المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفاق الأمريكي بشأن المرأة وحقوق الإنسان



د. محمد اسحق الريفي
28/07/2008, 11:55 PM
النفاق الأمريكي بشأن المرأة وحقوق الإنسان

أ.د. محمد اسحق الريفي


تسيء الولايات المتحدة الأمريكية التعامل مع مآسي البشر وتوظفها لخدمة مصلحتها وتحقيق أهدافها، فالإدارة الأمريكية تتعامل مع الشعوب المقهورة بغرور واستكبار وغطرسة، فتمن على شعب بأنها أطعمته من جوع بتقديم المعونات الاقتصادية له وتمن على شعب آخر بأنها أمَّنته من خوف بنشر ديمقراطيتها، وتراها تحول حياة شعب إلى جحيم وتسبب له الكوارث تلو الكوارث ثم تمن على فئة قليلة من ذاك الشعب بزيارة إلى البيت الأبيض وبعض الدولارات للتغطية على جرائمها وإظهار تلك الكوارث على أنها إنجازات حققها الاحتلال الأمريكي، ثم تأتي بعد ذلك لتنتقد انتهاك دول لحقوق الإنسان وتتظاهر بإنصافها للمرأة بطريقة غريبة لا ترى فيها نفسها إلى مُصلحة ولا ترى الآخرين إلا أشرارا وإرهابيين.

وفي الحقيقة، طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع انتهاكات حقوق الإنسان هي أخطر أنواع انتهاكات حقوق الإنسان التي يشهدها العالم، وهذا يأتي منسجما مع حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية ضربت أفظع الأمثلة في انتهاك حقوق الإنسان، وفي توظيف المآسي والمصائب التي سببتها للشعوب العربية والإسلامية من أجل الحصول على موطئ قدم لها في تلك الدول، يضمن لها التدخل في شؤون العباد والبلاد، لزعزعة الاستقرار وإشعال النزاعات والحروب، تمهيدا لإقامة إمبراطورية الشر الأمريكية.

انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية في تقريرها السنوي المتعلق بحقوق الإنسان الدول التي تنتهك حقوق الإنسان لتضغط على من تريد من أنظمة تلك الدول وتبتز أخرى، وهي دائما تتناسى نفسها عملا بالقول "ورمتني بدائها وانسلت"، ونراها أحيانا تلاحق أعداء لها بحجة انتهاكهم لحقوق الإنسان ولكنها تضغط على الأمم المتحدة ومنظماتها لتنتزع منها حصانة شاملة لمجرميها الحربيين الذين لم ينتهكوا حقوق الإنسان فحسب وإنما اعتدوا على حق الآلاف من أبناء شعوبنا في الحياة.

تتعمد الولايات المتحدة الأمريكية الانتقاء المزاجي والمبني على أساس مصلحتها لمن تريد من الدول للحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان وتتجاهل الدول الحليفة لها وعلى رأسها الدولة العبرية التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ أن نشأت عن ممارسة سياسات العقاب والاضطهاد الجماعي ضد شعبنا الفلسطيني بما فيها الحصار الاقتصادي والاعتقال والقتل والاغتيال للشيوخ والنساء والشباب والأطفال، ولا تزال هذه الدولة الغاصبة تمارس سياسة التمييز العنصري ضد أهلنا في الأرضي الفلسطينية التي يحتلها الصهاينة منذ عام 1948م، هذا بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين ينتهكون حقوق الجاليات الإسلامية في بلادهم باسم الحرب على الإرهاب.

وكذلك تُسقط الولايات المتحدة الأمريكية من تقريرها غير المحايد ما يقوم به جيشها وميليشيات عملائها والجيش البريطاني ضد أهلنا في العراق المحتل، بل إن العبقرية الأمريكية اهتدت إلى إسناد كل الجرائم ضد أهلنا في العراق إلى الحكومة العراقية المؤقتة التي جاء زعماؤها على ظهور الدبابات الأمريكية المحتلة، وتسقط أيضا من تقريرها جرائم حكومة كرزاي العميلة التي تقتل المتظاهرين من الشعب الأفغاني لأسباب تافهة، وتغض الطرف كذلك عن جرائم الأنظمة الحاكمة في الباكستان وغيرها من حلفاء واشنطن حيث تمارس تلك الأنظمة العميلة التعذيب الوحشي والقتل الهمجي ضد الشعوب المسلمة.

وفي العراق، لا توجد مصيبة أو مأساة إلا وآثار اليد الأمريكية واضحة فيها، ولا توجد ميليشيات مجرمة وقاتلة إلا والتغطية الأمريكية تساندها. وفي البلاد الأخرى، لا يوجد نظام ظالم إلا تجده مدعوما من واشنطن ماليا وسياسيا لممارسة ظلمه وطغيانه، والغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرب عن خشيتها من اندلاع حرب أهلية في العراق وهي في الحقيقة من أشعل فتيلها، فلم تعد للولايات المتحدة الأمريكية أي مصداقية في كل العالم، ولم يعد أمام الشعب العراقي إلا مواصلة مقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوصليبي وأعوانه.

