المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها



نبيل عودة
12/05/2008, 08:26 PM
عن واقع الاعلام العربي في اسرائيل

صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها

بقلم : نبيل عودة

الوسائل الاعلامية ليست محدودة .إنما تعوم على بحر هائل من الأفاق الإعلامية . ولا أعني بالبحر الهائل مجرد العمل على نشر الاخبار الجاهزة التي توزعها المؤسسات بل صناعة الاخبار وتحريك الرأي العام.
في المجتمع العربي في أسرائيل عدة وسائل إعلامية . الصحافة المطبوعة , صحافة الانترنت والراديو , وما زلنا نفتقد للأعلام التلفزيوني ... ومع ذلك الصورة التي يعكسها الواقع الاعلامي المحلي تبدو بائسة جدا على كافة الأصعدة.
حتى اليوم لا يوجد اعلام يمثل مصالح وتطلعات المجتمع العربي المدني في اسرائيل - هناك اعلام حزبي مباشر . وهو اقرب للنشرات الحزبية الداخلية, ويتميز بتمجيد القيادات الحزبية والتطبيل والتزمير والترويج للحزب .. ومديح حتى ظل الزعماء , لدرجة من الصعب اعتباره اعلاماً اجتماعياً وسياسياً عاماً , إنما اخبار ونشاطات الاحزاب وممثليها في البرلمان والسلطات المحلية , أحيانا مقابل دفع رسمي أو دفع مستتر من تحت الطاولة لنشر المادة الحزبية كخبر وليس كأعلان في الصحافة المستقلة - التي يسميها البعض تجارية.
الصحافة المستقلة يحكمها نهج السوق وليس نهج التفكير والتنوير , وهي اقرب للتذلل والتسول , ولا أقول ذلك من منطلق الهجوم , إنما من واقع أليم قائم قد تسميه ادارات الصحف المستقلة بالعمل التجاري ، الذي لا بد منه لاستمرار صدور الصحيفة , واعترف ان هذا صحيح تماماً , والى مدى بعيد جدا يتحكم بسياسة النشر في الصحف المستقلة - التجارية .
ليس عاراً ان تكون وسيلة الاعلام تجارية , هذا امر طبيعي , أما غير الطبيعي فهو الركود الإعلامي للصحف المستقلة ولهذا الركود اسباب مختلفة ابرزها:
1- شح الميزانيات الذي يفرض على الصحيفة نهجاً صحفياً محافظاً في النشر , لدرجة ان اكثر من 90% من الأخبار المنشورة بعيدة عن اهتمامات القارئ, وتتميز بكونها اخبار مؤسسات (أحياناً اعلانات بشكل خبر ) وعلاقات عامة , طمعاً في الحصول على اعلانات .

2- المستوى المهنى للصحفيين , وهي ظاهرة مقلقة وتفسيرها الوحيد هي الأجرة المتدنية التي تدفعها الصحيفة لكوادرها , مما يجعل التفكير بالعمل الصحفي , يعني الاستعداد لحياة الاملاق والفقر , وهذة الظاهرة ايضا تحد من الحوافز لدى الصحفيين لأعطاء مجهود صحفي اكبر . وتحد من التفكير بامتهان مهنة الصحافة ، خاصة في اوساط الأكاديميين من الذين انهوا دراساتهم في موضوع الأعلام !

3- النشر حسب ما يتلاءم وسياسة الاعلانات ، المهمة العظمى بالنسبة للصحيفة هو الاعلان وليس الاحتياجات الحقيقية للقارئ ، وليس التنوير الثقافي والاجتماعي ، كل شئ يخضع للاعلان .. حتى اعمدة الرأي والثقافة والابداع الادبي وما شئتم !!
4 - اسلوب ادارة وسائل الاعلام ، بصفتها مزرعة خاصة لمالك الصحيفة ، لا تنشر الا ما يتمشى مع حسابات الاعلانية ، وليس الاعلامية ، ونفتقد في وسائل اعلامنا لسياسة اعلامية ، لمضمون فكري ، لنهج اجتماعي ، ولا أعني التمترس وراء فكر معين ، انما رؤية انسانية عامة وشاملة ، تتضمن حرية الرأي والتعددية الفكرية وحق الاختلاف ، ربمامواقع الانترنت أكثر تحررا وحرية نسبية في هذا النهج .

من المؤكد ان الواقع الاقتصادي للعرب في اسرائيل , يلعب دوراً سلبياً في تطوير الأعلام العربي في اسرائيل ... وحتى اليوم لم نشهد ان رجال اعمال عرب يعطون اي قيمة للإعلام , وما عدا استعدادهم لنشر بعض الاعلانات وبأسعار بخسة , لم تنشأ في مجتمعنا ظاهرة الارتباط بين الأعلام والمشاريع الاقتصادية بين الاعلام ورجال الأعمال.

لا يمكن أيضا ان نتجاهل السياسة الرسمية المعادية للأعلام العربي في اسرائيل , الى جانب أن شركات الأعلان الاسرائيلية ( اليهودية ) تمارس تقريباً نفس السياسة . وحسب مصادر مختلفة , لا تزيد حصة الاعلام العربي في اسرائيل من كعكة الاعلانات الحكومية والخاصة ،لا تزيد عن 1% - 1,5 % من ميزانياتها ,مع ان العرب يشكلون 20 % تقريبا من السكان.

هناك ضرورة لمواجهة هذا الواقع عبر سياسة مدروسة ولا تتعلق بوسائل الاعلام العربية فقط , انما ايضاً بالمؤسسات الجماهرية والعامة للعرب في اسرائيل , وللأسف حتى الأن لم يصل مجتمعنا العربي الى المستوى الذي يعطي لنفسه الأدوات الملائمة للتعامل مع الشركات ( اليهودية بالأساس ) التي تسوق منتوجاتها في الوسط العربي بنسبة تنخفض او تزيد عن نسبة العرب السكانية , وبنفس الوقت لا تعطي لوسائل الاعلام العربية ، نفس النسبة من الاعلانات . ان وضع سياسة للأقلية القومية العربية تنهج على اساس الربط بين التسويق والاعلان ، بات قضية ملحة ، ليس لقيمتها الاقتصادية فقط ، انما ايضا لتحرير صحافتنا بعض الشيء من التبعية (العبودية ) للاعلان ، لعلها تعود الى المفاهيم البديهية للصحافة في المجتمعات الحديثة . والأهم ان نرى تدفق دماء جديدة للأعلام العربي في اسرائيل .

إن "ثقافة الفقر" التي تسيطر على وسائل اعلامنا ، خاصة المطبوعة منها .. تنعكس سلبياً على دور هذه الوسائل ، وعلى مستوى المنتوج الإعلامي الذي يقدم للمتلقى (المواطن) العربي .

هناك شبه غياب للتعددية الفكرية والحوار والنقاش في وسائل اعلامنا المطبوعة ، ومستوى المقالات الصحفية متدنية جدا .. وتمر على رقابة شبه عسكرية من اصحاب الصحف لضمان علاقات لا تضر بالاعلانات ، واستطيع القول بلا تردد أن صحافتنا المطبوعة تكاد تكون فارغة من المواضيع التي تهم القارئ الجاد !

الظاهرة المسيطرة في الاعلام المطبوع هو الاستسلام للأمر الواقع ، ايضاً في النشر ، فهل بالصدفة هذا التدني في المستوى الفكري والتنويري للنشر الاعلامي ؟! إن حرية النقد وحرية الفكر والتعددية الثقافية وتنوع الآراء تتحول الى مهمة عسيرة .. وأحيانا شبه مستحيلة ، أولا ، لأن الرأي المخالف للمحرر مرفوض وثانيا ، لأن المحرر غير مستعد لتحمل تبعة تعدد الآراء ، ويخاف من الآراء الجريئة ، وثالثا ، لأن المساحة في الصحيفة لا تتسع الآ للاعلانات وبعض الأخبار التي هي مجرد تعبئة فراغات بين الاعلانات ، وأكثرها أخبار تافهة لا يقرأها أحد. ورابعا ، لأن اهتمامات سياسة التحرير لا تقع " جغرافيا " في الناحية الفكرية والتنويرية ، لانها قد تسبب زعل مؤسسة ما أو شخصية ما .. قد ينعكس سلباً على الاعلانات ( البخسة الثمن اصلا ) لذلك يفقد اعلامنا قيمة اساسية من قيمه ، بأن يكون منبر من لا منبر له ، ومنتدى حضاري للحوار والتعددية الفكرية والسياسية .

هذا الواقع انعكس سلبا على توزيع الصحف . القارئ المثقف والواعي .. غير مستعد لشراء كيلوغرام من ورق الاعلانات .. بالكاد يجد بينها مادة تستحق القراءة.

بالتلخيص ، لدينا وسائل اعلام غير قليلة ، والمؤسف أن مفاهيم الفكر والتنوير والاستقلال والشجاعة في التعامل مع المواضيع المختلفة ، هي الغائب الكبير عن اعلامنا المطبوع . وبالمقابل هناك ظاهرة مهمة ، بظهور اعلام الكتروني اكثر استجابة وفهما لأهمية تعدد الآراء والحوار الفكري والثقافي .


أعرف من تجربتي الشخصية ، أنه من الصعب ان تكون صحفياً مستقلاً حراً في نقاشه للطروحات والاراء التي تنتقد بصراحة وجرأة الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والأدبي ، أسوة بالصحافة العبرية ... فعدا الواقع الاعلامي الفقير ثقافياً نعيش واقعاً اجتماعياً وسياسياً داخلياً ليس اقل فقراً ، واعلامنا في معظم الحالات غير مستعد (للأسف) للأنطلاق نحو افاق التنوير ، كما أنه غير مستعد للمواجهة والصراحة.
نبيل عودة – روائي , قاص , ناقد وكاتب صحفي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

نبيل عودة
12/05/2008, 08:26 PM
عن واقع الاعلام العربي في اسرائيل

صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها

بقلم : نبيل عودة

الوسائل الاعلامية ليست محدودة .إنما تعوم على بحر هائل من الأفاق الإعلامية . ولا أعني بالبحر الهائل مجرد العمل على نشر الاخبار الجاهزة التي توزعها المؤسسات بل صناعة الاخبار وتحريك الرأي العام.
في المجتمع العربي في أسرائيل عدة وسائل إعلامية . الصحافة المطبوعة , صحافة الانترنت والراديو , وما زلنا نفتقد للأعلام التلفزيوني ... ومع ذلك الصورة التي يعكسها الواقع الاعلامي المحلي تبدو بائسة جدا على كافة الأصعدة.
حتى اليوم لا يوجد اعلام يمثل مصالح وتطلعات المجتمع العربي المدني في اسرائيل - هناك اعلام حزبي مباشر . وهو اقرب للنشرات الحزبية الداخلية, ويتميز بتمجيد القيادات الحزبية والتطبيل والتزمير والترويج للحزب .. ومديح حتى ظل الزعماء , لدرجة من الصعب اعتباره اعلاماً اجتماعياً وسياسياً عاماً , إنما اخبار ونشاطات الاحزاب وممثليها في البرلمان والسلطات المحلية , أحيانا مقابل دفع رسمي أو دفع مستتر من تحت الطاولة لنشر المادة الحزبية كخبر وليس كأعلان في الصحافة المستقلة - التي يسميها البعض تجارية.
الصحافة المستقلة يحكمها نهج السوق وليس نهج التفكير والتنوير , وهي اقرب للتذلل والتسول , ولا أقول ذلك من منطلق الهجوم , إنما من واقع أليم قائم قد تسميه ادارات الصحف المستقلة بالعمل التجاري ، الذي لا بد منه لاستمرار صدور الصحيفة , واعترف ان هذا صحيح تماماً , والى مدى بعيد جدا يتحكم بسياسة النشر في الصحف المستقلة - التجارية .
ليس عاراً ان تكون وسيلة الاعلام تجارية , هذا امر طبيعي , أما غير الطبيعي فهو الركود الإعلامي للصحف المستقلة ولهذا الركود اسباب مختلفة ابرزها:
1- شح الميزانيات الذي يفرض على الصحيفة نهجاً صحفياً محافظاً في النشر , لدرجة ان اكثر من 90% من الأخبار المنشورة بعيدة عن اهتمامات القارئ, وتتميز بكونها اخبار مؤسسات (أحياناً اعلانات بشكل خبر ) وعلاقات عامة , طمعاً في الحصول على اعلانات .

2- المستوى المهنى للصحفيين , وهي ظاهرة مقلقة وتفسيرها الوحيد هي الأجرة المتدنية التي تدفعها الصحيفة لكوادرها , مما يجعل التفكير بالعمل الصحفي , يعني الاستعداد لحياة الاملاق والفقر , وهذة الظاهرة ايضا تحد من الحوافز لدى الصحفيين لأعطاء مجهود صحفي اكبر . وتحد من التفكير بامتهان مهنة الصحافة ، خاصة في اوساط الأكاديميين من الذين انهوا دراساتهم في موضوع الأعلام !

3- النشر حسب ما يتلاءم وسياسة الاعلانات ، المهمة العظمى بالنسبة للصحيفة هو الاعلان وليس الاحتياجات الحقيقية للقارئ ، وليس التنوير الثقافي والاجتماعي ، كل شئ يخضع للاعلان .. حتى اعمدة الرأي والثقافة والابداع الادبي وما شئتم !!
4 - اسلوب ادارة وسائل الاعلام ، بصفتها مزرعة خاصة لمالك الصحيفة ، لا تنشر الا ما يتمشى مع حسابات الاعلانية ، وليس الاعلامية ، ونفتقد في وسائل اعلامنا لسياسة اعلامية ، لمضمون فكري ، لنهج اجتماعي ، ولا أعني التمترس وراء فكر معين ، انما رؤية انسانية عامة وشاملة ، تتضمن حرية الرأي والتعددية الفكرية وحق الاختلاف ، ربمامواقع الانترنت أكثر تحررا وحرية نسبية في هذا النهج .

من المؤكد ان الواقع الاقتصادي للعرب في اسرائيل , يلعب دوراً سلبياً في تطوير الأعلام العربي في اسرائيل ... وحتى اليوم لم نشهد ان رجال اعمال عرب يعطون اي قيمة للإعلام , وما عدا استعدادهم لنشر بعض الاعلانات وبأسعار بخسة , لم تنشأ في مجتمعنا ظاهرة الارتباط بين الأعلام والمشاريع الاقتصادية بين الاعلام ورجال الأعمال.

لا يمكن أيضا ان نتجاهل السياسة الرسمية المعادية للأعلام العربي في اسرائيل , الى جانب أن شركات الأعلان الاسرائيلية ( اليهودية ) تمارس تقريباً نفس السياسة . وحسب مصادر مختلفة , لا تزيد حصة الاعلام العربي في اسرائيل من كعكة الاعلانات الحكومية والخاصة ،لا تزيد عن 1% - 1,5 % من ميزانياتها ,مع ان العرب يشكلون 20 % تقريبا من السكان.

هناك ضرورة لمواجهة هذا الواقع عبر سياسة مدروسة ولا تتعلق بوسائل الاعلام العربية فقط , انما ايضاً بالمؤسسات الجماهرية والعامة للعرب في اسرائيل , وللأسف حتى الأن لم يصل مجتمعنا العربي الى المستوى الذي يعطي لنفسه الأدوات الملائمة للتعامل مع الشركات ( اليهودية بالأساس ) التي تسوق منتوجاتها في الوسط العربي بنسبة تنخفض او تزيد عن نسبة العرب السكانية , وبنفس الوقت لا تعطي لوسائل الاعلام العربية ، نفس النسبة من الاعلانات . ان وضع سياسة للأقلية القومية العربية تنهج على اساس الربط بين التسويق والاعلان ، بات قضية ملحة ، ليس لقيمتها الاقتصادية فقط ، انما ايضا لتحرير صحافتنا بعض الشيء من التبعية (العبودية ) للاعلان ، لعلها تعود الى المفاهيم البديهية للصحافة في المجتمعات الحديثة . والأهم ان نرى تدفق دماء جديدة للأعلام العربي في اسرائيل .

