المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر كتابة السين صادًا في القرآن الكريم



أبو مسلم العرابلي
07/07/2008, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت السين صادًا في أربع مواضع في القرآن الكريم
اثنان منها يجوز فيهما القراءة بالسين والصاد في رواية حفص الذي ضبطت عليها المصاحف، ولكن القراءة بالسين فيهما مقدمة على القراءة بالصاد؛ لذلك كتبت سين صغيرة فوق الصاد(تعذر علينا بيانها) لبيان هذا الترجيح في القراءة؛
وكان الموضع الأول في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.
وكان الموضع الثاني في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف.
وموضع ثالث يجوز فيه القراءة بالسين والصاد ، والمقدم في الوجهين القراءة بالصاد، لذلك كتبت سين صغيرة تحت الصاد؛
وكان هذا الموضع في قوله تعالى : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور
وموضع رابع يقرأ بالصاد على وجه واحد برواية حفص في قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
والسر في كتابة حرف السين صادًا يعود على معنى حرف السين والصاد في الاستعمال العربي؛
فالسين في الاستعمال العربي هي للتفلت، والتفلت خروج من أمر كان مستمرًا فيه.
والصاد في الاستعمال العربي هي للامتناع، والامتناع يفيد رفض دخول شيء آخر إلى الشيء أو الخروج منه، ولذلك جاء في رسم الصاد صورة باطن فيها مقفل عليه، من ضمن سبعة حروف من حروف اللغة العربية، وهي؛ حروف الإطباق الأربع ؛ الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، بالإضافة إلى الفاء، والقاف، والواو، وترجع العلة في رسمها بهذه الصورة إلى معانيها في الاستعمال العربي.
وقد جاء القبض والبسط في آية البقرة؛ (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ)، بصيغة العموم وليس بالتخصيص ليشمل ما يعلم وما لا يعلم.
فبعض البسط قد عرفه الإنسان، وما يجهله أكثر، أي ممتنع عن المعرفة لخفاء سره، فإنزال المطر، وإنبات النبات مثلا؛ تتداخل فيهما عوامل كثيرة، عرف الإنسان بعضها، ويجهل كثيرًا منها، وبعضها مما لا يخطر على باله، ولن يدركه حتى يقف عليه إذا فتح له سبيل من الله تعالى لمعرفته.
فكانت صورة السين صادًا في هذا الموضع لبيان أن الوقوف على حدود البسط والقبض؛ فوق قدرة البشر على الإحاطة بها.
ومثل ذلك موضع الأعراف؛ (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) فإن هذه البسطة كانت في خلق غير محدد، هل كانت البسطة في خلق الأرض ومدها؟ أم كان في بسط السماء وتوسيعها، أم في بسط الدواب بزيادة حجمها وعددها، أم البسط كان في كمية الأمطار فأجرت الأنهار من كثرتها؟ أم ... أم ... فالخلق في هذه الآية عام وغير محدد بنوع أو جنس.
فرسم السين صادًا ليدل أن معرفة الإنسان وإحساسه لم يحط ببسط كل الخلق بعد الطوفان؛ فعرف منها أشياء، وجهل باقيها.
أما كتابة السين سينًا في قوله تعالى : (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة، فقد كان البسط في أمر مخصص ومحدد؛ وهو البسط في العلم والجسم؛ فلم تكتب السين صادًا.
وكذلك البسط في قوله تعالى : (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) العنكبوت. فإن محدد بالرزق دون غيره.
أما كتابة السين صادًا في (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) ، و (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) فإن السيطرة تكون في الإحاطة بالمغلوب، ومنعه من الخروج، فكانت صورة صاد الامتناع بدلا من سين التفلت هو الأمثل في تصوير الواقع.
أما قراءة هذه الكلمات الأربع بالسين والصاد
فقراءتها بالسين وهو الأصل لأن الجذر "سطر" والسطر يقيد كتابة الكلمات عليه، ويقيد رسم الحروف عليه، لكنه يجعل لها هامشًا تتفلت فيه؛ فيكون بعضها تارة فوقه، وتارة تحته، أو عليه.
والحال مع المسيطر بالسين أنه يترك له هامش من الحرية.
أما كتابتها بصاد الامتناع فتكون السيطرة كلية، مقيدة للمسيطر عليه، ليس لها هامش من الحرية. فكانت الصاد أكثر تمثيلا لهذا الواقع ... وأكثر ترجيحًا لقراءتها بالصاد بدل السين.
وبالقراءتين يكون الوصف لحالين تنعدم في أحدها الحرية بالمنع والسيطرة، وفي الثانية فيها بعض الحرية مع غلبة المنع عليها.
فاختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ينبهنا إلى معان نغفل عنها لولا هذا الرسم، وأن صورة الكلمة بحروفها يجب أن تكون مطابقة للمعنى المراد؛ الذي من أجله تم استحضارها، فنتعلم من الرسم ما نتعلم من صريح اللفظ، فهو للمؤمن نور ينتفع به، وللمشكك في صحته فتنة يهلك فيها.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
07/07/2008, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت السين صادًا في أربع مواضع في القرآن الكريم
اثنان منها يجوز فيهما القراءة بالسين والصاد في رواية حفص الذي ضبطت عليها المصاحف، ولكن القراءة بالسين فيهما مقدمة على القراءة بالصاد؛ لذلك كتبت سين صغيرة فوق الصاد(تعذر علينا بيانها) لبيان هذا الترجيح في القراءة؛

