المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسلّم أمر القلبَ إليكَ ياربِّ!!..



بنت الشهباء
01/10/2006, 02:24 PM
أسلّم أمر القلبَ إليكَ ياربِّ!!...
سورة الحمى تساور القلب كشعلة لهيب تستعر , لم تدع موضعا من العروق إلا ومسّته بجمر نارها ...
أيّ ألمٍ هذا دقّ سنام القلب !!؟؟؟...
الكلم يتوقّد ليضطّرم بلهيبه , والألفاظ تنتفض بلعاب سحر ألمه , والدم يتدفّق من مداد مهيض جرحه ....
معركة حامية الوطيس لا أدري أما زالت قائمة كما كانت عليه من ذي قبل !!؟؟؟..
أم هناك ثمة محاولة من سكن الخيال والوهم لتحيا النفس عالم السعادة الهائمة المزيّفة مع ذات النفس!! ؟؟؟..

حاولت أن أستعين بكلّ الفنون , والتعابير المستقاة ليفيض إلى القلب حالة من الأمن والاستقرار!!؟؟..

ابتعدت عنك أيها القلم وحسبت أنني سأخفّف من حدّة الكلمات المرتشعة في القلب, وأبسط من رعدة الحزن والأرق في النفس , وأبعد عن خواطري الهائجة الحزينة لأخرج إلى دنيا الناس وكأن ّخيوط الضوء كلّها موسومة فوق القلب , وشبكات البسمة مفصّلة على الثغر!!....
بحاجة إليك لأبوح عما يعتري النفس من سمات المعاني الدفينة , والخواطر الحزينة التي أصابت لبّ الفكر , وصدر القلب ...
فما في الداخل بركانٌ يكاد أن يتفجّر , ويتشعب منه أمور وأمور .. ولن يريحني إلاّ أن أقف معه وقفة صدق , وأهتك لنفس نفسها سرّ أمرها ....

متناقضات ومتشابهات في عالم حياتي تدور رحاها من الماضي وتتصل بالحاضر ولا يمكن أن تعلم ما في الغد لأنّ الأمر كلّه بيد الله خالق الخلق ....
أنتقل بخواطري من أمر إلى أمر , ومن عقدة إلى عقدة ولا أحد سوى رب الخلق يعلم ما تلفّ النفس من عواصف عاتية, وبراكين هائجة تصبّ حمم لهيبها على رؤى القلب .....
ولا جواب لتفسير تلك الحالات وإلا فقد أقع في حيرة أكبر وأشمل مما أنا عليه من العذاب والألم ...

محنةٌ تلد المحنة , وأحسب أني تخلّصت من شوائبها , لكن أجدها مجموعة من شائكات لا حلّ لعقدة وثاق أمرها , ولا انفصام لعراها !!...

عذابٌ قاتل قي الداخل درجة غليانه تعلو وتفور فوق الممكن , أثبتُ عنده حيناً , وأكاد حيناً آخر أهلك دونه !!...
نوع متفرّد بحقيقة نفسه , ليس سوى الله يعلم قوّة ألمه , وضرب عذابه , ولا زالت الروح تلتهب من الظمأ , والقلب يتثلّم من جرح ألمه , والعين تذبل من السهد مع جوار الدمع , وما أنا أمام هؤلاء سوى فتاة تطوف بالدنيا على هواها كعصفورة صغيرة تترامى من جبل إلى جبل, ومن جنّة إلى جنّة لتلقط حبّة طعامها , وقشة سعادتها !!...

أمن الممكن أن أبيّن لهم حقيقة مافي الداخل !!؟؟؟..
هل من الممكن أن أحتوي مافي القلب مدى العمر لوحدي !!؟؟؟..
يعني ذلك أنّني سوف أكذب كذبة كبيرة تزيد من وهج لهيب القلب!!....

لم أعدو إلى القلم إلاّ لأنّ هناك حالة ريح من العذاب تكاد لا تقف ولا تتأخّر !!..
فما إن غطّت قبّة الليل هذا الكون العجيب إلاّ وغدوت أعدو لاهثة أبحث عن صديق أبوح له عن تاريخ أقدم صدق , وأعرق وفاء عرفه القلب ...
إنه والله بحقّ صخرةٍ عاتية , لن يترجرج ما فيه من النزعات والشبهات , ولن يصبه الصدوع والانكسارات إلا ليتشقّق منه عذب الإخلاص , ونبع الصدق والوفاء !!..
ليس أمامي الآن إلاّ بالاعتماد على الثقة بالله وقضائه , والتوسل برحمته وفضله , لأنّ الثقة بالله هي أساس الصدق والإخلاص , والإيمان والوفاء ....
الثقة ستدفغني - بإذن الله - إلى الترفّع عن دنايا وآثام الدنيا , وستلقي على النفس ظلالا ورافة ندية , يترقرق فيها نبع الإيمان , وتشدّ بخواطر النفس إلى أجمل وأعظم معاني الصبر ....

