المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارة وعطلة الصيف ...



طه خضر
10/07/2008, 08:53 PM
هل أشرقت الشمس...؟! حدَثت سارة نفسها وهي تستوي جالسة على السرير ... أطلت من النافذة ... اليوم أوّل أيام العطلة الصيفية ... الصيف جميل ... إنه جنة الصغار ... جميل رغم كل ما فيه من حرّ وبعوض وأرق قد يسرق النوم من الجفون ... حسنٌ ... وحتى لا يزعل صديقنا الشتاء فهو جميل أيضا ً... لياليه الطويلة حول موقد ِ الحطب ِ لا تـُنسى، ... نفخت في كفيها وهي تتخيل حبات الكستناء ِ الحارّة وقد حرقت راحة اليد وبقعتها بحمرة ليست مؤلمة على كل حال مقابل طعم الكستناء الذي لا يُنسى وبالذات قبل أن يبرد وتأكله بينما تنظر بين فينة وأخرى إلى موقد الحطب وتحدث نفسها بطعم الحبة الثانية ومن بعدها الثالثة ...، نفخت سارة يديها وكـأنها تزيل ما علق بهما من قشور الكستناء المحترقة ونزلت من على السرير وبثلاث قفزات متتالية كانت خارج الغرفة، .. ارتدت الحذاء على عجل وهي تنظر إلى بوابة الحديقة المفتوحة، ... ألم تأت ِ بعد؟! غابت قليلا .. عادت أدراجها وهي تضرب كفا بكف وتضحك ..!! أعادت النظر إلى قدميها واستغرقت بالضحك من جديد ، ... كانت تلبس باليمنى حذاء الرياضة الأبيض الجديد، أما اليسرى فقد ارتدت فيها حذاء المدرسة الأسود القديم، .. الحمد لله .. ماذا لو رأتها صديقتها بنان .. ربما ظنت بعقلها الظنون .. تلفتت حولها وتفحـّصت غرفتها بنظرة خاطفة... ماذا جرى وماذا لدينا هنا ؟! الغرفة مقلوبة رأسا على عقب وكأنما قصفتها عاصفة .. ضحكت من قلبها وهي تحاول أن تتذكر كيف طارت شنطة المدرسة وحطت على علاّقة الملابس !! هل كل هذا احتفاء بك أيها الصيف العزيز؟! .. لكن لا .. يجب أن تتأنى ولينتظر صديقنا الصيف قليلا !! أعادت ترتيب الغرفة أفضل مما كانت عليه قبل أن تقلبها في الليلة الفائتة بحثا ً عن حذاء الرياضة !! بعد نصف ساعة نظرت إلى ما أنجزت .. أعادت النظر .. أحبت أن لا تغادر الغرفة ... هل لأنها رتبتها بيديها؟؟!! ربما !! لكن أمها ترتبها كل يوم !! هذه هي المرة الأولى التي تنتبه فيها إلى جمال غرفتها وهي مرتـّبة .. كم أحبك يا أمي! .. خرجت من الغرفة وانطلقت راكضة إلى المطبخ حيث كانت الأم تحضـّر الفطور ، ... قبلت أمها ثلاث مرات متتالية: شكرا يا أمي شكرا ً !!، .. نظرت الأم: على ماذا يا حبيبتي؟! ... ابتسمت سارة : على كل شيء .. على الحذاء والكستناء وموقد الحطب والغرفة المرتـّبة!! .. ابتسمت الأم وهزت رأسها بتساؤل!!

انطلقت سارة خارجة إلى الحديقة، .. توقفت والتفتت: أمي .. من الآن وصاعدا أنا أرتـّب غرفتي .. لا تتعبي نفسك .. !!. اتسعت ابتسامة الأم وقالت محدثة نفسها: لقد كبرت ابنتي، عمرها الآن احد عشر عاما !!

وقفت سارة في منتصف الحديقة ،، تلفـّتت .. لماذا تأخـّرت ؟! ارتفع صوت بنان وهي تفتح البوابة وتدخل : أنا هنا!. دخلت وما أن أغلقت البوابة والتفتت إلى حيث تقف سارة حتى انفجرت هذه ضاحكة وهي تنظر إلى حذائيّ بنان !! نظرت بنان إلى عينيّ سارة متسائلة : ماذا هناك ؟!. لم تستطع سارة الكلام .. اكتفت بالإشارة إلى حيث قدمي بنان، .. كانت ترتدي حذاء الرياضة الأزرق باليمنى وحذاء المدرسة الأسود باليسرى !!!.

منى حسن محمد الحاج
03/09/2008, 05:33 PM
ما أجمل هذه القصة المعبرة...
أجمل مافيها هنا لو لحظة الإنتباه لمجهودات الأم العظيمة في حياتنا...
أذكر أننا ونحن صغار في بداية المرحلة الإبتدائية كنا نترك الغرفة مقلوبة رأسًا على عقب ونأتي لنجدها مرتبة على أجمل شكل ولم نكن نحس بذلك إلى أن أتى ذلك اليوم الذي لزمت أمنا فيه المشفى لعدة أيام فعرفنا الفرق حينها وأدركنا كم كانت تتعب معنا...
من ترتيب للغرف إلى تجهيز للأكل وتصفيف الشعر ومراجعة الدروس.. وغير ذلك من مجهودات الأم التي لا تحصيها الكتابات..
جميلة هذه القصة الطريفة يا أخي الأديب طه خضر..
رائع سردها ومتقن السبك.. جمعت بين روح الطرافة وجمال القيم الإنسانية السامية..
أحييك على هذا الإبداع..
لك خالص الود والتقدير..

أبويزيدأحمدالعزام
28/11/2008, 10:05 PM
لقد عدت الى الوراء19عاما تقريبا هي حياتنا اليومية ونحن اطفال خصوصا((الغرفة المقلوبة)) قصة جميلة محبكة بشكل راقِ جدا لانحس بقيمة امهاتنا إلا اذا اصابنا مكروه او كبرنا.
تقديري سيد طه خضر

نور علقم
07/02/2010, 04:34 PM
السلام عليكم
يعطيك العافية ابو سارة
ساعود
انتظرني
سلامي لك

طه خضر
08/02/2010, 03:28 PM
الفاضلة نور علقم ..

شكرا لتذكيري بهذا النص؛ فقد نسيته كليا:)

تحياتي الطيبات ..

مغربي سعاد
13/02/2010, 04:24 PM
السلام عليكم
أخي و صديقي طه خضر المبدع و العبقري
هو نفس الاسم و نفس الأحداث و نفس المكان إلا فيما يخص حذاء الرياضة الأزرق باليمنى وحذاء المدرسة الأسود باليسرى...
قصتك هذه ذكرتني بأحلام الطفولة و التي ترى الحياة بسيطة جميلة لا تحمل في طياتها لا ترقب و لا انحناء و لا موت و لا اندثار...
فقط هذه المرحلة من الحياة المخزون في الذاكرة يضحكنا و يواسينا...
أود أن اقول أنك هذه المرة سددت فأصبت الهدف ....
و كم هي ردودك جميلة و جريئة و هادفة ....
كل الود و الاحترام .. ولك مني أجمل تحية

طه خضر
24/02/2010, 06:25 PM
العزيزة مغربي سعاد ..

أستميحك عذرا فلم أقرأ تعليقك الكريم إلا الآن، وأعرف جدا وقع القصة في النفس وخاصة إن تذكرت أيام طفولتها، فكلنا يا سيدتي ذاك الفتى وكلكن تلك البنت الصغيرة البريئة:)

مغربي سعاد
24/02/2010, 09:16 PM
بالمناسبة ابنتي اسمها سارة ...مدللة أكثر من اللزوم ودائما غرفتها تذكرني بزلزال ...حجر فوق حجرهههههههههههههه....
شكرا أخي العبقري...:050103gig_prv:

طه خضر
24/02/2010, 09:41 PM
وبالمناسبة أيضا أستاذة سعاد .. سارة بطلة القصة هي ابنتي سارة فعلا :)

يمامة
24/02/2010, 10:29 PM
أخي طه حفظها الله لك ... وحفظك لها إن شاء الله

لقد أعادتني القصة لأوقات جميلة وحزينة في نفس الوقت

ولكنني سعدت كثيراً بتذكري لها

سلمت يمينك .