المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمن الاحتلال ,, وجهة نظر إسرائيلية معارضة



محمد بن سعيد الفطيسي
14/04/2008, 03:46 PM
ليس بالجديد على المستعمرة الإسرائيلية الكبرى وقادتها , ما نشاهده اليوم من صور الإجرام والإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني المسلم العربي الأعزل , فهي عادة متأصلة في دماءهم منذ وطأة أقدامهم القذرة هذه الأرض , تتجدد كلما أحس هؤلاء بقرب تكشف جرائمهم ومفاسدهم المكشوفة أصلا للواعين لها من المجتمع الدولي , فالتاريخ يحفظ ليهود جرائم متعددة وضلالات كثيرة لا تعد ولا تحصى , في سجل حافل بالعار والشنار والانحلال والدمار , ومجلل بالخزي والإفساد والخيانة والعمالة , بدؤوها بمملكة بابل ضد الملك البابلي بختنصر, ومرورا بالدولة الرومانية حتى انقض عليهم القائد غابينوس وأدبهم سنة 57 ق0م , وليس انتهاء بقتلهم الرسل والأنبياء والهداة والمصلحين , كحزقيال وأشعيا وأرميا ويحي وزكريا وعيسى عليهم السلام , يقول الحق سبحانه وتعالى :- { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مَّيثَاقَهُمْ , وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ , وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ , بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } , صدق الله العظيم , " انظر : تاريخ اليهود من ما قبل الشتات إلى الحركة الصهيونية وقيام الدولة الإسرائيلية للدكتور بنعيسى احسينات "0
وحتى نكون منصفين في الطرح التاريخي تجاه ما سبق ذكره , فإننا لابد أن نخرج من أصلابهم بعض المنصفين الذين لا زالت أفواههم وأقلامهم لا تخشى إعلان حقيقة رفضها القاطع لواقع الصهيونية العالمية اليوم , وتصرفاتها الإرهابية الإجرامية في كل أنحاء الأرض , كأمثال الإسرائيلي أشيرغينزبرغ قائد الحركة المعروفة بالصهيونية الأخلاقية , واليهودي الارثوذكسي الرابي بنيامين , والصحفي الإسرائيلي آرييه لوفا الياف والعالم اليهودي المعروف ألبرت اينشتاين , صاحب النظرية النسبية , والذي طالما رفض فكرة الدولة الصهيونية القومية , لدرجة إشارته الى إن فكرة دولة إسرائيل لا تتوافق مع رغبات قلبيه فيقول في سياق ذلك : - ( إنني لا أفهم لماذا نحن بحاجة إلى دولة كهذه , إن الدولة القومية هي فكرة رديئة، وقد عارضتُها على الدوام , إننا نقلِّد أوروبا والذي دمَّر أوروبا في النهاية هم القوميون ) وهذه الشخصيات بالطبع هي على سبيل المثال لا الحصر , وسنتناول بعض من أقولهم في ذلك السياق , كشهادة شهد بها أهلها على إجرام وإرهاب هذه المستعمرة السرطانية البغيضة في عالمنا العربي, وبالطبع فإننا هنا وكباحثين عن الحقيقة والكلمة العادلة أينما وجدت , وان كانت في غياهب الظلم والاستبداد والإرهاب , ملتزمين بالنقد البناء والطرح المنصف , وإعطاء كل ذي حق حقه , وان كان ذلك لواحد ممن يحسبون على يهود 0
لذا فإننا ومن خلال هذا الطرح , سنحاول تناول بعض تلك الأصوات اليهودية المعتدلة , والتي طالما صرحت برفضها القاطع لاحتلال الأرض الفلسطينية العربية , او قيام دولة صهيونية عليها , وتبيان حقيقة وجهة نظرهم في ذلك , وكيف فضح أولئك اليهود المنصفون المنتقدون للصهيونية العالمية مخططاتها القذرة في العالم , وبينوا على وجه الدقة الأسباب التاريخية والسياسية التي أدت ولا زالت الى استمرار تصاعد الصراع العربي الإسرائيلي حتى اليوم , وذلك من خلال تصرفات الشريحة الصهيونية الأصولية القومية المتزمتة , والتي كان لها الدور الأكبر في تحويل