المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة بين السطور في قصة (الأوبة)



احمد محمود القاسم
18/06/2008, 09:38 PM
قراءة بين السطور في قصة (الأوبة)
للكاتبة والأديبة السعودية وردة الصولي
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
تنتاب المملكة العربية السعودية منذ فترة زمنية، موجة عارمة من الكتابة النسائية القصصية، من قبل كاتبات وأديبات سعوديات، اتصفن بالصراحة المطلقة، والشجاعة والجرأة، والتمرد، على واقعهن الاجتماعي المزري، والمظلم والتعيس، صار الموت لديهن أهون عليهن من معايشته، او القبول به، او التأقلم معه، ففضلن التصريح دو التلميح، بما يجول في خواطرهن من عواطف جياشة، وظلم وممارسات في المجتمع فادحة، عبر كتاباتهن القصصية النقدية اللاذعة، بشكل لم يسبق له مثيل، لمجتمع متحجر، منذ مئات السنين، يأبى أن يتزحزح ولو قيد أنملة، عن عقلية القرون الوسطى، ومهما كانت العواقب عليهن، او النتائج مدمرة أو أليمة، فهن يعتبرن ما سيحدث لهن، أفضل كثيرا مما آل إليه مجتمعهن ووضعهن، هذا المجتمع، الذي يتمسك بقيم وعادات وتقاليد وتراث قديم وبالي، نام عليه الدهر وشرب كثيرا، منذ عشرات السنين، وأصبح الدين وتقاليده وتطبيقاته، والذي يقود تنفيذ تعاليمه، التي ما أنزل الله بها من سلطان، جماعة تعرف بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حيث أصبحت كالسياط المسلطة على المجتمع السعودي عامة، وعلى المرأة السعودية بخاصة، فجماعة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتي هي عبارة عن تنظيم ديني متزمت يعيش في عالم خاص به، بعيدا عن الأحداث وتسارعاتها، بكل ما في الكلمة من معنى، والتي وجودها ينتشر بكل مكان على الأرض السعودية، أخذت على عاتقها منذ زمن بعيد جدا، مهمة تطبيق تعاليم الدين الإسلامي بحذافيره، وكما تفهمه هي، على الشعب السعودي المسالم، مع أن معظم منتمي أفراد هذه الجماعة، لا تحمل الشهادة الابتدائية، والقليل جدا منهم، من يملك شهادة جامعية، والأغرب من ذلك، عن تلك الجماعة، أخبار تتسرب، بنية تسليحها بالأسلحة الأوتوماتكية، كي تزداد قسوتها وقمعها لحرية المواطن السعودي، والمرأة السعودية بالذات، في نفس الوقت، الذي تشهد به معظم دول العالم، التحرر والإنعتاق والانفتاح من التخلف والعبودية والاستبداد الفكري والاجتماعي والإرهاب الديني.
الكاتبة والأديبة وردة الصولي في كتابها قصة (الأوبة)، وعلى لسان بطلة قصتها (سارة)، تعرض حياة بطلتها، وهي طالبة بالثانوية العامة، وكيف فاجأت صفها المدعوة (فلوة) الأخصائية الاجتماعية في المدرسة، حيث عملت مع زميلة لها على إخراج الطالبات من الصف بشكل فجائي، وتفتيش حاجياتهن، لعلهن يجدن ما لدى الطالبات من موبقات محروم عليهن تعاطيهن، مثل أدوات الماكياج والتجميل وأشرطة الفيديو كليب والأغاني والموسيقى المحرمة، وبعض الكتب الأدبية والعلمية والتي تعتبر محرمة عليهن تداولها. وقد تمكنت (فلوة) بشكل او بآخر، من تثبيت تهمة حيازة الممنوعات على الطالبة سارة، والتي قد تكون من ضمن عواقبها الوخيمة، الفصل من المدرسة، وإبلاغ أهل الطالبة، مما يترتب على الطالبة إجراءات قاسية من الأهل ومن المدرسة، قد تصل حد السجن في البيت، وحرمانها حتى من تنفس الهواء، إضافة لطردها من مدرستها.
تمكنت الداهية (فلوة) والتي تعمل مطوعة أيضا في جمعية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتي تعتبر من الناشطات العاملات بها، من عقد صفقة بذكاء ودهاء وخبث، مع الطالبة (سارة)، بحيث تعقد لها مصالحة مع مديرة المدرسة، وبعدم تبليغ أهلها بما حدث معها، على أن تكتب سارة تعهدا لدى إدارة المدرسة، كما هو متبع في مثل هذه الحالات، يتم بمقتضاه عدم معاودتها التعامل مع الكتب وأشرطة الفيديو وخلافه. فوافقت سارة على ذلك تحت إرهاب الخوف والتهدي،د والعقاب الشديد، وأسرعت "وقد وقعتُ على يد (فلوة) اليمنى وتقبّلها بامتنانٍ طفولي، وهي المرة الأولى في حياتها التي تنحني فيها على يد، وتقبلها كما تقول هي. وتتابع سارة:لكنني الآن أعي أن ذلك، كان إيذاناً ببدء تاريخ عبوديتي، ذلك التاريخ السحيق، الذي سلب من إنسانيتي حسها، ومن روحي رفيفها العلوي، وأطلق العجلة لتدور بسرعةٍ خرافية، فوق كل خليةٍ من خلايا جسدي وذاكرتي، ولتشكّل تلك المرأة، بيديها القاسيتين مصيري، بلا وجلٍ، وبلا تردد وبلا رحمة، وبلا شعورٍ بالذنب" (ص12).
منذ ذلك اليوم، أصبحت سارة تدور في فلك الاخصائية الاجتماعية (فلوة)، والتي أغرقتها بالكتيبات وأشرطة الكاسيت الدينية، لمشاهير شيوخ الصحوة، التي صارت الفتاة تخصص لها وقتاً يفوق ما تخصصه لدروسها، وتحت تأثير وسطوة (فلوة)، تحرق سارة كل ما تملكه من صورٍ وقصص ومجلات، وتذكارات ودُمى وأشرطة أغانٍي، خلاف الذي ستقدمه لها فلوة، حتى تؤكد قدرتها على هزيمة رغبات النفس والشيطان.
حقيقة الأمر، أن (فلوة) كانت تفكر بأعمق وأبعد من ذلك بكثير، حيث كانت تود ابتزاز (سارة) وجعلها طيعة، وكالعجينة بيديها، كي تعمل في المستقبل القريب، على تزويجها من أخيها المطوع (عبد الله)، دون مراعاة، لوضع أخاها ومرضه المزمن، وفرق سنه عن سن سارة، وغيرها من الصفات والطباع السلبية الأخرى والكثيرة، والتي لا يمكن أن تروم لسارة بأي حال من الأحوال، لولا الغشاوة التي أسقطتها (فلوة) على عينيها، وهكذا تمكنت (فلوة) بعد فترة زمنية مناسبة، وبظروف هيأتها مسبقا بشكل جيد جدا، من عرض فكرتها على سارة، وتقول لها وهي في آخر يومٍ من الامتحان النهائي، حيث تباغتها بلا تمهيد بالقول، بأنها لن تجد أفضل منها زوجة لأخيها عبد الله، حيث المواصفات تبدو مطابقة، إذ تصف سارة نفسها آنذاك بأنها "مطوعة صغيرة جديدة، و قبلية مثلها، وجميلة ومهذبة..ونعجة صغيرة!" (ص15).
تقول فلوة لسارة: فما رأيك يا سارة؟؟؟ وكأنها تحتاج أن تسمع رأيها، وأنت تعلمين بأن أخي مطوع معروف، كل وقته يقضيه من البيت الى المسجد، ومن المسجد الى البيت، فأنت لا تحتاجين إلا الى رجل كي يتزوجك كباقي البنات، وأنت بحاجة الى رجل بهذه الصفات، وما عليك إلا أن تخدميه بعينيك قبل يديك، وتقضي معظم وقتك معه، بين المطبخ والسرير، وبين السرير والمطبخ، وستكون كل حياتك سعادة وهناء وبلا أي تعب، وعلى ضوء ذلك، تم زواجها وفقا للعادات والأعراف المتبعة، دون أن تعلم سارة، ما يخبأه لها القدر خلف هذا الزواج من آلام وأحزان ومآسي. فلم تكن تعلم بأنها قد تزوجت من ثور هائج، لكنه يلبس دشداشة بيضاء، تصل أسفل الركبة بقليل، وذو لحية كثيفة تصل الى منتصف صدره، وجسمه كل جزء فيه له كرش، فكرشه له كرش أيضا، قصير القامة وسمين، يسير بخطى ثقيلة، ويميل الى جانبه الأيمن قليلا.
تتحدى سارة أخاها (عمر)، وتتجاهل نصيحته لها برفض هذا الرجل الغريب الأطوار، الذي يكبرها بخمسة عشر عاماً، ولكن الزواج يتم، ولا أحد يحول دون منعه.
تصف الكاتبة وردة الصولي على لسان سارة، ما حدث معها ليلة الدخلة فتقول:
(خلع ثيابه، وأبقى عليه سروالاً قطنياً ممططاً ومائلاً إلى الصُفرة، يصل إلى حدود ركبتيه، لم يقدم لي كأس ماء واحدة، ولا حتى وردة، ولم أر شوكولاتة ولا فاكهة، ولم أسمع منه كلمة ولا همسة، ولم يداعبني، ولم يلاطفني مداعبات وملاطفات ما قبل الزواج كما سمعت، كما لمثلي أن تحلم أو تتخيل، لكنه برك علي، هكذا برك على جسدي، كما يبرك البعير الأجرب، وبدأ يمطرني بقُبلٍ متلاحقة مجنونة، على وجهي، يأكل فمي، ويمضغ لساني، ويحك أسنانه بأسناني، وأصابعه تعتصر تفّاحتَي بشدة، حتى يبلغ الوجع الجنوني رقبتي، لم يتركني إلا مع آذان الفجر.
إذن هكذا يرحم الله البنات في لياليهن الأولى، يؤذن المؤذن، فتُطوى الثعابين السامة، ويضممن أرجلهن، أعطيته ظهري دقائق، والصداع يكاد يقسم رأسي نصفين، أشعر بالغثيان، وبأن معدتي الفارغة، ستلفظ بطانتها قبل ضوء الصباح، قمتُ متثاقلةً إلى الحمام، أسحب رجلي سحباً، الألم بين فخذي، لا يُحتمل، وكأن أفعى ضخمة، أو حيواناً برياً قد دخل في أحشائي، ومَزق لحمي، ولم يخرج، رأيته يتفقد السرير والأغطية، ووجهه منشرح، لحقتني إلى أرضيةِ الحمام، بضعُ قطراتٍ من الدم المائل إلى السواد، اغتسلتُ، وكتمت الأنين، والماء يلامس جرحي الطري" (ص19/20).
(غير أن الزلزال، يقع قرب الساعة الثالثة من صباح أحد الأيام، تستيقظ سارة على صوت أنينٍ مكتوم، لتجد عبد الله ساجداً على الأرض وهو ينشج، وعندما تقترب منه، يصرخ بها طالباً منها الابتعاد، قبل أن يقترب منها ويعانقها بطريقته الفظة. "رفع يده إلى الأعلى وبدأ يسب الله بكلماتٍ جنسية ساقطة، لم تصدق نفسي ما سمعته. رأيتُ قبائل من الجن تحوم حولنا في هرجٍ ومرج (ص25).
في الصباح، تهاتف سارة (فلوة) لتخبرها بما جرى، لتكتشف تدريجياً أن زوجها عبد الله شخص مريض. تقول سارة عن زوجها عبد الله: (لأنك ثورٌ، زوجوك وطلقوك، أعلم أن الحياة مضت بك بين السجود لعظمته، واعتلاء البقرة الولود، بين الملذاتِ العلوية في حضرته، والسفلية في حضرة ساقيها المنفرجتين، ثم ما ازددت إلا خبالاً، لكني أعرف جُبنكَ، ستولي هارباً من ربك، وترمي بجثتك الضخمة فوقي).
كذلك تصف سارة أخته (فلوة)، والتي ورطتها بهذه الزيجة الإجرامية التعيسة، بدون إحساس أو وازع من دين أو شرف أو ضمير، مع كونها مطوعة قديمة، حيث تصفها بالقول: (أما فلوة فتستحق المرور بجهنم بضعة أيامٍ، حتى تستوي مؤخرتها، ويتحجَر برازها الأسود في أمعائها، فلا تعبث مع بنات الآخرة، عبثها معي) (ص37).
بعد مرض عبد الله، تتعذب سارة نفسياً، وتشعر بالضيق والحرمان الجسدي، وحين ترى من خلف الستارة الشاب (خالد) وهو ابن أخت جدتها، الذي اعتاد زيارتها بانتظام، تُعجبُ به، وتحترق بنار الرغبة، (لم أستعذ بالله ولم أتراجع ولم أغضّ بصري، بل كنتُ ملتذةً بالتلصص عليه. غريزةٌ همجية اضطرمت في داخلي كالجمر، وأنا أحدق في الشاب، بقامته الطويلة، وابتسامته الحلوة، وثيابه النظيفة، تذكرتُ أبطال الروايات، التي أحرقتُها في معبد فلوة، ثم شعرتُ ب(رطوبة) هناك، رطوبةٍ في الوادي المقدس، شعرتُ برطوبةٍ ونبض، أو بنبضٍ ورطوبة، واستطالت حبة الفراولة الصغيرة واشتعلت، أحلمُ بفم هذا الشاب الناعم يُقبلُها، ويمصُها ويرشفها، أضغطُ فخذاً بفخذ، فتزداد السخونة، يا رب، إن لم تسرع بشفائي فعجل بجنوني). وتتابع البطلة سارة قصتها فتقول أيضا:
فتحتُ الباب على عبد الله، والمرض قد نخله، فبقي سلبياً شبه مستسلم، وترك الأمر لي. قمتُ فوقه بشوق، وهو راقد على ظهره، أنشبُ أظفاري في لحم رقبته، قائمة قاعدة، قاعدةً قائمة، أغمضُ عيني عن المريض الأشعث، لأضاجع ذاك الناعم النظيف البعيد، أكبرُ لصلاتي، فيحجب وجهه عني وجه الله، وإذا ركعتُ، وجدته أكبر من الله، وإذا سجدتُ، صار أقرب لي من الله، تتسارعُ أنفاسي وأنا على تخومِ اللذة القصوى، أنشبُ أظفاري أكثر، وأشتعلُ كنمرةٍ جائعة، وفي لحظة، لحظة لا تُقال، ولا تُوصف، ولا تُحكى ولا تُعاد، أتوقف عن القيام والقعود فوقه، لأن الجنة، ستداعب أقدامي، بدأت الجنةُ تغمرني هكذا، فأسقط على ظهري ثملةً من اللذة، لأتوسد ساقيه الممدودتين، إحساسٌ جديد، أمطرت معه خزائن السماء ورداً وياسميناً، ولربع ساعةٍ، توّجتُ ملكةً على البر والماء" (ص 39-40)
هذا بعض ما ذكرته الكاتبة السعودية وردة الصولي في قصتها (الأوبة)، بكل جرأة وشجاعة وصراحة وثقة، لتعبر بها عن بعض العواطف الجياشة التي تنتاب المرأة أو الشابة في لحظات كثيرة من حياتها وحقيقة شعورها سواء كانت امرأة سعودية أو غير ذلك، وقد يكون وصفا أقل بكثير من الواقع الفعلي والمخفي، لكنه مؤشر أولي، لما يحدث بالفعل، خلف الأبواب المغلفة، وفي قاع المدينة، والذي يعبر كثيرا عن معاناة الكثير من الشابات والنساء السعوديات، وحتى الرجل والشاب السعودي، لما يعانونه من كبت وقمع شديد لرغاباتهم الجسدية والإنسانية الطبيعية، والتي حباها الله سبحانه لبني البشر، بحيث أصبح كل شيء محرم باسم الدين، تحرمه وتحلله، بعض من جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حسب أمزجتها وتفكيرها، فأفراد هذه الجماعة، كما تناولتها الأخبار أخيرا، ليس لديهم عمل إنتاجي أو اقتصادي كي يقوموا به، غير هذا الواجب الممل، والذي لا معنى له ولا طعم، سوى إيذاء الناس، ومراقبتهم والتلصص عليهم واغتيابهم، مع أن من راقب الناس مات هما، وإجبارهم على فعل أشياء غير مقتنعين بفعلها، والا لفعلوها دون حاجة لسياط وإرهاب (مطوعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وتتابع وردة الصولي سرد قصة سارة بطلتها فتقول:
(بعد طلاقها من زوجها المدعو عبد الله، تزداد الوردةُ ذبولاً والمرأة ذهولاً، فتصحبها الجدة إلى أحد الشيوخ، شرق مدينة الرياض، لعله يساعدها على شفائها، مما ألم بها ومن وساوسها وأحزانها، وتحكي البطلة، كيف أخذ الشيخ في قراءة القرآن عليها، وهو يخفي شبقه، (اقتربَ مني، ثم اقتربَ أكثر، بسملَ وبدأ يقرأ القرآن، ورذاذُ فمه يتطاير نحوي، جدتي تهلّل وتستغفر، وهو يقرأ، لا ينشرح صدري، ولا ينقبض، ويقرأ، يلعب بشعر لحيته، ويقرأ، أسمعُ صوت أنفاسه اللاهثة، ويقرأ، تطفحُ بي الهواجس، ويقرأ، يضعُ كفه على فخذي، ويقرأ، يمتليء رأسي بالأخيلة، ويقرأ، أشعرُ بضغط أصابعه على لحمي، ويقرأ، تجتاحني رائحة عبد الله، ويقرأ، تصعد كفه إلى أعلى فخذي، ويقرأ، تجوس أصابعه في الوادي الصغير، ويقرأ، تسد الثيران الهائجة باب الحجرة، ويقرأ) (ص43).
بلمح البصر، أصبح الشيخ القصير السمين زوجها الثاني، وبهذا تقدم الكاتبة والأديبة السعودية (وردة الصولي)، صورا أخرى، لما يحدث مع بطلة قصتها سارة، وتعري بعضا من رجال الدين الفاسقين، وتفضح انحرافاتهم، وكلما ازداد المجتمع غلاظة وشدة وكبتا للحريات الشخصية، ازداد الفساد والإفساد، بأبشع صوره، ولا أحد يدري أو يتكلم، على نافلة القول:(وإذا بليتم فاستتروا)، إلا هؤلاء الكاتبات والأديبات السعوديات الرائعات والجريئات والمبدعات، أمثال وردة الصولي ووجيهة الحويدر وأختها فاطمة الحويدر، ورجاء بنت عبد الله الصانع، وصبا الحرز ونادين البدير، وزينب حفني، وسمر المقرن، وغيرهن كثيرات ومبدعات وصريحات، يتحلين بالشجاعة والصبر، الى أبدع الحدود، فكل التحية والتقدير للمرأة السعودية الصابرة والعظيمة، وللكل الكاتبات والأديبات السعوديات، اللواتي كسرن الحواجز والمحرمات الاصطناعية، وعبرنها الى عالم الواقع والواقعية.
رحم الله الخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما قال:( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار؟؟؟) .

باسين بلعباس
02/11/2008, 12:57 PM
أخي الكاتب والباحث:أحمد محمود القاسم:أشكرك بداية على تقديم هذا النص ..من الأدب السعودي المعاصر..لأديبات متمردات..متجاوزات بكتاباتهن كل الأعراف والتقاليد المجتمعية..(سواء أقررنا بأنها بالية أو لا..)..
وقد رأيتك ـ أخي الكريم ـ في البداية متحاملا على جماعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)..
وأردت أن توجه قراءتك الوجهة التي تفرضها على المتلقي من وجة نظر خاصة..ولم أجد الحيادية..
بتقديم النص..تأويل وتحليل..بل وقفت منذ البداية مطولا ،متهجما على الجماعة ،اقرأ(تنتاب المملكة العربية السعودية منذ فترة زمنية، موجة عارمة من الكتابة النسائية القصصية، من قبل كاتبات وأديبات سعوديات، اتصفن بالصراحة المطلقة، والشجاعة والجرأة، والتمرد، على واقعهن الاجتماعي المزري، والمظلم والتعيس، صار الموت لديهن أهون عليهن من معايشته، او القبول به، او التأقلم معه، ففضلن التصريح دو التلميح، بما يجول في خواطرهن من عواطف جياشة، وظلم وممارسات في المجتمع فادحة، عبر كتاباتهن القصصية النقدية اللاذعة، بشكل لم يسبق له مثيل، لمجتمع متحجر، منذ مئات السنين، يأبى أن يتزحزح ولو قيد أنملة، عن عقلية القرون الوسطى، ومهما كانت العواقب عليهن، او النتائج مدمرة أو أليمة، فهن يعتبرن ما سيحدث لهن، أفضل كثيرا مما آل إليه مجتمعهن ووضعهن، هذا المجتمع، الذي يتمسك بقيم وعادات وتقاليد وتراث قديم وبالي، نام عليه الدهر وشرب كثيرا، منذ عشرات السنين، وأصبح الدين وتقاليده وتطبيقاته، والذي يقود تنفيذ تعاليمه، التي ما أنزل الله بها من سلطان، جماعة تعرف بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حيث أصبحت كالسياط المسلطة على المجتمع السعودي عامة، وعلى المرأة السعودية بخاصة، فجماعة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتي هي عبارة عن تنظيم ديني متزمت يعيش في عالم خاص به، بعيدا عن الأحداث وتسارعاتها، بكل ما في الكلمة من معنى، والتي وجودها ينتشر بكل مكان على الأرض السعودية، أخذت على عاتقها منذ زمن بعيد جدا، مهمة تطبيق تعاليم الدين الإسلامي بحذافيره، وكما تفهمه هي، على الشعب السعودي المسالم، مع أن معظم منتمي أفراد هذه الجماعة، لا تحمل الشهادة الابتدائية، والقليل جدا منهم، من يملك شهادة جامعية، والأغرب من ذلك، عن تلك الجماعة، أخبار تتسرب، بنية تسليحها بالأسلحة الأوتوماتكية، كي تزداد قسوتها وقمعها لحرية المواطن السعودي، والمرأة السعودية بالذات، في نفس الوقت، الذي تشهد به معظم دول العالم، التحرر والإنعتاق والانفتاح من التخلف والعبودية والاستبداد الفكري والاجتماعي والإرهاب الديني
أليس هذا الموقف ،هو إملاء الرأي..وتوجيه المتلقي..
النص، مهما كان، حمّال أوجه..وما تراه أنت ، لا يراه غيرك..
الفساد في المجتمع السعودي كما المجتمع المصري كما المجتمع الجزائري.....لا ينكره أحد..ولا يسكت عنه إلا شيطان أخرص..ومن لم يحاربه ، فهو يدعّمه..وما قراءتك لما بين السطور إلا محاولة لهذه الحرب التي يجب أن تكون..
وكما ترى في النص أن الكاتبة لم تحترم الأخلاق ولا القيم الدينية ، بل إنها استعملت القرآن في مواضع يندى لها الجبين..(اقتربَ مني، ثم اقتربَ أكثر، بسملَ وبدأ يقرأ القرآن، ورذاذُ فمه يتطاير نحوي، جدتي تهلّل وتستغفر، وهو يقرأ، لا ينشرح صدري، ولا ينقبض، ويقرأ، يلعب بشعر لحيته، ويقرأ، أسمعُ صوت أنفاسه اللاهثة، ويقرأ، تطفحُ بي الهواجس، ويقرأ، يضعُ كفه على فخذي، ويقرأ، يمتليء رأسي بالأخيلة، ويقرأ، أشعرُ بضغط أصابعه على لحمي، ويقرأ، تجتاحني رائحة عبد الله، ويقرأ، تصعد كفه إلى أعلى فخذي، ويقرأ، تجوس أصابعه في الوادي الصغير، ويقرأ، تسد الثيران الهائجة باب الحجرة، ويقرأ)....
هل وصلت الاباحية الى هذا الحد..فكأني أتصور رقصا جماعيا على تراتيل قرآنية..أو زان يتوسد المصحف الشريف..أو راقصة بين يديها المصحف تتلاعب به..!!
فهل يقبل العقل السليم هذا..؟؟
لا يمكنني أن أتصور أن الرجل الحامل لكتاب الله، يضعه في هذا الموضع المخزي..مهما كان تخلفه..إلا إذا أرادت ( الكاتبة ) أن تقول شيئا، وربما تنتقم لأمر يخصها..أو لم يتم تشبعها بالثقافة الدينية..بما يكفي إحياء القيم الميتة ، وما يعيد للمرأة المسلمة حقها ، ومكانتها التي لن تجدها خارج أسوار الدين مهما حاولت وكتبت..ودعت..
هل تريد الكاتبة أن تجعل المرأة المسلمة(السعودية أوغيرها) كالغربية ، أداة شهوة..وعارضة مفاتنها، وتفاصيل جسدها، امام الكاميرات وهي تدعو إشهاريا الى أكلة أو غاسول، او صابون.....!!
هل تريدها أن تكون كذلك..؟؟
إن سارة..السعودية ..كسارة المصرية، كسارة اللبنانية، كسارة الجزائرية...الخ ..
هي ضحية عادات وتقاليد بالية ما أنزل الله بها من سلطان..
ولا علاقة للدين بها..
شكرا لك أخي على هذه القراءة..
............................
في القراءة بعض الهنات اللغوية التي يمكنك تصحيحها لو قرأت النص بهدوء..

احمد محمود القاسم
08/11/2008, 12:42 PM
الأخ الفاضل ياسين بلعباس المحترم
تحيات طيبة وبعد
اشكر مرورك الكريم على الموضوع، وابداء ملاحظاتك القيمة عليه، اتفق معك بانني قد ابديت ملاحظاتي الخاصة المتعلقة بالموضوع وبجمعية الأمر بالمعروف الارهابية، وأنا حقيقة افهمها كذلك، وهذه هي قناعاتي تماما، وانا اختلف معك كثيرا بان الفساد والقمع والأرهاب في السعودية هو كغيره في باقي الدول العربية، نحن في عصر العولمة وانتقال الصوت والصورة عبر كل الاتجاهات، ما كتبته الأديبات السعوديات في مجتمع يعيش في القرون الوسطى، من كبت وارهاب، لا يعني شيئا كثيرا، الا تؤمن معي بحرية التعبير والنشر؟؟؟ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهن امهاتهن احرارا؟؟؟ ما ينشر بالصوت والصورة على الفضائيات، وعلى الشبكة العنكبوتية لا يساوي شيئا مقابل ما يكتب من هذه التعابير، ألم تقرأ سيدي الفاضل لكتاب عرب كبارا، بقضايا شبيه لما هو مكتوب بل وأكثر من ذلك، امثال يوسف ادريس ونجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وغيرهم كثيرون جدا، منذ عشرات السنين, الم تشاهد افلاما سينمائية تعرض بالصوت والصورة الكثير من اللقطات الأباحية منذ عشرات السنين؟؟؟ الم تعترض على ما يمارس في الموضوع من افعال مشينة، وانت تعترض على الكاتبة كونها نقلت ما يحدث على ارض الواقع، اليس هذا تناقضا واضحا في التقد؟؟؟ لماذا عندما يتعلق الأمر بالمرأة بالذات ،تقلب الدنيا رأسا على عقب؟؟؟ لماذا هذا التمييز العنصري بين المرأة والرجل؟؟؟ في مجتمعاتنا العربية من المحيط الى الخليج؟؟؟ لماذا يقمع صوت المرأة دائما؟؟؟؟ لماذا يقال دائما خاصة (اذا تعلق الأمر بالمرأة) الرجال قوامون على النساء، المرأة والشيطان رضعا من ثدي واحد، النساء ناقصات عقل ودين، وشاوروهم ثم خالفهون، يمنع خروج المرأة من البيت الا بوجود محرم معها، ثلثي اهل النار من النساء، المرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، وجسم المراة عورة، وحلل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم، اما اذا تكلمت المرأة مع رجل او وقفت قريبة منه، اسمع لها كلاما له اول وليس له آخر؟؟؟؟لماذا كل هذا التمييز العنصري ضد المرأة؟؟؟لماذا تكبل المراة بالحجاب، وتريدون الباسها حزام العفة ايضا؟؟؟؟وآخر موضة للحجاب الحجاب بعين واحدة؟؟ لماذا لا يتأدب بعض الرجال ويكفوا ابصارهم عن المرأة وملاحقتها من مكان الى آخر؟؟؟؟
اشكرك على ملاحظتك فيما يتعلق بالأخطاء الأخرى والتي قد تكون متعلقة باللغة. اما ما يتعلق بالفكار الواردة فانا ملتزم بها كل الألتزام، مع قناعاتي ان الأختلاف في الرأي، لا يفسد للود قضية. نحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح والتقدم التكنولوجي وعصر تدفق المعلومات بدون رقيب او حسيب، وبكم هائل في كافة الاتجاهات. هذه المقالات لم تكتب لمراهقين أو قصر!!!! الناس احرار فيما يكتبون ويقراون ويشاهدون ويلبسون، ولكم دينكم ولي دين. ولا اكراه في الدين. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره-------الخ
شكرا لملاحظاتك سيدي الفاضل ولمرورك الكريم على الموضوع، وآسف جدا في التأخير بالتعقيب على تعليقكم، وارجو تقبل فائق تقديري واحترامي

باسين بلعباس
08/11/2008, 06:02 PM
أشكر لك الرد والتعقيب على الملاحظات التي قدمتها ،
وكنت أرجو أن تكون الملاحظات في عمق العمل فنيا،
كرسالة تحملها امرأة من مجتمعها المغلق على المرأة( السعودية بالذات ، والخليج العربي عموما..)
ولكن يبدو أنك أفرزت ما كان يجب عليك أن تراه مهينا للمرأة من وجة نظرك كرجل علماني،
لا يؤمن بالأوامر الشرعية ، ولا ينتهي عندها..
هل تريد أن ترى المرأة حيث نهى الله تعالى عن وجودها، في بيوت الدعارة والمواخير..
وألا تراها حيث أمر الله أن تكون ..
كالمساجد ودور الدراسة..والتعلم والتفقه..
حقيقة لنا دين واحد على ما أعتقد(كلنا مسلمون..)ولا داعي لقولك :لكم دينكم ولي دين..
ولم أتهمك بأمر آخر ينقص من دينك (حاشا لله)..ولست في هذا المقام..
ما أريد أن أناقشه ، وسألت في الرد حوله..:لماذا التركيز على اهتمام هذه الـ(كاتبة)السعودية على أمر الدين ،
واعتبار القرآن هو المهين للمرأة، والذي لاينقص من حقها..
ولماذا يصل بها الأمر الى إهانة كلام الله تعالى بأن أجرته على لسان معتوه،
يتصرف بما تريده الكاتبة أن يكون دليل انحطاط وتأخر المجتمع لأنه تمسك به..
لم يعجبني منك أن قلت:.. (..حلل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم../ لماذا تكبل المرأة بالحجاب،..؟/ لماذا يقال دائما : الرجال قوامون على النساء..)..
هل تعترض على هذه الأحكام الشرعية..؟
ما تمنيت أن تعترض لها ..ولو من بعيد، القناعات الشخصية
أمر يخصك أنت لكن لماذا الإسقاط..؟ والدعوة الى الإنسلاخ من القيم والأخلاق...................................

الم تعترض على ما يمارس في الموضوع من افعال مشينة،
وانت تعترض على الكاتبة كونها نقلت ما يحدث على ارض الواقع،
أليس هذا تناقضا واضحا في التقد؟؟؟
أين التناقض؟..وأي واقع هذا الذي يصور لنا المرأة ـ حسب رأيكما ـ من المواخير؟ ..
هل هذا هو المشكل الذي بقي لنا كأمة ، لنثب نحو التطور..؟

ما كنت أتمنى هذا المنحى ، ولا أريد أن أعود إليه ، فهل بالإمكان أن نناقش الرواية فنيا..؟؟
شكرا لك ..

احمد محمود القاسم
08/11/2008, 10:36 PM
COLOR=#000099]justify]الأخ الفاضل ياسين بلعباس المحترم
تحيات طيبة وبعد: اشكر لك ردك وتعقيبك بالطريقة التي تراها تناسبك، انا تعرضت للقصة من ناحية الشكل والمضمون، ولم اقل قط انني ارتاح أو مسرور، ان ارى المرأة في بيوت الدعارة مطلقا، ولا اقبل ولا ادعو لها ان تكون كذلك، وعندما قلت لكم دينكم ولي دين، لم اقصد بالكلمة شكلا ومضمونا، انا قصدت بالكلمة المعنى المجازي لها، اي كل واحد حر بقناعاته، وكل واحد ذنبه على جنبه، نحن لا ننظر في المجتمع للتجاوزات التي تحدث من قبل الرجال او الشباب بشكل عام، وهم الطرف الذي يقود المرأة ويحرفها عن اتجاها الصحيح، انت انتقدت كتابة الكاتبة الأديبة وطريقتها في اختيار الألفاظ والأفكار، ولم تعنرض بداية على الرجل الذي قام بممارسة العمل المشين معها، واستغل الدين وسكوت المرأة ومن معها لثقتهم المطلقة، برجل دين فاسد، توقعوه ان يكون منقذا لهم، يعتاش على الدين، وهؤلاء الفئة معروفون في الكثير من الدول العربية، والكثير منهم مفضوح امرهم، وقد ظهروا على الفضائيات، وتم انتقادهم بشكل قاسي جدا لممارستهم الخاطئة، ما اقدمت عليه الكاتبة توضيح وفضح لهؤلاء الرجال المشعوذين، وكيف يستغلون الدين بشكل فاسد وبساطة الحريم، وقس على ممارساتهم الشيء الكثير، مع الأسف ما اثارك اسلوب الكاتبة في الكتابة والتعبير، ولم يثيرك المشعوذ وطريقته باستغلال المرأة بشكل فاضح، مع ان الموقف يحذر النساء من هؤلاء المشعوذين بكل دقة وبكل التفاصيل، ولا يتضمن الموضوع حث النساء على العمل في بيوت الدعارة وخلافه مطلقا، مع ان بعض الرجال هم من يحثون بعض النساء على مثل هذه الأعمال، وهم من يمارس هذا الدور مع النساء، وهم من يملكون بيوت الدعارة في معطم بلا د العالم، لكن النقد يصب دائما نحو المراة، لقد شرع بعض الذين لهم صلاحية الأفتاء باكثر من 45 نوعا من الزواج، في معظمها تمثل تحايلا لعميات زنى مفضوحة وواضحة، ولم تسمع ان الدنيا قامت ولم تقعد، اما اذا تعلق الأمر بالمرأة، فكل الغضب ينصب عليها.
مع الأسف انت لم تنتقد الرواية فنيا، انت ركزت على الجانب الأخلاقي من الرواية، وفقا لعاداتك وتقاليدك، بينما هذه التقاليد والعادات تختلف من بلد لآخر، الرواية او القصة من ناحيتي كانت شيقة وممتعة وتتضمن صورا تعبيرية ومجازية مؤثرة توعي المواطنين بضرورة الحذر،والكاتبة تكلمت عن واقع معاش بكل ما في الكلمة من معنى، وما خفي أعظم، والكتابة حتى تكون مؤثرة، يجب ان تتعامل مع الواقع ومع البيئة بصدق، وتوضح الأسباب التي تدفع بالفرد ان يمارس مثل هذه الأعمال المستهجنة، وعلى اولي الأمر، معالجة هذه الأمور بحكمة وروية، ودون طجيج، اذا كان هذا الأمر يهمهم معالجته والقضاء عليه. نحن نتمسك بالمظاهر والشكل دائما، وننسى المضمون او ما يحدث خلف الكواليس. وننتقد القشور وما ظهر للعيان.
على العموم اشكر ملاحظاتك سيدي الفاضل، وارجو ان لا تكون حساسا لهذا الحد، وارجو ان تفهم الموضوع بحجمه الحقيقي، ولا يجوز اسقاط معان اخرى على الكاتبة، لم تقصده ولم تأمر به لا تلميحا ولا تصريحا، فالحلال بين والحرام بين، وكل واحد عقله براسه وبعرف خلاصه، والأختلاف بالرأي والمفاهيم، يجب ان لا يفسد للود قضية.
شكري لك، وتقديري واحترامي مرة اخرى والسلام.[/COLOR][/SIZE]

باسين بلعباس
10/11/2008, 09:31 PM
أخي الأستاذ :أحمد محمود قاسم:
شكرا لك ..أن حاولت توضيح بعض النقاط التي تعرضت لها في الرد على موضوعك ..عن رواية(الأوبة)..لكاتبة سعودية..
ولكن ما زال الكلام يتناول قشور القضية الفنية في الرواية..ولم أجدك تدخل الجزانب الإبداعية للسرد..
لم تتجاوز المحتوى الذي تعرضُت له هذه الكاتبة في (روايتها )..
لم نجد اتجاها نقديا واضحا يعالج الجوانب الفكرية التي تحتويها..من حيث:
-طريقة طرح الفكرة( استغلال المرأة..باسم الدين..)..
- اللغة السردية..ومستويات الإبلاغ..والتبليغ..
- الشخصيات..والإسقاط الدلالي للأسماء..(أشخاص..أمكنة..)
- الزمكان..والأخيلة..والعواطف الإنسانية..
- الأبعاد الإنسانية في العمل..وصورة الكاتب..(من حيث الانعكاس او الحياد..)
- مستويات التعبير..(وصف ..حوار..وهل ناسب فكر،ومستوى كل شخصية..ومدى سيطرة الكاتبة عليه..)..
مثل هذه النقاط التي تمنيت أن أجدها للنقاش ..
وأنا لم أقرأ الرواية ، حتى تقول عني: (انت انتقدت كتابة الكاتبة الأديبة وطريقتها في اختيار الألفاظ والأفكار..)بل أنت من كان يجب عليه أن يفعل ذلك ولا يركز على الجانب السلبي و(البورنوغرافي ) للعلاقة بين المشعوذ..والفتاة المغلوبة على أمرها..
هل كان من الأخلاقي كتابة..ونقلا أن تذكر الكاتبة ذلك المقطع المشين لها كامرأة لنقول إنها تدافع ..بل وتصور حقيقة المرأة..؟؟
أليس من الطبيعي والإيحائي ، ومن الإبداع الذي يحترم نفسه ، ويحترم القاريء أن يوحي الكاتب بالفكرة..كأن يذكر (..وقد اختلى بها ، وكان الشيطان ثالثها..(أو: وكان في قمة السعادة).. وهو يرى المشعوذ يفعل بالمسكينة ما يريده منها..) لنعرف أنه وقع بها ، وأخذ منها ما يريد ببرودة ، وباسم الدين..
أم كان من اللائق أن تدخلنا هذه الـ(كاتبة ) غرفة العمليات ..لترسم لنا وبالألوان العملية الحيوانية..والقرآن يتلى ، وكأنه تعاويذ من الطقوس البوهيمية..أو من طلاسم كونفوشيوسية..؟؟
الدين له قداسته..وليس من الدفاع عن المرأة، أن نزج بالدين في الوسط ، ونلصق به ما ليس فيه..؟؟
كيف تقول عن هذا الـ(عبد الله..)أًو (المشعوذ ، تمسكهما بالدين ، وهما يمارسان الرذيلة ، ويستغلان فتاة..كان يمكن أن تكون حفيدة لأيٍّ منهما..؟
والدين بريء منهما براءة الذئب من دم ابن يعقوب..
ولو كانت تؤمن هذه البطلة التي تسيرها الكاتبة كيف تشاء بالدين ، ما ذهبت الى المشعوذين..وصدّقت تراهاتهم..وأباطيلهم..
وما كان لها أن تتزوج في الأول من رجل أشبه ببرميل نفط متحرك ، لولا الطمع في ماله..
لماذا تسقط الكاتبة ما تريده ،هي، على الدين..وتنتقم بطريقتها الدنيئة..بهذا الشكل الفاضح..والمكشوف ؟
كان عليك أخي أحمد أن تعالج الأطروحة التي تريدها الكاتبة..
وتتحرك حول الميادين الفكرية..
لا أن تقف ، نيابة عنها ، وتقول ما لم تقله الكاتبة..
وما لا نرضاه جميعا عن المرأة..ولكن ليس دفاعا عنها..
لأن الرجل متى دافع عن المرأة..أعطاها شهادة الوفاة والعجز وعدم القدرة في الدفاع عن نفسها..
أليست قادرة ؟؟ دعوها..وهي ستقول ما تريد.. وتعرف ما تريد أكثر منا..
هل من اللائق أن نقول دائما:يجب أن نحترم المرأة لأنها هي الأم والأخت والزوجة والبنت..؟؟
لو لم نقل هذا ..هل ينفي العقل السليم ذلك؟
لماذا لا تقول هي إن الرجل هو : الأب والأخ والزوج والولد..؟
أم تراها تنقص من حقوقنا إذ لم تقل ذلك ؟
أو لا تعترف بنا كذلك ، إذ لم تقل ذلك ؟
دعوها كما هي ، علِّموها، وستنتج لكم عالما آخر ، ورجالا لم تحلموا بهم ..
إنها المدرسة التي لا تغلق أبوابها للعطلة أو التوقف، أو المراجعة الفكرية للتوجه..
إنها سيل عارم يحتاج الى المجرى الصحيح الذي لا يعرفه الا المرأة المتعلمة المثقفة..
فإن ألبسناها ثوب الجهل والأمية ، فإن السيل سيكون جارفا ولا يعرف التوقف حتى يأتي على الأخضر واليابس كما هو شأنها الآن..أمِّية مركبة لا تنتج إلا أمِّية مركبة ، توصلنا الى هاوية سحيقة
الدين بريء مما يأفكون ..
وشكرا لك على غيرتك على المرأة..لكن دعها فهي تعرف ما تريد..وليست بحاجة الى وصاية..
وسلام عليك أخي أحمد ورحمة الله تعالى وبركاته..

احمد محمود القاسم
12/11/2008, 09:06 PM
الأخ الفاضل والغالي ياسين بلعباس المحترم
تحية طيبة وصادقة وبعد
اشكرك مرة اخرى تواصلك بتعميق الحوار في هذا الموضوع، وحقيقة، ان الذي لفت انتباهي في القصة، ليس هو الشكل كما قلت لك سابقا، بل هو المضمون الفكري اساسا، وكذلك ليست هذه القصة الأولى، بالذات من لفتت انتباهي عند بعض الكاتبات السعوديات والعربيات، فهناك الكثير من القصص التي قرأتها فعلا، لكاتبات وأديبات سعوديات، كقصة بنات الرياض لرجاء الصانع، وقصة ملامح لزينب حفني وانثى العنكبوت لقماشة عليان وغيرها من القصص، لكاتبات وأديبات عربيات ايضا وغير سعوديات، كقصة تاء الخجل لفضيلة الفاروق ،الجزائرية وكقصة برهان العسل لسلوى النعيمي السورية وغيرهن، وتدور بنفس المضمون والمحتوى، وبالأسلوب ذاته تقريبا، مع اختلاقات ثانوية في الشكل، وكلها تتكلم عن ممارسات بعض الرجال نحو المرأة، وتناولتها بالنقد والتجريح، وتناولت الكثير من القضايا الاجتماعية، والموضوع الديني بشكل خاص، وموضوع جمعية الامر بالمعروف، ليس شكلا كما ذكرت، بل كمضمون، مع انني لم اهمل الشكل كذلك، ولم اعطيه كل الأهتمام الأدبي والعلمي المطلوب، واهم هذه النقاط التي احببت توضيحها فعلا، وتسليط الضوء عليها هي:
1-استغلال الجانب الديني بشكل مرعب، واستخدامه من قبل جمعية الأمر بالمعروف الارهابية، كسياط مسلط على الرجل و المرأة، والمرأة بالذات.
2-فضح ممارسات جمعية الأمر بالمعروف الارهابية، وممارساتها ضد المرأة بشكل خاص، وحتى من قبل نساء الجمعية، وباسم الدين ايضا، واهتمامهم بالجوانب الثانوية و عدم اعطائهم، اهتماما خاصا للقضايا الكبرى في المجتمع السعودي، والتركيز على جوانب تافهه جدا تمس المرأة، من حيث خصلة شعرها ظاهرة او انها ضحكت بصوت مرتفع، او تحدثت مع رجل ما، بصوت عالي ايضا، قد يكون اخاها أو زوجها، أو أنها اختلت، مع شاب قد يكون ابنها، وهكذا من القضايا التي لا تؤثر كثيرا في المجتمع السعودي، وليست بالقضايا الحدية، التي سوف تقضي على المجتمع، أما قضايا التمييز العنصري في المجتمع السعودي في الرواتب والمعاملة بين المواطن والوافد، والقضايا الأنسانية الأخرى، فهذه قضايا ليست مهمة، مع ان الدين الاسلامي قال لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى، والناس سواسية كأسنان المشط، وان اكرمكم عند الله اتقاكم، وقضايا تنوع الزواج، حتى وصلت انواعه الى اكثر من 45 نوع، وفي معظمها زيجات تقرب من الزنى، وابعد ما تكون عن الزواج المعروف، وغيرها من القضايا المصيرية والحدية، وحقيقة، ليس هنا مجال نقاشها باستفاضة، وقد قمت بنشر دراسة على هذا الموقع الرائع بعنوان: (المرأة السعودية تواجه القمع والارهاب وحيدة في الساحة) وبامكانك الرجوع اليها اذا شئت.
وأنا لا اعرف من صرح لهذه الجمعية بتطبيق تعاليم الدين الاسلامي في المجتمع السعودي وعلى
المرأة، ومن خولهم واعطاهم هذه الصلاحيات، ولماذا لا يجرؤوا على تطبيقها على المتنفذين في السلطة الحاكمة، وعلى ذووا التفوذ، وفي القضايا الكبرى، ولماذا تكون سلطتهم اكثر ما تكون، على الوافدين، الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم من اجل بناء المجتمع السعودي، وتعلية صروحه. وحقيقة، كل الكتب والقصص التي قرأتها، تتضمن استغلال الجمعية المذكورة وبعض الرجال في السعودية للمرأة، وممارسة أشد انواع القمع والأضطهاد ضدها، بدءا من لبس الحجاب ومرورا بعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة وعدم خروجها من بيتها الا بمحرم، والكثير من القضايا المتعلقة بالمرأة، والتي تكبلها وتحد من حركتها، وتكاد تمنع حتى تنفسها الهواءالعليل.
اما سيدي الفاضل ما يتعلق بالنواحي الأدبية للقصة، فأنا لمحت وقلت ان الكاتبة تمتعت بأسلوبها الممتع والسلس والبسيط، (وطبعا هذا رأيي الشخصي) والمثير، وعبرت عن مكنونات نفسها بهذه القصة، المسرودة من ارض الواقع ومن قصص لأخريات، وبشكل مثير وبأسلوب ايحائي ورمزي أحيانا، وتصريحي مباشر في احيان اخرى، لما تود ان تقوله الكاتبة عن بعض الرجال في السعودية، وثقافتهم الاجتماعية، وممارستهم في تطبيق تعاليم الدين، بطريقة خاطئة في حالات كثيرة. والكاتبة استعانت كثيرا بالجمل المجازية والبيانية، ولا تتضمن القصة تعقيدات لفظية كلامية، وتأخير وتقديم مقيت في الجمل والعبارات، والقصة تمتاز بتسلل افكارها وترابطها، وتمتاز بعنصر التشويق والمتعة، والبساطة في الألفاظ، بحيث لا تتضمن القصة الألفاظ المعقدة، والكلمات غير الواضحة المعاني، كما أنها لا تذخر بجمل ادبية صعبة الفهم والادراك، من قبل القاريء العادي، وهذا ما اعطاها البساطة والسلاسة بالسرد، وتوصيل الهدف الى القاريء بكل سهولة.
بشكل عام، القصة،كما احتوت القصة على الكثير من العواطف الجياشة، بأسلوب سردي وقصصي غير مباشر، كان حقا اسلوبا ناجحا، ليس كما هو معهود كالأسلوب المباشر وانتهى، وحقيقة، الكاتبة تمتعت بالذكاء بالسرد، والموضوعية، وعدم المبالغة، وان كانت صراحتها في القصة، في ظل مجتمع سعودي يتمسك بقيم وعادات وتقاليد بالية، بشكل كبير جدا، وكونه مجتمع منافق، يظهر خلاف ما يضمر، لذا فان صراحتها بالقصة غير مقبولة عند نسبة عالية في المجتمع السعودي.
اشكرك سيدي الفاضل على ملاحظاتك النقدية الموضوعية والبناءة، ارجو تقبل فائق تقديري واحترامي.

باسين بلعباس
12/11/2008, 10:01 PM
أخي الفاضل :الأستاذ أحمد محمود القاسم:
وأنا أشكرك على هذا التواصل في شرح وتحليل الجوانب التي ينبغي أن تكون مظلمة في هذهالـ(رواية)..
التي قلت وأعيد ، إنها كتبت بخلفيات دينية (فكرية ) لكاتبة عرفت كيف تنتقم فنيا لبنات جنسها في مجتمع مغلق..
يعدّد على المرأة أنفاسها..
لكن ما لا أقبله(وللمر’ الألف) أن تضع الدين في كفة التلاعب بالقيم النبيلة التي جاء بها..ومن أهمها:
تكريم المرأة ، واحترامها..
وما يقوم به بعض العناصر باسم الدين ، ما هو من الدين..ولا يمكنه أن يكون كذلك..
وإذا كانت جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تتجاوز ، وتتشدد في بعض المواقف..فإن الكاتبة قد جنت على بناتن جنسها ، وجعلتهن بضاعة رخيسة..لا تعدو أن تكون متعة للجنس..وفراشا للأنس..
فمن يرضى بهذا للمرأة..؟ ومن يريدها أن تكون مثل (سارة)..؟
وللحديث بقية..
تقبل أخي تحيتي وتقديري

الحاج بونيف
12/11/2008, 11:01 PM
اقتباس:
هذا المجتمع، الذي يتمسك بقيم وعادات وتقاليد وتراث قديم وبالي، نام عليه الدهر وشرب كثيرا، منذ عشرات السنين، وأصبح الدين وتقاليده وتطبيقاته، والذي يقود تنفيذ تعاليمه، التي ما أنزل الله بها من سلطان..

هذا هجوم غير مبرر على مجتمع عربي مسلم هو راض بوضعه..
ثم ما معنى قولك: وأصبح الدين وتقاليده وتطبيقاته والذي يقود تنفيذ تعاليمه التي ما أنزل الله بها من سلطان؟؟
هل أنت تعي ما تكتب؟؟
إنه تهجم سافر على الدين الإسلامي باسم الانفتاح والدفاع عن المرأة..
أراك لا تقرأ سوى روايات النساء.. ما هي روايات الرجال التي قرأتها؟؟
حاول مراجعة ما تكتب لأن أخطاءك كثيرة جدا جدا..

احمد محمود القاسم
13/11/2008, 11:01 AM
الأخ بونيف
بعد التحية
انا لم اتهجم على الدين مطلقا، ان تقرأ كما تشاء وتحكم كما تشاء، انا اهاجم أناس جهلة، نصبوا انفسهم بشكل خاطيء، حماة للدين ،والدين منهم براء، ثم ماذا يعيب ان اقرا للمراة كتبها وتأليفاتها؟ هل هذا حرام ايضا!!!! ثم من قال لك ان المجتمع السعودي راض عما يحدث بداخله من امور وقضايا تقشعر لها الأبدان؟؟؟ الم تسمع بان هناك مليون ونصف مليون فقير في السعودية، والثروة تتركز في جماعة محدودة جدا، الم تسمع عن انواع الزواج التي وصل عددها الى 45 نوع وهي تختلف عن الزيجات المعروفة، وهي اقرب الى الزنا منها الى الزواج، لماذا لم نسمع صوتك وصراخك في مثل هذه الحالات، الم تسمع عن التمييز العنصري بين المواطن والمقيم، ارجو ان تقرأ الموضوع بعمق وتمعن، وتقرأة للطرف الآخر، ولا داعي للفهم الخاطيء وكيل التهم بالطريقة التي تراها انت. وشكرا

باسين بلعباس
13/11/2008, 12:01 PM
الأستاذ :أحمد محمود القاسم:
حتى في ردك على الأستاذ الروائي الحاج بونيف..لم تتكلم عن الرواية ، ونصبت نفسك مدافعا عن الشيطان..
وتهجمت على جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
وكأنك ترجم الشيطان الرجيم..
وتريدها أن تكون (جماعة الأمر بالزنا والنهى عن المعروف..)
لا تتكلم عن الدين أرجوك..ولا تكن مدافعا عن المرأة..
لأن التاريخ أثبت أن أكبر الزناة وكل زير للنساء كان هو المدافع عن المرأة
وكان هو المحتقر لها باعتبارها العاجز في الدفاع عن (حقوقها)
وهي فكرة صهيونية، أوقفت ، بل وشلّت نصف المجتمع عن القيام بدوره الحضاري ،
وحاصرته في دائرة ضيقة..هي البحث عن الحقوق المتمثلة في :
-- السفور ، ورفض الحجاب الشرعي..
-- السفر والحركة دون محرم..لتكون لقمة سهلة الـ(مذاق/الأكل) أمام المجرمين الزناة
-- التنصل من التعددية ، بل ومحاربتها ، حتى وصلت حاليا العنوسة في البلاد العربية أرقاما لم تصلها في الغرب ولا في الشرق..وانظر في شارعك فقط ، كم تجد من عانس..؟؟!!
-- رفض ومحاربة الميراث الشرعي..
-- رفض فكرة القوامة الشرعية..
-- الحرية في الزواج ، دون العودة الى (الوليّ)..وإقامة علاقات غير شرعية مع من تريد أن تقترن به..
حتى إذا أخذ ما يريد تركها ،وانتهت الى البيوت التي يريد العلمانيون أن تمارس فيها المرأة حريتها الجنسية
........ هل تريد كل هذا وغيره..ثم تركز على العدد الذي جئت به ، ولا ندري مصدرك(45) من انواع الزواج التي قلت إنها مخترعة..باسم الدين..!!
ونسيت أن الأصل في الإسلام أن الزواج هو الميثاق الغليظ..
وقد ألغى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) كل زواج يهين المرأة في الجاهلية ، وترك ما يعرفه الناس ..وما سطره الإسلام ، بشروطه وأركانه..
والوليّ: ركن أساس..تريدون تجاوزه..لتحللوا ما حرّم الله باسم المدنية..
وزواج الغرب لا علاقة له بالاسلام..والمرأة الغربية هي وعاء، وموطئ متعة فقط..
حتى أن دولة كالدانمارك وهولندا أكثر من نصف سكانها لا يعرف لهم أب..!!
مل لكم كيف تحكمون ؟..
ثم من قال لك إن المجتمع السعودي غير قابل لجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟..
هل قمت بسبر للأراء..فاستطلعت أنت والـ(كاتبة إياها )..؟؟
إن التجاوزات التي قدتحدث من بعض الأفراد ، ليس من المنطق أن تعمم على جماعة دينية (تسميها إرهابية ) كأنك تتكلم عن منظمة يهودية(!!)..[وليتك فعلت]
وإذا كان الفقر في السعودية ككل بلاد العالم موجودا ، فهل الدين أو هذه الجماعة..هما من تسببا فيه ؟..
الفقر في مصر : الملايين من الذين يقتاتون على مكبات القمامة..ويسترزقون منها..هل كانت هذه المنظمة السبب في ذلك ؟
وفي الجزائر الدولة البترولية : هل تسبب في تفقير الملايين ،هذه الجماعة الإسلامية..؟؟
أرجو أن تتكلم عن الرواية(إذا كان عندك ما تقوله عنها..)
ولا داعي لتكرار العبارات ذاتها في كل الردود..
وكما قال الأستاذ الحاج بونيف: هل لك أن تعرفنا عن روائيين سعوديين..
الذين يعرفون المجتمع ، ويعرِّفون به أفضل من هذه الـ(روائية)(روبة..!!)؟؟

احمد محمود القاسم
11/12/2008, 09:48 AM
الأخ ياسين بلعباس
تحياتي وبعد: حقيقة انا قلت كل ما اود قوله فيما يتعلق بالموضوع، ولا استطيع اقناع من لا يود ان يقتنع، وتبقى وجهات نظر، لكل واحد الحق في قبولها او رفضها، ويبقى ان نعترف ان حرية الرأي والفكر، يجب ان تكون مكفولة للجميع بغير تعصب او تجهيل للآخرين وتكفيرهم، ارجو التوسع اكثر في تفهم المجتمع السعودي وما به من ظلم وممارسات فاشية خاطئة، لا تطبق الا على الضعفاء والوافدين في المجتمع السعودي، وخاصة عالم المرأة، بينما المتنفذين بعيدين كل البعد عن المساءلة والمحاسبة، ومن يود تطبيق العدالة، يجب ان تكون عدالته شاملة في كل المجالات وعلى جميع الفئات، لا ان يطبقها على فئة دون الأخرى وحسب مزاجه، واذا اردت مزيدا من المعلومات عن المجتمع السعودي عليك بالأطلاع على موقع صوت المرأة السعودية حتى تسمع منها حقيقة ما يجري للمرأة من معاناة وعذاب باسم الدين، وردي على المعلق زميلك كان متناسبا ووفقا لما جاء بتعليقة المجزوء، وانا مع الحرية الشخصية لكل مواطن، والمواطن ادرى بما يعجبه ويناسبه من قول او فعل، ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا؟ اما عن انواع الزواج وعددها ،فهذا ليس بالأمر الصعب الحصول عليه، فبامكانك البحث في الشبكة عن انواع الزواج في المجتمع العربي من المحيط الى الخليج، وليس ذنبي اذا كنت لا تتابع عمليات الزنى التي تشرع على اساس انها زواج شرعي, اما ما يحدث في دول اوروبة من علاقات جنسية، فهذا الأمر لا يهمني كثيرا معرفته، ولست من يؤيد اباحته وتشريعه في مجتمعاتنا، مايهمني كيف وصلوا الى تقدمهم العلمي والصناعي والأقتصادي، لقد وصلوا الى القمر، ونحن ما زلنا نقبع في الحضيض، وانا شخصيا لا ادافع عن الشيطان كما تفضلت، الا اذا كنت تعتبر المراة كما يعتقد بعض الاسلاميين، بانها شيطانا أو ارضعت مع الشيطان من ثدي واحد، انا ادافع فقط عن الحريات الشخصية، وعن حرية التعبير وحرية الماكل والمشرب، وحرية العبادة، وحرية الفكر، وعن مبدأ الديموقراطية والعدالة، وحرية التنقل وحرية التعليم وغيرها من الحقوق الانسانية، والتي يتمتع بها المواطن في الكثير من الدول المتقدمة في العالم. وعن قراءاتي الشخصية فانا حر في قراءة ما اود اختياره، ولست متحيزا في قراءاتي بين الرجل والمراة، انا اقرا ما يهمني قراءته ولي الكثير من القراءات لرجال عرب واجانب، وليس بالضرورة ان يكونوا سعوديين وخلافه، كما انني عندما اتحدثت عن الفقر في السعودية لم اعزو اسبابه الى الدين، انا تحدثت عن تكدس الثروات في جهات خاصة دون غيرها، وفيما اذا كان هذا يتمشى مع العدالة والدين الأسلامي، ولقد تكلمت عن الرواية بما فيه الكفاية، ولست ملزما بتكرار كل ما قلته لك لغيرك ايضا،اما قولك عن بيوت الدعارة، ارجو ان اعلمك ان مثل هذه البيوت في معظمها يديرها رجال عرب في الكثير من الدول العربية، وهذا شيء مشين بحق المراة، اما جماعة الأمر بالمعروف فهم جماعة اسلامية متعصبة ومتزمتة جدا، تستعمل السياط والكرباج لأرغام الناس للصلاة في المساجد، وهم تنظيم ارهابي مدعوم من النظام الحاكم لأرهاب الناس والتسلط عليهم خدمة للنظام، ولم يختارهم الشعب كي يدافعوا عنهم، وهم كأي جهاز مخابراتي عربي، وحتى يكون شرعيا كالعادة اعطي لقب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والمسلم الحق، لا يحتاج لأ حد كي يأمره بالمعروف وينهاهه عن المنكر، فنحن لدينا آلاف الشيوخ الذين يقومون بمثل هذه المهمات مشكورين على جهودهم الطيبة، ولا يوجد هيئة شبيهة لمثل هذه الهيئة في اي مجتمع عربي او اسلامي الا المخابرات العربية، والمنتشرة في الكثير عند انظمة الحكم العربية، بمسميات مختلفة حتى تكون مقبولة جماهيريا. اكتفي بردي هذا وارجو ان يكون قد عبر عما اردت من قوله لك ولزميلك المحترم، وارجو تقبل تحياتي والسلام.

باسين بلعباس
11/12/2008, 04:02 PM
أستاذ محمود..
شكرا لك على المناقشة الهادئة..
وتقبل تحيتي وتهنئتي بالعيد المبارك..
جاء في ردك:
أرجو ان اعلمك ان مثل هذه البيوت (الدعارة)في معظمها يديرها رجال عرب في الكثير من الدول العربية،
من أخبرك بأن من يديرها عرب..؟
هل لهم بطاقات زيارة يوزعونها على الناس للزيارات..؟
اما جماعة الأمر بالمعروف فهم جماعة اسلامية متعصبة ومتزمتة جدا، تستعمل السياط والكرباج لأرغام الناس للصلاة في المساجد، وهم تنظيم ارهابي...
يا سيدي الكريم..
تعبير إرهابي كبير شويّ..ولا داعي لاستعماله..إذا تعلق الأمر بالدين الإسلامي ،يكفي أمريكا تسوق الإرهاب باسم الإسلام..
وأقول لك إنك تكلمني عن جماعة ما لمست منها في المملكة إلا الخير..
أرجو تقبل ملاحظاتي..
تأكد أننا نتناقش على هامش الرواية ،في الشأن الداخلي السعودي..

احمد محمود القاسم
11/12/2008, 05:56 PM
الأخ الفاضل ياسين بالعباس المحترم
تحياتي وتهناتي حارة لكم بعيد الأضحى المبارك، اعاده الله عليكم وعلى الأمة العربية والاسلامية باليمن والبركات: اشكر لكم ودكم ولطفكم وتواصلكم معي، ارجو ان لا اكون قد ازعجتكم يتعليقي كثيرا، فنحن بصدد تبادل المعلومات والمعرفة ونتناقض ونتصارع من اجل الوصول للحقيقة وللأفضل، انا قدمت كل ما لدي من ملاحظات أو معلومات، ارجو ان أكون خاطئا والصورة زاهية جدا كما تعتقدها انتم بالذات،وليست سوداء كما اعتقدت وفكرت، ارجو قبول فائق تقديري واحترامي.

باسين بلعباس
11/12/2008, 06:28 PM
الأخ الفاضل ياسين بالعباس المحترم
تحياتي وتهناتي حارة لكم بعيد الأضحى المبارك، اعاده الله عليكم وعلى الأمة العربية والاسلامية باليمن والبركات: اشكر لكم ودكم ولطفكم وتواصلكم معي، ارجو ان لا اكون قد ازعجتكم يتعليقي كثيرا، فنحن بصدد تبادل المعلومات والمعرفة ونتناقض ونتصارع من اجل الوصول للحقيقة وللأفضل، انا قدمت كل ما لدي من ملاحظات أو معلومات، ارجو ان أكون خاطئا والصورة زاهية جدا كما تعتقدها انتم بالذات،وليست سوداء كما اعتقدت وفكرت، ارجو قبول فائق تقديري واحترامي.
الأخ العزيز:
أحمد محمود القاسم:
وعيدك أسعد وكل الأسرة الكريمة
عن أي زعل تتكلم..يا رجل..؟؟
نحن نتناقش ، وربنا ما يجيب زعل..
ولو اختلفنا وكان لكل منا رأي وموقف..
يفترض أن تحترم هذه الآراء فقط..
لم أطلب منك ولم تطلب مني أن نتبنى أراء بعض..
ولكنها وجهات نظر، وقناعات..
فقط أنا لا أدافع عن جماعة الأمر بالمعروف..ولا أهاجم المؤلفة
ولكن هي فناعاتي..وأرائي الشخصية..
كما أعتقد أنك لم تدافع عن الكاتبة ولم تهاجم الجماعة ولكنها أراء وقناعات..
تقبل الود والتحية..