المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار هاتفي بين سيدتين



زاهية بنت البحر
13/12/2006, 01:41 AM
أم عامر صديقة قديمة ..مثقّفة .. نبيلة وذات أخلاق حميدة ..تخاف الله , وتحب الخير لكل من حولها, تشاركهم أفراحهم , وأتراحهم لكنّها فضوليّة تحشر نفسها في أشياء لاتعنيها..شيء آخر كان يتعبها ,وأهلَها هوتفكيرها في شتّى الامور, وإبحارها في التّفسيرات المختلفة لما يواجهها في الحياة لاتسكت على كبيرة ولاصغيرة دون أن تشبعها تفسيرًا وتأويلا حدَّ مضايقة الآخرين منها ..حقيقة هي متميزة جدًا لكنَّ تميزها هذا لم يكن في صالحها عائليا ولا اجتماعيا.
امرأة يراها الجميع أنموذجا نادرًا في هذا الزمن .. ربما كان وضعها الخاص كلها على بعضها بشكل عام -على ضيق البعض منها -هو الذي جعلها محبّبة إلى معارفها.
قالت لي ذات يوم بمحادثة هاتفية :
صدّقيني , كانت صدفة تلك التي سمعت فيها المكالمة التي دارت بين سيّدتين لاأعرف عنهما من قبل شيئا.
سألتها:وكيف التقطت تلك المكالمة؟
أجابت:كنت أحاول الاتصال بعيادة زوجي لأمر هام , وحدث أن تشابكت خطوط الهاتف مع بعضها بعضا , وهذا أمر يحدث كثيرا, وهو يستهوي البعض منّا.
سألتها:أكان من الضّروري أن تستمعي إليهما؟
ردّت بارتباك وخجل: في بادئ الأمرهممت بإغلاق السّماعة .. لكن ما سمعته بعد ذلك أثار انتباهي..
تألمت كثيرا وأنا أتابعهما..لاأخفي عليك أنني كنت في بعض اللحظات أبكي من هول ما أسمع.
سألتها بسخرية:أتبكين وأنت تسترقين السّمع, وتتنصّتين على أناس لاتعرفينهم؟!!يالرقّة قلبك ياصديقتي!!!
أجابتني بحياء ممزوج بالألم:هذا ما حدث.. الحوار أثار فضولي , وأنا على ثقة لو أنَك كنت مكاني لفعلتِ ما فعلتُ.
قلت لهابثقةأكبر من ثقتها : لاأظنّ ذلك, لأنني ببساطة لاأحبّ أن أتجسس على النّاس, وبالمقابل لا أحبّ أن يتجسس عليّ أحد ..لكلّ منّا أسراره الخاصة التي لايريد أن يطّلع عليها الآخرون..
قالت بجدية وحماس :لاأخالفك الرّأي .. لكنّ حديث هاتين السّيدتين شيء لايصدّق , ولا يقبل به عاقل ..
قلت لها :ومع ذلك لاشأن لك بهما لقول الله تعالى (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)
فقالت : صدق الله العظيم
فقلت لها :فلم فعلت ذلك اذن ؟
أجابتني هذه المرّة بشيء من الحدّة:سأحدّثك بما سمعت, ولسوف تقرّين بأنّ ماسمعته هو مأساة حقيقية , ومشكلة اجتماعية متفشّية يجب التّخلص منها.
فقلت لها : ربّما كان الأمر كذلك ..لكن رغم
فقاطعتني بصوت عال : بل أجزم بذلك خاصّةإذا جاءت الفعلة النّاقصة ممن يدّعي الثّقافة والعلم, ويتّخذ من التّدريس مهنة له ..إنّهم ينشئون أطفالنا وشبابنا على مبادئهم الخاطئة, وسيكونون أمتدادًا لهم في المستقبل بطريقة أو بأخرى, بربك أجيبيني كيف يكون ذلك؟
أجبتها بشيء من الأسى :قد يفلسف بعض المتعلمين النّاقصة, فيجعلونها في صالحهم, وبذلك فانّهم يتفوقون على الجهلة, ومن هم أقل منهم نصيبا من الفهم ,والعلم ياصديقتي.
سألتني بغضب:لماذا إذن يعلمنا الأهل مبادىء الأخلاق الحسنة؟
أجبتها ساخرة: كي نتنصّت على المكالمات الهاتفية.
ردت بحزن : سامحك الله على هذه الشّتيمة الذكية ..أجزم بأنك عندما تسمعين بعضا مما سمعت منهما ستلتمسين لي عذرًا.
قلت لهاعاتبة :ليس المهم في التماس الأعذار, وفلسفة الأمور أن تجدي لنفسك مبررًا لما فعلتِ.
فقالت بصوت يرتجف ضيقا وحزنا :ورغم ذلك سأحدّثك بما سمعت.
