المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب بين الاسلام والسلام



ناجي امهز
18/07/2008, 02:22 PM
العرب بين الاسلام والسلام
او الاستسلام
اغرب مايدور اليوم على وجه هذه البسيطة المسكونة بالاف العرقيات والمؤلفة من خمس قارات هو الموضوع العربي الاسلامي , هذه الفئة التعدادية الناطقة باللغة العربية والحاملة للهوية الاسلامة المدونة تحت المسيات البشرية , والمصنفة ثالثا عالميا وان وجد حياة على المريخ لا نعلم اين ستصبح مرتبتها الوراثية الموروثة في ظل التخلف العقلي والارهاب الفكري والانحطاط السياسي والركود الاقتصادي والفشل العسكري المذري , لانها امة تعلمت كيف تتجرع التسميات الصعلوكية منذ ان خرجت من عصر الجاهلية الذي تحملت وصمة عاره مع اهازيج العقائد الوثنية في اله من تمر يعبد لتعيش تحت كنف الاساطير المروية عن حكم الرعية .

مع العلم بانها كانت افضل امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتدعو الى الفضيلة ,

وبالرغم من الاسلام الحنيف , الا ان هذه الامة اكدت اختيارها في تحديد المسلك من خلال الشخصية الاعتلائية العشائرية المستبدة في نظرتها اللاانسانية المرسومة بريشة النفسية المريضة المصابة بانفصام الشخصية التي دفنت المرأة وهي على قيد الحياة بعد ان حملتها وزر الارث المسمى العار المنطلق من عقدة النقص عند الرجل الشرقي الخائف من رؤية الحقيقة الواضحة بانها ليست فقط للملذات الغرائزية الجسدية , مما حرمها من المشاركة في المجتمعات المدنية والحياة الاجتماعية وحولها الي تابعة كل مهمتها فقط الانجاب فاعلناها جارية تقدم اضحية على محراب النشوء الاممي في العقلية المنطلقة من شبه الجزيرة العربية .

مع العلم بان هذا الامر يتعارض مع الفقه التشريعي الديني الذي اكد دور المرأة في المجتمع .

ولكن هذه الشعوب التي الغت كل المفاهيم الكونية الدينية والقانونية لتقيم شريعتها المقامة على الاخذ بالثأر وقوة البأس وسرعة الغزو مع القتل , مبررة علتها بحجة بقائها .
وفي ظل هذا التاريخ الذي كان بدوره العامل الاساسي في تحديد هوية هذا المستقبل الذي وصلنا اليه , والمبني على الهمجية في التصرف اللاعقلاني مما جعلنا ننسى باننا نمارس التخلف العلني امام الملايين لنعلن باننا اسياد الاقطاع البربري المغولي , والاقوى في نشر التفرقة بين بعضنا بل الاسرع في نهش لحوم ابناء جلدتنا ولغتنا , ناسفين فكرة الاسلام المحمدي الاصيل , الذي اتى ليعزز الروابط الدينية والاجتماعية ( لافرق بين عربي او اعجمي الابالتقوى ) ويقيم وزنا للمستضعفين المجاهدين من اجل قيام العدالة البشرية الحقيقية , من اجل بناء كرامة الاوطان وحماية حقوق الانسان وعدم التعرض لكرامته او ماله او عرضه .
ولكن مع دخول هذا الكم الهائل من النعرات الطائفية المذهبية المقيتة المجبولة بالافكار السلطوية جعلتنا تابعين منساقين يقودنا الجبن القاتل فاصبحنا غير قادرين على تحديد اتجاهاتنا المصيرية لقيام العدالة البشرية بظل الاديان السماوية المكرسة بالمفهوم الوجداني , مما جعل تطرفنا يلغي عقلنا وسماحة ديننا ويزيف حقائقنا بل انتقلنا من امة وسط شاهدة على الامم الى امة تحلل دماء بعضها ولا تستحي من جبروتها بل تعلن بان تاريخها اسود قاتم وحاضرها احمر مرعب ومستقبلها مظلم كالعقول المريضة التي تتسابق الى المناصب القيادية على حساب العقيدة الدينية السمحاء لتعزز العصبية المذهبية التكفيرية حتى ضمن المذهب الواحد .

مما الغى قيام دولة الحق والعدالة والانسانية التي تحترم حقوق الفرد التي نصت عليها الشرائع السماوية والدولية .

وهذه الحقبات المتتابعة المتلاحقة شكلت امة منقسمة على نفسها ولغتها بعد ان جزأت حدودها وقطعت عروقها ودمرت قومياتها ومبادئها بين الافكار الاشتراكية والرؤيا الديمقراطية والروح الاسلامية , حتى النظريات الحزبية التائهة بين العرب والاسلام وقانون الحلال والحرام , والاممية والقومية , فاصبحنا نبني السدود في وجه المفهوم العقلاني المولد في قمقم المعرفة العبثية مما اخرجنا من داشرة صنع القرار بعد ان جررنا اذيال الخيبة والانكسارات المتعددة الوجوه والاسماء .

نحن العرب مخيرون اليوم ما بين دولة المنظمات السرية او مفهوم الدولة المؤسساتية لاننا اصبحنا على شفير نهاية الطريق , قد ناكل لحم بعضنا ونمزق كتبنا بعد ان ندوس على نفوسنا لاننا لم نعش حلم الماء ولا طريق السماء وقد اسأنا الى عقيدتنا السمحاء .