المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صالح النجدي و زهراء الجنوبية - رواية - الفصل الأول ( 1 )



فاطمه بنت السراة
16/08/2008, 01:50 AM
:
:
:

صالح النجدي و زهراء الجنوبية


رواية
الفصل الأول

:

( 1 )




- صالح.
ولم يهتم للكُره الأسود في الصوت المجنون..

- صالح.
إنسَ كـل شيء، كـل شيء، كل شيء .. إلاّ الألم يا صالح..

- صالح.

شعر بالعقل يُحذره، يُوقفه،
لقد جأر الصوت وتجاوز الفضاء هذه المرة.
ماذا تريد الأفعى اليوم؟

- نعم.
طالعه وجهٌ جميلٌ مصبوغٌ بالغضب والسيطرة:
- ألا تسمع؟
- كنت أركض.
- لكنك تسير.
- أفكاري تسرع بي.
- إلى أين؟
- أي مكان.
- متشرّد.
- عامر وسعد، يخرجان كل يوم.
رفعت سبابة مصبوغ اظفرها بالأحمر الصارخ:
- أترك عامر وسعد لشأنهم.
- أحيانا يُرحبون بي.
واستطالت شفاه المرأة الجميلة بقرف:
- لا أظن هناك من يرحب بك غير كلاب الشوارع.
- أنا ابنك.
وأُطبقت الشفتين في رفض:
- عامر وسعد و … عفراء فقط.

لطمته الكلمة،
اسود لثقلها القلب،
للمرة المليون يسمعها منها، ويراها في نظرات جدّته، وعماته الثلاث..

- أعطيت للسائق إجازة اليوم، ولا رجل غيرك في البيت يوصلني إلى بيت أهلي.

"أمامي فقط تقول أهلي، وأمامهم بيت جدتك"
رفع نظرا حارا إليها سرعان ما أخفضه في خنوع:
- من أنا؟
- صالح!
قال في كُره مُجتنبا نظرات نارية لا يراها غيره:
- تقولين أنني لست بابنك.
- بلى ابني .. هل ارتحت؟ .. اذهب وجهز السيارة وإلا أخبرت والدك.

لم يهتم هذه المرة .. خرج وصفق خلفه الباب..


صالح كبر .. لم يعـد يُخيفه تهديد الكبار، و "علياء" يجب أن تُريحه من حيرته.

سـار في الشارع خائبا .. كل يوم يسير، وكل يوم يرى السراب في بؤبؤ العين..

أبوه موجود .. تصفعه هذه الحقيقة في حفيظة النفوس المسجل بها، لكنه ينكر أباه.. يلغي وجوده .. لا خير في أب جحد النعمة فألقاها في دار للأيتام.

وعلياء أُمه كلما غضبت منه تبرأت من أمومتها له .. كلما غضبت! ما أكثر نوبات غضبها .. يئس وهو يتذكر..

حقيقة واحدة يحفظها، لاشيء مريح في بيت أهله غير عفراء شقيقته، وسلمى حبيبته وكبرى عماته الثّلاث وأحيانا نادرة جدته طويلة الصمت.. عندما تفرض الصمت عليها وعلى من في البيت يخيل إليه أنها شيطان أخرس.


إمش يا صالح امش .. إنك تسير كل يوم آلاف الخطوات قبل أن تعرف أين تقف، ومتى تقف.
ما هو هدفك؟

قادته قدماه إلى شاطئ البحر .. قدمه ككل خلية في جسده، في رأسه.. دائمة التفكير، لكنها لا تقوده إلـى المكان الصحيح..

ترى أين هو المكان الصحيح؟
كيف هو؟
ما هو؟

ونفث محجريه نقطا كثيفة .. لا بأس على رجل يبكي أمام البحر .. ربما ابتلع ابنه أو أخاه..
هل قلت "رجل"؟
نعم رجل رغم أنف علياء الشامخ وجبهتها المتسيّدة .. رجل رغما عن الجميع
وأجهش بعدها براحة، إذ خلق لكبريائه العذر.


***

( يتبع )

محمد حسين بزي
16/08/2008, 02:18 AM
ونفث محجريه نقطا كثيفة .. لا بأس على رجل يبكي أمام البحر .. ربما ابتلع ابنه أو أخاه..
هل قلت "رجل"؟
نعم رجل رغم أنف علياء الشامخ وجبهتها المتسيّدة .. رجل رغما عن الجميع.
وأجهش بعدها براحة، إذ خلق لكبريائه العذر.

الأستاذة النبيلة فاطمة بنت السراة
بعد التحيّة والاحترام

هو الأدب الموسوم بالرفيع، هو ما يشرق بالنفس من غير علم كيف ومتى دخل، أو سكن ..؟
هو الشعور الذي يسكننا دفعة واحدة وكأننا كنا نسكنه قبل أن يسكننا ..
هو هذه الثنائية التي لا تفكك من الأحاسيس المشتبكة؛ إلا حين نُعرّفها: بالأدب الرفيع.
دمتِ فاطمة .. وننتظرك "رغم أنف علياء" عالية رفيعة.

فاطمه بنت السراة
16/08/2008, 03:09 PM
:
شاعرنا القدير محمد حسين بزي

أسعدني تعليقك الموسوم بتعبير أدبي رفيع
شكراً لذائقتك, وذوقك
سررت بالمصافحة الأولى

خالص الاحترام والتقدير

عبد العزيز غوردو
19/08/2008, 01:39 PM
مدخل يغري بالمتابعة..

أرى غيوما تتلبد في الأفق.. منذرة بقدوم عاصفة...

وتباشير الصراع ابتدأت منذ الآن...

لننتظر ونرى.. إلى أين سيقودنا هذا السرد الجميل...

أختي المتألقة فاطمة:

دام توهجك.. ومودتي...

" "

" "

ما قد سقط سهوا:
- أبوه موجود... لكنه ينكر أبوه (أباه)...
- ونفث محجريه (محجراه) نقطا كثيفة...

فاطمه بنت السراة
19/08/2008, 08:13 PM
:
أديبنا القدير عبد العزيز غوردو
أسعد الله أوقاتك بكل خير

ملخص الرواية: مأساة الأمومة والطفولة - في ظل غياب الضمير-
كتبتها بلغة شاعرية ربما تشد القارئ.. وربما العكس
والحكم للقارئ ولكم.

شكراً لكريم المرور

فاطمه بنت السراة
19/08/2008, 08:15 PM
ما قد سقط سهوا:
- أبوه موجود... لكنه ينكر أبوه (أباه)...

- ونفث محجريه (محجراه) نقطا كثيفة...

:


بل أنا التي سقطت خجلا :o

فاطمه بنت السراة
19/08/2008, 08:22 PM
:

( 2 )




- بخ بخ.
- أفرحة عفر؟
- ومَنْ لا تفرح وعندها أخ كالبدر مثلك، لا ينسى حلوى "عفر"؟
تأمل اللون الأزرق تحت قدميه:
- ضُرب بدرك بالعصا منذ دقائق.
- أبى يحبك، لكنك تغضب أمك، وأنت تعرف معزتها في قلبه.
- أعـرف يا عفر، وأشك في هذه الأُبوّة.
- صالح.
- دعي صالح لجراحه.
- أكمدها لك.
نظر إليها بحنان:
- هي في قلبي يا أخت صالح.
أطرقت برأسها.. رغم عمرها الغض هناك أمور يرفضها قلبها.. فروقات صارخة تراها دون أن تسأل لماذا؟
مشاعر الأمومة تسبغ على ثلاثتهم، عامر وسعد وهي، وصالح وحده من يحرم منها.





***





هي رحلة طويلة يا صالح، ووحدك فقط من سيمشيها..
ربما تقف قليلا لتأخذ بمشورة "سلمى" أو حتى الجدة..
هي رحـلة طويلة يا ابن تلك المرأة.


سمع (حي على الصلاة) تخمد تيار الغربة في رأسه..


أُصلّي؟


دائما متردد .. لن يكون معك إلا إذا أطعته..
"كُن مع الله .. ترى الله معك" هكذا تقـول سـبيكة الذهب، هديتها يوم مولدي .. أستغرب قسوتها الآن .. كأنها لا تعرف الله، لا تراعيه في بكرها..


انتشـل نفسه قبل أن يقع، توضأ وصلى.


كلما قهر تردده وصَلّى أحس بدبيب الراحة يسكن صدره، فتهدأ أفكاره، ويشرق أمل غامض بعيد.


- صالح .
طارت الراحة وضج القلب:
- أُمي.
- حبيبي صالح.
- سلمى.
- عمتك سلمى.
استكانت الخفقات الفزعة أمام نهر الحنان:
- منذ الصغر أناديك به، لا تقنعيني بغيره.
- أحبه منك يا صالح.
- آه يا سلمى.
وأسند رأسه على صدرها:
- طِيبك. تُذكرني رائـحته بماض عتيق.. عزّ قديم، وحياة كأني عشتها.
- دائما تسرف في الخيال.. ثم لا تنسى أنك تسكن حضني منذ الصغر، وأن طِيبي الذي يفتنك لم أغيره منذ… منذ سبع عشرة سنه.
- وهل عمري سبعة عشر؟
- لا . واحد وعشرون .. أصبحت رجلا يا صالح.
- نعم. رجل بلا هوية.
- أنت ابن رجل له مركزه واسمه .
- وهل كان له هذا في الصغر؟
- بالتأكيد.
- أي رجل هـو حتى يلقي بابنه في ملجأ للأيتام؟
رمت ببصرها الى الأرض ثم رفعته ثانية بحاجب أسود كالسهم:
- اسمها مدرسة داخلية.
- اسمه ملجأ يا سلمى – نطقها بتأكيد ومرارة - وكل الذي فيه أيتام، ومشردون، وأبناء فقراء.
- ألا زلت تذكر يا بني؟
- ومن ينسى تلك الحياة.. وعيت عليها في الثانية من عمري.. تلقفتني الأيدي هناك كعجين منخمر.. لم تكن رحيمة كما نقرأ عنها في الكتب.. كنا نبكي حتى لا نُضرب.. ونُضرب حتى نكف عن البكاء.. لا كرامة هناك لطفل يا سلمى.
- كفى.
- ولا هنا يا سلمى.
- أسكت.
- أين كنتِ وقتها؟
- في بيتي، مع زوجي.
- يُشـبه أبي؟
وتقلصت قسماتها اشمئزازا مسارعة بالنفي:
- لا! أبدا.
- أعلم .. كان طيّباً ورائعاً، ألم تخبريني أنه هو الذي أقنع والدي بإخراجي من هناك حين بلغت الخامسة؟
- بـلى، وقبلها فعل وحـاول، لكن أبـاك…
- أصرّ على بقائي هناك؟
- كان مشغولاً.
- وأمي؟
- كانت مريضة.
- أهي أمي؟
صمتت لثوان أمام السؤال الذي تـرهبه.. ثـوان خاطفة لن يلحظها سوى صالح:
- سـلمى أجيبي: علياء أم عامر، أهي أمي؟
- نعم.
قالتها بخفوت بارد.
- لِم يخفت صوتك أمام هذا السؤال؟
ولِم ينادونها أحيانا بأم عامر؟
مَن الكبير يا سلمى؟؟؟
- نم الآن، ونتقابل على الإفطار.
- وتحكين؟
- تغَطَّ جيدا.
- أجيبي يا سلمى.
- صالح.
تنهد بأسى جارا لحافا في لون الكفن على وجهه
- صالح تعِبٌ يا سلمى.




***

( يتبع )

فاطمه بنت السراة
19/08/2008, 08:36 PM
:
( 3 )



وكان نهار .. أخذ يقرأ فيه آيات بينات ليخمد أفكاراً سوداء " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا " .

- رائع . وتعرف القرآن !
انطفأت نداوة قلبه أمام حدتها.. كان خارجًا للشارع..
- أمُقتنع بها؟
- مَنْ؟
- واخفض لهما جناح الذل.
وانـدفع ألف موقف وسؤال، وتحفزت الطفولة الضائعة لتحكي، لكن اللسان تخاذل أمامها ككل مرة.
- هـي من كلام الله يا… هي من كلام الله.

وسـحب قدميه إلى حجرته، حيث أغرق خيبته في كتاب..
وبعد وقت قصير أطل وجه "عفراء" أخته الصغرى من فرجة الباب .. ترك نفسه على سجيتها .. وبحب ابتسم لها:

- تبطل القراءة لما تحضر "عفر".
ابتسمت بخجل:
- عمتي سلمى تريدك أن تؤمنا للصلاة.
انتشت الرجولة:
- هل حان وقت المغرب؟
- دقائق ويحين.
- قولي لها سيُصلي بكم صالح، لكنه ليس غاضبا منك يا سلمى، وأبدا لن يغضب منك..
- وهل أغضبتك؟
آخ يا عَـفر.. ذكاء سلمى ينقصك، كما ينقص سـلمى قليلٌ مِـنْ دلالـك على أبيك..


لِم رفضت سـلمى خُطّابها؟
لِم ارتضت لون الليل مع هذا الأخ؟
أهو الوفاء للزوج الحنون؟
أم رحمة المولى للطفل الصغير؟
أكدت عيناه ملامح وجهه في المرآة.

***
( يتبع )

فاطمه بنت السراة
19/08/2008, 08:42 PM
:
:

( 4 )



- عامر عامر عامر.

وحين حطت يداه على كتف الشاب أفاق .. أبعد سماعة المسجلة عن أذن أخيه، وضجيج الموسيقى كتكسير أطباق بيد طفل صغير.. ابتسم الأخ ببلاهة:

- أهلا صالح لم أسمعك.
- ليس بالأمر الجديد.
- موسيقى رائعة نزلت حديثا في الأسواق.
زفر في ضيق:
- أمك تريد الذهاب إلى السوق.
- مشاوير أمك دائما تبدأ بالسوق.
- عامر. ماذا قلت؟
- لن أذهب. بعد السوق بيت أهلها، وربما صديقاتها، ثم إيصال كل صديقة لبيتها.. إذهب أنت.
- أين سعد؟
وانتقلت الأعين إلى السرير الآخر:
- سعد مع أصدقائه، وأنا ليس معي رخصه.
- حتى قبل ساعة لم تكن معك رخصة ومع هذا خرجت.
- قلت لن أذهب. اذهب أنت.
- هي أمك، كما هي أمي.
- لو أنك لا تطيعها.. مثلي. ورفع بعدها تقاطيع وجه ملأى بالعناد.
- لو فعلت مثلك … سأُضرب.
قـالها بخجل وحِدّة ونظرات قد اخترقت ما تحت الأرض التي يقف عليها، ولم يفهم الآخـر:
- لا يوجد حُرّ يرضى بالضرب.
أوجعته الكلمة، وتعالى نداء احتجاج باسم صالح المتأخر على الدوام.
رقّص عامر حاجبيه في عبث:
- أرأيت. تريدك أنت.

في السوق عندما كثرت الأغراض وتعددت، شحت النقود في يد "علياء" .. لم يجد غير مكتب أبيه القريب من السوق، وفي الحجرة العتيقة الثمينة الأثاث تلاقت الأعين في برود:

- خير؟
- أريد ألفي ريال.
- تأدب يا ولد.
ابتسم بتشف وهو يعيدها بالاشاره:
- ألفين من الريالات.
- لست بخزنة لك.
- ولا لغيري؟
- ولا لغيرك.
نظر إليه وعلى شفتيه نفس الابتسام والتّشَفّي:
- اشترت أمي ملابس من السوق، ونقصت النقود ألفا ريال.
- متى؟
- الآن.
- هل ما تحتاجه أمك ألفا ريال.
- خطوات فقط وستسمع بأذنك صدقي.. إذهب لها.
- أهي في الخارج؟
- وعلى بعد خطوات فقط.
- خذ, وبلا فلسفه.
ناوله النقود، وقبل أن يترك الفتى المكتب بصق بغيظ على السجاد الفاخر..

في السـوق أوقفته قطعة قماش عنبرية اللـون، موشـاة بالذهب والقصب ..
كأنها لك يا سلمى..
وبعد صلاة العشاء اشترى القطعة العنبرية اللون من مدخره، وتسلّل بها الى حجرته حيث أخفاها عن العيون.


***
( يتبع )

فاطمه بنت السراة
19/08/2008, 08:55 PM
:
:
( 5 )



ما بال أفكارك يا صالح؟
أصبحت كالطنين .. طبل وزمر لا كسم لهما؟! شـد شـعره الناعم بعنف وهو يتذكر جدته..
هل حان وقت الكلام يا جده؟
وارتسمت عيناها الذئبيتان بوضوح في مخيلته، فجفل .. كأنها عينا رجل ألقاني ذات يوم في دار للأيتام.

صعد السلالم الى – العلية – وزحام الأفكار يطارده، وكثير من الصور تظهر وتختفي ثم تظهر في تحد ووضوح.. لاحت له غرفة الجـدّه اليتيمة في ذلك الدور..

لم غرفة الجد والجدة دائما فوق؟
هل في (علوهما) كثير من التقدير من قبل أبنائهم البررة؟
أم أن دورهما في الحياة انتهى، فأقصيا بعيدا؟

اجتاز السطح الواسع حتى وقف أمام الباب .. ببطء طرقه بقطعة الحديد الدائرية المثبتة في الباب، وقبـل أن يسمع الأذن بالدخول، دخل..

- السلام عليك يا جدّة .
فتحت العينين الجارحتين، أجفل حقيقة هذه المرة.. كأنها ماض بشع..
- مساء الخير يا جدّه.
- هل وقت القهوة حان؟
جئت لهذا يا جدّه؟... وتشربها هنا، معنا؟
- نعم يا جدّه.
- بارك الله فيك.

وتسللت عينا العجوز إلى أول أحفادها .. ماض عزيز، "وزهراء" عروس الجنوب متضمخة بالطِيب والفرحة .. يشبهك صالح يا زهراء .. نفس الحزن في العينين، نفس الأنف الأشم، والفم الرقيق..

أين وضعتك الأقدار يا زهراء؟

أثناء شرب الشاي مع الجميع، قصّ على الجدة حلما أخترعه ليسبر غورها.. ليثبت كذبة أقسموا كلهم أنها حقيقة.. أمه، أبوه، مولده... وأجفلت الجدة من الحلم.. لقـد فسّرت البيت مولده، والمرأة النائحة بزهراء، والبيت الآخر حُضنها ومكانه الجديد..
لم تحدثه بهواجسها، لكن عينها اليمنى طرفت أكثر من مرة، وريقها الذي جف وهي تؤكد أنها أضغاث أحلام، فضحاها..
عمته "صالحة" الزائرة أسقطت فنجان الشاي من يدها عندما فسر الحلم نفسه.
وسلمى عمته منذ منتصف الحكاية أحنت رأسها إلى الأرض، ويداها تعبث بحبات رطب أصفر منثورة في صحن كبير.
وانتصر الفتى رغم حرجه من الكذبة التي صُدقت.. هاهو شعاع فجر قد ظهر..



***



في التاسعة سمع بُوق عربـة الوالد، ثم حديثه في الصالة وضحكاته الخشنة المحشوة بأرز العشاء ولحمه وفاكهته.. لا يذكر أن رأى أحدا يأكل ويضحك ويتكلم في آن واحد كأبيه.. مسح اشمئزازه سريعا لما فتح الباب:

- سعد.
- العشاء جاهز.. جميعنا هنا.
قالها وهو يمسد شعره الطويل الناعم:
- منذ يومين لم أرك.
- ولا أنا .. هل اشتقت لي؟
- نعم.
- صحيح؟
- صحيح. لماذا تسأل؟
- احلف.
- سعد.
- كنت أظنك بلا قلب.
وأمـام النظرة المُهددة بالبلل، تـراجع:
- آسف. لكنك لا تفصح عن مشاعرك. كأننا غرب ولسنا أشقاء.
- صدقت كأننا غرب في هذا البيت.
- هل أنت غاضب مني.
- منك؟ لا.
- إذا قم معي.
- أعذرني تعشيت مع عمتي سلمى.
وزأر الفتى في مرح:
- حبيبة القلب سلمى.. كأنها عمتك وحدك.
وضع صالح يده على قلبه, كأن ما قاله أخوه صحيح .. وحدها سلمى له، ووحده هو في قلبها.

- إسهر معنا.
- لست من عشاقه.
- نصف ساعة فقط.
نصف ساعة تعني دهرا كاملا مع الوالد و "علياء " بهذا فكّر الفتى: علياء
التي سـتلقمه الشهد بيديها مادام الوالد موجودا، علياء غريبة التصرفـات..

نبهه الصوت المتعجل:
- صالح ماذا قلت؟
- أنظر رواية جديدة نزلت اليوم في الأسواق.
- رائع. هل انتهيت منها؟
- ابتعتها لك.. عرفت أنك تتابع هذه السلسلة.
- أنت رائع يا صالح.
وخـرج المراهق بالرواية ناسيا طـلبه.
***

( يتبع )

فاطمه بنت السراة
21/08/2008, 02:45 AM
:


( 6 )



انتظم نومه، فأصبحت صلاة الفجر عادة موقوتة عنده، وراحة ما بعدها راحة، خاصة بعد قراءة آيات من كتاب الله عقب الصلاة..

وسـلمى بدت في انزوائها عنه كأنها تتجنبه، منـذ الحلم الكاذب لم أرك يا سلمى. هل أوصتك العجوز بالابتعاد عني؟ هل حان وقت القطاف؟

تيارات ومشاهد من طفولته تأبى إلا أن تقف أمامه، تتحداه في أن يفسرها، وهو لا يملك تفسيرها.

وضع في ملجأ للأيتام وهو ابن سنة واحدة، وأخرج من الملجأ وهو ابن أربع سنوات، فجأة صفعوه بعد جفاف بأب, وأم, وجدة, وعمات, وأخت, وشقيقين؟!

لم يعتذر أحدا منهم عن عدم وجوده معهم في السابق،
ولم يفهم لماذا هو الآن .. معهم.

حتى هو كان مشغولا عنها بأفكاره .. بانزعاج الجدّة والعمّة صالحة.. بالنظرات الحذرة التي رآها فـي عينَي سلمى خلال الأيام الخمسة الماضية.

ماذا في الأيام من خطوب؟

انتفض واقفا مبعثرا خواطره حينما رأى الوالد فجأة أمامه…

- سمعت أنك تشرب.
- أشرب ماذا؟
- تدخن؟
- لا. لم أفعلها.
- اِقترب.
شم فمه، وفحص أسنانه وأنامله..
- لو كانت للآيات رائحة لشممتها في فمي.
انتبه الأب للصوت الجاف المشحون بكل شيء إلا الخوف .. طالعت عينيه كتاب الله وسجادة الصلاة..
تنحنح في حَرَج:
- صليت الفجر؟
- الحمد لله.
غمغم الأب:
- المسجد قريب بارك الله فيك.
فهم مقصده فقال على الفور:
- نعم. إن شاء الله.

وخرج الأب بسرعة مثلما دخل .. وهزئ الفتى منه في سره، ماذا لو أجبته: لأنك موجودٌ مع المصلين!

سخر من دخوله متذكراً أنه فعلها في الصغر، ومن سجائر أبيه نفسها، لكن سلمى منعتها عنه!!


لم يُغضبه ظلم أبيه وتجنيه عليه..
ربما اكتسب – مناعة – من ناحية أبيه، لكن ممن سمع هذه المرة؟
من دسّها له؟!

وحزّت في نفسه .. ألقى بالأفكار جانبا، كأنما هي الأخرى أصابتها مناعة الحل والربط .. ودخلت "سلمى" فزعه:
- ماذا كان يفعل عندك؟
- ظن أني أدخن.
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
- سمع أني أدخن.
- إن بعض الظن إثم.
- شم فمي.. فحص أسناني وأظافري!
- وظهرت براءتك.
- عاملني كمجرم.
- ليست أول مرة.
- ولا آخر مرة.
زفـر بعمق. فتوجع القلب الذي ربّى:
- يا ولدي.
- أين كنت عن ولدك طوال هذه الأيام؟
- كانت جدتك مريضة.
- أبعدوك عني.
- لماذا؟
- حتى لا أسـألك عن المرأة التي في الحلم .. عن أمي.
- صالح.
- شهقتك الصادقة تؤكد لي أن أمي ليست هذه، ليست علياء، ولا أبي أيضا.
- صالح.
- آه يا أمي.
وأبعد رأسه عن حضنها، وتمسك الاثنان بالوقت والصمت والرجاء.

- فيم تفكر؟
- أريد أن أنام.
- أجبْ يا ولدي.
- أريد أن أنام.
- سيعييك ما تبحث عنه.
- أريد أن أنام.
- صالح.
- أريد أن أنام .
- غاضب من عمتك؟
- …
- راض عنها؟
- …
- لم تنطق اليوم اسمي!
- لعابي مُرّ، وريقي جاف، واسمك دائما رطب.
- ظننتك ابني القوي.
جرّ على جسده الغطاء مخفيا وجهه:
- ابنك قوي، مادمت معه يا سلمى.

***

( يتبع )

فاطمه بنت السراة
21/08/2008, 02:51 AM
:


( 7 )



حاول أن تصل يا صالح .. أمك اسم آخر غير "علياء"، وبيتك فردوس مفقود .. والبحث والإرادة ستدفعانك الى الخطوة الأولى قفزا..

حـاول يا صالح، فعلياء بدأت تسـتاء من جمودك ونظراتك الطويـلة لها .. وأبـوك عجينها المتخمر على الدوام..

اِبـدأ يا صالح، ابدأ..
عامـر وسعد وعفرا يحبونك فلا تخسرهما..
وسلمى حضنك الدائم، وعزّك القديم..
وجدتك هي البالون الضخم الذي ابتلع كل هواء رئتيك..
حاول معها يا صالح، اجعلها بدايتك حتى لو فقأت بعصاها المعقوفة إحدى عينيك .. ابدأ يا صالح، ابدأ..

طرق الباب يدفعه حزم جديد:

- جدّه.
- نعم يا صالح.
كشوال فحم عتيق تدثرت بالسواد، لم ير إلا وجهها.. كانت مستيقظة وعينيها تبرقان في الضوء الخافت..
- أين أمي؟
صمتت قبل أن تجيب:
- في حجرتها.
- ما اسمها يا جدّه؟
- علياء.
- علياء ليست أمي.
- إعقل يا ولد.
- من أمي يا جدّه؟
- علياء.
- ساعديني يا جدّه.
أغمضت عينيها أمام إلحاحه حتى لا يقرأ ما دُفن فيها منذ سنوات طوال:
- إعقل يا صالح.
- سأترك البيت.
- لن تقدر.
- من يمنعني وقد كبرت؟
- حضن سلمى، الدفء الذي هنا.
- أبحث ثم أعود.
- هو ملجؤك الوحيد.
- كانت دار الأيتام في يوم قديم، ملجأي الوحيد.
- أنت جاحد يا ولد.
- أريد أمي.
- علياء أمك.
سالت دمعة قهر واحدة من عينيه أمام عنادها:
- انطقيها يا جدّه.
- امسح دمعك. أنت رجل.
- آه يا أمي.
- أمك علياء، وأنا، وسلمى.
- آه يا سلمى.


جرجر خطاه الى الشارع، ليمارس حوار إنساني مع كلب ضال..
وتكهرب عقل الجدة،
كبُـر صالح يا زهراء، وبات يهذي بك..
كبُـر ابنك يا زهراء.


( يتبع )

فاطمه بنت السراة
21/08/2008, 07:25 AM
:


( 8 )



بعد صلاة الفجر ألقى بخيبته الباقية في حجر "سلمى" المرعوبة من جرأته..
ربّتي يا سلمى .. مارسي الأمومة معي قبل أن يخمد البريق..
شمّ العطر العتيق، وضحكت سلمى:

- ماذا قلت لجدتك؟
سخر من الموقف، طالعت عيناه عينَي سلمى القلقتين:
- طمئنيها .. قولي لها صالح لم يهرب بعد.
- أو كنت تفكر فيها؟
- هي حقي يا سلمى حتى أجد من أبحث عنه.
- تُهدّد فقط؟
- أطفال الملاجئ دائما يُهددون.
- كل الصغار رائعون.
- في المكان الذي عشت فيه لم يكن هناك صغارٌ رائعون.
- أحرقت طفولتك يا صالح.
نظر إليها ملياً وثلاثة سنوات كلها ليل مرت أمامه:
- عزّ الحنان يا سلمى.
- يا ولدي.
- شح الأكل هناك.. كانت قطعة الحلوى كأمي الآن .. حلم غامض، بعيد!!
- آخ يا ولدي.
- سألت العجوز اليوم عن أمي.
- أغضبتها يا صالح.
- كانت جافة معي، كعودها الضئيل.
- لا تفعلها ثانية، هي أمي.
- وأنا أين أمي؟
- صالح.
- سأخرس يا سلمى.
- ماذا ينقصك؟

صمت بتفكير قبل أن يجيب:
- الحقيقة، وأُم تخلق المستحيل لأبنائها كما تفعل علياء معهم.
- ألم أفعل أنا معك؟!
- لست أمي يا سلمى.
- رفضت خُطّابا لما كنت ضئيل العود.. قهرت القلب والجسـد ليحضنا ضعفك الآن وفي ذلك الوقت,
أعطيتك عمري ولم أندم.
واختنق بها صوتها

- وصفتني العجوز بالجحود.
ولم يتلق إجابة:

- أنا جاحد معك يا سلمى.
- أنت ابني الذي أوقفت عمري لأجله.
- أنا ابنك يا سلمى.

لانت قسـماتها الباكية أمام الحب القديم:
- تردد اسمي دائما يا ولد.
- هو الوحيد الذي لا يخيفني.
- وهل تخيفك بقية الأسماء؟!
- على الأقل أنتظر شرّا من ورائها.
وأشرق وجه العمّه:
- أتعرف؟ لقد أحببته منك.
وابتسم في غموض:
- ومنه يا سلمى.
وسرح نظرها في البعيد:
- كان يردد اسمي في كل وقت، حتى وهو مع أهله.
- أأذكرك به؟
- أنت أسطع منه.
- هو ذكرى يا سلمى؟
- نعم هو ذكرى حلوة يا بني.
- سأتزوج أول سلمى أصادفها، أو أسمع عنها.
- وتنسى سلمى العتيقة؟
- أنت فرحة أيامي يا سلمى.
شـمّ باطن كفها كما عودها منذ الصغر:

- انظري ما أحضرت لك.
- أهي لي؟
- لك يا سلمى.
- حرير موشى بالذهب .. كأنها خيال .. ماض قديم عشته مع رجل فريد .. من أين لك بالنقود؟
- مدخري طوال العام.
- يا ولدي.
- أو تظنين أنك لا تستحقينها!! بلى ورب الكعبة يا سلم تستحقينها.
- يا حبيبي. كأنها صنعت لي .. أعشق لونها العنبري.
وانتشى الرجل الصغير:
- حينما رأيتها فـي المحل، شاهدتـك فيها .. قلت هذه لسلمى.
- يا حبيبي.
وأجهشت بالبكاء..
- عندما أتزوج ستعيشين معي، في بيتي يا سلمى.
وضحكت دموعها:
- كبرت يا صالح.
وسـطعت كذبة الحلم كالحقيقة أمامه، ولاح حضن زهراء في البعيد، وطريق غامض خاله طويلا:
- لا. ليس بعد يا سلمى.


*** ( يتبع )

فاطمه بنت السراة
22/08/2008, 04:50 PM
:


( 9 )



أتى الصيف .. وشعر بدوار النهاية .. بفرحة النجاح التي خنقته بالمفاجأة .. لقد نجح .. صالح نجح..
سـجد لله شكرا، وهو يحسب الساعات التي قضاها فـي حفظ المقررات..
هزته الرحلة، وقبل ساعة الصفر قرر أن ينجح.. يخرج على وجه الدنيا.. يغادر الثانوية العامة التي تخبط فيها أعواماً خمسة..

رحلة الحياة ستبدأ منك يا صالح، أنت فقط قبطانها الأوحد..
بهره التحدي فقرر أن يحشو في العقل ما حوته الكتب، ليس مهمًا أن يفهم، الأهم تدوين ما حفظه، والعبرة بالنتيجة..
ونجح، وابتلع فرحته اليتيمة أمام ذهول أخويه الكسيرين، وصراخ علياء المولولة في الدار من الخسارة والفشل.. ثم أطلقها غامرة في حضن سلمى آخر الليل.

- مبارك النجاح يا حبيبي.
وتفكر الفتى:
- هو الانتصار الأول.
- تعبت يا صالح؟
- تعبت يا سلمى.
- طعم النجاح، كيف مذاقه؟
- كالشهد، ولسانك، ودفئك يا سلمى.
- ماذا تعد للمستقبل .. الجامعة أم عمل أبيك؟
- أبدأ حياتي يا سلمى.
ولم تفهم ربيبها:
- تتزوج؟!
- أتزوج يا سلمى.
- وتأخذني معك .. في بيتك؟
- في بيتي يا سلمى .. أنـت وسلمى الأخرى، و……
ما اسمها يا سلمى؟
- منْ؟
- أمي.
- أنت مجنون يا صالح.
- سيغادر المجنون هذا البيت ليبحث عن أمه.
- وتتركنا يا ولدي؟
- ليس لي غيرك في هذا العالم يا سلمى .. سأعود لآخذك.
- سأخبر العجوز.
- اخبريها يا سلمى.
- مُصمّم يا ولدي؟
- مُصمّم يا سلمى.

داهمتها لحظة تفكير حُره.. لم لا يرتاح الفتى وقد كبر؟! وقررت بحزم:
- تعال معي.


( يتبع )

فاطمه بنت السراة
22/08/2008, 05:45 PM
:


( 10 )



وفي حجرة العجوز أشعل الضوء، وبانت الكتلة المنتظمة الأنفاس كشوال فحم مهذب، مجلل بالسواد.. وراع سلمى السواد:
- أمي. ما هذا الفأل؟

انتفضت العجوز جالسة:
- حلمت أن عزيزا فقد منا.
- لعله أنا يا جدّه.
- منْ معك يا سلمى؟
- أنا صالح يا جدّه.
- اجلس يا ولدي.
- جئت مودعا يا جدّه.
- لن تجد ما تبحث عنه.
- وما أدراك عما أبحث؟
- لا ترحل يا صالح.
- سأفعل يا جدّه.
- إجلس يا ولدي.
- آن الرحيل يا جدّه.
- هاهو حلمك قد تحقق .. وحلمي كأنه أنت .. إجلـس يا ولدي.

جلس على حافة سريرها، متأملا الملامح الشاحبة في الضوء الخافت:
- إحكي يا جدّه؟
- ماذا تريد؟
- الحقيقة .. أمي وأبي ومنشأي.
- أنت الآن بينهم.

كره عناد العجوز:
- عزمت النيّة يا جدّه.

- كبر الولد يا زهراء.
- صالح مُصغ يا أمي.

ولولت العجوز بحرقة:
- آه يا زهراء.. بكائك يومها ملأ الأسـماع والحناجر.. زهق الباطـل يا زهراء، زهق الباطل يا زهراء.

- من زهراء يا جدّه؟
- هي أمك يا قلب جدّه.
- إسمها زهراء؟
- إسمها زهراء يا جده.
- وعلياء؟
- زوجة أبيك.

إعتقل رأسه بين يديه..
كثير على قلبه الفتي مـا سمعه وإنْ كان منذ البداية شاعرا به..
لم تُبهجه الحقيقـة كما توقع..
أفكار وذكريات كثيرة تضاربت في رأسه..
تنهد في ضيق وعينيه مكبلتين في الأرض:

- أين زهراء .. الآن؟
- في قريتها، إن كان الله قد أعطاها الصحة.. والعمر.
- كانت مريضة؟
- مرض عضال.
- لم تُشفَ؟
- كالميتة كانت بيننا، سنتان ونصف السنة، ثم رحلت للقرية.
- طلقها؟
- نعم.
- لم يرحمها حتى وهي ميتة!
ومسحت العجوز دموعا سالت على تضاريس الوجه المتغضن:
- اتق الله في أبيك، ما أدراك عن ظروفه.

رفع عينيه في تساؤل إلى الجدّة:
- وأنت. أين كنت عن زهرة وابنها؟
- أُُجبرنا على الصمت.
وزمجر الفتى:
- قُتل الخوف. ولاح أمامه شبح والده بجبروته وصلفه..
- الخوف هو الخوف.
- كيف أجدها؟
- ليس لها عنوان.
- اسم عائلتها؟
- ستشقى يا صالح.
- بلّي الريق ولو مرة يا جدّه. وانتفض بحدة يريد الخروج..
- ستخبرك سلمى.. وستعطيك عقدي ونقـودي لتبحث عنها..
أعطه يا سلمى، واخبريه أني أحببتها من كل قلبي، وأنني ماطلت في طلاقها وهي عِظام..
أخبريه يا سلمى، وأعطـه ما يريد .. آخ يا زهراء.

***

( انتهى الفصل الأول ويليه الفصل الثاني والأخير إن شاء الله )
:
:

جمال رزق
22/08/2008, 11:19 PM
الرائعة فاطمة
السلام عليكم

تحية لك على هذه الأحاسيس المرهفة التي تكتب النص معك.

فايزة شرف الدين
24/08/2008, 11:22 PM
الغالية فاطمة
بدأت في قراءة الرواية منذ أمس .. بدت لي حتى الآن كرحلة في نفس شاب مقهور .. عرف منذ نعومة أظافره أن هناك لغزا في حياته .. مشتت الفكر في أصل منشأه .
القصة حتى الآن مشوقة .. رغم أن موضوعها ليس بجديد في الأدب عامة .. إلا أن أسلوب فاطمة بنت السراة أعطاها تميزا ومذاقا جديدا .
الواوات كثيرة .. وأجد أنك تعمدت ذلك .. كأنما لسان حالك يخبرنا أن الأحداث موصولة بما قبلها ..
يا ليت يكون هناك توضيح أكثر للحديث الدائر بين الأشخاص .. حتى لا يرهق ذهن القارئ بشخصية المتكلم .
وسأتابع الفصل الثاني إن شاء الله .

فاطمه بنت السراة
25/10/2008, 08:50 PM
الرائعة فاطمة
السلام عليكم

تحية لك على هذه الأحاسيس المرهفة التي تكتب النص معك.
:
أخي الكريم جمال
شكراً لذوقك ولحسك النبيل

لا عدمتك