المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاثية أحلام مستغانمي



سناء المشعل
03/08/2008, 11:32 AM
السلام عليكم

سأكتب لكم اليوم عن ثلاثية أحلام مستغانمي.. والتي شدتني لسلاستها وخفة حروفها وعمق افكارها

سرقتني هذه الرواية.. واسرتني اللغة الشفافة.. مضيت فيها.. اتخطى كل اللغات والعناصر..

استمتعت في قراءتها..

الأول

ذاكرة الجسد

وقد كتب عنها الناشر

في حضور الوجدان تتألق معاني أحلام مستغانمي، وفي ذاكرة الجسد تتوج حضورها، حروفاً كلمات عبارات تتقاطر في حفل الغناء الروحي. موسيقاه الوطن المنبعث برغم الجراحات… مليون شهيد وثورة ومجاهد، وجزائر الثكلى بأبنائها تنبعث زوابع وعواصف الشوق والحنين في قلب خالد الرسام الذي امتشق الريشة بعد أن هوت يده التي حملت السلاح يوماً، والريشة والسلاح سيّان، كلاهما ريشة تعزف على أوتار الوطن. ففي فرنسا وعندما كان يرسم ما تراه عيناه، جسر ميرابو ونهر السين، وجد أن ما يرسمه هو جسراً آخر ووادياً آخر لمدينة أخرى هي قسنطينة، فأدرك لحظتها أنه في كل حال لا يرسم ما نسكنه، وإنما ما يسكننا.

وهل كانت أحلام مستغانمي تكتب ذاكرة الجسد أم أنها تكتب ذاكرة الوطن؟!! الأمر سيّان فما الجسد إلا جزء من الوطن وما الوطن إلا هذا الجسد الساكن فيه إلى الأبد. تتقاطر الذكرى مفعمة بروح الماضي الذي يأبى إلا الحضور في كل شيء متجسداً السي طاهر التي كما عرفها خالد طفلة رجل قاد خطواته على درب الكفاح؛ عرفها أنثى… كانت من الممكن أن تكون حبيبته، زوجته، ولكنها باتت زوجة في زواج لم يحضره، تلف الذكرى الصفحات، وتتهادى العبارات ممسكة بتلابيب الذكريات دون أن توقظ النفس ملل الحضور. الوطن والحبيبة يجتمعان، والثورة والحب ينصهران في بوتقة واحدة، ومزيجهما عطاء فكري، بعيد عن الخيال، للواقع أقرب، وللإنسان في صدق مشاعره وأحاسيسه أقرب وأقرب.

الجزء الثاني

فوضى الحواس

في الحلقة الوسطى.. وجدت جماليات اللغة المثيرة.. والحبكة التي تجعل الحواس في حالة فوضى.. والأسلوب الأنسيابي.. والتفكير العميق.. والتعابير المذهلة.. من ثلاثيتها..أعجبني هذا الجزء أكثر..

وقد كتب عنها الناشر

بإحساس الأنثى تكتب أحلام عالماً يموج بأحداث تعلو وتيرتها لتهبط وتتسارع لتبطء، والحواس المنتظمة لسيرورتها تتناغم والأحداث وتغدو في فوضى… فوضى يمتزج فيها الحب بالكراهية وتلتقي فيها الحياة بالموت… ويضحى الموت امتداد لحياة وبقاء لوطن

الجزء الثالث

عابر سرير
كان هذا الجزء جميل.. إلا أن الأجزاء السابقة كانت أجمل بالنسبة لي..

ففي هذه الرواية.. تنكشف الأسرار وينجلي الغموض..