أجبتها محبطة:إذا كان لابد من ذلك فهات ماعندك .
تنهدت بألم ثم قالت:أشعربحاجتي للكلام لقسوة ماأعانيه من مشاعر شتّى, وتأبى نفسي المعذّبة السّكوت عليه.
أحسست بمعاناتها القاسية فقلت لها: تحدّثي ياصديقتي وأريحي نفسك من همِّها الثقيل .
قالت بشيء من الارتياح: باختصار ,هما سيّدتان ,كانتا تعملان بالتّدريس ,إحداهما مدرسة فنون تشكيلية ,والثّانية لمادة اللغة العربيّة.
قلت لها:يفترض في مثل حالتهما أن تكونا رقيقتي الشّعور لأنّ الأدب والفنّ يهذّبان النّفس الانسانيّة.
ردت محتجّة :لم ألمس في حديثهما شيئا مما ذكرت .. هما في العقد السّادس من العمر , متقاعدتان منذ سنتين إحداهما تدعى أمّ فادي , والأخرى لم ألتقط اسمها, ولكن الأولى تفكر أكثر من الثّانية التي كما يبدوللسامع استهتارها بأمور كثيرة .
قلت ضاحكة:لهما أخوات كثيرات في مجتمعاتنا , فأين المأساة ؟
أجابتني بعد أن أطلقت زفرة حرّى: حسنا سأخبرك بها, دخلتُ الخطّ عليهما مصادفة, والمرأة السّاخرة تقول: هل يعقل ياأمّ فادي أن أزوّج ابنتي لرجل متزمّت مازال يتمسّك بعقليّة قديمة بالية ؟ تصوّري من أجل منشفة كاد أن يوجد مشكلة !
ردّت أمّ فادي : هذه الأشياء لاتهم مادام الرّجل يملك سيّارة وبيتا واسعا, ومكتبا فخما , وله دخل محترم ,والكمال كما تعرفين لايكون إلا لله.
قالت الأخرى:لكنّه قد يسبب لها بعض المشاكل في المستقبل .
فقالت أمّ فادي : مهما يكن حاله يبقى أمره أسهل بكثير من أن تتزوّج من رجل فقير , وتسكن معه في بيت أهله, وكما تعرفين شباب اليوم ليس لديهم القدرة على فتح بيت للعروس من بابه إلى محرابه , عريس ابنتك لقطة رغم ماتسمينه عيوبًا.
قالت الأخرى:ابنتي جميلة جدًا وهو لايملك رصيدًا جماليًا, إضافة للغيرة التي تسكنه , تصوّري يريد أن يمنعها من الذّهاب الى الداّئرة التي تعمل فيها, ويحرمنا من الرّاتب الكبير الذي تتقاضاه من الوظيفة ..عقليته لاتعجبني ياأمّ فادي, إتّه دقّة قديمة, فلا يحبّذ خروج المرأة من البيت إلا للضرورة القصوى.
قالت أمّ فادي:ليس من الضّروري أن تخرج معه في الطّريق , فلتخرج معك أثناء غيابه ,ولكن للحق أسألك :هل هناك أجمل من أن تكون ابنتك سيّدة بيت محترمة ؟الوظيفة لمن هي بحاجة للمال .
قالت الأخرى :ربّما, ولكن رغم ذلك فانّ أسرته مازالت متمسكة بالتّقاليد القديمة, وتنظرإلى الفتاة المتحررة نظرة أخرى.
ضحكت أمّ فادي قائلة: بإمكانها عدم مخالطتهم ,المهم الآن ..السّيّارة, والمال ..الجاه, والعزّ , والفخفخة,إنّه عريس لقطة لايجود العمر بمثله .
قالت الأخرى:لكنّه يكبرها بعشرين عاما .
همست أم ّفادي :لم يعد هذا الامر مهما الآن أمام المعطيات الأخرى ,المهم هل ابنتك موافقة على الزّواج منه؟
ردّت بحرقة: نعم وهذا أكثر مايغيظني منها.
سألتها أمّ فادي بخبث: لماذا؟
ردت الأخرى: لأنّ ابنتي فتاة بسيطة من السّهل السّيطرة عليها.
قالت أمّ فادي : ولكنّك من أشدّ النّساء مكرًا ..لن تبخلي عليها بأقوى الدّروس ..أنت أستاذة في مثل هذه الأمور, أم نسيت كيف أخذت والدها من أهله . وعاش معك كما تريدين؟
أجابت بدل وقد علت ضحكتها :لا ..لم أنسى ذلك ولكن
قاطعتها أم ّفادي قائلة:لاتخافي عليها مادامت لها أمّ مثلك أبشّرك ولي الحلاوة , فلاأهل العريس , ولا أحد من النّاس يستطيع مسّها بسوء مادمتِ على قيد الحياة .
ضحكت المرأتان بصوت عال , ومالبثت أم ّفادي أن سألت الأخرى:ماأخبار أهل زوجك ؟