الصهيونية الدينية فعليا , الى حركة استيطان في مختلف الأرض العربية الفلسطينية , مدفوعة برؤية مسيانية قوامها أن الاحتلال اليهودي لكل الأرض , خطوة حاسمة على طريق الخلاص الأبدي , وما ترتب على ذلك الاحتلال من ثمن باهظ , لا زال الطرفان يدفعانه من الناحية الإنسانية والأخلاقية , فنحن على دراية من انه وكما يوجد هناك نصف في إسرائيل يزداد قومية وأصولية وتشددا كل يوم , متمسكا بكل قوته بفكرة الإقامة في ارض اليهود والسامرة , حسب ما جاءت في بعض كتبهم المحرفة , فهناك جزء مكمل يميل الى اتجاه ما بعد الصهيونية , والذي تظهر فيه الوطنية الإسرائيلية اقل تهورا , " انظر: ارض مقدسة , حرب غير مقدسة للأستاذ انتون لاغارديا " 0
والغريب في الأمر , هو أن هؤلاء المتصهينين النازيين الجدد – قادة إسرائيل منذ ثيودور هيرتزل والى الآن - , لا زالوا يدعون تمسكهم بانتماءاتهم القومية والوطنية الخالصة , من خلال امتداداتها التاريخية للصهيونية الدينية , رغم أنهم ومن خلال ما تثبته الوقائع التاريخية والحقائق اليومية , كانوا ولا زالوا أكثر من اضر بالشعب اليهودي في فلسطين التاريخية , وتسببوا بجل الصراع الدامي والسلام المكذوب بينهم والشعوب العربية , وفي هذا السياق يقول أشير غينزبرغ , وهو قائد الحركة المعروفة بالصهيونية الأخلاقية والتي طالما انتقدت الصهيونية السياسية لحاييم وايتزمان وغيره سنة 1922م :- ( هل هذا هو الهدف الذي ناضل له آباؤنا , وعانت كل الأجيال في سبيله ؟ هل هذا هو حلم العودة الى صهيون , لتلطيخ ترابها بالدم البريء ؟ ) 0
كما وانه وفي نفس السياق نجد اليهودي الارثوذكسي الرابي بنيامين , وهو محرر سابق في مجلة نير " انظر : العرب والمسيحيون واليهود , نقلا عن لوغوس انترناشيونال 1978م – ص 149 " , وهو ينتقد واقع الفكر الصهيوني الذي احتل الأرض الفلسطينية بقوة السلاح والنار والإرهاب , ويعارض – أي – الفكر الصهيوني البغيض , فكرة رفض عودة اللاجئين العرب الى أراضيهم , وإقامة المستعمرات الصهيونية على حساب البيوت والمساكن العربية لأصحاب الأرض , فيقول :- ( في النهاية علينا أن نعلن الحقيقة , إننا لا نملك أي حق أخلاقي في معارضة عودة اللاجئين العرب الى أرضهم 000 إننا الى أن نبدأ بالتكفير عن خطايانا ضد اللاجئين العرب , لا يحق لنا أن نتابع جمع المنفيين , لا يحق لنا أن نطالب اليهود الأميركيين بمغادرة البلد الذي أصبحوا متمسكين به , والإقامة في ارض سرقت من آخرين , وأصحاب هذه الأرض لا وطن لهم , وهم بائسون 000 لم يكن يحق لنا أن نبني مستوطنة , ثم نحقق هدف الصهيونية بممتلكات شعب آخر , لعمري إن هذا نهب , وفي النهاية علينا قول الحقيقة , أمامنا هذا الخيار : إما أن نستمع الى صوت الحقيقة لخيرنا وخير السلام الحقيقي , أولا نستمع إليه , فنجلب الشر والبلية علينا وعلى أجيال المستقبل ) 0
وهكذا يتضح لنا من خلال سياق الأقوال السابقة لتلك الشريحة المعتدلة من اليهود في إسرائيل او خارجها , بان ما خلفته الصهيونية الحديثة بوصفها حركة استعمارية قومية , ليس أكثر من وجود استيطاني ظالم , ساهم في تقويته واستفحاله تواطأ بعض الدول الغربية , وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية , وضعف الإرادة السياسية العربية , مما مهد لخلق آفاق واسعة من الشر والهمجية والوحشية في نفوس المستعمرين الجدد , والذين امتلأت نفوسهم المغلولة بالحقد والكراهية لكل ما هو إسلامي وعربي , , ففقدت الصفة البشرية والإنسانية بشكل تدريجي في التعامل مع أصحاب الأرض الأصليين , لدرجة اعتبارهم مجرد أشياء هامشية لا قيمة لها في أحسن الأحوال , وأشياء ينبغي الحط من قدرها وإذلالها في أسوا الأحوال , مما نتج عنه امتدادات نفسية واجتماعية , شكلت صورة الكراهية المتنامية بين العرب من جهة , والصهاينة الاستيطانيين من جهة أخرى 0