وقد كتب عنها الناشر

“كل ما أدريه أنني مذ غادرت الجزائر ما عدت ذلك الصحافي ولا المصوّر الذي كنته. أصبحت بطلاً في رواية، أو في فيلم سينمائي يعيش على أهبة مباغتة؟ جاهزاً لأمر ما.. لفرح طارئ أو لفاجعة مرتقبة. نحن من بعثرتهم قسنطينة، ها نحن نتواعد في عواصم الحزن وضواحي الخوف الباريسي. حتى من قبل أن نلتقي حزنت من أجل ناصر، من أجل اسم أكبر من أن يقيم ضيفاً في ضواحي التاريخ، لأن أباه لم يورثه شيئاً عدا اسمه، ولأن البعض صنع من الوطن ملكاً عقارياً لأولاده، وأدار البلاد كما يدير مزرعة عائلية تربي في خرائبها القتلة، بينما يتشرد شرفاء الوطن في المنافي. جميل ناصر، كما تصورته كان. وجميلاً كان لقائي به، وضمة منه احتضنت فيها التاريخ والحبّ معاً، فقد كان نصفه سي الطاهر ونصفه حياة. كانت شقته على بساطتها مؤثثة بدفء عن استعاض بالأثاث الجميل عن خسارة ما، ومن استعان بالموسيقى القسنطينية ليغطي على نواح داخلي لا يتوقف… رحت أسأل ناصر عن أخباره وعن سفره من ألمانيا إلى باريس إن كان وجد فيه مشقة. ردّ مازحاً: كانت الأسئلة أطول من المسافة! ثم أضاف أقصد الإهانات المهذبة التي تقدم إليك من المطارات على شكل أسئلة قال مراد مازحاً: واش تريد يا خويا..” وجه الخروف معروف”! ردّ ناصر: معروف بماذا؟ بأنه الذئب؟ أجاب مراد: إن لم تكن الذئب، فالذئاب كثيرة هذه الأيام. ولا أرى سبباً لغضبك. هنا على الأقل لا خوف عليك ما دمت بريئاً. ولا تشكل خطراً على الآخرين. أما عندنا فحتى البريء لا يضمن سلامته! ردّ ناصر متذمراً: نحن نفاصل بين موت وآخر، وذلّ وآخر، لا غير. في الجزائر يبحثون عنك لتصفيتك جسدياً. عذابك يدوم زمن اختراق رصاصة. في أوروبا بذريعة إنقاذك من القتلة يقتلونك عرياً كل لحظة، ويطيل من عذابك أن العري لا يقتل بل يجردك من حميميتك ويغتالك مهانة. تشعر أنك تمشي بين الناس وتقيم بينهم لكنك لن تكون منهم، أنت عارٍ ومكشوف ومشبوه بسبب اسمك، وسحنتك ودينك. لا خصوصية لك برغم أنك في بلد حر. أنت تحب وتعمل وتسافر وتنفق بشهادة الكاميرات وأجهزة التنصت وملفات الاستخبارات”.

في زمن موت كرامة العربي، في زمن تهميشه في زمن احتقاره وامتهانه تضحي مساحة سرديات أحلام مستغانمي أوسع وأعمق، وبعيدة كل البعد عن روتينية الصنعة الروائية في استرسالاتها في انبعاثات أحداثها. فهي تؤدي مهمة تتجاوز الحدث، مخنوقة النفس العربية عموماً، الجزائرية على وجه الخصوص، مستلهمة من الواقع منولوجاتها الداخلية وحتى الخارجية، ممتزجة باليأس، وغارقة في لجج من الإحباطات. تسترسل أحلام مستغانمي في انسياحاتها السردية متماهية مع الجزائري مع العربي في آلامه وأوجاعه. في محاولة لتشخيص مرض وإيجاد علاج. من خلال أسلوب أدبي رائع، وعبارات ومعانٍ تميل إلى الرمز حيناً، إلى الواقعية أحاييناً مستدرجة مشاعر القارئ وفكره للتماهي في رحلتها التي شرعتها مع عابر سرير.

باختصار

اعجبتني الثلاثية جداً..

وأفكر بقراءتها من جديد إذا سنحت لي الفرصة..

لطفي منصور
05/08/2008, 10:49 AM
الأخت سناء المشعل .......... تحيّة
لك ذائقة فنيّة رائعة في اختيارك لهذه الثلاثية المتألقة ..
لقد قرأتها واستمتعت بأسلوبها وطريقة طرحها ونقدها أيما استمتاع ..
أحلام تمتلك أسلوبا يشد القارئ ويحدث عنده شوقا وتوقا للمتابعة ..
يعيش القارئ معها لحظات صدق ومتعة خيال وجمال تصوير ..
أشكر لك هذه الوقفة مع تحياتي ...

لطفي منصور

سناء المشعل
06/08/2008, 12:48 PM
الاستاذ لطفي

قد اسعدتني بمداخلتك الجميلة
وانا معك كم تلعب الحروف على اوتار المعاني فتجعلها
رائعة من الروائع او تجعلها بدون معنى

وهذه الرواية اثبتت ذلك لي

فاطمه بنت السراة
12/10/2008, 01:27 PM
:
عزيزتي سناء المشعل..
قرأت الثلاثية لكن ذاكرة الجسد كانت من أروع وأقوى ما قرأت لها ولغيرها.
عبقرية فذة صيغت بجمال وبهاء.