وكان الموضع الأول في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.
وكان الموضع الثاني في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف.
وموضع ثالث يجوز فيه القراءة بالسين والصاد ، والمقدم في الوجهين القراءة بالصاد، لذلك كتبت سين صغيرة تحت الصاد؛
وكان هذا الموضع في قوله تعالى : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور
وموضع رابع يقرأ بالصاد على وجه واحد برواية حفص في قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
والسر في كتابة حرف السين صادًا يعود على معنى حرف السين والصاد في الاستعمال العربي؛
فالسين في الاستعمال العربي هي للتفلت، والتفلت خروج من أمر كان مستمرًا فيه.
والصاد في الاستعمال العربي هي للامتناع، والامتناع يفيد رفض دخول شيء آخر إلى الشيء أو الخروج منه، ولذلك جاء في رسم الصاد صورة باطن فيها مقفل عليه، من ضمن سبعة حروف من حروف اللغة العربية، وهي؛ حروف الإطباق الأربع ؛ الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، بالإضافة إلى الفاء، والقاف، والواو، وترجع العلة في رسمها بهذه الصورة إلى معانيها في الاستعمال العربي.
وقد جاء القبض والبسط في آية البقرة؛ (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ)، بصيغة العموم وليس بالتخصيص ليشمل ما يعلم وما لا يعلم.
فبعض البسط قد عرفه الإنسان، وما يجهله أكثر، أي ممتنع عن المعرفة لخفاء سره، فإنزال المطر، وإنبات النبات مثلا؛ تتداخل فيهما عوامل كثيرة، عرف الإنسان بعضها، ويجهل كثيرًا منها، وبعضها مما لا يخطر على باله، ولن يدركه حتى يقف عليه إذا فتح له سبيل من الله تعالى لمعرفته.
فكانت صورة السين صادًا في هذا الموضع لبيان أن الوقوف على حدود البسط والقبض؛ فوق قدرة البشر على الإحاطة بها.
ومثل ذلك موضع الأعراف؛ (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) فإن هذه البسطة كانت في خلق غير محدد، هل كانت البسطة في خلق الأرض ومدها؟ أم كان في بسط السماء وتوسيعها، أم في بسط الدواب بزيادة حجمها وعددها، أم البسط كان في كمية الأمطار فأجرت الأنهار من كثرتها؟ أم ... أم ... فالخلق في هذه الآية عام وغير محدد بنوع أو جنس.
فرسم السين صادًا ليدل أن معرفة الإنسان وإحساسه لم يحط ببسط كل الخلق بعد الطوفان؛ فعرف منها أشياء، وجهل باقيها.
أما كتابة السين سينًا في قوله تعالى : (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة، فقد كان البسط في أمر مخصص ومحدد؛ وهو البسط في العلم والجسم؛ فلم تكتب السين صادًا.
وكذلك البسط في قوله تعالى : (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) العنكبوت. فإن محدد بالرزق دون غيره.
أما كتابة السين صادًا في (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) ، و (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) فإن السيطرة تكون في الإحاطة بالمغلوب، ومنعه من الخروج، فكانت صورة صاد الامتناع بدلا من سين التفلت هو الأمثل في تصوير الواقع.
أما قراءة هذه الكلمات الأربع بالسين والصاد
فقراءتها بالسين وهو الأصل لأن الجذر "سطر" والسطر يقيد كتابة الكلمات عليه، ويقيد رسم الحروف عليه، لكنه يجعل لها هامشًا تتفلت فيه؛ فيكون بعضها تارة فوقه، وتارة تحته، أو عليه.
والحال مع المسيطر بالسين أنه يترك له هامش من الحرية.
أما كتابتها بصاد الامتناع فتكون السيطرة كلية، مقيدة للمسيطر عليه، ليس لها هامش من الحرية. فكانت الصاد أكثر تمثيلا لهذا الواقع ... وأكثر ترجيحًا لقراءتها بالصاد بدل السين.
وبالقراءتين يكون الوصف لحالين تنعدم في أحدها الحرية بالمنع والسيطرة، وفي الثانية فيها بعض الحرية مع غلبة المنع عليها.
فاختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ينبهنا إلى معان نغفل عنها لولا هذا الرسم، وأن صورة الكلمة بحروفها يجب أن تكون مطابقة للمعنى المراد؛ الذي من أجله تم استحضارها، فنتعلم من الرسم ما نتعلم من صريح اللفظ، فهو للمؤمن نور ينتفع به، وللمشكك في صحته فتنة يهلك فيها.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم عبد المجيد العرابلي

منذر أبو هواش
07/07/2008, 11:52 PM
ابدال السين صادا
من الأمور اللغوية المعلومة
وليس سرا من الأسرار

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة

وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف

أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
أخي الأستاذ الشيخ أبو مسلم عبد المجيد العرابلي حفظه الله،

سلام الله عليكم، وأسعد الله أوقاتكم.

أود أن أعبر لكم في البداية عن مدى سعادتي بالتعرف عليكم قبل أيام وعلى الأخوة والأخوات الأفاضل من "واتا" تحت سقف مجمع اللغة العربية في عمان على هامش الندوة الثقافية التي شارك فيها رئيس الجمعية الأستاذ عامر العظم، وحضرها بعض الأساتذة الأفاضل.