وفي هذا السياق يقول : " آرييه لوفا الياف نقلا عن كتاب إسرائيل : تاريخها لـ في جيلبرت , ص 529 " , من انه ( وبعد حروب الأيام الستة , أصبحت إسرائيل قوة فاتحة ومحتلة , بما تبع ذلك من نتائج وخيمة , فقد أدى الانتصار العسكري الإسرائيلي الكبير الذي تم إحرازه في حرب 1967م – بحسب رؤية الكاتب – الى كشف مريع لكل الدوافع الشريرة المخبأة في إسرائيل , أفرادا وشعبا : تعال وغرور فارغ , ولا مبالاة بمصير المهزومين , ورغبة عارمة في السيطرة على الأراضي المحتلة , واستعباد شعبها لاقتصاد المنتصرين , 0000 إن حركة إسرائيل الكبرى التي من أهدافها الرئيسية دمج الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود البلد , ضللت الصهيونية وإسرائيل , وجعلتهما تنحرفان عن خطهما الحقيقي وتزوغان عن إحراز أهدافهما الأساسية ) " انظر مقالنا : حين أسكت التاريخ في فلسطين " 0
نعم , لقد دفع الشعب الإسرائيلي ثمنا باهظ لأخطاء قادته وموجهيه الى الخلاص والسلام , فبينما كانوا ينتظرون الاستقرار والأمان والحرية , واجهوا حتمية تحمل وجودهم الظالم على ارض مغتصبة بقوة النار وعمى القانون الدولي وتكالب الأمم الغربية على المستضعفين , ( فالأمة الصغيرة التي لا يقيم قادتها اعتبارا لحدود القوة العسكرية محكوم عليها أن تدفع غاليا ثمن غرورها , وان بلدا " ديمقراطيا كإسرائيل " يكون دفاعه مبنيا على جيش ميليشوي , لا يمكنه أن يربح حربا لا ينقصها الدعم الشعبي الواسع فحسب , ولكن أيضا أدنى قدرة على الإجماع الوطني على ضرورتها ) , كما دفع الشعب الفلسطيني المسلم العربي الثمن الأكبر ولا زال الى يومنا هذا , من جراء ذلك الاحتلال الصهيوني الظالم , دفعه من خلال عشرات الآلاف من الشهداء , وملايين اللاجئين والنازحين , دفعه من خلال اليتامى والمشردين والأرامل والمرضى , والأراضي الزراعية المصادرة والبيوت المهدمة 0



* كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
* صحفي مستقل بصحيفة الوطن سلطنة عمان
* مشرف عام – الواحة السياسية – بمنتديات المعهد
العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية بالأردن

محمد بن سعيد الفطيسي
14/04/2008, 03:46 PM
ليس بالجديد على المستعمرة الإسرائيلية الكبرى وقادتها , ما نشاهده اليوم من صور الإجرام والإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني المسلم العربي الأعزل , فهي عادة متأصلة في دماءهم منذ وطأة أقدامهم القذرة هذه الأرض , تتجدد كلما أحس هؤلاء بقرب تكشف جرائمهم ومفاسدهم المكشوفة أصلا للواعين لها من المجتمع الدولي , فالتاريخ يحفظ ليهود جرائم متعددة وضلالات كثيرة لا تعد ولا تحصى , في سجل حافل بالعار والشنار والانحلال والدمار , ومجلل بالخزي والإفساد والخيانة والعمالة , بدؤوها بمملكة بابل ضد الملك البابلي بختنصر, ومرورا بالدولة الرومانية حتى انقض عليهم القائد غابينوس وأدبهم سنة 57 ق0م , وليس انتهاء بقتلهم الرسل والأنبياء والهداة والمصلحين , كحزقيال وأشعيا وأرميا ويحي وزكريا وعيسى عليهم السلام , يقول الحق سبحانه وتعالى :- { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مَّيثَاقَهُمْ , وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ , وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ , بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } , صدق الله العظيم , " انظر : تاريخ اليهود من ما قبل الشتات إلى الحركة الصهيونية وقيام الدولة الإسرائيلية للدكتور بنعيسى احسينات "0
