المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الوعي السياسي



د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 08:06 PM
صناعة الوعي السياسي
حلقات في موضوع صناعة الوعي السياسي تتضمن:
1. مفهوم السياسة في الإسلام.
2. الوعي السياسي.
3. أهمية الوعي السياسي.
4. صناعة الوعي السياسي.
5- ما الذي نحتاجه لممارسة صناعة الوعي السياسي.
6- المهارات اللازمة لصناعة الوعي السياسي.
7- أدوات صناعة الوعي السياسي.
8- ميادين صناعة الوعي السياسي.
9- المساهمة في صناعة الوعي السياسي.
10- صناعة الوعي السياسي في أوساط الشباب.
11- أهمية المنتديات الحوارية في صناعة الوعي السياسي.
12- المساهمة في عملية التغيير المنشود.

د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 08:06 PM
صناعة الوعي السياسي
حلقات في موضوع صناعة الوعي السياسي تتضمن:
1. مفهوم السياسة في الإسلام.
2. الوعي السياسي.
3. أهمية الوعي السياسي.
4. صناعة الوعي السياسي.
5- ما الذي نحتاجه لممارسة صناعة الوعي السياسي.
6- المهارات اللازمة لصناعة الوعي السياسي.
7- أدوات صناعة الوعي السياسي.
8- ميادين صناعة الوعي السياسي.
9- المساهمة في صناعة الوعي السياسي.
10- صناعة الوعي السياسي في أوساط الشباب.
11- أهمية المنتديات الحوارية في صناعة الوعي السياسي.
12- المساهمة في عملية التغيير المنشود.

د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 08:11 PM
(1)
مفهوم السياسة في الإسلام
السياسة – في الإسلام – هي عملية متعددة الجوانب تهدف إلى الحفاظ على وجود الأمة وكيانها من خلال: رعاية شئونها ومصالحها، والدفاع عن ثقافتها وحضارتها، وحماية أوطانها وحدودها، ومواجهة التحديات التي تهدد وجودها، والحفاظ على هيبتها، والارتقاء بها إلى موقع الأستاذية بين الأمم، وأداء رسالتها الإسلامية.

وتشمل هذه العملية كل ما من شأنه أن يحقق ما سبق (رعاية شئون الأمة) في أي من المجالات التالية: التربوية والتعليمية، والثقافية، والإعلامية، والتجارية والاقتصادية، والعمل والإنتاج بكل أنواعه، والصحية والبيئية، والإدارية ونظام الحكم، والسلطة، والعسكرية، والأمنية، والاجتماعية، والعلاقات الدولية، والفنية الرياضية...

ولذلك ليس صحيحاً ما يزعمه البعض – من دعاة فصل الإسلام عن السياسة – أن السياسة تقتصر على شؤون الحكم والسلطة والعلاقات الدولية، وأن لا علاقة للسياسة بالدين.

كما أن الحديث عن السياسة والتعامل مع أمورها وكأنها رجس من عمل الشيطان هو خطأ كبير يتعارض مع الشرع والعقل والمنطق، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

والمسؤولية السياسة، والعمل السياسي بهذا المفهوم الشامل، لا تقتصر على النظام الحاكم والسلطة، بل هي مسؤولية فردية وجماعية يشترك فيها الجميع، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية والتي تتمثل في تقسيمها إلى دويلات وشعوب، حيث انتقلت هذه الشعوب من الاهتمام بالأمة إلى الاهتمام بالوطن والبلد الصغير، بل كثير من العرب والمسلمين في هذه الدول الفتات لا ينشغلون إلا بما يحقق مصالحهم الفردية حتى وإن أدى ذلك إلى الإضرار بمصالح الأمة وتمكين الأعداء من النيل منها والانتصار عليها.

د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 08:11 PM
(1)
مفهوم السياسة في الإسلام
السياسة – في الإسلام – هي عملية متعددة الجوانب تهدف إلى الحفاظ على وجود الأمة وكيانها من خلال: رعاية شئونها ومصالحها، والدفاع عن ثقافتها وحضارتها، وحماية أوطانها وحدودها، ومواجهة التحديات التي تهدد وجودها، والحفاظ على هيبتها، والارتقاء بها إلى موقع الأستاذية بين الأمم، وأداء رسالتها الإسلامية.

وتشمل هذه العملية كل ما من شأنه أن يحقق ما سبق (رعاية شئون الأمة) في أي من المجالات التالية: التربوية والتعليمية، والثقافية، والإعلامية، والتجارية والاقتصادية، والعمل والإنتاج بكل أنواعه، والصحية والبيئية، والإدارية ونظام الحكم، والسلطة، والعسكرية، والأمنية، والاجتماعية، والعلاقات الدولية، والفنية الرياضية...

ولذلك ليس صحيحاً ما يزعمه البعض – من دعاة فصل الإسلام عن السياسة – أن السياسة تقتصر على شؤون الحكم والسلطة والعلاقات الدولية، وأن لا علاقة للسياسة بالدين.

كما أن الحديث عن السياسة والتعامل مع أمورها وكأنها رجس من عمل الشيطان هو خطأ كبير يتعارض مع الشرع والعقل والمنطق، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

والمسؤولية السياسة، والعمل السياسي بهذا المفهوم الشامل، لا تقتصر على النظام الحاكم والسلطة، بل هي مسؤولية فردية وجماعية يشترك فيها الجميع، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية والتي تتمثل في تقسيمها إلى دويلات وشعوب، حيث انتقلت هذه الشعوب من الاهتمام بالأمة إلى الاهتمام بالوطن والبلد الصغير، بل كثير من العرب والمسلمين في هذه الدول الفتات لا ينشغلون إلا بما يحقق مصالحهم الفردية حتى وإن أدى ذلك إلى الإضرار بمصالح الأمة وتمكين الأعداء من النيل منها والانتصار عليها.

د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 11:51 PM
الزملاء الأفاضل والزميلات الفضليات،

ما الذي يدفعني للكتابة حول صناعة الوعي السياسي؟

المنتديات الحوارية باتت تحظى باهتمام واسع في أوساط الشباب، فنسبة كبيرة من الجيل الناشيء تؤم المنتديات الحوارية وتقضي فيها ساعات طويلة، ولذلك كان لا بد من التركيز على توظيف هذا الإقبال الشبابي على المنتديات فيما يخدم الجيل الناشيء والشباب والأمة، وقد كتبت في هذا الموضوع بعض النقاط الهامة التي أحسبها تساعد في تحقيق الفائدة:

1- التركيز على ترسيخ المبادئ والقيم لدى الأعضاء ونشر الأفكار وإقناع الأعضاء بها عبر تقديم البرهان والدليل.
2- ربط الأعضاء بالغاية الأساسية لكل مسلم، وهي نيل مرضاة الله عز وجل من خلال الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية ونشر الإسلام ودعوة الناس إلى الخير.
3- تقديم مادة علمية وتربوية وإيمانية من خلال المواضيع المنشورة لضمان تشكيل وعي الأعضاء ومساعدتهم على تكوين رؤى ثاقبة ووجهات نظر صحيحة بعيدًا عن العاطفية والانفعال وردات الفعل.
4- ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة والتعاون والتطوع والعمل الجماعي المنظم والمبادرة إلى النشاط والتفكير الإبداعي والإيجابية في التعامل مع كافة القضايا والأحداث.
5- نشر ثقافة الوحدة بين المسلمين والاهتمام بقضايا الأمة المصيرية من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا وتحليل الأحداث.
6- ربط الأحداث والقضايا بعضها ببعض لتشكيل الصورة الحقيقية الكاملة للتحديات التي تواجه الأمة وأوضاع الشعوب العربية والإسلامية.
7- الاهتمام بالدورات التثقيفية ودورات التوعية السياسية والتي يتم فيها التفاعل بطرق مختلفة بين الأعضاء والقائمين على هذه الدورات لإثراء النقاش وتحقيق أهدافها.
8- التنسيق بين التجمعات الفكرية التي تتقاطع فيما بينها في الأهداف وذلك من خلال التبادل المعرفي واستضافة العلماء والمفكرين فيها.
9- تشجيع العمل الجماعي والعمل بروح الفريق في إنجاز المهام وتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات.
10- الربط بين المنتديات وبين الأنشطة في العالم الحقيقي حتى لا تكون هذه المنتديات مجرد وسيلة للتفريغ العاطفي والتسلية وإضاعة الوقت.

ويأتي الحديث عن صناعة الوعي السياسي في هذا السياق.

د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 11:51 PM
الزملاء الأفاضل والزميلات الفضليات،

ما الذي يدفعني للكتابة حول صناعة الوعي السياسي؟

المنتديات الحوارية باتت تحظى باهتمام واسع في أوساط الشباب، فنسبة كبيرة من الجيل الناشيء تؤم المنتديات الحوارية وتقضي فيها ساعات طويلة، ولذلك كان لا بد من التركيز على توظيف هذا الإقبال الشبابي على المنتديات فيما يخدم الجيل الناشيء والشباب والأمة، وقد كتبت في هذا الموضوع بعض النقاط الهامة التي أحسبها تساعد في تحقيق الفائدة:

1- التركيز على ترسيخ المبادئ والقيم لدى الأعضاء ونشر الأفكار وإقناع الأعضاء بها عبر تقديم البرهان والدليل.
2- ربط الأعضاء بالغاية الأساسية لكل مسلم، وهي نيل مرضاة الله عز وجل من خلال الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية ونشر الإسلام ودعوة الناس إلى الخير.
3- تقديم مادة علمية وتربوية وإيمانية من خلال المواضيع المنشورة لضمان تشكيل وعي الأعضاء ومساعدتهم على تكوين رؤى ثاقبة ووجهات نظر صحيحة بعيدًا عن العاطفية والانفعال وردات الفعل.
4- ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة والتعاون والتطوع والعمل الجماعي المنظم والمبادرة إلى النشاط والتفكير الإبداعي والإيجابية في التعامل مع كافة القضايا والأحداث.
5- نشر ثقافة الوحدة بين المسلمين والاهتمام بقضايا الأمة المصيرية من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا وتحليل الأحداث.
6- ربط الأحداث والقضايا بعضها ببعض لتشكيل الصورة الحقيقية الكاملة للتحديات التي تواجه الأمة وأوضاع الشعوب العربية والإسلامية.
7- الاهتمام بالدورات التثقيفية ودورات التوعية السياسية والتي يتم فيها التفاعل بطرق مختلفة بين الأعضاء والقائمين على هذه الدورات لإثراء النقاش وتحقيق أهدافها.
8- التنسيق بين التجمعات الفكرية التي تتقاطع فيما بينها في الأهداف وذلك من خلال التبادل المعرفي واستضافة العلماء والمفكرين فيها.
9- تشجيع العمل الجماعي والعمل بروح الفريق في إنجاز المهام وتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات.
10- الربط بين المنتديات وبين الأنشطة في العالم الحقيقي حتى لا تكون هذه المنتديات مجرد وسيلة للتفريغ العاطفي والتسلية وإضاعة الوقت.

ويأتي الحديث عن صناعة الوعي السياسي في هذا السياق.

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
24/03/2008, 03:43 AM
الأستاذ الدكتور محمد الريفي
تحياتي وأحترامي
أوليات الوعي السياسي شعور الفرد بذاته، وأنه مواطن معتبر وليس مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة . وأن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات . ولافرق بين فقير وغني ، دون إرهاب أو تخويف أوترويع، وأن حق المواطنة مكفول بنص القانون والدستور للجميع دون تمييز ديني أوعرقي أو ثقافي . وأن من حقه أن يحصل على نصيبه من الدخل القومي لا يستأثر به نفر قليل ويحرم منه جموع الشعب، وأن العمل حق يكفله المجتمع والدستور، وأن له صوت انتخابي لا يتم تزويره، كل ذلك يجعل المواطن مقبلا على توعية ذاته وتزويدها بالمعلومات وأن أي معلومة مهما صغرت لها أهميتها وخطرها فلا يكون عزوفا عن المشاركة في المنظمات الأهلية والتجمعات المدنية والدستورية مادام رأيه معتبرا ومسموعا .
أحمد الشافعي

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
24/03/2008, 03:43 AM
الأستاذ الدكتور محمد الريفي
تحياتي وأحترامي
أوليات الوعي السياسي شعور الفرد بذاته، وأنه مواطن معتبر وليس مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة . وأن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات . ولافرق بين فقير وغني ، دون إرهاب أو تخويف أوترويع، وأن حق المواطنة مكفول بنص القانون والدستور للجميع دون تمييز ديني أوعرقي أو ثقافي . وأن من حقه أن يحصل على نصيبه من الدخل القومي لا يستأثر به نفر قليل ويحرم منه جموع الشعب، وأن العمل حق يكفله المجتمع والدستور، وأن له صوت انتخابي لا يتم تزويره، كل ذلك يجعل المواطن مقبلا على توعية ذاته وتزويدها بالمعلومات وأن أي معلومة مهما صغرت لها أهميتها وخطرها فلا يكون عزوفا عن المشاركة في المنظمات الأهلية والتجمعات المدنية والدستورية مادام رأيه معتبرا ومسموعا .
أحمد الشافعي

Dr. Schaker S. Schubaer
24/03/2008, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (01): نعم الاختيار وخطوة مباركة

عندما يفكر الإنسان في وضع أمته، وكيف يمكنه الأخذ بيدها، فهذا يعني أنها شأن الأمة بدأ يأخذ من فكره حيزاً، وهو أمر هام. والأهم أن ينزل بهذا الفكر إلى الواقع. كما يقول كيبلنج:

If you can dream--and not make dreams your master
If you can think--and not make thoughts your aim

كما قال شاعرنا الكبير هلال الفارع في شرطية كيبلنج:

وإنْ غَدَوْتَ إلـى فِكْـرٍ، ولَسْـتَ بِـهِ***مُسَاوِيًـا قِيمَـةَ الأَفْـكـارِ بِــالأَرَبِ

بهذه الطريقة نغير الواقع، وننتقل به إلى الأفضل.