لكنني رغم ذلك ما زلت أرى في طرحكم المتعلق بمعاني الحروف، وفي محاولاتكم تعليل الألفاظ من خلال التكلف في حملها على المعاني مجانبة للصواب، وخطأ في الاستدلال، وتخريجا يخالف صراحة ما يعلمه الخاص والعام، وما يعلمه السابقون واللاحقون من مقاصد القرآن الكريم إلى يومنا هذا.

لقد جاء القرآن الكريم وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغاتهم، لذلك فإن الإبدال بين السين والصاد هو ظاهرة اجتماعية لغوية قديمة معروفة، ليس سببها الاختلاف في معاني الحروف بل هو الاختلاف بين لغات القبائل العربية عموما، واللغة أو اللهجة هي نظام صوتي خاص ينتمي إلى بيئة خاصة، وهو اختلاف طبيعي ناشئ في الأساس عن تقارب مخارج الحروف المهموسة أو حروف الصفير مثل الزاي والسين والصاد والاتفاق بينها. يقول العرب السراط والصراط والسقر والصقر. وفي بعض اللهجات العربية الحالية تجد هذا الإبدال واضحا نحو بساط وبصاط وسطر صطر وسخام صخام ومسطبة مصطبة.

قال ابن جني " وإذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز قلبها صادًا وذلك قوله ـ تعالى :ـ " كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ" 6/الأنفال ويصاقون وسراط وصراط . وقال في سُقْت "صُقْت وفي سويق صويق " والرِّساغ والرِّصاغ " حبل يُشد في رسغ الدابة إلى وتد أو غيره، ونقل الصغاني عن ابن دريد قوله :" الرّصاغ" لغة في الرساغ للحبل .

وذكر سيبويه أن هذا الإبدال من لغة بني العنبر الذين كانوا يؤثرون الصاد على السين إذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء، ويعدلون عن السين إلى الصاد تفخيما وتقريبا لأنها أقرب الحروف إليها من حيث الصوت. وهناك من القبائل من يفعل العكس لأنه يميل إلى الترقيق فيبدل الصاد سيناً.

روي عن الأصمعي أن رجلين اختلفا في "الصقر" أهو بالصاد أم بالسين، فاحتكما إلى رجل ثالث، فقال: لا أقول كما قلتما، إنما هو "الزقر"؛ وهو ما يفسر به تعدد قراءة "الصراط" بالصاد والسين وبالزاي.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:emo_m1:

منذر أبو هواش
07/07/2008, 11:52 PM
ابدال السين صادا
من الأمور اللغوية المعلومة
وليس سرا من الأسرار

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة

وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف

أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
أخي الأستاذ الشيخ أبو مسلم عبد المجيد العرابلي حفظه الله،

سلام الله عليكم، وأسعد الله أوقاتكم.

أود أن أعبر لكم في البداية عن مدى سعادتي بالتعرف عليكم قبل أيام وعلى الأخوة والأخوات الأفاضل من "واتا" تحت سقف مجمع اللغة العربية في عمان على هامش الندوة الثقافية التي شارك فيها رئيس الجمعية الأستاذ عامر العظم، وحضرها بعض الأساتذة الأفاضل.

لكنني رغم ذلك ما زلت أرى في طرحكم المتعلق بمعاني الحروف، وفي محاولاتكم تعليل الألفاظ من خلال التكلف في حملها على المعاني مجانبة للصواب، وخطأ في الاستدلال، وتخريجا يخالف صراحة ما يعلمه الخاص والعام، وما يعلمه السابقون واللاحقون من مقاصد القرآن الكريم إلى يومنا هذا.

لقد جاء القرآن الكريم وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغاتهم، لذلك فإن الإبدال بين السين والصاد هو ظاهرة اجتماعية لغوية قديمة معروفة، ليس سببها الاختلاف في معاني الحروف بل هو الاختلاف بين لغات القبائل العربية عموما، واللغة أو اللهجة هي نظام صوتي خاص ينتمي إلى بيئة خاصة، وهو اختلاف طبيعي ناشئ في الأساس عن تقارب مخارج الحروف المهموسة أو حروف الصفير مثل الزاي والسين والصاد والاتفاق بينها. يقول العرب السراط والصراط والسقر والصقر. وفي بعض اللهجات العربية الحالية تجد هذا الإبدال واضحا نحو بساط وبصاط وسطر صطر وسخام صخام ومسطبة مصطبة.

قال ابن جني " وإذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز قلبها صادًا وذلك قوله ـ تعالى :ـ " كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ" 6/الأنفال ويصاقون وسراط وصراط . وقال في سُقْت "صُقْت وفي سويق صويق " والرِّساغ والرِّصاغ " حبل يُشد في رسغ الدابة إلى وتد أو غيره، ونقل الصغاني عن ابن دريد قوله :" الرّصاغ" لغة في الرساغ للحبل .

وذكر سيبويه أن هذا الإبدال من لغة بني العنبر الذين كانوا يؤثرون الصاد على السين إذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء، ويعدلون عن السين إلى الصاد تفخيما وتقريبا لأنها أقرب الحروف إليها من حيث الصوت. وهناك من القبائل من يفعل العكس لأنه يميل إلى الترقيق فيبدل الصاد سيناً.

روي عن الأصمعي أن رجلين اختلفا في "الصقر" أهو بالصاد أم بالسين، فاحتكما إلى رجل ثالث، فقال: لا أقول كما قلتما، إنما هو "الزقر"؛ وهو ما يفسر به تعدد قراءة "الصراط" بالصاد والسين وبالزاي.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:emo_m1:

الحاج بونيف
08/07/2008, 06:39 PM
بسطة ويبسط

ومن ذلك إبدال السين صادا في لفظتي : بصطة ويبصط

أما كلمة بصطة بالصاد فقد وردت في سورة الأعراف في قوله تعالى : "وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصطَة"(الأعراف: من الآية69)

ووردت في سورة البقرة بالسين وهو قوله تعالى: " وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ"(البقرة: من الآية247)



وقد ذكرنا في التعبير القرآني أن ذلك لأمر إحصائي وثمة أمر معنوي وهو أنها وردت بالسين في وصف طالوت : "قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ "(البقرة: من الآية247)

ووردت بالصاد في وصف قبيلة عاد قوم هود. قال تعالى :"واذكروا إذ جَعلكم خُلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون" (الأعراف:69)

وطالوت إنما هو شخص واحد، وأما عاد فهي قبيلة

ومن المعلوم أن الصاد أقوى من السين وأظهر 1

فكان السين الذي هو أضعف أليق بالشخص الواحد والصاد الذي هو أقوى وأظهر أليق بالقبيلة



وأما كلمة (يبصط) بالصاد فقد وردت في قوله تعالى: "والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون" البقرة

وسائر ما في القرآن (يبسط) بالسين في أكثر من عشرة مواضع، وذلك أن البسط في آية البقرة مطلق عام لا يخص شيئا دون شيء، وفي غيرها مقيد

ولا شك أن البسط المطلق أقوى من المقيد، فهو يحتمل البسط في الرزق وفي الأنفس وفي الملك وغيرها، فجاء في الأقوى بالصاد وفي المقيد بالسين.



جاء في (البرهان) "فصل في حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى. مثل: "وزاده بسطة في العلم والجسم" و "وزادكم في الخلق بصطة" "يبسط الرزق لمن يشاء" "والله يقبض ويبصط" فبالسين السعة الجزئية كذلك علة التقييد، وبالصاد السعة الكلية بدليل علو معنى الإطلاق، وعلو الصاد مع الجهارة والإطباق" 2

وجا في البحر المحيط في قوله: "والله يقبض ويبصط" "أي يسلب قوما ويعطي قوما، أو يقتر ويوسع. قاله الحسن. أو يقبض الصدقات ويخلف البذل مبسوطا، أو يقبض أي: يميت لأن مَن أماته فقد قبضه، ويبسط: أي يحييه لأن مَن مد له في عمره فقد بَسَطه، أو يقبض بعض القلوب فلا تنبسط ويبسط بعضها فيقدم خيرا لنفسه أو يقبض بتعجيل الأجل ويبسط بطول الأمل، أو يقبض بالحظر ويبسط بالإباحة، أو بقبض الصدر ويوسعه. أو يقبض يد من يشاء بالإنفاق في سبيله، ويبسط يد من يشاء بالإنفاق.. أو يقبض الصدقة ويبسط الثواب" 3 وغير ذلك



وجاء في (فتح القدير) "هذا عام في كل شيء فهو القابض الباسط. والقبض التقتير، والبسط التوسيع" 4

وقيل: يقبض الصدقة ويخلفها، وقيل يبسط عليك وأنت ثقيل عن الخروج لا تريده، ويقبض عن هذا وهو يطيب نفسا بالخروج ويخف له 5

فأنت ترى مقدار الإطلاق في القبض والبسط ههنا بخلاف ما ورد في الآيات لأخرى. فإنه مقيد بالرزق في عشرة مواضع ومقيد بغيره في مواضع أخرى



من كتاب: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني/للسامرائي

أبو مسلم العرابلي
12/07/2008, 03:25 PM
ابدال السين صادا
من الأمور اللغوية المعلومة
وليس سرا من الأسرار
.
أخي الأستاذ الشيخ أبو مسلم عبد المجيد العرابلي حفظه الله،

سلام الله عليكم، وأسعد الله أوقاتكم.

لقد جاء القرآن الكريم وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغاتهم، لذلك فإن الإبدال بين السين والصاد هو ظاهرة اجتماعية لغوية قديمة معروفة، ليس سببها الاختلاف في معاني الحروف بل هو الاختلاف بين لغات القبائل العربية عموما، واللغة أو اللهجة هي نظام صوتي خاص ينتمي إلى بيئة خاصة، وهو اختلاف طبيعي ناشئ في الأساس عن تقارب مخارج الحروف المهموسة أو حروف الصفير مثل الزاي والسين والصاد والاتفاق بينها. يقول العرب السراط والصراط والسقر والصقر. وفي بعض اللهجات العربية الحالية تجد هذا الإبدال واضحا نحو بساط وبصاط وسطر صطر وسخام صخام ومسطبة مصطبة.

قال ابن جني " وإذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز قلبها صادًا وذلك قوله ـ تعالى :ـ " كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ" 6/الأنفال ويصاقون وسراط وصراط . وقال في سُقْت "صُقْت وفي سويق صويق " والرِّساغ والرِّصاغ " حبل يُشد في رسغ الدابة إلى وتد أو غيره، ونقل الصغاني عن ابن دريد قوله :" الرّصاغ" لغة في الرساغ للحبل .

وذكر سيبويه أن هذا الإبدال من لغة بني العنبر الذين كانوا يؤثرون الصاد على السين إذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء، ويعدلون عن السين إلى الصاد تفخيما وتقريبا لأنها أقرب الحروف إليها من حيث الصوت. وهناك من القبائل من يفعل العكس لأنه يميل إلى الترقيق فيبدل الصاد سيناً.

روي عن الأصمعي أن رجلين اختلفا في "الصقر" أهو بالصاد أم بالسين، فاحتكما إلى رجل ثالث، فقال: لا أقول كما قلتما، إنما هو "الزقر"؛ وهو ما يفسر به تعدد قراءة "الصراط" بالصاد والسين وبالزاي.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:emo_m1:

أخي الحبيب منذر أبو هواش حفظه الله تعالى
نحن سعداء أيضًا بالتعرف عليكم عن قرب
والأربعاء القادم يجمعنا منتدى جريدة الدستور إن شاء الله تعالى
قولك أخي الكريم : " إبدال السين صادا من الأمور اللغوية المعلومة وليس سرا من الأسرار"
وعنوان موضوعي كان فيه التحديد لما في القرآن وليس لما في اللغة
المواضع التي ذكرت في القرآن مواضع محددة، وكان هذا الاختيار مبني على أسبابه التي ذكرتها. وليس لإثبات أن هناك في اللغة ما يجيز هذا الإبدال .... وإلا لكان رسم الصاد في أي الموضعين جائزًا، وكذلك نطق السين صادًا جائزًا .. واختلاف المضمون في تلك المواضع هو الذي كشف عن سر اختيار رسم الصاد بدلا من السين. فالسر كان في الاختيار وتحديد الموضع المناسب له.
حروف السين والصاد والزاي لها مخرج واحد، ولها صفة تنفرد بها عن جميع الحروف وهي صفة الصفير، وحرفي السين والصاد يحملان صفات الهمس والرخاوة والإصمات ... فهذين الحرفين لهما أربع صفات مشتركة، ومخرج واحد .. لذلك فإن التقارب بينهما شيء محسوس، إلا أن صفتي الاستعلاء والإطباق في الصاد اللتان تقابلان صفتي الاستفال والانفتاح في السين جعل لكل منهما خصوصيته، واستعماله. فاستعمال السين للتفلت يتناسب مع صفتي الاستفال والانفتاح، واستعمال الصاد للامتناع يتناسب مع صفتي الاستعلاء والإطباق.
الصراط في جميع القرآن رسمت السين صادًا مع أنه قيل أن أصل الصاد هو السين وقيل هما لغتان.
الصراط الطريق الضيق المظلم .... وكان المطلوب في جميع المواضع طريق يلتزم به ولا يخرج عنه إلى سبل أخرى فجاء رسم السين صادًا في الجميع
لكن جاءت بعض القراءات بالسين، وبالسين مشمومة بالزاي
ففي هذا الطريق صفة التفلت عن جميع الطريق الأخرى ولا يقود إليها .. فالقراءة بالسين زيادة وإضافة تزيد المعنى الأول قوة
فالله تعالى هو الذي جعل للإنسان لسانًا وشفتين، وحدد له مخارج الحروف وصفاتها، وهو أعلم بمميزاتها، وما تؤدي له .. فجاء استعمالها في القرآن بما يدل على علمه سبحانه وتعالى بها، فاختار لنا وأجاز لنا من القراءة والرسم بما تصح به المعاني، وتزيدها القراءة الأخرى بيانًا.
ومعاني الحروف يقوي بعضها بعضًا عند المجاورة والاجتماع في نفس الكلمة؛
فمن الممكن مع وجود حروف الاستعلاء والإطباق في نفس الكلمة أو يفضل استعمال الصاد بدلا من السين في اللغة ... أما القراءة في القرآن فهي سنة متبعة يأخذها الخلف عن السلف.
أما لفظ الصقر بالصقر والسقر والزقر فلكل واحد منها فائدته؛
فمع اللفظ بالصاد يراعى فيه امتناعه في الجو ولا يصاد إلى بفريسة توضع له ليقع عليها فيقع في الشبك المنصوب له.
ومع اللفظ بالسين يفيد تفلته في السماء وهو وجه آخر لامتناع الصقر في السماء.
ومع اللفظ بالزاي التي تفيد الزيادة؛ ففيه زيادة في الارتفاع، وزيادة في قوة البصر، وزيادة في سرعة الانقضاض،
وكل ذلك مجتمع في الصقر.
فبأي لفظ نطقت أصبت جانبًا مما في الصقر، لكن عند الاختيار؛ تختار اللفظ المراد والملاحظ والمطلوب استحضاره في البيان عنه، والامتناع أقواها وهو يشمل قوته في البصر والسرعة والانقضاض.
والقرآن جاء معجزًا في بيانه لدقة اختيار الألفاظ إلى الدرجة التي لا يصح غيرها موضعها، وتعدد القراءة من أجل الاتساع في المعاني المرادة.
بارك الله فيكم أخي أبو هواش
وزادكم الله من فضله.

أبو مسلم العرابلي
12/07/2008, 03:30 PM
بسطة ويبسط

ومن ذلك إبدال السين صادا في لفظتي : بصطة ويبصط

أما كلمة بصطة بالصاد فقد وردت في سورة الأعراف في قوله تعالى : "وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصطَة"(الأعراف: من الآية69)

ووردت في سورة البقرة بالسين وهو قوله تعالى: " وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ"(البقرة: من الآية247)



وقد ذكرنا في التعبير القرآني أن ذلك لأمر إحصائي وثمة أمر معنوي وهو أنها وردت بالسين في وصف طالوت : "قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ "(البقرة: من الآية247)

ووردت بالصاد في وصف قبيلة عاد قوم هود. قال تعالى :"واذكروا إذ جَعلكم خُلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون" (الأعراف:69)

وطالوت إنما هو شخص واحد، وأما عاد فهي قبيلة

ومن المعلوم أن الصاد أقوى من السين وأظهر 1

فكان السين الذي هو أضعف أليق بالشخص الواحد والصاد الذي هو أقوى وأظهر أليق بالقبيلة



وأما كلمة (يبصط) بالصاد فقد وردت في قوله تعالى: "والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون" البقرة

وسائر ما في القرآن (يبسط) بالسين في أكثر من عشرة مواضع، وذلك أن البسط في آية البقرة مطلق عام لا يخص شيئا دون شيء، وفي غيرها مقيد

ولا شك أن البسط المطلق أقوى من المقيد، فهو يحتمل البسط في الرزق وفي الأنفس وفي الملك وغيرها، فجاء في الأقوى بالصاد وفي المقيد بالسين.



جاء في (البرهان) "فصل في حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى. مثل: "وزاده بسطة في العلم والجسم" و "وزادكم في الخلق بصطة" "يبسط الرزق لمن يشاء" "والله يقبض ويبصط" فبالسين السعة الجزئية كذلك علة التقييد، وبالصاد السعة الكلية بدليل علو معنى الإطلاق، وعلو الصاد مع الجهارة والإطباق" 2

وجا في البحر المحيط في قوله: "والله يقبض ويبصط" "أي يسلب قوما ويعطي قوما، أو يقتر ويوسع. قاله الحسن. أو يقبض الصدقات ويخلف البذل مبسوطا، أو يقبض أي: يميت لأن مَن أماته فقد قبضه، ويبسط: أي يحييه لأن مَن مد له في عمره فقد بَسَطه، أو يقبض بعض القلوب فلا تنبسط ويبسط بعضها فيقدم خيرا لنفسه أو يقبض بتعجيل الأجل ويبسط بطول الأمل، أو يقبض بالحظر ويبسط بالإباحة، أو بقبض الصدر ويوسعه. أو يقبض يد من يشاء بالإنفاق في سبيله، ويبسط يد من يشاء بالإنفاق.. أو يقبض الصدقة ويبسط الثواب" 3 وغير ذلك



وجاء في (فتح القدير) "هذا عام في كل شيء فهو القابض الباسط. والقبض التقتير، والبسط التوسيع" 4

وقيل: يقبض الصدقة ويخلفها، وقيل يبسط عليك وأنت ثقيل عن الخروج لا تريده، ويقبض عن هذا وهو يطيب نفسا بالخروج ويخف له 5

فأنت ترى مقدار الإطلاق في القبض والبسط ههنا بخلاف ما ورد في الآيات لأخرى. فإنه مقيد بالرزق في عشرة مواضع ومقيد بغيره في مواضع أخرى


من كتاب: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني/للسامرائي

أخي الكريم الحاج بونيف
بارك الله فيك
على استحضار هذا النقل عن السامرائي
وجاء أيضًا في " عنوان الدليل في موسوم خط التنزيل" لأبي العباس المراكشي المشهور بابن البناء
"?باب حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف حال المعنى.
مثل (وَزادَه بَسطَةً في العِلمِ وَالجِسم).
(وَزادَكُم في الخَلقِ بَصطَة).
(اللَهُ يَبسُطُ الرِزقَ لِمَن يَشاءُ).
(واللَهُ يَقبِضُ وَيَبصُطُ).
فبالسين السعة الجزئية. يدلك عليه التقييد.
وبالصاد السعة الكلية. ويدل عليه معنى الإطلاق وعلوا الصاد مع الجهارة والأطباق."
فملاحظة اختلاف المعنى جعل سببًا لاختلاف اللفظ
وكانت ملاحظة اختلاف الحال بين التقييد والإطلاق هو السبب في هذا الاختلاف
وما ذكرناه في بيان شامل وواضح لما ذكروه وفوق ما ذكروه من استعمال السين والصاد عامة في اللغة ، وصورة الحروف نفسها
والله تعالى أعلم

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
20/07/2008, 06:59 PM
الفاضل الشيخ عبد المجيد العرابلي

مجهود كبير ...ومثابرة تحسد عليها
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حية

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
20/07/2008, 06:59 PM
الفاضل الشيخ عبد المجيد العرابلي

مجهود كبير ...ومثابرة تحسد عليها
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حية

أبو مسلم العرابلي
20/07/2008, 07:35 PM
الفاضل الشيخ عبد المجيد العرابلي

مجهود كبير ...ومثابرة تحسد عليها
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـحية

لك مني كل تحية طيبة عطرة لأخ كريم
وبارك الله فيك وفي مرورك
وزادك الله من فضله

أبو مسلم العرابلي
20/07/2008, 07:35 PM
الفاضل الشيخ عبد المجيد العرابلي

مجهود كبير ...ومثابرة تحسد عليها
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـحية

لك مني كل تحية طيبة عطرة لأخ كريم
وبارك الله فيك وفي مرورك
وزادك الله من فضله

عادل صياد
21/07/2008, 06:49 AM
الأستاذ الفاضل أبو مسلم العرابلي بارك الله فيك و زادك علما كما زودتنا بهذه المعلومات القيمة
الجانب الصوتي في القرآن الكريم حقيقة لا زال يحتاج منا إلى بحث و تنقيب لاستلهام أسراره
ورحم الله سيد قطب فقد تجلت له بعض تلك الأسرار التي نقلها بدوره إلى القراء في كتابه التصوير الفني في القرآن الكريم
و أنا أتمنى بدوري أن يتوجه بعض المختصين في علم الأصوات إلى استلهام تلك الأسرار الصوتية من القرآن الكريم فعساهم يفيدون و يستفيدون

عادل صياد
21/07/2008, 06:49 AM
الأستاذ الفاضل أبو مسلم العرابلي بارك الله فيك و زادك علما كما زودتنا بهذه المعلومات القيمة
الجانب الصوتي في القرآن الكريم حقيقة لا زال يحتاج منا إلى بحث و تنقيب لاستلهام أسراره
ورحم الله سيد قطب فقد تجلت له بعض تلك الأسرار التي نقلها بدوره إلى القراء في كتابه التصوير الفني في القرآن الكريم
و أنا أتمنى بدوري أن يتوجه بعض المختصين في علم الأصوات إلى استلهام تلك الأسرار الصوتية من القرآن الكريم فعساهم يفيدون و يستفيدون

حنين حمودة
01/08/2008, 12:10 PM
أستاذي أبا مسلم العرابلي،
ذكرت في بداية بحثك المشكور جهده، اللطيف في غايته
أنك تتحدث عن رواية حفص. فهل تختلف قراءة هذه السنات والصادات في الروايات الأخرى؟
وهل يمكن أن يكون وضع سين وصاد دليلا على اختلاف القراءات؟
تقديري

أبو مسلم العرابلي
01/08/2008, 08:39 PM
الأستاذ الفاضل أبو مسلم العرابلي بارك الله فيك و زادك علما كما زودتنا بهذه المعلومات القيمة
الجانب الصوتي في القرآن الكريم حقيقة لا زال يحتاج منا إلى بحث و تنقيب لاستلهام أسراره
ورحم الله سيد قطب فقد تجلت له بعض تلك الأسرار التي نقلها بدوره إلى القراء في كتابه التصوير الفني في القرآن الكريم
و أنا أتمنى بدوري أن يتوجه بعض المختصين في علم الأصوات إلى استلهام تلك الأسرار الصوتية من القرآن الكريم فعساهم يفيدون و يستفيدون

وبارك الله فيك يا أخي الكريم
وزادك الله من فضلك
أثمن وأبارك دعوتك الكريمة لكل من له القدرة على المساهمة في هذا المجال
وأتمنى أن تجد آذان صاغية لك في هذا الباب من أبواب الخير

أبو مسلم العرابلي
01/08/2008, 09:16 PM
أستاذي أبا مسلم العرابلي،
ذكرت في بداية بحثك المشكور جهده، اللطيف في غايته
أنك تتحدث عن رواية حفص. فهل تختلف قراءة هذه السنات والصادات في الروايات الأخرى؟
وهل يمكن أن يكون وضع سين وصاد دليلا على اختلاف القراءات؟
تقديري

الموضع الأول في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.
(ويبصط) : نافع ، والبزي ، وشعبة ، والكسائي ، وروح ، وأبوجعفر.
وبالسين والصاد : ابن ذكوان ، وخلاد.
(ويبسط) : الباقون.
الموضع الثاني في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف.
(بسطة) : قنبل ، وأبو عمرو ، وهشام ، وحفص ، وخلف عن حمزة ، وخلاد بخلف عنه ، ورويس ، وخلف عن نفسه.
(بصطة) : الباقون . وهو الوجه الثاني لخلاد
الموضع الثالث في قوله تعالى : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور
(المسيطرون) : قنبل ، وهشام ، وحفص ، بخلف عنه بالسين .
حمزة بخلف عن خلاد : بإشمام الصاد زايًا،
(المصيطرون) الباقون بالصاد الخالصة ، وهو الوجه الثاني لحفص ، وخلاد .
الموضع الرابع في قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
(بمسيطر) : هشام
بإشمام الصاد زايًا : حمزة بخلف عن خلاد
(بمصيطر) : الباقون ، وهو الوجه الثاني لخلاد
الواجب المحافظة على الرسم القرآني ولو كانت القراءة الأخرى مخالفة له
وإذا ضبط المصحف على رواية أخرى يضاف له من الإشارات التي تعلم القارئ بهذا القراءة التي ضبط عليها
أشكر للأخت حنين حمودة سؤالها
وقد حفظت بالأمس الإجابة بسرعة لأجل الخروج للصلاة لأعود إليها بعد ذلك
فبارك الله فيك
وجزاك الله بكل خير