وحتى نكون منصفين في الطرح التاريخي تجاه ما سبق ذكره , فإننا لابد أن نخرج من أصلابهم بعض المنصفين الذين لا زالت أفواههم وأقلامهم لا تخشى إعلان حقيقة رفضها القاطع لواقع الصهيونية العالمية اليوم , وتصرفاتها الإرهابية الإجرامية في كل أنحاء الأرض , كأمثال الإسرائيلي أشيرغينزبرغ قائد الحركة المعروفة بالصهيونية الأخلاقية , واليهودي الارثوذكسي الرابي بنيامين , والصحفي الإسرائيلي آرييه لوفا الياف والعالم اليهودي المعروف ألبرت اينشتاين , صاحب النظرية النسبية , والذي طالما رفض فكرة الدولة الصهيونية القومية , لدرجة إشارته الى إن فكرة دولة إسرائيل لا تتوافق مع رغبات قلبيه فيقول في سياق ذلك : - ( إنني لا أفهم لماذا نحن بحاجة إلى دولة كهذه , إن الدولة القومية هي فكرة رديئة، وقد عارضتُها على الدوام , إننا نقلِّد أوروبا والذي دمَّر أوروبا في النهاية هم القوميون ) وهذه الشخصيات بالطبع هي على سبيل المثال لا الحصر , وسنتناول بعض من أقولهم في ذلك السياق , كشهادة شهد بها أهلها على إجرام وإرهاب هذه المستعمرة السرطانية البغيضة في عالمنا العربي, وبالطبع فإننا هنا وكباحثين عن الحقيقة والكلمة العادلة أينما وجدت , وان كانت في غياهب الظلم والاستبداد والإرهاب , ملتزمين بالنقد البناء والطرح المنصف , وإعطاء كل ذي حق حقه , وان كان ذلك لواحد ممن يحسبون على يهود 0
لذا فإننا ومن خلال هذا الطرح , سنحاول تناول بعض تلك الأصوات اليهودية المعتدلة , والتي طالما صرحت برفضها القاطع لاحتلال الأرض الفلسطينية العربية , او قيام دولة صهيونية عليها , وتبيان حقيقة وجهة نظرهم في ذلك , وكيف فضح أولئك اليهود المنصفون المنتقدون للصهيونية العالمية مخططاتها القذرة في العالم , وبينوا على وجه الدقة الأسباب التاريخية والسياسية التي أدت ولا زالت الى استمرار تصاعد الصراع العربي الإسرائيلي حتى اليوم , وذلك من خلال تصرفات الشريحة الصهيونية الأصولية القومية المتزمتة , والتي كان لها الدور الأكبر في تحويل الصهيونية الدينية فعليا , الى حركة استيطان في مختلف الأرض العربية الفلسطينية , مدفوعة برؤية مسيانية قوامها أن الاحتلال اليهودي لكل الأرض , خطوة حاسمة على طريق الخلاص الأبدي , وما ترتب على ذلك الاحتلال من ثمن باهظ , لا زال الطرفان يدفعانه من الناحية الإنسانية والأخلاقية , فنحن على دراية من انه وكما يوجد هناك نصف في إسرائيل يزداد قومية وأصولية وتشددا كل يوم , متمسكا بكل قوته بفكرة الإقامة في ارض اليهود والسامرة , حسب ما جاءت في بعض كتبهم المحرفة , فهناك جزء مكمل يميل الى اتجاه ما بعد الصهيونية , والذي تظهر فيه الوطنية الإسرائيلية اقل تهورا , " انظر: ارض مقدسة , حرب غير مقدسة للأستاذ انتون لاغارديا " 0
والغريب في الأمر , هو أن هؤلاء المتصهينين النازيين الجدد – قادة إسرائيل منذ ثيودور هيرتزل والى الآن - , لا زالوا يدعون تمسكهم بانتماءاتهم القومية والوطنية الخالصة , من خلال امتداداتها التاريخية للصهيونية الدينية , رغم أنهم ومن خلال ما تثبته الوقائع التاريخية والحقائق اليومية , كانوا ولا زالوا أكثر من اضر بالشعب اليهودي في فلسطين التاريخية , وتسببوا بجل الصراع الدامي والسلام المكذوب بينهم والشعوب العربية , وفي هذا السياق يقول أشير غينزبرغ , وهو قائد الحركة المعروفة بالصهيونية الأخلاقية والتي طالما انتقدت الصهيونية السياسية لحاييم وايتزمان وغيره سنة 1922م :- ( هل هذا هو الهدف الذي ناضل له آباؤنا , وعانت كل الأجيال في سبيله ؟ هل هذا هو حلم العودة الى صهيون , لتلطيخ ترابها بالدم البريء ؟ ) 0