ولا أحد يصدق الأكاذيب الأمريكية وهو يرى مسلسلات التعذيب السادي في السجون الأمريكية المنتشرة في العراق وأفغانستان وكوبا وعشرات السجون الأخرى المنتشرة في الشرق الأوسط وشرق أوروبا والمخصصة لتعذيب المسلمين، ولا أحد يصدقك الأمريكيين وهم يجعلون مساعداتهم للأنظمة الحاكمة في بلادنا مرهونا بقهر الشعوب وتكبيلها وكسر إرادتها وانتهاك حقوقها.

إذاً فالولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بحقوق الإنسان، وهي لا تسعى لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في الدول التي تضمنها تقريرها، بل هي معنية فقط برعاية عملائها في تلك الدول لتسهيل قيامهم بخدمة المصالح الأمريكية، وللضغط على الأنظمة التي لا تدور في الفلك الأمريكي، ولممارسة المزيد من الابتزاز للأنظمة الحليفة، التي عليها أن تبدي باستمرار مزيدا من الطاعة والولاء للإدارة الأمريكية وتبذل مزيدا من الجهد للإسراع في تنفيذ بنود الأجندة الأمريكية الخاصة بالشعوب العربية والإسلامية وللدفاع عن الجاليات اليهودية، بحجة التسامح ومحاربة الكراهية الدينية والتمييز الديني، والشواذ أخلاقيا وجنسيا وإعطائهم فرصة كاملة للتغلغل في المؤسسات الحكومية والأهلية للتجسس والإفساد في الأرض.

ولذلك فإن التقرير الأمريكي لم يتطرق مطلقا إلى ما سببته موجة الإساءة المستمرة إلى رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، من انتهاك للحقوق الدينية والمقدسات الإسلامية لنحو مليار ونصف المليار مسلم، أوليس من حق المسلمين أن يحترم العالم حقوقهم الدينية ومقدساتهم الإسلامية؟! أم أن كل حقوق المسلمين مهدورة بما فيها حقهم في الحياة؟!

والمدهش حقا أن الولايات المتحدة الأمريكية انتقدت الحكومة الصينية على ممارستها القمعية ضد حرية الإعلام وعلى فرضها رقابة صارمة على الإنترنت، بينما تمارس الولايات المتحدة الأمريكية ذات الشيء بل وأخطر منه من تدمير للمواقع الإلكترونية ومراقبة للمقالات التي تفضح الممارسات الأمريكية، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع الأموال لعملائها للتجسس على منتديات الإنترنت والتشويش عليها وإفسادها بكافة الوسائل وتدفع الأموال لكتَّاب مأجورين للتشويش على الحقائق ولحرمان الناس من حقهم في معرفتها.

إن الدعوات الأمريكية المطالبة بإجراء إصلاحات ما هي إلا ذريعة للاستبداد والقمع ومواصلة انتهاك حق الشعوب في اختيار من يحكمها ونوع النظام الذي ترغب فيه، أما الكرامة الإنسانية التي يتباكى عليها جورج بوش وقرينته لورا بوش فلا يوجد مكان لها في اعتبارات الأمريكيين بل هم يهتكون كرامة الإنسان المسلم في العراق وأفغانستان وفلسطين، ويغضون الطرف عن التطهير العراقي الذي يمارسه الروس ضد الشيشان المسلمين حتى وإن تظاهرت واشنطن بانتقادها لموسكو، فلا يأتي هذا الانتقاد إلا لممارسة الضغط على روسيا.

أما بالنسبة لحقوق المرأة والاهتمام المتزايد بالمرأة العراقية والأفغانية والاحتفاء بها، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، فهو يأتي في سياق البرامج الأمريكية لتشكيل شرائح شعبية ودعمها لتساند سياسات الولايات المتحدة الأمريكية ولتكون أداة لتنفيذ خططها وسياساتها ولإيجاد وسيلة للتدخل في شؤون المرأة المسلمة التي أغاظتهم بتمسكها بالإسلام وبقيامها بدورها العظيم في تربية الأجيال المسلمة، وكذلك لتكوين شبكات من المنظمات الأهلية وخاصة النسوية في العالم العربي والإسلامي لتسويق السياسات الأمريكية والترويج لديمقراطيتها في بلادنا وبين أبناء شعوبنا العربية والإسلامية.

لقد بدا النفاق واضحا على خطاب بوش وقرينته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة عندما أخذ يعدد انجازات الولايات المتحدة الأمريكية على صعيد تعليم المرأة ومكانتها في العراق وأفغانستان، فبوش يريد أن يلبس الخراب العمراني والإنساني الذي جلبه الأمريكيون إلى العراق وأفغانستان حلة جميلة منسوجة من إنجازات كاذبة ووعود وهمية بالرخاء والحياة الكريمة لشعوب البلدين، لقد نسي بوش وقرينته ما تسببت به الحروب الأمريكية من ويلات للشعبين العراقي والأفغاني وتعذيب سادي وتدمير لمقومات التعليم والحضارة وقتل للنساء والأطفال والشيوخ والشباب في البيوت والأسواق وفي أماكن العمل وحفلات الزفاف.

وهل إتاحة الفرصة للطالبات بالذهاب إلى المدارس في أفغانستان أو إعطاء منصب حكومي لامرأة في العراق وأفغانستان أو تقديم منح وأموال لطلاب وباحثين يمكن أن يغطي صورة الدمار والخراب التي أحدثها الأمريكيون في تلك البلاد؟! وهل كانت المرأة العراقية بحاجة إلى هذا السخاء الأمريكي حتى تأتي القوات الأمريكية لاحتلال البلاد وتسوم العباد سوء العذاب؟! إن المرأة العربية والمسلمة رغم ما تعاني منه مجتمعاتنا من قهر وطغيان تتمتع بحقوق لا تحلم بها المرأة الأمريكية التي تتعرض في ليلها ونهارها إلى الضرب والابتزاز والاستغلال والامتهان.

وكل تقرير أمريكي وحقوق الإنسان بخير!!!

10/3/2006م

الحاج بونيف
12/09/2008, 06:03 PM
لقد كذبت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم كله في الكثير من القضايا، ولم يعد أحد يصدقها..
فالجرائم التي تقترفها يوميا غير خافية على أحد سواء في فلسطين أو في العراق أو في افغانستان.
إن الولايات المتحدة وربيتها الصهيونية الدويلة العبرية هما من ينتهكان حقوق الإنسان بامتياز؛
غير أن الملاحظ أن الإنسان العربي لا يعتبرونه إنسانا لذلك لا نرى العالم يتحرك لهذه الجرائم المقترفة في حق نسائه وأطفاله.
http://www.robert-fisk.com/iraq24.jpg

http://www.robert-fisk.com/WOUNDED-SON.jpg

مبارك مجذوب المبارك
13/09/2008, 12:56 AM
قالوا: يا فرعون إيه فرعنك؟..قال: ملقيتش حد يردنى..

ما أن تخرج الولايات المتحدة تقريرا من هذه التقارير الهزيلة حتى تتلقفها الأيدي وتكاد تضعها في منزلة المقدسات، وتتناوب حمل رايتها جيوش المطبلين والمصفقين للعدل الامريكي، والحلم الامريكي، وهم يشيدون بدقتها وعدالتها وتلمسها لإحوال البشر في كل مكان، لا تستثني جنسا ولا دينا ولا ثقافة، فهى تتحدث عن ميانمار، وروسيا والصين والبلاد العربية، وامريكا اللاتينية، لكن هذه التقارير التى تدعي العدالة والشمولية ظاهرا، شعارها الرئيس باطنا (من ليس معنا فهو ضدنا) وحتى هؤلاء الذين معها لايسلمون منها، فلابد من توجيه شيء من اللوم لهم من حين لآخر بغرض إبتزازهم وللحصول على المزيد من التعاون منهم حتى لا ينوموا في العسل كما يقول المثل...
أمريكا نصبت نفسها راعية (للحريات الدينية) - لا يشمل ذلك هدم المساجد بالصواريخ - وراعية لحرية الصحافة، وحرية المرأة، وحقوق الانسان وحقوق الحيوان، ولكنها تتهرب من حقوق البيئة فلا توقع على الاتفاقات الدولية في هذا الشأن، وهي تتحدث عن محكمة الجنايات الدولية وعن ضرورة تسليم المتهمين لها مع أنها لم توقع على ميثاقها، تصر على ان العدالة يجب ان تطال كل مجرم ولكنها في نفس الوقت تحمي جنودها بتوقيع اتفاقات تمنحهم حصانة فيما اذا ارتكبوا جرما...
وجيوش المطبلين تطبل والمصفقون يصفقون بحرارة وجحافل المستنجدين بالعدل الأمريكي تتقاطر الى عاصمتهم ومدنهم يطالبونهم بالتدخل ضد بلدانهم. ولو تمسكوا بقول الشاعر:
بلادي وإن جارت على عزيزة ..وقومي وأن ضنوا على كرام
لو تمسكوا بهذا القول لجنبوا شعوبهم موت مئات الآلاف ممن حصدتهم آلة العدل الامريكي
أن أحسن رد لهذه التقارير الأمريكية هو رميها في مزابل التاريخ وعدم الاعتراف بها، بل يجب إصدار تقارير مناهضة لها كما فعلت الصين، فالصين بدأت في إخراج تقرير سنوي عن حقوق الانسان وهو تقرير تتعمد الآلة الأعلامية الغربية تجاهله، لكنه عاجلا أو آجلا سيحتل موقعا ما وسيشجع دولا أخرى على إصدار تقارير مماثلة تساهم في زعزعة مكانة التقرير الأمريكي الزائفة.