الصبر !!!...
يا الله !!!...
ياله من كلمة يكمن فيها الثبات والاستعلاء والتسليم لأمر الله , وإذا أراد أمراً فإنه يقول له كن فيكون !!...
يا ربّ يتلجلج القلب ويزيغ , ويستجيش بطاقات وأشواق الطبيعة البشرية !!..
يا ربّ اكشف عن بصيرتي علّة شرر هذه النوازع , واهدني إلى طريق الحق والصواب , و الهدي والإيمان !!..
أنت الوحيد العليم بمكنونات سرّي وعلانيتي !!..
فأدعوك يا رحمن يا رحيم !!..
أدعوك أن لا تزغ قلبي عن طريق الهدي والإيمان , وهب لي من لدنك رحمة إنّّك أنت الوهّاب.....

يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك لترّف عليه آفاق وضيئة ,وأضواء كاشفة لمعالم الهدي والإيمان , وتنتهي الحياة إليكَ يا مالكَ الملك بسهولةٍ ورفقٍ !!....

اشددّ من أزري يا رحمن يا مانح يا وهّاب ...
اشددّ من أزري لأقيم القلب على أسس عمارة الإيمان , والصدق والإحسان ...
أدعوك يا عالم الظلال المنسابة في النفس أن ترفع عني آثام الضعف بالإيمان والهدي , وتغفر لي الذنوب بالدعاء والاستغفار ...

ظالمة بين يديكَ , ترجو رحمتكَ , وتأملُ رضاكَ وعفوكَ ...
لن ألجأ إلى سواكَ يا ربّ , ولن أهرب منك إلاّ إليك , فأنت الحاكم الحكيم بمكنونات النفس , والمدبّر المقدّر لأمر كلّ مافي الكون ...

أسلم الأمر إليك ياربِّ فالتدبير لكَ ومنكَ وإليكَ ...



بقلم : ابنة الشهباء

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
01/10/2006, 03:01 PM
بداعة مابعدها بداعة أيتها الأخت الأديبة المبدعة
وروعة القلم الفوّاح النابض بالحب والحياة
(( ظالمة بين يديكَ , ترجو رحمتكَ , وتأملُ رضاكَ وعفوكَ ...
لن ألجأ إلى سواكَ يا ربّ , ولن أهرب منك إلاّ إليك , فأنت الحاكم الحكيم بمكنونات النفس ,
والمدبّر المقدّر لأمر كلّ مافي الكون ...
أسلم الأمر إليك ياربِّ فالتدبير لكَ ومنكَ وإليكَ ...)) .
وهاهي ذي أيدينا تتوجه بالضراعة إلى ذي الجلال والإكرام :
دعوتك يا إلهي ياذا الجلال والإكرام مقرا بالاساء‌ة على نفسي إذ لم أجد ملجأ
ألجأ إليه في اغتفار ما اكتسبت من الذنوب سواك ، يا خير من استدعى لبذل
الرغائب ، وأنجح مأمول لكشف الكربات اللوازب ، لك عنت الوجوه فلا تردني
منك بحرمان ، إنك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد .
إلهى وسيدي ومولاي أي رب أرتجيه أم أى إله أقصده غيرك ، إذا ألم بي
الندم ، وأحاطت بي المعاصي بكابة خوف النقم ، وأنت ولي
الصفح ومأوى الكرم .
إلهى أتقيمني مقام التهتك وأنت جميل الستر ، وتسألني عن اقترافي على رؤوس
الإشهاد وقد علمت منى مخبيات السر فان كنت يا إلهى مسرفا
على نفسي بانتهاك الحرمات ، ناسيا لما أجرمت من الهفوات ، فأنت
لطيف تجود برحمتك على المسرفين وتتفضل بكرمك على الخاطئين ،
فانك إلهى تسكن بتحننك روعات قلوب الوجلين ، وتحقق بتطولك
أمل الاملين ، وتفيض بجودك سجال عطاياك على غير المستأهلين .
إلهى أم بي إليك رجاء لا يشوبه قنوط ، وأمل لا يكدره يأس ، يا محيطا
بكل شئ علما ، وقد أصبحت سيدي وأمسيت على باب من أبواب
منحك سائلا وعن التعرض لسواك وعن غيرك
بالمسألة عادلا وليس من جميل امتنانك رد سائل !!!!!
فصل على محمد وآل محمد ، وارحمني يا أرحم الراحمين !!!
هو الحبيب الزى ترجي شفاعته
لكل هول من الاهوال مقتحم
مولاي صل وسلم دائما" أبدا"
علي حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صلي وسلم عليه صلاة عبد قلت حيلته
ومحمد رسول الله وسيلته

بنت الشهباء
01/10/2006, 10:23 PM
أستاذي الكريم الفاضل
الدكتور مروان الظفيري

والله لقد أكرمتني أشد الكرم , وأعطيتني أعظم العطاء , ووهبتني أجمل الكلم ...

رفعتني إلى ما فوق الدنيا لأتنزه برياض الدعاء وأنت تبتهل الخالق ربنّا ..
أحسست وأنا أتلو سطور روعة كلماتك كأنني عصفورة صغيرة تبحث عن من يرعاها ويحنو عليها , وإذ به تجد الرفق والحنان والسعادة التي كانت تتوق إليها ...
وهل هناك أعظم من هذه السعادة التي تجعل من القلب والروح والفكر والنفس تترفع ما فوق الدنيا وملاذها لتجد الحنو والعطاء والحب حين تكون قريبة من الله خالقها ...

سلمتَ لنا يا أستاذي , ووقاكَ الله وحفظكَ
إنه سميع مجيب

سرجون محمد
19/08/2007, 10:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير الجزاء اختي الكريمة
وفقك الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته