المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصابات غير تقليدية!



د. محمد اسحق الريفي
20/05/2008, 07:27 PM
في غزة طرفة شائعة بين الناس:

سأل رئيس أحد العصابات شابا كان يمر في الجوار قائلا له: أنت معنا أم مع الآخرين. فأجاب الشاب قائلا: أنا معكم. فأمر رئيس العصابة أصحابه بإطلاق النار على الشاب الذي تساءل بعد إصابته بطلقات نارية في رجليه: لماذا أطلقتم النار عليَّ ألم أقل لكم أنني معكم. فرد عليه رئيس العصابة قائلا: نحن الآخرون :)

ورغم ما تثيره هذه الطرفة من ضحك وسخرية، فهي تثير الخوف والفزع الشديدين، لأنها تمثل واقعا مؤلما يعيشه الناس، ليس في غزة فحسب، بل في معظم المجتماعت العربية. ولا يقتصر الأمر على إطلاق النار على المناوئين والمخالفين، بل قد تكون هناك وسائل عقاب عديدة، كالطعن والتشهير في المخالفين أو نعتهم بأبشع الصفات ظلما وعدوانا، فكل ما تحتاجه عصابة للتنكيل بشخص ما هو القول بأن ذاك الشخص ليس من العصابة وإنما من الآخرين. ومفهوم العصابة هنا لا ينحصر في المفهوم التقليدي للعصابة التي تعتمد في عملها على ما تملكه من قوة جسدية أو مادية، فقد تكون هذه العصابات كيانات غريبة وشاذة أفرادها نكرات تستمد قوتها من انتماء حزبي وهمي أو من الانتساب إلى معان دينية مقدسة أو غير ذلك من الأساليب والوسائل الشائعة في عالمنا الذي يشهد الشباب فيه اهتماما محموما بتطبيقات الإنترنت المختلفة.

هذه العصابات تمجد ذاتها وكيانها وتستحل من أجل الحفاظ على وجودها حقوق الآخرين، إلى درجة تقديم القرابين الإنسانية وإهراق كرامة الإنسان إرضاء لما تمثله تلك العصابة من رمزية أو رموز دينية أو سياسية أو اجتماعية لأفرادها أو مبادئها. وإذا ما أرادت تلك العصابة أن تذبح شخصا لتقدمه قربانا إلى رمزيتها الدينية والسياسية والاجتماعية، فإن الخطوة الأولى التي يقوم بها أفراد تلك العصابة الادعاء بأن ذاك الشخص لا ينتمي إلى كيان العصابة، وعندها تحل عليه اللعنات، ويصبح مستباح الكرامة والدماء.

أنا لا أتحدث هنا عن ظاهرة محلية أو بسيطة الأثر والفعالية، بل أتحدث عن واقع مؤلم أوجدته تطبيقات الإنترنت، إنه عالم اللامسؤولية والتجرد من القيم الدينية والإنسانية والمبادئ والأخلاق، فما تعارف عليه الناس في مجتمعاتنا من شرائع وأعراف وقيم ومبادئ وأخلاق غير ساري المفعول في عرف تلك العصابات، وهنا يكمن الخطر الفادح على مجتمعاتنا، لأن ذلك يمثل انقلابا للشر على الخير. وأتوقع أن تنتشر هذه العصابات في المستقبل القريب وينتشر نفوذها وتزيد قوتها إلى درجة خطيرة جدا لا ينجو من خطرها لا جامعات ولا مؤسسات مدينة أو دينية ولا أشخاص لهم مكاناتهم الإجتماعية والعلمية والسياسية والدينية... نحن في خطر شديد أمام ظاهرة العصابات التي ستغرس في الشباب ثقافة مدمرة وهدامة، مما ينذر بحروب أهلية وجرائم سياسية وانحطاط قيمي في مجتمعاتنا.

