المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإخوان المسلمون.......... صفحة جديدة في تاريخ المسلمين



NAJJAR
24/03/2008, 09:21 AM
الإخـــــــــــــــــــــــــوان المســـلمون .... صفحـــة أخرى من تاريخ الـمســــــــــــــــــــــــــــــلـمين (1)
مخاض الفكرة الإخوانية

الإخوان المسلمون هم أكبر حركة إسلامية معاصرة "، هكذا ستجد التعريف الشائع لجماعة " الإخوان المسلمون ". وهو توصيف غير صائب، نظراً لما يوحي به من ظهور فجائي لجماعة " الإخوان المسلمون " في السياق التاريخي للأمة الإسلامية، فضلاً عن حصر هذه الجماعة في نطاق زمني قد لا يكون بالضرورة ممتداً. بيد أن واقع جماعة " الإخوان المسلمون " يؤكد على أن هذه الجماعة هي نتاج طبيعي للتفاعل السياسي داخل النسيج الإسلامي على مدى قرن من الزمان، سابق للحظة إشهار العقد التأسيسي للجماعة على يد الإمام المجدد حسن البنا في عام 1928.

لقد كانت حياة الإمام المجدد (1908-1949) فترة شهد نصفها الأول كارثة السقوط النهائي للخلافة الإسلامية، وتفتيت الدولة الإسلامية إلى دول ودويلات، واعلان إنتصار المجهودات الصليبية" أخيراً". ففي السنة التالية لمولد الإمام، كانت صرخة وزير خارجية انجلترا كامبل، بأنه يجب منع المسلمين من وراثة الإمبراطوريات الأوربية المتداعية. وفي السنة التالية لها (1909) تم إبعاد السلطان عبدالحميد الثاني عن الحكم بتهمة الرجعية وأجبر على الإقامة الجبرية حتى وفاته في 1918. وقدم حزب الإتحاد والترقي العميل فروض الطاعة للصهيونية العالمية الطامعة في فلسطين بمساعدتها على الإستيطان في فلسطين بالتعاون مع يهود الدونمة أو "المرتدين"، وهم جماعة يهودية ادعت اعتناق الإسلام للتمكن من البقاء في أرض الخلافة والكيد لها، وهي التي أسست حزب الإتحاد والترقي الذي قاد تاريخ الأمة التركية إلى الإنحراف عن طريق الإسلام.

وكان النصف الأول من حياة الإمام في تاريخ مصر يسمى بمرحلة ما بعد كرومر. واللورد كرومر هو احتلالي (وليس استعماري) مخضرم، أصدر كتاباً في عام 1908 أسماه مصر الحديثة، وضع فيه مخططاً احتلالياً لوراثة الخلافة العثمانية سارت على نهجه أوربا، وحكم مصر ربع قرن من الزمان، ولم يتركها إلا بعد أن كشف الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل أوراقه وعراه عقب حادثة دنشواي الشهيرة. ويذكر المؤرخ والمصوب التاريخي الفقيد الأستاذ أنور الجندي يرحمه الله: " وكان من ثمرة عمل كرومر: لطفي السيد الذي أعلن عداءه للعروبة وللإسلام وللعالم الإسلامي، ودعا إلى الإقليمية المصرية الفرعونية. وطه حسين الذي قال: إننا يجب أن نأخذ الحضارة الغربية: حلوها ومرها، وخيرها وشرها، وما يُحمد منها وما يُعاب.

وفي ديسمبر 1917 دنس اللورد اللنبي الأرض المقدسة بقدميه، واحتلت بريطانيا فلسطين، بعد أن تمكن اللنبي من التغلب على الأتراك فيما سموه بمعركة غزة الثالثة، والتي قاد اللنبي قبلها التجريدة المصرية، وانتصر على العثمانيين في معركة مجدو. وتقاسمت فرنسا وانجلترا إرث الخلافة الضائعة، بعد سلسلة من عمليات الخداع السياسي للبدو العرب، وتسخير العملاء منهم، وبث الفتنة بينهم وبين الترك، بتعاون وثيق بين اللورد اللنبي و توماس ادوارد لورانس (لورانس العرب) المخابراتي الإنجليزي الشاذ، أو عبدالله بن سبأ الإنجليزي كما يجب أن يُدعى، والذي كشف نفسه في كتابه (أعمدة الحكم السبعة).