كما وانه وفي نفس السياق نجد اليهودي الارثوذكسي الرابي بنيامين , وهو محرر سابق في مجلة نير " انظر : العرب والمسيحيون واليهود , نقلا عن لوغوس انترناشيونال 1978م – ص 149 " , وهو ينتقد واقع الفكر الصهيوني الذي احتل الأرض الفلسطينية بقوة السلاح والنار والإرهاب , ويعارض – أي – الفكر الصهيوني البغيض , فكرة رفض عودة اللاجئين العرب الى أراضيهم , وإقامة المستعمرات الصهيونية على حساب البيوت والمساكن العربية لأصحاب الأرض , فيقول :- ( في النهاية علينا أن نعلن الحقيقة , إننا لا نملك أي حق أخلاقي في معارضة عودة اللاجئين العرب الى أرضهم 000 إننا الى أن نبدأ بالتكفير عن خطايانا ضد اللاجئين العرب , لا يحق لنا أن نتابع جمع المنفيين , لا يحق لنا أن نطالب اليهود الأميركيين بمغادرة البلد الذي أصبحوا متمسكين به , والإقامة في ارض سرقت من آخرين , وأصحاب هذه الأرض لا وطن لهم , وهم بائسون 000 لم يكن يحق لنا أن نبني مستوطنة , ثم نحقق هدف الصهيونية بممتلكات شعب آخر , لعمري إن هذا نهب , وفي النهاية علينا قول الحقيقة , أمامنا هذا الخيار : إما أن نستمع الى صوت الحقيقة لخيرنا وخير السلام الحقيقي , أولا نستمع إليه , فنجلب الشر والبلية علينا وعلى أجيال المستقبل ) 0
وهكذا يتضح لنا من خلال سياق الأقوال السابقة لتلك الشريحة المعتدلة من اليهود في إسرائيل او خارجها , بان ما خلفته الصهيونية الحديثة بوصفها حركة استعمارية قومية , ليس أكثر من وجود استيطاني ظالم , ساهم في تقويته واستفحاله تواطأ بعض الدول الغربية , وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية , وضعف الإرادة السياسية العربية , مما مهد لخلق آفاق واسعة من الشر والهمجية والوحشية في نفوس المستعمرين الجدد , والذين امتلأت نفوسهم المغلولة بالحقد والكراهية لكل ما هو إسلامي وعربي , , ففقدت الصفة البشرية والإنسانية بشكل تدريجي في التعامل مع أصحاب الأرض الأصليين , لدرجة اعتبارهم مجرد أشياء هامشية لا قيمة لها في أحسن الأحوال , وأشياء ينبغي الحط من قدرها وإذلالها في أسوا الأحوال , مما نتج عنه امتدادات نفسية واجتماعية , شكلت صورة الكراهية المتنامية بين العرب من جهة , والصهاينة الاستيطانيين من جهة أخرى 0
وفي هذا السياق يقول : " آرييه لوفا الياف نقلا عن كتاب إسرائيل : تاريخها لـ في جيلبرت , ص 529 " , من انه ( وبعد حروب الأيام الستة , أصبحت إسرائيل قوة فاتحة ومحتلة , بما تبع ذلك من نتائج وخيمة , فقد أدى الانتصار العسكري الإسرائيلي الكبير الذي تم إحرازه في حرب 1967م – بحسب رؤية الكاتب – الى كشف مريع لكل الدوافع الشريرة المخبأة في إسرائيل , أفرادا وشعبا : تعال وغرور فارغ , ولا مبالاة بمصير المهزومين , ورغبة عارمة في السيطرة على الأراضي المحتلة , واستعباد شعبها لاقتصاد المنتصرين , 0000 إن حركة إسرائيل الكبرى التي من أهدافها الرئيسية دمج الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود البلد , ضللت الصهيونية وإسرائيل , وجعلتهما تنحرفان عن خطهما الحقيقي وتزوغان عن إحراز أهدافهما الأساسية ) " انظر مقالنا : حين أسكت التاريخ في فلسطين " 0