ذاكرة الجسد:
اعتبرها النقّاد أهم عمل روائي صدر في العالم العربي خلال العشر سنوات الأخيرة
وبسبب نجاحاتها أثيرت حولها الزوابع مما جعلها الرواية الأشهر والأكثر إثارة للجدل.
ظلّت لعدة سنوات الرواية الاكثر مبيعاً حسب إحصائيات معارض الكتاب العربية
(معرض بيروت – عمّان- سوريا- تونس- الشارقة).
حصلت على جائزة "نجيب محفوظ" للرواية سنة 1997.
وهي جائزة تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة لأهم عمل روائي بالّلغة العربية. جائزة "نور" عن مؤسسة نور للإبداع النسائي القاهرة 1996.
جائزة "جورج طربيه للثقافة والابداع " سنة 1999 لأهم إنتاج إبداعي (بيروت).
صدرت عن الرواية ما لا يحصى من الدراسات والأطروحات الجامعيّة عبر العالم العربي
في جامعات الأردن, سوريا, الجزائر, تونس, المغرب مرسيليا, البحرين.
اعتمدت للتدريس في عدة جامعات في العالم العربي وأوروبا منها:
جامعة السوبورن.. جامعة ليون و(إيكس ان بروفنس) و(مون بوليه) الجامعة الأمريكية في بيروت.. جامعة اليسوعية.. كلّيّة الترجمة.. الجامعة العربية بيروت..
كما اعتدمت في البرنامج الدراسي لعدة ثانويات ومعاهد لبنانية.
كانت نصوصها ضمن مواد إمتحانات الباكلوريا في لبنان لسنة ‏2003‏‏.
إشترت شركة أفلام مصر العالمية سنة 1998 حقوق الرواية لإنتاجها سينمائياً..
لكن بطلب من المؤلفة ألغي العقد سنة 2001.
أبدى الممثل العربي القدير نور الشريف أكثر من مرّة أمنيته في نقل هذا العمل الى السينما في فيلم ضخم, وعد بإيصاله الى مهرجان "كان" العالمي.
كما تداولت الصحافة العربية لعدة سنوات أسماء ممثلات رشحّن لأداء الدور النسائي في هذا الفيلم. ترجمت الى عدّة لغات عالمية منها:
الانكليزية. صدرت الطبعة الثانية سنة 2003. الفرنسية سنة 2003 عن دار Albin Michel
تصدر الطبعة الثانية هذا العام في سلسلة كتاب الجيب. الايطالية.. الصينية.. الكرديّة.

مودتي

أماني العاقل
12/10/2008, 09:05 PM
الأخت سناء اختيار رفيع،فالكاتبة أحلام تأسر قارئها بلغتها المكثفة الدلالات ،وأحيانا تيقظ احساسه لاستقبال العالم،أنا شخصياً،وقعت تحت سحر لغة فوضى الحواس لدرجة أفقدتني السيطرة على مفرداتي اليومية،وأشارك الأخت فاطمة بأن ذاكرة الجسد كانت الأكثر توهجاً.
أرجو أن تتقبلوا بداياتي في واتا بينكم.
تحياتي

احمد محمود القاسم
26/10/2008, 06:14 PM
الأخت الفاضلة سناء المشعل
اتفق معك بكل ما تفضلت به من تعليق وملاحظات على ثلاثية احلام مستغانمي، فعلا فقد اسرت احلام القاريء العربي بثلاثيتها من المحيط الى الخليج، انا حقيقة اكرر كلمة نزار قباني وتعليقه على كتابات احلام بقوله: (لقد دوختي وانا الذي لا أعرف الدوخان)، حقيقة قرات كتبها الثلاثة منذ مدة طويلة نسبيا، وكل ما قراته من كتب تقريبا كان يزول من ذاكرتي بسرعة، الا ما قرأته لأحلام مستغانمي، فما قرأته لها منحوت في القلب وفي العقل، لا يزول ابدا.
تحياتي لك سيدتي الفاضلة اطرائك واعجابك الشديد باحلام، وهذا يظهر جليا من تعليقاتك وكتاباتك عنها.

مزنة كمال
06/11/2008, 09:23 PM
السلام عليكم
الأخت سناء المشعل
أشكر لك أولاً اختيارك الجميل لروائية تملك ناصية اللغة تحركها كيف شاءت
لكن ألم يحن الوقت بعد لنبحث عما وراء الكلمات؟!
لنغوص في المعاني المعرفية أكثر؟
دعونا نتجاوز الشكليات، ولا ننبهر بفرد العضلات البيانية!
ولنبحث عن القيم التي تحترم الإنسان ككائن إلهي
أشكر كل من علق

مع خالص احترامي للجميع