المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنظيم القواعد الأمريكية



سناء الشاذلي
05/05/2008, 05:15 PM
للمربية الفاضلة ( ماما أمريكا ) والعادلة المنصفة لحقوق البشر كل الحق في قول ما تريد وامتلاك ما تريد طالما أنها تستحوذ على منافذ أغلب الدول ومناطق الذهب الأسود ! ببناء قواعد عسكرية منظمة بدقة متناهية للفوز بجدارة على لقب ( الإمبراطورية الأمريكية ) وقد كررت على مسامعنا مرارا عن خطورة تنظيم القاعدة رغم أنها لا تملك قواعد عسكرية مثلها ولم تتطرق البتة عن خطورة قواعدها التي تتخذها إما لشن هجمات عسكرية لحماية مصالح إمبراطوريتها أو لشن هجمات سريعة على أماكن فيها مسلحون معارضون لها , أو لبسط النفوذ على مناطق النفط والغاز , لذا تراها انتشرت كما ينتشر مرض السرطان صعب الاستئصال بقوة برمائية كبرى عن طريق مشروع ضخم قائم على إقامة (34 ) قاعدة عسكرية في جنوب ووسط آسيا بالإضافة لقواعدها المنتشرة في افريقيا وأوروبا وسأركز على قواعدها في آسيا لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة لها ولانتشارها بشكل سريع بعد أحداث 11 سبتمبر ولما تحتويه من تحقيق لحلم الرجل الأمريكي في إتمام عملية الشرق الأوسط الكبير وهذه القواعد موزعة على النحو التالي علما أن العدد قابل للزيادة بقواعد أخرى أخطبوطية وأرجل رخوية مرنة كلما لزم الأمر , فهي تحتوي( 15) قاعدة في منطقة الخليج .
(8) _قواعد عسكرية في كل من باكستان , وأفغانستان .
(4)قواعد يخطط لإنشائها بعد الإنسحاب من العراق في كل من باشور في الشمال الكردي , وبغداد , والناصرية , وفي غرب العراق قاعدتان عسكريتان .
(5) قواعد عسكرية في قرغيزيا , وطاجكستان , وتركمانستان , وهذا جزء من قواعد عديدة في العالم تمتد من أكيناوا والفلبين وبحر الصين الجنوبي في الشرق وصولا الى سواحل المغرب في الغرب وإذا ما رجعنا الى القواعد العسكرية في آسيا الوسطى فسنجدها تطوق النطاق الجنوبي لبحر قزوين والذي يسمى الخليج العربي الجديد بثروته النفطية ومستقبله الإستثماري الكبير , هذا من جهة ومن جهة أخرى التقاء القواعد العسكرية في العراق مع القواعد العسكرية في آسيا الوسطى , فتلتقي بذلك المصالح النفطية مع القواعد العسكرية , ولنضرب بمثالين ليقربا الصورة أكثر عبر قاعدة ( ماناس ) في قرغيزيا التي تقوم على مساحة (40 )هيكتارا وهي قاعدة جوية ضخمة تسع 3000 عنصر من سلاح الجو تقوم بمهام الامداد والتموين للقوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان وهي الأولى من نوعها لجمعها بين وظيفتين جوية وبرية في آن واحد , بالإضافة لتدريب القوات الأوروبية أما في تركمانستان وكازخستان صاحبتا أكبر مخزون من الغاز الطبيعي وأكبر حصة من النفط بين دول بحر قزوين فإن العلاقة تعدت حدود إنشاء القواعد الى الاتفاقات الاقتصادية عبر مسارين أحدهما من تركمانستان وكازخستان الى أذربيجان ثم جورجيا فميناء جيهان التركي على البحر المتوسط ومن ثم السوق العالمي ثم الكيان الصهيوني , وبهذين المثالين يتبين لنا حجم وقوة القواعد العسكرية الأمريكية كـ(طوق نجاة ) بالنسبة لها ( وطوق غريق ) بالنسبة لغيرها , الذي ما زال في نوم عميق جدا جدا والذي يتغافل عن حقيقة أن اقتصاد معظم الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية يقوم على ثروات الدول الإسلامية ..

سناء محمد الشاذلي