أجابتها بقسوة : لعنهم الله وقطع أخبارهم .. جاءت حماتي لزيارتنا هذا الصّيف ,فمكثت عندنا تسعين يوما .
سألتها أمّ فادي بدهشة : ألم تمت حماتك بعد ؟
ردت الأخرى : انّها متمسّكة بالحياة, تخاف أن يهرب منها شبابها ,أخذهاالله, وأراحنا منها.
قالت أمّ فادي : ظننتها ماتت.
قالت الأخرى : قاتلها الله , لقد ضايقني وجودها معنا في البيت .. تسعون يومامرّتْ تسعين سنة أذقتها خلالها المرّ وهي صابرة .. صامدة تتحمل الألم, ولاتخبر ابنها شيئا مما أفعل بها .
قالت أمّ فادي بتعجّب: أحقّا ما تقولين ؟
أجابت : نعم انّها حيزبون , تحبّ ابنهاوأحفادها كثيرا ,وأنا أكرهها بقدر محبّتها لهم وأكثر.
أمّ فادي : ليأخذها الله عمّا قريب,وكيف تخلّصت منها ؟
أجابت : اختلقت لها مشكلة وضربتها أمام ابنها وأحفادها وشتمتها ثمّ طردّتها بعد أن هددت زوجي بمغادرة البيت ,فانصاع لرغبتي مضطرًا , وأعادها إلى بيتها في المدينة الثّانية .
أمّ فادي : خيرًا فعلت , ولكن هل وقف زوجك مكتوف اليدين وأنت تضربين أمّه؟
أجابت بسخرية: لم يكن بإمكانه فعل شيء, فقد تصنّعت أنني أصبت بانهيار عصبي ,فخرجتْ من بيتي ذليلة .. مقهورة , ودموعها تتدفّق من عينيها .. بينما راح ابنها يخفف عنها ببعض الكلمات الطّيبة .
قالت أمّ فادي بإعجاب : مرحى لك, إنّك امرأة قوية أمام زوج ضعيف .
ضحكت الأخرى قائلة : إنّه يحبني بجنون, ويخشى أن أتركه .
قالت أمّ فادي : يالك من شيطانة ماكرة ,لاتخافي على ابنتك لانّها ستكون مثلك مع زوجها وحماتها في المستقبل .
قالت الأخرى: لاأظن ذلك فهي ضعيفة ومسالمة, وهذا عيبها الذي يعذبني .
قالت أمّ فادي : المهم الآن موافقتها على العريس, وما يأتي بعد ذلك محسوم أمره.
قالت الأخرى :ربما .
سألتها أمّ فادي : لم تخبريني بعد ,هل وجدت لابنك عروسًا ؟
أجابت الآخرى : مازلت في رحلة البحث الشّاقة هذه ,أريد له عروسا تعيش معنا في البيت , فأنا لاأستطيع أن أبتعد عن ابني يومًا واحدًا.
قالت أمّ فادي بحنان كبير: وأنا مثلك .
قالت الأخرى :أضأتُ حياته بسنين عمري, ومن الصّعب جدا أن أقدمه للعروس على صحن من ذهب , قد أجن اذا أخذته مني أمرأة ثانية ,إنّه إبني ..إبني .
قالت صديقتي : هنا فقط لم أستطع أن أتمالك نفسي فقلت للسّيدة الّتي ضربت حماتها وأذلّتها أمام ابنها وأحفادها: وأنت ألم تأخذي زوجك من أمّه؟
فسألت أمّ عامر بغضب :وماذا قالت لك ؟
أجابت : لم تقل شيئا ,سمعتها تشهق شهقة خرست بعدها,بينما سألتني أمّ فادي : هل كنت تتنصّتين علينا ؟
أجبتها :نعم ,لقد سمعت كلّ ما دار بينكما من حديث .
سألتني أمّ فادي : ولماذا لم تشعرينا بوجودك معنا على الخطّ ؟
أجبتها: لأنّ حديثكما كتم أنفاسي ,أنتما لاتعرفان الرّحمة ,أهكذا تعامل أمّ ربّت ابنها, وقدمت عمرها في سبيل سعادته ؟ يالفظاعة ماحدث!!!
قالت أمّ فادي بشيء من الاعتذار :ولكنّني لم أوافقها تماما على ماكان منها أليس كذلك ؟ ثمّ أغلقت السّماعة.
سألت أمّ عامر بأسى : أحقّا ما ذكرتيه ؟ إنّه أمر فظيع وبشع جدا..
اختنق صوت أمّ عامر بالدّموع وهي تقول : نعم هو كذلك , وهناك أشياء أخرى لم تسعفني ذاكرتي بقولها .
عندئذ سمعتُ صوت رجل عبر الهاتف يقول : كفكفي دموعك ياسيّدتي ..سأعرف كيف أستعيد كرامة أمي ..تلك الزّوجة المستهترة بالقيم, والّتي ضربت حماتها , ماهي الا زوجتي .
فقلت لصديقتي :يا إلهي أسمعتِ ,هناك من كان يتنصّت علينا ,باي...

