المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحزب إلى الزوال



سناء الشاذلي
21/04/2008, 06:28 PM
تشتد الخطوب و تلتحم الكروب و تتراكم الأحداث مكونة حلقة دائرية متعرجة لا انفراج فيها فتقع النفس تحت وطأة اليأس و العجز و اللامبالاة و التشاؤم المفرط و ترى أن تلك الحلقة المدمرة لا يمكن أن تنفرج بحال من الأحوال و من ثم تحيي حياة المتغافل عمدا لمحو تلك المتراكمات أو تحيي حياة ( اللهو) الفارغ كي يتسنى لها النسيان أو ,أو حياة (مرضية ) جانحة نحو (الخيال ) لتتمكن به من سحق الحقائق التي ألمت بها , كنفس ضاقت ذرعا مما تراه و تسمعه من خلافات مذهبية و كوارث و انفجارات و تعديات على الدين والمال و الروح و الأرض و الماء و الشجر و الثمر و كل ما يمت للحياة بصلة فإن التفتت يمنة رأت مذابح شنيعة بأيدي الأخوة أنفسهم أصحاب الأرض و العرض على ماذا ؟ على سلطة ليست أساسا في القضية نفسها قضية تحرير الأرض من براثن الأعداء الضاحكون ملء فيهم من قتال الأخوة فيما بينهم و كأنهم و كيل شرعي يقوم بالهتك و الفتك نيابة عنه ؟ ( كما حدث الآن في فلسطين و العراق ) كقوة حزبية متشيعة لفكرة ما أو مصلحة أو مذهب أو دولة و هو ما نراه ماثلا أمام الأعين التي امتلأت غيظا بدمع حبيس على قوة الانفجار المدوي في طول البلاد العربية و عرضها بيد أنه انفجار لا يحمل قنبلة نووية , أو أسلحة دمار شامل أو قنبلة ذرية بل انفجار حزبي من عدة جبهات جبهة الصهيونية المترسنة بأسلحة عدة أتقنت اختيار سلاح عجيب و حركته عن بعد لتتلاعب بالأخوة على معزوفة استغلال التحزب و جبهة الغرب أمريكي المعاون الرسمي لنفس الأحزاب بتسليحها و نزع فتيل الفتن لأحداث أكبر كوني عرفته البشرية و جبهة الأخوة الأفاضل الموهومين بوهم السلطة و الهيمانين للوصول إليها و لو على حساب الدماء و جبهات أخرى لا تقل خطورة عن تلك كجبهة التحديات الفضائية الفيروسية التي تجاهد لقتل القيم و الفضيلة في النفس الإنسانية و تجاهد لزعزعة إيمان الناس و يقينهم بالله سبحانه و تعالى فتنفث مزيدا من الشعوذة و السحر فلا يفرقون بين ( الإيمان بالقدر خيره و شره ) و بين تلك الخزعبلات فحتى التحزب و التشيع لهوى ما أو فرقة ما أو فكرة ما لم تخلو منه فضائياتنا و حديدنا الناطق بما يمليه عليه البشر و تتوالى إلى التحزبات ضد الإسلام و بني الإسلام من عدة جبهات كل جبهة لا تقل خطورة عن غيرها إلا أنها تصمد طويلا و لابد للأقنعة الحزبية يوما من السقوط لأنها أقنعة مزيفة بنيت على الباطل و ما بني على الباطل فهو باطل و لا يمكن أن يقارع الحق ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) و في قرآننا أعظم المثل و القصص لحالات مشابهة و موالية لتلك و ما تحزب الأحزاب يوم الخندق إلا مثل عظيم لسقوط الأحزاب الضالة و نهايتها فقد أجتمع ( اليهود و المشركون و القبائل الموالية ) مع ( التشكيك بما لدى الرسول صلى الله عليه و سلم من وحي )عن طريق استغلال الإعلام بالمفهوم القديم للوصول من شعر و نثر و أخبار متناقلة و ماذا كانت النتيجة رغم الأحزان و قوة الأحداث و شدة الخطوب و زيغ الأبصار من الخوف ؟ ( و إذا زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر ) كان النصر على من تحزبوا ضد هذا الدين و كأن التاريخ يعيد نفسه الآن و لكن بأحداث عصرية فهاهم أهل فلسطين و العراق و غيرهم حيث انشغلوا بالتحزب .
فهل من متفائل بأن الأحزاب مصيرها إلى الزوال .. ( و لما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و ما زادهم إلا إيمانا و تسليما ) الآية




سناء محمد الشاذلي