نعم , لقد دفع الشعب الإسرائيلي ثمنا باهظ لأخطاء قادته وموجهيه الى الخلاص والسلام , فبينما كانوا ينتظرون الاستقرار والأمان والحرية , واجهوا حتمية تحمل وجودهم الظالم على ارض مغتصبة بقوة النار وعمى القانون الدولي وتكالب الأمم الغربية على المستضعفين , ( فالأمة الصغيرة التي لا يقيم قادتها اعتبارا لحدود القوة العسكرية محكوم عليها أن تدفع غاليا ثمن غرورها , وان بلدا " ديمقراطيا كإسرائيل " يكون دفاعه مبنيا على جيش ميليشوي , لا يمكنه أن يربح حربا لا ينقصها الدعم الشعبي الواسع فحسب , ولكن أيضا أدنى قدرة على الإجماع الوطني على ضرورتها ) , كما دفع الشعب الفلسطيني المسلم العربي الثمن الأكبر ولا زال الى يومنا هذا , من جراء ذلك الاحتلال الصهيوني الظالم , دفعه من خلال عشرات الآلاف من الشهداء , وملايين اللاجئين والنازحين , دفعه من خلال اليتامى والمشردين والأرامل والمرضى , والأراضي الزراعية المصادرة والبيوت المهدمة 0



* كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
* صحفي مستقل بصحيفة الوطن سلطنة عمان
* مشرف عام – الواحة السياسية – بمنتديات المعهد
العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية بالأردن

محمد بن سعيد الفطيسي
14/04/2008, 03:46 PM
ليس بالجديد على المستعمرة الإسرائيلية الكبرى وقادتها , ما نشاهده اليوم من صور الإجرام والإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني المسلم العربي الأعزل , فهي عادة متأصلة في دماءهم منذ وطأة أقدامهم القذرة هذه الأرض , تتجدد كلما أحس هؤلاء بقرب تكشف جرائمهم ومفاسدهم المكشوفة أصلا للواعين لها من المجتمع الدولي , فالتاريخ يحفظ ليهود جرائم متعددة وضلالات كثيرة لا تعد ولا تحصى , في سجل حافل بالعار والشنار والانحلال والدمار , ومجلل بالخزي والإفساد والخيانة والعمالة , بدؤوها بمملكة بابل ضد الملك البابلي بختنصر, ومرورا بالدولة الرومانية حتى انقض عليهم القائد غابينوس وأدبهم سنة 57 ق0م , وليس انتهاء بقتلهم الرسل والأنبياء والهداة والمصلحين , كحزقيال وأشعيا وأرميا ويحي وزكريا وعيسى عليهم السلام , يقول الحق سبحانه وتعالى :- { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مَّيثَاقَهُمْ , وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ , وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ , بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } , صدق الله العظيم , " انظر : تاريخ اليهود من ما قبل الشتات إلى الحركة الصهيونية وقيام الدولة الإسرائيلية للدكتور بنعيسى احسينات "0
وحتى نكون منصفين في الطرح التاريخي تجاه ما سبق ذكره , فإننا لابد أن نخرج من أصلابهم بعض المنصفين الذين لا زالت أفواههم وأقلامهم لا تخشى إعلان حقيقة رفضها القاطع لواقع الصهيونية العالمية اليوم , وتصرفاتها الإرهابية الإجرامية في كل أنحاء الأرض , كأمثال الإسرائيلي أشيرغينزبرغ قائد الحركة المعروفة بالصهيونية الأخلاقية , واليهودي الارثوذكسي الرابي بنيامين , والصحفي الإسرائيلي آرييه لوفا الياف والعالم اليهودي المعروف ألبرت اينشتاين , صاحب النظرية النسبية , والذي طالما رفض فكرة الدولة الصهيونية القومية , لدرجة إشارته الى إن فكرة دولة إسرائيل لا تتوافق مع رغبات قلبيه فيقول في سياق ذلك : - ( إنني لا أفهم لماذا نحن بحاجة إلى دولة كهذه , إن الدولة القومية هي فكرة رديئة، وقد عارضتُها على الدوام , إننا نقلِّد أوروبا والذي دمَّر أوروبا في النهاية هم القوميون ) وهذه الشخصيات بالطبع هي على سبيل المثال لا الحصر , وسنتناول بعض من أقولهم في ذلك السياق , كشهادة شهد بها أهلها على إجرام وإرهاب هذه المستعمرة السرطانية البغيضة في عالمنا العربي, وبالطبع فإننا هنا وكباحثين عن الحقيقة والكلمة العادلة أينما وجدت , وان كانت في غياهب الظلم والاستبداد والإرهاب , ملتزمين بالنقد البناء والطرح المنصف , وإعطاء كل ذي حق حقه , وان كان ذلك لواحد ممن يحسبون على يهود 0
لذا فإننا ومن خلال هذا الطرح , سنحاول تناول بعض تلك الأصوات اليهودية المعتدلة , والتي طالما صرحت برفضها القاطع لاحتلال الأرض الفلسطينية العربية , او قيام دولة صهيونية عليها , وتبيان حقيقة وجهة نظرهم في ذلك , وكيف فضح أولئك اليهود المنصفون المنتقدون للصهيونية العالمية مخططاتها القذرة في العالم , وبينوا على وجه الدقة الأسباب التاريخية والسياسية التي أدت ولا زالت الى استمرار تصاعد الصراع العربي الإسرائيلي حتى اليوم , وذلك من خلال تصرفات الشريحة الصهيونية الأصولية القومية المتزمتة , والتي كان لها الدور الأكبر في تحويل الصهيونية الدينية فعليا , الى حركة استيطان في مختلف الأرض العربية الفلسطينية , مدفوعة برؤية مسيانية قوامها أن الاحتلال اليهودي لكل الأرض , خطوة حاسمة على طريق الخلاص الأبدي , وما ترتب على ذلك الاحتلال من ثمن باهظ , لا زال الطرفان يدفعانه من الناحية الإنسانية والأخلاقية , فنحن على دراية من انه وكما يوجد هناك نصف في إسرائيل يزداد قومية وأصولية وتشددا كل يوم , متمسكا بكل قوته بفكرة الإقامة في ارض اليهود والسامرة , حسب ما جاءت في بعض كتبهم المحرفة , فهناك جزء مكمل يميل الى اتجاه ما بعد الصهيونية , والذي تظهر فيه الوطنية الإسرائيلية اقل تهورا , " انظر: ارض مقدسة , حرب غير مقدسة للأستاذ انتون لاغارديا " 0
والغريب في الأمر , هو أن هؤلاء المتصهينين النازيين الجدد – قادة إسرائيل منذ ثيودور هيرتزل والى الآن - , لا زالوا يدعون تمسكهم بانتماءاتهم القومية والوطنية الخالصة , من خلال امتداداتها التاريخية للصهيونية الدينية , رغم أنهم ومن خلال ما تثبته الوقائع التاريخية والحقائق اليومية , كانوا ولا زالوا أكثر من اضر بالشعب اليهودي في فلسطين التاريخية , وتسببوا بجل الصراع الدامي والسلام المكذوب بينهم والشعوب العربية , وفي هذا السياق يقول أشير غينزبرغ , وهو قائد الحركة المعروفة بالصهيونية الأخلاقية والتي طالما انتقدت الصهيونية السياسية لحاييم وايتزمان وغيره سنة 1922م :- ( هل هذا هو الهدف الذي ناضل له آباؤنا , وعانت كل الأجيال في سبيله ؟ هل هذا هو حلم العودة الى صهيون , لتلطيخ ترابها بالدم البريء ؟ ) 0
كما وانه وفي نفس السياق نجد اليهودي الارثوذكسي الرابي بنيامين , وهو محرر سابق في مجلة نير " انظر : العرب والمسيحيون واليهود , نقلا عن لوغوس انترناشيونال 1978م – ص 149 " , وهو ينتقد واقع الفكر الصهيوني الذي احتل الأرض الفلسطينية بقوة السلاح والنار والإرهاب , ويعارض – أي – الفكر الصهيوني البغيض , فكرة رفض عودة اللاجئين العرب الى أراضيهم , وإقامة المستعمرات الصهيونية على حساب البيوت والمساكن العربية لأصحاب الأرض , فيقول :- ( في النهاية علينا أن نعلن الحقيقة , إننا لا نملك أي حق أخلاقي في معارضة عودة اللاجئين العرب الى أرضهم 000 إننا الى أن نبدأ بالتكفير عن خطايانا ضد اللاجئين العرب , لا يحق لنا أن نتابع جمع المنفيين , لا يحق لنا أن نطالب اليهود الأميركيين بمغادرة البلد الذي أصبحوا متمسكين به , والإقامة في ارض سرقت من آخرين , وأصحاب هذه الأرض لا وطن لهم , وهم بائسون 000 لم يكن يحق لنا أن نبني مستوطنة , ثم نحقق هدف الصهيونية بممتلكات شعب آخر , لعمري إن هذا نهب , وفي النهاية علينا قول الحقيقة , أمامنا هذا الخيار : إما أن نستمع الى صوت الحقيقة لخيرنا وخير السلام الحقيقي , أولا نستمع إليه , فنجلب الشر والبلية علينا وعلى أجيال المستقبل ) 0
