المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مما قيل في ذم الدنيا



غالب ياسين
27/06/2008, 11:52 AM
دخل أعرابي عمّر مئة وعشرين سنة على معاوية فقال له: صف لي الدنيا فقال: سنيات بلاء، وسنيات رخاء، يولد مولود ويهلك هالك، ولولا المولود باد الخلق ولولا الهالك ضاقت الأرض.

غالب ياسين
27/06/2008, 11:53 AM
قال أبو نواس:




وما الناس إلا هالك وابن هالكٍ... وذو نسبٍ في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت...... له عن عدوٍ في ثياب صديـق

غالب ياسين
27/06/2008, 11:54 AM
قال أبو العتاهية:



نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسـي،
وَطالَ عَلـيّ تَعمِيـري، وغَرْسِـي
وكُــلُّ ثميـنـة ٍ أصبـحـتُ أغـلِـي
بهـا ستُبـاعُ مـن بعـدي بِـوكْـسِ
وَمـا أدري، وإنْ أمّـلـتُ عُـمـراً،
لعَلّي حيـنَ أُصْبـحُ لَسـتُ أُمْسِـي
وَساعَـة ُ مِتَـتـي، لا بُــدّ مِنـهـا،
تُعَجّـلُ نُقلَتـي، وتُطـيـلُ حَبـسِـي
أمـوتُ ويـكـرهُ الأحـبـابُ قُـربِـي
وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يـا سـاكـنَ البـيـتِ المـوشَّـى
ستُسكِنُـكَ المَنِيّـة ُ بَطـنَ رَمــسِ
رَأيْـتُـكَ تَـذْكُــرُ الـدّنْـيـا كَـثـيـراً،
وَكَثـرَة ُ ذِكْـرِهـا للقَـلْـبِ تُقْـسِـي
كـأنّـكَ لا تَــرَى بالخَـلْـقِ نَقْـصـاً
وأنـتَ تـراهُ كُـلَّ شـروقِ شمـسِ
وطـالِـبِ حـاجَـة ٍ أعْـيَـا وَأكْــدَى
ومُـدركِ حاجـة ٍ فـي ليـنِ لمـسِ
ألا وَلَـقَــلّ مـــا تَـلْـقَـى شَـجِـيّــاً
يُـسـيـغُ شَــجَــاهُ إلاّ بـالـتّـأسّـي

غالب ياسين
27/06/2008, 11:54 AM
وقال الزمخشري: تحلين لهم ثم تمرين، وتحلين لهم ثم تمرين.
الأول من الحلاوة والمرارة، والثاني من الحلول والمرور.

غالب ياسين
27/06/2008, 11:55 AM
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فَناءَها
مَحَلُّ فَناءٍ لا مَحَـلُّ بَقـاءِ
فَصَفوَتُها مَمزوجَةٌ بِكُدورَةٍ
وَراحَتُها مَقرونَـةٌ بِعَنـاءِ

غالب ياسين
27/06/2008, 11:56 AM
خطبة لقطري بن الفجاءة في ذم الدنيا والتحذير منها

أما بعد. فإني أحذركم الدنيا، فإنها حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وراقت بالقليل وتحببت بالعاجلة، وحليت بالآمال، وتزينت بالغرور. لا تدوم نصرتها، ولا تؤمن فجعتها. غرارة، ضرارة، وخاتلة، زائلة ونافذة، بائدة، أكالة، غوالة. لا تعدو إذ تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها أن تكون كما قال الله تعالى " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً " مع أن أمراً لم يكن منها في حبرة، لغا أعقبته بعدها عبرة، ولم يلق من سرائها بطناً، إلا منحته من ضرائها ظهراً. ولم تصله غيثة رخاء، إلا هطلت عليه مزنة بلاء. وحرية إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له خاذلة متنكرة. وأي جانب منها اعذوذب واحلولى، أمر عليه منها جانب وأوبا. فإن آتت امرأ من غصونها ورقاً أرهقته من نوائبها تعبا. ولم يمس منها امرؤ في جناح أمن إلا أصبح منها على قوادم خوف، غرارة: غرور ما فيها؛ فانية: فان من عليها، لا خير في شيء من زادها إلا التقوى. من أقل منها استكثر مما يؤمنه. ومن استكثر منها، استكثر مما يوبقه ويطيل حزنه، ويبكي عينه. كم واثق بها قد فجعته، وذي حكم ثنته إليها قد صرعته، وذي احتيال فيها قد خدعته. وكم ذي أبهة فيها قد صيرته حقيراً، وذي نخوة قد ردته ذليلاً. ومن ذي تاج قد كبته لليدين والفم. سلطانها دول. وعيشها رنق، وعذبها أجاج، وحلوها صبر، وغذاؤها سمام، وأسبابها رمام. قطافها سلع. حيها بعرض موت، وصحيحها بعرض سقم. منيعها بعرض اهتضام. وملكها مسلوب، وعزيزها مغلوب. وسليمها منكوب، وجارها محروب. مع أن وراء ذلك سكرات الموت، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الحكم العدل " ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى " . ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول منكم أعماراً، وأوضح منكم آثاراً، وأعد عديداً، وأكثف جنوداً، وأشد عتوداً. تعبدوا للدنيا أي تعبد، وآثروها أي إيثار، وظعنوا عنها بالكره والصغار. فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم نفساً بفدية، أو أغنت عنهم فيما قد أهلكتهم بخطب بل أرهقتهم بالقوادح، وضعضعتهم بالنوائب، وعقرتهم بالفجائع. وقد رأيتم تنكرها لمن رادها وآثرها وأخلد إليها، حين ظعنوا عنها لفراق إلى الأبد إلى آخر الأمد. هل زودتهم إلا السغب؟ وأحلتهم إلا الضنك، أو نورت لهم إلا الظلمة، أو أعقبتهم إلا الندامة؟ أفهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إليها تطمئنون؟ يقول الله جل ذكره " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " بئست الدار لمن أقام فيها! فاعلموا إذ أنتم تعلمون أنكم تاركوها الأبد، فإنما هي كما وصفها الله تعالى باللعب واللهو، وقد قال تعالى: " أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين "

غالب ياسين
27/06/2008, 11:56 AM
ابن الزقاق البلنسي




ألا يـا واقـفـاً بــي عـنـد قـبـري
سل الأجداث عن صرف الليالي
وعـن حالـي فـإن عَيَّـتْ جوابـاً
فعبرتهـا تجـيـب عــن الـسـؤال
لئـن شمـت الـعـدوّ بـنـا فمـهـلاً
سينـقـل للصـفـائـح كانتـقـالـي
وأيّ شمـاتـة فــي تـــرك دنـيــا
لـذي أمـل رأى عنهـا ارتحـالـي
وكنـت أُقيـم بيـن النـاس فيـهـا
فسرتُ إلى المهيمن ذي الجلال

غالب ياسين
27/06/2008, 11:57 AM
يقول ابن الرومي





ألا إنما الدنيا كجيفـةِ مَيْتـةٍ
وطُلّابها مثل الكلاب النواهِسِ
وأعظمهمْ ذمّاً لها وأشدُّهـم
بها شعفاً قوم طوالُ القلانِسِ

غالب ياسين
27/06/2008, 11:57 AM
ويقول





فلا تحسب الدنيا إذا ما سكنتها
قراراً فما دنياك غير طريـق
متى غمرت دنيا أخاها بمائها
فليس وإن أروته غير غريق
عليك بدار لا يزول ظلالهـا
ولا يتـأذى أهلهـا بمضيـق
فما يبلغ الراضي رضاه ببلغة
ولا ينقع الصادي صداه بريق