إن "ثقافة الفقر" التي تسيطر على وسائل اعلامنا ، خاصة المطبوعة منها .. تنعكس سلبياً على دور هذه الوسائل ، وعلى مستوى المنتوج الإعلامي الذي يقدم للمتلقى (المواطن) العربي .

هناك شبه غياب للتعددية الفكرية والحوار والنقاش في وسائل اعلامنا المطبوعة ، ومستوى المقالات الصحفية متدنية جدا .. وتمر على رقابة شبه عسكرية من اصحاب الصحف لضمان علاقات لا تضر بالاعلانات ، واستطيع القول بلا تردد أن صحافتنا المطبوعة تكاد تكون فارغة من المواضيع التي تهم القارئ الجاد !

الظاهرة المسيطرة في الاعلام المطبوع هو الاستسلام للأمر الواقع ، ايضاً في النشر ، فهل بالصدفة هذا التدني في المستوى الفكري والتنويري للنشر الاعلامي ؟! إن حرية النقد وحرية الفكر والتعددية الثقافية وتنوع الآراء تتحول الى مهمة عسيرة .. وأحيانا شبه مستحيلة ، أولا ، لأن الرأي المخالف للمحرر مرفوض وثانيا ، لأن المحرر غير مستعد لتحمل تبعة تعدد الآراء ، ويخاف من الآراء الجريئة ، وثالثا ، لأن المساحة في الصحيفة لا تتسع الآ للاعلانات وبعض الأخبار التي هي مجرد تعبئة فراغات بين الاعلانات ، وأكثرها أخبار تافهة لا يقرأها أحد. ورابعا ، لأن اهتمامات سياسة التحرير لا تقع " جغرافيا " في الناحية الفكرية والتنويرية ، لانها قد تسبب زعل مؤسسة ما أو شخصية ما .. قد ينعكس سلباً على الاعلانات ( البخسة الثمن اصلا ) لذلك يفقد اعلامنا قيمة اساسية من قيمه ، بأن يكون منبر من لا منبر له ، ومنتدى حضاري للحوار والتعددية الفكرية والسياسية .

هذا الواقع انعكس سلبا على توزيع الصحف . القارئ المثقف والواعي .. غير مستعد لشراء كيلوغرام من ورق الاعلانات .. بالكاد يجد بينها مادة تستحق القراءة.

بالتلخيص ، لدينا وسائل اعلام غير قليلة ، والمؤسف أن مفاهيم الفكر والتنوير والاستقلال والشجاعة في التعامل مع المواضيع المختلفة ، هي الغائب الكبير عن اعلامنا المطبوع . وبالمقابل هناك ظاهرة مهمة ، بظهور اعلام الكتروني اكثر استجابة وفهما لأهمية تعدد الآراء والحوار الفكري والثقافي .


أعرف من تجربتي الشخصية ، أنه من الصعب ان تكون صحفياً مستقلاً حراً في نقاشه للطروحات والاراء التي تنتقد بصراحة وجرأة الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والأدبي ، أسوة بالصحافة العبرية ... فعدا الواقع الاعلامي الفقير ثقافياً نعيش واقعاً اجتماعياً وسياسياً داخلياً ليس اقل فقراً ، واعلامنا في معظم الحالات غير مستعد (للأسف) للأنطلاق نحو افاق التنوير ، كما أنه غير مستعد للمواجهة والصراحة.
نبيل عودة – روائي , قاص , ناقد وكاتب صحفي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com