بقلم
يكفيكم فخرا فأحمد منكم***وكفى به نسبا لعزّ المؤمن

http://tkfiles.storage.msn.com/x1piYkpqHC_35kBLm45a4sqVxenty8f4sEIMS2T2_3thsHysNJ _6GMz4sLEpq0nJYbk-kL17rgwygOhy0XVwZ6PWHJqpwvOW737A4RKos0sGww

صبيحة شبر
13/12/2006, 07:11 PM
المبدعة العزيزة زاهية بنت البحر
قصة جميلة تصور قسوة بعض الناس
زوجة الابن قاسبة القلب وليس لها ضمير ولا دين
والزوج ضعيف الشخصية مريض لايرحم الانسانة حملته
وربته وسهرت على حياته
يوجد العديد من القصص الغريبة عن الابناء العاقين
ويوجد رجال قساة يهينون اباء الزوجات
رغم ان الاباء يكرمونهم ويقدمون لهم كل ما ارادوه
قصص غريبة تدل على ظلم النفوس التي لاتخشى الله

معتصم الحارث الضوّي
13/12/2006, 08:56 PM
كم تحمل مجتمعاتنا العربية من تناقضات محيرة .. قصة رائعة يا أستاذتي الفاضلة .. أتمنى لك المزيد من الإبحار في أعماق الإبداع لتخرجي لنا بمزيد من الدرر القيّمة ..

فائق التقدير و الإجلال
معتصم الحارث

زاهية بنت البحر
14/12/2006, 12:41 AM
المبدعة العزيزة زاهية بنت البحر
قصة جميلة تصور قسوة بعض الناس
زوجة الابن قاسبة القلب وليس لها ضمير ولا دين
والزوج ضعيف الشخصية مريض لايرحم الانسانة حملته
وربته وسهرت على حياته
يوجد العديد من القصص الغريبة عن الابناء العاقين
ويوجد رجال قساة يهينون اباء الزوجات
رغم ان الاباء يكرمونهم ويقدمون لهم كل ما ارادوه
قصص غريبة تدل على ظلم النفوس التي لاتخشى الله


أهلا بك عزيزتي مبدعتنا الرائعة صبيحة شبر
صدقت فموت الضمير عند البعض ,سكين تغرس في صدور الأبرياء ,حيث لايتورعون عن فعل أي شيء ,إنه الطامة الكبرى فلاإحساس بذنب ولاقيمة عندهم لأحد خارج ذواتهم وما يحبون ,والأشد إيلامًا سيطرتهم على ضعاف النفوس فيقتلونهم ذلا ,وعذاب ضمير عندما يقدمون لهم مايريدون بنفس صاغرة, لاترعى لله حرمة ,حتى عقوق الوالدين تكون عندهم رغم فظاعتها سهلة, وهم يلثمون أحذية المتحكمين بهم..
مرورك عزيزي دفق نور أدعوالله أن يحفظه عليك وعلينا ضياءً وهداية
أختك
بنت البحر

هنادة الرفاعي
14/12/2006, 01:18 AM
الغالية زاهية بنت البحر

قصة جميلة
ومغزى هادف
وعبرة لمن لا يخشى الله ولا يحاسب نفسه
وأسلوب شيق وفي غاية الروعة

ولا أعرف كيف لا تشعر المرأة بأمومة غيرها

ويقول المثل (حط أصبعك بعينك متل ما بتوجعك بتوجع غيرك)
يتكلمن عن عاطفتهن لأبنائهن وينكرن عاطفة أم الزوج وكيف ينظر الزوج اليها وهي تضرب أمه لا أتخيل أي نوع من الرجال هذا فمن لا خير فيه لأمه لا خير فيه لأحد

ودمت يا غالية متألقة دائما

نزار ب. الزين
14/12/2006, 06:25 AM
أختي الكريمة زاهية
نصك يتناول جانبين إجتماعيين ، أولهما مشكلة التنصت في جميع أشكالها ، سواء من خلال تشابك خطوط الهاتف أو من وراء الأبواب أو الجدران ، يصيب هذا الداء بعض الناس مبتدئا منذ الصغر و يستمر حتى العجز ، و من الصعب معالجته إذا لم ينتبه إليه الأهل منذ البداية ، لأنه يسبب للفضولي سعادة كبرى . أما بالنسبة للسياسة فيعتبر مشروعا تماما لأنه يصب في خانة الدفاع عن الوطن ، و هناك أيضا التجسس الصناعي لسرقة جهود الطرف الآخر ثم منافسته ، و هناك التجسس على الشعب لحماية العروش و كراسي السلطة ، و الأخيران غير مشروعين و غير أخلاقيين ، إلا أنهما للأسف موجودان .
أما الجانب الثاني فهو مسألة تسلط أحد الزوجين و تحجيمه لدور الطرف الآخر ، فكما نلاحظ أعدادا هائلة من الرجال المتسلطين الذين يقزمون دور زوجاتهم فهناك القلة من النساء المتسلطات يتمكن من تقزيم دور أزواجهن أو حتى إلغائه ، و يعود ذلك إما لضعف شخصية الزوج ، أو لطيبته المتناهية ، أو لكسله و كراهيته للجدل و حرصه على الإبتعاد عن المشاكل مؤثرا الإنسحاب .
أما أن يرى بأم عينه والدته تهان أمام عينيه فهذا قمة الإنحطاط الأخلاقي و قمة الضعف .
خاتمة النص كانت طريفة ، فكما تدين تدان ، و كما تجسست أم عامر على مكالمات الآخرين ، تفاجأ بمن يتجسس على مكالمتها .
إبداع متميز ، و انسياب سردي جذاب، و لغة مكينة
دمت يا أختي زاهية و دام إبداعك
نزار

زاهية بنت البحر
14/12/2006, 11:52 AM
كم تحمل مجتمعاتنا العربية من تناقضات محيرة .. قصة رائعة يا أستاذتي الفاضلة .. أتمنى لك المزيد من الإبحار في أعماق الإبداع لتخرجي لنا بمزيد من الدرر القيّمة ..

فائق التقدير و الإجلال
معتصم الحارث

صدقت أخي المكرم معتصم الحارث جزاك الله الخير
هذه التناقضات من المشاكل التي تقف في وجه تقدمنا لما تسببه من عدم استقرار عائلي, فتنعكس نتائجها على كل أفراد الأسرة ,ومن ثم على المجتمع من خلال علاقات الناس , فالإنسان بطبعه اجتماعي ,وما يحصل وراء الأبواب المغلقة لابد من تسرب سلبياته إلى النور بوسيلة ما ,كما حدث مع أم فادي ..
لك شكري وتقديري
أختك
بنت البحر

عامرحريز
14/12/2006, 12:09 PM
بارك الله فيك، قصة تتحدث عن واقع كثير من نساء ورجال هذه الأيام، الذين لا هم لهم إلا معرفة أخبار الآخرين بالتنصت.
لقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدخول في شأن اثنين يتناجيان في عدة أحاديث . منها لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما

ملاحظة:
قلت لها :ومع ذلك لاشأن لك بهما لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)
أختي هذه آية وليست من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زاهية بنت البحر
14/12/2006, 12:16 PM
أخي المكرم عامر حريز نعم هي آيه وليست حديثًا لك شكري
وتقديري على التنبيه وجل من لايسهو
دمت بخير
أختك
بنت البحر

صباح الحكيم
14/12/2006, 12:19 PM
من راقب الناس مات هما
الغالية زاهية مبدعة دائما
للأسف مجتمعنا العربي في تصاعد مثل هذه المشاكل
شئ مؤلم للغاية

رائعة مكالمتك الهاتفية
بانتظار المزيد
بارك الله فيك
و دمت بكل خير

تقديري

زاهية بنت البحر
15/12/2006, 01:48 AM
الغالية زاهية بنت البحر

قصة جميلة
ومغزى هادف
وعبرة لمن لا يخشى الله ولا يحاسب نفسه
وأسلوب شيق وفي غاية الروعة

ولا أعرف كيف لا تشعر المرأة بأمومة غيرها

ويقول المثل (حط أصبعك بعينك متل ما بتوجعك بتوجع غيرك)
يتكلمن عن عاطفتهن لأبنائهن وينكرن عاطفة أم الزوج وكيف ينظر الزوج اليها وهي تضرب أمه لا أتخيل أي نوع من الرجال هذا فمن لا خير فيه لأمه لا خير فيه لأحد

ودمت يا غالية متألقة دائما
أجل هو كما تفضلت عزيزتي هنادة الرفاعي
ولكننا دائما نحن بحاجة لتقوى الله سرًا وعلنا
وكما نعلمين فإنَّ الله يمهل ولايهمل
وعندما يجمح الظالم بظلمه يأتيه العقاب
في الدنيا عدا مايخبَّأ له في الآخرة
ليتنا نتعظ بغيرنا قبل أن نصبح عظة للغير
دمت بخير وهدى
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
15/12/2006, 03:34 PM
أختي الكريمة زاهية
نصك يتناول جانبين إجتماعيين ، أولهما مشكلة التنصت في جميع أشكالها ، سواء من خلال تشابك خطوط الهاتف أو من وراء الأبواب أو الجدران ، يصيب هذا الداء بعض الناس مبتدئا منذ الصغر و يستمر حتى العجز ، و من الصعب معالجته إذا لم ينتبه إليه الأهل منذ البداية ، لأنه يسبب للفضولي سعادة كبرى . أما بالنسبة للسياسة فيعتبر مشروعا تماما لأنه يصب في خانة الدفاع عن الوطن ، و هناك أيضا التجسس الصناعي لسرقة جهود الطرف الآخر ثم منافسته ، و هناك التجسس على الشعب لحماية العروش و كراسي السلطة ، و الأخيران غير مشروعين و غير أخلاقيين ، إلا أنهما للأسف موجودان .
أما الجانب الثاني فهو مسألة تسلط أحد الزوجين و تحجيمه لدور الطرف الآخر ، فكما نلاحظ أعدادا هائلة من الرجال المتسلطين الذين يقزمون دور زوجاتهم فهناك القلة من النساء المتسلطات يتمكن من تقزيم دور أزواجهن أو حتى إلغائه ، و يعود ذلك إما لضعف شخصية الزوج ، أو لطيبته المتناهية ، أو لكسله و كراهيته للجدل و حرصه على الإبتعاد عن المشاكل مؤثرا الإنسحاب .
أما أن يرى بأم عينه والدته تهان أمام عينيه فهذا قمة الإنحطاط الأخلاقي و قمة الضعف .
خاتمة النص كانت طريفة ، فكما تدين تدان ، و كما تجسست أم عامر على مكالمات الآخرين ، تفاجأ بمن يتجسس على مكالمتها .
إبداع متميز ، و انسياب سردي جذاب، و لغة مكينة
دمت يا أختي زاهية و دام إبداعك
نزار

أجل والله كما تفضلت فالتنصت داء لاشفاء منه أعرف إحداهن لاتفوتها كبيرة, ولاصغيرة تتنصت على أهل البيت, وعلى كل هاتف يأتي إليه تصور هناك أكثر من عائلة تعيش في هذا البيت ,وهي تسمع مكالماتهم الهاتفية , وفيها أسرار خاصة حرام أن يعرفها غير المعنيين بها ,وقد تورث عادتها السيئة هذه لأولادها ..
أما ضرب الأم فوالله تقشعر له الأبدان تذكرني هذه الحالة بنقيض هذا الزوج بعمرو بن كلثوم وما حدث عندما أهينت أمه ,
لك شكري وتقديري على ردك الرائع ودعواتي لك بالخير والسعادة
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
16/12/2006, 03:04 AM
قرأت الآن خبرًا أسعدني وهو يناسب تمامًا هذه القصة فأحببتُ أن يلازمها يقول الخبر:مجلس الأمة يوافق على قانون معاقبة عاق والديه بالسجن سنتين
أخبار لها

الكويت: وافقت لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل البرلمانية في مجلس الأمة الكويتي على مشروع قانون حكومي يقضي بالسجن سنتين مع غرامة مالية مقدارها عشرة آلاف دينار على كل من أهمل رعاية والديه المسنين أو احدهما.

وجاء في قانون الحكومة الذي سيقره المجلس لاحقا بعد أن وافقت اللجنة البرلمانية عليه، أنه ونظرا إلى ضرورة الحفاظ على التماسك الأسري ونسيج الأسرة الكويتية المستمد من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومد المظلة القانونية لتحقيق ذلك، فإنه يعاقب كل كويتي أهمل رعاية والديه المسنين بالحبس لمدة أقصاها سنتين وغرامة مالية تصل إلى عشرة آلاف دينار أو إحدى العقوبتين. وحدد القانون وصف المسن بمن تجاوز الخامسة والستين من العمر.

عبد الرحيم محمد
16/12/2006, 08:20 AM
المكرمة/ بنت البحر
اشكرك على هذه القصة الرائعة ويتجلي روعتها فيما يلي:
1- اختيار العنوان المشوق المثير.
2- التعليق السردي المتواتر قبل الدخول إلى نص المحادثة وكنت على عجل في قراءة مدخل النص قبل الدخول إلى الحوار الشيق.
3- وضوح الهدف والمغزى من نص القصة وهو يعالج مشاكل عدة:
1-التصنت 2-التسلط 3-التصنع
4- القصة واقعية وتحدث في كل المجتمعات العربية في الشقق الضيقة .. وفي البيوت الواسعة .. ولا ادري مدى مقارنة ذلك مع المجتمعات الأخرى فلا اعلم عما إذا كانت والدة الانجليزي أو الفرنسي أو الامريكي مثلا تتلقى نفس المعاملة من زوجة الابنة أو ان كان هي في الأساس تأتي لزيارتهم ام لا.
5- اخلاقية وإسلامية القصة حيث من الممكن ربطها مع عدد من الايات القرآنية والاحاديث النبوية.
6- نهاية القصة كانت نهاية مميزة وهي معاملة بالمثل .
7- ولفائدة الجميع السؤال المهم بصفتة (قاصة اجتماعية) : ماهي سبب كره الزوجة لأم الزوج ؟ وما هي الطريقة التي تنصحين للتعامل مع هذه الحالة (من وجهة نظر شخصية فقط)
8- كما اشكرك على اختيارك لبيت الشعر الذي اتخذتيه شعاراً لك وهو ينبع عن حب دائم للمصطفي صلى الله عليه وسلم .
عبد الرحيم محمد احمد - مترجم تحريري

زاهية بنت البحر
17/12/2006, 03:05 AM
بارك الله فيك، قصة تتحدث عن واقع كثير من نساء ورجال هذه الأيام، الذين لا هم لهم إلا معرفة أخبار الآخرين بالتنصت.
لقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدخول في شأن اثنين يتناجيان في عدة أحاديث . منها لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما

ملاحظة:
قلت لها :ومع ذلك لاشأن لك بهما لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)
أختي هذه آية وليست من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولك الشكر للمرة المئة أخي المكرم عامر حريز على مرورك والتصويب بالآية
دمت بخير أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
17/12/2006, 09:22 PM
من راقب الناس مات هما
الغالية زاهية مبدعة دائما
للأسف مجتمعنا العربي في تصاعد مثل هذه المشاكل
شئ مؤلم للغاية

رائعة مكالمتك الهاتفية
بانتظار المزيد
بارك الله فيك
و دمت بكل خير

تقديري


أهلا ومرحبًا بك عزيزتي صباح الحكيم
أجل من راقب الناس مات همًا ووقع في مهالك الإثم بسوء الظن ..الأمر بحاجة لعقل وسعة أفق وقوة إرادة ,تجعل الإنسان يحسب لخطواته حسابًا ,وإلا انزلق إلى الهاوية ..دمت بخير وتوفيق
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
19/12/2006, 10:14 PM
عبد الرحيم محمد احمدأخي المكرم أهلا ومرحبًا بك
مرورك ألقى الضوء على عدة جوانب هامة من القصة أشكرك عليه
وأمَّا نصيحتي ,فإنني أوجهها للأطراف الثلاثة الأم والزوجة والزوج ..فالأم المحبة لابنها وابنتها تعمل على جعل حياته هادئة مع زوجته , وتقدم لهما النصيحة بأسلوب لبق عندما تجد الحاجة لذلك بطريقة غير مباشرة ,إما أن تقص عليهما حالة مشابهة لمشكلة ما يواجهانها ,وكيفية حلها ,وبمدح ابنها بغياب زوجته ,ومدح الزوجة بغياب الزوج ,ولاتنتقد كنتها أمام زوجها أو أهل البيت, فذا يسبب ضغط نفسي لها, وتعمل جهدها ألاتتدخل بحياتهما إلا عند الضرورةة وبأسلوب لبق..
وعلى الزوجة أن تنظر إلى حماتها كما تنظر إلى أمها باحترام, وتأخذ رأيها في أمور كثيرة, وتحضر لها هدية ولو بسيطة بين الفينة والأخرى ,وتساعدها إن أمكن في البيت , وتأخذها معهما في نزهاتهما أحيانا, وحبذا لو أنها تناديها بماما , فتشعر الحماة بأن كنتها هي ابنتها..
أما الزوج فعليه أن يكون ميزانًا دقيقًا يعدل بينهما ,ويعطي كل ذي حقٍّ حقها, فهذه عين والأخرى عين, فلايغمض أحدهما , فيصاب بالجنف , فتخرب حياته وينكد عيشه ,وكان الله في عونه مادام بين فكين قد يطبقان عليه , إن لم يحسن التعامل معهما, وجمعهما على خير ..

أما توقيعي الذي أفخر به فقد تخذته منذ دخولي النت , وأدعو الله أن يساعدني كي أكمل منه قصيدة فهو بيت يتيم لم أكتب غيره بهذا الشأن ..
لك شكري وتقديري
أختك
بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم ***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن