المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في قراءة الشاعرة: ضحى بوترعة/ محمد داني



ضحى بوترعة
05/06/2008, 09:40 PM
أي قارئ تجلب أشعار الشاعرة ضحى بوترعة؟. هل القارئ النموذجي الذي حدده ميكاييل ريفاتير في القارئ المعتمد على مظاهر القراءة الأسلوبية، والعارف بنظام لغة الشعر، وأنواعها واختلافاتها؟. ام القارئ الخبير، والذي يستطيع أن يخصب مضامين النص، ويوسع آفاقه المعرفية التي يحتويها محددا أفكاره وأحاسيسه، وصوره عبر اللغة القالب؟. أم القارئ المقصودن والذي يعبر عن الذات الجماعية التي يتوجه إليها النص، والذي يستطيع أن يعيد بناء استشرافات النص، وتصوراتهن وصوره؟.. أم القارئ الضمني الذي يستطيع أن يستخرج من النص ما لا يقوله النص ، مالئا بياضاته بافتراضات تكمل تصورات النص، ومقصديته؟..
إن نصوص ضحى بوترعة الشعرية، تجلب كل هؤلاء ن لما تحتويه من جمالية، وفنية وتفاعلية تتغيى بها جمالية التلقي، والتأويل. الشيء الذي ينتج عنه علاقة بين هذه النصوص الشعرية، وبين المتلقي/ القارئ.
وهذه العلاقة:<< تشتغل بحسب نموذج الأنظمة المنظمة من ذاتها systèmes autoréglés، أي إن النص يتجه نحو إخبار المتلقي. والمتلقي يفهم محتوى الإخبار في ضوء إدخال معطيات جديدة تساعد عملية التأويل، واتساع عملية التأويل، واتساع دائرة الفهم. وذلك باتفاق متوافق بين عوامل الإثارة الكامنة في النص، ومجموع الأفعال الإرجاعية التي لا يمكن أن تنبثق في ذهن القارئ إلا على أساس أنها ردود فعل بإزاء ما يثيره النص من إحساس جمالي>>.(إدريس بلمليح،القراءة التفاعلية، دار توبقال للنشر، ط1، 2000، ص: 9).
إن النصوص الشعرية للأستاذة ضحى بوترعة تحفز القارئ/ المتلقي، وتجعله مشاركا في بناء المعنى، وقادرا على استيعاب شتى مظاهره . الشيء الذي يدفعه إلى تاويله من خلال تفاعله مع النص. و تأثيره في وجدانه. وهذا يضمن على الأقل فعل القراءة، والتي تنتقل في مراحل ثانية إلى مرحلة لبناء الدلالات الموازية للنص الشعري.
إن نصوص بوترعة الشعرية نصوص فنية، يتحقق فيها التفاعل والتواصل ما بين الشاعرة والمتلقي/ القارئ، لما تتوفر عليه نصوصها من طاقات جمالية.
إن أول قراءة لنصوصها تعتبر لقاء أوليا بين المتلقي/ القارئ ، والنص. وهذا اللقاء الأولي لا يخلو من دهشة جمالية، وهذا دليل على شاعرية الشاعرة ضحى.
وعندما نتوقف أمام قصيدتها( أعلى من الرمل.... أعلى من الذاكرة)، أول ما يفاجئنا ويدهشنا ، هو: العنوان. والذي يناقض لغتنا اليومية، لما فيه من علاقات تناقضية جميلة:
أعلى ≠الرمل≠ الذاكرة
فمن الناحية الدلالية، الرمل شيء مادي ملموس، ومحسوس. والذاكرة شيء مجرد. كما أن الكلمتين معا تمثلان المكان. فالرمل مكان للحاضر، والذاكرة مكان للماضي. وكل حاضر يصبح ماض، ويتراكم كما الرمل. والتفاضل المستعمل في كلمة( أعلى من) جعل ( الرمل) مجازا مرسلا. فهناك تساو في العلاقة، وتشابه في الوظيفة بين الرمل والذاكرة. كلاهما يتراكم، ويرتشفن ويمتص. وهذا تصور من الشاعرة بوترعة، لم تقصد به خرق اللغة، ولكن وشم نصها بمتخيلها. وبذلك نفاجأ بمستوى الشاعرة الجمالي للمكان ومفهومه. فاستعارة الرمل للذاكرة لتراكمها، وكثرتها أضاف إلى المفاجأة الجمالية الأولى، مفاجأة معجمية.
والمتتبع لأشعار ضحى بوترعة يجدها تنبني على مبدأ التجاذب، والتقابل بين ثنائية : الرفض/ النفي. فنجد فيه صرخة ضد التجاهل، والنفي، والإقصاء، والإحباط.
ففي قصيدتها( العابر بسرعة الضوء إلى الضوء) ، تنطلق أسطرها بنفي وقلب الزمن إلى الماضي المنقطع، حيث يتم نفي السؤال والخروج. فالشاعرة تقابل بين نقيضين: الضوء/ الحلم، ولو أنها تعتبرهما نوعا من الانعتاق نحو المجهول، والتي تنبني عليه تجليات، تدفع إلى العبور نحو فضاءات خصيبة:
لم يحن موعد السؤال عن العابر بسرعة الضوء إلى الضوء.
لم يحن موعد الخروج إلى الحلم
كان دمه للحصى والروائح المسائية يعرف أن الماء فخ الهاربين من لون الفضاء
ليس الطفل هذا غير مديح العزلة
حضن الحذر انتباه يليق بشهوة أفعى للحلم في الجسد
سأحتاج شيئا من الصباح لأقتفي اثر شغفك في الخيال.
هذه الفضاءات التي يعبرها عابر بسرعة الضوء، فلا تتحدد ملامحه، ولا تتحقق شخصيته.. عابر هلامي، يدفع بالشاعرة إلى تتبع خطواته، والبحث عنه وسط الضوء الحلم، ليصبح ذكرى جميلة، تعبرها الشاعرة بأثقال جسدها، ودهشتها. فيتقابل في هذا الجري: الضوء والحلم، والدم والروائح، والماء والفضاء، والبحر والفخ/ المصيدة، والبحر والموت.
وفي هذا السباق اللاضوئي، تجد الشاعرة أن ليلة واحدة لا تليق بعشق مقدسي، فلا بد من ليال كثيرة، حتى يتحول هذا العشق المقدسي عشقا شبقيا، أزليا. فيحضر الغياب في قصيدتها مطابقا للفراغ.. للهيولى.
وترتفع دهشتنا كثيرا ، حين تصبح ليلة واحدة كافية لجمع العشاق ، تليق بشهوتهم. ولكن لا تليق في نفس الوقت بعشقهم. وهذا التناقض الجميل أعطى للقصيدة ، فنية وبعدا فلسفيا، وصوفيا كبيرا.
ومن خلال هذه التيمات: العياب، والفراغ، والشهوة، والعشق، يظهر المخفي، والمسكوت عنه، حيث يصبح الليل بعدما كان نوما ، حركة ،وفضاء للعاشقين:
اليوم غابة الغائب
وتحت السور الضيق عاشقان
كان العشب يقطر من رحيق يرتخي للقاء
هنا نرجسة البوح تحت السماء تحوم في فضاء سيء
وحمامة تفسر للفراغ شوقنا
قلبي ذاك.. الرصيف في آخر الليل
دولة النوع بعين واحدة
والفاصل جدار بين العبارة والعناق
فلا يبقى لها في هذا العالم اللاضوئي غير الحلم، والذي يجب عليها أن تهيئه، وتعد له الأجنحة، لتمرق به إلى عبور فيضي:
سنهيئ للحلم.. أجنحة
لغة لآخر الليل في لغو السهرة
والعصافير التي أغواها الضحى في أرض بلا تعب
حلم عند سياج الحديقة يتفقد الورد وصحوة القلب
لم تترك لي زهرة اللوعة
سوى فزاعة في هواء اللوعة
وعند اطلاعنا على قصائد الشاعرة بوترعة والمنشورة في منتدى إنانا، نجد أنها تستخدم علامات الترقيم، وذلك ناتج عن اختيارها الكتابي، والذي تنفي من خلاله الحد بين النثر والشعر.
وهذا حقق نوعا من الوظيفية السيميائية، والتي تم من خلالها ضبط إيقاع الألفاظ، والجمل الشعرية ن وتحديد نفسها ودفعتها.
وتحتل النقطة، المكانة الأولى. فهي تنهي السطر الشعري، دلالة على اكتماله، وانتهائه الدلالي والتركيبي. بالإضافة إلى :<< إنهاء المقطع الشعري، حيث يتضافر مع البياض لتمييز المقاطع الشعرية بعضها عن بعض>>( د. عبد القادر الغزالي، الصورة الشعرية وأسئلة الذات، دار الثقافة، ط، 2004، ص: 57).. والتي تتفاوت طولا وقصرا... حسب الصورة الشعرية التي ترومها الشاعرة بوترعة.
إن رؤية الشاعرة ضحى بوترعة تظهر ككتابة شعرية نثرية. يتفاعل فيها الخطاب الشعري، حسب الذات الشاعرة. وهي رؤية حداثية متحررة من الانتظامات الوزنية العروضية، مع توزيع هرموني للأسطر ، والمقاطع الشعرية، وفق هندسة مكانية، ترى فيها الشاعرة الصورة النهائية التي تريد إرسالها إلى المتلقي. وهذا كله أعطى لقصائدها اتساقا هندسيا بصريا، وتناغما لفظيا، وإيقاعا داخليا.
إن الشاعرة بوترعة تلتجئ إلى ذاتها ن ومشاعرها الداخلية لتجسد الشعر.. فنجدها تقيس مشاعرها، ومسافاتها، ورؤاها بالكلمات، لإيجاد وإعطاء صورة شعرية ذات جمالية وفنية، تستحوذ على اهتمام المتلقي/ القارئ، في لغة شاعرة تتوافق ومقتضى الحال.
ولا يبقى لنا إلا أن نقول: إن ضحى بوترعة، شاعرة متميزة. تهتم بالصورة، وفنياتها، واللغة وجمالياتها.. وهذا سيكون مبحث دراسة أخرى إن شاء الله..//..

ضحى بوترعة
05/06/2008, 09:40 PM
أي قارئ تجلب أشعار الشاعرة ضحى بوترعة؟. هل القارئ النموذجي الذي حدده ميكاييل ريفاتير في القارئ المعتمد على مظاهر القراءة الأسلوبية، والعارف بنظام لغة الشعر، وأنواعها واختلافاتها؟. ام القارئ الخبير، والذي يستطيع أن يخصب مضامين النص، ويوسع آفاقه المعرفية التي يحتويها محددا أفكاره وأحاسيسه، وصوره عبر اللغة القالب؟. أم القارئ المقصودن والذي يعبر عن الذات الجماعية التي يتوجه إليها النص، والذي يستطيع أن يعيد بناء استشرافات النص، وتصوراتهن وصوره؟.. أم القارئ الضمني الذي يستطيع أن يستخرج من النص ما لا يقوله النص ، مالئا بياضاته بافتراضات تكمل تصورات النص، ومقصديته؟..
إن نصوص ضحى بوترعة الشعرية، تجلب كل هؤلاء ن لما تحتويه من جمالية، وفنية وتفاعلية تتغيى بها جمالية التلقي، والتأويل. الشيء الذي ينتج عنه علاقة بين هذه النصوص الشعرية، وبين المتلقي/ القارئ.
وهذه العلاقة:<< تشتغل بحسب نموذج الأنظمة المنظمة من ذاتها systèmes autoréglés، أي إن النص يتجه نحو إخبار المتلقي. والمتلقي يفهم محتوى الإخبار في ضوء إدخال معطيات جديدة تساعد عملية التأويل، واتساع عملية التأويل، واتساع دائرة الفهم. وذلك باتفاق متوافق بين عوامل الإثارة الكامنة في النص، ومجموع الأفعال الإرجاعية التي لا يمكن أن تنبثق في ذهن القارئ إلا على أساس أنها ردود فعل بإزاء ما يثيره النص من إحساس جمالي>>.(إدريس بلمليح،القراءة التفاعلية، دار توبقال للنشر، ط1، 2000، ص: 9).
إن النصوص الشعرية للأستاذة ضحى بوترعة تحفز القارئ/ المتلقي، وتجعله مشاركا في بناء المعنى، وقادرا على استيعاب شتى مظاهره . الشيء الذي يدفعه إلى تاويله من خلال تفاعله مع النص. و تأثيره في وجدانه. وهذا يضمن على الأقل فعل القراءة، والتي تنتقل في مراحل ثانية إلى مرحلة لبناء الدلالات الموازية للنص الشعري.
إن نصوص بوترعة الشعرية نصوص فنية، يتحقق فيها التفاعل والتواصل ما بين الشاعرة والمتلقي/ القارئ، لما تتوفر عليه نصوصها من طاقات جمالية.
إن أول قراءة لنصوصها تعتبر لقاء أوليا بين المتلقي/ القارئ ، والنص. وهذا اللقاء الأولي لا يخلو من دهشة جمالية، وهذا دليل على شاعرية الشاعرة ضحى.
وعندما نتوقف أمام قصيدتها( أعلى من الرمل.... أعلى من الذاكرة)، أول ما يفاجئنا ويدهشنا ، هو: العنوان. والذي يناقض لغتنا اليومية، لما فيه من علاقات تناقضية جميلة:
أعلى ≠الرمل≠ الذاكرة
فمن الناحية الدلالية، الرمل شيء مادي ملموس، ومحسوس. والذاكرة شيء مجرد. كما أن الكلمتين معا تمثلان المكان. فالرمل مكان للحاضر، والذاكرة مكان للماضي. وكل حاضر يصبح ماض، ويتراكم كما الرمل. والتفاضل المستعمل في كلمة( أعلى من) جعل ( الرمل) مجازا مرسلا. فهناك تساو في العلاقة، وتشابه في الوظيفة بين الرمل والذاكرة. كلاهما يتراكم، ويرتشفن ويمتص. وهذا تصور من الشاعرة بوترعة، لم تقصد به خرق اللغة، ولكن وشم نصها بمتخيلها. وبذلك نفاجأ بمستوى الشاعرة الجمالي للمكان ومفهومه. فاستعارة الرمل للذاكرة لتراكمها، وكثرتها أضاف إلى المفاجأة الجمالية الأولى، مفاجأة معجمية.
والمتتبع لأشعار ضحى بوترعة يجدها تنبني على مبدأ التجاذب، والتقابل بين ثنائية : الرفض/ النفي. فنجد فيه صرخة ضد التجاهل، والنفي، والإقصاء، والإحباط.
ففي قصيدتها( العابر بسرعة الضوء إلى الضوء) ، تنطلق أسطرها بنفي وقلب الزمن إلى الماضي المنقطع، حيث يتم نفي السؤال والخروج. فالشاعرة تقابل بين نقيضين: الضوء/ الحلم، ولو أنها تعتبرهما نوعا من الانعتاق نحو المجهول، والتي تنبني عليه تجليات، تدفع إلى العبور نحو فضاءات خصيبة:
لم يحن موعد السؤال عن العابر بسرعة الضوء إلى الضوء.
لم يحن موعد الخروج إلى الحلم
كان دمه للحصى والروائح المسائية يعرف أن الماء فخ الهاربين من لون الفضاء
ليس الطفل هذا غير مديح العزلة
حضن الحذر انتباه يليق بشهوة أفعى للحلم في الجسد
سأحتاج شيئا من الصباح لأقتفي اثر شغفك في الخيال.
هذه الفضاءات التي يعبرها عابر بسرعة الضوء، فلا تتحدد ملامحه، ولا تتحقق شخصيته.. عابر هلامي، يدفع بالشاعرة إلى تتبع خطواته، والبحث عنه وسط الضوء الحلم، ليصبح ذكرى جميلة، تعبرها الشاعرة بأثقال جسدها، ودهشتها. فيتقابل في هذا الجري: الضوء والحلم، والدم والروائح، والماء والفضاء، والبحر والفخ/ المصيدة، والبحر والموت.
وفي هذا السباق اللاضوئي، تجد الشاعرة أن ليلة واحدة لا تليق بعشق مقدسي، فلا بد من ليال كثيرة، حتى يتحول هذا العشق المقدسي عشقا شبقيا، أزليا. فيحضر الغياب في قصيدتها مطابقا للفراغ.. للهيولى.
وترتفع دهشتنا كثيرا ، حين تصبح ليلة واحدة كافية لجمع العشاق ، تليق بشهوتهم. ولكن لا تليق في نفس الوقت بعشقهم. وهذا التناقض الجميل أعطى للقصيدة ، فنية وبعدا فلسفيا، وصوفيا كبيرا.
ومن خلال هذه التيمات: العياب، والفراغ، والشهوة، والعشق، يظهر المخفي، والمسكوت عنه، حيث يصبح الليل بعدما كان نوما ، حركة ،وفضاء للعاشقين:
اليوم غابة الغائب
وتحت السور الضيق عاشقان
كان العشب يقطر من رحيق يرتخي للقاء
هنا نرجسة البوح تحت السماء تحوم في فضاء سيء
وحمامة تفسر للفراغ شوقنا
قلبي ذاك.. الرصيف في آخر الليل
دولة النوع بعين واحدة
والفاصل جدار بين العبارة والعناق
فلا يبقى لها في هذا العالم اللاضوئي غير الحلم، والذي يجب عليها أن تهيئه، وتعد له الأجنحة، لتمرق به إلى عبور فيضي:
سنهيئ للحلم.. أجنحة
لغة لآخر الليل في لغو السهرة
والعصافير التي أغواها الضحى في أرض بلا تعب
حلم عند سياج الحديقة يتفقد الورد وصحوة القلب
لم تترك لي زهرة اللوعة
سوى فزاعة في هواء اللوعة
وعند اطلاعنا على قصائد الشاعرة بوترعة والمنشورة في منتدى إنانا، نجد أنها تستخدم علامات الترقيم، وذلك ناتج عن اختيارها الكتابي، والذي تنفي من خلاله الحد بين النثر والشعر.
وهذا حقق نوعا من الوظيفية السيميائية، والتي تم من خلالها ضبط إيقاع الألفاظ، والجمل الشعرية ن وتحديد نفسها ودفعتها.
وتحتل النقطة، المكانة الأولى. فهي تنهي السطر الشعري، دلالة على اكتماله، وانتهائه الدلالي والتركيبي. بالإضافة إلى :<< إنهاء المقطع الشعري، حيث يتضافر مع البياض لتمييز المقاطع الشعرية بعضها عن بعض>>( د. عبد القادر الغزالي، الصورة الشعرية وأسئلة الذات، دار الثقافة، ط، 2004، ص: 57).. والتي تتفاوت طولا وقصرا... حسب الصورة الشعرية التي ترومها الشاعرة بوترعة.
إن رؤية الشاعرة ضحى بوترعة تظهر ككتابة شعرية نثرية. يتفاعل فيها الخطاب الشعري، حسب الذات الشاعرة. وهي رؤية حداثية متحررة من الانتظامات الوزنية العروضية، مع توزيع هرموني للأسطر ، والمقاطع الشعرية، وفق هندسة مكانية، ترى فيها الشاعرة الصورة النهائية التي تريد إرسالها إلى المتلقي. وهذا كله أعطى لقصائدها اتساقا هندسيا بصريا، وتناغما لفظيا، وإيقاعا داخليا.
إن الشاعرة بوترعة تلتجئ إلى ذاتها ن ومشاعرها الداخلية لتجسد الشعر.. فنجدها تقيس مشاعرها، ومسافاتها، ورؤاها بالكلمات، لإيجاد وإعطاء صورة شعرية ذات جمالية وفنية، تستحوذ على اهتمام المتلقي/ القارئ، في لغة شاعرة تتوافق ومقتضى الحال.
ولا يبقى لنا إلا أن نقول: إن ضحى بوترعة، شاعرة متميزة. تهتم بالصورة، وفنياتها، واللغة وجمالياتها.. وهذا سيكون مبحث دراسة أخرى إن شاء الله..//..