ متين .

وأصبح العقلانيون (( مصطلح ينصبُّ في الذين يزنون الآيات و الأحاديث النبوية الشريفة بعقولهم المجردة دون الرجوع إلى كتب الشروح ومجلدات التفاسير ورأي سلف الأمة وجهابذتها ويتحججون بفقه الواقع وما درسوا الفقه أصلاً )) هم الفرقة الطاغية من جمهرة المثقفين الذين شابت ذقونهم وهم في أبّهة شهاداتهم ظنوا أنهم بلغوا المنتهى في العلم مما خولهم تجاوز الحد المسموح به في التكلم عن مواضيع ومحاولة قلب وغربلة فتاويها التي أجمعت عليها الأمة منذ أكثر من 1000 سنة .

المشكلة أيه السادة الكرام أن المعايير اختلة إختلالاً مجحفاً فنرى العواطف هي التي تقود دفة الأمة لا العقل السليم الذي لا يكون سليماً إلا إذا قدم النقل (( الكتاب والسنة )) على أفكاره وآرائه وأصبح الكل يفتي ويجيز ويلمز أهل العلم الذين ضحوا بجل أوقاتهم في خدمة الدين بالتشدد إن كانت الحجة معهم فقط لإن الفتوى خالفت هواه وحسب وأصبحت الأولويات حماسية محضة وهي للأسف لحظية تختفي باختفاء المحفز والمثير لها .

لا شك أن الطبيعة البشرية لا تتماثل وهي في التباين تتمحور ولا شك أن هذا العصر المكتض بمليارات الكائنات البشرية وآلاف العقائد والمذاهب والملل في وجود الشبكة العنكبوتية .. هذا كله يوسّع هوة الإلتقاء ويفتح جبهات مبثوثة في أدمغة العقلاء من مثقفي الأمة لكن إن كان أصل التحاور ثابت بحيث لنا منهج لا ننزاح عنه قيد أنملة وهو هذا الدستور العظيم (( القرآن الكريم )) والسنة النبوية المكملة لهذا الدستور (( وهو دستور دنيوي وأخروي )) سوف تُحل جميع مشاكلنا الداخلية والخارجية وسوف نهزم العدو في أول جولة لأن الله يقول في محكم التنزيل (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) .. فهلاّ جعلنا ميزان الإختلاف في الآراء أن نردها لهذا الدستور الخالد العظيم ؟؟!!

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

أكليل ودٍّ ومحبة

أخوكم

معين الكلدي
19/03/2008, 11:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الدكتور القدير

محمد إسحاق الريفي

أشكرك على الطرح المتزن القليل الأسطر المتشعب الشجون والمكثف جداً جداً .
دعني أضيف من خلال خبرتي التي لا بأس بها في الكثير من المنتديات الثقافية والدينية والأدبية ولعلّي أوسع دائرة الضوء أكثر وأكثر فالأمر لم يعد يقتصر على الشباب وللأسف الشديد بل من جاوز الخمسين والستين ومن حصل على الماجستير والدكتوراة هم الغالبية العظمى اليوم .. أليس هذا أمراً مستغرباً ؟!!

ظهر في الساحة الإسلامية والعربية تيار يريد أن يكسر الحواجز في النقاشات الدينية خاصةً وبعض النقاشات السياسية والتاريخية فرأيه مقدم على الدليل (( الصريح !! )) من القرآن الكريم والسنة والنبوية المطهرة وبدا وكأن الأمة قد بلغ فيها الإستهزاء بالنصوص مبلغاً فاحشاً ما سبقها به أحد من العالمين وهذا كله في إطار (( حرية الرأي والتعبير )) التي تشدق بها الغرب فأصبحت ديدن المثقفين العرب اليوم بل عقيدتهم الغراء .. أحسبها كذلك ولي العذر ..

إن الحضارة والتطور العقلي والتقني لا تعني بأي حالٍ من الأحوال هدم أسلوب الطرح المتزن ومن ثم هدم النقاش المبني على دليلٍ متين .

وأصبح العقلانيون (( مصطلح ينصبُّ في الذين يزنون الآيات و الأحاديث النبوية الشريفة بعقولهم المجردة دون الرجوع إلى كتب الشروح ومجلدات التفاسير ورأي سلف الأمة وجهابذتها ويتحججون بفقه الواقع وما درسوا الفقه أصلاً )) هم الفرقة الطاغية من جمهرة المثقفين الذين شابت ذقونهم وهم في أبّهة شهاداتهم ظنوا أنهم بلغوا المنتهى في العلم مما خولهم تجاوز الحد المسموح به في التكلم عن مواضيع ومحاولة قلب وغربلة فتاويها التي أجمعت عليها الأمة منذ أكثر من 1000 سنة .

المشكلة أيه السادة الكرام أن المعايير اختلة إختلالاً مجحفاً فنرى العواطف هي التي تقود دفة الأمة لا العقل السليم الذي لا يكون سليماً إلا إذا قدم النقل (( الكتاب والسنة )) على أفكاره وآرائه وأصبح الكل يفتي ويجيز ويلمز أهل العلم الذين ضحوا بجل أوقاتهم في خدمة الدين بالتشدد إن كانت الحجة معهم فقط لإن الفتوى خالفت هواه وحسب وأصبحت الأولويات حماسية محضة وهي للأسف لحظية تختفي باختفاء المحفز والمثير لها .

لا شك أن الطبيعة البشرية لا تتماثل وهي في التباين تتمحور ولا شك أن هذا العصر المكتض بمليارات الكائنات البشرية وآلاف العقائد والمذاهب والملل في وجود الشبكة العنكبوتية .. هذا كله يوسّع هوة الإلتقاء ويفتح جبهات مبثوثة في أدمغة العقلاء من مثقفي الأمة لكن إن كان أصل التحاور ثابت بحيث لنا منهج لا ننزاح عنه قيد أنملة وهو هذا الدستور العظيم (( القرآن الكريم )) والسنة النبوية المكملة لهذا الدستور (( وهو دستور دنيوي وأخروي )) سوف تُحل جميع مشاكلنا الداخلية والخارجية وسوف نهزم العدو في أول جولة لأن الله يقول في محكم التنزيل (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) .. فهلاّ جعلنا ميزان الإختلاف في الآراء أن نردها لهذا الدستور الخالد العظيم ؟؟!!

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

أكليل ودٍّ ومحبة

أخوكم

د. محمد اسحق الريفي
01/04/2008, 08:00 PM
أخي الكريم الأستاذ شيزر محمد منيب علوان،

ما تفضلت به في مشاركتك الكريمة يتعلق بجانب من المشكلة، وهو غياب النضج الفكري، أو المراهقة الفكرية، ولكن نحن نتناول هنا مرضاً خطيراً سببه التعصب، سواء أكان هذا التعصب فكري أو حزبي أو سياسي أو حتى ديني، وهو مرض منتشر بين أعضاء الحركات والتنظيمات الموجودة على الساحة العربية والإسلامية، ويغذي هذا المرض المنتديات الحوارية التي يتستر أعضاؤها خلف أسماء مستعارة ووهمية، ليخفوا وراءها حقيقتهم ويمارسوا ما شاءوا من النفاق والعنف الفكري وغير ذلك من الأمراض، وسأتحدث في مشاركات قادمة إن شاء الله حول قضية المنتديات الحوارية، خاصة تلك المنتديات التي تدعي أنها تدعم المقاومة الفلسطينية، ولكنها في الحقيقة تسيء للمقاومة وتعلم الناس الأخلاق السوقية وتغذي العنف الفكري والتعصب الباطل.

وبالله التوفيق.

د. محمد اسحق الريفي
01/04/2008, 08:06 PM
أخي العزيز الدكتور أبوهاجرأحمدالعزام،

هي بالفعل مراهقة فكرية لدى صغار السن، ولكن ماذا نقول عن كبار السن الذين ينشرون هذا المرض ويؤسسون له في ثقافة الشباب في مجتمعاتنا؟! المنتديات الحوارية تشجع أعضاءها بطرق عديدة للتعصب الحزبي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى ما نلاحظه من عنف فكري في مجتمعاتنا، فبعض المنتديات الحوارية التي تركز على القضية الفلسطينية تعمق الانقسام السياسي في المجتمع الفلسطيني من خلال تغذيتها للعنف الفكري لدى الشباب.

والله المستعان.

د. محمد اسحق الريفي
01/04/2008, 08:14 PM
أخي الفاضل الأستاذ معين الكلدي،

أشكرك جزيلاً على هذه الإضافة النوعية للموضوع، والتي تؤكد غياب المرجعية الإسلامية إلى حد كبير لدى فئة من الجيل الناشئ، والإنترنت أسهمت بشكل كبير في هذا الغياب، حيث يصبح الإنترنتي الذي يقبع معظم أوقاته يحاور ويجادل في المنتديات الحوارية متحللاً من أي مرجعية أخلاقية أو دينية أو إنسانية، فهو مرجعية نفسه، وهذا هو جوهر العولمة التي ترعاها الولايات المتحدة، حيث يصبح الإنسان بمقتضى هذه العولمة مواطناً عالمياً دون وطن أو قيم أو ثقافة أو مرجعية دينية، فعلى الأمة أن تنتبه لهذا المرض الخطير.

والله المستعان.

د. محمد اسحق الريفي
02/04/2008, 03:18 PM
خطر المنتديات الحوارية الشوارعية على الجيل الناشئ،

هناك منتديات حوارية تغيب عنها المرجعيات الأخلاقية والدينية والوطنية، حتى وإن تسمَّت تلك المنتديات بأجمل الأسماء وزعمت أن غايتها شريفة، فلا شرف مع غياب الأخلاق والدين والقيم والمبادئ الإنسانية، ولا شرف مع القمع الفكري والعنف الفكري والاستبداد الفكري، فتلك المنتديات تحولت إلى ما يشبه الشارع أو السوق، حيث يتحاور الأعضاء من ذوي الأسماء المستعارة بطريقة بشعة للغاية يأنف منها أصحاب القيم الرفيعة، والأدهى والأمر أن إدارة تلك المنتديات تقمع كل من لا يؤيدها في الأسلوب حتى وإن التقت معه في الفكر والأهداف، فالولاء عند القائمين على تلك المنتديات يجب أن يكون لهم وليس للغاية والهدف والدين والوطن.

والمصيبة الكبرى أن إدارة تلك المنتديات التي تستهوي السذج ومدمني الإنترنت والذين يعانون من عزلة اجتماعية ومشاكل أخرى، تستقوي على الأعضاء بما تمتلكه من صلاحيات إدارية، فيصبح العضو الساذج مضطراً إلى التماهي مع تلك الإدارة والتساوق معها ومع أساليبها ونهجها، ما يشكل خطراً كبيراً على أخلاق الشباب من كلا الجنسين، ويعمق المشاكل الناتجة عن التطاحن والناحر بين القوى السياسية المتخاصمة.

تلك المنتديات غريبة جداً، إذ يقوم الحوار فيها على أساس السب والشتم والاستقواء لا على أساس المنطق والحجة والدليل والبرهان والموضوعية وأدب الحوار، فهذا يسب فلاناً ليأتي آخر ويرد عليه فيسب علاناً، وهكذا يمضي مسلسل السب والشتم إلا أن تأتي الإدارة وتدعم من يتماهى معها في الأسلوب والفكر... فتباً لمثل تلك المنتديات الشوارعية، التي لا ترقب في شعبنا إلاً ولا ذمة، ولا يهمها إلا أن يصفق لها الأعضاء السذج ويمدحون كبار الرداحين في تلك المنتديات.

لا تحية لشياطين الإنس!

د. محمد اسحق الريفي
19/04/2008, 11:20 AM
.
.
.
.
.لا تحية لشياطين الإنس!
.
.
.
.
.