المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما زال الغرب لا يقيم وزناً للعراقيين ... ترجمة: أحمد الأقطش



أحمد الأقطش
10/07/2008, 09:12 PM
http://english.people.com.cn/200706/13/images/0612_A31.jpg


The West still isn't taking the Iraqis into account

By Adrian Hamilton

http://www.independent.co.uk/independent.co.uk/images/logo-london.png (http://www.independent.co.uk/opinion/commentators/adrian-hamilton/adrian-hamilton-the-west-still-isnt-taking-the-iraqis-into-account-863862.html)
Thursday, 10 July 2008


ترجمة
أحمد الأقطش
--------------

في غضون الأسبوع القادم، أو هكذا قيل لنا، سيدلي رئيس الوزراء ببيان حول النوايا الحاسمة بشأن مستقبل قواتنا في العراق. وقد أعدّت الترتيبات اللازمة، ودُعي الصحفيون للاطلاع على مدى التقدم الأمني الذي أُحرِز في البصرة، وأجريت على أرض الواقع العديد من المقابلات مع الجنود والجنرالات فما فوق. لقد آن الأوان لإعلان الانتصار والبدء في الانسحاب.

ليست القضية، بطبيعة الحال، هي مدى توقعنا بأن يستخدم جوردون براون لغة الخروج، فهو قد يكون راغباً في القيام بذلك. فالواقع أنه أراد ذلك عندما تولّى مهامه العام الماضي، إلا أن الولايات المتحدة وضعت حداً لذلك الأمر. إن المملكة المتحدة قد تشعر بأنها منفصلة نوعاً ما عن السياسة الأمريكية في العراق، بل حتى عن "موجة التصعيد" (إذ كان على الأمريكيين، عندما أرادوا أن يمتد التصعيد إلى الجنوب، أن ينزلوا إلى البصرة بأنفسهم)، لكننا لم نزل شركاء في هذه المغامرة ولابد لنا من أن نطيع أوامر السياسة الأمريكية في خفض القوات.

غير أن هناك من الأنباء السارة القادمة من البصرة وتدريب القوات العراقية ما يكفي للقول بأن خفض القوات، الذي تم تأجيله بناء على طلب الولايات المتحدة، قد يمضي قدماً نهاية هذا العام وأننا، على مدى العام القادم أو شيء من هذا القبيل، سنتمكن من سحب أغلب قواتنا. وهو ليس انسحاباً، كما تفهمون، وليس خروجاً نهائياً. بل سيُطرح باعتباره إقراراً بقدرة القوات العراقية الآن على القيام بمهامها. وسيصاحب ذلك التزام طويل الأجل بمساعدة العراقيين فيما يخص التدريب وإعادة الإعمار المدني. إننا سنرحل بعتادنا، ولكننا سنبقى بأرواحنا!

ولم لا؟ ومن عقبات أي نقاش عقلاني حول العراق (أو أفغانستان في هذا المجال) هو مدى التشويه الدائم لكل شيء عندما يثار السؤال حول نجاح الحرب من عدمه. فالمناهضون للحرب الذين يتمنون أن تسوء الأمور برمتها، ويقومون بعرض المساوئ باستمرار، لم يعودوا أكثر صواباً في ذلك من المناصرين الذين عليهم أن يروّجوا لتحسن الأمن في العراق تبريراً للغزو والاحتلال.

وبعد كل هذه الويلات التي جررناها على شعب العراق، لا يمكن لمَن له عقل سليم أن يرغب في مزيد من معاناة العراقيين لكي يثبت خطأ الاحتلال. ولا يمكن لمن له عقل سليم أن يعتقد أن التحسنات الأمنية، رغم الترحيب بها، قد تقضي على المعاناة التي تسبب فيها ذلك الاحتلال الذي صُوِّر على نحو مغلوط، أو يعتقد أن انخفاض أعداد ضحايا العنف ليس إلا دليلاً على انخفاض الأنشطة العنيفة.

إنك لا تخرج من الموضوع بشيء حول مدى قدرة العراق على الازدهار كبلد علماني، أو مدى قدرته على التعافي من الحرب، أو ما سيحدث حالما تبدأ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في خفض أعداد القوات. بل إنك في الواقع لن تخرج بشيء حول إمكانية أن يتماسك العراق كشعب واحد، أو ما إذا كان انخفاض العنف لا يشير إلى توقف جزئي قبل أن تندلع الصراعات الفعلية على السلطة لحظة رحيل القوات.

وهنا مربط الفرس. فمنذ بداية هذا المشروع، والقوات الغازية لم تـُقِم أيّ وزن للعراقيين أنفسهم أو لمصالحهم. صحيح أنهم ذُكروا اسماً لإضفاء صبغة أخلاقية على كل هذا الخليط من الدوافع التي كانت وراء قرار واشنطن المبدئي بالغزو وقرار لندن بدعمه. بل حتى في الترتيب للاحتلال، لم توضع وجهات نظرهم في الاعتبار. ولو أن هذا قد حدث، لكان من الممكن للخمس سنوات الأخيرة أن تؤتي ثمارها على نحو أفضل.

أما في النقاش الدائر حول موجة التصعيد، فقد كان الأمر برمّته هو كيف ننظر نحن إلى أنفسنا. أمّا ما يعنيه هذا الأمر للعراقيين أنفسهم فيُعتبر مفروغاً منه. ففي سلسلة تقارير جون همفري لبرنامج the Today بالأمس، كان الأمر كما لو أن العراقيين لم يوجدوا إلا كأشخاص ثانويين يقولون ما أروع الحصول على السلام وكم هو هادئ إحداث التغيير!

ما زال تجاهُل العراقيين قائماً في هذا النقاش. ونظراً لأننا نحن الذين خلقنا لهم هذا الانعدام التام في الأمن طوال خمس سنوات، فإننا نعتقد الآن أن خفض مستوى انعدام الأمن من شأنه أن يحل جميع مشكلاتهم - من بطالة، وهجرة، وعنف طائفي وصراعات طاحنة على السلطة في الفراغ الذي أحدثناه.

سيكون على العراقيين في الشهور القادمة أن يستقروا على وضع أساسٍ لانتخابات جديدة، وصيغةٍ لعائدات النفط وتقسيمٍ لها، والبتّ في مسألة الأمن الإقليمي ودور إيران، والعلاقة بين مختلف المصالح الانتخابية، ناهيك عن المسائل الشائكة المتعلقة بوضع الشرطة والسلطة القضائية والقانون الديني.

ونحن نرى، إزاء كل هذه المسائل، أننا بقدر ما نحن جزء من المشكلة نعدّ جزءاً من الحل. ففي وسعنا أن نقدم مساعدات مالية، كما ينبغي علينا مدّ يد العون في مشكلة اللاجئين، والمساعدة في تقديم الخبرات، ولكن أيّ شيء تفوح منه رائحة الهيمنة أو السيطرة هو قطعاً مرفوض من العراقيين. ولعل هذا هو السبب وراء قول رئيس الوزراء نوري المالكي الآن أنه من الأفضل أن يقوم الغزاة الأجانب في الخطوة القادمة بوضع جدول زمني محدد وصريح للرحيل.

إنّ علينا أن نمنحه ما يريد. ولننسَ إذاً كل مزاعم الإنجازات، فالبيان الوحيد المناسب لجوردون براون الأسبوع القادم سيكون هو البيان الصادق. إننا في طريقنا للخروج، ليس بسبب الوضع في العراق ولكن بسبب أن استطلاعات الرأي المتوالية تشير إلى أن الجماهير، هنا وفي الولايات المتحدة أيضاً، خلصت إلى أن المغامرة العراقية برمّتها كانت خطأ فادحاً. ويبدو أن غالبية العراقيين يوافقون على ذلك. أما باقي البيان فسيكون من باب الاستطراد.