تحدثت بالأمس مع أحد التربويين وهو برتبة بروفيسور وعميد كلية التربية في جامعة ما عن هذا الموضوع، فعبر عن سعادته من تنبيهي له بهذه المشكلة، ووعد بأن يدرج هذا الموضوع على قائمة أولويات اهتمامه، ووعد بأن يكتب بحثا عن سلوكيات أفراد تلك العصابات وأثرها الهدام على مجتمعاتنا. وتحدثت مع خطيب الجمعة، فجعل خطبة الجمعة حول هذا الموضوع، وحذر المصلين من خطر تلك العصابات، وسيكرر ذلك. والحمد لله، هذه بشائر النجاح في تنبيه الناس وتداركهم لتك الظواهر السيئة الهدامة التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا، فقد نجحت بفضل الله عز وجل في نشر ثقافة مضادة لثقافة العنف التي تؤمن بها تلك العصابات، ورحلة الألف ميل تبدأ خطوة واحدة، وأقول لمن سيتخذ هذه النصيحة سببا للتشهير بي ما قاله سيدنا يوسف عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام لإخوته الذين تآمروا عليه:

{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ }يوسف77

تحية ربانية!

د. محمد اسحق الريفي
20/05/2008, 11:13 PM
قف أيها المثقف.. فأنت مسؤول أمام الله،

إن مسؤولية التصدي للظواهر الثقافية السيئة التي تنتشر في مجتمعاتنا يتحملها المثقفون الغيورون على مستقبل أمتنا والذين يهمهم تنشئة الأجيال الجديدة تنشئة حسنة وحمايتها من التجهيل واللوث الثقافي، وهي مسؤولية عظيمة ملقاة على الحركات الإسلامية التي تهتم بتربية الأجيال الناشئة، فتلك العصابات تسحب البساط من تحت أقدام الحركات الإسلامية وتدمر جهودها للحفاظ على سلامة الفكر لدى الشباب، فلا يعقل أن تترك الحركات الإسلامية أفرادها ينزلقون إلى عالم اللامسؤولية والتجرد من القيم والأخلاق والمبادئ في مستنقعات الإنترنت، ولم يعد الأمر يحتمل تجاهل الدعاة والمربين وقادة الحركات الإسلامية لتلك الظواهر السيئة التي تنتشر بين الشباب.

أتمنى أن تتبنى "واتا" التصدي بحزم لهذه الظواهر السيئة.

د. محمد اسحق الريفي
21/05/2008, 12:29 PM
ماذا ستفعل في هذه الحالات؟!

1- ماذا ستفعل لو قام بعض الطلاب بإنشاء موقع على الإنترنت للاستهزاء بأساتذتهم والتطاول عليهم والتشهير بهم؟

هذا ما حدث فعلا في بعض جامعات غزة، حيث أنشأت مجموعة من الطلاب موقعا لها على الإنترنت، وصمم الطلاب صورا مخزية ملفقة لمجموعة من أساتذة كلية تكنولوجيا المعلومات، وشتم الطلاب أساتذتهم بأقذع الكلمات، واستطاعت هذه المجموعة من الطلاب استقطاب عشرات الطلاب خاصة الذين يعانون من فشل دراسي.

2- كيف ستكون ردة فعلك إذا رأيت موقعا إلكترونيا متخصصا في الاستهزاء بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

قامت مجموعة من المارقين بإنشاء منتدى لهم عبر الإنترنت بهدف الاستهزاء بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا حرصي على عدم المساعدة في نشر ذلك المنتدى لوضعت عنوانه في هذه المشاركة. ولاحظت أن مرتادي ذلك المنتدى هم من العرب المسلمين، وهم يعدون بالمئات، وأعدادهم آخذة في الزيادة، ويدافع أصحاب المنتدى عن سلوكهم بشراسة، فهم لا يسمحون لأي عضو في المنتدى بمجرد انتقادهم أو محاولة إقناعهم بالجريمة التي يرتكبونها.

3- ماذا لو أصبحت بنتك عضوة في منتدى إلكتروني مخصص للمراهقات؟!

هناك منتدى يضم عشرات آلاف الفتيات وربما الفتيان الذين يتمردون على كل الأخلاق والأعراف والقيم التي تمنع المراهق من السقوط في أوحال الرذيلة والسلوك غير السوي، ويستهزئ هؤلاء الأعضاء ليلا ونهارا بثقافتنا العربية والإسلامية التي ترفض الاختلاط بين الجنسين وإقامة علاقات غير شرعية بينهم، والتي تجعل قرار زواج البنت البكر بيد ولي أمرها... وهكذا. إنه منتدى للتمرد على الثقافة الإسلامية، وتكمن خطورة هذا المنتدى في أنه يستقطب عشرات آلاف الطلاب والمراهقين، أليست هذه طامة كبرى؟!

4- ماذا لو أن جماعة من الأفراد تخصصوا في الشتم والطعن والتشهير والتطاول وكل الأخلاق الرذيلة؟!

هناك منتديات إلكترونية يتخصص أعضاؤها في التطاول على الناس والتنكيل بهم وطعنهم في الظهر وخيانتهم، والمصيبة أن هذه المنتديات تقنع أعضاءها بأنها تمثل جهات محترمة، وبهذا ينجح القائمون على تلك المنتديات في تضليل الشباب وخداعهم واستقطابهم إلى العصابة الكبيرة، وهذه المنتديات تشكل خطرا كبيرا على ثقافة الشباب والجيل الناشئ، فهي تغرس فيهم ثقافة اللامسؤولية والتحلل من الأخلاق والقيم والمبادئ، فتتحول تلك المنتديات إلى بيئات فساد وإفساد أخلاقي وقيمي، وبذلك تعمل تلك المنتديات أداة للفوضى الهدامة التي تنشرها الولايات المتحدة في مجتمعاتنا.

وهناك حالات كثيرة تجسد ظاهرة سيئة بدأت تتفشى في مجتمعاتنا، وعلى الدعاة والتربويين ألا يتبعوا سياسة دفن الرأس في التراب عند التعاطي مع هذه الظواهر الخطيرة، فشبابنا يسقطون ويعيشون حالة انفصام كبيرة بين أخلاق إنترنتية مخزية يحصر أعداء أمتنا على نشرها بين شبابنا وأبنائنا وبين أخلاق إسلامية يحرص الدعاة والمربون على نشرها في مجتمعاتنا. في هذه الحالات يجب ألا يغمض لنا جفن ولا يستقر لنا حال قبل النهوض للقضاء على هذه الظواهر المخزية.

لطفي منصور
21/05/2008, 12:56 PM
لا حول ولا قوّة إلا بالله ...
جزاك الله خيرا د. محمد اسحق الريفي على ما أوردت من أمور غاية في الأهمية ..
إن طريق الضلال والفساد أصبحت سهلة سالكة للكثرين ..
النت شانه شأن كثير من المخترعات له إيجبياته وسلبياته ...
وسلبياته طغت بين فئة الشباب والعياذ بالله ...
للمثقفين دور رائد في تصحيح مسار الأمور ..
وليبدأ كل من بيته ومدرسته وجامعته يرشد وينوّر ويبين خطورة هذا المر ...
وعلى أئمة المساجد ووسائل الإعلام بأنواعها أن تركز على توعية النشء لهذا الخطر الداهم ...
ابتعد شبابنا عن الثقافة الراقية الجادة وتوجّهو إلى سفه القول وصغائر الأمور نتيجة غياب الموجّه والابتعاد عن الدين ..
أرجو صلاح مجتمعاتنا بما يبثّه وينشره الخيرون والحريصون من فضيلة والتزام واتّزان ..
أصلح الله عباده ...
أكرر التحيّة والشكر لك أيّها الأخ الكريم .

لطفي منصور

د. محمد اسحق الريفي
21/05/2008, 09:08 PM
أخي الفاضل الأستاذ الشاعر لطفي منصور،

جزاك الله خيرا على مرورك الطيب ومشاركتك القيمة، وشكرا لك على كلماتك الرقيقة القيمة.

في الحقيقة يجب أن يهتم المثقفون بهذه المواضيع ويتصدوا للظواهر السلبية الخطيرة التي تنتشر بين شباب أمتنا وأبنائنا، والمسألة ليست بسيطة كما قد يفهم خطأ البعض، فالمسألة لها علاقة بأشياء خطيرة جدا أهمها الصراع بين المسلمين والغربيين على كسب الأجيال الناشئة، فالغربيون الذين يعادوننا يعلمون تماما القوة الحضارية التي يمثلها النشء إذا ما أحسنا تربيته، وهم يعلمون أن ثلثي المواطنين في البلاد العربية والإسلامية هم من فئة الشباب، بعكس المجتمعات الغربية التي دب فيها مرض الشيخوخة، ومن هنا كان اهتمام الحكومات الغربية بالأجيال الناشئة العربية والإسلامية.

أذكر أن وفدا رسميا أوروبيا جاء قبل نحو 13 سنين إلى الجامعة الإسلامية بغزة لدراسة مشاريع في غزة تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وكنت من بين المدعوين لحضور اللقاء. تحدث الوفد في اللقاء هو اندهاشه من النشء الذين تزدحم بهم شوارع غزة، وقال أن معظم المتواجدين في الشوارع أعمارهم تقل عن 19 سنة، وهذا يشكل عبئا كبيرا على الغربيين. ثم سألنا الوفد عن أية مشاريع يمكن القيام بها إذا ما توفر الدعم الغربي لها، فتحدث كل واحد منا حول رأيه، وفي نهاية اللقاء كان اقتراح الوفد الأوروبي بشراء حافلات تحتوي على أجهزة اتصال بالإنترنت لإتاحة الفرصة للشباب على الدخول إلى عالم الإنترنت والتعرف على خفاياه والثقافة الغربية، على أن يتم وضع هذه الحافلات على أبواب الجامعات وتركها في المكان لعدة أيام حتى يتمكن طلاب الجامعات وكل مهتم من الشباب باستخدام الإنترنت، ولم يكن في غزة في ذلك الوقت أي اتصال مباشر بالإنترنت.

إذاً هناك سعي حثيث من أعداء أمتنا لتوفير كل أدوات إفساد أبناء أمتنا وإلهائهم عن دورهم الحقيقي وإفساد أخلاقهم وتفريغهم وتجهيلهم ثقافيا، وها أنا أرى رؤية الوفد الأوروبي بدأت تتحقق، إذ إن هناك نسبة كبيرة من طلبة الجامعات المدمنين على الإنترنت ومنتدياتها قد انزلقوا بالفعل في مستنقعات لا سبيل لهم بالخروج منها دون مساعدة المثقفين.

وسأواصل فيما بعد إن شاء الله.

مصطفى عودة
21/05/2008, 11:47 PM
سؤال للاخ محمد الريفي
كيف يُفْرَق الحق من الباطل من وجهة نظر الكثرة من الاجيال الجديدة؟بوساطة المنظِّر أم بالميداني ام بكليهما معا؟
المشكلة في وجود المنظر الميداني .

د. محمد اسحق الريفي
22/05/2008, 12:13 AM
تعالوا إلى واتا،

أقول لمن يدعي أنه يستطيع دعم القضية الفلسطينية في بيئة لا أخلاقية وغير مسؤولة أنه مخطئ جدا، فالقضية الفلسطينية هي قضية إسلامية، وهي مرتبطة بأوثق الروابط بالرسالة الربانية التي يحملها المسلمون ويسعون لتبليغها للعالمين، فمن لا يتحمل مسؤولية مواقفه وسلوكه وأقواله ليس أهلا لدعم القضية الفلسطينية، بل هو يسيء من حيث يدري أو لا يدري للمقاومة، ففلسطين لا ينصرها جبان يتستر وراء اسم مستعار، ولا ينصر المقاومة شخص وهمي يدعي من الأخلاق والمواقف ما هو مخالف لحقيقة أمره.

هنا في واتا الجو النظيف والبيئة الراقية والصرح الحضاري الذي يستطيع أي حر شريف أن يدعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية بعيدا عن المناكفات والمهاترات السياسية، وبعيدا عن لغة الشارع والسوق والأوكار التي لا تقوى لحمل رسالة الشعب الفلسطيني وقضيته، ولا يمكن أن تصلح للتفكير الإنساني أو حتى الآدمي، ولا تزيد من يستعملها إلا انحطاطا ثقافيا وأخلاقيا، هنا واتا تفتح بابها لكل حر شريف متحضر راقي التفكير والسلوك.

تحية واتاوية!

أبويزيدأحمدالعزام
22/05/2008, 02:58 PM
جميع ما ذكر يجب على ولاة الأمور تتبعه بحذر لأن الأساس دائما التربية في المنزل فهي التي تحصن الشاب او الشابة تحصينا منيعا من اي عوامل خارجية سوائا في الانترنت او على ارض الواقع((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))
بروفيسور ريفي تحية لك على النقاط الهامة التي اوضحتها جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك بإذنه تعالى.

amr abdelnaby
23/05/2008, 05:12 PM
جزاك الله خيرا أخي في الله

amr abdelnaby
23/05/2008, 05:12 PM
جزاك الله خيرا أخي في الله

د. محمد اسحق الريفي
23/05/2008, 06:01 PM
المشكلة أخي العزيز الدكتور أحمد أن ولاة الأمور لا يدركون حجم الخطر الذي نتحدث عنه عندما نسلط الضوء على العصابات الرقمية غير التقليدية، وأضرب لحضرتك مثلا مهما، وهو أن تلك العصابات تتعامل مع بعضها البعض ومع زبائنها ومن استطاعت خداعهم وتضليلهم بلغة لا تصلح للتفكير، لأنها لغة غوغائية يترفع عنها أصحاب المبادئ الراقية والأهداف العالية، فهي لغة ركيكة ضعيفة تعتريها مشاكل كثيرة، ولذلك لا تصلح هذه اللغة للتواصل بين الناس، ولا تصلح حتى للتعبير عن الهم الفلسطيني، ولا تصلح أن تكون حاملة لرسالة المقاومة.

في هذه الأثناء، أشكر أخي الكريم عمرو عبد النبي على مروره العطر.

تحية متجددة بلا حدود!

د. محمد اسحق الريفي
23/05/2008, 06:01 PM
المشكلة أخي العزيز الدكتور أحمد أن ولاة الأمور لا يدركون حجم الخطر الذي نتحدث عنه عندما نسلط الضوء على العصابات الرقمية غير التقليدية، وأضرب لحضرتك مثلا مهما، وهو أن تلك العصابات تتعامل مع بعضها البعض ومع زبائنها ومن استطاعت خداعهم وتضليلهم بلغة لا تصلح للتفكير، لأنها لغة غوغائية يترفع عنها أصحاب المبادئ الراقية والأهداف العالية، فهي لغة ركيكة ضعيفة تعتريها مشاكل كثيرة، ولذلك لا تصلح هذه اللغة للتواصل بين الناس، ولا تصلح حتى للتعبير عن الهم الفلسطيني، ولا تصلح أن تكون حاملة لرسالة المقاومة.

في هذه الأثناء، أشكر أخي الكريم عمرو عبد النبي على مروره العطر.

تحية متجددة بلا حدود!