وبمعايشة حدثٍ أليمٍ كهذا في سن التاسعة، ووسط صراع شديد بين الثقافة الإسلامية الأصيلة (التي خاض غمارها مبكراً)، والتهويمات الفكرية الهلامية المتمثلة في الهجمة الشرسة على كل ما هو عربي واسلامي، بقيادة ثلاثي التخريب الثقافي حينئذٍ: طه حسين (عميد الدب العربي المشبوه)، وأحمد لطفي السيد (أستاذ الأجيال المزعوم)، وسعد باشا زغلول (زعيم الأمة الزائف). أو هكذا لُقنَّا التاريخ في الصِّغَر.
ولم تكن الأمة في حاجة إلى من يجدد لها دينها من قبل بأكثر منها في هذه الحقبة الزمنية الضائعة. وأفرز الإسلام إماماً من نوعٍ جديد، ليثبت الفكر الإسلامي تفوقه وريادته وسيادته الأبدية. فلقد أثبتت التربة الإسلامية بأنها تربة خصبة سياسياً كما أنها خصبة على كافة المحاور الإجتماعية. وأن الدين الإسلامي لا يمكن حبسه خلف جدران المساجد، كما هو الحال بالنسبة للمسيحية المعاصرة التي تم خنق صوتها داخل الكنائس، وعزل الدين عن السياسة. لقد كانت رسالة الإمام البنا متمثلة في إرشاد العالم إلى حقيقة أن السياسة جزء لا يتجزء من المنظومة الإسلامية التي لا ينفع أخذ جزء منها دون جزء، ولا تقبل المساومة أو المراوغة، ولا يمكن أن تحتل مكاناً أدني من موقع السيادة التامة.

لم يكن الإخوان إذن مجرد حركة، ولكنهم نتاج طبيعي من صُلب المرجعية الإسلامية، ولم تكن الطفرة الإخوانية سوى نتاج التفاعل الداخلي للأمة الذي عجَّلت به أحداث أقل ما يقال عنها أنها كارثية. ولم تكن أبدا رد فعل يهدأ مع الزمن، فدعوة الإخوان هي سلوك إسلامي أصولي وأساسي، يوقع من يطعن في نزاهته، في مواجهة مباشرة مع الموروث العقيديّ للأمة الإسلامية، وإجماع الأمة المعصوم. فهم يتحدثون بلسان أهل السنة والجماعة. وتعد جماعة الإخوان تنفيذاً عملياً للمقدرات الأساسية للشريعة الإسلامية الغراء. لقد كان إشهار الجماعة في 1928 على يد الإمام وستة من ثقاة الفكرة الإخوانية أبلغ ردٍ على إعلان حزب الإتحاد الأتاتوركي الباغي اسقاط الخلافة الإسلامية سنة 1924 ميلادية. ساعتها أدرك الإمام أن عملية التجهيل التي تعرضت لها الشعوب الإسلامية هي التي أفرزت هذه السقطة التاريخية، وقادت العرب إي مواجهة أخوانهم المسلمين من الترك، والتجريدة المصرية أن تصبح تحت قيادة أعدى أعداء الإسلام. فالجيش المصري الذي دحر الصليبيين في المنصورة والتتار في عين جالوت، هو الذي سار تحت قيادة اللورد اللنبي لحرب الترك ونزع القدس من يد الخلافة وتقويض أركانها. بل إن عملية التغريب التي تعرضت لها مصر بالذاتن هي التي بدأت على يد محمد على الكبير، والذي أنهى عملياً سيادة دولة الخلافة على مصر، بل وانتزع منها الشام. بعد أن ضم انتصر على الحجازيين والنجديين عام 1818 وضمهما لحكمه وقضي على حركة التجديد الوهابية.

لقد سن محمد على في الإسلام سنة سيئة حين بدأ في عام 1809 في ارسال البعثات للتعليم في أوربا، فكأنه بذلك قد أهدى للأوربيين ما لم يكونوا يحلمون به، أن يصطنعوا لهم عملاء وأولياء، كانوا هم مطيتهم لإعتلاء ظهر المسلمين منذ ذلك الحين. لقد كانت لحظة الإشهار بداية لعهد جديد، علم العدو والصديق، أن العالم لن يكون في إمكانه أن يعود كما كان قبيل إشهار الجماعة. لقد ظهر متغير مستقل جديد في معادلة السياسة العالمية، بحيث أصبحت كافة المتغيرات الأخرى تابعة له، شاءت أم أبت، فقط القليل من الوقت حتى تلعب مضاعفات التأثير التصاعدية دورها في تغيير العالم. فماذا حدث بعد ذلك؟

مقبوله عبد الحليم
24/03/2008, 09:35 AM
رغم كل الذي يفعلون


أمة الإسلام ستبقى شوكة في الحلق

الأستاذ الكريم نجار

شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمة

بارك الله فيك وأبقاك ممن يحملون لواء الإسلام

NAJJAR
05/04/2008, 07:40 AM
بارك الله لنا فيك أستاذتنا الكريمة