عبدالوهاب محمد الجبوري
10/06/2008, 07:16 PM
وعود أوباما للصهاينة!!
كتب د. محمد بن صالح العلي
ما أن تَهِلّ مواسم الانتخابات الأمريكية حتى نسمع عن مزادات وتخفيضات يقدمها مرشحو الأحزاب المختلفة للدولة الصهيونية، ويتبارون في نَيْل رضائها طمعًا فيما يسمي أصوات اليهود (6 ملايين)، ولا أحد يتحدث إطلاقًا عن العرب أو الحكومات العربية أو أصوات عرب أمريكا رغم أنها تفوق اليهود وتتراوح بين 8 و10 ملايين!
ولم يتخلف عن هذا التقرُّب "باراك أوباما" فقد ظهر ذلك حينما ألقى خطابه أمام منظمة "إيباك" يوم الأربعاء 4 يونيو، حيث كان الخطاب مليئًا بالوعود بحماية إسرائيل ونصرتها، متعهدًا بضمان تفوقها العسكري النوعي في الشرق الأوسط وقدرتها على الدفاع عن نفسها، معتبرًا أن إيران تشكل التهديد الأكبر لإسرائيل والمنطقة. ولم يكتفِ بذلك القدر من التصهُّين الخطابي لنيل الأصوات اليهودية والنصرانية المتصهينة الأمريكية في حملته الانتخابية. هذا بعدما تأكد فوزه في السباق مع هيلاري كلنتون. مع العلم أنه لا يوجد فروق كبيرة بينها وبينه فيما يخصّ الموقف من القضية الفلسطينية.
أوباما قال وشدّد على ذلك في كلمته أمام جماعة الضغط اليهودية (إيباك): إن " أمن إسرائيل أمر مقدس غير قابل للتفاوض وإن القدس ستبقى عاصمة لها"، مؤكدًا أن من يهدد إسرائيل يهدد أمريكا وأن الصلة بين البلدين لا يمكن كسرها اليوم ولا الغد وإلى الأبد".
على كل سواء انتصر أوباما الديمقراطي أو منافسه الجمهوري في الانتخابات فإننا نستبعد حدوث تغييرات جذرية بالموقف الرسمي الأمريكي من قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المسلوبة؛ لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة التزمت ومازالت تلتزم بالكيان الصهيوني، كما تقوم بمدّه بكل شرايين الحياة والتفوق على جيرانه العرب. وقد أثبتت التجارب منذ احتلال فلسطين سنة 1948 وحتى يومنا هذا أن الولايات المتحدة الأمريكية وقفت ضد الفلسطينيين وحقوقهم، وأكثر من ذلك ساهمت في عملية ترويع وذبح الشعب الفلسطيني سياسيًا وإعلاميًا وأمنيًا وعسكريًا؛ إذ إن مساعداتها العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية والاقتصادية للكيان الصهيوني مستمرة وتزداد سنة بعد أخرى. وهناك حروب صهيونية خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية نيابة عن الاحتلال الصهيوني مثل حرب الخليج الثانية ثم احتلال وتدمير العراق. وإزاحته كقوة إقليمية عربية من المواجهة مع العدو الصهيوني. وأكثر من ذلك استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تدجين كثير من الأنظمة العربية عبر ضمها إلى جانبها في سياساتها في المنطقة. كما ساهمت في جرّ بعضها لتوقيع اتفاقيات سلمية مع الصهاينة بدون مقابل منطقي. حدث هذا مع الطرفين الأردني والفلسطيني، أما الأخير صاحب القضية الأساسية والمركزية يعتبر الطرف الأضعف في العملية برُمَّتها، حيث قدم تنازلات مؤلمة وخطيرة لا تليق بنضالات شعبه وتضحياته عبر سنوات طويلة من النضال الوطني المرير.
أوباما الذي يحلم بدخول البيت الأبيض كأول رئيس أسود في تاريخ أمريكا المليء بالبشاعات والممارسات العنصرية والاضطهاد والاستعباد ضد قومه السود، يتنكر للمظلومين في العالم، ويقف مُتَبَنَّيًا موقف الصهيونية و"دولة اليهود"، ليقول: إنه عارض مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية خلال عام 2006. وهو الآن يقدم النصائح للفلسطينيين بعدم مساندة الإرهاب، وأبعد من ذلك يطالب مصر حليفة بلاده بوقف تهريب الأسلحة إلى غزة، ويؤكد على معارضته لسيطرة حماس على غزة وكذلك لأي تفاوض معها طالما أنّها لا تعترف بإسرائيل وتريد إزالتها من الوجود. أوباما قال أيضًا مخاطبًا عُتاة الصهيونية العالمية: "عندما أزور إيباك فإنني بين أصدقاء حقيقيين.. يؤكدون أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز المصلحة الوطنية وتتجسد في القيم المشتركة التي تجمع البلدين".
وهكذا نجد أن رؤساء الولايات المتحدة يجدون أنفسهم خاضعين لأجندة اللوبي الصهيوني، والذي تمثل منظمة"إيباك" عموده الفقري.
لقد أنشأ الصّهاينة في الولايات المتّحدة شبكة واسعة من المنظّمات تزيد عن (300) منظّمةو(230) اتّحادًا محليًا وصندوقًا للرّعاية وجمعيّة للعلاقات العامّة، وأكثر من(500) محفل ومعبد، وأبرز هذه المنظّمات التي تشكّل حاليًا العمود الفقري للوبي الصّهيوني ما يلي:
1ـ جمعيّة الدّعوة اليهوديّة الموحّدة: أكبر التّجمّعات اليهوديّة في أمريكا، وتهتم بجمع التبرعات وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وترتيب اللقاءات مع القادة والزّعماء.
2ـالرّابطة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي جمعيّة ترعاها الحكومة الإسرائيليّة.
3- جمعيّة "بناي بريث": وهي مؤسسة يهوديّة تتمتّع بتنظيم دقيق ومحكم، وتعمل على اتّهام كل من يخالف المصالح الإسرائيليّة بمعاداة السّامية.
4- الجمعيّة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي تعنى بشؤون اليهود في العالم، وخاصّة في مجال أحكام التّرابط والتّنسيق بينهم.
5- اللجنة الأمريكيّة الإسرائيليّة للشّؤون العامّة "إيباك": وتضمّ في عضويّتها عدّة منظّمات صهيونيّة مثل بناي بريث، اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة، الكونجرس اليهودي الأمريكي وغيرها...
وتعقد اللجنة مؤتمرًا سنويًا يحضره عدد كبير من الشّخصيّات الأمريكيّة السّياسيّة من مجلس الشّيوخ والنواب وغير ذلك، ومن خلال هذه المؤتمرات يتم تدريب وإعداد الكوادر اللازمة لهذه الجمعيّة، وتركّز هذه المؤتمرات على ما يلي:
• التّأييد الأمريكي لإسرائيل باعتبار إسرائيل مصلحة استراتيجيّة للولايات المتّحدة.
• المزيد من الدّعم المالي لإسرائيل، والسّعي لتحويل المساعدات والقروض إلى هبات.
• خَلْق العداء بين العرب والولايات المتّحدة وتعكير العلاقات العربيّة الأمريكيّة بأي شكل.
• دعم السّياسة الخارجيّة لإسرائيل ومباركة أعمالها العدوانيّة ضد العرب، وحمايتها في المحافل الدّوليّة خصوصًا الأمم المتّحدة ومجلس الأمن.
ويقدّر عدد أعضاء "إيباك" بحوالي 44 ألفًا، ويتألّف جهازها الموظّف من حوالي 80 شخصًا، وتحرص على أن يكون الموظّفون على اتّصال مباشر مع المسئولين في الإدارة الأمريكيّة.
وتصدر عن "إيباك" عدّة منشورات من أهمّها:
1ـ تقرير الشّرق الأدنى: يصدر بصورة أسبوعيّة ويوزّع على أعضاء الكونجرس ومجلس الشّيوخ وكبار موظفي الإدارة ووسائل الإعلام والسّفارات، ويركّز على إظهار أنّ المقاومة الوطنيّة لإسرائيل تعدّ إرهابًا.
2 ـ لاحقة الأخبار التّشريعيّة: وهو تقرير نصف سنوي مفصّل حول نشاطات الكونجرس ومجلس الشّيوخ والهيئة التّنفيذيّة لإيباك والأمم المتّحدة.
3ـ أوراقإيباك: وهي نشرات غير دوريّة.
المصدر: الإسلام اليوم
كتب د. محمد بن صالح العلي
ما أن تَهِلّ مواسم الانتخابات الأمريكية حتى نسمع عن مزادات وتخفيضات يقدمها مرشحو الأحزاب المختلفة للدولة الصهيونية، ويتبارون في نَيْل رضائها طمعًا فيما يسمي أصوات اليهود (6 ملايين)، ولا أحد يتحدث إطلاقًا عن العرب أو الحكومات العربية أو أصوات عرب أمريكا رغم أنها تفوق اليهود وتتراوح بين 8 و10 ملايين!
ولم يتخلف عن هذا التقرُّب "باراك أوباما" فقد ظهر ذلك حينما ألقى خطابه أمام منظمة "إيباك" يوم الأربعاء 4 يونيو، حيث كان الخطاب مليئًا بالوعود بحماية إسرائيل ونصرتها، متعهدًا بضمان تفوقها العسكري النوعي في الشرق الأوسط وقدرتها على الدفاع عن نفسها، معتبرًا أن إيران تشكل التهديد الأكبر لإسرائيل والمنطقة. ولم يكتفِ بذلك القدر من التصهُّين الخطابي لنيل الأصوات اليهودية والنصرانية المتصهينة الأمريكية في حملته الانتخابية. هذا بعدما تأكد فوزه في السباق مع هيلاري كلنتون. مع العلم أنه لا يوجد فروق كبيرة بينها وبينه فيما يخصّ الموقف من القضية الفلسطينية.
أوباما قال وشدّد على ذلك في كلمته أمام جماعة الضغط اليهودية (إيباك): إن " أمن إسرائيل أمر مقدس غير قابل للتفاوض وإن القدس ستبقى عاصمة لها"، مؤكدًا أن من يهدد إسرائيل يهدد أمريكا وأن الصلة بين البلدين لا يمكن كسرها اليوم ولا الغد وإلى الأبد".
على كل سواء انتصر أوباما الديمقراطي أو منافسه الجمهوري في الانتخابات فإننا نستبعد حدوث تغييرات جذرية بالموقف الرسمي الأمريكي من قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المسلوبة؛ لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة التزمت ومازالت تلتزم بالكيان الصهيوني، كما تقوم بمدّه بكل شرايين الحياة والتفوق على جيرانه العرب. وقد أثبتت التجارب منذ احتلال فلسطين سنة 1948 وحتى يومنا هذا أن الولايات المتحدة الأمريكية وقفت ضد الفلسطينيين وحقوقهم، وأكثر من ذلك ساهمت في عملية ترويع وذبح الشعب الفلسطيني سياسيًا وإعلاميًا وأمنيًا وعسكريًا؛ إذ إن مساعداتها العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية والاقتصادية للكيان الصهيوني مستمرة وتزداد سنة بعد أخرى. وهناك حروب صهيونية خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية نيابة عن الاحتلال الصهيوني مثل حرب الخليج الثانية ثم احتلال وتدمير العراق. وإزاحته كقوة إقليمية عربية من المواجهة مع العدو الصهيوني. وأكثر من ذلك استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تدجين كثير من الأنظمة العربية عبر ضمها إلى جانبها في سياساتها في المنطقة. كما ساهمت في جرّ بعضها لتوقيع اتفاقيات سلمية مع الصهاينة بدون مقابل منطقي. حدث هذا مع الطرفين الأردني والفلسطيني، أما الأخير صاحب القضية الأساسية والمركزية يعتبر الطرف الأضعف في العملية برُمَّتها، حيث قدم تنازلات مؤلمة وخطيرة لا تليق بنضالات شعبه وتضحياته عبر سنوات طويلة من النضال الوطني المرير.
أوباما الذي يحلم بدخول البيت الأبيض كأول رئيس أسود في تاريخ أمريكا المليء بالبشاعات والممارسات العنصرية والاضطهاد والاستعباد ضد قومه السود، يتنكر للمظلومين في العالم، ويقف مُتَبَنَّيًا موقف الصهيونية و"دولة اليهود"، ليقول: إنه عارض مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية خلال عام 2006. وهو الآن يقدم النصائح للفلسطينيين بعدم مساندة الإرهاب، وأبعد من ذلك يطالب مصر حليفة بلاده بوقف تهريب الأسلحة إلى غزة، ويؤكد على معارضته لسيطرة حماس على غزة وكذلك لأي تفاوض معها طالما أنّها لا تعترف بإسرائيل وتريد إزالتها من الوجود. أوباما قال أيضًا مخاطبًا عُتاة الصهيونية العالمية: "عندما أزور إيباك فإنني بين أصدقاء حقيقيين.. يؤكدون أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز المصلحة الوطنية وتتجسد في القيم المشتركة التي تجمع البلدين".
وهكذا نجد أن رؤساء الولايات المتحدة يجدون أنفسهم خاضعين لأجندة اللوبي الصهيوني، والذي تمثل منظمة"إيباك" عموده الفقري.
لقد أنشأ الصّهاينة في الولايات المتّحدة شبكة واسعة من المنظّمات تزيد عن (300) منظّمةو(230) اتّحادًا محليًا وصندوقًا للرّعاية وجمعيّة للعلاقات العامّة، وأكثر من(500) محفل ومعبد، وأبرز هذه المنظّمات التي تشكّل حاليًا العمود الفقري للوبي الصّهيوني ما يلي:
1ـ جمعيّة الدّعوة اليهوديّة الموحّدة: أكبر التّجمّعات اليهوديّة في أمريكا، وتهتم بجمع التبرعات وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وترتيب اللقاءات مع القادة والزّعماء.
2ـالرّابطة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي جمعيّة ترعاها الحكومة الإسرائيليّة.
3- جمعيّة "بناي بريث": وهي مؤسسة يهوديّة تتمتّع بتنظيم دقيق ومحكم، وتعمل على اتّهام كل من يخالف المصالح الإسرائيليّة بمعاداة السّامية.
4- الجمعيّة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي تعنى بشؤون اليهود في العالم، وخاصّة في مجال أحكام التّرابط والتّنسيق بينهم.
5- اللجنة الأمريكيّة الإسرائيليّة للشّؤون العامّة "إيباك": وتضمّ في عضويّتها عدّة منظّمات صهيونيّة مثل بناي بريث، اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة، الكونجرس اليهودي الأمريكي وغيرها...
وتعقد اللجنة مؤتمرًا سنويًا يحضره عدد كبير من الشّخصيّات الأمريكيّة السّياسيّة من مجلس الشّيوخ والنواب وغير ذلك، ومن خلال هذه المؤتمرات يتم تدريب وإعداد الكوادر اللازمة لهذه الجمعيّة، وتركّز هذه المؤتمرات على ما يلي:
• التّأييد الأمريكي لإسرائيل باعتبار إسرائيل مصلحة استراتيجيّة للولايات المتّحدة.
• المزيد من الدّعم المالي لإسرائيل، والسّعي لتحويل المساعدات والقروض إلى هبات.
• خَلْق العداء بين العرب والولايات المتّحدة وتعكير العلاقات العربيّة الأمريكيّة بأي شكل.
• دعم السّياسة الخارجيّة لإسرائيل ومباركة أعمالها العدوانيّة ضد العرب، وحمايتها في المحافل الدّوليّة خصوصًا الأمم المتّحدة ومجلس الأمن.
ويقدّر عدد أعضاء "إيباك" بحوالي 44 ألفًا، ويتألّف جهازها الموظّف من حوالي 80 شخصًا، وتحرص على أن يكون الموظّفون على اتّصال مباشر مع المسئولين في الإدارة الأمريكيّة.
وتصدر عن "إيباك" عدّة منشورات من أهمّها:
1ـ تقرير الشّرق الأدنى: يصدر بصورة أسبوعيّة ويوزّع على أعضاء الكونجرس ومجلس الشّيوخ وكبار موظفي الإدارة ووسائل الإعلام والسّفارات، ويركّز على إظهار أنّ المقاومة الوطنيّة لإسرائيل تعدّ إرهابًا.
2 ـ لاحقة الأخبار التّشريعيّة: وهو تقرير نصف سنوي مفصّل حول نشاطات الكونجرس ومجلس الشّيوخ والهيئة التّنفيذيّة لإيباك والأمم المتّحدة.
3ـ أوراقإيباك: وهي نشرات غير دوريّة.
المصدر: الإسلام اليوم