وهكذا يتضح لنا من خلال سياق الأقوال السابقة لتلك الشريحة المعتدلة من اليهود في إسرائيل او خارجها , بان ما خلفته الصهيونية الحديثة بوصفها حركة استعمارية قومية , ليس أكثر من وجود استيطاني ظالم , ساهم في تقويته واستفحاله تواطأ بعض الدول الغربية , وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية , وضعف الإرادة السياسية العربية , مما مهد لخلق آفاق واسعة من الشر والهمجية والوحشية في نفوس المستعمرين الجدد , والذين امتلأت نفوسهم المغلولة بالحقد والكراهية لكل ما هو إسلامي وعربي , , ففقدت الصفة البشرية والإنسانية بشكل تدريجي في التعامل مع أصحاب الأرض الأصليين , لدرجة اعتبارهم مجرد أشياء هامشية لا قيمة لها في أحسن الأحوال , وأشياء ينبغي الحط من قدرها وإذلالها في أسوا الأحوال , مما نتج عنه امتدادات نفسية واجتماعية , شكلت صورة الكراهية المتنامية بين العرب من جهة , والصهاينة الاستيطانيين من جهة أخرى 0
وفي هذا السياق يقول : " آرييه لوفا الياف نقلا عن كتاب إسرائيل : تاريخها لـ في جيلبرت , ص 529 " , من انه ( وبعد حروب الأيام الستة , أصبحت إسرائيل قوة فاتحة ومحتلة , بما تبع ذلك من نتائج وخيمة , فقد أدى الانتصار العسكري الإسرائيلي الكبير الذي تم إحرازه في حرب 1967م – بحسب رؤية الكاتب – الى كشف مريع لكل الدوافع الشريرة المخبأة في إسرائيل , أفرادا وشعبا : تعال وغرور فارغ , ولا مبالاة بمصير المهزومين , ورغبة عارمة في السيطرة على الأراضي المحتلة , واستعباد شعبها لاقتصاد المنتصرين , 0000 إن حركة إسرائيل الكبرى التي من أهدافها الرئيسية دمج الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود البلد , ضللت الصهيونية وإسرائيل , وجعلتهما تنحرفان عن خطهما الحقيقي وتزوغان عن إحراز أهدافهما الأساسية ) " انظر مقالنا : حين أسكت التاريخ في فلسطين " 0
نعم , لقد دفع الشعب الإسرائيلي ثمنا باهظ لأخطاء قادته وموجهيه الى الخلاص والسلام , فبينما كانوا ينتظرون الاستقرار والأمان والحرية , واجهوا حتمية تحمل وجودهم الظالم على ارض مغتصبة بقوة النار وعمى القانون الدولي وتكالب الأمم الغربية على المستضعفين , ( فالأمة الصغيرة التي لا يقيم قادتها اعتبارا لحدود القوة العسكرية محكوم عليها أن تدفع غاليا ثمن غرورها , وان بلدا " ديمقراطيا كإسرائيل " يكون دفاعه مبنيا على جيش ميليشوي , لا يمكنه أن يربح حربا لا ينقصها الدعم الشعبي الواسع فحسب , ولكن أيضا أدنى قدرة على الإجماع الوطني على ضرورتها ) , كما دفع الشعب الفلسطيني المسلم العربي الثمن الأكبر ولا زال الى يومنا هذا , من جراء ذلك الاحتلال الصهيوني الظالم , دفعه من خلال عشرات الآلاف من الشهداء , وملايين اللاجئين والنازحين , دفعه من خلال اليتامى والمشردين والأرامل والمرضى , والأراضي الزراعية المصادرة والبيوت المهدمة 0



* كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
* صحفي مستقل بصحيفة الوطن سلطنة عمان
* مشرف عام – الواحة السياسية – بمنتديات المعهد
العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية بالأردن