أبو مسلم العرابلي
18/06/2009, 09:27 PM
أضيف هذا النقل إثراء للموضوع
بعد أن أضافه الأخ نبيل الحلبي في المنتدى الدعوي
وأترك للقراء تقييم كل ما ذكر


من الإبدال في القرآن / بسطة ويبسط / د. فاضل السامرائي

--------------------------------------------------------------------------------



بسطة ويبسط

من كتاب بلاغة الكلمة في التعبير القرآني للدكتور فاضل السامرائي


ومن ذلك إبدال السين صادا في لفظتي : بصطة ويبصط
أما كلمة بصطة بالصاد فقد وردت في سورة الأعراف في قوله تعالى :
"وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصطَة" (الأعراف: من الآية69)
ووردت في سورة البقرة بالسين وهو قوله تعالى:
" وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ" (البقرة: من الآية247)


وقد ذكرنا في التعبير القرآني أن ذلك لأمر إحصائي وثمة أمر معنوي وهو أنها وردت بالسين في وصف طالوت :
"قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ " (البقرة: من الآية247)
ووردت بالصاد في وصف قبيلة عاد قوم هود. قال تعالى :
"واذكروا إذ جَعلكم خُلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون" (الأعراف:69)
وطالوت إنما هو شخص واحد، وأما عاد فهي قبيلة ومن المعلوم أن الصاد أقوى من السين وأظهر(1) فكان السين الذي هو أضعف أليق بالشخص الواحد والصاد الذي هو أقوى وأظهر أليق بالقبيلة
وأما كلمة (يبصط) بالصاد فقد وردت في قوله تعالى:
"والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون"البقرة من الآية 245
وسائر ما في القرآن (يبسط) بالسين في أكثر من عشرة مواضع، وذلك أن البسط في آية البقرة مطلق عام لا يخص شيئا دون شيء، وفي غيرها مقيد ولا شك أن البسط المطلق أقوى من المقيد، فهو يحتمل البسط في الرزق وفي الأنفس وفي الملك وغيرها، فجاء في الأقوى بالصاد وفي المقيد بالسين.
جاء في (البرهان) "فصل في حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى. مثل:
"وزاده بسطة في العلم والجسم" و "وزادكم في الخلق بصطة" "يبسط الرزق لمن يشاء" "والله يقبض ويبصط" فبالسين السعة الجزئية كذلك علة التقييد، وبالصاد السعة الكلية بدليل علو معنى الإطلاق، وعلو الصاد مع الجهارة والإطباق" 2
وجا في البحر المحيط في قوله: "والله يقبض ويبصط" "أي يسلب قوما ويعطي قوما، أو يقتر ويوسع. قاله الحسن. أو يقبض الصدقات ويخلف البذل مبسوطا، أو يقبض أي: يميت لأن مَن أماته فقد قبضه، ويبسط: أي يحييه لأن مَن مد له في عمره فقد بَسَطه، أو يقبض بعض القلوب فلا تنبسط ويبسط بعضها فيقدم خيرا لنفسه أو يقبض بتعجيل الأجل ويبسط بطول الأمل، أو يقبض بالحظر ويبسط بالإباحة، أو بقبض الصدر ويوسعه. أو يقبض يد من يشاء بالإنفاق في سبيله، ويبسط يد من يشاء بالإنفاق.. أو يقبض الصدقة ويبسط الثواب" 3 وغير ذلك


وجاء في (فتح القدير) "هذا عام في كل شيء فهو القابض الباسط. والقبض التقتير، والبسط التوسيع" 4
وقيل: يقبض الصدقة ويخلفها، وقيل يبسط عليك وأنت ثقيل عن الخروج لا تريده، ويقبض عن هذا وهو يطيب نفسا بالخروج ويخف له 5
فأنت ترى مقدار الإطلاق في القبض والبسط ههنا بخلاف ما ورد في الآيات لأخرى. فإنه مقيد بالرزق في عشرة مواضع ومقيد بغيره في مواضع أخرى
الهوامش :
1 ـ الخصائص 2/161
2 ـ البرهان 1/429 ـ 430
3 ـ البحر المحيط 2/253
4 ـ فتح القدير 1/234
5 ـ انظر فتح القدير 1/235


عن موقع لمسات بيانية والدكتور فاضل السامرائي

جمال الدين عثمان
28/07/2009, 03:40 PM
أحبتى فى الله
لقد زدت حبآ لكم .
فقد حفزتم عقلى للكشف عن مفاتيح كنوز اللغة العربية كى أفهم واتفهم درر القرآن الكريم.
بارك الله فيكم وعليكم.

جمال الدين

أبو مسلم العرابلي
29/07/2009, 11:11 PM
أحبتى فى الله
لقد زدت حبآ لكم .
فقد حفزتم عقلى للكشف عن مفاتيح كنوز اللغة العربية كى أفهم واتفهم درر القرآن الكريم.
بارك الله فيكم وعليكم.
جمال الدين

بارك الله فيكم
وزادكم الله من علمه وفضله
وأحسن الله إليكم