المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. فإن محمدا لم يمت ..



سناء الشاذلي
12/04/2008, 04:48 PM
حقيقة يجبرني قلمي للخوض في موضوع الإساءة لخاتم النبيين وسيد المرسلين وهو دامع العين متوشح السواد يرتجف حتى بالكاد يرصف العبارات ويؤكد أن حزنه كجماد متحرك لا يقل عن حزن أمة محمد تجاه الاساءة ويرى أنهم في حداد عام وفي مصيبة أعم إن لم يضعوا حلا لهذا الموضوع المتكرر بعودتهم للكتاب والسنة فعلا وقولا , وإني مع قلمي في حزنه وما يؤكده وأزيد مقرره أن ما يحدث يؤكد تأكيدا صادقا وصارما بأن محمدا لم يمت وما مات , ولن يموت , نعم لم يمت , ولم يمت , و لم يمت , عليه أفضل الصلاة والتسليم , ودعوني وإياكم نعود لذاكرتنا حيث القرون الأولى حين مات رسولنا صلى الله عليه وسلم واهتزت الارض وزلزلت وماج الناس موجا عظيما وخرجت بلدان وقرى كثيرة مرتدة عن دين الإسلام لتقول بجهل أنها عادت للشرك وكفرت بمحمد مما حفز أهل السلطة والتحكم لإدعاء النبوة ومنعت الزكاة والجزية وأدعى على الإسلام ونبيه كل مدع كل ذلك في لحظات وأيام قلائل ! فماذا كانت النتيجة ؟ كانت مؤثرة وباقية آثارها الى اليوم بكلمة خرجت من فم صادق مؤمن ثابت ثبات الجبال , أبو بكر الصديق رضي الله عنه , رجف بها رجفا أعاد بها العقول وأخذ بها الألباب صادعا بالحق ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) ولم يكتف بالكلمة بل جاوزها بالفعل الفوري للإنتقام لدين الله قارنا بين القول والفعل فعاد الإسلام والسلام كأحسن ما يكون , وأثبت للأجيال بفعله هذا بأن محمدا لم يمت !! نعم لم يمت لأنه لو مات لماتت دعوته وتوحيده وعقيدته والإسلام الذي حمله رحمة للعالمين , لو مات لما استطاع أبو بكر رضي الله عنه أن يقف شامخا موقنا بما لديه , لو مات ما ارتدت القبائل طمعا ,أو جهلا , أو خوفا , بل هو ميت بجسده كسنة إلهية ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وباق بروحه ووحيه ودعوته حتى آخر جيل من هذه الأمة , وهو ما يحدث الآن لو أن محمدا عليه السلام مات ما استطاع رجل جاهل حاقد من مكان قصي يبعد عن جزيرة العرب آلاف وآلاف أن يبعث روح الردة من جديد , ولو مات حقا ما هاجت وماجت أمته كل هذا الهيجان قولا , وفعلا , وكتابة وصورة , دفاعا عن نبيها , لو مات محمد عليه السلام لما رأيت كل هذا العداء له ولدينه ولأمته حسدا من عند أنفس ضالة مضلة , لو مات لما رأيت القوم يتفننون لردنا عن ديننا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا لو مات محمد صلى الله عليه وسلم لماتت الأفواه الناطقة بالحق في شأنه رغم أنها أفواه ناطقة بغير العربية وبغير دين محمد عليه السلام كشاهدة أنطقها الله الذي أنطق كل شيء واقرأ معي الآن بعضا من عباراتها والتي سأوجزها منعا للإطالة فهذا الكاتب الإنجليزي ( توماس كارلايل ) في كتابه ( الأبطال ) ينطق بالحق قائلا ( لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار العظيم النفس , المملوء رحمة وخيرا وجنانا وبرا ورحمة ونهى , افكار غير الطمع الدنيوي , ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه , إني لأحب محمدا لبراءة طبعه من الرأي والتصنع يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم الى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة) وتأمل معي وضع خطوطا عدة تحت عبارة ( إني لأحب محمدا ) وهذا ناطق آخر اسمه ( آن بيزيت ) في كتابه ( حياة وتعاليم محمد ) يقول ( من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش وكيف علم الناس , إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل , أحد رسل الله العظماء هل تقصد أن تخبرني أن رجلا في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه وظل وفيا لها طيلة العمر ( 26 عاما ) ثم عندما بلغ الخمسين من عمره السن التي تخبوا شهوات الجسد تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟ ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص فلو نظرت الى النساء التي تزوجهن لوجدت كل زيجة من هذه الزيجات كانت سببا إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه ( أما برنادشو الإنجليزي ) يقول ( إن العالم أحوج ما يكون الى رجل في تفكير محمد , هذا الرجل الذي وضع دينه دائما موضع الإحترام والاجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات خالدا خلود الأبد , وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة , وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة ( يعني أوروبا ) إن رجال الدين في القرون الوسطى ونتيجة للجهل والتعصب قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة ويعتبرونه عدوا للمسيحية وتوصلت الى أنه منقذا للبشرية وفي رأي لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها وهذا ( السيد موير الإنجليزي ) في كتابه (تاريخ محمد ) ( أن محمدا نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه ومن أمعن النظر في تاريخه المجيد يجعل محمدا في طليعة الرسل ومفكري العالم ) ويقول المفكر الفرنسي ( لامرتين ) في كتابه ( تاريخ تركيا ) ( إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ بالنبي محمد ) وهذا ( مهاتماغاندي ) في حديث لجريدة ( بينج إنديا ) أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر لقد أصبحت مقتنعا كل الإقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة الوحيدة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود ... ) أما الطبيب والمؤرخ الفرنسي ( كوستاف لويون ) فيقول ( إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدا مع ان التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين من الاعتراف بفضله وهذا المستشرق الكندي الدكتور ( زويمر ) فينطق حسنا على عكس أعداء كثر من أمثال راسم الكاركاتير , أو مخرج الفلم الهولندي الأخير حيث يقول ( إن محمدا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين , ويصدق عليه القول بأنه كان مصلحا قديرا وبليغا فصيحا , وجريئا مغوارا , ومفكرا عظيما , ولا يجوز أن تنسب اليه ما ينافي هذه الصفات وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا ) تلك كانت لمحة سريعة من عبارات صريحة أرى أنها الأولى في الرد على كل مسيء خصوصا أنها من أفواه أقوامهم لكبتهم ودحرهم بلسان قومهم , بقي أن أذكر أن الدنمارك أنشأت جمعية وأطلقت عليها ( أوقفوا أسلمة أوروبا ) .. لخوفها من الانتشار المذهل للإسلام في قارة أوروبا خاصة ان مفكريها وقساوستها يحذرون من ذلك باستمرار ..
وبذلك أؤكد أن محمدا لم يمت , لم يمت , لم يمت ..