خطوة مباركة التي قمت بها أخي الكريم أ.د. محمد الريفي زرع الفكر في الواقع والحياة، فاسمح لي أن أثمن هذه الخطوة غالياً وابارك لك وللأمة ولواتا بها.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
24/03/2008, 09:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (02): إتساع مدلول مفهوم السياسة

أوافق أخي الكريم أ.د. محمد الريفي على المدلول الواسع لمفهوم السياسة. فهي تتناول إدارة المجتمع (=الأمة) ككل وبمكوناته التنظيمية. وعملية أختزال مفهوم السياسة وتضييقه هو تسطيح غير مسوغ للمفهوم في نفس الوقت.

والدستور هو المرجعية لأي ممارسات مجتمعية ومنها سياسات ممكن أن تضعها أي إدارة، فإن قامت حكومة ما بوضع قانون ما، فيمكن الطعن في دستوريته من خلال القضاء المستقل. ويتفرع عنها سياسات في كافة المجالات، فهناك سياسات إقتصادية وسياسات تربوية، وسياسات تشريعية (في سن القوانين). ويظل الدستور وهو القرأن في الدولة الإسلامية هو المرجعية لهذه السياسات. وتعتبر السنة بمثابة حالات يهتدي ويسترشد بها كسابقات مرجعية.

ثم يبدأ الجانب التنفيذي وهو الإجرائيات لتنفيذ السياسات، وهي أيضاً لا بد أن تكون أن تتوافق مع المرجعية الدستورية.

ويغطي مفهوم السياسة نشاطات المجتمع من بلورة المؤسسات وبلورة السلطات الثلاث داخل الدولة إلى انتخاب الحاكم إلى حقوق وواجبات الحاكم إلى حقوق وواجبات المواطنين إلى مؤسسات المجتمع سواء كانت حكومة الأهلية والعلاقة بين مؤسسات المجتمع أو الدولة.

وبالله التوفيق،،،

د. محمد اسحق الريفي
24/03/2008, 08:10 PM
أستاذنا القدير الدكتور شاكر شبير،

لوحاتك القيمة، وكلها قيمة، دائماً تتضمن إضافة نوعية للموضوع وطرح منطقي يساعد على إنضاج الأفكار وحبكها، ويؤدي إلى اتساع أفق النقاش والحوار والتفكير. وفي الحقيقة دائماً أستعذب ما تكتب من كلام لطيف وحكم وقواعد منطقية، ويشرفني أن استفيد من علمكم العميق والواسع وأتعلم من حكمتكم، فلك مني كل التحايا العطرة والشكر والتقدير.

ودمتم ذخراً للإسلام والمسلمين

د. محمد اسحق الريفي
24/03/2008, 08:18 PM
(2)
الوعي السياسي
الوعي هو إدراك الإنسان لما حوله، وشعوره بنفسه وما يحيط به، وفهمه للواقع الذي يعيش فيه، ورؤيته الواضحة لطريق نجاحه وتحقيق أهدافه.

وعرف آخرون الوعي بأنه إدراك الفرد ومؤسسات المجتمع المختلفة بمسؤولياتهم الكبرى في بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة والسعي لدفع عملية النهضة والتقدم المعنوي والمادي من خلال إصلاح الفكر والسلوك والواقع.

أما الوعي السياسي، فقد عرفه علماء الأمة بأنه إدراك واقع المسلمين وواقع العالم، بكل ما يعنيه ذلك من معرفة طبيعة العصر، ومشكلات البشر، والقوى الفاعلة والمؤثرة – الظاهرة والخفيّة – في مواقع القرار، لتكون هذه المعرفة مساعدة في حسن رعاية الأمة ومصالحها، ودفع المفاسد والأخطار عنها.

لذلك فالوعي السياسي من وجهة نظر إسلامية، هو إدراك الإنسان لما حوله على أساس العقيدة الإسلامية ومن خلال علاقته بمكونات الأمة والمجتمع الذي يعيش فيه وثقافته وتاريخه، وشعوره بنفسه وما يحيط به، وفهمه للواقع الذي يعيش فيه، ورؤيته الواضحة لطريق نجاحه وتحقيق أهدافه، وذلك في إطار من التزام الفرد بالإسلام – فكراً ومنهجاً وسلوكاً – وشعوره بالمسؤولية تجاه الأمة وقضاياها، وتَبَصُّره الدائم والهادف لدوره في نهضة الأمة، وامتلاكه دوافع العمل الجماعي للدفاع عن الأمة والعمل من أجل رقيها ورفعتها.

وبهذا يكون الوعي السياسي الفاعل هو أحد أهم ضرورات تحقيق أهداف السياسة والعمل السياسي على المستويين الفردي والجماعي.

سؤال: ولكن كيف يمكن أن يتحقق الوعي لدى الأفراد؟ هل يتحقق بالحصول على المعرفة من خلال جمع المعلومات وحفظها؟

الإجابة: المعرفة ضرورية للوعي السياسي ولكنها غير كافية، فتحقيق الوعي السياسي يحتاج بالإضافة للمعرفة إلى:
1. جهد ووعي جماعي لا يتحقق إلا من خلال الانتماء إلى الحركات الإسلامية الفاعلة والولاء السياسي والشرعي للمسلمين،
2. وتحمل للمسؤولية من خلال الالتزام الشامل بالإسلام،
3. ودوافع قوية لا يمتلكها الفرد أو الجماعة إلا بإخلاص العمل لوجه الله عز وجل واحتساب المعاناة عنده تعالى وطلب مرضاته،
4. وتحصين العقل من الآفات التي تفتك به وتجعل صاحبه فريسة سائغة لوسائل التضليل الإعلامي والدعاية السياسية والحرب النفسية،
5. وثقة بنصر الله عز وجل للمسلمين وبأن المستقبل لهذا الدين العظيم الإسلام.

سؤال: هل يحتاج الفرد المسلم أن يكون على وعي كامل بالفقه والعلوم الشرعية والتاريخ والاقتصاد والإعلام والثقافة وغير ذلك من العلوم والمعارف حتى يتحقق لديه الوعي السياسي؟

الإجابة: ليس بالضرورة، فتحقق العناصر الخمسة السابقة يغني عن ذلك ويحقق للمسلم الوعي السياسي.

وتجدر الإشارة إلى أن الوعي السياسي ليس مجرد علم ومعرفة، بل يجب أن يكون مقرونا بالعمل، ويجب كذلك أن يؤدي بصاحبه إلى الفاعلية والإيجابية والمبادرة إلى العمل من أجل أصلاح المجتمع ونهضة الأمة العربية والإسلامية. أما من يعي ولا يعمل فلا قيمة لوعيه ولا يعتبر حقيقة ممن يتمتعون بالوعي السياسي.

د. محمد اسحق الريفي
24/03/2008, 08:21 PM
الأستاذ أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي،

لا وعي دون حرية، ولا وعي دون كرامة، ولا قيمة للوعي دون إرادة قوية لا تلين، ولا قيمة للوعي دون عمل جماعي، ولا خير في واعين لا يعملون.

تحية واعية

د. محمد اسحق الريفي
25/03/2008, 10:39 PM
(3)
أهمية الوعي السياسي
يعد الوعي السياسي من أهم أدوات تشكيل الرأي العام الجماهيري في مجتمعاتنا وبلادنا، وتوظيف طاقات الأفراد وإمكاناتهم، وتوحيد مواقفهم، واستثمار مواقع التأثير والنفوذ والسلطة التي يتمتعون بها في المجتمع ومؤسساته المتنوعة من أجل تحقيق التغيير المطلوب والوصول إلى الأهداف المنشودة من هذا التغيير. ولتحقيق هذا التغيير، لا بد من العمل السياسي والإعلامي والتعليمي والتربوي والدعوي والثقافي والفني والرياضي والتجاري...

ولإدراك أهمية الوعي السياسي، أقتبس لكم كلام الأستاذ/ فتحي يكن في هذا المجال:

إنَّ غياب الوعي السياسيِّ يعني اضطِّراب وتعثُّر شؤون الناس، وهو حالةٌ شبيهةٌ بحالة فقدان الوزن وانعدام الرؤيا، ونتيجته ضياع مصالح المسلمين، وتفاقم وتعاظم المفاسد بينهم وحولهم، وبالتالي ضعفهم وانهيارهم، وتعطُّل دورهم كأمَّةٍ ظاهرةٍ بين الأمم، آمرةٍ بالمعروف، ناهيةٍ عن المنكر، شاهدةٍ على الناس، مصداقاً لقوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمَّةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". وفي لفتةٍ سريعةٍ إلى دور الأمَّة الإسلاميَّة في الحياة يقول تعالى: "كنتم خير أمَّةٍ أُخرِجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهَون عن المنكر وتؤمنون بالله".

يقول الأستاذ الشيخ محمَّد الغزاليُّ رحمه الله: "إنَّ الفكر السياسيَّ عند جمهرة المتديِّنين يتَّسم بالقصور البالغ... إنَّهم يرون الفساد ولا يعرفون سببه، ويقرؤون التاريخ ولا يكشفون عبره، ويقال لهم: كان لنا ماضٍ عزيزٌ فلا يعرفون سرَّ هذه العزَّة.. وانهزمنا في عصر كذا، فلا يدركون سبب هذه الكبوة". منقول من كتاب "الحركة الإسلاميَّة، رؤيةٌ مستقبليَّة" لمجموعةٍ من الكتَّاب.

كما أقتبس هذا الكلام الجميل المتعلق بالآثار المترتبة على غياب الوعي السياسي:

1‌- عدم فهم اللغة السياسية التي يتخاطب بها الناس من حولنا، سواء على مستوى الألفاظ ومدلولها، أو على مستوى الأساليب وأبعادها، كمصطلحات: النظام الدولي الجديد، والشرق الأوسط، والتطرُّف، والأصوليَّة، ومقاومة الإرهاب، واللوبي الصهيوني، وصدام الحضارات، والعولمة،... وهكذا.
2 ـ عدم القدرة على استقراء اتِّجاهات الأحداث في العالم.
3- العجز عن وضع الخطط المناسبة للتحرُّك.
4‌- تنفيذ خطط القوى المعادية وخدمة أهدافها دون الشعور بذلك.
5- الوقوع في تناقضات حول الخطوات المناسبة للمواجهة.
6‌- السقوط في مصيدة الاختراق السياسي – الفكري، وهذا مما يبلبل المسيرة.
7- عدم الاستفادة من الفرص المتاحة ونقاط الضعف في جسم العدوِّ السياسي.
8‌- الانشغال بغير العدوِّ الحقيقي، والاشتباك مع التيَّارات الأخرى الموازية أو الحليفة المفترضة.
9 - فقدان الثقة بالعمل الشعبي المنظَّم كأداة صراعٍ ضدَّ الخصوم.
10‌- ضياع الفرص المناسبة، مع عدم الانتباه إلى الخسائر الراهنة والبعيدة المدى.

د. محمد اسحق الريفي
25/03/2008, 10:39 PM
(3)
أهمية الوعي السياسي
يعد الوعي السياسي من أهم أدوات تشكيل الرأي العام الجماهيري في مجتمعاتنا وبلادنا، وتوظيف طاقات الأفراد وإمكاناتهم، وتوحيد مواقفهم، واستثمار مواقع التأثير والنفوذ والسلطة التي يتمتعون بها في المجتمع ومؤسساته المتنوعة من أجل تحقيق التغيير المطلوب والوصول إلى الأهداف المنشودة من هذا التغيير. ولتحقيق هذا التغيير، لا بد من العمل السياسي والإعلامي والتعليمي والتربوي والدعوي والثقافي والفني والرياضي والتجاري...

ولإدراك أهمية الوعي السياسي، أقتبس لكم كلام الأستاذ/ فتحي يكن في هذا المجال:

إنَّ غياب الوعي السياسيِّ يعني اضطِّراب وتعثُّر شؤون الناس، وهو حالةٌ شبيهةٌ بحالة فقدان الوزن وانعدام الرؤيا، ونتيجته ضياع مصالح المسلمين، وتفاقم وتعاظم المفاسد بينهم وحولهم، وبالتالي ضعفهم وانهيارهم، وتعطُّل دورهم كأمَّةٍ ظاهرةٍ بين الأمم، آمرةٍ بالمعروف، ناهيةٍ عن المنكر، شاهدةٍ على الناس، مصداقاً لقوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمَّةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". وفي لفتةٍ سريعةٍ إلى دور الأمَّة الإسلاميَّة في الحياة يقول تعالى: "كنتم خير أمَّةٍ أُخرِجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهَون عن المنكر وتؤمنون بالله".

يقول الأستاذ الشيخ محمَّد الغزاليُّ رحمه الله: "إنَّ الفكر السياسيَّ عند جمهرة المتديِّنين يتَّسم بالقصور البالغ... إنَّهم يرون الفساد ولا يعرفون سببه، ويقرؤون التاريخ ولا يكشفون عبره، ويقال لهم: كان لنا ماضٍ عزيزٌ فلا يعرفون سرَّ هذه العزَّة.. وانهزمنا في عصر كذا، فلا يدركون سبب هذه الكبوة". منقول من كتاب "الحركة الإسلاميَّة، رؤيةٌ مستقبليَّة" لمجموعةٍ من الكتَّاب.

كما أقتبس هذا الكلام الجميل المتعلق بالآثار المترتبة على غياب الوعي السياسي:

1‌- عدم فهم اللغة السياسية التي يتخاطب بها الناس من حولنا، سواء على مستوى الألفاظ ومدلولها، أو على مستوى الأساليب وأبعادها، كمصطلحات: النظام الدولي الجديد، والشرق الأوسط، والتطرُّف، والأصوليَّة، ومقاومة الإرهاب، واللوبي الصهيوني، وصدام الحضارات، والعولمة،... وهكذا.
2 ـ عدم القدرة على استقراء اتِّجاهات الأحداث في العالم.
3- العجز عن وضع الخطط المناسبة للتحرُّك.
4‌- تنفيذ خطط القوى المعادية وخدمة أهدافها دون الشعور بذلك.
5- الوقوع في تناقضات حول الخطوات المناسبة للمواجهة.
6‌- السقوط في مصيدة الاختراق السياسي – الفكري، وهذا مما يبلبل المسيرة.
7- عدم الاستفادة من الفرص المتاحة ونقاط الضعف في جسم العدوِّ السياسي.
8‌- الانشغال بغير العدوِّ الحقيقي، والاشتباك مع التيَّارات الأخرى الموازية أو الحليفة المفترضة.
9 - فقدان الثقة بالعمل الشعبي المنظَّم كأداة صراعٍ ضدَّ الخصوم.
10‌- ضياع الفرص المناسبة، مع عدم الانتباه إلى الخسائر الراهنة والبعيدة المدى.

د. محمد اسحق الريفي
26/03/2008, 11:50 PM
(4)
صناعة الوعي السياسي
تعرضنا في الحلقات السابقة إلى مفهوم الوعي السياسي، واتضح لنا أن تحقيق الوعي السياسي يحتاج إلى عملية متواصلة من التعليم والتثقيف والتربية، وهذه العملية (تحقيق الوعي السياسي) ليست سهلة مطلقاً، ولذلك فهي تحتاج إلى خطط وبرامج وأدوات ومهارات للقيام بها وإنجاحها، كما أنها تتطلب تضافر جهود العلماء والدعاة والمثقفين والمفكرين من شتى التخصصات، خاصة وأننا نعيش في عصر الانفتاح الثقافي والثورة المعلوماتية المحمومة وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي ظواهر وتغيرات متسارعة تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى أمركة الثقافة والقيم، فإما أن نستخدمها لخدمة ديننا وأمتنا أو أنها ستصبح وبالا علينا...

كل هذا أدى إلى تعقيد عملية التوعية السياسية وزيادة مقتضياتها واحتياجاتها من حيث الأدوات والمهارات والوسائل والأهداف والمؤسسات التي ترعاها، ولهذا أطلق العديد من الكتاب والدعاة مصطلح "صناعة الوعي السياسي" أو مصطلح "بناء الوعي السياسي" للتعبير عن "التوعية السياسية".

وفي ظل ما نشهده من تنوع وسائل التضليل والخداع الإعلامي وتنوعها وانتشارها وكفاءتها، وما أدى إليه ذلك من تعرض ثقافة الأجيال الناشئة من أبناء أمتنا إلى هدم متواصل لثقافتهم وعملية متواصلة من التفريغ الثقافي وعولمة القيم والثقافة، فإن صناعة الوعي السياسي تتضمن عملية بناء مستمرة للوعي السياسي وترميم ثقافة أبنائنا وبناتنا وحمايتهم المستمرة من التلوث الثقافي، وهذا يحتاج إلى جهود جبارة وخطط متينة وبرامج متنوعة وهندسة، وكل ذلك يأتي في سياق عملية أوسع نطلق عليها مصطلح "صناعة الوعي السياسي".

يشتد شعورنا بالحاجة إلى ممارسة صناعة الوعي السياسي عندما ندرك أن أعداء أمتنا - الذين يخوضون معنا صراعاً حضارياً واسعاً وشاملاً - يصارعوننا على الجيل الناشئ ويسعون بكل قوة ومكر ودهاء إلى كسبه، فأعداء أمتنا يستهدفون أجيالنا الناشئة، فهم يدركون أن أهدافهم لن تتحقق إلا إذا تمكنوا من إذابة ثقافتنا الإسلامية وخلق جيل جديد ضعيف الإيمان والعقيدة ضعيف الإرادة ذي ثقافة انهزامية تجعله يستمرئ الذل والهوان.

سؤال: من هو المسؤول عن صناعة الوعي السياسي؟
الإجابة: العلماء والمفكرون والمثقفون والدعاة والقادة الاجتماعيين وطلاب المدارس والجامعات ممن يمتلكون دوائر واسعة من التأثير على الجماهير وكل من تحقق لديه الوعي السياسي ويسعى إلى التأثير على الرأي العام وحشد طاقات الجماهير من أجل إنجاز الإصلاح والتغيير الذي نسعى إليه.

د. محمد اسحق الريفي
26/03/2008, 11:50 PM
(4)
صناعة الوعي السياسي
تعرضنا في الحلقات السابقة إلى مفهوم الوعي السياسي، واتضح لنا أن تحقيق الوعي السياسي يحتاج إلى عملية متواصلة من التعليم والتثقيف والتربية، وهذه العملية (تحقيق الوعي السياسي) ليست سهلة مطلقاً، ولذلك فهي تحتاج إلى خطط وبرامج وأدوات ومهارات للقيام بها وإنجاحها، كما أنها تتطلب تضافر جهود العلماء والدعاة والمثقفين والمفكرين من شتى التخصصات، خاصة وأننا نعيش في عصر الانفتاح الثقافي والثورة المعلوماتية المحمومة وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي ظواهر وتغيرات متسارعة تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى أمركة الثقافة والقيم، فإما أن نستخدمها لخدمة ديننا وأمتنا أو أنها ستصبح وبالا علينا...

كل هذا أدى إلى تعقيد عملية التوعية السياسية وزيادة مقتضياتها واحتياجاتها من حيث الأدوات والمهارات والوسائل والأهداف والمؤسسات التي ترعاها، ولهذا أطلق العديد من الكتاب والدعاة مصطلح "صناعة الوعي السياسي" أو مصطلح "بناء الوعي السياسي" للتعبير عن "التوعية السياسية".

وفي ظل ما نشهده من تنوع وسائل التضليل والخداع الإعلامي وتنوعها وانتشارها وكفاءتها، وما أدى إليه ذلك من تعرض ثقافة الأجيال الناشئة من أبناء أمتنا إلى هدم متواصل لثقافتهم وعملية متواصلة من التفريغ الثقافي وعولمة القيم والثقافة، فإن صناعة الوعي السياسي تتضمن عملية بناء مستمرة للوعي السياسي وترميم ثقافة أبنائنا وبناتنا وحمايتهم المستمرة من التلوث الثقافي، وهذا يحتاج إلى جهود جبارة وخطط متينة وبرامج متنوعة وهندسة، وكل ذلك يأتي في سياق عملية أوسع نطلق عليها مصطلح "صناعة الوعي السياسي".

يشتد شعورنا بالحاجة إلى ممارسة صناعة الوعي السياسي عندما ندرك أن أعداء أمتنا - الذين يخوضون معنا صراعاً حضارياً واسعاً وشاملاً - يصارعوننا على الجيل الناشئ ويسعون بكل قوة ومكر ودهاء إلى كسبه، فأعداء أمتنا يستهدفون أجيالنا الناشئة، فهم يدركون أن أهدافهم لن تتحقق إلا إذا تمكنوا من إذابة ثقافتنا الإسلامية وخلق جيل جديد ضعيف الإيمان والعقيدة ضعيف الإرادة ذي ثقافة انهزامية تجعله يستمرئ الذل والهوان.

سؤال: من هو المسؤول عن صناعة الوعي السياسي؟
الإجابة: العلماء والمفكرون والمثقفون والدعاة والقادة الاجتماعيين وطلاب المدارس والجامعات ممن يمتلكون دوائر واسعة من التأثير على الجماهير وكل من تحقق لديه الوعي السياسي ويسعى إلى التأثير على الرأي العام وحشد طاقات الجماهير من أجل إنجاز الإصلاح والتغيير الذي نسعى إليه.

نورا دندشي
27/03/2008, 02:00 AM
السلام عليكم

ربما قضية الوعي السياسي هي من اهم القضايا التي يجب التركيز عليها ، لكن كيف يمكن ان تبدأ عملية الوعي السياسي ومن اين سنبدأ، اعتقد انه علينا اولا البدء بتفعيل الوعي السياسي لدى هؤلاء العلماء والمفكرون والمثقفون والدعاة والقادة الاجتماعيين لخلق طبقة سياسية واعية ومدركة لضقايا الامة واحتياجات الشعوب.

تحياتي

نورا دندشي
27/03/2008, 02:00 AM
السلام عليكم

ربما قضية الوعي السياسي هي من اهم القضايا التي يجب التركيز عليها ، لكن كيف يمكن ان تبدأ عملية الوعي السياسي ومن اين سنبدأ، اعتقد انه علينا اولا البدء بتفعيل الوعي السياسي لدى هؤلاء العلماء والمفكرون والمثقفون والدعاة والقادة الاجتماعيين لخلق طبقة سياسية واعية ومدركة لضقايا الامة واحتياجات الشعوب.

تحياتي

محمد بن أحمد باسيدي
27/03/2008, 07:22 AM
أخي الهمام محمد بن إسحق الريفي
أحييك في هذه الصبحية الميمونة راجيا من الله تعالى أن تكون أنت وأهلك وإخواننا في غزة بخير.
أشكرك جزيل الشكر على عرضك الشائق لهذا الموضوع الهام, وأدعو لك بالتوفيق والسداد والقبول.
إنه لا يمكن لأمة تنشد العزة والكرامة والحرية والاستقلال أن تبقى هملا لا تعي رسالتها التاريخية, ولا تفقه دورها المحوري في عملية الإصلاح والتغيير.إنّ أي تقاعس من نخب الأمة وقواعدها الشعبية عن معرفة مداخل التغيير ومنعرجاته ومتطلباته وسننه يعد كارثة فظيعة لا تزيد الأمة إلا خبالا وتخبطا وذلة وهوانا.
إننا في حاجة ماسة إلى مخطط شامل للتربية والتنظيم والحركة يجتهد في تقعيد أصوله أولوا العلم والحكمة والخبرة ممن يعون مغزى انتمائهم للأمة وواجب السعي لقيادتها نحو المعالي في جميع مجالات الحياة.
باختصار شديد وعلى حد قول فارس شجاع من أبرز منظري وقادة فرع مبارك من دوحة الدعوة الإسلامية المعاصرة:
" نريد تغييرا جوهريا يأتي بنيان الفتنة من القواعد, فعلينا أن نكون لا على مستوى العصر الذي تتحكم فيه الجاهلية وقيمها, بل على مستوى مستقبل نقترحه نحن على التاريخ, ونصنعه, ونخترعه على هدى من الله وبإذنه ... يجب أن نصنع فكرا مستقبليا يلقي على آفاق هذا القرن الخامس عشر, قرن الإسلام بإذن الله, ومن بعده, نور القرآن ونور الهدى النبوي ". ( ص:34-35 )
من كتاب " المنهاج النبوي: تربيةً وتنظيماً وزحفاً " للعلامة المجاهد الشيخ عبد السلام ياسين حفظه الله, الطبعة 4, 1415هـ / 1995م - منشورات دار البشير للثقافة والعلوم بمصر.
تحية واعية
محمد بن أحمد باسيدي

محمد بن أحمد باسيدي
27/03/2008, 07:22 AM
أخي الهمام محمد بن إسحق الريفي
أحييك في هذه الصبحية الميمونة راجيا من الله تعالى أن تكون أنت وأهلك وإخواننا في غزة بخير.
أشكرك جزيل الشكر على عرضك الشائق لهذا الموضوع الهام, وأدعو لك بالتوفيق والسداد والقبول.
إنه لا يمكن لأمة تنشد العزة والكرامة والحرية والاستقلال أن تبقى هملا لا تعي رسالتها التاريخية, ولا تفقه دورها المحوري في عملية الإصلاح والتغيير.إنّ أي تقاعس من نخب الأمة وقواعدها الشعبية عن معرفة مداخل التغيير ومنعرجاته ومتطلباته وسننه يعد كارثة فظيعة لا تزيد الأمة إلا خبالا وتخبطا وذلة وهوانا.
إننا في حاجة ماسة إلى مخطط شامل للتربية والتنظيم والحركة يجتهد في تقعيد أصوله أولوا العلم والحكمة والخبرة ممن يعون مغزى انتمائهم للأمة وواجب السعي لقيادتها نحو المعالي في جميع مجالات الحياة.
باختصار شديد وعلى حد قول فارس شجاع من أبرز منظري وقادة فرع مبارك من دوحة الدعوة الإسلامية المعاصرة:
" نريد تغييرا جوهريا يأتي بنيان الفتنة من القواعد, فعلينا أن نكون لا على مستوى العصر الذي تتحكم فيه الجاهلية وقيمها, بل على مستوى مستقبل نقترحه نحن على التاريخ, ونصنعه, ونخترعه على هدى من الله وبإذنه ... يجب أن نصنع فكرا مستقبليا يلقي على آفاق هذا القرن الخامس عشر, قرن الإسلام بإذن الله, ومن بعده, نور القرآن ونور الهدى النبوي ". ( ص:34-35 )
من كتاب " المنهاج النبوي: تربيةً وتنظيماً وزحفاً " للعلامة المجاهد الشيخ عبد السلام ياسين حفظه الله, الطبعة 4, 1415هـ / 1995م - منشورات دار البشير للثقافة والعلوم بمصر.
تحية واعية
محمد بن أحمد باسيدي

د. محمد اسحق الريفي
27/03/2008, 10:27 AM
الأخت الكريمة الأستاذة نورا دندشي،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم ما تفضلت به في مشاركتك صحيح، وهذا فعلاً ما يجب أن نبدأ به، فصناعة الوعي السياسي لا يستطيع أن يمارسها إلا من يتمتع بالوعي السياسي، وكل الفئات التي وردت في مشاركتك مرشحة للمساهمة في صناعة الوعي السياسي، إذ يُفترض أن تكون هذه الفئات واعية سياسياً.

تحية شامية!

د. محمد اسحق الريفي
27/03/2008, 10:27 AM
الأخت الكريمة الأستاذة نورا دندشي،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم ما تفضلت به في مشاركتك صحيح، وهذا فعلاً ما يجب أن نبدأ به، فصناعة الوعي السياسي لا يستطيع أن يمارسها إلا من يتمتع بالوعي السياسي، وكل الفئات التي وردت في مشاركتك مرشحة للمساهمة في صناعة الوعي السياسي، إذ يُفترض أن تكون هذه الفئات واعية سياسياً.

تحية شامية!

د. محمد اسحق الريفي
27/03/2008, 10:45 AM
أخي الرباني الأستاذ المعطاء محمد بن أحمد باسيدي،

أحييك على هذه المشاركة القيمة التي تحتاج منا إلى تركيز واهتمام بالغ، لأنها تضمنت أفكاراً غاية في الأهمية، خاصة الفقرة المتعلقة بكلام العلامة المجاهد الشيخ عبد السلام ياسين (حفظه الله)، فكلماته تستأهل أن تكون منهجاً لكل الطامحين في التغيير الذي يعيد لأمتنا مجدها وعزها وكرامتها.

أطمح إلى أن يساهم حكماء واتا ومفكروها في رسم مخطط شامل للتربية والتنظيم والحركة تهدف إلى توعية أبناء أمتنا سياسياً حتى يصبحوا على قدر المسؤولية ويكونوا قادرين على أداء الواجبات المنوطة بهم نحو أمتنا.

تحية أصيلة من جبال ريف المغرب.

د. محمد اسحق الريفي
27/03/2008, 10:45 AM
أخي الرباني الأستاذ المعطاء محمد بن أحمد باسيدي،

أحييك على هذه المشاركة القيمة التي تحتاج منا إلى تركيز واهتمام بالغ، لأنها تضمنت أفكاراً غاية في الأهمية، خاصة الفقرة المتعلقة بكلام العلامة المجاهد الشيخ عبد السلام ياسين (حفظه الله)، فكلماته تستأهل أن تكون منهجاً لكل الطامحين في التغيير الذي يعيد لأمتنا مجدها وعزها وكرامتها.

أطمح إلى أن يساهم حكماء واتا ومفكروها في رسم مخطط شامل للتربية والتنظيم والحركة تهدف إلى توعية أبناء أمتنا سياسياً حتى يصبحوا على قدر المسؤولية ويكونوا قادرين على أداء الواجبات المنوطة بهم نحو أمتنا.

تحية أصيلة من جبال ريف المغرب.

نورا دندشي
27/03/2008, 11:14 AM
تحية صباحية
أ.د. محمد اسحق الريفي
تحية طيبة وبعد،
مع الاسف يا اخي الفاضل ان اغلب السياسيين المتواجدين على الساحة السياسية لا يزالون في مرحلة المراهقة السياسية وبعضهم يمارس العمل السياسي للارتزاق، لهذا علينا جميعا العمل على التصدي لهؤلاء المرتزقة ودعم الاحرار المغيبين قسريا عن الساحة السياسية لتسلم دفة العمل السياسي عندها نكون قد وضعنا قدما عند اول درجة من سلم الوعي السياسي ، نحن احوج الى القيادات السياسية.

تحياتي

نورا دندشي
27/03/2008, 11:14 AM
تحية صباحية
أ.د. محمد اسحق الريفي
تحية طيبة وبعد،
مع الاسف يا اخي الفاضل ان اغلب السياسيين المتواجدين على الساحة السياسية لا يزالون في مرحلة المراهقة السياسية وبعضهم يمارس العمل السياسي للارتزاق، لهذا علينا جميعا العمل على التصدي لهؤلاء المرتزقة ودعم الاحرار المغيبين قسريا عن الساحة السياسية لتسلم دفة العمل السياسي عندها نكون قد وضعنا قدما عند اول درجة من سلم الوعي السياسي ، نحن احوج الى القيادات السياسية.

تحياتي

د. محمد اسحق الريفي
28/03/2008, 11:14 AM
(5)
ما الذي تحتاجه لممارسة صناعة الوعي السياسي؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على نوع الشخص الذي يريد ممارسة صناعة الوعي السياسي وخصائصه وقدراته ومؤهلاته وموقعه الوظيفي ومكانته الاجتماعية، وسنقدم بعد الإجابة على السؤال مجموعة من الدورات التي تؤهل المعني بصناعة الوعي السياسي، ليكون قادراً على توعية الناس سياسياً والتأثير في الرأي العام بطريقة إيجابية وفاعلة. وعلى كل مهتم بصناعة الوعي السياسي أن يختار لنفسه مجموعة متكاملة من الدورات التي تؤدي إلى تخصصه في أحد المجالات وتكسبه عمقاً في المعرفة والخبرة، وهذه الطريقة من التدريب تسمى "التدريب الموجه"، وعلى كل مهتم بهذه الدورات أن يبحث عنها في مراكز التنمية البشرية أو مراكز التعليم المستمر في الجامعات والمؤسسات التعليمية.

وحتى نحقق النجاح في مهمة صناعة الوعي السياسي، لا بد من امتلاك القدرات التالية:
1- القدرة على التواصل مع الفئة المستهدفة لتبليغ الرسالة التي تهدف إلى عملية التوعية السياسية، وهذا يتطلب امتلاك الوسائل التي تعين على هذا التواصل مع الناس وتثير فيهم الإهتمام والرغبة في التعلم والتفاعل، كوسائل الإعلام المختلفة، والكتابة السياسية، والمشاركة في المنتديات السياسية... وهكذا. ولا شك أن التواصل مع الفئة المستهدفة بعملية التوعية السياسية يساهم في تحصين هذه الفئة ضد الأفكار الضارة والمعادية.

2- القدرة على تقديم الإجابات المقنعة لكل ما يتعرض له الشخص المستهدف بعملية التوعية السياسية من محاولات محمومة للتأثير على وجدانه وسلوكه وتوجهاته، وانقاذه من الشك والحيرة التي غالباً ما تتشكلها لديه وسائل الإعلام التي يمتلكها الطرف الآخر، والتي تهدف إلى الـتأثير عليه ومحاولة تشكيل وعيه بطريقة تخدم سياسات الطرف الآخر وبرامجه، فعملية صناعة الوعي هي عملية تفاعلية دقيقة، ويحتاجها الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والإجتماعية، وهي عملية متجددة ويجب أن تلاصق حركة الانسان وتواكبه طيلة مسيرة حياته، لضمان عدم انحراف مسيرة الامة، ولقطع الطريق على الأعداء للاستمرار في استغلال شعوبنا والاعتداء عليها، الأمر الذي لم يتسنى للأعداء القيام به إلا بعد ان تمكنوا من هدم جدران الوعي الشخصى والجماعي عند أبناء الأمة.

خطة تدريبية

دورات الإدارة والتنمية:
- تنمية المهارات الإدارية والإشرافية
- مهارات التخطيط الإسترتيجي
Strategic Planning
- حل المشكلات واتخاذ القرارات
Problem Solving, Decision Making & Crisis Management
- الإدارة الفعالة للاجتماع
Meetings Management
- إدارة الوقت والذات
Time Management
- إدارة ضغوط العمل
Work Stress Management
- إدارة العقل
Mind Management
- فن إعداد وكتابة التقارير والرسائل والمذكرات
Report Writing
- فن الاتصال والتعامل مع الجمهور
Communication Skills
- مهارات التفكير الإبداعي والإبتكاري
Innovative & Creative Thinking Skills

دورات الإعلام:
- القصة الصحفية وكيفية تطبيقها لخدمة أهداف المؤسسة
- مهارات الإتصال الشخصي والجماعي
- الرأي العام
- تخطيط وإدارة الحملة الإعلامية
- الاتصال والإعلام
- تنمية الوعي الإعلامي الفردي

دورات في السياسة:
- التحليل السياسي
- التعامل مع الحدث
- العولمة وأخطارها
- الإسلاميون والغرب
- المشاركة في الحكم
- الموسوعة السياسية
- مصطلحات سياسية

دورات في التربية:
- برنامج المربي
- تقويم الذات
- كيف نبني ثقافتنا
- معايير نجاح المنظومة الفاعلة
- مشروع الاستنهاض
- فقه الدعوة
- الفهم الإسلامي
- الأبعاد المتكاملة للقدوة الحسنة
- الدعوة الفردية

د. محمد اسحق الريفي
28/03/2008, 05:00 PM
الأخت الكريمة نورا دندشي،

عندما يتحقق لدى نسبة معقولة من شعوبنا الوعي السياسي، سيتنحى كل الذين يعانون من مراهقة سياسية جانباً ويتركون صناعة القرار لأهله، والتوعية السياسية تسير بوجود هؤلاء المراهقين سياسياً وبغيابهم، وسأوضع هذه النقطة في حلقات قادمة إن شاء الله، المهم أن نمارس التوعية ونصنع الوعي السياسي.

تحية سياسية :)

د. محمد اسحق الريفي
31/03/2008, 09:52 PM
(6)
المهارات اللازمة لصناعة الوعي السياسي
صناعة الوعي السياسي تهدف إلى التأثير على الرأي العام وحشده لتحقيق أهداف محددة، وذلك من خلال:
1- تشكيل وعي الأفراد.
2- إرشاده الجماهير إلى أساليب ووسائل التفاعل الإيجابي مع القضايا المحلية والعالمية.
3- حث الجماهير على التفاعل الإيجابي مع الأحداث السياسية التي تؤثر على مستقبل شعوبنا وأمتنا.
4- حث الجماهير على المبادرة إلى الأعمال والمساهمة في الأنشطة التي تساعدهم على التأثير في المجتمع وسياسية النظام الحاكم بما يحقق الأهداف المنشودة.

ولهذا فإن نجاح صناعة الوعي السياسي يعتمد بشكل أساس على القدرة على الاتصال بالجماهير، وهذه تحتاج إلى مهارات متنوعة وفقاً لطبيعية الأفراد وخصائصهم ومستوياتهم الثقافية والبيئة التي يتواجدون فيها، فالاتصال بطلاب الجامعات لتوعيتهم والتأثير على آرائهم ومواقفهم يحتاج إلى مهارات خاصة تتناسب مع الأجواء التي يعيشها الطلاب في الجامعة واهتماماتهم، والاتصال بفئة العمال يحتاج إلى مهارات خاصة بهذه الفئة وتختلف بالتأكيد عن مهارات الاتصال بطلاب الجامعات، والاتصال بعامة الناس كذلك تحتاج إلى مهارات من نوع مختلف تتناسب مع المستويات الفكرية والعاطفية والثقافية لعامة الناس.

كما أن نوع مهارات الاتصال وطريقة مخاطبة الجماهير تعتمد على موقع الشخص الذي يمارس الوعي السياسي والأدوات التي يمتلكها، فالاتصال بالناس من خلال الراديو يختلف من حيث الأسلوب والمهارة عن الاتصال بالأفراد من خلال التلفزيون، والاتصال بطلاب الجامعات يختلف بين الطالب والمدرس أو الموظف من حيث الوسائل والأدوات والمهارات... وهكذا.

سنعطي أولية أكبر لمهارات الاتصال بالأفراد الذين يرتادون مواقع الإنترنت خاصة المنتديات الحوارية، فهؤلاء الأفراد الذين يتزايد عددهم بشكل مستمر يتسمون بخصائص مميزة من حيث الثقافة والاهتمامات، كما أن معظم هؤلاء الذي يرتادون المنتديات الحوارية هم من فئات الشباب، وهي فئة لها أثرها الكبير في تحديد مستقبل الأمة وحاضرها، كما أن هذه الفئة تحظى باهتمام كبير من الغربيين الذين يحاولون التأثير عليها بما يحقق مخططاتهم ومآربهم، لذلك كان لا بد من الاهتمام البالغ بهذه الفئة خاصة أن قليل من الدعاة فقط يتصلون بهذه الفئة ويقتحمون بيئتهم ويخالطونهم.

مهارات الاتصال
صناعة الوعي السياسي تعني بشكل أو بآخر قيادة الجماهير وتوجيههم، ومن أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها القائد "مهارة الاتصال بالجماهير"، إضافة إلى: تشخيص ظروف الفئة المستهدفة، ومعرفة أحوالها، واستقراء ثقافتها وخبرتها، وإدراك مشاكلها، والتعرف على اهتماماتها. وكل ذلك يساعد على بناء علاقات حسنة معها.

ويتم التواصل بالجماهير من خلال:
- الخطابة وجهاً لوجه، كما في المحاضرات والندوات والورش والدورات التدريبية والأيام الدراسية وخطبة الجمعة والمؤتمرات العلمية، وقد تكون الخطابة مسجلة على أشرطة صوتية أو أشرطة فيديو، وقد تكون الخطابة مكتوبة بحيث يتم تداولها عبر مواقع الإنترنت والأقراص المدمجة أو أي وسيلة أخرى.

- الكتابة، وذلك من خلال المقالات التي يتم نشرها في الصحف المطبوعة أو الصحف الإلكتروني أو المنتديات أو المدونات أو مواقع الإنترنت، وهي وسيلة ممتازة للوصول إلى أكبر عدد من أفراد الفئة المستهدفة، والنشر الإلكتروني للمقالات والمحاضرات والندوات والخطب يساعد في تداولها بين المهتمين وأرشفتها وإعادة إنتاجها بأشكال متعددة، كمادة مطبوعة أو ملفات العروض أو الرسائل الإلكترونية...

- الحوار، وذلك من خلال المنتديات الحوارية الهادفة، والحوار يعد من أنجع طرق إقناع الأفراد، حيث يتم التواصل مع الأفراد والإجابة على تساؤلاتهم وتوضيح أي غموض في الآراء والمواقف، وشبكة فلسطين للحوار هي من أفضل المنتديات الحوارية السياسية الهادفة التي تهتم بالقضية الفلسطينية.

- أنشطة جماعية، كالأنشطة الطلابية في الجامعات والمدارس، أو الأنشطة النقابية التي تضم محاضرات وندوات ومعارض وحلقات نقاش...

وللمزيد من المعلومات عن مهارات الاتصال بالجماهير ما عليك إلا أن تبحث في غوغل عن "مهارات الاتصال" لترى عشرات الدروس والمحاضرات والمقالات عن هذه المهارة المهمة جداً.

مهارة التحليل السياسي
تعريف التحليل السياسي:
التحليل السياسي هو البحث في الاحتمالات الممكنة لمسارات التفاعلات بين القوى السياسية في المجتمع وتفسير علمي واضح لنوع العلاقات بين هذه القوى السياسية الداخلية والخارجية، والمحلل السياسي يحاول دائماً البحث عن إجابة للسؤال "لماذا" بطريقة موضوعية ومنطقية.

معايير التحليل السياسي:
1- البعد عن الأحكام المطلقة والأخذ في الحسبان كل التفسيرات المحتملة مع بيان مدى إمكانية هذه التفسيرات وتداعياتها ودرجة تأثيرها.
2- البعد عن المعالجة العاطفية للقضايا والأحداث والمواقف والاستناد إلى الدليل والبرهان في تفسيرها وتحليلها بعمق حتى تكون مقبولة لدى كافة الأطراف.
3- إبقاء الفرصة متاحة لمناقشة الآراء الأخرى وعدم إغلاق الباب في وجهها.
4- أن يكون الهدف من التحليل السياسي هو خدمة الصالح العام والدفاع عن الأمة وممارسة النقد الاجتماعي بطريقة إيجابية وهادفة.

أدوات التحليل السياسي:
1- القدرة على استقراء التاريخ والحصول على المعلومات حول الموضوع السياسي المطروح للتحليل.
2- متابعة أقوال السياسيين والمحللين الاستراتيجيين والوقوف عند وجهة نظرهم وتحليلاتهم السياسية.
3- إدراك طبيعة المصالح التي تربط القوى السياسية في المجتمع ونوعها ومدى تأثيرها في شكل العلاقة.
4- امتلاك المحلل السياسي لمعلومات خاصة حول الموضوع من خلال موقعة أو اتصالاته.
5- خبرة المحلل السياسي في المجال الذي يكتب فيه.

مهارات الحشد الجماهيري والتعبئة
وتشمل هذه المهارات: تنظيم الحملات الوطنية الإعلامية والسياسية، وإطلاق الحملات الإلكترونية، وتنظيم حملات العمل التطوعي في مجالات خدمة الجماهير وحماية البيئة، وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات الشعبية والأنشطة الطلابية والعمالية والنسائية، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والعمل من خلال منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والاجتماعية والمؤسسات الإسلامية التربوية والدعوية، واستخدام تطبيقات الإنترنت المتنوعة لحشد الآراء وجمع الجهود وتنسيق المواقف...

ولا شك أن هذه المهارات مهمة في ممارسة صناعة الوعي السياسي والتأثير على الرأي العام والتواصل مع الجماهير، وهي تحتاج إلى مهارات أخرى تتعلق باستخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومواكبة التطورات والتغيرات في العالم ومتابعة الأحداث والقضايا المحلية والعالمية، ولا شك أن من يمتلك هذه المهارات جدير بأن يصبح قائداً شعبياً يقود الجماهير إلى ما فيه صلاحهم والخير للوطن وللأمة.

وأفضل وسيلة لتعلم هذه المهارات هي المشاركة في الأنشطة والحملات والمسيرات والمؤتمرات واللقاءات والعمل التطوعي، الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، كما يمكن اكتساب هذه المهارات بالمشاركة في دورات يمكن اختيارها من القائمة التي ذكرناها في حلقة سابقة، ومن الأمور التي تساعد على اكتساب هذه المهارات المشاركة في العمل الجماعي من خلال فريق يشرف على الأنشطة الطلابية المدرسية والجامعية أو أنشطة المساجد والمؤسسات الدعوية أو منظمات المجتمع المدني، وكذلك من الأمور المساعدة على اكتساب هذه المهارات متابعة برامج تلفزيونية حوارية هادفة ومفيدة.

د. محمد اسحق الريفي
01/04/2008, 11:05 PM
(7)
أدوات صناعة الوعي السياسي
وهي الأدوات والوسائل التي تساعد على تحقيق كل أنماط الاتصال الجماهيري التي يحتاجها المعنيون بصناعة الوعي السياسي، كما أنها تشمل أدوات الوعي السياسي، ويمكن تصنيف أدوات صناعة الوعي السياسي إلى مصادر صناعة الوعي السياسي وآليات صناعة الوعي السياسي.

أولاً: مصادر صناعة الوعي السياسي
وهي المؤسسات والتنظيمات الثقافية والسياسية والإسلامية والتعليمية التي يتم من خلالها الاتصال بالأفراد وتزويدهم بالمعرفة والثقافة والمعلومات والتأثير على اتجاهاتهم ومواقفهم ومنهج حياتهم، وتشمل:
1- مؤسسات التعليم المدرسي والجامعي ومؤسسات التعليم الخاص بكل أشكالها وأنواعها.
2- المساجد والمؤسسات الإسلامية الدعوية والتربوية والجمعيات الإسلامية.
3- وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمطبوعة والرقمية.
4- مواقع الإنترنت كالمنتديات الحوارية والمدونات والصحف الإلكترونية ومواقع التعلم الإلكتروني.
5- النقابات والتنظيمات المهنية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
6- الأدب والترجمة.

ثانياً: آليات صناعة الوعي السياسي
وهي الأنشطة الثقافية والسياسية والتربوية والاجتماعية التي يتم من خلالها تقديم المعلومة وتشكيل الوعي لدى الأفراد ونقل الرسالة إليهم، وهي تشمل التالي:
1- الفنون كالأناشيد والمسرحيات والأفلام والتمثيليات والحفلات ورسوم الكاريكاتير.
2- الأنشطة السياسية والثقافية كالندوات والمحاضرات والمؤتمرات والأيام الدراسية والاحتفالات والمهرجانات والمخيمات الصيفية.
3- العمل التطوعي التي تهدف إلى غرس مفاهيم المواطنة الصالحة في نفوس الأفراد وتشجيعهم على الإيجابية والفاعلية والمبادرة إلى الأعمال الصالحة والإبداع في وسائل خدمة الأمة وإصلاح مجتمعاتنا.
4- الوسائط الرقمية المتعددة التي يتم توزيعها ونشرها عبر الإنترنت والأقراص المدمجة وتكنولوجيا الاتصالات كالجوال والكاميرا وحاسوب الجيب.
5- التثقيف الذاتي بالقراءة وتنمية المهارات والقدرات والإمكانيات.
6- القدوة التي تعد من الوسائل المهمة في التأثير على اتجاهات الأفراد وتشكيل انطباعاتهم ومواقفهم.

مما سبق نلاحظ أن صناعة الوعي السياسي يمكن أن تتم من خلال العمل الفردي أو الجماعي أو كلاهما معاً، ويعتمد هذا على نوع الأداة المستخدمة في صناعة الوعي السياسي والآلية المستخدمة.

نؤكد هنا على ضرورة قيام وسائل إعلام موازية لوسائل الإعلام الحكومي الذي يقتصر عمله على تمجيد النظام الحاكم والتسبيح بحمده وتشويه صورة الأحزاب السياسية المعارضة ومحاربة الحركات والتنظيمات الإسلامية.

كما لا بد من التأكد على أهمية الصورة في عملية الاتصال الجماهيري وتشكيل الوعي السياسي لدى الأفراد والجماعات، فالصورة يكون لها أحياناً فعل السحر، فهي تستحوذ على العقول والقلوب، ولا تقتصر أهمية الصورة على نقل المعلومة فهي من أهم وسائل التأثير العاطفي وتشكيل الاتجاهات والمواقف والانطباعات لدى الأفراد، وقد أجاد أعداء أمتنا استخدام الصورة الثابتة والمتحركة بمساعدة برامج الحاسوب لخداع شعوبنا وتضليلها وفبركة القصص المزورة وتمرير الأكاذيب والخدع. لذلك علينا أن ننتبه إلى دور الصورة الخطير وعلينا أن نستخدمها في نصرة قضايا الأمة والدفاع عن شعوبنا من خلال تحقيق الوعي السياسي.

نورا دندشي
02/04/2008, 06:38 PM
أ.د محمد اسحق الريفي
سها
تحية سياسية وبعد
قد اكون مصابة بشيء من اليأس من خلال تجربتي المتواضعة في العمل السياسي ، هؤلاء المراهقين سياسيا الذين ابتليت بهم الشعوب العربية قد اتو على كل ما هو جميل في العمل السياسي واصبح العمل السياسي بنظر شريحة كبيرة مجرد عمل تجاري واستثماري لتحقيق اكبر المكاسب الشخصية ، ولهذا تجد أن الشعوب العربية تنأ بنفسها عن ممارسة السياسة على ارض الواقع وهي مجرد عين مراقبة لا اكثر ، ولهذا هي بعيدة كل البعد عن اي وعي سياسي ، والامر يتطلب جهود جبارة لتحفيز شعوبنا للاهتمام بالشأن السياسي حتى تتبلور عندهم الصورة لتبدأ بعدها عملية الوعي بشكل تلقائي .

تحياتي

د. محمد اسحق الريفي
02/04/2008, 06:47 PM
الأخت نورا دندشي،

صناعة الوعي السياسي لا يستطيع القيام بها من يشعر باليأس والإحباط، ولا يستطيع ممارستها من يشعر بالقهر والاضطهاد السياسي، فهي مهنة الأحرار والثوار المناضلين والمكافحين والمجاهدين، وهي جزء لا يتجزء من حركة النقد الاجتماعي والدعوة إلى الله. وصناعة الوعي السياسي ليست بالأمر الهين، إذ إنها تقتضي أن يكون من يريد ممارستها على درجة عالية من الوعي السياسي والهمة العالية والدافعية الكبيرة.

تحية رفيعة المستوى!

نورا دندشي
03/04/2008, 01:35 AM
أ.د محمد اسحق الريفي

تحية سياسية وبعد

بالتاكيد لا اختلف معك بالراي ، لكن بنفس الوقت يمكن ان يكون هذا الاحباط من النوع الايجابي بحيث لا يتعارض من مفهوم النضال وربما هذا الاحباط يكون محفزا للوعي السياسي .

مع خالص تحياتي

د. محمد اسحق الريفي
03/04/2008, 03:06 PM
أختي الكريمة الأستاذة نور دندشي،

لا شك أن مجتمعاتنا تعج بالفساد السياسي وبالجهل، ولا شك أن المراهقيين السياسيين هم الذين يقودون شعوبنا نحو الخراب، ولكن هذا يجب أن يكون دافعاً لنا من أجل توعية الناس ودعوتهم إلى الخير والتأثير على مواقفهم وآرائهم ووجهات نظرهم. وبغير ذلك لا نستطيع إصلاح الأحوال.

تحية إيجابية

د.صلاح الرنتيسى
03/04/2008, 06:16 PM
اخى الكريم د.محمد الريفى
هذا الموضوع مهم جدا ويجب ان يدرس فى دورات على جميع المستويات طلابيه وعاملين
وبارك الله فيكم

د. محمد اسحق الريفي
03/04/2008, 06:51 PM
أخي الكريم د. صلاح الرنتيسي،

حقاً إنه موضوع مهم، وهذه الحلقات تُعد فريدة من نوعها، وإن شاء الله سأقدمها في دورات من خلال "مؤسسة إبداع للاستشارات والتدريب" المعنية بالتنمية البشرية.

تحية إبداعية!

د. محمد اسحق الريفي
03/04/2008, 07:11 PM
(8)
ميادين صناعة الوعي السياسي
وأقصد بميادين صناعة الوعي السياسي الأوساط والتجمعات الإنسانية التي يمكن ممارسة التوعية السياسية فيها، خاصة تلك الأوساط التي تتوفر فيها مصادر تشكيل الوعي السياسي وآليات تشكيل الوعي السياسي بسهولة ويسر وفعالية، ويمكن تصنيف هذه الأوساط إلى:

1- المدارس والجامعات والمعاهد والكليات، وتتسم هذه الأوساط بسهولة الاتصال مع فئة الطلاب إمكانية التجمع في مناسبات عديدة وطرق مختلفة، كما تتميز هذه الأوساط بتوفر عدد كبير من آليات تشكيل الوعي السياسي، كما أن هذه الأوساط – خاصة الجامعات – تتيح فرصة البناء الداخلي للطلاب واكتسابهم المعارف والخبرات والوعي والثقافة، وتهدف صناعة الوعي السياسي في هذه الأوساط إلى:

- إخراج الطلاب من الحيز الضيق للاهتمام بالهموم الشخصية إلى الفضاء الرحب للاهتمام بهموم الأمة وقضاياها المصيرية.
- توسيع الأفق الفكري والسياسي للطلاب ليتمكنوا من استيعاب خطاب العصر وفهم طبيعة الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع وإدراك طبيعة العلاقات بينها ومعرفة القوى المؤثرة في صناعة القرار السياسي.
- ربط حاضر الطالب بتاريخ أمته المجيدة ليكون قادراً على الجمع بين الحداثة والأصالة.
- تنمية القدرات القيادية لدى الطلاب واستقطاب أصحاب الكفاءات الخاصة ورعايتهم والاهتمام بهم ليصبحوا قادة سياسيين واجتماعيين ودعاة وعلماء.
- استقطاب الطلاب المتميزين والقادرين على العطاء إلى صفوف الحركة الإسلامية بهدف جمع الطاقات وحشدها وتنظيمها وتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة القضايا الداخلية والخارجية للأمة.

2- المنتديات الحوارية المفيدة الهادفة، وهي أوساط مثيرة للاهتمام إذ إنها تستحوذ على اهتمام فئة كبيرة من شباب وفتيان الأمة الذين يقيمون في بلدان عديدة في العالم العربي والإسلامي، فالمنديات الحوارية السياسية الهادفة تعمق التواصل بين أبناء الأمة وتزيد من مفهوم الانتماء للأمة الإسلامية في مقابل الانتماء للقطر وللدولة، كما أنها تعمق التواصل بين مسلمي الغرب والجاليات الإسلامية في البلاد الغربية وبين العالم العربي والإسلامي، وسوف نفرد موضوعا خاصا لهذا الوسط وكيفية ممارسة صناعة الوعي السياسي فيه.

3- الأندية الرياضية، وهي أندية محلية لكل بلد يرتادها شباب وفتيات وتنال اهتماماً متزايداً لدى الشباب في معظم بلادنا العربية والإسلامية، والتوعية السياسية في هذه الأوساط تكون غالبا محدودة وبطيئة، فرواد هذه الأندية الرياضية ينشغلون في أنشطتهم الرياضية التي تستنزف جهدهم وطاقاتهم في وقت تواجدهم في الأندية، ولهذا فإن على المهتمين بتشكيل الوعي السياسي في هذه الأوساط الربط بين الأندية الرياضية والمساجد من خلال أنشطة ثقافية وإدارية واجتماعية.

4- النقابات المهنية والحرفية، وتعد هذه النقابات من المصادر المهمة لصناعة الوعي السياسي حيث تسمح هذه النقابات لإدارتها وأعضائها بالقيام بأنشطة ثقافية وسياسية واجتماعية متنوعة، وتكمن أهمية هذه النقابات في أنها تضم فئات لها دوائر متسعة من التأثير على فئات الشعب، كنقابات المهندسين والمعلمين والأطباء والمحامين والصيادلة، وكنقابة العمال والصانعين وغيرهم، وتعد نقابة المعلمين من أهم هذه النقابات لارتباطها بأوساط المدارس وفئة الطلاب، فالتوعية السياسية للمعلمين ستنعكس آثارها بشكل واسع على فئة الطلاب في المدارس، ولهذا لا بد من المهتمين بصناعة الوعي السياسي إعطاء هذه النقابة حقها من الاهتمام والتخطيط لأنشطة في كافة المجالات السياسية والثقافية والتربوية...

5- المساجد والجمعيات الإسلامية، وتتميز المساجد بأن روادها تربطهم روابط الجيرة وتجمعهم مصالح واهتمامات مشتركة في معظم الأحيان، كذلك يرتاد المسجد مصلون ينتمون إلى فئات مختلفة من الشعب خاصة تلك الفئات التي لا تتوفر أي طريقة للاتصال بهم إلا من خلال المسجد، كما أن المساجد والجمعيات الإسلامية توفر فرص القيام بأنشطة متنوعة ثقافية وسياسية وتربوية واجتماعية، كالخطب والمحاضرات والندوات والرحلات وقيام الليل وأنشطة شهر رمضان المبارك والمعارض والورش الدراسية والدروس الدورية...، كما تتميز المساجد بأنها تضم مراكز تحفيظ القرآن الكريم وغيرها من المؤسسات الإسلامية التي تهتم بالتربية الإسلامية والعلم الشرعي وتزكية النفس، وهذه هي أساس الوعي السياسي الذي ننشده.

أما الجمعيات الإسلامية فهي مهمة في عملية تغيير اتجاهات الناس والتأثير على مواقفهم من خلال القدوة وتقديم الأمثلة الرائعة للحياة الإسلامية والسلوك الإسلامي القويم، كما أن الجمعيات الإسلامية قادرة على التواصل مع فئات عديدة من أبناء الأمة من خلال برامجها وأنشطتها وخدماتها، والجمعيات الإسلامية النسائية لها أهمية خاصة، ففي مجتمعاتنا العربية تجد المرأة في هذه الجمعيات الإسلامية النسائية فرصة سانحة للتعلم واكتساب المهارات والتفاعل مع قضايا الأمة.

6- المؤسسات الثقافية والسياسية، وهي تقع ضمن مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بالحقوق والحريات والتنمية والتطوير، وتكمن خطورة هذه المؤسسات في أن العديد من الدول الغربية التي تروج ثقافتها وحضارتها تعول على هذه المؤسسات والجمعيات في نقل ثقافتها لأبنائنا وترويجها في مجتمعاتنا، وعدم اهتمام الإسلاميين بهذه الجمعيات جعلها سلاحاً خطيراً بيد العلمانيين والليبراليين الديمقراطيين الذين ينالون كل أنواع الدعم المالي والمعنوي من الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لا بد للإسلاميين من اقتحام هذه المؤسسات واستخدامها لخدمة الأمة والدفاع عنها من خلال ممارسة صناعة الوعي السياسي والتأثير على فئات الشعب.

على أي حال، لا تختلف أهداف صناعة الوعي السياسي في هذه الميادين والأوساط إلا من حيث طريقة تحقيقها، ويمكن تحديد هذه الأهداف في النقاط التالية:

1- إخراج الأفراد من حيز الاهتمام بالهموم الشخصية إلى فضاء الاهتمام بهموم الأمة وقضاياها المصيرية.
2- توسيع الأفق الفكري والسياسي للأفراد ليتمكنوا من استيعاب خطاب العصر السياسي وفهم طبيعة الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع وإدراك طبيعة العلاقات بينها ومعرفة القوى المؤثرة في صناعة القرار السياسي.
3- ربط حاضر الأفراد بتاريخ الأمة المجيدة ليكونوا قادرين على الجمع بين الحداثة والأصالة.
4- تنمية القدرات القيادية لدى الأفراد واستقطاب أصحاب الكفاءات الخاصة والاهتمام بهم ليصبحوا قادة سياسيين واجتماعيين ودعاة وعلماء.
5- استقطاب الأفراد المتميزين والقادرين على العطاء إلى صفوف الحركة الإسلامية بهدف جمع الطاقات وحشدها وتنظيمها وتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة القضايا الداخلية والخارجية للأمة.

د. محمد اسحق الريفي
05/04/2008, 07:07 PM
(9)
المساهمة في صناعة الوعي السياسي
المطلع على أحوال الشعوب العربية والإسلامية يدرك تماماً أن أبناء الأمة قد أصابهم الوهن وأصبحوا حقل تجارب للعديد من الأفكار والمذاهب والأيديولوجيات التي تعادي الإسلام وتهمش دوره في صياغة حاضر أمتنا ومستقبلها وتلغي أثره في حياة الأفراد وسلوكهم وممارساتهم، ومن المؤكد أن جزءاً كبيراً من أبناء الأمة قد وقع ضحية لتلك الأفكار والمذاهب والأيديولوجيات التي اختطفتهم من حضن الأمة وأوهنت عزائمهم وضللت عقولهم وخدعتهم، فأصبحوا عبئاً على الأمة ومستقبلها بدلاً من أن يكونوا عوناً لها على تحقيق رسالتها الربانية.

ولا تزال عمليات الحرب الفكرية والأيديولوجية مستمرة لإحداث التفريغ الثقافي لأبناء الأمة وإذابة ثقافتهم الإسلامية، لتحل مكانها ثقافات غربية معادية تهدف إلى نزع المسلم من حضن أمته ليصبح عالمي الموطن والثقافة والأهداف والآمال، إن أعداءنا اليوم يريدون من المسلم أن ينسلخ عن دينه ليفقد ارتباطه بالوطن فلا يصونه أو يحميه أو يدافع عنه، ويريدون منه أن يفقد هويته الإسلامية، سعياً منهم إلى إلغاء وجود أمتنا العربية والإسلامية، فنصبح عبيداً وخدماً للغربيين الذين يمتلكون كل أسباب القوة الاقتصادية والعسكرية والعلمية والإدارية والسياسية والإعلامية، فلا وجود لأمة دون هوية، ولا هوية لأمة دون ثقافة.

وبغض النظر عن عظم الخرق الذي أحدثه الغرب في ثقافة العرب والمسلمين، وبصرف النظر عن ارتفاع نسبة من أصابهم هذا الخرق من أبناء الأمة، فإن الأمة لا تزال حية قادرة على تجاوز محنتها، بفضل الله أولاً وأخيراً، ثم بفضل الفئة القليلة المؤمنة التي تقف في وجه أعداء الأمة وتبذل كل غالي ونفيس للذود عن حياض الأمة وحماية ثغورها والمحافظة على الأجيال المسلمة الناشئة، وبهذه الفئة المؤمنة المجاهدة أثبت أمتنا مقدرتها على النهوض ومواجهة التحديات والمحافظة على هويتها الإسلامية والتصدي لكل معتد عليها.

إن المساهمة في صناعة الوعي السياسي واجب على كل مسلم ومسلمة مهما كان موقعه وكفاءاته ومستواه الثقافي، لأن تشكيل الوعي السياسي عند جماهير الأمة تعني حمايتها من حملات التضليل والخداع والتخدير التي يشنها أعداء الأمة ويسخرون لها كل الإمكانيات والأموال والجيوش الجرارة من الصحفيين والإعلاميين والسحرة والمضللين، فإن كان يهمنا مستقبل أمتنا والأجيال الإسلامية الناشئة، وإن كان يهمنا أن نعيش بعزة وكرامة أحراراً في أوطاننا، فعلى كل منا أن ينخرط في ميدان من ميادين صناعة الوعي السياسي.

المساهمة في صناعة الوعي السياسي واجب على كل مسلم ومسلمة مهما كان موقعه وكفاءاته ومستواه الثقافي، والدافع وراء المساهمة في صناعة الوعي السياسي هو حماية المسلمين من حملات التضليل التي يشنها أعداء الأمة، ولهذا فإن الانخراط في نشاطات التوعية السياسية أمر لا بد منه.

ولا شك أن باب العمل في مجال تشكيل الوعي السياسي عند المسلمين مفتوح للجميع، ولا شك أن هذا المجال المهم والحيوي والديناميكي يتسع لكل طاقات الدعاة والعلماء والمفكرين والطلبة والمهنيين والعمال، كما أنه لا حدود للنشاطات التي يمكن القيام بها لتشكيل وعي الأفراد إلا قدرتنا على الإبداع والابتكار والتطوير...

وهناك وسائل وآليات عديدة للانخراط في النشاطات في مجال صناعة الوعي السياسي، وهذه نقاط مهمة تساعد المهتمين بهذا الموضوع:

1- لا بد من العمل الجماعي الذي يؤدي إلى التكامل وتنسيق الجهود والأفكار وذلك من خلال اللجان والجمعيات والكتل والنقابات، ويتم اختيار آلية العمل الجماعي وأدواته من خلال نوع الوسط الذي يتواجد فيه المهتم بصناعة الوعي السياسي، كالمدارس والجامعات والمؤسسات المدنية والإسلامية...

2- ليس من الضروري أن يقف من يمارس صناعة الوعي السياسي خطيبا أمام الناس أو محللا سياسيا أو منظرا يخوض في السياسة والأحداث الساخنة والقضايا العالمية والمحلية والإقليمية، فالمطلوب هو التخطيط للأنشطة التي تهدف التوعية السياسية والقيام بهذه الأنشطة بمساهمة المتخصصين والمفكرين والدعاة والعلماء، وإذا نجحنا في إقامة مثل هذه الأنشطة نكون قد أوجدنا آليات صناعة الوعي السياسي.

3- العمل الفردي أيضا مهم في مجال صناعة الوعي السياسي، فيمكن إرسال مادة التوعية السياسية (مقالة مهمة ومفيدة، الوسائط المتعددة الرقمية، أشركة الكاسيت،...) للأصدقاء والزملاء والأقران عبر البريد الإلكتروني، أو من خلال قائمة بريد إلكتروني أو مجموعة إخبارية على الإنترنت، ويمكن دعوة الأفراد إلى التسجيل في منتدى حواري سياسي جدي كشبكة فلسطين للحوار، ويمكن دعوتهم لزيارة موقع ما أو الانتساب إلى قائمة إخبارية، أو قراءة كتاب ما وتدارسه في المسجد أو في الجامعة، أو دعوة الأقران والزملاء لحضور ندوة أو محاضرة في مسجد أو في أي مكان...

4- عملية صناعة الوعي السياسية تحقق هدفين في ذات الوقت، التوعية الذاتية وتوعية الآخرين، ولذلك فإن من يمارس هذه العملية هو أول المستفيدين منها، فهي تكسب من يقوم بها خبرة في مجال التعامل مع الناس وفهم تصرفاتهم ومعرفة توجهاتهم، خاصة إذا كانت هذه العملية تتضمن حوارات سياسية ولقاءات عصف ذهني ونقاش حر...

5- الانتماء إلى الحركات والتنظيمات الإسلامية الفاعلة والقوية هو أساس الوعي السياسي وفرصة رائعة لبناء الذات والمساهمة في أنشطة صناعة الوعي السياسي، كما أن للحركات الإسلامية الفاعلة العديد من البرامج التي تحقق الوعي السياسي لدى الأفراد من خلال العديد من الأنشطة، فالعمل من خلال هذه الحركات الإسلامية الفاعلة يجعل مهمة صناعة الوعي السياسي أكثر جدوى وفاعلية.

6- يجب ألا يصرفنا الانتماء للحركات الإسلامية الفاعلة عن العمل من خلال النقابات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والسياسية وأنشطة الحركات الإسلامية الأخرى، كما يجب أن يكون هذا الانتماء سبباً للتقاعس عن العمل وانتظار الأوامر والتوجيهات من القادة للقيام بالأنشطة، فالمفروض أن يبادر كل مسلم إلى التفكير في وسائل وآليات وأنشطة وبرامج ومشاريع تؤدي إلى المساهمة في صناعة الوعي السياسي.

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 10:42 AM
(10)
صناعة الوعي السياسي في أوساط الشباب
الشباب – ذكوراً وإناثاً – هم الأكثر استهدافاً من قبل أعداء أمتنا، وهم الأكثر تعرضاً لبرامج التضليل والتجهيل والتفريغ الثقافي التي يضعها أعداؤنا، ولهذا فلا بد من إعطاء هذه الفئة أولوية كبيرة، خاصة أن هذه الفئة تتسم بضعف التأثير الأسري على الشباب الذين يتصرفون باستقلالية ويتواجدون في أوساط عديدة تشتمل على جبهات صراع فكري وثقافي، ويكون شبابنا البعيدين عن الإسلام في هذا الصراع في غاية الضعف أمام الإغراءات العاطفية والجنسية، وإغراءات الثقافة الغربية التي تخاطب الغرائز والعواطف وتخدر العقول وتميت القلوب.

الحكومة الأمريكية – على سبيل المثال – تكثف جهودها في المجالات التعليمية والثقافية لتحويل العالم إلى قرية صغيرة تخضع لسلطة واحدة هي النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ليعيش الإنسان في هذه القرية بلا انتماء لوطن أو ثقافة أو دين، وليتمركز هذا الإنسان حول حاجاته ومصالحه الشخصية، وليعيش في مجتمع مدني قائم على المعرفة بعيدا عن أي مرجعية دينية أو ثقافية تحقيقا لمفهوم "المواطَنة العالمية" أو عولمة المواطنة.

يريد الغربيون والأمريكيون – تحديداً – للإنسان المسلم الذي احتلت أرضه وانتهك عرضه وامتهنت حقوقه وحورب في دينه أن يعيش في وطنه غريبا يتقبل التنوع الفكري والديني، ويلجأ إلى وسائل سلمية لحل مشاكله بلا دفاع ولا مقاومة، فاستخدام القوة حق لا نملكه وهو حكر على أعدائنا ومحرم علينا ونحن نتعرض للعدوان والاحتلال.

الإنترنت هي أهم الوسائل التي يعول عليها الغرب في تحقيق هذه الأهداف، وهناك المئات من المواقع التي أصبحت تعمل أداة أمركة وتغريب لقتل الثقافة الإسلامية لدى الشباب وسلبهم من حضن أمتهم وسلخهم عنها...

أحد هذه المواقع الذي يتمتع بشعبية واسعة تصل إلى نحو خمسة ملايين عضو يحاول استقطاب الشباب والفتيات – بشكل خاص – لأمركتهم وإذابة ثقافتهم، وهنا أقتبس لكم بعض الفقرات من صفحات هذا الموقع التي تغري الفتيات بالتحلل من الدين واعتماد الإنترنت ومجاهيلها مرجعية عامة في كل أمور الحياة:


صبية تحت العشرين، أكيد أنتِ من الفتيات اللواتي يتعرَضن لمشاكل المراهقة من المشاكل النفسية والتغيَرات الجسدية وتواجهين العديد من الاستفسارات التي تحيَركِ في مرحلة التغيرات العاطفية وما يتبعها من مشاكل، وتحبين متابعة ما هو جديد من آخر صيحات الموضة والاكسسوارات فإن كنتِ من تلك الفتيات اللواتي دخلن سن التغيير والتجديد فنحن هنا عزيزتي لنساعدك على فهم هذه التغيرات ونزوَدكِ بكل ما هو جديد في ما يهمكِ من أناقة وأخبار الفنانين، فلا تقلقي لأن كل ما تحتاجينه ستجدينه لدينا في حلوة مكتوب.

حلوتي شاركينا همومكِ واستفيدي من ما يمليه القرَاء عليكِ من نصائح...

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 10:45 AM
أعزائي الأكارم،

بقي حلقتان لإنهاء موضوع "صناعة الوعي السياسي"، وإن شاء الله سيتم الانتهاء من هذا الموضوع خلال يومين.

بوركتم

عباس النوري
08/04/2008, 12:36 PM
أ.د. محمد اسحق الريفي
نائب الرئيس لشؤون الأرض المحتلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أن موضعك قيم ويعطي دفعة نوعية للتدارس والبحث والنقاش، لكن أطرح سؤالاً أتمنى الحصول على الإجابة مع شكري وتقديري.

السؤال: من يصنع الوعي السياسي الإسلامي، أهم بعض علماء المسلمين المشحوذين الذين يزرعون الفتن والأحقاد…ويكفرون بعض المسلمين…أم علماء المسلمين الذي يزرعون المحبة والود من أجل التقارب والتواد والتآخي.

ثم لماذا لا نلاحظ الزخم المطلوب من المثقفين للوقوف أمام الأفكار التكفيرية وثقافة قطع الرؤوس، وقطع النسل.

كيف لك ولبقية الأخوة الأساتذة الأفاضل الدعوة للوعي السياسي لمجابهة المخاطرة الأجنبية الاستعمارية وفينا أصل المشكلة وأسباب الحقد والكراهية…وأساس التخلف والعيش في العصور المظلمة.
في الرابط أدناه أسألة أتمنى الاجابة عنها وشكرا
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=27782


تقبل فائق تقديري وأحترامي

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 02:07 PM
الأخ الكريم الأستاذ عباس النوري،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

شكرا لك على مرورك الكريم وأسئلتك المهمة.

لا شك أننا نعيش في عصر مليئ بالفتن، فتن كقطع الليل المظلم، وهي فتن صنعناها بأنفسنا، لأننا ابتعدنا عن منهج الإسلام، بوسطيته وحنيفيته، وفرطنا وأفرطنا. والعلماء يتحملون نصيباً كبيراً من المسؤولية عما لحق بنا من هوان وما أصابنا من فتن، فنسبة كبيرة من علماء الأمة فضلوا الدوران في فلك السلطة على القيام بتوعية الأمة والأخذ بيدها نحو التحرير والنهضة. وأخذ عدد كبير من العلماء يسطحون الدين ويقزمونه في شعائر وأمور أخرى بعيدة عن جوهر الدين، وقد وجد هؤلاء العلماء ما يشجعهم على ذلك، وهي الفضائيات العربية التي تهدف إلى إفراغ الإسلام من جوهره، وتحويل المسلمين إلى حمائم تقبل التعايش بسلام مع من يذبحها.

والكثير من هؤلاء العلماء أصبحوا يستنكفون الحديث عن ذروة سنام الإسلام وهو "الجهاد في سبيل الله" في الوقت الذي نحن أحوج الناس إليه للدفاع عن أمتنا ضد الغزو والاحتلال والعدوان. وفي المقابل، يتدافع العديد من هؤلاء العلماء في طريقهم إلى حضور مؤتمرات أمريكية التمويل والأهداف، كمؤتمرات "حوار الأديان" و "تحالف الحضارات" و "تزيين صورة الولايات المتحدة" المقززة... وهكذا.

لست مع التكفيريين الذين ينشغلون بتكفير المسلمين، ولا أأبه قط بمن يشتغل من (العلماء المسلمين) بتكفير المسلمين وتعميق خلافاتهم وزيادة تنازعهم، فلا يهمني غير أن أدافع عن الإسلام وتوحيد الأمة وتأكيد وسطية النهج الإسلامي، دون إفراط أو تفريط.

من هذا المنطلق، أرى أن مسؤولية صناعة الوعي السياسي تقع على كل واحد منا بحسب ما حباه الله عز وجل من عقل وعلم ومكانة اجتماعية وإمكانيات تساعده على ذلك، ولا بد لنا من العمل على توعية المسلمين دون انتظار أوامر من أي أحد، وبغض النظر عن تقاعس أصحاب مهمة توعية المسلمين.

مع خالص التحية والاحترام.

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 08:30 PM
(11)
أهمية المنتديات الحوارية في صناعة الوعي السياسي
تكلمنا في الحلقة السابقة عن أهمية صناعة الوعي السياسي في أوساط الشاب، لحمايتهم ممن يحاولون سلخهم عن الأمة وهدم ثقافتهم الإسلامية وإقناعهم بتبني نمط الحياة الأمريكية التي تتناقض مع هويتنا الإسلامية ولا تصلح للحياة الإنسانية. ولا يقتصر وجود الشباب في المدارس والجامعات ونوادي الرياضة وغيرها من الأماكن الحقيقية، فهناك نسبة كبيرة من الشباب يتواجدون في العالم الافتراضي الذي أوجدته التطبيقات العديدة للإنترنت وعلى رأسها الشبكة العنكبوتية.

وأصبحت المنتديات الحوارية تحظى باهتمام بالغ من الشباب من كلا الجنسين، وكثير من هؤلاء الشباب وصل إلى حد الإدمان في ارتياده لهذه المنتديات الحوارية، ومما يؤسف له أن نسبة كبيرة من هذا المنتديات الحوارية تساعد على أمركة الشاب وتحقيق مرامي أعداء الأمة بإبعادهم عن جادة الصواب وصرف اهتمامهم إلى الأمور التافهة التي ترتبط غالباً بالعاطفة الجياشة التي يتسم بها الشباب والغرائز الجنسية، لذلك كان لزاماً علينا اقتحام أوساط المنتديات الحوارية والذود عن أجيالنا الشابة وتوعيتها سياسياً حتى تصبح أدوات بناء وتنمية وتطوير ونهضة لا معاول هدم للحياة الإسلامية في مجتمعاتنا الإسلامية.

وتتميز المنتديات الحوارية الهادفة التي تهتم بتربية الشباب وتوعيتهم وتثقيفهم عن غيرها من الأوساط التي يتواجد فيها الشباب بأمور عدة، منها:

1- التواصل بلا حدود جغرافية وسياسية وأمنية بين شباب الأمة حيثما كانوا وفي كل الأوقات والظروف.
2- إتاحة الفرصة للحوار والنقاش بين فئات عديدة من أبناء الأمة بغض النظر عن الجنس والسن والخلفيات الثقافية والسياسية والتعليمية.
3- تلاقح أفكار أبناء الحركات الإسلامية الفاعلة على الساحة الإسلامية والعالمية والوصول إلى انسجام فكري وأفكار إبداعية في أغلب الأحيان.
4- جمع الأخبار التي تهم الأمة والأحداث الساخنة من جميع الدول وفي كل الأوقات وتوفير مداولتها ونقاشها بيسر وفعالية.
5- مناقشة الأحداث الساخنة ومتابعة الأخبار المهمة أولا بأول من قبل جميع الراغبين في الحوار ومن زوايا عديدة تساعد على تحليل هذه الأحداث وتداعياتها بعمق وتفسيرها بصورة صحيحة واستخلاص العبر والدلالات منها.
6- القيام بحملات منظمة لحشد الرأي العام العربي والإسلامية ومناصرة القضايا الإسلامية وممارسة الضغط على أصحاب الأفكار الهدامة وجماعة الاستبداد السياسي والعابثين بمصير شعوبنا.

ولا شك أن هناك مزايا أخرى عديدة لهذه المنتديات، ولكن الاستفادة منها تعتمد على القائمين على إدارة المنتديات والأعضاء الذين يشاركون فيها، ولا شك أن تواجد الدعاة والمثقفين والسياسيين والعلماء والأكاديميين في هذه المنتديات يساعد على تشكيل وعي الأعضاء والزائرين ويسهم إلى حد كبير في تلافي سلبيات هذه المنتديات ومفاسدها الكثيرة.

صناعة الوعي السياسي في المنتديات الحوارية

نتحدث في هذا الموضوع عن صناعة الوعي في المنتديات الحوارية السياسية الهادفة والبناءة والإيجابية، ونقصد بذلك المنتديات الحوارية التي تتميز بالجدية وتهدف إلى نصرة الحق وأهله والتصدي للباطل وأهله، أما المنتديات الحوارية التي تتسم بالبعد عن الأخلاق الإسلامية وسوء الأهداف والمنهج والوسيلة، فهي منتديات ساقطة ولا تستحق أن يزورها مسلم يمارس الدعوة ويسعى إلى تشكيل وعي الناس.

وفيما يلي نقاط مهمة يجب الأخذ بها عند التعامل مع المنتديات الحوارية السياسية:

1- التركيز على ترسيخ المبادئ والقيم لدى الأعضاء ونشر الأفكار وإقناع الأعضاء بها على أساس تقديم البرهان والدليل.
2- ربط الأعضاء بالغاية الأساسية لكل مسلم، وهي نيل مرضاة الله عز وجل من خلال الدفاع عن الإسلام والمسلمين ونشر الإسلام ودعوة الناس إلى الخير.
3- تقديم مادة علمية وتربوية وإيمانية من خلال المواضيع المنشورة لضمان تشكيل وعي الأعضاء ومساعدتهم على تكوين رؤى ثاقبة ووجهات نظر صحيحة بعيدا عن العاطفية والانفعال وردات الفعل.
4- ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة والتعاون والتطوع والعمل الجماعي المنظم والمبادرة إلى النشاط والتفكير الإبداعي والإيجابية في التعامل مع كافة القضايا والأحداث.
5- نشر ثقافة الوحدة بين المسلمين والاهتمام بقضايا الأمة المصيرية من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا وتحليل الأحداث.
6- ربط الأحداث والقضايا بعضها ببعض لتشكيل الصورة الحقيقية الكاملة للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وأوضاع الشعوب العربية والإسلامية.
7- الاهتمام بالدورات التثقيفية ودورات التوعية السياسية والتي يتم فيها التفاعل بطرق مختلفة بين الأعضاء والقائمين على هذه الدورات لإثراء النقاش وتحقيق أهدافها.
8- التنسيق بين المنتديات الحوارية السياسية التي تتقاطع فيما بينها بالأهداف وذلك من خلال نشر المواضيع القيمة في كل هذه المنتديات واستضافة الدعاة والعلماء والمفكرين فيها.
9- العمل في هذه المنتديات من خلال فريق عمل ينشئه الأعضاء الذين يثقون ببعضهم البعض ليشدوا من أزرهم ويساهموا في إنجاح المواضيع والدورات.
10- الربط بين هذه المنتديات وبين الأنشطة في العالم الواقع حتى لا تكون هذه المنتديات مجرد وسيلة للتفريغ العاطفي والتسلية وإضاعة الوقت.

العمل بفعالية في المنتديات الحوارية السياسية

تُعد منتديات الإنترنت وسيلة إعلامية مهمة تستحوذ على اهتمام الكثيرين من الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والفكرية والفئات العمرية، وقد زاد انتشار استخدام هذه المنتديات في أوساط الشباب. وللمنتديات الحوارية السياسية أهمية خاصة، فهي أداة جيدة للاتصال بالجماهير، وبيئة للتنظير السياسي والتوعية، ومن خلالها يمكن استطلاع الآراء والمواقف، كما أنها توفر أداة فعالة في التصدي للأفكار والدعوات الهدامة والشائعات.

وتعتمد فعالية المنتديات الحوارية السياسية على الطريقة التي يتبعها العضو في النقاش والحوار وطرح القضايا والمواضيع والأفكار، وهناك طرق عديدة تؤدي بمن يتبعها إلى تحسين أدائه وزيادة فعاليته والاستفادة من وقته وجهده. وفيما يلي وصف للطرق السائدة بين الأعضاء:

الطريقة العشوائية
حيث يدخل العضو إلى المواضيع ويتنقل بينها دون أن يكون له هدف محدد من النقاش والحوار غير التسلية وإضاعة الوقت، وفي هذه الطريقة يُجر العضو بسهولة إلى مواضيع لها عناوين جذابة وملفتة للانتباه وتحتوي على نوع من المبالغة، كتلك التي تبدأ بكلمة "عاجل" أو "مهم جدا" ... وهكذا، أو تلك التي يتسم عنوانها بنوع من الغرابة والإثارة والعنف.

الطريقة الموضوعية
وفي هذه الطريقة يدخل العضو إلى الموضوع على أساس محتواه وارتباطه باهتمامات العضو وأهدافه، وغالبا ما يهتم أصحاب هذه الطريقة بالقضايا السياسية الساخنة والأحداث الميدانية المهمة والمواضيع السياسية والفكرية.

الطريقة العنقودية
وفي هذه الطريقة يتم تتبع أحد الأعضاء وقراءة كل مشاركاته ومواضيعه، وذلك بهدف الاستفادة من أفكار هذا العضو وتشجيعه وإبداء التأييد والدعم له، أو بهدف مهاجمة العضو والتصدي لأفكاره وآرائه وإهدار وقته في جدل لا يفيد وإنهاك قواه.

الطريقة الاستطلاعية
وفيها يحاول العضو التركيز على المواضيع الساخنة من خلال متابعة شريط المواضيع الساخنة والمواضيع المثبتة، وهي طريقة جيدة لمن يرغب في استطلاع الآراء وقراءة الأفكار ومتابعة الأحداث والقضايا الساخنة التي تنال اهتمام الأعضاء.

الطريقة الانعزالية
وفيها يكتفي العضو بنشر مواضيعه والرد على مشاركات غيره من الأعضاء ومناقشتهم في أفكارهم وآرائهم دون قراءة مواضيع الأعضاء الآخرين ومناقشتهم ومحاورتهم. وغالبا ما يستخدم هذه الطريقة أصحاب الأقلام والنخب السياسية والفكرية، ولا ينشط في المنتديات الحوارية غير عدد قليل منهم.

الطريقة المهجنة
وفيها يقوم العضو باختيار أي تشكيلة من الطرق السابقة بحسب أهدافه ومزاجه وظروفه.

وحتى يحقق العضو الأمثلية في الاستفادة من المنتديات الحوارية السياسية لا بد أن يعمل على بصيرة ويحدد له استراتيجية تتضمن: أهدافه من العمل في المنتديات، والطريقة التي تساعده في تحقيق أهدافه، وبعض القواعد التي يجب أن يتبعها لتفادي المشاكل و الوقوع في "الثقوب السوداء" (الحوار مع أعضاء سيئين يهدفون إلى استهلاك طاقتك الفكرية ووقتك وجهدك وسلامة عقلك).

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 08:35 PM
(12)
المساهمة في عملية التغير المنشود
التغيير هي عملية ملازمة للإنسان الذي لا يمكن له أن يصنع مستقبلاً أحسن ولا يطور نفسه أو ينميها دون هذه العملية، كما لا يمكن للجماعات البشرية من تحقيق أهدافها الجماعية إلا من خلال عملية التغيير، وهي عملية مستمرة باستمرار الحياة الإنسانية.

عملية التغيير في أي مجتمع تبدأ بتغيير الأفراد، عملية التغيير على المستوى الفردي تبدأ من النفس، يقول الله سبحانه وتعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}الرعد11. فالتغيير سواء أكان سلبياً أم إيجابياً يبدأ من النفس البشرية.

والأمة الإسلامية تعاني من ضعف بعد قوة ومنعة، وتمزق وفرقة بعد وحدة واجتماع، واحتلال لأراضيها بعد نفوذ دام قروناً من الزمن، ونقمة بعد نعمة، والتغيير السلبي هو كل سبب مصائب أمتنا، يقول الله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}الأنفال53، والتغيير الإيجابي الذي ننشده هو الطريق الوحيد لإعادة مجد الأمة وهيبتها لتكون قادرة على تبليغ رسالة الإسلام وخلافة الأرض.

مفهوم التغيير
التغيير لغة: ورد في المعجم الوسيط أن غيَّر الشيء أي بدل به غيره، أو جعله على غير ما كان عليه.
التغيير اصطلاحاً: التحول من حال أو واقع معين إلى حال أو واقع آخر منشود في فترة زمنية محددة.

ولذلك فإن عملية التغيير تتضمن استخدام الإمكانيات البشرية والمادية والسياسية بكفاءة وفاعلية وإيجابية للتحول من الواقع الذي نعيش فيه إلى الواقع الذي ننشده بأقل تكلفة وجهد وتضحيات وأقصر وقت.

مجالات التغيير
وهناك مجالات للتغيير على المستويين الفردي والجماعي، وأهمها:
1- تغيير المبادئ والقيم
2- تغيير السلوك والتعامل مع الآخرين
3- تغيير الثقافة السائدة في المجتمع
4- تغيير القناعات ووجهات النظر والاتجاهات
5- تغيير سياسي
6- تغيير اقتصادي
7- تغيير اجتماعي
8- تغيير تربوي
9- تغيير فكري
10- تغيير بيئي

مبررات التغيير
هناك مبررات كثيرة للتغيير أهمها:
1- تردي أحوال الأمة وتعرض شعوبنا للقمع والاستبداد السياسي
2- تسلط أنظمة حكم دكتاتورية شمولية على الشعوب واحتكارها للسلطة
3- الفساد الذي يستشري في مجتمعاتنا وفي الأنظمة السياسية والإدارية والتعليمية والاقتصادية
4- احتلال العديد من البلاد العربية والإسلامية عسكرياً أو بطرق أخرى عديدة
5- عجز الأمة عن مواجهة التحديات التي تستهدف وجودها
6- عجز الأمة عن أداء رسالتها والقيام بواجباتها
7- الوصول إلى واقع أحسن من واقعنا الحالي السيئ
8- الإصلاح والتطوير والتنمية والتحديث بما يتلاءم مع التقدم المادي والإداري والحضاري للإنسان.

التغيير المنشود
هو التغيير الذي يحقق للفرد كرامته ويضمن له حقوقه الإنسانية والقانونية والسياسية ويتيح له فرصة المشاركة السياسية الفاعلة لإصلاح المجتمع وتطويره وتنميته، والتغيير المنشود هو التغيير الذي يعيد للأمة الإسلامية كرامتها وعزتها وهيبتها ويحرر أوطانها وشعوبها ويمكنها من أداء رسالتها الربانية ويعيد لها مكانتها الريادية بين الأمم، فالتغيير الذي ننشده هو الذي يؤدي إلى نهضة الأمة.

مسؤولية التغيير
التغيير مسؤولية فردية وجماعية، ولا يمكن للتغيير أن يتحقق دون العمل الجماعي المنظم، وبما أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإن العمل الجماعي لتحقيق التغيير المطلوب واجب على كل مسلم، ولهذا فإن على كل مسلم أن يبادر بالانخراط في أي عمل جماعي أو بالانتماء إلى الحركات الإسلامية الفاعلة على الساحة العربية والإسلامية والتي تسعى لتحقيق التغيير المنشود.

مستلزمات التغيير
لا يمكن للتغيير أن يتحقق دون وجود أحزاب وحركات إسلامية تتبنى هذا التغيير المنشود وتضع من أجل تحقيقه الاستراتيجيات والخطط والبرامج وآليات المتابعة والتقويم، ولا يمكن أن يتحقق هذا التغيير المنشود دون التقاء كل المعنيين بعملية التغيير في إطار إسلامي موحد ينسق الجهود ويوحد المواقف ويجمع الطاقات ويضع مرجعية إسلامية عالمية موحدة لكل من يريد المساهمة في تحقيق التغيير المنشود والوصول إلى الأهداف، كما لا بد من وجود قيادات تتميز برؤية ثاقبة وقوة إرادة وحكمة وثبات لقيادة الأمة وتوجيهها، والعلماء المسلمون هم أكثر الناس أهلاً لهذه القيادة.

صفات رواد التغيير
1- الإيمان بالتغيير والحماس له
2- الثقة بالنفس القائمة على أساس توفر العلم والمعرفة والمهارات والكفاءات
3- المبادرة والشجاعة والإقدام وعدم الخوف
4- حب التحدي والتنافس والمغامرة والمخاطرة
5- الحزم وعدم التردد
6- القدرة على الإقناع والتأثير الإيجابي على الآخرين وقيادتهم
7- القدرة على فهم مشاكل الأمة وتحديد الثقافات السائدة والظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا
8- القدرة على وضع حلول معقولة للمشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية
9- القدرة على تكوين رؤية ثاقبة واستشراف المستقبل وفهم التاريخ
10- القدرة على التخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج والآليات
11- الواقعية وعدم الوقوع تحت سيطرة الخيال أو الوسائل الفاسدة والأهداف غير العملية.
12- القدرة على جمع المؤيدين واستقطابهم في صفوف العاملين لتحقيق التغيير
13- القدرة على التصدي للمقاومين لعملية التغيير بالإقناع والحكمة والبصيرة

ولا شك أن صناعة الوعي السياسي تهدف أساساً إلى التغيير الذي ننشده من خلال تغيير الأفراد وتوحيد الأمة وإيجاد رواد التغيير وتوحيد جهودهم، لذلك فالمساهمة في صناعة الوعي السياسي هي حقيقة مساهمة في الوصول إلى التغيير المنشود ومساعدة للأفراد والجماعات على أداء واجباتهم والقيام بمسؤولياتهم.

وبهذا نكون قد انتهينا من هذه الدورة "صناعة الوعي السياسي" وإلى لقاء في دورة أخرى إن شاء الله، وأسأل الله أن يجزي عني خيراً كل من تفاعل مع موضوعات هذه الدورة وساهم في إثراء النقاش وفتح آفاقاً جديدة للتفكير والإبداع، وأشكر بشكل خاص كل من ساهم في جمع حلقات هذه الدورة وتنظيمها.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائدنا ورسولنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته